الزميل ابا بدر , خذ عندك :
3244 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهْوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ قَالَ « إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِى بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ Ff0033. ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ لَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ كِتَابُهُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَعْمَلُ حَتَّى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
(( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا [الأعراف:172]. (وهنا تفسير احد علماء المسلمين لتلك الآيه) :: وكل واحد من بني آدم عندما يكون في رحم أمه، بعد أن يأتي عليه أربعون ليلة، أو اثنتان وأربعون ليلة، أو مائة وعشرون ليلة -على اختلاف الروايات، والأرجح -والله أعلم- أن رواية الثنتين والأربعين نص في ذلك- يأتيه ملك، فيؤمر بكتب أربع كلمات، وهذا هو القدر الشخصي للإنسان، والذي كتب لما خلق الله القلم هو القدر الكوني العام، ولما خلق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى آدم كتب قدر البشرية جميعاً، فهذا التقدير مكتوب معلوم عند الله -سبحانه تعالى- عَلَى مستوى الكون كله، وعلى مستوى العالم الإِنسَاني، وعلى مستوى الفرد البشري يعلمه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويكتبه.
وهذا كقوله تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَعَّدُ فِي السَّمَاءِ [الأنعام:125
وهنا نرى بأن هناك فئه يريد الله لها الإيمان عن طريق شرح صدورهم وتنقية نفوسهم بأمره وبقدرته وبإرادته , وبأن هناك من لايريد الله لهم الهدايه كي لا يتقبلوا الإسلام عن طريق تضييق صدورهم بأمره وبقدرته وبإرادته .
وقوله تَعَالَى عن نوح عَلَيْهِ السَّلام: وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ [هود:34]
وهنا نوح وهو يصرّح ببيان واضح بإستخدام الله طريقة الغوايه لمن يريد بهم الهلاك , حيث لا يفيد نصح ولا شفاعه ولو كانت من نبي .
وقوله تعالى: وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ [البقرة:253]وقوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]
وهنا نرى بأن الله يريد اليسر بالعباد أجمعين , فإن كان كذلك فلماذا إذن لا يكون اليسر للجميع بينما نرى عكس ذلك من إستعمال طرق للغوايه وختم القلوب وغشاوة الأبصار ؟ بدليل الآيه (وخَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9البقره , , أليس الجدير بالله الرحمن الرحيم الميسّر الهادي أن ييسر على عباده ويهديهم بدلاً من أن يزيدهم مرضاً على مرض , فإن كانوا قد ضلوا لماذا ذلك الإصرار القوي على أن يزيدهم بضلالهم هل يشك الله بأنهم قد يهتدون فأراد لهم الغشاوه والمرض ليقطع عنهم أمل الهدايه ؟
وكما في الآيه ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) أليس بالجدير على رب الكون أن ينزّه نفسه عن صفة المكر تلك الصفه البشريه القبيحه وأن ينأى بنفسه عن مهاترات البشر , كان الأحرى أن يقول يمكرون ويصلح الله والله خير المصلحين .
وقوله تعالى: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَان ضَعِيفاً [النساء:28،27]
وهنا نرى بما لا يدع مجالاً للشك بأن هناك فئتين إثنتين لا ثالث لهما , فئه تحيّز الله لها و يريد بها الخير و التوبه ويقدم لها النصح ويشرح صدرها للدين , وهناك فئه أخرى لا يريد الله بهم الخير فجعلهم يتبعون الشهوات ونرى الله وقد إنحاز لجهةٍ دون أخرى , بينما العدل يقول بأن يدعهم ويرى بعدها من حفظ دينه ومن باعه فيأخذ المسيئ بذنبه ويجزي المحسن بعمله ,
وإسمع يا زميل ابا بدر ماذا قال ابليس إلى الله (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39}الحجر .
لا أظن بأن هذه الآيه بحاجه إلى فذلكه وسفسطه , فقد قارن الشيطان غوايته للناس بغواية الله له , وإنه أي ابليس قد أقسم بغواية ربه له , وهنا نستنتج بأن أبليس قد كان ضحيه لسيناريو كان معدّ له مسبقاً من لدن الله . وبأن لا ذنب لأبليس على الإطلاق فقد خلقه الله لهذا الشأن ولم يكن لإبليس أن يتصرف من تلقاء نفسه بل إن غواية الرب له جعلته ينصاع ويُـنفّذ ما أمره الله ,
وأقول هنا بأن النص صريح والكلام فصيح بالإطلاق , مثال مانقول كمثال مخرج لفيلم وزّع أدواراً على الممثلين وبعد إنتهاء الفيلم أراد أن يكافأ البطل ويقتل الشرير .
Bookmarks