النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: أسئلة تحوم حول الليبرالية

  1. افتراضي أسئلة تحوم حول الليبرالية

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اخواني في الله

    أخوانب لدي بعض التساؤلات و الأسئلة التي أريد منكم ان تجاوبنوني عليها كل على حده اذا مافي كلافة ان شاء الله....

    - مؤسسات المجتمع المدني !!

    - الانتخابات البرلمانية !!

    - رئيس الوزراء المنتخب ( يحكم الشعب بالانتخاب لا بالتعيين ) !!

    - اقتصاد السوق المفتوح !!

    أتمنى أن أعرف رأيكم في حكم هذه الأشياء في الإسلام !!

    هل تتعارض مع الإسلام ؟؟؟

    وهل تتعارض الليبرالية مع الإسلام في شكل عام؟؟؟

    و في فتوى الشيخ الفاضل حفظه الله و رعاه الفوزان, هل فيها تكفير كما يتشدق بها الليبراليين و المخالفين للمسلمين؟؟؟؟

    ولكم مني جزيل الشكر و العرفان و إن شاء الله سوف انتظر اجابتكم للأسئلة أعلاه في اقرب وقت....
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {112/1} اللَّهُ الصَّمَدُ {112/2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {112/3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {112/4}

  2. افتراضي

    في الحقيقة لست ذو علم شرعي لأجيبك على كل ماسبق ولو إني رجل قانون ولي خبرة بسيطة في مثل هذا الأمور

    لكن الحكم الشرعي لكل ماسبق في الإسلام فلن أفيدك فيه شيئاً لأنني -أيضاً- أبحث عن الأجوبة مثلك حول التقنين و المؤسسات المدنية و الديمقراطية .. إلخ

    لن يقصر أسود السنة في الرد ان شاء الله

    ولي عودة بإذن الله

  3. افتراضي

    بارك الله فيك اخي الكريم على المشاركة

    لكن انا مستغرب محد دخل و شارك غيرك الحقيقة

    يا ريت يشاركون ابي اجاباتهم علشان موضوع بكتبه
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {112/1} اللَّهُ الصَّمَدُ {112/2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {112/3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {112/4}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محارب الروافض مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته اخواني في الله ....
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    لدي بعض التساؤلات والأسئلة التي أريد منكم ان تجاوبنوني عليها كل على حده اذا مافي كلافة ان شاء الله....
    تفضل اخي الكريم


    - مؤسسات المجتمع المدني !!
    من اسمها تعرفها .. مجتمع مدني يعني مجتمع لا ديني .. يعني قوانينه مستمدة من البرلمان ومن العقل المجرد عن النص والنقل والوحي


    - الانتخابات البرلمانية !!
    الانتخابات طريقة شرعية لاختيار الحاكم من بين المرشحين للمنصب
    اما البرلمان فمؤسسة تشريعية تقوم على سن القوانين المدنية وتشريع القوانين بحسب العقل المجرد عن النص والنقل والوحي .. فالبرلمان ديمقراطي المنشا والمنبت ..ولا ينفع في بلاد المسلمين لانه نبت فاسد يراد زرعه في بلاد المسلمين .. وبالتالي فالانتخابات البرلمانية حرام لانها توصل الى الحرام وتشجع على الخروج عن تشريع الله وتشريعات الاسلام

    - رئيس الوزراء المنتخب ( يحكم الشعب بالانتخاب لا بالتعيين ) !!
    رئيس الوزراء يعينه الحاكم ويحمله مسولية الوزارات
    الخليفة هو ولي الأمر، وهو الذي يُعيّن أولي الأمر من المعاونين والولاة

    - اقتصاد السوق المفتوح !!
    التبادل التجاري مع اي دول العالم مباح ..
    اما فتح الاسواق لكل من هب ودب ولتجار ابضاعة الفاسدة او منتهية الصلاحية والتجار بالمحرمات والغاء الضرائب عن بضائع مستوردة من الغير لتنافس وتضارب الانتاج المحلي .وما الى ذلك فهذا من غير المقبول شرعا ..

    أتمنى أن أعرف رأيكم في حكم هذه الأشياء في الإسلام !!
    هل تتعارض مع الإسلام ؟؟؟
    أجبتك وانت تستدل على ما تريد معرفته حول حكم هذه الأشياء في الإسلام


    وهل تتعارض الليبرالية مع الإسلام في شكل عام؟؟؟
    نعم .
    تتعارض ..
    ولا شك
    الليبرالية هي حرية الفكر والتشريع والراي باستخدام العقل فقط ..
    الليبرالية تعني وضع تشريعات الله فوق الرف .. او جعلها احد مصادر التشريع .. كما يقولون بجعل مصادر التشريع الاسلامي قانونا عند عدم وجود قانون وضعي حول اي مسالة او مشكلة ..
    الليبرالية تجعل الله مجرد اله ليس له صفات الربوبية والالوهية المعروفة في الاسلام .. فالله هو المشرع .. واتخاذ مشرعين من غير الله معناه جعلهم اربابا من دون الله

    و في فتوى الشيخ الفاضل حفظه الله و رعاه الفوزان, هل فيها تكفير كما يتشدق بها الليبراليين والمخالفين للمسلمين؟؟؟؟
    حبذا لو تضعها لنبين مقاصدها وتوجيهاتها
    ولكم مني جزيل الشكر و العرفان و إن شاء الله سوف انتظر اجابتكم للأسئلة أعلاه في اقرب وقت
    العفو
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    370
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الانتخابات طريقة شرعية لاختيار الحاكم من بين المرشحين للمنصب
    حبذا لو تُفصّل قليلاً في هذه المسألة أخي ناصر ..
    { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [فصلت-44]

  6. افتراضي

    أشكركم على التوضيح اخواني في الله

    الأخ ناصر التوحيد شكراً جزيلاً لك على الرد المختصر مع اني اريد تفصيل في هذا الأمر....بارك الله فيك في كل الأحوال....نعم مثل الأخ الأسمر.....نريد تفصيلاً اذا ما عليك أمر

    بعدين محتاجك عالخاص اخوي ناصر التوحيد رجاءاً و عاجلاً بارك الله فيك
    بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ {112/1} اللَّهُ الصَّمَدُ {112/2} لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ {112/3} وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ {112/4}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الانتخابات طريقة شرعية لاختيار الحاكم من بين المرشحين للمنصب
    شكرا للاخوين الفاضلين
    والحقيقة ان هذه الجملة المقتبسة يلزمها بعض التفصيل والتوضيح كما اشرتما
    كما نعلم يوجد عدة طرق يمكن بها تعيين الخليفة الحاكم .. ولكنها كلها تشترط البيعة للخليفة بعد اختياره او انتخابه
    وكذلك لا يوجد سوى طريقة واحدة لترشيح الخليفة او جماعة المرشحين لاختيار الخليفة من بينهم
    بالنسبة لطريقة الترشيح فلا يكون الترشيح مثلما نرى في انتخابات الديمقراطية ..حيث يستطيع اي شخص مواطن ان يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية ..
    لا ..
    ففي الاسلام :
    لا يجوز ان تترشح امراة لمنصب الحاكم
    ولا يجوز ان يترشح كافر لمنصب الحاكم

    اذن ما هي طريقة الترشيح في الاسلام ؟
    لا يتم ترشيح الا عن طريق اهل الحل والعقد .. وهم كبار رجال الامة من الفاهمين والمخلصين والعلماء ومن الموثوقين
    فهم يعينون او يختارون قائمة باسماء من يرونهم صالحين لحكم الدولة
    وبعد ذلك ياتي دور المواطنين للانتخاب ..والذي يفوز باكثر الاصوات يفوز بالحكم

    ونعلم ان كبار رجال الدولة الاسلامية اختاروا العشرة المبشرين بالجنة ليكون احدهم هو الخليفة .. واختير الصديق ابو بكر رضي الله عنه
    ثم ان الصديق رشح الفاروق عمر رضي الله عنه ليكون الخليفة بعده .. وهذه تزكية لفرد بخصوصه ..وهذا جائز ..

    الوراثة في الحكم ليست من شريعة الاسلام .. وحتى لو تمت البيعو لولي العهد الوارث للحكم ..
    الاسلام نظام حكم خاص .. خلافة .. لا ملكي ولا جمهوري ..
    الخليفة يبقى حاكما طوال حياته الا اذا حصل ما يمكن به خلعه .. كالجنون او الخيانة مثلا ..
    من له حق الانتخاب ؟
    الجميع لهم حق الانتخاب للخليفة الحاكم .. ذكورا واناثا .. فالخليفة ولي امر الجميع ذكورا واناثا .. ولكن ليس لغير المسلم الحق في انتخاب الخليفة

    اما مسالة مجلس الامة .. او مجلس الشورى .. فالصورة فيه تختلف كليا من حيث الانتخاب والعضوية والوظيفة


    --------
    الخاص مفتوح يا اخي الفاضل
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الفتوى الليبرالية.. وعسر الفهم!

    مقال أكثر من رائع يضع النقاط على الحروف بجريدة الجزيرة السعودية
    بعنوان (( الفتوى الليبرالية.. وعسر الفهم! )) للكاتب : محمد بن عيسى الكنعان

    المقال كما ورد في الصحيفة

    شهدت الأسابيع الفائتة جدلاً فكرياً في بعض المواقع الإلكترونية على خلفية إجابة دينية تفضل بها أحد المشايخ الأجلاء من هيئة كبار العلماء حول (حكم الدعوة للفكر الليبرالي في البلاد، الإسلامية)،

    رداً على سؤال أحد طلبة العلم الشرعي لديه، فانتقل ذلك الجدل (العقيم) إلى نقاش مفتوح في فضاء إحدى القنوات العربية التي تهتم بالشأن السعودي، تلك الإجابة اعتبرت من قبل عدد من الكتاب والمثقفين الليبراليين بمثابة (فتوى) شرعية (تكفيرية) بحقهم، محذرين في الوقت نفسه من تداعياتها على المستوى الاجتماعي المحلي، خاصة في ظل وجود أفراد وجهات تتلقف الفتاوى كأمر إلهي لها بالتنفيذ والمبادرة، الأمر الذي دفع بالشيخ صالح بن فوزان الفوزان (صاحب الإجابة) إلى إصدار بيان توضيحي في بعض الصحف المحلية يؤكد فيه أن جوابه كان محدداً بالسؤال، مستنكراً تصنيف الجواب من قبل البعض على منهج التكفير وفعل الخوارج، حيث أنزلوه على أناس ليسوا مقصودين، بينما مقصد الجواب على ما جاء في حيثيات السؤال فقط؛ لأن ما ذكر فيه - أي السؤال - هو من نواقض الإسلام التي يتفق عليهما علماء الأمة، كما تبرأ الشيخ من تكفير الأبرياء أو التكفير على غير الضوابط الشرعية المعروفة.

    هنا لن أجتر وقائع تلك (الفتوى الليبرالية) كما يسميها البعض، أو أضع نفسي محامياً للشيخ الفوزان، الذي يملك الأهلية الشرعية والقدرة اللغوية والنفس الطويل في الردود الكافية والكتابات الوافية، إنما سأعمد إلى عرض المسألة من (الناحية الفكرية)، وتحديداً إلى (عسر الفهم) الذي جعل المفكر الأكاديمي يتساوى مع الإنسان البسيط في استنتاجه لأبعاد إجابة الشيخ أو (الفتوى) إن صح التعبير، لسببين رئيسين: الأول يتعلق بنص (الفتوى) الجلي والواضح بعيداً عن كل غموض أو وهم ينزح إلى التأويل، والآخر يتعلق باضطراب الموقف حيال (الليبرالية) التي لم ينجح دعاتها حتى الآن في تعريف (ماهيتها) وتحديد (مرجعيتها)، فضلاً عن تسويقها على أرض الواقع بتجارب حية ونماذج حضارية، وما ردود الأفعال حيال (الفتوى الليبرالية) إلا دليل حي على ذلك الاضطراب الفكري.

    عن السبب الأول يمكن القول إن علم الشيخ صالح الفوزان ووعيه في أبعاد السؤال المطروح جعله (يحتاط) في فتواه أو إجابته إحاطة العالم من جهل المتعالم، خاصة أنها تتعلق بمسألة جدلية وحديثة لا زالت تفتقر للوفاق الفكري الجماعي بين دعاتها، ناهيك عن مستوى المجتمع ككل، لذا فالمتمعن في تلك الإجابة يدرك للوهلة الأولى أنها (أبعد) ما تكون عن (تكفير) الليبرالي السعودي، الذي يتفق مع الشيخ فيما ذكره من نواقض الإسلام وموجبات الكفر، وكي تتضح المسألة أجد من المنطق استعراض السؤال المطروح وإجابة الشيخ معاً والنقاش حولهما.

    كان السؤال: (عن الدعوة إلى الفكر الليبرالي في البلاد الإسلامية، وكونه يدعو إلى حرية لا ضابط لها إلا القانون الوضعي، ويساوي بين المسلم وغيره بدعوى التعددية، ويجعل لكل فرد حريته الشخصية، التي لا تخضع لقيود الشريعة، ويحاد بعض الأحكام الشرعية التي تناقضه، كالأحكام المتعلقة بالمرأة، أو العلاقة مع غير المسلمين، أو بإنكار المنكر، أو أحكام الجهاد، إلى آخر الأحكام التي فيها مناقضة هذه الليبرالية للإسلام، وهل يجوز للمسلم أن يقول: أنا مسلم ليبرالي؟). إذاً السائل حدد مفهوم (الفكر الليبرالي) حسب رؤيته بجملة مسائل وأحكام (تناقض الإسلام) بغض النظر عن اتفاقنا معه أو اختلافنا، ومن ثم طرح سؤاله: هل يجوز للمسلم أن يقول: أنا مسلم ليبرالي؟

    في الإطار نفسه جاءت إجابة الشيخ التي اعتبرها البعض (فتوى تكفيرية) كالتالي: (إن المسلم هو المستسلم لله بالتوحيد، والمنقاد له بالطاعة، البريء من الشرك وأهله، فالذي يريد الحرية التي لا ضابط لها إلا القانون الوضعي هذا متمرد على شرع الله يريد حكم الجاهلية، وحكم الطاغوت فلا يكون مسلماً. والذي ينكر ما علم من الدين بالضرورة من الفرق بين المسلم والكافر، ويريد الحرية التي لا تخضع لقيود الشريعة، وينكر الأحكام الشرعية ومنها الأحكام الخاصة بالمرأة والنهي عن المنكر ومشروعية الجهاد في سبيل الله، هذا قد ارتكب عدة نواقض من نواقض الإسلام التي ذكرها أهل العلم، والذي يقول (إنه مسلم ليبرالي) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذكر، فعليه أن يتوب إلى الله ليكون مسلماً حقاً).

    فأين وجه الاعتراض على كلام الشيخ واعتباره تكفيراً، إذا كان الشيخ قد (اشترط) بشأن الليبرالية ما ذكر وحدد في إطار السؤال، كالعمل بالقانون الوضعي بديلاً عن الشريعة، أو حكم الطاغوت على حكم الله، أو إنكار ما علم من الدين بالضرورة، أو إنكار أحكام المرأة ومشروعية الجهاد.. على غير ذلك.

    وعليه يكون الموقف الفكري واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، فإذا كانت الليبرالية التي يبشر بها القوم ويدعون لها (تؤكد) تلك المسائل والأحكام المذكورة في السؤال والمكررة في الإجابة، فإن (الليبرالي) أياً كان هو (متناقض) ووقع في المحظور، أما إذا كان يرى خلاف ذلك، وأن الليبرالية التي (يعتقد) لا تجعل القانون الوضعي بديلاً للشريعة، ولا تنكر عقائد الإسلام من جهاد وفرق المسلم عن الكافر وغيره، ولا تنكر أحكام الإسلام من شؤون المرأة والأمر بالمعروف ولا تعتقد بضابط الحريات إلا الدين.. فإن هذه الليبرالية لا تعتبر (كفراً)، وعليه لا يجوز (تكفير) الليبرالي. إذاً كان بإمكان أي ليبرالي مفكراً أو كاتباً أو أكاديمياً أو حتى إنساناً عادياً أن (يتجاوز) ما قاله الشيخ؛ لأنه ليس المقصود في تلك الفتوى التكفيرية المزعومة، خاصة أن الشيخ الفوزان قال بوضوح: (الذي يقول (إنه مسلم ليبرالي) متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذكر) لاحظ مناط الفتوى أو الإجابة محدد بما ذكر!

    على أرضية ما سبق آتي إلى السبب الآخر الذي دعاني لمناقشة مسألة (الفتوى الليبرالية)، المتمثل بحالة الاضطراب الفكري إزاء الليبرالية التي تنتاب الليبراليين أو المحسوبين على التيار الليبرالي، والاضطراب المقصود هو (حالة التناقض الحاد) بين ما يقوله الليبراليون وما يعتقدونه وما هو حقيقي وفعلي بالنسبة لليبرالية، اضطراب يكشف أن الليبرالي لا يفهم ما يقرأ ولا يعي ما يسمع بشأن هذا الفكر الوافد الذي يراد له أن ينبت في تربتنا الإسلامية ويقلب منظومة قيمنا الاجتماعية، وهو بحكم الجاهل إذا كان يعتقد أن الليبرالية لا تتعارض مع الدين، والإسلام تحديداً الذي هو (دين ومنهاج حياة)، وحتى تكون الأمور في نصابها.. فلنقف على أبرز ما جاء في ثنايا السؤال الذي وجه للشيخ.. وبالذات الجزئية المتعلقة بالحرية.

    فالليبرالية ببساطة ووضوح تام تسعى إلى (تحقيق الحرية الفردية) للإنسان، بحيث يكون حر (الاعتقاد)، حر (الضمير أو الفكر)، حر (التصرف أو السلوك)، غير خاضع لأي سلطان ديني، ما يعبر عنه في الغرب بالكهنوت، أو أي نظام سياسي استبدادي، أو أي نظام اقتصادي إقطاعي، فلا سلطان على الإنسان إلا للعقل الذي يشرع الأنظمة ويصوغ القوانين المتحكمة بحياة الناس، ويقبل أو يرفض القيم والفضائل السائدة ويقوِّم الخصوصيات الثقافية والعادات والتقاليد الموروثة، لذلك فالحريات في الفكر الليبرالي محكومة ب(قانون وضعي وتشريع بشري)، بينما تبدو الصورة متعارضة تماماً بالنسبة للفكر الإسلامي الذي يعتبر الحريات محكومة بالوحي الرباني من تشريعات وأحكام قرآنية ونبوية، هي المرجع الرئيس والإطار العام لكل القوانين والأنظمة التي تحكم حياة الناس في عباداتهم ومعاملاتهم وعلاقاتهم، سواء على المستوى الإسلامي أو الصعيد الإنساني.

    قد يقول قائل: وما الضير في محاولة الجمع بين الليبرالية والإسلام، بحيث نأخذ منها مع ما ينسجم أو يتوافق مع ديننا، وندع ما يتعارض مع شريعته، فأقول إن أنظمة المجتمعات المتحضرة والدول المتقدمة لا تقبل بوجود (مرجعيتين) في سن القوانين وتشريع النظم؛ لأن ذلك سيخلق مجتمعات متباينة في إطار الدولة الواحدة، قد تصل إلى التصادم عند تقرير قيمة أو نظام على أرض الواقع. الأمر الآخر: أن الليبرالية في أساسها الفلسفي وواقعها العملي لا تقبل دخول النص الديني على تشريعاتها ونظمها؛ كونها أصلاً ثمرة عصور التنوير الأوروبي التي أعلنت القطيعة مع الدين واستبعاده حتى من مصادر المعرفة، وفرضت العقل.

    أخيراً.. بعد هذا العرض أرى أن الليبرالي لا بد أن يحسم أمره تماماً، كون الفتوى كشفت أنه على مفترق طريقين، واستمراره دون هذا الحسم يعني استمرار اضطرابه الفكري.. إما أن (يتبرأ) من الليبرالية تماماً حتى لا يقع في الحرج الديني، أو يعتقد بكل ما فيها كما هو حال الليبراليين الجدد.

    رابط المقال في الجريدة
    http://www.al-jazirah.com/139304/ar8d.htm#cooliris
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الليبرالية هي الإلحاد
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 02-22-2012, 11:07 PM
  2. عوز الليبرالية
    بواسطة محارب الروافض في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-28-2007, 01:49 AM
  3. التقيّة الليبرالية .!!!
    بواسطة عـلـوش في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-24-2007, 04:40 AM
  4. حول الليبرالية
    بواسطة Schnell2 في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 09-04-2006, 02:31 AM
  5. لماذا فشلت الليبرالية العربيَّة ونجحت الليبرالية الغربية؟
    بواسطة الجندى في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-30-2005, 05:40 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء