النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (4) ..

  1. #1

    افتراضي المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (4) ..

    المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (4) ..

    (أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ)

    إعداد/ وليد نور

    البشارات بالنبي الكريم في كتب السابقين

    كثرت النصوص في الكتب السابقة التي تبشر بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ولولا ما أصاب هذه الكتب من تحريف وتزييف للحقائق لأذعن كل من قرأ الإنجيل أو التوراة لما فيهما من دعوة صريحة إلى الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم، ورغم اقتناعنا بأن هذه الكتب قد أصابها من التحريف الشيء الكثير والخطير، إلا إننا على يقين كذلك بوجود بعض نصوص متناثرة أبقاها الله لتكون دليلا وحجة على أهل الكتاب الذين يعرضون عن الإيمان بخاتم النبيين وسيد البشر أجمعين صلى الله عليه وسلم.

    لقد أخذ الله تعالى على النبيين والمرسلين الميثاق بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وتبشير أقوامهم به، يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ) [آل عمران:81].

    يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "قال علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما: ما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بَعَث محمدًا وهو حَيّ ليؤمنن به ولينصرنه، وأمَرَه أن يأخذ الميثاق على أمته: لئن بعث محمد صلى الله عليه وسلم وهم أحياء ليؤمِنُنَّ به ولينصرُنَّه.

    وقال طاووس، والحسن البصري، وقتادة: أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا، وهذا لا يضاد ما قاله عليّ وابن عباس ولا ينفيه، بل يستلزمه ويقتضيه، ولهذا رواه عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن ابن طاووس، عن أبيه مثل قول عليّ وابن عباس.

    وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا سفيان، عن جابر، عن الشعبي، عن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني مررتُ بأخٍ لي من قُرَيْظَة، فكتب لي جَوَامعَ من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ قال: فتغيَّرَ وَجْهُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم -قال عبد الله بن ثابت: قلت له: ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عمر: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا -قال: فسُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ أَصْبَحَ فِيكُمْ مُوسَى عليه السلام، ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ، إِنَّكُمْ حَظِّي مِنْ الأمَمِ، وَأَنَا حَظُّكُمْ مِنْ النَّبِيِّينَ".

    حديث آخر: قال الحافظ أبو بكر حدثنا إسحاق، حدثنا حماد، عن مُجالد، عن الشعبي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَيْءٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكُمْ وَقَدْ ضَلُّوا ، وَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ وإما أنْ تُكَذِّبُوا بِحَقٍّ، وَإِنَّه -واللهِ-لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إِلا أَنْ يَتَّبِعَنِي".

    وفي بعض الأحاديث: "لَوْ كَانَ مُوسَى وَعِيسَى حَيَّينِ لَمَا وَسِعَهُما إلا اتِّباعِي".

    فالرسول محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، دائما إلى يوم الدين، وهو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب الطاعة المقدَّم على الأنبياء كلهم؛ ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس، وكذلك هو الشفيع في يوم الحشر في إتيان الرب لِفَصْل القضاء، وهو المقام المحمود الذي لا يليق إلا له، والذي يحيد عنه أولو العزم من الأنبياء والمرسلين، حتى تنتهي النوبة إليه، فيكونَ هو المخصوص به".

    يتبع ..
    معرفة علماء أهل الكتاب صِحّة ما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم ..

    ............................

  2. #2

    افتراضي

    ويقول تبارك وتعالي: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة:146].

    يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "يخبر تعالى أنّ علماء أهل الكتاب يعرفون صِحّة ما جاءهم به الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم كما يعرف أحدُهم ولده، والعربُ كانت تضرب المثل في صحة الشيء بهذا، كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل معه صغير: "ابنك هذا؟" قال: نعم يا رسول الله، أشهد به قال: "أما إنه لا يَجْنِي عليك ولا تجْنِي عليه" .

    قال القرطبي: ويروى أن عمر قال لعبد الله بن سلام: أتعرف محمدًا صلى الله عليه وسلم كما تعرف ولدك ابنك، قال: نعم وأكثر، نزل الأمين من السماء على الأمين في الأرض بنعته فعرفته، وإني لا أدري ما كان من أمره. قلت: وقد يكون المراد {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} من بين أبناء الناس لا يشك أحد ولا يتمارى في معرفة ابنه إذا رآه من بين أبناء الناس كلهم.

    ثم أخبر تعالى أنهم مع هذا التحقق والإتقان العلمي {لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ} أي: ليكتمون الناس ما في كتبهم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم {وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.

    ثم ثبّت تعالى نبيه والمؤمنين وأخبرهم بأن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك، فقال: (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)".

    ويقول تبارك وتعالي: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ) [الأعراف:157].

    قال الإمام الطبري في تفسيره: "حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال الله: "الذي يجدونه مكتوبًا عندهم"، يقول: يجدون نعتَه وأمرَه ونبوّته مكتوبًا عندهم" .

    وروى الإمام أحمد بسنده عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:َ " إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ تَرَيْنَ".

    أما قولُه صلى الله عليه وسلم: "دعوةُ أبي إبراهيم"، فقد عنى به قولَه تعالى - حاكياً عن إبراهيمَ وإسماعيلَ وهما يبنيان الكعبة –: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [البقرة: 129].

    وقوله :"وبشارة عيسى" ، وفي بعض الروايات : "وبشرى أخي عيسى"، فقد عنى به قولَ الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللـه إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف : 6].

    ولقد حوت الكتب السابقة من النصوص التي تبشر برسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه وصفته وصفة أتباعه، غير أن هذه النصوص أصابها التحريف والبتر مثلما أصاب بقية الكتب، إلا إن أهل الكتاب كان لهم عناية خاصة بتحريف النصوص المبشرة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكثير ما لجأ أهل الكتاب إلى إخفاء هذه النصوص أو تفسيرها بشكل محرف حتى لا تتفق مع صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رواه ابن سعد في طبقاته عن "سعيد بن المسيب قال: قال العباس لكعب: ما منعك أن تسلم على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر حتى أسلمت الآن على عهد عمر؟ فقال كعب: إن أبي كتب لي كتابا من التوراة ودفعه إلي وقال: اعمل بهذا، وختم على سائر كتبه وأخذ علي بحق الوالد على ولده أن لا أفض الخاتم، فلما كان الآن ورأيت الإسلام يظهر ولم أر بأسا قالت لي نفسي: لعل أباك غيب عنك علما كتمك فلو قرأته، ففضضت الخاتم فقرأته فوجدت فيه صفة محمد وأمته فجئت الآن مسلمًا".

    ولقد اهتم المسلمون الأوائل رضي الله عنهم بصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، روى البخاري في صحيحه بسنده عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي التَّوْرَاةِ قَالَ أَجَلْ وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، وَحِرْزًا لِلْأُمِّيِّينَ أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخَّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا وَآذَانًا صُمًّا وَقُلُوبًا غُلْفًا.

    وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم "هداية الحياري" عن أبي العالية قال: لما فتح المسلمون تستر، وجدوا دانيال – عليه السلام – ميتًا، ووجدوا عنده مصحفا، قال أبو العالية : أنا قرأت ذلك المصحف وفيه: صفتكم، وأخباركم، وسيرتكم، ولحون كلامكم.

    ويبقي أن نشير إلى أن هذه البشارات على كثرتها لا تمثل في نظر المعتقد المسلم أكثر من واحدة من آلاف الأمارات والدلالات على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، إنها ليست إلا شيء واحد من أشياء كثيرة لا يحيط بها العد ولا يحصيها الإحصاء تشير إلى الحقيقة الكبيرة وهي أن محمدًا صلى الله عليه وسلم إنما هو رسول الله ونبيه الخاتم.

    ولقد أوردنا هنا بعضًا من النصوص والنبوءات التي تشير إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل، وهناك كثير من الكتب والدراسات التي أوردت مئات البشارات برسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك على الرغم من محاولات التحريف المستمرة وسوء الترجمة للإنجيل والتوراة.

    المصدر:
    http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=2742
    ............................

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (7) ..
    بواسطة قرآن الفجر في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 07-24-2019, 04:32 PM
  2. المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (6)
    بواسطة أحمــــد في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-13-2007, 02:23 AM
  3. المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (5)
    بواسطة أحمــــد في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-08-2007, 02:01 AM
  4. المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (2)
    بواسطة قرآن الفجر في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-23-2007, 09:28 PM
  5. المختصر القويم في دلائل نبوة الرسول الكريم (1)
    بواسطة قرآن الفجر في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-30-2007, 01:30 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء