الزميل غالى
السلام على من اتبع الهدى
أنت يا عزيزى لا ترد على ما يستحق الرد بل على ما يحلو لك بل ما يسهل عليك أن ترد عليه بل أن تلفق له ما يشبه الردود .
والله إنك لمسكين تتمسك بالهباء نسأل الله أن يهديك وينتشلك من هذا الهلاك الذى لا طائل منه ولا يستحق منك كل هذا التكلف وتنكب كل تلك الحقائق .
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام..
وبعد..اتوجه بالشكر لكل من شارك بالموضوع بما فيه الفائدة..
فلندخل مباشرة في صلب الموضوع...
الزميل أبو مريم قدم آية وحيدة باعتبارها الدليل على انقطاع الوحي والنبوة.. وقد أورد نصوصاً من التفاسير القرآنية التي تؤيد هذا الرأي...
وقد سبق لنا أن قلنا أن هناك تفاسير أخرى تتناقض مع ما ذهب إليه البعض.. وما اختلف عليه لا تبنى على أساسه عقيدة... وعلى العموم هذه بعض التفاسير التي تخالف ما ذهب إليه أبو مريم من التفاسير التي أوردها...
أولا: لا فرق بين آية وحيدة ومائة آية طالما أنها نص صريح فى المسألة فالأمر ليس كميا كما يتوهم من لا خلاق لهم .
ثانيا: لم أقدم دليلا وحيدا بل قدمت أدلة من القرآن والسنة المتواترة والإجماع .
ثالثا : من قال إن ما وقع فيه الاختلاف لا يحتج به مهما كانت طبيعة هذا الاختلاف ؟
هذه القاعدة فى حد ذاتها خطأ .
ثم من قال إن هناك اختلاف حول كون النبى صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبيا ؟
السيوطى الذى تنقل عنه قال ما نصه :
الدر المنثور - (ج 6 / ص 618)
وأخرج ابن أبي شيبه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده
وأخرج ابن أبي شيبه عن الشعبي رضي الله عنه قال : قال رجل عند المغيرة بن أبي شعبة صلى الله على محمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده فقال المغيرة : حسبك اذا قلت خاتم الأنبياء فأنا كنا نحدث ان عيسى عليه السلام خارج فان هو خرج فقد كان قبله وبعده
وقد ذكر ذلك بعد أن أورد روايات يصعب حصرها بلغت فى مجموعا حد التواتر لفظا ومعنى بعبارة (( لا نبى بعدى )) وهذا يعنى أنه مجرد اجتهاد من بعض الصحابة رضى الله عنهم مخافة أن يختلط الأمرعلى الناس بشأن عيسى عليه السلام كما قال المغيرة رضى الله عنه وليس لأنه قد يكون هناك نبى بعده .
ومن الواضح أن ما ذكرته عائشة رضى الله عنها مخالف للفظ النبى صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يصح أن يقول النبى صلى الله عليه وسلم ((لا نبى بعدى)) ويقول غيره ((لا تقولوا لا نبى بعده)) غير أننا نلتمس لها العذر رضى الله عنها إن صحت الرواية عنها ، وفى جميع الأحوال لم يكن لما ذكرته علاقة بإرسال نبى بعد محمد صلى الله عليه وسلم أو بتفسير معنى خاتم النبيين وحمله على معنى آخر غير ما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم هذا مع افتراض صحة الرواية فكيف إذا كانت ضعيفة وكان الحديث منقطع :فالحديث الذى ذكره السيوطى وقال فى المصنف لابن أبى شيبة أخرجه ابن ابى شيبة عن حسين بن محمد قال حدثنا جرير بن حازم عن محمد يعني ابن سيرين عن عائشة قالت: " قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده"، إسناد هذا الأثر منقطع لأن محمد بن سيرين لم يسمع من عائشة شيئاً قال الإمام ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: "ابن سيرين لم يسمع من عائشة شيئا"
وقال العلامة صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي الدمشقي ت(761هـ) وقال البخاري: "لم يسمع ابن سيرين من عائشة رضي الله عنها شيئا" ونقل عنه الحافظ ابن حجر.
ومن البين أن الأثر الموقوف على الصحابي لا يقاوم الحديث المرفوع الصحيح، وكيف إذا كان ذلك الأثر منقطعا ؟!
.
يقول الشعراني في تفسير حديث لا نبي بعدي: فإن مطلق النبوة لم يرتفع وإنما ارتفع نبوة التشريع فقط.. كما يؤيده حديث (من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه) وقوله لا نبي بعدي ولا رسول المراد به لا مشرع بعدي...
اليواقيت والجواهر للشعراني
محي الدين بن عربي يقول: إن النبوة التي انقطعت بوجود رسول الله إنما هي نبوة التشريع لا مقامها.. فلا شرع ناسخاً لشرعه
ولا يزيد في حكمه شرعاً آخر.. وهذا معنى قوله إن الرسالة والنبوة قد انقطعت.. فلا رسول بعدي ولا نبي.. أي لا نبي بعدي يكون على شرع يخالف شرعي.. بل يكون تحت حكم شريعتي...
ابن عربي - الفتوحات المكية
وفي فصوص الحكم يقول ابن عربي: وأما نبوة التشريع والرسالة فمنقطعة.. وفي محمد
قد انقطعت.. فلا نبي بعده.. يعني مشرعاً أو مشرعاً له.. ولا رسول وهو المشرع.. ثم قال: إلا أن الله لطف بعباده فأبقى لهم النبوة العامة التي لا تشريع فيها..
أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحكيم الترمذي فقد انتقد بشدة من فسر خاتم النبيين بآخرهم فقال: إن من عميّ عن خبر هذا يظن أن (خاتم النبيين) تأويله أنه آخرهم مبعثاً.. فأي منقبة في هذا.. وأي علم في هذا.. هذا تأويله البُله الجهلة..
ختم الأولياء لأبي عبد الله الترمذي
ما نقلته عن الصوفية لا عبرة به ولا يعتد به خاصة من شاع فساد عقيدته وطلبه للنبوة راجع ترجمة ابن عربى والشعرانى .
يقول الشيخ ولي الله شاه الدهلوي:
"فعلِمنا بقوله عليه الصلاة والسلام: لا نبي بعدي ولا رسول، وأن النبوة قد انقطعت والرسالة، إنما يريد بها التشريع."
قرة العينين في تفضيل الشيخين لولي الله الدهلوي
أولا : نريد نص الكلام من أوله ما معنى ((فعلمنا)) ما هذه الفاء السببية ما هو السبب فى ذلك العلم ؟
ثانيا: لو كان المقصود من كلامك أنه قال إن معنى قول النبى صلى الله لا نبى بعدى أنه لا نبى مشرع ، فلا يوجد دليل عليه من النص إلا إن كان يقصد بذلك ما قد يتوهمه البعض من تعارض نزول عيسى عليه السلام فينكر البعض نزوله أو يتوهم أنه سترفع عنه النبوة كما يظن بعض السفهاء بل لقد أرسل عيسى عليه السلام قبل محمد غاية ما فى الأمر أنه سيموت بعده والعبرة ليست بزمان الموت بل بوقت الإرسال .
ثالثا :يلزمك أن تأتى بنص كلام الدهلوى فى مسألة ادعاء النبوة بعد النبى صلى الله عليه وسلم ولا تقتطع من كلامه نريد نصا صريحا يقول فيه إنه لا يمتنع أن يكون هناك نبى بعد محمد صلى الله عليه وسلم يولد بعده ويرسل بعده .
الملا علي القاري يقول في تفسير حديث ( لو عاش إبراهيم لصار نبياً) فلا يناقض قوله تعالى (وخاتم النبيين) إذ المعنى: أنه لا يأتي نبي بعده ينسخ ملته.. ولم يكن من أمته..
هذا كالذى سبقه ويضاف عليه أن الله تعالى لم يشأ أن يعيش ولد ذكر للنبى صلى الله عليه وسلم لأنه لو عاش لكان نبيا، وهذا قدر الله تعالى أنه لن يحدث لذلك لم يعش أحد من أبناء النبى صلى الله عليه وسلم الذكور فهذا دليل عليكم لا لكم .
وأحب أن أقول للذين يكفروننا بأنه من الأحرى أن تكفروا أيضاً كل المذكورين أعلاه لعدم موافقتهم أهوائكم عن انقطاع النبوة...
بالنسبة لابن عربى والشعرانى وابن سبعين والمقتول ومن على شاكلتهم وكل من طلب النبوة بالاجتهاد لفساد فى نفسه واختلال فى طبعه ممن سار على نهجهم غلام ميرزا فهؤلاء الأمر فيهم محسوم مع بعض التفصيل فمن أهل العلم من لم يكفر ابن عربى وزعم أنه كان مهلوثا على سبيل المثال .
الأمر الآخر أنكم أضل من هؤلاء سبيلا فلم يدعى ابن عربى النبوة كما ادعيتموها بل ولم يشر غلى إمكانية ذلك صراحة لو أردت الدفاع عنهم لفعلت ولكن ليس هنا موضعه فالشأن ألا تعارض نص القرآن والسنة المتواترة وإجماع الصحابة والمسلمين بقول بالاقتطاع من بعض كلمات المتأخرين أو من كلام الصوفية ومن اشتهر عنهم طلب النبوة والتطلع إليها هذا لا يليق ببحث علمى وإن دل على شىء فإنما يدل على ضعف الحجة وتهافت المذهب وإلا فما معنى أن تكون هذه هى أقوى الحجج لديكم ؟!
والأمر الثالث وهو ما لا يكان يقطن إليه إلى القليل أنكم لا تكفرون بشىء واحد فى ادعائكم نبوة الغلام بل بشيئين :
أحدها: إيمانكم بكاذب على أنه نبى .
وثانيها : أنكم خالفتك إجماع المسلمين فى أمر معلوم من الدين بالضرورة ووردت فيه النصوص الصريحة من كتاب وسنة متواترة .
هو القرآن الكريم... والتفسير الذي قدمناه يتوافق مع سياق الآية (وخاتم النبيين) كما تؤكده قواعد اللغة العربية التي أخذت أساساً من القرآن الكريم...
؟!!
لا طبعا ليس ما قدمته متفقا مع سياق الآية ولا مع قول أهل اللغة وقد أتيناك بكلامهم فراجعه ودعك من العناد والكبر واتباع الهوى .
كما أن القرآن الكريم يحتوي على آيات آخرى تؤكد بأن النبوة لم ولن تنقطع عن أمة الإسلام...
من الناحية العقلية المحضة لا يمكن أن يكون كلمك إلا كذبا فالنبوة لا بد وأن تنتهى لأن الدنيا ستنتهى ولا يوجد هناك شىء لا ينقطع لا نبوة ولا غيرها .
أما من الناحية الشرعية فكلمك خطأ وتحريف :
آية أخذ المثاق:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7) الأحزاب
ولو أننا بحثنا عن هذا الميثاق الذي يتحدث عنه الله تعالى فسنجد الإجابة عليه في آية آخرى من القرآن:
وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران
إن هذه الآية توضح بأن الله تعالى قد آخذ ميثاقاً من كل نبي مرسل من لدنه أن يؤمن بأي رسول يأتي مصدقاً لما معه وأن ينصره.. كما أن هذا الخطاب يشمل أمة أي رسول من هؤلاء الرسل...
والسؤال الذي أرغب في طرحه على منكري بعث الإنبياء غير المشرعين في الأمة الإسلامية.. لو كان ما تقولونه صحيحاً من أن النبوة بكل أشكالها قد انقطعت.. فلماذا أخذ الله نفس ميثاق الأنبياء من الرسول محمد عليه الصلاة والسلام؟؟؟؟
أولا :من قال إن الميثاق المذكور فى آية الأحزاب هو نفسه المذكور فى آية آل عمران؟ لا شك أن ذلك يفتقر إلى دليل .
ثانيا :لو كان المقصود بآية الأحزاب من الميثاق أن كل نبى يؤيد الذى بعده لامتنع ذلك عقلا لأنه لا بد من وجود نبى يكون آخرهم لا يدخل فى هذا الميثاق وهذا يتناقض مع أن الله تعالى أخذ منهم الميثاق جميعا .
خلاصة القول :
الزميل القاديانى يعتمد فى استدلالاته على أمور منها :
1- أن الأدلة بأعدادها وبكميتها .
2- أنه لا يوجد دليل على أن النبى صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين بالمعنى الذى أجمع عليه الصحابة والسلف ومن تبعهم سوى دليل واحد وأنه لا توجد أى أدلة أخرى فلا عبرة بإجماع ولا نص حديث ولا تواتر ولا دلل عقل ولا غير ذلك .
3- إذا قال النبى صلى الله عليه وسلم ((لا نبى بعدى)) وقال غيره (( لا تقولوا لا نبى بعدى )) رد قول النبى صلى الله عليه وسلم بقول فلان طالما أنه يتفق مع معتقد القاديانية الباطل .
4- أن كل قول لا يفهم منه صراحة أنه لا نبى بعده صلى الله عليه وسلم فهو يدل دلالة قاطعة على أن هناك نبى بعده حتى ولو كان قائله يكفر من يقولون بذلك .
5- أن قول الصحابة يرد بقول الصوفية كالشعرانى وابن عربى فى مسألة ختم النبوة .
6- أن إجماع المسلمين فى عصر من العصور ينخرق إذا شذ عنه أى شخص كان فى عصر من العصور حتى ولو كان متهما فى عقله أو عقيدته بل يعتبر ذلك دليلا على أن خلاف الإجماع ونقيضه هو الصحيح .
7- الكذب على أهل اللغة وأهل التفسير عامدا متعمدا والادعاء بأنهم قالوا وأكدوا على أن خاتم الأنبياء لا تعنى أنه آخرهم ولا يفهم منها ذلك .
8- اعتماده على التشكيك فى الأدلة فى مواضح تتطلب الأدلة واعتقاده بأن التشكيك فى أدلة الخصم هو فى حد ذاته دليل له حتى ولو كان هو أصلا المطالب بالدليل وليس الخصم .
9- مناقضة صريح العقل بزعمه أن النبوة من الممكن أن تستمر إلى ما لا نهاية واستناده على ذلك الزعم فى إثباته لعقيدته .
10- مناقضة الحديث الصحيح المتواتر بالضعيف الذى اجتمع فيه الوقف والانقطاع .
11-اعتماده على ما يمكن أن يقتطع من كلام شخص وتأويله بما يريد وصرفه للمعنى الذى يريده حتى ولو كان لا يحتمل هذا المعنى حتى ولو كان هذا الشخص يكفر صراحة من يقول بذلك .
12- أشياء أخرى كالمدارة وادعاؤه بأن الكذاب لم يحرف الشرع ولم يأمر بأشياء جديدة تناقض الشرع ، وأن على المسلمين ألا يكفروه استنادا لمجرد لتلك الأدلة الواهية التى يسوقونها ، وكاجتماع أكثر نقطة من نقاط الضعف معا فى استدال واحد ، وكتكلفه كل ذلك من أجل شىء لا يستحق كل هذا العناء فلو وضعنا تكذيب غلام ميرزا فى كفة أمام شخص عاقل ما تجشم كل تلك العقبات الاستدلالية وتنكب كل هذه الحجج الساطعة أمام عاقل لما أمكنه أن يختار إلا تكذيب هذا المدعى ويباهل على ذلك والراجح شخص من ثلاثة :
-مغرض أفاك عميل يعلم ذلك من نفسه علم اليقين كحال الكاذب المدعى.
- أو صاحب هوى وبدعة وجد فى هذا المذهب ضالته فآمن به ثم بحث له عن دليل.
-جاهل مركب يقاد كما تقاد البهائم ويخدع ببعض الإسلام ليخرجونه من الإسلام كله .
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
Bookmarks