أود أن أنبه غلى ضرورة دمج الموضوع الآخر (( الرد على موقع القاديانية )) منعا للتشتيت والتكراربعد أن نجح الأخ المراقب الفنى فى استعادة هذا الرابط وجزاكم الله خيرا .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده .
أما بعد قال تعالى :
((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) [الأنعام/93]))
الزميل غالى لسنا شاكين فى ديننا كآل فرعون حتى تستشهد علينا بقوله تعالى ((وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35) غافر)) بل أنتم من تشكون بدليل تحريفكم وخروجكم عن الدين واتباعكم الأباطيل كما أن يوسف عليه السلام لم يكن خاتم النبيين ولم يوحى إليه أنه خاتم النبيين فكان قولهم لن يبعث الله من بعده رسولا كبر وتجبر وسوء ظن بالله تعالى استحقوا عليه الطبع على القلوب ومعلوم أنه لا بد من نبى يكون هو آخر الانبياء لأن النبوة وغيرها لا بد وأن تنقطع وأنه لا يوجد خير من محمد صل الله عليه وسلم حتى يكون آخر الأنبياء وتكون رسالته هى الرسالة الخاتمة بين يدى الساعة وللناس كافة .
إن أول ما يتبادر إلى ذهن المسلم حين يسمع عن مدع للنبوة وسط المسلمين يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن يواجهه بأدلة ختم النبوة ، والأمر الطبيعى أن يلجأ هذا المدعى إلى تأويل تلك الأدلة وصرفها عن معناها فيقول على سبيل المثال إنها دلالة على ختم النبوة وليس هناك دليل على ختم الرسالة، أو إن ((ختم)) لها معنى آخر وأن ((بعد)) ليست بظرف زمان ولا تدل على البعدية الزمانية ،أو أن يطعن فى الأسانيد مباشرة فيدعى أن القرآن قد اصابه التحريف وأن الأحاديث موضوعة وما إلى ذلك .. لكن القاديانى حين يبدأ إنما يبدا بالمغالطة فيحاول أن يدفع عن نفسه التهمة بالرد على تهمة أخرى لا علاقة بينتها وبين ما يتهم به وكأنه بذلك قد فعل شيئا يستحق أن يوصف بأنه استدلال ، يقول القاديانى :
"تذكروا هنا جيدا أن التهمة التي تُلصَق بي وبجماعتي أننا لا نؤمن بكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتَم النبيين، إنما هي افتراء عظيم علينا. إن القوة واليقين والمعرفة والبصيرة التي نؤمن ونتيقن بها بكون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء، لا يؤمن الآخرون بجزء واحد من المائة ألف جزء منها، لأن ذلك ليس بوسعهم. إنهم لا يفهمون الحقيقة والسر الكامن في مفهوم ختم النبوة لخاتم النبيين. لقد سمعوا هذه الكلمة من الآباء والأجداد ولا يعرفون حقيقتها ولا يعرفون ما هو ختم النبوة وما هو المراد من الإيمان به. ولكننا نؤمن بكون النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين بالبصيرة التامة التي يعلمها الله. لقد كشف الله تعالى علينا حقيقة ختم النبوة بحيث نجد من شراب المعرفة الذي سُقينا إياه لذةً لا يتصورها أحد إلا الذين سُقُوا من هذا النبع."
(الملفوظات ج1 ص 342 طبعة لندن)
يقول إننا نؤمن بختم النبوة بمعنى خاص غير الذى تنفونه عنا.
حسنا فلماذاإذن تستنكر ؟ هم لا ينفون عنك هذا المعنى الذى تؤمن به بل ينفون معنى آخر ؟!
هم لا ينفون أن يكون النبى هو أفضل الانبياء وأعظمهم قدرا وأكملهم وأشرفهم ...إلخ هذا لا ينكره أحد ولكن الآية تشمل معنى آخر فى منتهى الوضوح وهو أنه آخرهم وحتى لو نزلت آخرهم لأولتموها ولو نزلت آخر نبى مبعوث لأولتموها ولا أدرى ما هو الفظ الذى يمكن أن يذكر أوضح من ذلك للدلالة على المطلوب وما هو اللفظ الذى يجب أن تأتى به السنة وما هو العدد المطلوب لحصول التواتر والإجماع غير ما حصل إنكم مكذبون لقد وصل التأويل إلى درجة لا يمكن معها أن يصير تأويلا ولا ليا للكلم لقد جردتم اللغة من معناها لقد نقضتم الإجماع وكذبتم النبى صلى الله عليه وسلم واتهمتهم أصحابة بالضلال والإفك فماذا بقى بعد ذلك إلا ما هو أعظم منه وهو ادعاء النبوة
الامر الثانى الذى يدعيه أن هناك معنى لختم النبوة غير الذى أجمع عليه المسلمون هو الذى أراده الله تعالى .
وهذا يعنى أن الله تعالى يخاطب المسلمين بما يضلهم به وبما لا يفهمونه !
وهذا يعنى أيضا أنه يفهم من لغة العرب ما لا يفهمونه هم من لغتهم !
لكن أين هو الدليل على هذا المعنى ؟ إنه لا يمكن أن أخبركم بهذا المعنى فضلا عن دليله لأنه خاص بى وبمن سار على طريقتى فلا تسألونى عنه لأنكم لن تفهموه ومع ذلك عليكم أن تؤمنوا بى كنبى وتكذبوا أنفسكم وتعتقدوا أن المسلمين كانوا على ضلال منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وقد اجتمعوا على ضلالة طوال هذه الفترة وأن لغة العرب لا يفهمها إلا هندى ولا سبيل لإدارك معنى فى القرآن ولا فى الحديث عن طريق فهم اللغة وقد سقطت اللغة وعليكم الاتباع والإقرار دون أى دليل وتكذيب آباءكم لأننى نبى حقا وبلا أى دليل ..
أهذه منهج عقلى يحترم صاحبة ؟
لله در الإمام ابن كثير حين قال (( فكل واحد من هؤلاء الكذابين يخلق الله معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب مَنْ جاء بها ))
وقد علمنا ما من نبى إلا وكانت له الحجة البالغة على قومه وما من نبى إلا وكان نبيها فطنا ولا يصدر كلام كهذا فى معرض الحجج والجدال إلا عن أفاك أو عديم الفطنة .
أعتقد أن ما ذكره غلام ميرزا هنا لا يحتاج لتعليق ولا يستحق جوابا ولا بد من أن يعرض أتباعه الموضوع بصورة أخرى كالعبث باللغة والتأويل ولى أعناق الكلمات كما يفعل كل مدع للنبوة حين يصطدم بأدلة ختم النبوة وأنه لا نبى بعد محمد صلى الله عليه وسلم فمثلا من التلاعبات اللفظية والعبث باللغة قولهم :
ولغوياً إذا ما أضيف "خاتَم" أو "خاتِم" إلى جمع العقلاء (النبيين) فلا يكون معناه إلا الأفضل والأكمل.. أي الذي جاء بما لم يأت ولن يأتي أحد من قبله أو من بعده بمثل ما جاء به.. كما أنها تعني من جمع أفضل ما كان للسابقين من أعمال وآثار ومحاسن ووضعها في أحسن صورة وترك طابعه فيمن جاء من بعده.. وعلى هذا فقد وصل للكمال حيث لا يصل أحد إلى مرتبته ممن كان قبله أو ممن جاء بعده..
لا شك أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خير خلق الله تعالى وأشرف الرسل وافضلهم ولا يدانيه أحد منهم فى مآثره ومحامده ..ولكن أن يصبح ذلك هو المعنى المقصود بقوله تعالى (( وخاتم النبيين ))وينفى المعنى الآخر الذى يقره أهل اللغة ويتبادر إلى أذهان الناطقين بها فلا ، أضف إلى ذلك عبارة من قبيل ( ولغوياً إذا ما أضيف "خاتَم" أو "خاتِم" إلى جمع العقلاء (النبيين) فلا يكون معناه إلا الأفضل والأكمل ))عبارة كهذه لا يمكن فهمها إلا إذا اتهمنا صاحبها بالكذب والبهتان الصريح عجيب جدا أمر هؤلاء لو قالوا إنه يمكن حملها فى اللغة على هذا المعنى لكان أهون على السامع وأقرب لتصديق بعض الضعاف أماأن يقول إنه لا معنى لها فى اللغة إلا ذلك ويستخدم أسلوب الحصر أعتقد أن الأمر واضح ولا يحتاج لتعليق أكثر من ذلك .
هذا إضافة إلى الانسياح التام والانسياب مع الاوهام والأحلام والذى يتضح فى عبارات من قبيل إن خاتم النبيين تعنى الختم الذى يترك طابعه فيمن يأتى بعده منتهى التكلف والانسياح ولا يؤيده إلى أمانى صاحبه وأحلامه وأوهامه (( تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )).
دعونا من هذا البهتان والانسياح مع الأوهام إلى ما يقوله أهل اللغة ، جاء فى معجم مقاييس اللغة لابن فارس - (ج 2 / ص 245)ما نصه :
(ختم) الخاء والتاء والميم أصلٌ واحد، وهو بُلوغ آخِرِ الشّيء. يقال خَتَمْتُ العَمَل، وخَتم القارئ السُّورة. فأمَّا الخَتْم، وهو الطَّبع على الشَّيء، فذلك من الباب أيضاً؛ لأنّ الطَّبْع على الشيءِ لا يكون إلاّ بعد بلوغ آخِرِه، في الأحراز. والخاتَم مشتقٌّ منه؛ لأنّ به يُختَم. ويقال الخاتِمُ، والخاتام، والخَيْتام. قال:
* أخذْتِ خاتامِي بغيرِ حَقِّ(4) *
والنبي صلى الله عليه وسلم خاتَِمُ الأنبياء؛ لأنّه آخِرُهم. وخِتام كلِّ مشروبٍ: آخِرُه. قال الله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين 26]، أي إنّ آخرَ ما يجِدونه منه عند شُربهم إياه رائِحَةُ المسك. ا.هـ
وهذا الذى ذكره لا خلاف عليه بين أهل اللغة ، والمعاجم موجوده ومحققة لمن أراد أن يبحث فيها ، وهو مما يؤكد بطلان مذهب القوم واعتمادهم على الكذب والبهتان فى ترويج بدعتهم والدفاع عن باطلهم .
يتبع إن شاء الله تعالى .
Bookmarks