إذاً لا فرق بين الربوبية والألوهية !
جواب38: الله جل جلاله هو الاسم الجامع فهو الله رب العالمين وهو الملك وهو القدوس وهو الرحمن وهو الرحيم جل جلاله ، ألم تقرأ قوله تبارك وتعالى "الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين" فرب العالمين صفة من صفات الله سبحانه وتعالى ، ألم تقرأ قوله سبحانه "قل أعوذ برب الناس ، ملك الناس" فمن هو ؟ إنه "إله الناس"، فالرب والملك والغفار والجبار هو الله سبحانه وتعالى ، والذين فرقوا بين الرب والإله جزاهم الله خيراً قَصْدُهُم إبعاد الناس عن الشرك ومحاجة لعبّاد القبور. وكان يكفيهم أن يبينوا للناس أن من طلب من صاحب قبر أن ينفعه من دون الله فقد كفر، ومن تشفع بصاحب قبر متوسلاً به إلى الله سبحانه فقد أخطأ وابتدع وخالف الشرع الشريف . أما أن نتخذ من تخبط المشركين في السابق ومن تخبط العوام في اللاحق قاعدة أساسية في ديننا ففرق بين توحيد الربوبية والألوهية فهذا خطأ ومعناه أن – لا إله إلا الله ــ لا تكفي في التوحيد إذ ليست في زعمهم كافية. والحق أن من قال : أشهد أن محمداً رسول الله فقد آمن بجميع الرسل سواءً من ذكر في القرآن باسمه أو لم يذكر وكذلك من قال لا إله إلا الله فقد شهد بأنه لا رب إلا الله ولا ملك إلا الله ولا رزاق إلا الله ولا لطيف إلا الله بالمعنى المطلق. فكلمة رب تُصْرَف لغير الله مقيدة , نقول: رب أسرة و رب الدار، ورب البستان ، أما كلمة رب مطلقاً فلا تجوز إلا لله ، وكذلك كلمة سيد فلا تصرف لغير الله إذا أطلقت ، أما مقيدة كسيد القوم ، وقوله سبحانه "وألْفيا سيدها لدى الباب"، ووردت في حق يحيى عليه السلام مطلقة ، قال سبحانه :"وسيداً"، ولكن القيد هنا عقلي فهو ليس سيداً لمن سبقه من الأنبياء كإبراهيم، ولا لمن بعده وإنما سيداً بمعنى وجيهاً فيما بين الصالحين في زمنه ويوم القيامة هو سيد بالنسبة لمن هو دونه من قومه.
........الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله
Bookmarks