أنت قلت:
[quote=غالي;63049]
أما المحاولة الثانية لتبرير انقطاع مجيء الأنبياء بكافة أنواعهم فتقوم على نظرية ارتقاء الإنسان ووصوله إلى مرحلة النضوج الفكري....
وفكرة النضوج الفكري أو (الرُشد الإنساني) هذه تقوم على افتراض أن القرآن المجيد قد نزل من الله تعالى حينما وصل الإنسان إلى مرحلة النضوج الفكري، وعلى هذا لم يعد الإنسان بحاجة إلى هدي آخر من أي مبعوث إلهي آخر، على عكس الأجداد الذين رحلوا في الأزمنة السابقة. وللوهلة الأولى تبدو هذه النظرية كأنها فكرة فلسفية جميلة، ولكن بعد التعمق وإمعان النظر فيها ودراستها يتبين خواؤها وخلوها من أية قيمة.
ينبغي لنا ألا ننسى أن الإنسان كان دائماً عند كل منعطف من منعطفات التقدم يعتبر نفسه قد وصل إلى قمة النضوج الفكري، وعند كل مرحلة من مراحل التاريخ كان الجيل الذي يعيش تلك المرحلة يعتبر نفسه أيضاً قد بلغ قمة التقدم الإنساني. والناس بشكل عام حين ينظرون من موقعهم الذي وصلوا إليه إلى الأجيال السابقة كانت تلك الأجيال تبدو لهم أقل نضوجاً وأقل تقدماً منهم. ومع ذلك فلم يحدث أبداً أن تصرف الإنسان وحده في أي مرحلة من مراحل التاريخ بحكمة تكفي لهداية نفسه.
ودوماً كانت هناك رؤوس ورؤساء مثل فرعون ترتفع لتتحدى الهدي الإلهي، وكان المتمردون على الهدي الإلهي يرفضون قبول الأنبياء الذين جاءوا إليهم في أزمانهم مستخدمين نفس هذا المنطق المغلوط الذي يعتمد على نضوجهم الفكري. وقد كرر الجميع مراراً نفس الادعاء بأنهم قد بلغوا مرحلة من التقدم الفكري يكفل لهم تقرير أمورهم بأنفسهم. غير أن التاريخ يبين أن كل تلك الأجيال كانت على خطأ. وعليه...فمن السذاجة بمكان الزعم بأن الجيل المعاصر هو الوحيد الذي وصل بالإنسان أخيراً إلى الاكتفاء بقدراته الذاتية لكل متطلبات تقدمه الأخلاقي والروحاني.
إن هذه النظرية القائلة بالنضوج الفكري يتضح زيفها من خلال وقائع وحقائق التاريخ. لطالما وقعت الانقسامات بعد وفاة الأنبياء وتعددت الفرق الدينية التي تتولى تقديم التفسيرات المختلفة والمفاهيم المتباينة للتعاليم التي أتى بها الأنبياء، وكانت هذه ظاهرة عامة لم يخل منها أتباع أي نبي من الأنبياء المرسلين على الإطلاق، ولم ينج منها المسلمون أيضاً.
وهكذا يتضح أن موضوع بلوغ النضوج الفكري المزعوم لا يؤهل الإنسان لاستنباط الفهم الصحيح للصحف المقدسة، وإنما يقتضي الأمر هدياً إلهياً.
[/quote]
ألست أنت القائل هذا؟
ثم إذا سألتك هل أنت ناضج فكرياً قلت:
[quote=غالي;63049]
أنني ناضج فكرياٌ بما يكفي
[/quote]
ويا للعجب فما الفرق بينك وبين من تحدثت أنت عنهم وانتقضتهم وسفهت دعواهم بالنضوج الفكرى!؟
ما الفرق بينك وبينهم؟ أجب ،هل أنت معصوم من الذلل؟
ثم أراك تصف هؤلاء بالسذاجة لماذا؟
[quote=غالي;63049]
دوماً كانت هناك رؤوس ورؤساء مثل فرعون ترتفع لتتحدى الهدي الإلهي، وكان المتمردون على الهدي الإلهي يرفضون قبول الأنبياء الذين جاءوا إليهم في أزمانهم مستخدمين نفس هذا المنطق المغلوط الذي يعتمد على نضوجهم الفكري. وقد كرر الجميع مراراً نفس الادعاء بأنهم قد بلغوا مرحلة من التقدم الفكري يكفل لهم تقرير أمورهم بأنفسهم.
[/quote]
ألم تقع أنت فيما وقعوا هم فيه؟
هم غلطوا فى باب الإلهية وأنت وأصحابك جاءوا من بعدهم فغلطوا فى باب النبوة فأستطيع الآن أن أعيد عليك نفس كلامك مع تغيير بسيط :
[quote=غالي;63049]
دوماً كانت هناك رؤوس ورؤساء مثل (الأحمدية والقاديانية) ترتفع لتتحدى الهدي (النبوى) ، وكان المتمردون على الهدي (النبوى) يرفضون قبول (ختم) الأنبياء الذين جاءوا إليهم ... مستخدمين نفس هذا المنطق المغلوط الذي يعتمد على (ادعاء عدم) نضوجهم الفكري. وقد كرر (الكذابون) مراراً نفس الادعاء.
[/quote]
والآن أسألك سؤالاً آخر:
لاشك أن قوماً فيهم أنبياء خير من قوم ليس فيهم أنبياء.
والله تعالى يقول : (فلا تزكوا أنفسكم) فهل أنتم تزكون أنفسكم وتقولون أن فيكم أنبياء؟
أنتظرك.
Bookmarks