الآن لدي نقطتين مهمتين تضعان الانسان وهو يحل لغز الحياة وجها لوجه أمام الحقيقة الكبرى: وجود الخالق وهما:المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kahoon
قانون الجاذبية موجود قبل تشكل الأجرام، من هو الذي فرض هذا القانون على الأجرام بحيث عندما تتشكل تخضع له رغم أنفها
قبل تشكلها كانت غبارا وحمما صغيرة جدا تدور في الفضاء وتصطدم مع بعضها في حالة شديدة من الفوضى، حتى تتجمع كتلة كبيرة من الحمم والغبار لتشكل نواة الجرم تخضع لهذا القانون فتبتعد مسافة معينة عن الجرم الآخر ويؤثر كل منهما على سرعة ومدار الآخر
هل المادة هي من فرضت هذا القانون؟
لكنه سابق لوجودها قطعا، سابقا لتشكلها بالصورة التي تجعلها تخضع له
تماما كما يصل الانسان إلى الأرض ليجد الحياة فيها منظمة فلا يعقل أن يكون هو من وضع هذا النظام، وهذا النظام سابق لوجوده
خذ على سبيل المثال لتقريب الفكرة وجود العين في الانسان، قبل أن يوجد وهو في الرحم توجد فيه أعضاء ستفيد منها في حياته، لا يمكن أن يكون الجنين وهو جنين لا يعرف ماذا ينتظره في الحياة قد أدرك أنه كي يرى بحاجة لعين وبالتالي جعل في وجهه عينا، فهذا النظام مفروض عليه سلفا
ومثلا، حتى يحصل التنفس لا بد من أنف ولا بد أن يقوم الأنف بتسخين الهواء ليناسب درجة حرارة الرئتين ولا بد من شعيرات في الأنف لتنقية وفلترة الهواء كي لا تتسخ الرئتين وتغلقان فورا
هذا النظام لا دخل للانسان بوضعه بل جاء للدنيا وسيخرج منها وهو مفروض عليه لا يستطيع تغييره ولا تحويله
الانسان لا يطير في الهواء، وهو على كوكب الأرض ، فالأرض تجذبه بقوة معينة تمنعه من الطيران، ولا حتى الحديد يطير في الهواء ولا الألومنيوم، هذا قانون تخضع له المادة ولا يمكن أن تغيره المادة فهو مفروض عليها وموجود قبل أن توجد المادة، ولم يوجد لاجتماع المادة بعضها مع بعض، فالانسان لا يطير سواء وجد هواء أو لم يوجد هواء، وقانون الجاذبية موجود قبل تشكل الأرض وقبل تشكل أي جرم في الفضاء، وبالتالي فهو مفروض على المادة، ولم توجده المادة باجتماع الأجرام بعضها مع بعض، بل خضعت له الأجرام بمجرد أن تشكل أول جرمان واقتربا من بعضهما البعض بعد أن كانا كتلا من الغبار تسبح في الفضاء وتصطدم بلا نظام وبعشوائية تامة
فهل اتفقت كتل الغبار أنها وهي في حالة الغبار تسير بعشوائية حتى إذا اجتمعت وشكلت جرما قننت لنفسها قانون الجاذبية وسارت وفقا له؟ إذا فمن خاصيتها التنظيم، وبالتالي تستطيع تغيير النظام، لكنها لا تستطيع فهو مفروض عليها قطعا وموجود قبلها قطعا
لنعد للانسان والكائنات الحية، فالحياة رحلتها على الأرض قصيرة جدا، فكيف تشكلت الكائنات الحية؟ احتمالات ثلاثة لا رابع لها:
أن تكون الخلية الأولى قد وجدت بلا خالق ومن ثم تطورت وفق نظام الطفرات لتنتقل إلى نمط أعلى وهذا النمط الأعلى تحصل له طفرة لينتقل إلى نمط أعلى وهكذا
ثانيا: أن تكون الحياة قد نشأت بلا خالق أي من المادة نفسها على الأرض ولكن كل كائن حي وجد ابتداء أي بلا تطور
وثالثها : الخالق خلق كل كائن ابتداء
الاحتمال الثاني منقوض لأن الحياة على مستوى الخلية الأولى والكائنات وحيدة الخلية مستحيل أن يكون قد نشأ ابتداء بلا خالق، صدفة، لأن اجتماع العناصر المكونة لجزيء الحمض النووي بشكل يشكل جزيئا غير سام وصالح للحياة وعلى نسق يصلح للانتقال من حالة المادة الصماء إلى حالة الحياة، مستحيل، زمنا ومادة، زمنا لأن وقوع مثل هذا الاحتمال يحتاج لزمن مقداره بحدود 1 مضروبا في 10 مرفوعة للقوة 23 أي نحن بحاجة لرقم واحد أمامه حوالي 23 صفرا، ولكن الكون كله عمره لا يزيد عن 12 مليار سنة، أي 12 أمامها 9 أصفار فقط وبالتالي فللأسف العلم لا يقبل بمثل هذه الصدفة لحصول جزيء حمض أميني واحد، فما بالك بملايين الجزيئات الموجودة فعلا،
ومادة مستحيل، لأننا بحاجة لمادة من العناصر التي تدخل في تركيبه حجمها يملأ عشرة أضعاف الكون المعروف، لتكوين جزيء واحد صدفة ( حسبما حسبها عالم رياضيات سويسري ) وبالتالي فعذرا مرة أخرى العلم لا يقبل بتكون خلية واحدة صدفة علاوة على أن تتشكل ملايين الخلايا ابتداء بنظام معين كأن يتشكل لدينا انسان كامل ابتداء بلا تطور ولا خالق، فهذا مستحيل، وأن يتشكل وهو يعقل وله عينين ولسانا وشفتين وقلبا ... الخ، وكل هذا صدفة بلا خالق!!
يبقى الاحتمال الأول والأخير
الأول منقوض
من باب أن احتمال الصدفة لقيام الخلية الأولى بلا خالق مستحيل كما بينا، زمانا ومادة
وطبعا نضع في الذهن هنا أن لدينا فعلا ونحن نبحث عن الفاعل أهو الخالق أم الصدفة؟
ومن باب آخر مهم وهو أن كل الكائنات الحية حتى توجد لا بد لها من ذكر وأنثى، الانسان الحالي وقبل ألف سنة وقبل مائة ألف سنة يتكاثر بزواج الذكر من الانثى ولا يوجد ولا دليل واحد يثبت إمكانية أن يتكاثر الانسان بغير هذه الطريقة
الانثى تحمل 23 كروموسما والذكر مثلها واجتماع العددين يعطينا انسانا وإلا لا يتشكل لدينا انسان وبالتالي فحتى يوجد الانسان كجنس لا بد من ذكر وأنثى وعليه قس سائر المخلوقات
حتى نقول بالتطور وحدوثه ، نحن بحاجة لحصول طفرة ينتج عنها مذكر وطفرة أخرى ينتج عنها مؤنث، وأن تجتمع الطفرتان في زمان ومكان واحد ليحصل التزاوج وبالتالي التكاثر
فإذا علمنا أن الانسان على سطح الأرض منذ أكثر من 100 ألف سنة وحد الآن لم يتطور لمخلوق أعلى منه، أدركنا أن الطفرة لا تحصل كل يوم، وإذا علمنا أن الديناصورات انفرضت منذ حوالي 65 مليون سنة، يعني أن الحلية الأولى استغرقت أقل من 2.5 مليار سنة لتصل إلى حالة الديناصور، واتغرقت أقل من 65 مليون سنة لتصل إلى حالة الانسان
مرورا بكل تشكيلات الحياة: من نباتات ( ملايين الأنواع من الشجر والزهور ... ) والحشرات، والحيوانات الفقارية واللافقارية، والكائنات التي تعيش في البحر والبرمائية والبرية، والطيور والبكتيريا، ... الخ
مليارات التشكيلات من الكائنات الحية تعيش على الأرض ، نحن بحاجة لكل واحد من هذه الأجناس إلى طفرة مذكرة وطفرة مؤنثة وأن توجد هاتان الطفرتان في نفس الفترة الزمنية التي يعيشها عادة هذا الجنس، مثلا الانسان يعيش حوالي مائة سنة، فإذا حصلت الطفرة للذكر في سنة 100 ألف قبل الميلاد، وحصلت الطفرة للانسان الأنثى قبل 90 ألف سنة قبل الميلاد، لا نستفيد شيئا لأن الجنس لن يتكون إلا بوجود الطفرتين في فترة 100 سنة وأن يوجدا في مكان قريب ليحصل الالتقاء والتزاوج
وأن تكون الانثى والرجل قادرين على الحمل والولادة، وأن لا يتعرضا للأكل من قبل الكائنات الأخرى، كأن تلدغ الرجل أفعى قبل أن يرى الانثى، ... أو أن لا يأكل بالخطأ نبتة سامة .... الخ
والذبابة تعيش حوالي خمسة أيام، فنحن بحاجة لطفرة تنتج لنا ذبابة مذكرة وطفرة تنتج لنا ذبابة مؤنثة في نفس المكان وفي غضون خمسة أيام
اسمحوا لي هذا لا يقبل به عاقل
خاصة وأن الزمان الذي يمكن أن تتم خلاله كل هذا العمليات لا يتعدى مليار سنة والطفرة تحدث مرة كل مائة ألف سنة !!
فكيف وجدت إذن مليارات التشكيلات من الكائنات الحية على الأرض إذن؟
الجواب: خلقها الله تعالى
أبو مالك
Bookmarks