يا أخي العزيز أسامة .
العلماء كانوا يبحثون في الصفات الالهية و يردون على لتكلمين و يخوضون في مضائق المسائل..
ولكنهم إذا وصلوا إلى موضوع القدر أمسكوا .
لأنه مزلة أقدام ، و مزالق أفهام .
و لأن المكلف مسؤول عن عمله بينما القدر هو من الله عز وجل ,
قال الإمام أحمد : ( القدر قدرة الله ) .
فمن أنكر القدر أنكر القدرة .
قال الجنيد كان الناس إذا كان الكلام في القدر أمسكوا ، و قد فتحت لي فيه روزنة ، أي نافذة .
فلذلك فليسعك ما و سع العلماء الذين هم أكمل منا علما و فهما .
و إذا أردت دحر الوساوس و الخطرات التي هي من صريح الايمان .
فقل يا نفس اسمعي ، لا سبيل لإنكار القدر لأن ذلك انكار لقدرة لله .
و لا سيل لك لانكار الاختيار لأن ذلك منك طلبا للسلامة من المسؤولية .
بينما ذلك أبعد ما يكون من السلامة .
و السلامة في اثبات ما أثبه الله عز وجل في قوله تعالى :{لمن شاء منكم أن يستقيم ، و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } .
و في قوله تعالى :{كلا إنه تذكرة ، فمن شاء ذكره ، و ما تشاؤون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى و أهل المغفرة }.
فالله عز وجل أثبت للعبد مشيئة ، و لكنها تحت مشيئة الله عزوجل .
و تذكر أن القدر هو سر الله في خلقه .
و ليس علمه الكامل عند البشر ، لأن أمره أولا و أخيرا إلى الله عز و جل .
Bookmarks