لقد تبين أنه ليس لهؤلاء الدجاجلة من مستند من لغة العرب بل إن الاستشهاد بها لن يكون إلا مبطلا لزعمهم مثبتا لكذبهم ، و تبين أن عبارات من قبيل (( لا بد وأن تعنى كذا)) و((ضرورى أن يقصد بها كذا)) ما هى إلا أمانى وأحلام فى ذهن أصحابها ، لقد حاول غلام ميرزا وأتباعه جاهدين أن يجدوا ولو جملة واحدة أو بيتا لشاعر يعارضون به إجماع المسلمين ولو لمجرد التشويش فاستدلوا بقول لأحد الشعراء المتأخرين يدعى الحسن بن وهب يصف أبا تمام حبيب الطائى بأنه خاتم الشعراء فدلسوه وأخرجوه عن سياقه ثم زعموا أن ذلك قد اطرد وكثر وشاع بين الشعراء مبالغة فى التدليس والمكر والبهتان يقول الشاعر :
فجع القريض بخاتم الشعراـــــ وغدير روضتها حبيب الطائي .
ماتا معا فتجاورا في حفرة ـــــ وكذاك كانا قبل في الاحيا.
يقصد على سبيل المجاز والمبالغة أن الشعر قد مات بموت أبى تمام فهو آخر شاعر ولا شعر بعده وهو ما يؤكد المعنى وليس ينقضه واستدلالهم بذلك عليهم لا لهم .
أما عبارة ((خاتم الأولياء)) فوردت فى كلام بعض غلاة الصوفية ومنحرفيها ممن طمحت نفسه للنبوة وادعى أنها كسبية وفى وقت متأخر بعد عصور الاستشهاد ولا شأن لنا بهم ولا بإشاراتهم ومصطلحاتهم نعم القاديانية تلاميذ هؤلاء ويستغلونهم ويرددون عباراتهم ليخدعوا بها الناس كما فعل القاديانى ونقل بعض عبارات الصوفية على أنها وحى من الله تعالى كما فى خطبته التى يصفونها بالإلهامية وما هو إلا منقولة من كتب الصوفية لكن مصطلحات هؤلاء المتأخرين عن عصور الاستشهاد المخالفين للكتاب والسنة عن غى وهوى قريب من غى القاديانية وهواهم لا شأن له ولا وزن .
إن أحدا من المسلمين لا يشك فى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أفضل الرسل وأعظمهم وأعلاهم منزلة ..ولكن أن نحمل الآية ما لا تحتمل أو أن نصرف معناها إلى معنى آخر لمجرد تصحيح أمر خطئ فى اعتقاد شخص ما فهو شىء باطل ومرفوض تماما وقد فُسرت تلك الآية فى جميع كتب التفسير بما يتفق مع المعنى اللغوى وليس من الوارد مطلقا أن يكون ذلك موضعا للأخذ والرد أو محلا للاشتباه فالأمر متفق عليه ومجمع عليه بين المسلمين منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم وإنما نورد هنا الأدلة لمن صم سمعه وعمى بصراه وران تقليد الكذبة على قلبه حتى لم يعد يدرى للكلام معناه .
.هذا ما ذكرته بعض كتب التفسير المعتمدة - أكتفى به منعا للإطالة - من تفسيرات ونصوص ونقول عن الصحابة رضوان الله عليهم وسلف الأمة وأهل اللغة وما أجمع عليه المسلمون وما لا خلاف عليه بين المؤمنين ولا يشاغب فيه غير الأفاكين أتباع الكذبة المدعين :
تفسير الطبري - (ج 20 / ص 278-279)القول في تأويل قوله تعالى : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) }
يقول تعالى ذكره: ما كان أيها الناس محمد أبا زيد بن حارثة، ولا أبا أحد من رجالكم (1) الذين لم يلده محمد؛ فيحرم عليه نكاح زوجته بعد فراقه إياها، ولكنه رسول الله وخاتم النبيين، الذي ختم النبوة فطبع عليها، فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة، وكان الله بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علم لا يخفى عليه شيء.
نسير بن ذعلوق، عن علي بن الحسين في قوله( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ) قال: نزلت في زيد بن حارثة، والنصب في رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بمعنى تكرير كان رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، والرفع بمعنى الاستئناف؛ ولكن هو رسول الله، والقراءة النصب عندنا.
واختلفت القراء في قراءة قوله(وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) فقرأ ذلك قراء الأمصار سوى الحسن وعاصم بكسر التاء من خاتم النبيين، بمعنى: أنه ختم النبيين. ذُكر أن ذلك في قراءة عبد الله(وَلَكِنَّ نَبِيًّا خَتَمَ النَّبيِّينَ) فذلك دليل على صحة قراءة من قرأه بكسر التاء، بمعنى: أنه الذي ختم الأنبياء صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وعليهم، وقرأ ذلك فيما يذكر الحسن وعاصم(خَاتَمَ النَّبِيِّينَ) بفتح التاء، بمعنى: أنه آخر النبيين، كما قرأ(مَخْتُومٌ خَاتَمَهُ مِسْكٌ) بمعنى: آخره مسك .
زاد المسير - (ج 5 / ص 139)قوله تعالى : { ما كان محمَّدٌ أبا أحَد من رجالكم } قال المفسرون : لمَّا تزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم زينب ، قال الناس : إِن محمداً قد تزوَّج امرأة ابنه ، فنزلت هذه الآية ، والمعنى : ليس بأب لزيد فتَحْرُم عليه زوجته { ولكنْ رسولَ الله } قال الزجاج : من نصبه ، فالمعنى : ولكن كان رسولَ الله ، وكان خاتم النبيِّين؛ ومن رفعه ، فالمعنى : ولكنْ هو رسولُ الله؛ ومن قرأ : { خاتِمَ } بكسر التاء ، فمعناه : وختم النبيِّين؛ ومن فتحها ، فالمعنى : آخِر النبيِّين . قال ابن عباس : يريد : لو لم أَختِم به النبيِّين ، لَجَعلتُ له ولداً يكون بعده نبيّاً
.الدر المنثور - (ج 8 / ص 170)وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولكن رسول الله وخاتم النبيين } قال : آخر نبي .
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله { وخاتم النبيين } قال : ختم الله النبيين بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وكان آخر من بعث .
وأخرج أحمد ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى داراً فأتمها إلا لبنة واحدة ، فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة » .
وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل ابتنى داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة ، فكان من دخلها فنظر إليها قال : ما أحسنها! إلا موضع اللبنة ، فأنا موضع اللبنة فختم بي الأنبياء » .
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
تفسير النسفي - (ج 3 / ص 133)
{ وَخَاتَمَ النبيين } بفتح التاء عاصم بمعنى الطابع أي آخرهم يعني لا ينبأ أحد بعده وعيسى ممن نبي قبله ، وحين ينزل ينزل عاملاً على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كأنه بعض أمته . وغيره بكسر التاء بمعنى الطابع وفاعل الختم .
تفسير البغوي - (ج 6 / ص 358-359)
{ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } ختم الله به النبوة، وقرأ عاصم: "خاتم" بفتح التاء على الاسم، أي: آخرهم، وقرأ الآخرون بكسر التاء على الفاعل، لأنه ختم به النبيين فهو خاتمهم.
قال ابن عباس: يريد لو لم أختم به النبيين لجعلت له ابنا يكون بعده نبيا (1) .
وروي عن عطاء عن ابن عباس: أن الله تعالى لما حكم أن لا نبي بعده لم يعطه ولدا ذكرا يصير رجلا { وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا }
أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني، أخبرنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد الخذاشاهي، أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم، حدثنا أبكر الجوربذي، أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس عن يزيد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة قال: كان أبو هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه، ترك منه موضع لبنة فطاف به النُّظارُ يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة لا يعيبون سواها فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة، ختم بي البنيان وختم بي الرسل" (2) .
تفسير الماوردى - (ج 3 / ص 381)
{ وَلكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّنَ } يعني آخرهم وينزل عيسى فيكون حكماً عدلاً وإماماً مقسطاً فيقتل الدجال ويكسر الصليب وقد روى نعيم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرجُ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِن ثَلاَثِينَ كُلُّهُم يَزْعَمُ أَنَّهُ نَبِيٌ وَلا نَبِيَّ بَعْدِي » قال مقاتل بن سليمان ولم يجعل محمداً أبا أحد من الرجال لأنه لو جعل له ابناً لجعله نبياً وليس بعده نبي قال الله { وَخَاتَمَ النَّبِيِّنَ }
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب الشاشي، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وغير واحد قالوا، أخبرنا سفيان عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي أسماء أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي، يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب، والعاقب الذي ليس بعده نبي" (3)
تفسير أبي السعود - (ج 5 / ص 340)
{ وَخَاتَمَ النبيين } أي كان آخرَهم الذين خُتموا به . وقُرىء بكسر التَّاءِ أي كان خاتمِهم ويُؤيِّده قراءةُ ابن مسعودٍ ولكنْ نبياً ختَم النبيِّينَ ، وأيّاً ما كانَ فلو كانَ له ابنٌ بالغٌ لكان نبيّاً ولم يكنُ هو عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ خاتمَ النبيِّينَ كما يُروى أنَّه قالَ في إبراهيمَ حينَ تُوفِّي « لو عاشَ لكانَ نبيّاً » ولا يقدحُ فيه نزولُ عيسىَ بعدَهُ عليهما السَّلامُ لانَّ معنى كونِه خاتمَ النبيِّينَ أنَّه لا يُنبَّأُ بعدَهُ أحدٌ وعيسى ممَّن نُبِّىء قبلَه وحينَ ينزلُ إنَّما ينزلُ عاملاً على شريعةِ محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُصلِّياً إلى قبلتِه كأنَّه بعضُ أمَّتهِ
تفسير ابن كثير - (ج 6 / ص 428)وقوله: { وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } كقوله: { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ } [الأنعام:124] فهذه الآية نص في (7) أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول [بعده] (8) بطريق الأولى والأحرى؛ لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة، فإن كل رسول نبي، ولا ينعكس. وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث جماعة من الصحابة.
لا يوجد خلاف بين المفسرين على أن المقصود بقوله تعالى (( وخاتم النبين )) هو أنه صلى الله عليه وسلم هو آخر نبى مبعوث وأن ذلك يعنى بالضرورة أن كل من ادعى النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم فهو كذاب ومتبعه متبع لكذاب مارق خارج عن ملة الإسلام، وكيف لا وهذا ما تقتضيه اللغة وأجمع عليه المسلمون قاطبة منذ عهد الصحابة رضى الله عنه وردت به السنة وصحت فيه الأحاديث التى بلغت حد التواتر ..
هذه بعض نماذج من كتب التفسير وقد أجمع المفسرون على أن معنى قوله تعالى فى سورة الأحزاب (( وخاتم النبيين )) أنه آخرهم فلا نبى بعده ولم يقل أحد من المفسرين منذ عهود الإسلام الأولى سواء من اعتمد فى تفسيره على المنقولات والاحاديث والآثار أو من يعتنى بالمعقول لم يقل منهم أحد خلاف ذلك ولولا الإطالة لسردت عشرات أخرى من النماذج من كتب التفسير المعتمدة .
والعجيب أن يأتى هؤلاء بأقوال مبتدعة المتصوفة فى مقابل المفسرين ، والأقوال المقتطعة المحرفة ويحملونها ما لا تحتمل حتى تناقض مذاهب أصحابها وعقائدهم ،وبالأوهام والأمانى فى مقابل النصوص الصريحة وأقول أهل اللغة ، وبالدجل والمغالبة اللفظية والأكاذيب فى مقابل إجماع المسلمين وهذه بعض النماذج :
يقول القاديانية :
هذه الآية الكريمة وردت في سياق الحديث عن زواج النبي صلى الله عليه وسلم من مطلَّقة زيد. وقد اعتُرض على هذا الزواج باعتباره زواجا من مطلقة الابن، فجاءت هذه الآية لتنفي أبوته الجسدية صلى الله عليه وسلم لأحد من الرجال. ولما كان هذا التعبير مما يمكن أن يساء فهمه، وسط محيط يسخر ممن لم يبقَ له أي أبناء ذكور، كان لا بدّ من الاستدراك، فجاءت جملة (رسول الله وخاتم النبيين) بعد (لكن) لتزيل هذا الفهم الذي يتبادر إلى ذهن البعض، ولتقول: إنه أبوكم جميعا روحيا، بل أبو الأنبياء أيضا.
كلام ركيك بلا معنى ؛ ما معنى أن ((خاتم الأنبياء)) تعنى أنه أبوكم وأبو الأنبياء أيضا ؟!!محض تكلف وتحميل كلام الله تعالى ما لا يحتمل لإخراج اللفظ عن معناه الحقيقى بدافع البحث عن دليل يؤيد البدعة والمروق من الدين .
يقول القاديانية :بينما لو فسرناها بمعنى "الآخر"، لما كان لها أي معنى في هذا السياق؛ وإلا فما معنى: إنه ليس أبًا لأحد منكم جسديًّا، ولكنه أبوكم روحيا وآخر نبي؟ أين العلاقة بين ما قبل حرف الاستدراك (لكن) وما بعده؟ وهل الأبوة تتنافى مع النبوة؟ وهل كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين يقتضي ألا يكون أبا لأحد من الرجال؟! .. إن من يفسر (خاتم النبيين) بأفضلهم وأكملهم وأبيهم روحيا، يكون قد رأى أن الجنس المشترك بين العبارة المنفية قبل (لكن) والعبارة المثبتة بعدها هو الأبوة، فالعبارة الأولى تنفي الأبوة الجسدية، والعبارة الثانية تثبت الأبوة الروحية للمؤمنين وللأنبياء. أما من فسر (خاتم النبيين) بآخرهم اصطفاء، فأنى له أن يجد جنسا مشتركا يجمع بين العبارتين؟
لو بقى له صلى الله عليه وسلم ولد ذكر لظن الناس أنه سيكون نبيا بعده كما هو حال كثير من الانبياء السابقين كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعد إسحاق يعقوب ومن بعده يوسف عليهم السلام وكداود وسليمان عليهما السلام وزكريا ويحيى عليهما السلام .. فأراد الله تعالى ألا يكون ذلك لأنه خاتم النبيين فلم يجعل له أبنا من رجالهم ونفى عنه ذلك لأنه خاتم النبيين وما كان له أن يكون له ابن يرث النبوة .
يقول القاديانية : ثم إذا كان القرآن الكريم يريد أن يذكر أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم هو آخر نبي مبعثا، فلماذا يذكره في هذا السياق وبهذه الصورة؟ لماذا لم يعلن القرآن الكريم انقطاع النبوة بشكل واضح وقاطع وفي سياق ملائم؟
لا يوجد ما هو أوضح من ذلك ولا يوجد ما يجعله غير ملائم إلا أهواءكم وأمانيكم وقد وردت السنة المتواترة وأجمع المسلمون على أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو النبى الذى لا نبى بعده وأنه قد ختم به الانبياء فلا يبعث بعده نبى حتى تقوم الساعة .
يقول القاديانية :
إن خاتمية النبوة تفرض أن يكون هنالك من يصلون إلى مقام النبوة في الأمة الإسلامية كدليل على كمال هذه الأمة.. فليس مقبولاً أن يقال أن الأمة ستكون أفضل الأمم وأعلاها بينما لا يصل أفرادها إلى الدرجات العليا التي كان يصلها من كان من قبلهم... فأين هي الأفضلية في أمة انقطعت عنها النبوة؟؟؟
هذه مغالطة فالرسالة لم تنقطع بمعنى أنها أزيلت ومحيت من الوجود بل انقطعت بمعنى أنها قد تمت وحفظت ولن يزاد فيها شيئا ولن تمحى قبل قيام الساعة حتى يرسل الله تعالى نبى آخر ، أما قوله تعالى كنتم خير أمة أمة أخرجت للناس فلوجود هذا الرسالة الخاتمة محفوظة ولأن نبيها هو أفضل الأنبياء ولأنها أمة تأمر بالمعوف وتنهى عن المنكر وليس من الضرورى أن يكون كل الأفراد أنبياء أو يكون هناك عدد من الانبياء فى أمة ما فالمسألة ليست كمية بل إن الخير الذى يكون فى هذه الأمة أعظم من الخير الذى يكون فى أمة بنى إسرائيل التى كانت تقتل الأنبياء ولعنها الله تعالى فى نهاية المطاف ..
يقول القاديانية :
كما أن القرآن الكريم يؤكد أن للنبوة شروط يمكن أن يتحصل عليها اتباع هذه الأمة الصالحين...
يقول تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا (70) النساء .
هذه ليست شروطا للنبوة وإنما هو شروط لمن اراد أن يكون يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين والامر واضح لا يحتاج لبيان .
يقول القاديانية :
وإذا ما عدنا للقرآن الكريم فسوف نجد أن كل هذه الاستنتاجات متوافقة معه تماماً...
فى الكلام مبالغات كثيرة كتلك العبارة ومعلوم أن التفسير ليس أن تأتى بكلاك يتوافق مع الجملة التى تفسرها وتقول إن ذلك تفسيرا لها بل أن تأتى بمعناها بلا زيادة أو نقصان .
هم يعتمدون على تكثير الكلام وإيهام السذج بعبارات حسنة ومقبولة كقولهم : إن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الرسل وأعلاهم قدرا ومنزلة .. وهذا لا شك فيه ولا يستطيع العامى الساذج أن ينفيه ثم إنهم يريدون بذلك أن يكون هذا هو معنى آية يريدون نفى معناها الحقيقى فإن أراد الساذج أن ينفى هذا المعنى عن الآية قالوا هل تريد أن تقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس أفضل الرسل وأعظمهم أو أن هذا المعنى لا يتفق مع كونه خاتم النبيين ؟!!
هذا هو دجلهم وما يملكونه من أساليب الحوار ولا ينخدع به إلا السفهاء والسذج من العوام .
يتبع إن شاء الله تعالى
التعديل الأخير تم 05-26-2007 الساعة 06:28 AM
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
Bookmarks