هل المتكلم الذي يؤكد منزلة البهاء بالنسبة لربه و يتكلم من سماء الوحي مجهول؟ كل شيء جائز طبعاً في عرف أتباع غلام قاديان !! فقد يكون المتكلم هو أحد جيران بهاء الله لكن البهاء نسي أن يقول هذه المعلومة البسيطة لأتباعه مما جعلهم يؤمنون بأن الكتاب الأقدس هو كتاب من عند الله سبحانه و بأن الباب و البهاء هما أصحاب رسالة إلهية.
من الواضح أنك لم تقرأ حتى كتابات الميرزا العربية، هل نسيت اعتبارك عبد الكريم الجيلي واحداً من صلحاء الأمة مع أن غلامكم الملهم اتهم الجيلي بتأليه المسيح (ع) و القول بالتثليث؟ و كذلك جهلك بأن الميرزا في كتاباته العربية ادعى أن يحيى (ع) مات مقتولاً. و الأمثلة على جهلك بكتابات الميرزا العربية واضح في كثير من مشاركاتك، و أحد تلك الأمثلة هو مشاركتك أعلاه التي تقول فيها ما يلي:
أنت هنا تصر على إثبات عدم اكتراثك بقراءة هلوسات مؤسس نحلتكم الضالة و هذا دليل على أن إيمانك فيه شك حسب رأي الغلام نفسه. زعيمك الملهم ادعى امتناع صعود أي بشر إلى السماء بجسده العنصري بأية طريقة، و ادعى بأن الحياة أو الموت في السماء يقتضي نقض سنن الله سبحانه.
يقول الميرزا غلام : (( "قل سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا" فلا شك أن هذه الآية دليل واضح على امتناع صعود بشر إلى السماء مع جسده العنصري و لا ينكره إلا الجاهلون. و في قوله تعالى سبحان ربي إشارة إلى آية "فيها تحيون و فيها تموتون" فإن رفع بشر إلى السماء أمر يناقض هذا العهد)) – كتاب ضميمة حقيقة الوحي ص 669.
أقول: إن إستدلال الميرزا بقوله تعالى ((فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ)) على امتناع حياة أو موت الناس خارج الأرض باطل بداهة لأن الآيات أشارت إلى الغالب على حياة الناس و لم تنف إمكانية عيش بعضهم خارج الأرض لفترة كما لم تنف موت بعض الناس خارج الأرض. وقد ثبت بالمشاهدة أن بعض رجال الفضاء قد قضوا جزءاً من حياتهم خارج الأرض في الفضاء أو على القمر و قد يموت بعضهم هناك.
و عندما أوردت رداً كهذا للقادياني هاني طاهر قبل سنتين و نصف كتب لي في 25-2-2005 ما يلي:
و قد أجبته على رده المضحك بما يلي: ((و هل قال خصومكم بأن المسيح رفع إلى السماء عارياً من ملابسه الأرضية؟ )).هاني طاهر: الذين ذهبوا إلى الفضاء ظلوا في مركباتهم الفضائية أو داخل ألبستهم، أي أنهم ظلوا داخل شيء من الأرض. ولو مات أحدهم، فسيموت داخل جزء من الأرض.
علماً أن الخطاب في قوله تعالى ((فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ)) كان موجهاً إلى آدم (ع) و حواء و إن كان ينطبق على غالبية بني آدم. قال تعالى (( قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ * قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ )) – سورة الأعراف 23-25. و حتى لو كان الخطاب موجهاً إلى جميع بني آدم فإن الإشارة إلى البعض مع مخاطبة الكل واردة في القرآن الكريم، و مثال ذلك قوله تعالى : ((وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)) - سورة المؤمنون 22. فالخطاب جاء للناس عامة و هذا لا يمنع أن بعض الناس لم تحمله الأنعام و لا الفلك و لو مرة واحدة في حياته.
و الأهم من هذا كله هو أن الميرزا القادياني ادعى بأن الإيمان بجياة المسيح (ع) في السماء شرك عظيم، و تناسى الميرزا أنه ظل طوال 12 عاماً من نبوته المزعومة يقول بحياة المسيح (ع) في السماء. و بهذا فإن الغلام القادياني كان نبياً مشركاً لمدة 12 عاماً حسب رأيه و نبياً ملحداً حسب رأي ابنه الخليفة القادياني الثاني.
هل يجتمع إلحاد و نبوة؟
Bookmarks