صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 31

الموضوع: لا فرق بين الربوبية والألوهية !

  1. افتراضي لماذا لا تجيب

    أهلا بك يا دكتور إبراهيم

    أولا : لماذا لا تجيب على الأسئلة التي طرحتها عليك يادكتور ؟ أليس من حقي عليك حتى لا تتهمني بالمزايدة أن تجيب عليها بدون استثناء !!!

    ثانيا : يا دكتور أنت أكاديمي كما فهمت من الوصف الذي أمام اسمك ، وقد ناقشت كلامك الأول كما هو ولم أزايد عليك - كما تناقش الرسائل العلمية مسألة مسألة - فعامل كلامي بالمثل ولا تقتصر على كلام ابن بطة حتى أسمع جوابك كاملا ثم أجيبك وهكذا نفيد ونستفيد بدلا من اختزال بعض الكلام دون بعض .

    ولا أخفيك أعجبني نقاشك لكلام الدكتور الرضواني من حيث أخذك للكلام جملة جملة لا من حيث المضمون ولن أرد عنه .

    ثالثا : طلبت أنت أن يكون الحوار بيني وبينك ثم تأخرت ، وبدأت تجيب على غيري وتترك كلامي ولا أدري لماذا .


    رابعا : يادكتور إبراهيم تذكر مايلي من خلال ما سبق من الحوار
    - لا مشاحة في التقسيم ,,,,,
    - فرق بين قولك " لما وجدنا أي إشارة إلى توحيد الألوهية والربوبية " وبين قول غيرك " وهذا التقسيم الثلاثي لم ينص عليه أحد في القرون الثلاثة " فالإشارة غير النص ؟؟؟؟؟؟؟
    - تنبه إلى ماسبق من الفرق بين إطلاق لفظ " موحد " وبين عبارة " يقر أو يعترف بتوحيد كذا "
    - عرفت من خلال ما تعلمت أن الرد على المخالف يسع فيه ما لايسع عند تقرير مسألة في الاعتقاد , وأعني حين تقرأ كلاما لابن تيمية أو غيره فهو يختلف في باب الرد عنه في باب التقرير .....


    ما ذكرته من التنبيه السابق أود أن يسود بيني وبينك في كافة الردود فما نتفق عليه نتجاوزه إلى مابعده ولا نهمل شيئا حتى نستفيد من بعضنا البعض ...



    أكرر أملي يا دكتور أن تعود إلى ردي الأول وتجيب على أسئلتي كلها ثم نواصل الحوار بما يفيد الجميع وفقنا الله وإياك لكل خير ,,, آمين .

  2. افتراضي

    أخي علي أنا قرأت ردك أكثر من مرة أنت تناقش ولا تسأل ، لذلك حاولت أن أوضح لك رأيي من خلال مناقشة المسألة مع الدكتور الرضواني، فلا أدري هل تريد مني أن أكتب لك معنى لا إله إلا الله ، أو أبين لك موقفي من السلف، فيبدو لي أنك تقيم حاجزا كبيرا بين السلف والمتكلمين، يا أخي الكريم هناك تبسيط للأمور فإذا أردت أن أجيبك عن شيء محدد فأنا أرحب بذلك وأنا مثلك أبحث عن الفائدة والفهم الصحيح، أما أن تلقي الأسئلة هكذا للتصنيف فلا أظن ذلك من منهج السلف الذي كتبت عنه ولا من منهج العلماء الذين نأمل أن نكون على هديهم، أنا يا أخي مع منهج السلف ومع طريقة السلف ولكن لا أرى هذه الفجوة التي تخوفني بها وكأنني إن لم أكن معهم فأنا مع مخنثة المعتزلة وأهل الكلام الفلسفي، الأمر يحتاج لشيء من الدقة ، أرجو منك أن تحدد الأسئلة التي يمكن أن تكون موضع النقاش .
    أعتذر للتأخر

  3. افتراضي أناقش لأستفيد وأفيد لا لأصنف

    يا دكتور إبراهيم .....


    من أول رد لك علي حكمت علي بالمزايدة .... ووصلت في هذا الرد إلى أني أريد تصنيفك فقلت ( أما أن تلقي الأسئلة هكذا للتصنيف ) وأكرر الرجاء لك يا دكتور أن نترفع عن هذا .


    يا دكتور .. موضوع نقاشنا محدد وهو تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية ... وأسئلتي حين وضعتها قصدت منها الدخول إلى صلب الموضوع بعيدا عن ربط المسألة بابن تيمية - ولم أقصد التصنيف كما ذكرت - .

    وأي متخصص في الموضوع أظنه فهم ذلك بمجرد قرآءة الأسئلة !!!!

    يا دكتور كل رد لك سبق أستطيع أن أجاذبك فيه الحديث ونبتعد عن الموضوع الأساس وهذا لا يفيد كما تعلم رعاك الله .

    يا دكتور أرجو التكرم بالعودة إلى أول رد والإجابة على الأسئلة بعيدا عما ظننته من التصنيفات ونحوها ، وعندنا مثل شعبي يقول " خذني على قد عقلي " أي عاملني بما أفهم .


    يا دكتور كل استفهام أو سؤال ذكرته في ردي الأول بين لي الحق فيه كي نصل جميعا إلى الصواب بتوفيقه تعالى وتسديده .

    وكما عملت مع ردك الأول ناقشته جملة جملة - عاملني بالمثل - ولا تهمل شيئا لأن المسألة ذات جوانب عدة يوضح بعضها بعضا ويؤكده ، وبعد ذلك أناقش كلامك وتناقشني حتى يفيد كل منا الآخر .

    وختاما لو كان في رسومات المنتدى أجمل من هذه لاخترتها لك ، وتقبل فائق التحية وأحلى ابتسامة

  4. افتراضي شكري لك

    الأخ علي : شكري لك سأرد في أقرب فرصة،
    تحية خاصة على لطفك

  5. افتراضي العلم قبل العمل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي الكريم أشكر لك سعة صدرك التي بدأت تظهر أكثر في مشاركاتك الأخيرة، فأرجو أن نكون على مستوى مسؤولية العلم، وأن يكون النقاش بعيدا عن الانتصار للأشخاص، وآمل أن تزول تلك التوجسات من كل كلمة تقال ، وهذا يجري علي وعليك فعندما تطلب مني أن أختار مذهب السلف أو مذهب المتكلمين، فكأنك تقول لي أنت معنا أو ضدنا، مذهب أمريكا الجديد، إما معنا أو ضدنا – عذرا للمثال- فعندما أقول بأنك تريد التصنيف عنيت ذلك، ثم سؤالك يوحي بأن مذهب السلف واضح جلي لا يحتاج للنقاش وهو ما ينقله ابن تيمية وتلاميذه، إذا لماذا هذا النقاش ، وعلى أي شيء نتحاور إذا كان موضع التنازع بات مسلما لديك، ولا يحتاج الأمر إلا أن أختاره أو أخالفه، إما أكون مع السلف، أو مع المتكلمين، والكلمة الأخيرة كما تعلم وأعلم وكما هو ظاهر من كلام المشاركين في المنتدى لها دلالات خطيرة، وتحتاج دوما أن نتبعها بقولنا، أعاذنا الله منهم ومن أقوالهم ..
    أخي الكريم نعم يعدون ذلك أصلا من أصول الدين: قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب( وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين... وهي متلازمة ، كل نوع منها لا ينفك عن الآخر) " تيسير العزيز الحميد ص 21) ماذا تفهم من هذا النص، هل هي أصول أم فروع إذا كانت أصولا فهذا ما نسبته لهم، وإن كانت فروعا، فقد اتفقوا مع منهج المتكلمين في تقسيمهم التوحيد، ولا معنى بعد ذلك إلى الإصرار على أنه ثلاثة أنواع لأن القسم الأخير في التوحيد وهو الألوهية يدخل في باب العبادة والعمل وليس في باب الإثبات وأنه ليس المراد بالتوحيد بل هو أثر له.
    وأريد أن ابسط المسألة قليلا بالمثال: فلو أنك أردت أن تزور مسؤولا كبيرا- وأنا لا أتمنى لك ذلك- فأول ما يجب عليك أن تعرفه عنه، من هو وما هي صفاته وصلاحياته ، فعندما تعرف بأنه مسؤول كبير وأنه يمتلك صلاحيات كبيرة وبيده مقاليد الأمور، هذه هي المعرفة، ثم تسأل هل يقبل الهدية، وهل يستقبل الملتحين وهل يحب أن تقبل يده ، وهل من يدخل مكتبه يخرج أم تصلى عليه صلاة الغائب، فهذا فرع عن معرفتك بصفاته، فهذا مثال استحضرته الآن ، وليس المراد منه، قياس الشاهد على الغائب، ولكن التوضيح فقط.
    أخي الكريم : ما ذكره أبو حنيفة في الفقه الأبسط، يدل على ما قلت لو أنه فصل وبين مراد كلامه، ولكن ليس في كلامه أي تفصيل، ولا أعرف أن أحدا من أصحابه الحنفية والماتريدية قال بذلك - قبل ابن تيمية - ،ولكن ظهر أثر ابن تيمية في بعض شيوخ الحنفية المتأخرين ومنهم منلا علي القاري ( راجع: شرح الفقه الأكبرص 39) ، فالأمر عند أبي حنيفةلا يزيد على أنه استعمل لفظين في وصف الإله بهما جاء القرآن والسنة. وأنت تعلم أنه ليس هذا موضع النزاع.
    - معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، معناها أن الله هو الإله الذي يستحق أن يعبد ، معناها العلم بالله تعالى، قال تعالى:" فاعلم أنه لا إله إلا الله" قال البخاري: باب العلم قبل القول والعمل، فأنا هنا أسألك هل نطلب ممن يدخل في الإسلام أكثر من ذلك، وأسألك أيضا هل العمل شطر الإيمان أم شرط كمال، فنحن نحقق في مسألة التوحيد،وما ينبني عليه إيمان وكفر،ولا نتكلم عن شروط الكمال،وإلا أدخلنا كل مباحث العبادات والمعاملات في باب التوحيد، ولا أريد أن أعيد ما ذكرته في ردي السابق ، فأرجو أن تقرأه ، فالأمر يحتاج للأخذ والرد.
    - أخي الكريم ليست الطامة الكبرى في كلامي، - كما قلت- فأنا أتكلم عن كمال الإيمان بالله وبوحدانيته، فليس الناس سواء في ذلك، فعندما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" هل كل الناس تحقق فيهم ذلك، وهل كل المسلمين مثل عمر رضي الله عنه، ( لأنت أحب إلي من نفسي).
    - أما إقرار كفار قريش فكان معرفة ولم يكن إيمانا أو توحيدا، وأنت تعرف أن من عرف الله تعالى وأقر بوجوده لا يسمى مؤمنا ، وهذا مذهب أهل السنة جميعا، وخالف في ذلك بعض المبتدعة كالكرامية وغيرهم، وفي عالمنا المعاصر من يعترف بنبوة محمد ولا يؤمن به فهل نقول عنه مؤمن بالنبي إيمان نبوة لا إيمان رسالة ونبتدع بألفاظنا ما يوهم معاني باطلة، فهذه كتلك.
    - ولكن الطامة الكبرى إن جاز لنا أن نستعملها ففي كلامك ومحاولة إلزامي بما لم أقله أو يخطر على بالي، وهو منهج أرجو أن لا تكون من أصحابه، وهو منهج الخوارج، وهو حمل الكلام وتنزيله على غير ما نزل به، فحملوا آيات نزلت في الكافرين على المؤمنين، فأي لفظ في كلامي يمكن أن يكون متكئا للقول بأن السلف في كلامهم خلط، ( راجع كلامك في الرد) ، هل يصل بنا الأمر لذلك، فما رأيك لو أخذتني الحمية الممقوتة، وقلت لك بأن ابن تيمية ترك كلام السلف وابتدع وأضل الكثيرين، وكلامه مليء بالخلط، ويلزم من ذلك بأن من وافقه فهو معه ومبتدع مثله، لا أريد أن نصل لهذا المستوى، وأنا سأترفع عن ذلك ليس ادعاء بل لأن موقفي هو ما قلته وأقوله دوما ليس مجاملة بل اقتناعا، فأرجو منك كما طلبت مني الترفع، أن تلزم نفسك به.
    - وأخيرا أرجو أن أكون قد أجبت عن أسئلتك، فأنا من البداية لم يكن بنيتي أن أترك سؤالا ، ولكن الوقت ربما لا يسعفنا دوما بما نريد تحقيقه. بقي سؤال لا بد أن أسأله لك، ولو بقي شيء لم أجبك عنه، فهو مرتبط به، بين لي من السلف عندك ؟، هو بسيط، ولكن هو الأساس في حل كثير من الإشكالات، فأنت تستعمله كثيرا وتسألني عن موقف السلف، فأرجو أن تبين لي رأيك، فهل السلف تعني السلفية ؟ فأنا لي موقف من هذا الكلام.
    تحياتي لك وتقبل أمنياتي ورجائي أن لا أكون في هذه المرة اتهمت أو تجاوزت أو بعدت عن الموضوع

  6. افتراضي

    يا دكتور ... أعتذر عن التأخر وذلك لعطل في جهازي الخميس والجمعة ... وشكرا على هذه العبارة :

    " فأرجو أن نكون على مستوى مسؤولية العلم، وأن يكون النقاش بعيدا عن الانتصار للأشخاص، وآمل أن تزول تلك التوجسات من كل كلمة تقال ، وهذا يجري علي وعليك فعندما تطلب مني أن أختار مذهب السلف أو مذهب المتكلمين، فكأنك تقول لي أنت معنا أو ضدنا، مذهب أمريكا الجديد، إما معنا أو ضدنا – عذرا للمثال- "

    وأعود إلى الموضوع :

    كان السؤال كالتالي : { ما معنى ( لا إله إلا الله ) عند أئمة السلف ؟ ( وثق الإجابة ) }

    وكانت إجابتك يا دكتور : " - معنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله، معناها أن الله هو الإله الذي يستحق أن يعبد ، معناها العلم بالله تعالى، قال تعالى:" فاعلم أنه لا إله إلا الله" قال البخاري: باب العلم قبل القول والعمل، "
    أين التوثيق يا دكتور ؟ وبالتحديد من قال أن معناها العلم فقط ؟

    والسؤال الذي يليه : { هل كل من أقر بأن الله واحد أحبه وتوجه إليه وعمل له ؟ }
    وقد بنيت هذا السؤال يا دكتور على قولك : " فمن عرف وحدانية الله أحبه وتوجه إليه وعمل له ولم يشرك معه أحدا لا في الخلق ولا في العمل، " علما أنك قلت في ردك الأخير " - أما إقرار كفار قريش فكان معرفة ولم يكن إيمانا أو توحيدا، "
    بعبارة أخرى يادكتور مالفرق بين المعرفتين ؟
    ولذلك طلبت منك يادكتور في ردي الأول الرجوع إلى التفسير فقلت لك: { ألم تقرأ إقرار كفار قريش وغيرهم بتوحيد الربوبية ؟
    أتمنى أن تقرأ كلام أئمة التفسير لقول الله تعالى : (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ... ) وقوله ( قل من يرزقكم من السماء ...) وقوله ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) وقوله ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) وغيرها من الآيات لترى كيف أن السلف وفي مقدمتهم الصحابة لم يكتفوا يتوحيد الذات والأسماء والصفات كما زعمت ، وأنه قد يأتي بها المرء ويقع في الشرك كما في تفسير الآيتين الأخيرتين. } فهل تبين لي يا دكتور ما توصلت إليه من أقوالهم حين رجعت إليها ؟
    ثم سألتك بعد ذلك : { أريد بارك الله فيك نصا لهم على أن هذا التقسيم أصل من أصول الدين لايجوز الجهل به } فأجبت " نعم يعدون ذلك أصلا من أصول الدين: قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب( وإلى هذه الأنواع الثلاثة ينقسم توحيد الأنبياء والمرسلين... وهي متلازمة ، كل نوع منها لا ينفك عن الآخر) " تيسير العزيز الحميد ص 21) ماذا تفهم من هذا النص، هل هي أصول أم فروع إذا كانت أصولا فهذا ما نسبته لهم، وإن كانت فروعا، فقد اتفقوا مع منهج المتكلمين في تقسيمهم التوحيد، ولا معنى بعد ذلك إلى الإصرار على أنه ثلاثة أنواع لأن القسم الأخير في التوحيد وهو الألوهية يدخل في باب العبادة والعمل وليس في باب الإثبات وأنه ليس المراد بالتوحيد بل هو أثر له."
    أقول وتتمة كلامه : { فمن أتى بنوع منها ولم يأت بالآخر فما ذاك إلا أنه لم يأت به على وجه الكمال المطلوب . وإن شئت قلت : التوحيد نوعان توحيد في المعرفة والاثبات ، وهو توحيد الربوبية والأسماء والصفات ، وتوحيد في الطلب والقصد وهو توحيد الإلهية والعبادة } ثم قال بعد ذلك : { ويسمى هذا النوع توحيد الإلهية لأنه مبني على إخلاص التأله وهو أشد المحبة لله وحده وذلك يستلزم إخلاص العبادة , وتوحيد العبادة لذلك ، وتوحيد الإرادة لأنه مبني على إرادة وجه الله بالأعمال ، وتوحيد القصد لأنه مبني على إخلاص القصد المستلزم لإخلاص العبادة لله وحده ، وتوحيد العمل لأنه مبني على إخلاص العمل لله وحده }
    يادكتور ..قلت في أحد ردودك السابقة : " أؤكد مرة ثانية أن الاعتراض ليس على التقسيم ، فعلم الفقه والأصول والعقيدة بل في كل العلوم لأصحابهااصطلاحاتهم وتقسيماتهم، وهذا أمر يثري العلم " وهنا أقول : الشيخ سليمان في كلامه السابق يقسم التوحيد إلى ثلاثة أنواع ويقول بعد ذلك كما في تتمة كلامه وإن شئت قلت : التوحيد نوعان ... الخ .فلا إشكال عنده في الثلاثة أو الاثنين لأنها اصطلاحية ، وأنت في كلامك السابق لا إشكال عندك أيضا .
    فأين مايدل على أنهم جعلوا التقسيم الثلاثي أصلا من أصول الدين لا يجوز الجهل به ؟ أريد كلاما صريحا .
    وفي تعليقك السابق على كلام الشيخ سليمان بن عبد الله قلت : " لأن القسم الأخير في التوحيد وهو الألوهية يدخل في باب العبادة والعمل وليس في باب الإثبات " ولا أعرف أحدا ممن قسم التوحيد إلى ثلاثة جعل توحيد الألوهية من باب الإثبات !!!

    هذا فيما يتعلق بإجابتك على الأسئلة أما مايتعلق بكلام ابن بطة وأبي حنيفة فأقول :
    أجبت عن كلام ابن بطة بقولك " أقول للأخ هل كلام ابن بطة، يصلح أن يكون دليلا ومؤيدا لكلام ابن تيميةأم لكلام جمهور علماء العقيدة الإسلامية، الذي قام علمهم وألفت كتبهم لإثبات وجود الله تعالى أولا ثم إثبات الوحدانية والرد على المخالفين، وكذلك إثبات صفات الله تعالى الأخرى، فكلامه لأي الفريقين أقرب، أنا كنت دقيقا في عبارتي عندما قلت بأن الخلاف في المعنى وليس في اللفظ، " ثم قلت " فما أفهمه أنه يتكلم عن الإيمان بالله تعالى لا عن التوحيد خاصة فهو يتكلم أولا : عن إثبات الصانع وهو مبحث وجود الله تعالى وسماه بالربوبية ، ويتكلم عن التوحيد وهو يشتمل على النوعين، ويتكلم عن الصفات،" أقول يا دكتور ... القسم الثاني الذي ذكره ابن بطة هو { والثاني : أن يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره .} مالفرق بينه وبين توحيد الألوهية ( العبادة ) الذي يقول به من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ؟ وانتبه قال ابن بطة { أقروا بالصانع } الاقرار ليس مجرد معرفة فيما أعلم .
    وقد سمى الأول ربوبية والثاني لم يسمه ألوهية حتى لاتقول اتفاق في الألفاظ بل فسره بما يتفق مع معنى توحيد الألوهية عند من يقول به .
    أما كلام الإمام أبي حنيفة فقلت : " ما ذكره أبو حنيفة في الفقه الأبسط، يدل على ما قلت لو أنه فصل وبين مراد كلامه، ولكن ليس في كلامه أي تفصيل، " وأقول كلامه واضح لا يحتاج إلى تفصيل .


    أما ما يتعلق ببعض ردودك التي قلت لك لن أعلق عليها حتى تجيب على الأسئلة ولأنك أجبت فهذا تعليق يسير على بعض العبارات التي وردت في تعليقاتك السابقة :

    تقول : "أخي الكريم ليس المراد من هذا الكلام أن نذكر الأدلة ثم نغفل عن معانيه، وأعجب ما رأيته أن يستجضر بعض الإخوة أدلة القرآن التي تتكلم عن الربوبية والألوهية ليقول انظروا إن الآيات تؤيد ما قاله ابن تيمية، فهل الخلاف يمكن أن يصل لذلك"
    وما المانع أن يستدل الإنسان لصحة ما يقول إذا كان ما استدل به صحيحا ؟

    أما النص الذي طلبت مني أن أقرأه للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وهو : " وهذا التقسيم الثلاثي لم ينص عليه أحد في القرون الثلاثة الأولى فإن التوحيد ومسائل الإيمان بالله كانت معلومة من كتاب الله وسنة رسوله بل كان من ضرورات الدين العلم بأن العبد لا يكون موحداً حقاً إلا إذا آمن بالله رباً وإلهاً وخالقاً ورازقاً وملكاً، وآمن بكل ما أخبر به عن نفسه أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإنما دعت الحاجة إلى هذا لتيسير فهم التوحيد، والتعريف بجميع جوانبه فإن تقسيم الأمر المجمل إلى أقسام يسهل فهمه وحفظه،ولعل أول من ذكر هذا التقسيم بالتفصيل والتعريف هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وذلك لانتصابه رحمه الله للرد على جميع المخالفين في التوحيد" الشيخ يقول لم ينص ويقول لعل أول من ذكر هذا التقسيم بالتفصيل والتعريف . وأقول لو وجد من نص وفصل لم يحدث هذا النقاش بيني وبينك أصلا ، ولو اشترطنا أن يسبق كل عالم في أي استنباط لأغلقنا باب الاجتهاد ولكن المهم صحة هذا الاستنباط وموافقته لأصول الشريعة وأدلتها . وهنا سؤال مهم هل ابن تيمية هو أول من قسم التوحيد أم سبقه إلى ذلك طوائف رد عليها وبين بذلك التقسيم الذي يراه صحيحا ؟
    والجواب في كلام الشيخ عبد الرحمن " قلت: انتصاب شيخ الإسلام للرد على هذه الفرق ومخالفتها للدين الحق هو الذي حتم تقسيم التوحيد على هذا النحو الذي قسمه ليبين للمخالفين أن ما أقروا به من التوحيد والإيمان لا يكفي للعبد ليكون موحداً."
    وأقول يا دكتور بعد قراءتك لكلام الشيخ عبد الرحمن وما نقله عن ابن تيمية من تقسيم الفرق للتوحيد هل التوحيد قسم واحد لاينقسم وإن كان ينقسم فما التقسيم الصحيح الذي تراه مع بيان تعريف كل قسم ليعرف القارئ المراد بكل قسم ويفرق بينه وبين تقسيم ابن تيمية .
    وتقول أيضا يا دكتور : "وأزيد على ذلك بأن ابن تيمية لم ينسبه لأحد من السلف كما هي عادته في مسائل العقيدة ، فكان يكثر من قوله قال بذلك ابن المبارك وسفيان وفلان وفلان..، أما في هذه المسألة خاصة فلم يذكر له سلفا، فهل نكون سلفيين أكثر من ابن تيمية، هو يستدل لذلك بأدلة قرآنية ونبوية وحقه ذلك فهو إمام وله أن يجتهد، ولنا كذلك أن نختلف معه، "
    وأقول : الآيات والآحاديث التي استدل بها كما ذكرت ألم يذكر أقوال الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء السلف ويسميهم بأسمائهم ليبين صحة مافهمه من الآيات والآحاديث وأنه موافق للسلف في ذلك .
    قلت في ردك الأخير أيضا : " والأمر الآخر وهو يستحق المناقشة قولك بأن كفار مكة كانوا مقرين بتوحيد الربوبية، وهذه حجة ابن تيمية وكل من جاء بعده من تلاميذه ، فيا أخي كفار مكة لم يكونوا على مذهب واحد في الكفر والشرك ، ففيهم من يؤمن بالله خالقا ويشرك معه غيره ومنهم من يؤمن بالله وينكر البعث، ومنهم من كان ينكر الخالق والبعث، "
    وأقول صحيح أنهم ليسوا على درجة واحدة من الكفر ولا أعلم من قال أنهم على درجة واحدة ممن قال بتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام حتى تجيب بهذا الجواب . ولكن يا دكتور القسم الأول منهم الذي كان يقر بالله خالقا ورازقا ومحييا ومميتا وجعل الأصنام أو الأشجار أو الجن أو الملائكة أو غيرها وسائط وشفعاء هل سماهم القرآن أو الرسول مسلمين أم ساواهم بغيرهم في عدم الإسلام ...الخ ؟ وهل التوحيد عند الطوائف التي ذكرها ابن تيمية في الكلام الذي نقله الشيخ عبد الرحمن سابقا يخرج هذا الصنف من كفار قريش من الإسلام كما أخرجتهم نصوص القرآن والسنة ؟ طبق تعريفات وتقسيمات تلك الفرق على هذا الصنف من كفار قريش وأخشى أن تصل إلى أن تلك التعريفات تجعلهم مسلمين ؟

    ثم قلت بعد ذلك : " أليس من الحق أن نقول بأن مشركي مكة والنصارى واليهود لم يكونوا موحدين ولم يكونوا مؤمنين في يوم من الأيام، فهل نتابع ابن تيمية في كل ما قاله وإن لم يكن حقا، وهل يجوز أن نقول بأن كل كافر هو موحد توحيد ربوبية ولكن غير موحد توحيد ألوهية، فأين مكان الملاحدة والشيوعيين وأهل التثليث والتثنية."
    وأقول يا دكتور ... أي مطالع لكتب ابن تيمية يعلم مافي هذا الكلام من الخلط ...فكيف يطلق أكاديمي مثلك القول بأن اليهود والنصارى لم يكونوا موحدين ولا مؤمنين في يوم من الأيام ؟؟؟ { أقول لعله خانك التعبير فقط !! }
    ثم يا دكتور ذكرت لك سابقا أن لفظ موحد أو موحدين مطلقة غير لفظة أقر بتوحيد كذا ، وأنت يا دكتور تقول أن كفار قريش عرفوا أو أقروا بالخالق الرازق بل قلت : " ففيهم من يؤمن بالله خالقا ويشرك معه غيره ومنهم من يؤمن بالله وينكر البعث، " وهل هذا إلا توحيد الربوبية عند من يقسم التوحيد ثلاثة أقسام !! فهم عبروا بما اصطلحوا عليه وأنت تعبر بمعناه ثم تنكر عليهم .
    أما قولك في آخر الكلام السابق :" فهل نتابع ابن تيمية في كل ما قاله وإن لم يكن حقا، وهل يجوز أن نقول بأن كل كافر هو موحد توحيد ربوبية ولكن غير موحد توحيد ألوهية، فأين مكان الملاحدة والشيوعيين وأهل التثليث والتثنية."
    يا دكتور أعلنتها لك في أكثر من رد سابق لا نوالي في ابن تيمية ولا نعادي فيه ومن تعلم من كتب ابن تيمية لايمكن أن يقول بهذا إذا كان حقا استفاد من كتبه ، أما السؤال هل يجوز أن نقول بأن كل كافر هو ...الخ ، أين ما حذرتني منه من المزايدة والإلزامات ، هل تزايد على ابن تيمية بهذا السؤال ؟؟؟ يارجل دونك أسفاره وكتبه وأتحدى أن تأتي بنص له يلزمه بهذا !!!

    أما ردك على الدكتور الرضواني فكنت عزمت أن لا أجيب عنه إلا أن ردك بعد ذلك قلت فيه : " أخي علي أنا قرأت ردك أكثر من مرة أنت تناقش ولا تسأل ، لذلك حاولت أن أوضح لك رأيي من خلال مناقشة المسألة مع الدكتور الرضواني " لذا سأعلق على ماله علاقة مباشرة بنقاشنا :
    - أما دليل التمانع وعلاقته بالربوبية والألوهية عند السلف والمتكلمين فمن أفضل ما اطلعت عليه في ذلك رسالة ماجستير بجامعة أم القرى ( الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد ) لسعود العريفي طبعتها دار عالم الفوائد1419هـ فليراجعها من أراد بحث هذا الدليل .
    - أما سؤالك : فهل هناك اختلاف في معنى الألوهية بين السلف والأشعرية والصوفية ؟؟؟ فأقول : إقرأ كلامهم في مفهوم التوحيد وفي تفسير النصوص الواردة فيه وقارن بينه وبين كلام السلف في القرون الثلاثة !!!
    - ثم قلت : " إن ابن تيمية اختزل كل مسائل الإيمان والتوحيد والصفات والعبادات والمعاملات في مسألة الوحدانية، وهذا إن صح من حيث النظر إلى الغاية التي كلفنا بها وهي العبادة بمعناها الشامل فلا تصح من حيث التفصيل، فلا بد من الفصل بين العبادة وبين التوحيد وبين الإيمان والعمل فليس الأمر هكذا .."
    تأمل يا دكتور بعض هذه العبارات وهل يصح اطلاقها هكذا على هذا الرجل ( اختزل كل مسائل الإيمان و...فلا تصح من حيث التفصيل ، لماذا ؟؟ فلا بد من الفصل بين العبادة وبين التوحيد وبين الإيمان والعمل ... وأين النصوص التي فصلت وما ضابط هذا الفصل ؟

    - أما استدلالك بالآيات حين قلت : "فهل قوله تعالى " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم " يستقيم فهمها مع التقسيم، فإذا كان المشركون يعرفون الله فكان ينبغي أن يقول لهم ( اعبدوا إلهكم) أليس كذلك، وعندما كان النمروذ يعرف ربه ويؤمن به لماذا قال عنه القرآن ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) ، فعلى القاعدة التي ذكرها ابن تيمية ينبغي أن يقول( في إلهه) لأنه يوحد توحيد ربوبية ولا يوحد إلوهية، ، ولماذا كلمنا القرآن عن الحواريين ( هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة) وكان اللازم أن يقول ( إلهك) . "
    فالجواب باختصار من وجهين عند من يقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام :
    1/ توحيد الربوبية يستلزم الألوهية فخاطب الله المشركين بما أقروا به ليلزمهم بما أنكروا فقال اعبدوا ربكم الذي خلقكم والمعنى أن الرب الذي تقرون أنه الخالق الرازق هو المستحق للإلهية والعبادة دون غيره من المعبودات .
    2/ ألفاظ الألوهية والربوبية ترد في النصوص القرآنية على معاني:
    - ترد الألوهية والربوبية غير داخلة فيها كقول بني اسرائيل " يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .." وقوله " أفرأيت من اتخذ الهه هواه ..." .
    - ترد الربوبية والألوهية غير داخلة فيها كقول ابليس فيما حكاه الله عنه " قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون "
    -ترد الربوبية بمعنى بعض أنواع الألوهية كقوله : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " لا يدخل في معنى الرب هنا الخالق وهذا واضح من السياق .
    إلى آخر كلامهم في المسألة ولعلي أبسطه في وقت آخر .

    أما حديث البراء فقلت " وفي حديث مسلم: عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت قال نزلت في عذاب القبر فيقال له من ربك فيقول ربي الله ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فذلك قوله عز وجل يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة"
    فإذا كان الناس يوحدون ربوبية فاللازم أن يقال له: من إلهك؟ "
    والجواب باختصار من وجهين :
    1/ ماسبق من أن الربوبية والألوهية تجتمع وتفترق فى المعنى كما أشرت إلى طرف من ذلك في الآيات السابقة .
    2/ ذكر ابن حجر روايات الحديث الأخرى التي تبين أنه ليس المراد بقوله من ربك هنا من خلقك ورزقك وأحياك ... ألخ من معاني الربوبية ، بل الروايات الأخرى تفسر هذه الرواية وأن المراد بها السؤال عن توحيد العبادة والألوهية وإليك الروايات :
    - عند أبي داود " ما كنت تعبد ؟ فإن هداه الله قال : كنت أعبد الله " وعند أحمد " فإن كان مؤمنا قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقال له صدقت " ولا يخفاك أن السنة يفسر بعضها بعضا .


    * أما أسئلتك في ردك الأخير التي وجهتها لي فجوابها :
    - سؤالك :" فأنا هنا أسألك هل نطلب ممن يدخل في الإسلام أكثر من ذلك، " وجوابي قوله :salla1: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلو ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله " ( البخاري ح 25) وحديث معاذ فليكن أول ما تدعوهم ... وما في معناها من الأدلة .
    - سؤالك :"وأسألك أيضا هل العمل شطر الإيمان أم شرط كمال، " والجواب الذي أعتقد صحته - إن شاء الله - أن الدين لا بد فيه من قول وعمل ، وأنه يمتنع أن يكون الرجل مؤمنا با لله ورسوله بقلبه أو بقلبه ولسانه ولم يؤد واجبا ظاهرا . هذا باختصار شديد وأرجو إذا أردت بحث هذه المسألة أن نؤخرها قليلا حتى نصل إلى نتيجة فيما نحن بصدده الآن .


    - قلت : " أما إقرار كفار قريش فكان معرفة ولم يكن إيمانا أو توحيدا، وأنت تعرف أن من عرف الله تعالى وأقر بوجوده لا يسمى مؤمنا ، وهذا مذهب أهل السنة جميعا، وخالف في ذلك بعض المبتدعة كالكرامية وغيرهم، وفي عالمنا المعاصر من يعترف بنبوة محمد ولا يؤمن به فهل نقول عنه مؤمن بالنبي إيمان نبوة لا إيمان رسالة ونبتدع بألفاظنا ما يوهم معاني باطلة، فهذه كتلك."
    وأقول أصحاب هذا التقسيم يقولون مثلك "من عرف الله تعالى وأقر بوجوده لا يسمى مؤمنا " ويقولون هذا توحيد الربوبية الإقرار بوجود الله وأنه الخالق الرازق ..الخ فالخلاف بينك وبينهم في المصطلح فقط أم ماذا ؟ بل يقولون بأن معرفة الله فطرية عند كل الخلق ومن أنكر فهو مكابر فكيف يقاتل الأنبياء والصحابة الناس على شئ هم معترفون به ؟ أما ابتداع الألفاظ فدونك كتب ابن تيمية وكتب المتكلمين لترى من ألفاظه مبتدعة ؟

    قولك : " فأي لفظ في كلامي يمكن أن يكون متكئا للقول بأن السلف في كلامهم خلط، " راجع كلامك في الرد الأول من أن أصحاب هذا التقسيم أدى بهم إلى الخلط وتكفير الناس وقارن كلامهم بكلام السلف الذين طلبت منك أن ترجع لتفسيرهم الآيات التي ذكرت وهل خالفوا السلف في تفسير تلك الآيات أم لا ؟

    - قارن بين قولك :" فما رأيك لو أخذتني الحمية الممقوتة، وقلت لك بأن ابن تيمية ترك كلام السلف وابتدع وأضل الكثيرين، وكلامه مليء بالخلط، ويلزم من ذلك بأن من وافقه فهو معه ومبتدع مثله، " وقولك " فهل نتابع ابن تيمية في كل ما قاله وإن لم يكن حقا، وهل يجوز أن نقول بأن كل كافر هو موحد توحيد ربوبية ولكن غير موحد توحيد ألوهية، فأين مكان الملاحدة والشيوعيين وأهل التثليث والتثنية."

    - ثم ختمت بسؤالك :" بقي سؤال لا بد أن أسأله لك، ولو بقي شيء لم أجبك عنه، فهو مرتبط به، بين لي من السلف عندك ؟، هو بسيط، ولكن هو الأساس في حل كثير من الإشكالات، فأنت تستعمله كثيرا وتسألني عن موقف السلف، فأرجو أن تبين لي رأيك، فهل السلف تعني السلفية ؟ "
    والجواب أن مصطلح السلف عندي له مدلولان هما :
    1/ مدلول خاص : وهذا ينطبق على مذهب الصحابة والتابعين والتابعين لهم بإحسان ممن لم يبتدعوا وهذا فيه حصر تاريخي .
    2/ مدلول أعم : ويشمل ما بعد القرون المفضلة ، وهذا يشمل كل من سار على طريقة ومنهج خير القرون والتزم النصوص والفهم الذي فهموه .


    وختاما أعلم أني أطلت ولكن السبب أني على سفر بعد أسبوعين تقريبا ولمدة ثلاثة أشهر فأحببت أن أمر على كل مداخلاتك السابقة . وأتمنى بحكم أنك أكاديمي أن تحرر محل النزاع بيننا - من خلال الإجابة على هذا الرد الطويل نوعا ما - في نقاط محددة لنتناقش فيها قبل السفر ونؤجل البقية إلى نصف شعبان إن مد الله في أعمارنا جميعا .

    وأسأل الله تعالى أن ينفعني وإياك والقراء الكرام بهذا النقاش وأن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وتقبل فائق التحية

  7. افتراضي دعاوى المناوئين

    وإثراء للموضوع فقد وجدت في أحد المواقع نسخة من رسالة الدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف الأستاذ المشارك بقسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وعنوانها { دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - عرض ونقد - } ولم أعرف كيف أضع رابطا لها هنا فقمت بنسخ أحد فصول الرسالة والذي بتعلق بموضوعنا ولكن للأسف لم تظهر الحواشي ولا أدري ما السبب .

    قال وفقه الله لكل خير :

    الفصل الثاني
    تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبيّة وتوحيد الألوهية
    أورد خصوم الدعوة السلفية اعتراضاً آخر على إحدى قضايا الدعوة، فادعوا أن الشيخ الإمام ابتدع أمراً جديداً، واستحدث شأناً منكراً، حين جعل التوحيد قسمين: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وفرّق بين معنيهما.
    وقد ساق الخصوم هذا التقسيم والتفريق بين التوحيدين في مقام الاعتراض والمخالفة للشيخ الإمام وأتباع دعوته، لذا فإن اعتراضهم لا يخلو من تلبيس وتمويه وتزوير.
    ويظهر أن سبب هذا الاعتراض من قبل الخصوم، هو اعتقادهم أن الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبّر، بيده النفع والضر .. هو غاية التوحيد، فتوحيد الربوبية هو الواجب على المكلَّف، وليس معنى كلمة التوحيد لا إله إلا الله عندهم إلا بأن الله وحده هو القادر على الاختراع، فإذا كان توحيد الربوبية هو غاية التوحيد، وهو المطلوب من كل مكلَّف، فلا اعتبار إلى غيره، ولا نظر إلى ما عداه، ومن ثمّ رفض هؤلاء القوم هذا التقسيم واستنكروه، واعترضوا على الشيخ الإمام في ذلك.
    ونورد اعتراضهم كما جاء مسطوراً في كتبهم، ثم نتبعها بالمناقشة التي تكشف عن صحة ما قصده الشيخ الإمام وأتباعه من إيراد هذا التقسيم والتفريق، وأن تقسيم التوحيد إلى توحيد ربوبية وألوهية هو تقسيم تثبته النصوص القرآنية، والأحاديث الصحيحة وآثار السلف الصالح.
    يسوق علوي الحداد هذا الاعتراض فيقول:
    (توحيد الألوهية داخل في عموم توحيد الربوبية، بدليل أن الله تعالى لما أخذ الميثاق على ذرية آدم، خاطبهم الله تعالى بقوله (ألست بربكم)(1) ولم يقل بإلهكم، فاكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ومن المعلوم أن من أقر له بالربوبية فقد أقر له بالألوهية، إذ ليس الرب غير الإله بل هو الإله بعينه.
    ومن العجب العجاب قول المدعي الكذّاب لمن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله من أهل القبلة أنت لم تعرف، التوحيد نوعان: توحيد الربوبية الذي أقرت به المشركون والكفّار، وتوحيد الألوهية الذي أقرت به الحنفاء وهو الذي يدخلك في دين الإسلام.
    وأما توحيد الربوبية فلا، فيا عجباً هل للكافر توحيد صحيح، فإنه لو كان توحيده صحيحاً لأخرجه من النار، إذ لا يبقى فيها موحد كما صرحت به الأحاديث) (2).
    ويورد محسن بن عبد الكريم قـول أحـد أسلافه، وهو عبد الله بن عيسى حيث يقول – معترضاً على هذا التقسيم - :
    (ثم إن المخالف - يعني ابن عبد الوهاب - جعل التوحيد توحيدين توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، فقال: إن الأول اعترف به المشركون، وأما الثاني فلم يعترفوا به، وجعل توحيد الإلهية راجعاً إلى العبادة ولا نعلم سلف له في هذا، ونحن لا نسلم الفرق، بل توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية، إذ الصفة لا تزول عن الموصوف، فرب السموات والأرض إلههما..) (3).
    ثم ينكر ابن عيسى إقرار مشركي العرب بتوحيد الربوبية مستدلاً بقوله تعالى: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً). (1)
    ثم قال ابن عيسى: (فلم يكن مشركوا العرب مقرّين بالأحدية والربوبية كما زعم..) (2).
    ويقول داود بن جرجيس حول هذا التقسيم:
    (إن هذه الشبهة هي التي غرّ بها إبليس هؤلاء وأشباههم، فإذا رأيت جوانبها سقطت وتبين المؤمن من الكافر، والموحد من المشرك، فاعلم أن الكفّار كانوا مشركين بالله تعالى أصنامهم في الربوبية والعبادة .. فمن قال أن الكفّار يوحدون الله توحيد الربوبية أخذاً من ظاهر بعض الآيات، فقد أخطأ، وما أصاب، ولا تدبر السنّة ولا الكتاب، فإن الربوبية والألوهية متلازمان. الرب والإله معناهما واحد، لأن الذي يستحق أن يعبد لابد أن يكون رباً) (3)
    ويدعي السمنودي أن مشركي العرب وقعوا في الكفر بسبب اتخاذهم رباً من دون الله، وعلى ذلك فهم غير مقرّين بتوحيد الربوبية، يقول السمنودي:
    (لقد جاء مشركوا العرب الكفر من جهة اعتقادهم استحقاق العبادة لغير الله، واتخاذه رباً من دون الله، وأما المسلمون فإنهم بحمد الله بريئون من ذلك، إذ لا يعتقدون شيئاً يستحق الألوهية والعبادة غير الله تعالى، فهذا هو الفرق بين الحالين. وأما هؤلاء الجاهلون المكفرون للمسلمين، فإنهم لم يعرفوا الفرق بين الحالين، تخبطوا وقالوا أن التوحيد نوعان: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية). (4)
    ويقول السمنودي – في موضع آخر: -
    (وأما المشركون الذين نزلت فيهم الآيات القرآنية، فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الألوهية والعبادة، ويعظمونها تعظيم الربوبية، وإن كانوا يعتقدون أنها لا تخلق شيئاً (5).
    ويورد أحمد دحلان تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ويستنكر هذا التقسيم، ثم يذكر أدلته على إبطاله، يقول دحلان:
    (وقالوا أن التوحيد نوعان توحيد الربوبية، وهو الذي أقر به المشركون، وتوحيد الألوهية وهو الذي أقر به الموحدون، وهو الذي يدخلك في دين الإسلام، وأما توحيد الربوبية فلا يكفي، وكلامهم باطل .. فإن توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية.
    ألا ترى إلى قوله تعالى: (ألست بربكم قالوا بلى)(6) ولم يقل ألست بإلهكم، فاكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ومن المعلوم أن من أقرّ لله بالربوبية فقد أقر له بالألوهية، إذ ليس الرب غير الإله، بل هو الإله بعينه.
    وفي الحديث (إن الملكين يسألان في قبره فيقولان له: من ربك ؟) (1) ولا يقولا: من إلهك؟، فدل على أن توحيد الربوبية هو توحيد الألوهية.
    ثم قال - وهل للكافر توحيد صحيح؟ فإنه لو كان للكافر توحيد صحيح لأخرجه من النار، إذ لا يبقى فيها موحد. فهل سمع المسلمون في الأحاديث والسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدمت عليه أجلاف العرب ليسلموا على يده، يفضّل لهم توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، ويخبرهم أن توحيد الألوهية هو الذي يدخلهم في دين الإسلام، أو يكتفي منهم بمجرد الشهادتين، وظاهر اللفظ ويحكم بإسلامهم، فما هذا الافتراء والزور على الله ورسوله، فإن من وحّد الربّ فقد وحّد الإله، ومن أشرك بالرب فقد أشرك بالإله، فليس للمسلمين إله غير الرب، فإذا قالوا لا إله إلا الله، إنما يعتقدون أنه هو ربهم، فينفون الألوهية عن غيره، كما ينفون الربوبية عن غيره)(2).
    وقد تحدث يوسف الدجوي عن هذا الاعتراض فأطال، فاستنكر التقسيم - السابق - وذكر أدلته وحججه، فقال:
    (فقولهم أن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية ..، وغير معقول، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام أن هناك توحيدين، وأنك لا تكون مسلماً حتى توحّد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سمع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحون باتباعهم في كل شيء، ولا معنى لهذا التقسيم، فإن الإله الحق هو الرب الحق، والإله الباطل هو الرب الباطل، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان رباً ولا معنى لأن نعبد من لا نعتقد فيه أنه رب ينفع ويضر …) (3).
    ثم ساق الدجوي أدلته واستدلاله فقال:
    (يقول تعالى: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً) (4) فصرح بتعدد الأرباب عندهم، وعلى الرغم من تصريح القرآن بأنهم جعلوا الملائكة أرباباً، يقول ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب:
    أنهم موحدون توحيد الربوبية، وليس عندهم إلا رب واحد، وإنما أشركوا في توحيد الألوهية.
    ويقول يوسف عليه السلام لصاحبي السجن وهو يدعوهما إلى التوحيد (ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) (5)، ويقول الله تعالى: (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي) (6) وأما هم – أي مشركوا العرب – فلم يجعلوه رباً، ومثل ذلك قوله تعالى: (لكنا هو الله ربي) (7) خطاباً لمن أنكر ربوبيته تعالى).
    إلي أن قال الدجوي -: (فليس عند هؤلاء الكفّار توحيد الربوبية، كما قال ابن تيمية، وما كان يوسف عليه السلام يدعوهم إلا إلى توحيد الربوبية، لأنه ليس هناك شيء يسمى توحيد الربوبية، وشيء آخر يسمى توحيد الألوهية عند يوسف عليه السلام. فهل هم أعرف بالتوحيد منه أم يجعلونه مخطئاً في التعبير بالأرباب دون الآلهة.
    ويقول الله تعالى في أخذ الميثاق: (ألست بربكم قالوا بلى)(1)، فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف، وكان متحققاً عند المشركين، ولكنه لا ينفعهم كما يقول ابن تيمية، ما صحّ أن يؤخذ عليهم الميثاق بهذا، ولا صحّ أن يقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين) (2)، وكان الواجب أن يغير الله عبارة الميثاق إلى ما يوجب اعترافهم بتوحيد الألوهية، حيث أن توحيد الربوبية غير كاف كما يقول هؤلاء إلى آخر ما يمكننا أن نتوسع فيه، وهو لا يخفى عليك، وعلى كل حال فقد اكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ولو لم يكونا متلازمين لطلب إقرارهم بتوحيد الألوهية أيضاً (3).
    ثم يقول:
    (فهل ترى للمشركين توحيداً بعد ذلك يصح أن يقال فيه أنه عقيدة؟ أما التيميون (4) فيقولون بعد هذا كله أنهم موحدون توحيد الربوبية، وأن الرسل لم يقاتلوهم إلا على توحيد الألوهية الذي لم يكفروا إلا بتركه، ولا أدري ما معنى هذا الحصر مع أنهم كذبوا الأنبياء وردّوا ما أنزل عليهم، واستحلوا المحرمات وأنكروا البعث واليوم الآخر، وزعموا أن لله صاحبةً وولداً … الخ، وذلك كله لم يقاتلهم عليه الرسل في رأي هؤلاء، وإنما قاتلوهم على عدم توحيد الألوهية كما يزعمون) (5).
    ويتعجب الدجوي مرة أخرى من هذا التفريق فيقول:
    (وإني أعجب لتفريقهم بين توحيد الألوهية والربوبية، وجعل المشركين موحدين توحيد الربوبية مع قوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)(6) وهل المراد من الأرباب إلا المعبودون ؟) (7).
    ويسوق العاملي تقسيم التوحيد في مقام الاعتراض حيث يقول:
    (وقسموا التوحيد إلى توحيد الربوبية، وهو الاعتقاد بأن الخالق الرازق المدبر للأمر هو الله، وتوحيد العبادة وهو صرف العبادة كلّها إلى الله قالوا: ولا ينفع الأول بدون الثاني، لأن مشركي قريش كانوا يعتقدون بالأول فلم ينفعهم لعدم إقرارهم بالثاني؛ كذلك المسلمون لا ينفعهم الإقرار بتوحيد الربوبية، لعبادتهم الأنبياء والصالحين وقبورهم بنفس الأشياء التي كان المشركون يعبدون أصنامهم بها) (8).
    ويورد حسن خزبك عنواناً - في كتابه المقالات الوفية - باسم: (العقيدة المستحدثة التفريق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية) كان مما قاله فيه: -
    (وعقيدتهم الجديدة هي التفريق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية فقالوا أن الكفّار وحدوا توحيد الربوبية، ولم يوحدوا توحيد الألوهية؛ لأنهم مع اعترافهم بأن الله هو الخالق الرازق عبدوا الأصنام..) (1) - ثم نقل حسن خزبك كلام دحلان – .
    فأنكر هؤلاء الخصوم تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، ولم يفرّقوا بينهما، وجعلوا توحيد الربوبية هو الغاية والمطلوب من المكلَّف، وادعوا أن مشركي العرب الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا مقرّين بأن الله هو الرب الخالق الرازق المدبّر المحي المميت .. ونحوها من صفات الربوبية – كما هو ظاهر كلام الخصوم -.
    لذا يقول الطبطبائي:
    (ثم إنه سبحانه حكم بشركهم لاتخاذهم تلك الأصنام شريكاً لله في خلق وتدبير العالم، وجوّزوا عبادتها خلافاً لله تعالى فيما نهاهم عنه على لسان أنبيائه بقوله تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً) (2)، وأين هذا ممن لا يعتقد في الأنبياء، والصلحاء الخلق والتدبير ولا يعتقد عبادتهم) (3).
    وترتب على ما سبق بيانه، أن الخصوم فهموا أن العبادة لله هي مجرد الخضوع للرب، والاعتراف بأفعال الرب مثل الرزق والإحياء والإماتة والنفع والضر.
    لذا يقول أحدهم – وهو محمد بن عبد المجيد – في تعريف العبادة:
    (فالعبادة شرعاً غاية التذلل والخضوع لمن يعتقد له الخاضع بعض صفات الربوبية، كما ينبيء عنه مواقع استعمالها في الشرع.
    فغاية الخضوع لا تكون عبادة بمجردها بل حتى تكون على وجه خاص، وهو اعتقاد الخاضع ثبوت صفة من صفات الربوبية للمخضوع له) (4).
    وإذا انتقلنا إلى مجال المناقشة والجواب على الاعتراض - السابق - ، فنجد أن الشيخ الإمام رحمه الله قد اعتنى بهذا التقسيم، والتفريق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، فقد قرر رحمه الله الفرق بينهما في أكثر من موضع، وبيّن أن مشركي العرب مقرّون بتوحيد الربوبية - كما سيأتي موضحاً بالنصوص القرآنية -، ولكنهم أنكروا توحيد العبادة، وقالوا - كما حكى القرآن عنهم - (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنَّ هذا لشيء عجاب) (5).
    يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -:
    (فإذا تحققت أنهم مقرّون بهذا، ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم على هذا الشرك، ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده، كما قال تعالى: (فلا تدعوا مع الله أحداً) (1).
    فإقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام، وإن قصدهم الملائكة والأنبياء، والأولياء، يريدون شفاعتهم، والتقرب إلى الله بذلك هو الذي أحل دماءهم وأموالهم .. وهذا التوحيد هو معنى قولك لا إله الله) (2).
    ويبين الشيخ الإمام الفرق بين التوحيدين فيقول:
    (فإذا قيل لك ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية؟ فقل: توحيد الربوبية فعل الرب مثل الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، وإنزال المطر، وإنبات النبات، وتدبير الأمور. وتوحيد الإلهية فعلك أيها العبد مثل: الدعاء، والرجاء، والخوف، والتوكل، والإنابة، والرغبة، والرهبة، والنذر، والاستغاثة، وغير ذلك من أنواع العبادة). (3)
    ويوضح الشيخ رحمه الله اجتماع الربوبية والألوهية، وافتراقهما فيقول :
    (اعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان، ويفترقان كما في قوله: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) (4)، وكما يقال رب العالمين وإله المرسلين، وعند الإفراد يجتمعان كما في قول القائل: من ربك، مثاله الفقير والمسكين نوعان في قوله:
    (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)(4)، ونوع واحد في قوله صلى الله عليه وسلم: (افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم)(5)، إذا ثبت هذا فقول الملكين للرجل في القبر: من ربك ؟ معناه من إلهك، لأن الربوبية التي أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها وكذلك قوله: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)(6) وقوله: (قل أغير الله أبغي رباً) (7) وقوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) (8) فالربوبية في هذا هي الألوهية ليست قسيمة لها، كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغي التفطن لهذه المسألة) (9).
    وفي هذه المقالة – السابقة – التي سطرها الشيخ الإمام جواب على كثير من الأدلة التي استدل بها أولئك الخصوم في إبطال هذا التقسيم، حين أظهر الشيخ وفصّل متى يجتمع توحيد الربوبية والألوهية، ومتى يفترفان مما أثبت صواب هذا التقسيم والتفريق، وأن نصوص القرآن والسنّة تثبته وتدل عليه.
    ويرد صاحب (التوضيح) على من أدعى أن الألوهية هي القدرة على الاختراع فيذكر مقالته ثم يجيب عليها:
    (معنى الألوهية أنها القدرة على اختراع الخلق والتدبير، فمن قال لا إله إلا الله واعتقد أنه لا يقدر على اختراع الخلق والتدبير إلا الله فلا شريك له في ذلك، كان ذلك هو معنى لا إله إلا الله.
    ولم يعلم أن مشركي العرب كانوا مقرّين بهذا المعنى معترفين، فلم يقولوا أن العالم له خالقان، أو مدبران بل الخالق والمدبر واحد (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى تؤفكون)(1).
    فهذا التوحيد من الواجب على العبيد، ولكن لا يحصل به التوحيد لإله كل العبيد، ولا يخلص بمجرده عن الشرك الذي هو أكبر الكبائر، ولا يغفره الله يوم تبلى السرائر، بل لابد أن يخلص الدين كله لله فلا يتأله بقلبه غير الله، ولا يعبد إياه مخلصاً له الدين) (2).
    ويرد صاحب (التوضيح) على من زعم أن مشركي العرب يعتقدون النفع والضر لغير الله فيقول:
    (زعمه أن المشركين الأولين كانوا يعتقدون النفع والضر، والعطاء والمنع من غير رب العالمين، ويرد هذا صريح قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون) (3)، وقوله تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)(4)..) (5).
    ويذكر الحازمي الغاية من إرسال الرسل، فيشير إلى الفرق بين التوحيدين حيث يقول:
    (اعلم أن الله تعالى لم يبعث رسله عليهم السلام وينزل كتبه ليعرف خلقه بأنه هو الخالق لهم، الرازق لهم ونحو ذلك، فإن هذا يقرّ به كل مشرك قبل بعثة الرسل، قال الله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) (6) – وذكر الحازمي آيات كثيرة تدل على ما قال - … بل بعث رسله، وأنزل كتبه، لإخلاص توحيده، وإفراده بالعبادة لا يتمّ إلا بأن الدعاء كله لله والنداء والاستغاثة، والاستعانة، والرجا، واستجلاب الخير، واستدفاع الشر له ومنه، لا لغيره، ولا من غيره، ولا يدعى مع الله أحد .. وقد تقرر أن شرك المشركين الذين بعث الله تعالى إليهم خاتم رسله صلى الله عليه وسلم لم يكن إلا باعتقادهم أن الأنداد التي اتخذوها تنفعهم، وتقربهم إلى الله زلفى، وتشفع لهم عنده مع اعترافهم بأن الله سبحانه هو خالقها، وخالقهم، ورازقها، ورازقهم، ومحييها ومحييهم ومميتها ومميتهم..) (1).
    ثم يقول الحازمي – مبيناً وجه الشبه بين المشركين الأولين وبين عبّاد القبور:
    (فإن قلت أن هؤلاء القبوريين يعتقدون أن الله تعالى هو الضار النافع، والخير والشر بيده وإنما استغاثوا بالأموات قصداً لإنجازه ما يطلبونه من الله عزّ وجل.
    قلت: وهكذا كانت الجاهلية فإنهم يعلمون أن الله سبحانه هو الضار النافع، وأن الخير والشر بيده، وإنما عبدوا الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز) (2).
    ويورد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين هذا التقسيم، ويسوق بعض أقوال أهل العلم التي توضح ذلك التقسيم وتقرره، فيقول رحمه الله :
    (وأما الإقرار بتوحيد الربوبية وهو أن الله سبحانه خالق كل شيء ومليكه ومدبره. فهذا يقر به المسلم والكافر ولا بد منه، لكن لا يصير الإنسان به مسلماً حتى يأتي بتوحيد الإلهية الذي دعت إليه الرسل، وأبى عن الإقرار به المشركون، وبه يتميز المسلم من المشرك، وأهل الجنة من أهل النار، فقد أخبر سبحانه في مواضع من كتابه عن المشركين أنهم يقرون بتوحيد الربوبية، ويحتج عليه سبحانه بإقرارهم بتوحيد الربوبية على إشراكهم في توحيد الألوهية.
    قال سبحانه:  قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ومن يدبر الأمر فسيقولون الله  (3)الآية.
    قال البكري الشافعي في تفسيره على هذه الآية: إذا قلت إذا أقروا بذلك فكيف عبدوا الأصنام ؟ قلت: كلهم كانوا يعتقدون بعبادتهم الأصنام عبادة الله، والتقرب إليه، لكن في طرق مختلفة، ففرقة قالت: ليس لنا أهلية عبادة الله بلا واسطة لعظمته، فعبدناها لتقربنا إليه زلفى. وفرقة قالت: الملائكة ذو وجاهة عند الله، اتخذناها أصناماً على هيئة الملائكة لتقربنا إلى الله زلفى، وقالت: جعلنا الأصنام قبلة لنا في العبادة كما أن الكعبة قبلة في عبادته. وفرقة اعتقدت أن لكل صنم شيطاناً متوكلاً بأمر الله، فمن عبد الصنم حق عبادته قضى الشيطان حوائجه بأمر الله، وإلا أصابه الشيطان بنكبة بأمر الله.
    وقال ابن كثير عند قوله تعالى:  والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى (4) إنما يحملهم على عبادتهم أنهم عبدوا الأصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم، فعبدوا تلك الصور تنزيلاً لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ليشفعوا لهم عند الله في نصرهم، ورزقهم وما ينوبهم من أمر الدنيا.
    وقال تعالى:  وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون  (5) قال ابن عباس وغيره: إذا سألتهم من خلق السموات والأرض قالوا الله، وهم يعبدون معه غيره. ففسروا الإيمان في هذه الآية بإقرارهم بتوحيد الربوبية، والشرك بعبادتهم غير الله وهو توحيد الألوهية) (6).
    ويبين الشيخ الشثرى الفرق بين التوحيدين من خلال إقرار المشركين بتوحيد الربوبية دون توحيد الألوهية، فيقول رحمه الله :
    (توحيد الربوبية لم ينكره المشركون، بل أقروا به، فلو أشرك أحد فيما يختص بالرب من ذلك، لكان شركاً في توحيد الربوبية لا يغفر، والرب سبحانه يأمر نبيّه في كتابه العزيز بأن يحتج على المشركين في شركهم في توحيد الألوهية بإقرارهم بتوحيد الربوبية. قال تعالى:  قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار، ومن يخرج الحي من الميت، و يخرج الميت من الحي، ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون(1) وقال تعالى:  هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى يؤفكون  (2) – وغيرها من الآيات التي ذكرها المؤلف – ثم قال الشثرى:
    (أتراهم مشركين في ربوبيته التي أقروا بهــا أم شركهـم في توحيد الإلهية بجعل معبوديهم وسائط بينهم وبين الله؟) (3).
    ويقول أيضاً – موضحاً شرك كفّار العرب الأولين -:
    (فإذا عرفت أنهم لم يعتقدوا فيمن عبدوهم صفات الربوبية، وإنما جعلوهم وسائط بينهم وبين الله يحبونهم كحب الله، يدعونهم ويتذللون لهم، ويتضرعون إليهم لطلب الحاجات، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، بزعمهم أن رتبتهم قصرت عن التأهل لسؤال رب الأرض والسماوات قال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفّار) (4)) (5).
    ومما أورده السهسواني في الجواب على اعتراض دحلان، قوله رحمه الله: -
    (لا مرية في أننا مأمورون باعتقاد أن الله وحده هو ربنا ليس لنا رب غيره، وباعتقاد أن الله وحده هو معبود ليس لنا معبود غيره، وأن لا نعبد إلا إياه، والأمر الأول هو الذي يقال له توحيد الربوبية، والأمر الثاني هو الذي يقال له توحيد الألوهية.)(6). ثم ذكر السهسواني الآيات الدالة على كلا الأمرين(7)– إلى أن قال رحمه الله:
    (ولا أظنك شاكاً في أن مفهوم الرب، ومفهوم الإله متغايران، وإن كان مصداقهما في نفس الأمر، وفي اعتقاد المسلمين الخالص واحداً. وذلك يقتضي تغاير مفهومي التوحيد، فيمكن أن يعتقد أحد من الضالين توحيد (الرب) ولا يعتقد توحيد الإله، وأن يشرك واحد من المبطلين في الإلهية، ولا يشرك في الربوبية، وإن كان هذا باطلاً في نفس الأمر، ألا ترى أن مصداق الرازق، ومالك السمع والأبصار، والمحي والمميت، ومدبر الأمر، ورب السموات السبع، ورب العرش العظيم، ومن بيده ملكوت كل شيء والخالق، ومسخر الشمس والقمر، ومنزل الماء من السماء، ومصداق الإله واحد ؟ ومع ذلك كان مشركو العرب يقرّون بتوحيد الرازق ومالك السمع والأبصار وغيرهما ويشركون في الألوهية والعبادة) (1).
    ويكشف السهسواني عن تنبيه مفيد، وهو أن كون مصداق الرب عين مصداق الإله في نفس الأمر، وعند المسلمين المخلصين، لا يقتضي اتحاد مفهوم توحيد الربوبية والألوهية، ولا اتحاد مصداق الرب والإله عند المشركين..
    يقول رحمه الله:
    (فعبّاد القبور يقرون بتوحيد الرازق، والمحي والمميت، والخالق والمؤثر، والمدبر والرب، ومع ذلك يدعون غير الله من الأموات خوفاً وطمعاً، ويذبحون لهم، ويطوفون لهم، ويحلقون لهم، ويخرجون من أموالهم جزءاً لهم، وكون مصداق الرب عين مصداق الإله في نفس الأمر، وعند المسلمين المخلصين، لا يقتضي اتحاد مفهوم توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، ولا اتحاد مصداق الرب والإله عند المشركين من الأمم الماضية، وهذه الأمة.
    أما نعقل أن لفظ توحيد الربوبية، ولفظ توحيد الألوهية كلاهما مركبان إضافيان، والمضاف في كليهما كلي، وهذا غني عن البيان، وكذلك المضاف إليه في كليهما، فإن الربوبية والألوهية منتزعان من الرب والإله، وهم كليان. أما الرب فلأن معناه المالك والسيد والمتصرف للإصلاح والمصلح والمدبر، والمربي، والجابر، والقائم والمعبود، وكل واحد مما ذكر معنى كلي.
    وأما الإله فلأن معناه المعبود بحق أو باطل، وهو معنى كلي، فالمنتزع منهما أيضاً يكون معنى كلياً، فتوحيد الربوبية اعتقاد أن الرب واحد سواء كان ذلك الرب عين الإله أو غيره، وتوحيد الألوهية اعتقاد أن الإله واحد سواء كان ذلك الإله عين الرب أو غيره.
    وإذا تقرر هذا فنقول: يمكن أن يوجد في مادة توحيد الربوبية ولا يوجد توحيد الألوهية لمن يعتقد أن الرب واحد، ولا يعتقد أن الإله واحد، بل يعبد آلهة كثيرة. ويمكن أن يوجد في مادة توحيد الألوهية ولا يوجد توحيد الربوبية لمن يعتقد أن المستحق للعبادة واحد، ولا يعتقد وحدانية الرب، بل يقول أن الأرباب كثيرة متفرقة، ويمكن أن يجتمعا في مادة واحدة كمن يعتقد أن الرب والإله واحد، فثبت أن مفهوم توحيد الربوبية مغاير لمفهوم توحيد الألوهية. نعم توحيد الربوبية من حيث أن الرب مصداقه إنما هو تعالى لا غير يستلزم توحيد الألوهية من حيث أن الإله مصداقه إنما هو الله تعالى لا غير، لكن هاتين الحيثيتين زائدتان على نفس مفهومي التوحيدين، ثابتان بالبرهان العقلي والنقلي) (2).
    ثم يقول السهسواني:
    (على أنا لو قطعنا النظر عن بحث تغاير مفهومي التوحيدين، فمطلوبنا حاصل أيضاً، فإن توحيد الألوهية لا يتأتى إنكاره من أحد من المسلمين).
    وهو كاف لإثبات إشراك عبّاد القبور، فإنهم إذا دعوا غير الله رغبة ورهبة، وطلبوا منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، ونحروا لهم، ونذروا لهم، وطافوا لهم، وحلقوا لهم، وصنعوا غير ذلك من العبادات فقد عبدوا غير الله، واتخذوهم آلهة من دون الله) (3).
    ثم يسوق السهسواني ما استدل به دحلان على اتحاد توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ويعقبه بالمناقشة والجواب، فلما ادعى دحلان أن قوله تعالى: (ألست بربكم قالوا بلى) (1)دليل على أن الله اكتفى من البشر بتوحيد الربوبية، لأنه لم يقل ألست بإلهكم، فكان جواب السهسواني على هذا الاستدلال بما يلي:
    (إن غاية مايثبت من الآية أن الله تعالى لم يذكر في هذه الآية توحيد الألوهية، وهذا لا دلالة له بشيء من الدلالات على اتحادهما، فرب حكم يذكر في آية دون أخرى، وتوحيد الألوهية وإن لم يذكر في هذه الآية فهو مذكور في آيات أخرى، وتوجيه الاكتفاء بتوحيد الربوبية ليس منحصراً في أنهما لما كانا متحدين اكتفى بذكر أحدهما، بل هناك احتمالات أخر:
    الأول: أن الإقرار بتوحيد الربوبية مع لحاظ قضية بديهية، وهي أن غير الرب لا يستحق العبادة يقتضي الإقرار بتوحيد الألوهية عند من له عقل سليم وفهم مستقيم، قال ابن كثير تحت قوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار) (2) الآية، يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانية ربوبيته على وحدانية ألوهيته.
    الاحتمال الثاني: أن في الآية اختصاراً والمقصود: ألست بربكم وإلهكم ؟ يدل عليه أثر ابن عباس: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وتكفل لهم بالأرزاق.. الحديث.
    الاحتمال الثالث: أن المراد بالرب المعبود، قال القرطبي: الرب المعبود، وعن عكرمة في تفسير قوله تعالى: (ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله) (3)، قال يسجد بعضنا لبعض، كذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره وغيره، وقال الله تعالى في سورة التوبة: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون) (4) فالمراد بالأرباب في تلك الآية هم المعبودون(5).
    ويرد الشيخ ابن سحمان دعاوى الحداد في اعتراضه على ذلك التقسيم، فيقول رحمه الله:
    (وأما قوله – أي الحداد –: فيا عجباً هل للكافر توحيد صحيح؟ فإنه لو كان توحيده صحيحاً لأخرجه من النار … الخ.
    والجواب: لم يقل الشيخ أن للكافر المشرك توحيداً صحيحاً، ولكن أخبر أن مشركي العرب كانوا مقرّين بأن الله وحدة خالق كل شيء، وكانوا مع هذا مشركين، قال تعالى: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (6)، قال طائفة من السَّلف: تسألهم من خلق السموات والأرض فيقولون الله وهم مع ذلك يعبدون غيره، فإيمانهم هو إقرارهم بتوحيد الربوبية، وهذا الإيمان بتوحيد الربوبية لا يدخلهم في الإسلام وهم يعبدون غير الله، أي يشركون به في توحيد الألوهية) (1).
    ويؤكد عبد الكريم بن فخر الدين على ضرورة التفريق بين نوعي التوحيد، فيقول:
    (أقول قال الله سبحانه: (قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون)(2) وقال عزَّ من قائل: (وإذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون(3) الآية، فتبيّن لك أن المشركين من العرب الأول كانوا يقرون بربوبية الله تعالى، وينكرون وحدانيته تعالى في الألوهية أي العبودية، ويقولون إنكاراً منهم (أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب)(4) الآية .. فلأجل ذلك تنوع التوحيد بنوعين توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، فإنكار هذا إنكار الحس) (5).
    وقد أجاب القصيمي على دعاوى الدجوي، وتتبعها بالرد والنقاش، ثم أعقبها بالبراهين الدالة على خلاف تلك الدعوى ..
    فلما زعم الدجوي أن المشركين كانوا ينكرون وجود الله مستدلاً بما فهمه من الآيات القرآنية، مثل قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن)(6). فأجاب القصيمي على هذا الاستدلال بعدة أوجه نذكر منها:
    (الأول: ليس في الآية الكريمة إنكار للرحمن، وإنما فيها استفهام عنه (بما) التي يسأل بها حقيقة الشيء، والمصدق بوجود الأمر يسأل عنه، لا خلاف بين اللغويين في ذلك فهم يقولون: ما الروح؟ كما قال تعالى: (ويسألونك عن الروح)(7) وهم يؤمنون بها .. فالسؤال عن الأمر ليس إنكاراً له.
    الثاني: نقول هب ذلك جحوداً، ولكن هل هو جحود لذاته تعالى؟ أم جحود لتسميته بالرحمن؟ هو لم يدلل على ما قال، وقد سمع العربي لفظ عقار وخندريس وكميت، من أسماء الخمر، فيقول ما العقار وما الخندريس وما الكميت؟ وهو مؤمن بها، وقد يكون شربها، ولكن يجحد تسميتها بهذا الاسم، أو يجهلها، فالاسم غير المسمى، والمدلول غير الدال.
    الثالث: في خبر صلح الحديبية لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابة بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو نائب المشركين في الصلح: أما الرحمن فلا نعرفه، ولكن أكتب باسمك اللهم، فقول سهيل: لا نعرف الرحمن، ولكن أكتب باسمك اللهم. يدل على أمرين، على أنهم مؤمنون بالله، وأنهم يستعينون به في أمورهم، وعلى أن الذي ينكرونه هو وصفه بالرحمن، ولو كانوا ينكرون ذاته لعارض باسم اللهم، ولأنكر لفظ الجلالة، ولفظ الرحيم المذكورين فهذا يفسر الآية، ويوضح قولهم (وما الرحمن).
    الرابع: المفسرون قاطبة يفسرون الآية بإنكار المشركين لهذا الاسم لا لذاته، وقد أجمعوا على هذا التفسير.
    الخامس: هذه الآية على فهمهم مخالفة لتسمية العرب مشركين بالله والناس قاطبة يقولون أنهم مشركون بالله، فلو كان جاحديه لما كانوا مشركين به، فتسميتهم مشركين بالله يدل على أنهم مؤمنون بوجوده، ولكن عبدوا معه غيره)(1).
    وقد ذكر القصيمي أجوبة أخرى .. فنكتفي بما ذكرناه (2).
    ثم رد القصيمي مقالة الدجوي بأن الرسول لم يذكر الفرق بين التوحيدين فقال القصيمي:
    (نقول: إما أن يريد أنهم لم يذكروه باللفظ المذكور، وإما أن يريد أنهم لم يذكروه ولا بالمعنى، ولم يفهموا من دخل في الدين أن هناك توحيدين، إن أراد الأول فلا يضرنا ولا ينفعنا ..، وإن أراد الثاني نازعناه، وقلنا إنك لم تقم دليلاً عليه، بل نقول أن الرسول وأصحابه أعلموا الداخلين في الدين أن هناك توحيد ألوهية وربوبية بقولهم لهم قولوا لا إله إلا الله، ولا تعبدوا إلا الله ولا تدعوا إلا إياه، مع قولهم لا خالق ولا رازق إلا الله، وهؤلاء يريدون أن يكون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقول: ينقسم التوحيد إلى قسمين..) (3).
    ثم ذكر القصيمي البراهين على الفرق بين توحيد الألوهية، والربوبية فكان مما قاله:
    البرهان الأول: فرّقت كتب اللغة والتفسير بين معنى كلمة الإله، وبين معنى كلمة الرب، فإله بمعنى المعبود، والرب بمعنى المالك للشيء وصاحبه.
    البرهان الثاني: قال تعالى: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) (4) ذكر الرب ثم المالك ثم الإله، فلو كان الرب والإله شيئاً واحداً. لكان في الآية تكرار ينبو بها عن حدّ البلاغة.
    البرهان الثالث: باتفاق أهل اللغة أن إلهاً بمعنى مألوه ككتاب أي مكتوب، وأن رباً بمعنى راب أي اسم فاعل، لأنه يقال رب الناس أي ملكهم، فلا يصح تفسير اسم الفاعل باسم المفعول.
    البرهان الرابع: أخبر القرآن أن الكفّار كان يسمون أصنامهم آلهة قالوا: (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك)(5) ولم يخبر في آية أنهم قالوا لها أرباباً، فلو كان لا فرق بين اللفظين لسموها أرباباً كما سموها آلهة.
    البرهان الخامس: الذي يحقن دم المشرك أن ينطلق بكلمة الإخلاص على – ألا يأتي بما ينقضها – وهذه الكلمة التي تحقن الدم هي لا إله إلا الله باتفاق المسلمين. ولا يعصمه أن يقول لا خالق إلا الله بإجماع المذاهب، ولو كان معنى الإله والرب واحداً لما عصم دمه أحد اللفظين دون الآخر) (6).
    وهكذا يظهر – عبر تلك النقول لأئمة الدعوة وأنصارها – أن تقسيم التوحيد إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، والتفريق بينهما، أن ذلك تقسيم وتفريق تثبته الأدلة وتقرّره النصوص، ويشهد له أئمة العلم والهدى. فليس تقسيماً مبتدعاً – كما ادعاه أولئك الناس – استحدثه ابن تيمية أو ابن عبد الوهاب، بل الصواب والحق في هذا التقسيم والتفريق، والزيغ والضلال في الإعراض عنه، والاعتراض عليه، ومن ثم ظهر ما كان عليه الخصوم من الجهل بحقيقة التوحيد، وقصر التوحيد على توحيد الربوبية، حتى ظنّوا أن مشركي العرب قد أنكروا توحيد الربوبية، الذي يعتبرونه – هؤلاء الخصوم – غاية التوحيد.
    ومن المناسب في نهاية هذا الفصل أن نذكر ماكتبه حسين بن مهدي النعمي رحمه الله حول إقرار مشركي العرب بتوحيد الربوبية، دون الإقرار بتوحيد العبادة يقول:
    (ولقد تتبعنا في كتاب الله فصول تراكيبه، وأصول أساليبه، فلم نجده تعالى حكى عن المشركين أن عقيدتهم في آلهتهم وشركائهم التي عبدوها من دونه، أنها تخلق، وترزق، وتحي، وتميت، وتنزل من السماء ماء، وتخرج الحي من الميت، والميت من الحي .. بل إذا ضاق عليهم الأمر واشتدت بهم الكرب، فزعوا إلى الله وحده، فإذا سئلوا عن حقيقة دينهم هل هو شرك في الربوبية ؟ دانوا وأذعنوا للرب وحده بالاختصاص بكل ذلك والإنفراد، وهذا واضح لمن ألقى السمع للقرآن فيما حكى عنهم بقوله: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون، قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم، سيقولون لله قل أفلا تتقون ..) (1)الآيات.
    فهذا شرك القوم واتخاذهم الآلهة الذي كان سبباً أن سجّل عليهم ربهم القاهر فوق عباده بالشرك والغي والضلال والكفر والظلم والجهلة) (2).
    ويقول النعمي في موضع آخر:
    (ومن أمعن النظر في آيات الكتاب وما قصَّ من محاورات الرسل مع أممهم وجد أن أسّ الشأن، ومحط رحال القصد شيوعاً، وكثرةً وانتشاراً وشهرةً، هو دعاء الله وحده، وإخلاص العبادة له، وأن الغافلين كانوا بنقيض هذه الصفة من دون أن يضيفوا لما عبدوا شيئاً من صفات الربوبية كخلق ورزق وغيرهما، أو يجعلوا لها من ذواتها وصفاتها مقتضياً وملزماً للعبادة، بل أعربوا عن اتخاذها آلهة لتقريبهم إلى الله وشفاعتها عنده …) (3).
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
    انتهى الفصل المطلوب ولعل بعض الإخوة يخدمنا بوضع رابط لها هنا وجزيتم خيرا .

  8. افتراضي

    شكرا على هذا التفصيل
    أخي علي اسمح لي بداية أن أتعجب من أول تعليق، أقول لك قال البخاري فتقول لي:" أين التوثيق يا دكتور ؟ وبالتحديد من قال أن معناها العلم فقط ؟ هل كلام البخاري يحتاج لشرح، عندما قال باب العلم قبل العمل، وهل البخاري لم يعد حجة حتى تحتاج للتوثيق، فعجبي أن رجلا سلفيا يطلب التوثيق بعد كلام البخاري، وعلى كل ارجع إلى تفسير الطبري لهذه الآية، قال الطبري في تفسيره: " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية ويجوز لك أمر عبادته إلا الله الذي هو خالق الخلق ومالك كل شيء يدين له بالربوبية.. " قارن كلامي بكلامه هل زدت عليه شيئا، هو يتكلم عن العلم وأنا تكلمت عنه.
    وفي ردك أيضا قلت: " علما أنك قلت في ردك الأخير " - أما إقرار كفار قريش فكان معرفة ولم يكن إيمانا أو توحيدا، "
    بعبارة أخرى يا دكتور ما لفرق بين المعرفتين ؟
    ولذلك طلبت منك يادكتور في ردي الأول الرجوع إلى التفسير فقلت لك: { ألم تقرأ إقرار كفار قريش وغيرهم بتوحيد الربوبية ؟
    أخي الكريم: الإقرار هو الاعتراف بالظاهر، وإن لم يتمكن الإيمان في القلب، فالمشركون أقروا بالله ربا وخالقا ولكن أشركوا معه غيره فكانوا يعبدون الأصنام وغيرها، فاعترافهم وإقرارهم لا يعتبر إيمانا، فمجرد الإقرار لا يكفي، ثم إن معرفتهم بأن الله هو الخالق الصانع لا تدخلهم بتوحيد الربوبية، فلا تكفي الإنسان أن يعترف بالله تعالى خالقا ورازقا ، بل يؤمن بكل صفاته فهو تعالى واحد بصفاته كما يقول أهل الكلام، وهل كان كفار مكة يؤمنون بالبعث فأين إيمانهم بأن الله هو المحيي المييت حتى يسمى موحدا أليس الإيمان بذلك من الربوبية . فالإقرار لا يكفي والمعرفة ناقصة.
    ولتوضيح ذلك أنقل لك الذين قالوا بالقولين وهما مردودان باتفاق علماء أهل السنة:
    - أولا: قال الكرامية وبعض المرجئة الإيمان هو الإقرار باللسان دون عقد القلب.
    - ثانيا: قال جهم بن صفوان وأبو الحسين الصالحي هو المعرفة بالقلب ، فمن أتى بالمعرفة بالقلب ثم جحد بلسانه لا يكفر بجحده.
    فيمكنك أن ترجع إلى أي مرجع في الفرق لتجد هذه الأقوال، وإن شئت رجعت إلى ابن أبي العز فأظنه أقرب لنفسك.
    فهل يمكن لمن أقر بلسانه وجحد بقلبه، أو عرف بقلبه وجحد بلسانه، أو كانت معرفته ناقصة أن يسمى مؤمنا، أظن أن الجواب بات واضحا ولا أرى أنك تخالفني في ذلك وخصوصا أنك تعرف من هم أصحاب هذه الأقوال، فهذه معرفة المشركين وإقرارهم، أما المعرفة التي تختلف عنها لو أن رجلا عرف بقلبه ولم يخالف ذلك بلسانه، فهو مؤمن ديانة ولكن لا يمكن أن نحكم له في الدنيا حتى يقر بلسانه، فمن عرف الله بقلبه وأحب الله وعبده وتوكل عليه وتوجه إليه هل نسميه مؤمنا أم لا. فالإيمان في القلب وهو موجود ولم يخالف ذلك الإيمان بكفر وجحود بل هناك ما يدل على إيمان فنحكم له بالإيمان، ونطالبه بالإقرار من أجل أحكام الدنيا وليس شكا في إيمانه ( ويبدو أننا لا نتفق على ذلك وقد فهمت ذلك من طلب التأجيل لهذا الموضوع) . فهذا كلام علمي وهو أكاديمي، كما تحب أن تذكرني بالأكاديميه ولكن عجبي أنك لا تستعملها إلا في النقد أو في مواضع ترى أنني زللت وأخطأت أو تناقضت ، ولكن قل لي بماذا تحب أن أخاطبك، وما هي الكلمة التي ترتاح لها ، يا أستاذ ياشيخ يا دكتور يا أخ يا سيد !!! ولن أستعملها بانتقائية.
    ثم سألتني بل طلبت مني : أتمنى أن تقرأ كلام أئمة التفسير لقول الله تعالى : (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ... ) وقوله ( قل من يرزقكم من السماء ...) وقوله ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) وقوله ( فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون ) وغيرها من الآيات لترى كيف أن السلف وفي مقدمتهم الصحابة لم يكتفوا يتوحيد الذات والأسماء والصفات كما زعمت ، وأنه قد يأتي بها المرء ويقع في الشرك كما في تفسير الآيتين الأخيرتين. } فهل تبين لي يا دكتور ما توصلت إليه من أقوالهم حين رجعت إليها ، لا أدري ما هو السر في التأكيد على هذا السؤال أنا رجعت لأقوال السلف عند الطبري في تفسيره، وفهمت كلامه وكلام الذين نقل عنهم، ولم أقرأ كل شيء، ومن تلك الأقوال قول ابن عباس في قوله تعالى: وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، قال يعني النصارى، وقول عطاء : قال يعلمون أن الله خالقهم ورازقهم وهم يشركون به، فيا أخي أدعوك أن تقرأ كلام علماء الكلام لترى أن هذه التفسيرات لا تخالفهم، ولكن يبدو أنك تسمع وتقرأ كلامهم وترى أن كلامهم لا يستحق أن يقرأ، فلا أدري هل هناك من خالف في القول بأن هناك من يعترف ولا يكون مؤمنا وهناك من يقر ولا يسمى مؤمنا، وهناك من يتظاهر بالإيمان ولا يسمى مؤمنا في الحقيقة، فعندما قالوا بالتوحيد العلمي قالوا بأن الله تعالى لا فاعل معه ولا يشبهه أحد في الصفات، فهو واحد في ذاته وواحد في أفعاله وواحد في صفاته، ولو قرأت تفصيلات هذا التقسيم لعلمت أن المشركين ما كانوا موحدين حقيقة فهم لهم اعتقادات بالأصنام تجعل أصدق وصف لهم هو الشرك وليس التوحيد، وكثير منهم كانوا ينكر البعث وإحياء الله لهم بعد الموت، وهم صنف آخر غير الدهريين الذين أنكروا الصانع، فالمتكلمون بتحقيقهم وتدقيقهم الذي عرفوا به لا أرى أن شبهة كهذه تدخل عليهم، حتى تلمح بأن تعريف التوحيد عندهم قد يوصل إلى عدهم في المسلمين. فتقسيماتهم التي وضعوها هي من أجل الرد على المشركين وعلى النصارى وأهل التثنية وغيرهم.
    ولكن الاعتراض يرد على من قال بتقسيمات ابن تيمية ذلك أنه أدخل في مسائل الإيمان ما ليس منها وكان هذا التقسيم مدخل المكفرين لجمهور كبير من المسلمين تقع منهم سلوكيات تحتاج لتصحيح فبدلا من تصحيحها يكفر أصحابها، وكنت أظنك بعيدا عن هذه الأفكار ولكن ما نقلته من رسالة الدكتور عبد العزيز جعلني أفكر قليلا، اقرأ معي هذه النصوص:" فإن اعتراضهم لا يخلو من تلبيس وتمويه وتزوير" ." ثم يقول الحازمي – مبيناً وجه الشبه بين المشركين الأولين وبين عبّاد القبور:
    (فإن قلت أن هؤلاء القبوريين يعتقدون أن الله تعالى هو الضار النافع، والخير والشر بيده وإنما استغاثوا بالأموات قصداً لإنجازه ما يطلبونه من الله عزّ وجل.
    قلت: وهكذا كانت الجاهلية فإنهم يعلمون أن الله سبحانه هو الضار النافع، وأن الخير والشر بيده، وإنما عبدوا الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى كما حكاه الله عنهم في كتابه العزيز" " فعبّاد القبور يقرون بتوحيد الرازق، والمحي والمميت، والخالق والمؤثر، والمدبر والرب، ومع ذلك يدعون غير الله من الأموات خوفاً وطمعاً، ويذبحون لهم، ويطوفون لهم، ويحلقون لهم، "
    اقرأ وتأمل ما ذكره الدكتور لنرى وجه المشابهة بين القبوريين كما يسميهم، وبين مشركي العرب، من أين جاءت هذه المشابهة من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه، لذلك مسائل الكفر سهلة على ألسنتهم ويكفي لأحدهم أن يقول هذا مشرك في العبادة، دون مراعاة للاعتقاد وكون من صدرت منه سلوكيات في ظاهرها موهمة أنه من أهل لا إله إلا الله ومن أهل الصلاة ومن أهل الزكاة وغير ذلك، فهو لا يبعد كثيرا عن مشركي قريش، بل هو أشد كفرا منهم. فكل من يتكلم عن التكفير منهم يحاول أن يبرئ ابن تيمية وأتباعه ولكن الفكر الذي قامت عليه هذه التقسيمات هو مرتع خصب للتكفير.
    أخي الكريم كنت لا أريد أن أخوض في هذه المسألة ولكن يبدو أنني استعجلت فحتى الآن لم أجد جوابا صريحا أو حجة تصلح للقول بهذا التقسيم ودعوى أن السلف قالوا به، لو انتهينا من هذه المسألة يمكن أن نتناقش بنتائجها التي تظهر في كتابات من يتبنى هذا التقسيم ومنهم من نقلت عنه.
    الأخ علي: ربما دخل عليك اللبس في كلامي من جمعي التوحيد والإيمان في عبارة واحدة، عندما قلت: " اليهود والنصارى لم يكونوا موحدين ولا مؤمنين في يوم من الأيام" ومعنى اعتراضك أفهمه من مفهوم المخالفة، وهو يعني: أنهم كانوا مؤمنين وموحدين، فهل أنت تقول بذلك ، أنا أعلم أن هناك موجة علمانية أرادت أن تخلط الأمور بل الأديان وقالت بأنهم مؤمنون مثلنا وموحدون مثلنا ويعبدون إلهنا وهم سيكونون من أهل الجنة لأنهم من أهل الإيمان، وهذا الكلام أبرئ كل مسلم عاقل عنه، وبالطبع أبرئك منه، فيا أخي إذا أردت أن أكتب لك العبارة مرة ثانية، فأقول لم يكن النصارى موحدين ولم يكن اليهود مؤمنين، فهل هناك لبس بعد ذلك، فأنا أكتب بعض العبارات بسرعة وهي مجملة فما كنت أظن أنها ستوجد هذا اللبس عندك. أما إن كان اعتراضك على الجملة الأخيرة فأنا أتكلم عن اليهود والنصارى الذين عاصروا النبي ولم يؤمنوا به وعن المعاصرين ولا أريد بذلك الذين آمنوا بدينهم وأنبيائهم قبل أن يدخل التحريف إليها ويقولوا بالتثليث والشرك وإن شئت أن ترجع إلى تثليث النصارى وشرك اليهود يمكن أن ترجع لابن حزم في الفصل .
    أما مسألة التقسيم وهل تعتبر أصلا عندهم، يبدو لي من كلامك أنك تقول ليست أصلا، فهل أفهم من ذلك أنه يمكن أن نرى في مناهجهم ومؤلفاتهم خروجا عن هذا التقسيم، فأرجو منك أن تذكر لي كتابا واحدا أو مؤلفا واحدا قال بذلك، ولو قلت لك لا يوجد، ستسارع وتقول هل قرأت كل ما كتبوا، فأنا أرجو منك أن تذكر لي كتابا واحدا، وأنا أحتاج لنص واحد يخالف القسمة الثنائية أو يقول بقسمة مختلفة كقسمة المتكلمين مثلا، يا أخي أنا لا أعترض على الثلاث أو الأربع، حتى تنقل لي بأن الأمر فيه سعة أنا أعترض على التثنية، أنا أعترض على إدخال توحيد الألوهية في صفة التوحيد فالمبحث للعلم وليس للعمل.
    يبدو أنك تصر كالدكتور الرضواني على الفرق بين السلف والأشاعرة والصوفية في معنى التوحيد، وأقول ليس الأمر في التوحيد وصفات الله تعالى، فكلهم يثبتون وينزهون وهذا هو الأصل ، أما إدخال توحيد العبادة والعمل، فهذا ليس للسلف بل للسلفية، والفرق بينهم أن المتكلمين جميعا كانوا منضبطين في تقسيماتهم، كتبوا كتبهم في العقيدة، ولم يفصلوا هذا الأمر، وابن تيمية أدخله في مسائل العقيدة وليت الأمر كان للتفصيل فحسب بل بنيت عليه أمور خطيرة ربما نتكلم عنها بعد ذلك، ولو أن المتكلمين فعلوا ذلك لعد ذلك خروجا عن مناهجهم وأصولهم، فكلنا يعلم أن كتب الفقه للفقه والأصول للأصول والأخلاق تعرض مسائل الأخلاق وكتب التصوف تتكلم عن الحب لله وعن التوكل والإخلاص والتوبة وتطهير النفس وتهذيبها فهذا هو المكان الطبيعي لمبحث توحيد الألوهية، ولكن فكرا يقوم على معاداة هذه الكلمة وأصحابها لا يتوقع منه أن يفرده بالبحث فكان مكانه مع مسائل الإيمان والتكفير، وحسبنا الله ونعم الوكيل. ثم تسألني بعد ذلك عن دليل يؤكد هذا التقسيم( علم وعمل)، وكأن جهود العلماء واستدلالاتهم لبيان الظن والقطع ودليل العقيدة ودليل العبادة لا تصلح لذلك، وهل علم أصول الفقه الذي هو مفخرة المسلمين وأبدع في هذه التقسيمات، ووضع ضوابطها ليس حجة في ذلك،ولعلك تريد دليلا من أقوال السلف ومن القرآن والسنة، وهل قام هذا العلم إلا ليبين هذه الأدلة ويوضحها، فالأمر لا يحتاج لأدلة جزئية الأمر يحتاج إلى اتفاق على مرجعيات يثق بها المتحاوران وإلا كان كل طرف يغني على ليلاه.
    سؤالي لك هل القول بأن السلف قسموا التوحيد كما جاء عند ابن تيمية يدخل في القسم الأول من تعريفك للسلف، أم القسم الثاني، فإذا ما زلت مصرا على أنه من القسم الأول فأرجو أن تبحث لنا عن أدلة غير التي ذكرت، وإذا قلت بالثاني فيمكن أن نناقش أمرا اجتهاديا لابن تيمية ولكن بتجرد ولا نوالي به ولا نعادي كما قلت، نرى حسنات هذا التقسيم وسيئاته، ثم أريد منك أن تقرأ تعريفا مفصلا للمتكلمين عن الوحدانية لنرى أين هذا الخلل الذي يشيرون إليه، ولترى أن كل من سبق ابن تيمية من علماء المسلمين كانت عقيدتهم في التوحيد واضحة وسليمة ولم يعترض عليهم أحد هذه الاعتراضات التي صاغها ابن تيمية فصارت سلاحا في أيدي كثيرين لا يحسنون استعماله، وصارت هذه التقسيمات أصلا يوالون ويعادون به ، فهو أول مباحثهم وأشهرها، وهو جزء من مناهجهم ومن كتبهم التي توزع مجانا على أرباب العقيدة الفاسدة في بلاد المسلمين !! ولكن أسأل نفسي هل تغير شيئ من هذه المناهج بجهود بوش المجرم، فياليت التغيير كان بجهود العلماء المخلصين ولم يكن بجهود الأعداء المحتلين.

  9. افتراضي كلام الطبري هل يفصل المسألة ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... يا دكتور

    توقعت أنك ستناقش ردي مسألة مسألة -كما تعاملت مع ردودك - وبدون انتقائية ولكن من خلال ردك لاحظت ما يلي :
    1/ أنك تجاوزت الأدلة اللغوية والشرعية التي استدل بها أصحاب التقسيم على صحته وذكرت لك بعضها والبعض ورد في نقل كلام الدكتور عبد العزيز ، فهل هذا إقرار بصحة التقسيم ؟ أم ماذا ؟
    2/ جملة من الأسئلة لم تجاوب عليها ، ولا أدري لماذا ؟ علما أنك تحسن التعليق على جمل أخرى لا علاقة لها بصلب النقاش كقولك : (كما تحب أن تذكرني بالأكاديميه ولكن عجبي أنك لا تستعملها إلا في النقد أو في مواضع ترى أنني زللت وأخطأت أو تناقضت ، ولكن قل لي بماذا تحب أن أخاطبك، وما هي الكلمة التي ترتاح لها ، يا أستاذ ياشيخ يا دكتور يا أخ يا سيد !!! ولن أستعملها بانتقائية.) وقولك (فيمكنك أن ترجع إلى أي مرجع في الفرق لتجد هذه الأقوال، وإن شئت رجعت إلى ابن أبي العز فأظنه أقرب لنفسك. ) ... الخ .

    أعود إلى الموضوع :
    # قلت لك : أين التوثيق يا دكتور ؟ وبالتحديد من قال أن معناها العلم فقط ؟
    فهل في كلام البخاري ما يدل على قصر معناها على العلم فقط أم ورود العلم في كلامه يكفي ؟
    علما أنك بعد ذكر التعريف الصحيح استأنفت بعد الفاصلة بكلمة تفهم معنى مستقلا عما قبله فقلت ، معناها العلم بالله تعالى، )

    أما قولك : (وهل البخاري لم يعد حجة حتى تحتاج للتوثيق، فعجبي أن رجلا سلفيا يطلب التوثيق بعد كلام البخاري ) وأقول لا أدري من يحسن المزايدة !!! أما البخاري فكلامه توثيق إذا سيق على الوجه الصحيح للاحتجاج .

    ثم أردت التوثيق بكلام الطبري فأتيت بنص قيم للطبري يفصل النزاع بيني وبينك لو تأملته جيدا فقلت : (قال الطبري في تفسيره: " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية ويجوز لك أمر عبادته إلا الله الذي هو خالق الخلق ومالك كل شيء يدين له بالربوبية.. " قارن كلامي بكلامه هل زدت عليه شيئا، هو يتكلم عن العلم وأنا تكلمت عنه. )
    وأقول للطبري نصوص أخرى منها قوله : " فإن الله إنما حاج بذلك قوما كانوا مقرين بأن الله خالقهم غير أنهم يشركون في عبادته عبادة الأصنام والأوثان فحاجهم تعالى ذكره " ( 2/ 70)
    وقوله : " وأما معنى قوله لا إله إلا هو فإنه خبر من الله جل وعز أخبر عباده أن الألوهية خاصة به دون ما سواه من الآلهة والأنداد وأن العبادة لا تصلح ولا تجوز إلا له لانفراده بالربوبية " ( 3/162 ) وهذا استدلال على الألوهية بالربوبية .
    وقوله : " واختلف أهل التأويل في معنى إسلام الكاره الإسلام وصفته فقال بعضهم : إسلامه إقراره بأن الله خالقه وربه وإن أشرك معه في العبادة غيره ، ذكر من قال ذلك ... " ( 3/ 334 ) وهذه إشارة لإمكان وقوع الشرك في الألوهية مع الإقرار بالربوبية .
    وقوله : " ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكا تعظمونه تعظيمكم إياه " ( 4/ 80 ) فهذا ذكر لتوحيد العبادة بعد ذكر الربوبية.
    وانظر إلى الآثار التي نقلها عن السلف في تفسير آية سورة يوسف وهي كثيرة ختمها بقوله :" حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال ، قال سمعت بن زيد يقول : وما يؤمن أكثرهم بالله ... الآية ، قال ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله ويعرف أن الله ربه وأن الله خالقه ورازقه وهو يشرك به ألا ترى كيف قال إبراهيم ( أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) قد عرف أنهم يعبدون رب العالمين مع ما يعبدون . قال فليس أحد يشرك به إلا وهو مؤمن به . ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ؟ المشركون كانوا يقولون هذا " ( 7 / 313-314 ) وغيرها من النصوص كثير ، ولا يستقيم معها قولك بالتشابه في الألفاظ دون الاتفاق في المعاني .
    وأقول يا دكتور لنعد إلى النص الذي نقلته أنت ... هذه المقارنة وأتمنى أن تتأملها جيدا وقبلها سأنقل كلام الطبري كما في النسخة التي لدي لتتبين الأمور التي سأذكرها في المقارنة : (قال الطبري في تفسيره: " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية ويجوز لك وللخلق عبادته ، إلا الله الذي هو خالق الخلق ، ومالك كل شيء ، يدين له بالربوبية كل ما دونه " ( ج 11/ 317-318 )
    المقارنة :
    1. تقول " معناها العلم بالله تعالى " ويقول الطبري : " فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية ويجوز لك وللخلق عبادته ، إلا الله .. " أي إعلم يا محمد أن العبادة لا تصلح إلا لله . أليس بين كلامكما فرق ؟؟
    2. الطبري هنا فرق بين الربوبية والألوهية ، وأكد ما قلته سابقا من أن الربوبية تستلزم الألوهية ، فاحتج بإقرارهم بالربوبية فقال : " إلا الله الذي هو خالق الخلق ... " . وسيأتي بعض النقول عن غيره تؤكد هذا .
    3. قلت في ردودك السابقة " وهل يجوز أن نقول بأن كل كافر هو موحد توحيد ربوبية ولكن غير موحد توحيد ألوهية " وهذا الطبري يقول " يدين له بالربوبية كل ما دونه " هل الطبري هنا يقصد الألوهية أم أن بينها هنا وبين الربوبية فرق ؟
    4. قلت لك أن السلف قبل ابن تيمية يشيرون إلى هذا التقسيم - بل ويتعدى كلامهم أحيانا مجرد الإشارة – وذكرت لك كلام ابن بطة وأبو حنيفة وها أنت هنا تأتي بنص للطبري إضافة إلى ما نقلته لك عنه أيضا ، ولو نظرت إلى طريقة ابن مندة في تراجم الأبواب وغيره من العلماء لوجدت صحة كلامي .
    وهذا البيهقي في أول كتاب الأربعين الصغرى يقول : " الباب الأول في توحيد الله في عبادته دون ما سواه " وتوحيد العبادة هو توحيد الألوهية وساق تحته ما يسوقه أصحاب هذا التقسيم من الأحاديث في بيان توحيد الألوهية .
    وهذا ابن عطية يفرق بين النوعين في تفسير سورة النحل فيقول :" ولكن الإشارة في هذه الآية إنما هي لجحدهم الربوبية وتشريكهم الأصنام في الألولهية يدل على ذلك أخذه بعد هذا في إثبات العبر الدالة على أن الأنعم وسائر الأفعال إنما هي من الله تعالى لا من الأصنام " .وفي تفسير سورة لقمان يقول : " لأنهم كانوا ينكرون الله ويشركون الأصنام في الألوهية "
    ويستدل على الألوهية بالربوبية في تفسير سورة يونس فيقول : " وقوله تعالى فذلكم الله ربكم الآية يقول فهذا الذي هذه صفاته ربكم الحق أي المستوجب للعبادة والألوهية وإذا كان ذلك فتشريك غيره ضلال وغير حق وعبارة القرآن في سوق هذه المعاني تفوت كل تفسير براعة وإيجازا وإيضاحا "
    وقبله البغوي يقول في تفسير سورة غافر : " لأن الأوثان لا تدعي الربوبية ولا تدعو إلى عبادتها " ففرّق بين دعوى الربوبية التي هي فعل الرب من الخلق والرزق ...الخ وبين دعوى الألوهية التي هي فعل العبد بصرف أي نوع من أنواع العبادة .
    وقال أيضا في تفسير سورة الزخرف : " ولئن سألتهم أي سألت قومك من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم وأقروا بأن الله خالقها وأقروا بعزه وعلمه ثم عبدوا غيره وأنكروا قدرته على البعث لفرط جهلهم " هل الإقرار بالعزة والعلم داخل في الربوبية ؟ وهل أدخلهم في الإسلام ؟
    وقبلهما السمعاني يستدل على الألوهية بالربوبية في تفسير سورة الزخرف فيقول : " قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض أي ولئن سالت المشركين من خالق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم وهذا على طريق التعجيب من حالهم أي كيف يعبدون الأصنام ويزعمون أن لله شريكا وقد أقروا أن الله تعالى خالق السموات والأرض "
    ولا أدري لماذا لم تجب على سؤالي لك في الرد السابق : (أقول يا دكتور ... القسم الثاني الذي ذكره ابن بطة هو { والثاني : أن يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره .} مالفرق بينه وبين توحيد الألوهية ( العبادة ) الذي يقول به من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ؟ وانتبه قال ابن بطة { أقروا بالصانع } الاقرار ليس مجرد معرفة فيما أعلم .
    وقد سمى الأول ربوبية والثاني لم يسمه ألوهية حتى لاتقول اتفاق في الألفاظ بل فسره بما يتفق مع معنى توحيد الألوهية عند من يقول به ) .

    # وتقول في ردك السابق أيضا : (أخي الكريم: الإقرار هو الاعتراف بالظاهر، وإن لم يتمكن الإيمان في القلب، فالمشركون أقروا بالله ربا وخالقا ولكن أشركوا معه غيره فكانوا يعبدون الأصنام وغيرها، فاعترافهم وإقرارهم لا يعتبر إيمانا، فمجرد الإقرار لا يكفي، ثم إن معرفتهم بأن الله هو الخالق الصانع لا تدخلهم بتوحيد الربوبية، فلا تكفي الإنسان أن يعترف بالله تعالى خالقا ورازقا ، بل يؤمن بكل صفاته فهو تعالى واحد بصفاته كما يقول أهل الكلام، وهل كان كفار مكة يؤمنون بالبعث فأين إيمانهم بأن الله هو المحيي المييت حتى يسمى موحدا أليس الإيمان بذلك من الربوبية . فالإقرار لا يكفي والمعرفة ناقصة. )
    يا دكتور ... الآيات دلت على أن مشركي العرب يقرون بأن الله خلقهم ورزقهم ويملك سمعهم وأبصارهم ويخرج الحي من الميت والميت من الحي ويدبر الأمر وأنه العزيز العليم وله الأرض ومن فيها ورب السموات والعرش وبيده ملكوت كل شيء ويجير ولا يجار عليه وسخر الشمس والقمر وينزل المطر ويملك الضر والتفع ويخلصون الدعاء في الكرب لله ، ولم أقف على قول لعالم من العلماء قال بأن إقرارهم هذا كان في الظاهر فقط قبل قولك بأن ( الإقرار هو الاعتراف بالظاهر ) وإذا كان كما قلت فما الفائدة في تقرير الله لهم بهذا الأمور وإلزامهم بهذا الإقرار أنه المستحق للعبادة إذا كان إقرارهم في الظاهر فقط ؟؟
    أما قولك (فالمشركون أقروا بالله ربا وخالقا ولكن أشركوا معه غيره فكانوا يعبدون الأصنام وغيرها، فاعترافهم وإقرارهم لا يعتبر إيمانا، فمجرد الإقرار لا يكفي) وبهذا يقول من قسم التوحيد إلى ربوبية وألوهية .
    أما قولك (ثم إن معرفتهم بأن الله هو الخالق الصانع لا تدخلهم بتوحيد الربوبية، فلا تكفي الإنسان أن يعترف بالله تعالى خالقا ورازقا ، بل يؤمن بكل صفاته فهو تعالى واحد بصفاته كما يقول أهل الكلام ) القائلون بأنها تدخلهم في توحيد الربوبية – حسب مفهومه عندهم لا عندك – لم يقولوا بأن ذلك يكفي بل قالوا لا بد معها من توحيد الألوهية .
    وعبارة (كما يقول أهل الكلام ) لماذا أتيت بها فنحن نحتكم إلى الكتاب والسنة في ضوء فهم السلف الذين بينت مرادي بهم لك سابقا ، وهذا ما فهمته منك في أول الردود السابقة .
    أما سؤالك عن كفار مكة فقد بينت أنت أنهم ليسوا على درجة واحدة وقد ذكر الشهرستاني بعد الكلام الذي نقلته عنه بقليل ( وصنف منهم أقروا بالخالق وابتداء الخلق ونوع من الإعادة ... ) وبعد ذلك بقليل توسع في هذا ، وإن أردت التوسع فمن أفضل ما اطلعت عليه في توصيف حال مشركي العرب رسالة ماجستير بجامعة الأزهر بعنوان ( الشرك في الجاهلية العربية عقيدة وأدبا ) للباحث علي أحمد الخطيب .
    أما عبارة (حتى يسمى موحدا أليس الإيمان بذلك من الربوبية ) فقد سبق بيان أن لفظة موحد مطلقة لا يستخدمها من قال بالتقسيم إلا في حق من أتى بالتوحيد بأنواعه فأرجو التنبه لذلك وعدم تكرار ما بين خطأه إلا إذا كان لديك نص لهم يخالف ما ذكرت لك.

    # قولك (أما المعرفة التي تختلف عنها لو أن رجلا عرف بقلبه ولم يخالف ذلك بلسانه، فهو مؤمن ديانة ولكن لا يمكن أن نحكم له في الدنيا حتى يقر بلسانه، فمن عرف الله بقلبه وأحب الله وعبده وتوكل عليه وتوجه إليه هل نسميه مؤمنا أم لا. فالإيمان في القلب وهو موجود ولم يخالف ذلك الإيمان بكفر وجحود بل هناك ما يدل على إيمان فنحكم له بالإيمان، ونطالبه بالإقرار من أجل أحكام الدنيا وليس شكا في إيمانه ( ويبدو أننا لا نتفق على ذلك وقد فهمت ذلك من طلب التأجيل لهذا الموضوع )
    ليس بالضرورة أن التأجيل كان لعدم الاتفاق ، بل لأنه سيفرع علينا مسائل تبعدنا عما نحن بصدده . ولذلك قلت تؤجل ولم أقل لا تناقش .

    # قولك (لا أدري ما هو السر في التأكيد على هذا السؤال أنا رجعت لأقوال السلف عند الطبري في تفسيره، وفهمت كلامه وكلام الذين نقل عنهم، ولم أقرأ كل شيء )
    لو أجبت يا دكتور ما تكرر السؤال وعموما ما ذكرته من أقوال لهم في بداية ردي هذا وما أشرت إلى أنك قرأته يؤدي إلى النتيجة التي قال بها من قسم التوحيد – حسب مفهومهم لتوحيد الربوبية – أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يغني ولاينجي من الشرك .

    # قولك (فيا أخي أدعوك أن تقرأ كلام علماء الكلام لترى أن هذه التفسيرات لا تخالفهم، ولكن يبدو أنك تسمع وتقرأ كلامهم وترى أن كلامهم لا يستحق أن يقرأ، فلا أدري هل هناك من خالف في القول بأن هناك من يعترف ولا يكون مؤمنا وهناك من يقر ولا يسمى مؤمنا، وهناك من يتظاهر بالإيمان ولا يسمى مؤمنا في الحقيقة، فعندما قالوا بالتوحيد العلمي قالوا بأن الله تعالى لا فاعل معه ولا يشبهه أحد في الصفات، فهو واحد في ذاته وواحد في أفعاله وواحد في صفاته، ولو قرأت تفصيلات هذا التقسيم لعلمت أن المشركين ما كانوا موحدين حقيقة فهم لهم اعتقادات بالأصنام تجعل أصدق وصف لهم هو الشرك وليس التوحيد )
    يا دكتور لا أخفيك أني أقرأ لهم ولغيرهم قبل هذه الدعوة .... أما عبارة "لكن يبدو أنك تسمع ... الخ ، لا أدري هل تسمى هذه مزايدة أم لا ؟
    ومن الكلام الذي قالوه في توحيد العبادة " الألوهية " قول الباقلاني في الإنصاف : " والتوحيد له هو : الإقرار بأنه ثابت موجود وإله واحد فرد معبود ليس كمثله شيء " وقال في نفس الكتاب عن وحدانية الله :" ومعنى ذلك أنه ليس معه إله سواه ولا من يستحق العبادة إلا إياه " وجعل الجويني من معاني الواحد : " أنه لا ملجأ ولا ملاذ بسواه " ، ويقول الباجوري في تعريف التوحيد " وهو إفراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد وحدته والتصديق بها ذاتا وصفات وأفعالا "
    وفي مقابل كلام هؤلاء يقول البغدادي في أصول الدين : " واختلف أصحابنا في معنى الإله : فمنهم من قال إنه مشتق من الإلهية وهي قدرته على اختراع الأعيان وهو اختيار أبي الحسن الأشعري .." يا ترى يا دكتور من يقول بهذا هل يفسر الشهادة بأنه لا خالق ولا قادر على الاختراع إلا الله ؟ وهل هذا التعريف يخرج كفار قريش من الشرك ؟ وهل اللغة أو السلف يسندون هذا ويصححونه ؟
    وتقول (فلا أدري هل هناك من خالف في القول بأن هناك من يعترف ولا يكون مؤمنا وهناك من يقر ولا يسمى مؤمنا) الخلاف في حقيقة هذا الاعتراف والاقرار وماذا يسمى لا في نفعه صاحبه .
    وتقول (قالوا بالتوحيد العلمي قالوا بأن الله تعالى لا فاعل معه ولا يشبهه أحد في الصفات، فهو واحد في ذاته وواحد في أفعاله وواحد في صفاته، ولو قرأت تفصيلات هذا التقسيم لعلمت أن المشركين ما كانوا موحدين حقيقة )
    يا دكتور ما التعريف المشهور عند المتكلمين لكل واحد من هذه الأنواع الثلاثة لنرى هل تعرضوا لشرك مشركي العرب ؟ وأكرر المشهور فقط .
    والمشركين يا دكتور لم يكونوا موحدين حقيقة ففرق بين قولنا أقر بتوحيد كذا وبين موحد ومتى تطلق وقد أشررت مرارا لهذا فهل لديك ما يثبت خلافه ؟

    # قولك (وكان هذا التقسيم مدخل المكفرين لجمهور كبير من المسلمين تقع منهم سلوكيات تحتاج لتصحيح فبدلا من تصحيحها يكفر أصحابها ) وأقول : لم يكن المكفرون ليكفوا عن تكفيرهم لو لم يوجد هذا التقسيم ، فالتكفير سابق للتقسيم ، وإساءة الفهم للتقسيم من البعض لا تضره فما هو أشرف منه وأوضح (كتاب الله والسنة الشريفة) لم يسلم من سوء الفهم واتباع الهوى ... الخ .

    # قولك (وكنت أظنك بعيدا عن هذه الأفكار ولكن ما نقلته من رسالة الدكتور عبد العزيز جعلني أفكر قليلا، اقرأ معي هذه النصوص .... اقرأ وتأمل ما ذكره الدكتور لنرى وجه المشابهة بين القبوريين كما يسميهم، وبين مشركي العرب، من أين جاءت هذه المشابهة من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه ) .
    يا دكتور اقرأ كلام الرازي في تفسير سورة يونس الآية 18 يقول : " ورابعها : أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر على اعتقاد أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله " هل تشبيه الرازي هنا من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه ؟؟
    واقرأ كلام أبي شامة في كتابه الباعث يقول : " وبهذه الطرق وأمثالها كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الأصنام وغيرها ، ومن هذا القسم أيضا ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد وسرج مواضع مخصوصة في كل بلد ... ويظنون أنهم متقربون بذلك ، ثم يتجاوزون هذا إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لهم ، وهي من بين عيون وشجر وحائط وحجر ... فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث " هل تشبيه أبي شامة هنا من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه .
    واقرأ كلام أبي بكر الطرطوشي في كتابه الحوادث يقول: " فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق فاقطعوها فهي ذات أنواط " هل تشبيه الطرطوشي من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه ؟

    # قولك : (لذلك مسائل الكفر سهلة على ألسنتهم ويكفي لأحدهم أن يقول هذا مشرك في العبادة، دون مراعاة للاعتقاد وكون من صدرت منه سلوكيات في ظاهرها موهمة أنه من أهل لا إله إلا الله ومن أهل الصلاة ومن أهل الزكاة وغير ذلك، فهو لا يبعد كثيرا عن مشركي قريش، بل هو أشد كفرا منهم. فكل من يتكلم عن التكفير منهم يحاول أن يبرئ ابن تيمية وأتباعه ولكن الفكر الذي قامت عليه هذه التقسيمات هو مرتع خصب للتكفير.)
    يقول ابن تيمية : " هذا مع أنى دائما - ومن جالسنى يعلم ذلك منى - انى من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين الى تكفير وتفسيق ومعصية إلا اذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التى من خالفها كان كافرا تارة وفاسقا أخرى وعاصيا أخرى وانى أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ فى المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية ".
    أما أتباعه فهذا ابن عبد الوهاب يقول في رده على أحد خصومه :" والله يعلم أن الرجل افترى علي أمورا لم أقلها ، ولم يأت أكثرها على بالي ، فمنها قوله : أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء ، وأني أكفر من توسل بالصالحين ، وأني أكفر البوصيري ، وأني أكفر من حلف بغير الله ... جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم "
    # قولك (فحتى الآن لم أجد جوابا صريحا أو حجة تصلح للقول بهذا التقسيم ودعوى أن السلف قالوا به، لو انتهينا من هذه المسألة يمكن أن نتناقش بنتائجها التي تظهر في كتابات من يتبنى هذا التقسيم ومنهم من نقلت عنه.)
    لو عدت إلى ردي السابق وما نقلته بعده عن د / عبد العزيز وما سطرته في هذا الرد وتخلصت من مصطلحات المتكلمين التي بدأت تحتكم إليها في ردك الأخير وبعد التخلص وازنت ما ذكره أصحاب التقسيم من حجج لغوية وشرعية ونقول عن السلف بما تدل عليه نصوص الكتاب والسنة لوجدته تقسيما صحيحا وفق المفهوم الذي وضعوه لكل قسم ، وهنا دعني أسألك ما مفهوم توحيد الربوبية ثم توحيد الألوهية ثم توحيد الأسماء والصفات عند السلف ؟ والإجابة مهمة قبل الحكم على صحة التقسيم !

    # الكلام عن اليهود والنصارى قيدك هذا يزيل كثيرا من لبس العبارة الأولى والقيد قولك :" فأنا أتكلم عن اليهود والنصارى الذين عاصروا النبي ولم يؤمنوا به وعن المعاصرين ولا أريد بذلك الذين آمنوا بدينهم وأنبيائهم قبل أن يدخل التحريف إليها ويقولوا بالتثليث والشرك " إضافة إلى هذا فتعلم أن النصارى طوائف ومنهم من لا يقول بربوبية المسيح ولا غيره من المخلوقات وهذا لايعني أنهم موحدون ولا أن توحيدهم صحيحا بل يعني أنهم يقرون ببعض أنواع التوحيد والفرق بين العبارتين سبقت الإشارة إليه وعموما ليس موضوعنا عن النصارى !!

    # قولك في أن التقسيم أصل لا يجوز الجهل به ... الخ . جوابي طالبتك بنص صريح لما قلت ، فهل سؤالك لأنك لم تجد ؟ قل وجدت وما هو أو لم أجد وبعدها أجيبك !!

    # قولك (أنا أعترض على إدخال توحيد الألوهية في صفة التوحيد فالمبحث للعلم وليس للعمل ). ما نقلته لك عن بعض المتكلمين من ادخال توحيد العبادة في مفهوم التوحيد قارنه بكلامك هنا ، وكذا تشبيه الرازي وأبي شامة والطرطوشي !!
    والسؤال الأهم : ماذا يسمي السلف – وليس السلفية – اخراج العمل من الإيمان فقط ؟ الاسم والتفصيل أجله كما اتفقنا .
    # قولك (أما إدخال توحيد العبادة والعمل، فهذا ليس للسلف بل للسلفية) لعلك تراجع العبارة بعد قراءة هذا الرد ونقل د / عبد العزيز وردي الذي قبله !!

    # قولك (والفرق بينهم أن المتكلمين جميعا كانوا منضبطين في تقسيماتهم، كتبوا كتبهم في العقيدة، ولم يفصلوا هذا الأمر ) منضبطين لأنهم لم يفصلوا هذا الأمر !! سألتني قبل فترة ما مرادي بالسلف ؟ وأجبتك . والآن جاء دورك ماذا تقصد بالمتكلمين تحديدا ؟ أما انضباط المتكلمين عموما فقد ألفت مصنفات في بيان تناقضهم لعلك لم تطلع عليها .

    # قولك : (فكلنا يعلم أن كتب الفقه للفقه والأصول للأصول والأخلاق تعرض مسائل الأخلاق وكتب التصوف تتكلم عن الحب لله وعن التوكل والإخلاص والتوبة وتطهير النفس وتهذيبها فهذا هو المكان الطبيعي لمبحث توحيد الألوهية) ياترى لماذا ذكرت أحكام الردة والكفر في كتب الفقه ؟ والعكس ذكر المسح على الخفين وبعض أحكام الصلاة والحج والجهاد في كتب العقائد ؟ ربما لأن علماء العقيدة لم يكونوا منضبطين ! والعجيب أن أمهات كتب السنة جمعت كل هذه العلوم ! لماذا لا يترك هؤلاء طرائق التصنيف هذه ويسلكوا سبيل المنضبطين ؟

    # قولك : " وكتب التصوف تتكلم عن الحب لله وعن التوكل والإخلاص والتوبة وتطهير النفس وتهذيبها فهذا هو المكان الطبيعي لمبحث توحيد الألوهية، ولكن فكرا يقوم على معاداة هذه الكلمة وأصحابها لا يتوقع منه أن يفرده بالبحث فكان مكانه مع مسائل الإيمان والتكفير، وحسبنا الله ونعم الوكيل ). هل من يقرأ كتاب الاستقامة لابن تيمية ومدارج السالكين لابن القيم الذي أخذ عليه كثرت اعتذاره لصاحب المتن ، هل يجد من يقرأ هذين الكتابين هذه المعاداة ؟
    # قولك : " ثم تسألني بعد ذلك عن دليل يؤكد هذا التقسيم( علم وعمل)، وكأن جهود العلماء واستدلالاتهم لبيان الظن والقطع ودليل العقيدة ودليل العبادة لا تصلح لذلك، وهل علم أصول الفقه الذي هو مفخرة المسلمين وأبدع في هذه التقسيمات، ووضع ضوابطها ليس حجة في ذلك،ولعلك تريد دليلا من أقوال السلف ومن القرآن والسنة، وهل قام هذا العلم إلا ليبين هذه الأدلة ويوضحها، فالأمر لا يحتاج لأدلة جزئية الأمر يحتاج إلى اتفاق على مرجعيات يثق بها المتحاوران وإلا كان كل طرف يغني على ليلاه ) .
    الجواب : إقرأ كتاب ( المسائل المشتركة بين أصول الفقه وأصول الدين ) للدكتور / محمد العروسي عبد القادر ، لترى هل كل من تكلم في أصول الفقه تكلم من منطلق أصولي أم تأثر بعقيدته الكلامية ؟ أما المرجعيات فما أسهل التنظير وما أصعب التجرد للتطبيق !
    # قولك (سؤالي لك هل القول بأن السلف قسموا التوحيد كما جاء عند ابن تيمية يدخل في القسم الأول من تعريفك للسلف، أم القسم الثاني، فإذا ما زلت مصرا على أنه من القسم الأول فأرجو أن تبحث لنا عن أدلة غير التي ذكرت، وإذا قلت بالثاني فيمكن أن نناقش أمرا اجتهاديا لابن تيمية ولكن بتجرد ولا نوالي به ولا نعادي كما قلت، نرى حسنات هذا التقسيم وسيئاته )
    الجواب : يدخل في القسمين ابتداء من ابن عباس ومجاه وقتادة والطبري ... الخ . أما الموالاة والمعادة فقد سبق جوابها أنا لا نوالي في ابن تيمية ولا نعادي فيه ولا نزعم عصمته .

    # قولك (ثم أريد منك أن تقرأ تعريفا مفصلا للمتكلمين عن الوحدانية لنرى أين هذا الخلل الذي يشيرون إليه، ولترى أن كل من سبق ابن تيمية من علماء المسلمين كانت عقيدتهم في التوحيد واضحة وسليمة ولم يعترض عليهم أحد هذه الاعتراضات التي صاغها ابن تيمية فصارت سلاحا في أيدي كثيرين لا يحسنون استعماله ) سبق بيان أني قرأت لهم وذكرت بعض تعريفاتهم للوحدانية ، والذي أرجوه منك أن تختار لي أفضل تعريف لهم تراه وبيان مرادهم بكل مفردة ، أما عقيدة المسلمين فنعم كانت واضحة وسليمة والاعتراضات التي كدرت ذلك الوضوح سبقت ابن تيمية وإن شئت بسطنا الأمثلة !!
    # قولك (وصارت هذه التقسيمات أصلا يوالون ويعادون به ، فهو أول مباحثهم وأشهرها، وهو جزء من مناهجهم ومن كتبهم التي توزع مجانا على أرباب العقيدة الفاسدة في بلاد المسلمين ) وأقول : لا زلت أطالبك بنص صريح على أن التقسيم جعلوه أصلا لا يجوز الجهل به وهنا تقول يوالون ويعادون عليه ؟ أثبت بنص كلامهم ؟ أو قل لم أجد ؟
    أما أول مباحثهم وأشهرها فيما فهو ما جعله الرسول أولا فقال : فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله وفي لفظ شهادة أن لا إله إلا الله ...الخ .

    # قولك (هل تغير شيئ من هذه المناهج بجهود بوش المجرم) في الرد السابق أمريكا والآن بوش ولا أدري من يكون ضيف ردك القادم ؟
    وأختم يا دكتور بأن توحيد الربوبية عند من يقول بالتقسيم له اعتباره وقيمته ومكانته ولا يفهم من قولهم بتوحيد الألوهية إلغاء توحيد الربوبية تماما – ولعلي أبسط ذلك في مقال قادم لأبين العلاقة بين النوعين .

    وختاما يا دكتور لا أعفيك من الطلب بأن تجيب على ردي السابق مسألة مسألة ثم تنتقلي لردي وهذا وتجيب بنفس الطريقة ، فما وافقتني فيه أشر إلى ذلك وما خالفتني فبين رأيك فيه ولا تهمل أي مسألة أو قول نقلته رجاءا .
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ... آمين .

  10. افتراضي الحجة على المدعي

    بداية سأتجاوز ملاحظاتك التي سيأتي الكلام عنها في موضعها، ولن أمررها هكذا لأن كل ملاحظة أبديتها وقعت فيها من حيث تدري أو لا تدري.
    أولا أنا أوردت كلام البخاري لأقول لك هو يفرق بين العلم والعمل فالأصل هو العلم وليس العمل، وقد عنون بابا بذلك، فهذا فهم لفقه الأبواب عنده، وأنت تعلم أن البخاري كان له مذهب في الأبواب التي عنون بها، وهو استدلال صحيح فيما أرى حتى نرى تصريحا له يخالف ذلك، فإن كان عندك غير ذلك فأرجو أن تتفضل به، إما فهما أو نقلا، فهذا جوابي وفهمي وأظن أنه يختلف عن أجوبتك التي تمن علي بها، فاقرأ جوابك عن سؤالي وقارن: " أما كلام الإمام أبي حنيفة فقلت : " ما ذكره أبو حنيفة في الفقه الأبسط، يدل على ما قلت لو أنه فصل وبين مراد كلامه، ولكن ليس في كلامه أي تفصيل، " وأقول( هذا كلامك) كلامه واضح لا يحتاج إلى تفصيل"

    أما نص الطبري الذي نقلتُه لك فلا أظن أنه يكفي لفصل المسألة، ولكن أوردته لنفس الغاية، وجزاك الله خيرا نقلت لي نصوصا أخرى سأتأملها معك وأجيب عنها لنرى إلى ماذا ستوصلنا:
    أولا: : " فإن الله إنما حاج بذلك قوما كانوا مقرين بأن الله خالقهم غير أنهم يشركون في عبادته عبادة الأصنام والأوثان فحاجهم تعالى ذكره،" أي أنهم أقروا بالله تعالى ، وأشركوا معه غيره بالعبادة وقد قلت لك ونقلت لك أن الإقرار لا يكفي في صحة الإيمان، وهو متفق عليه ولا داعي أن أفصل مرة أخرى.

    وقوله : " وأما معنى قوله لا إله إلا هو فإنه خبر من الله جل وعز أخبر عباده أن الألوهية خاصة به دون ما سواه من الآلهة والأنداد وأن العبادة لا تصلح ولا تجوز إلا له لانفراده بالربوبية " ( قلت: ( وهذا استدلال على الألوهية بالربوبية) لكني أرى أنه تأكيد للمعنى الذي أحتج له، وهو أن الذي تصلح له العبادة هو الله وحده، هل ترى أي مخالفة بين كلامي وظاهر كلامه، أما فهمك الذي علقت به، فيحتاج إلى تفصيل أكثر من كلامه، نعم ذكر في كلامه الربوبية والألوهية، وهاتان الكلمتان لا خلاف في ورودهما في القرآن والسنة وكلام العلماء( أعني الإله والرب) والتنازع في هذه النظرية التي اخترعها ابن تيمية، أو اجتهد فيها.
    وقوله : " واختلف أهل التأويل في معنى إسلام الكاره الإسلام وصفته فقال بعضهم : إسلامه إقراره بأن الله خالقه وربه وإن أشرك معه في العبادة غيره ، ذكر من قال ذلك ... " ( 3/ 334 ) وهذه إشارة لإمكان وقوع الشرك في الألوهية مع الإقرار بالربوبية .
    أخي علي: هل تفهم من هذا النص أن من أقر بالربوبية يسمى مسلما أو مؤمنا، فكلامه عن الحكم عليه في الدنيا ولكن لا يجوز أن نسميه مسلما حقيقة كي تستقر المعاملات في الدنيا، ولو فهمت النص خلاف ذلك لجاز لك أن تطلق على المنافق مسلما أيضا مع أن القرآن سماه منافقا( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) " المنافقون: 1 " وقال : ( ولكن المنافقين لا يعلمون) " المنافقون 8" ، فهل هناك فرق بين النفاق وبين الصورة التي ذكرتها.
    وقوله: ولا تجعلوا له في الربوبية والعبادة شريكا تعظمونه تعظيمكم إياه" ) فهذا ذكر لتوحيد العبادة بعد ذكر الربوبية. بل أقول لك هذا ذكر للعمل بعد الاعتقاد، فلا يجوز لكم أن تشركوا معه بالربوبية والألوهية أحدا.
    وقولك: " وانظر إلى الآثار التي نقلها عن السلف في تفسير آية سورة يوسف وهي كثيرة ختمها بقوله :" حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال ، قال سمعت بن زيد يقول : وما يؤمن أكثرهم بالله ... الآية ، قال ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله ويعرف أن الله ربه وأن الله خالقه ورازقه وهو يشرك به ألا ترى كيف قال إبراهيم ( أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) قد عرف أنهم يعبدون رب العالمين مع ما يعبدون . قال فليس أحد يشرك به إلا وهو مؤمن به . ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك ، إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ؟ المشركون كانوا يقولون هذا ، وغيرها من النصوص كثير ، ولا يستقيم معها قولك بالتشابه في الألفاظ دون الاتفاق في المعاني " انتهى كلامك: تأمل أن المستثنى منه وهو الرب يجب أن يكون هنا من جنس المستثنى منه أي أن الأرباب التي تعبدونها هي عدو لي إلا ربا واحدا وهو الله تعالى، مع أنهم على كلامك يعتقدون بالربوبية ويشركون بالألوهية، ولعلك تقول بأن الربوبية تستلزم الألوهية ، فأقول بل الربوبية متضمنة للألوهية، والرب هو الإله والإله هو الرب، وقد ورد ذلك بالقرآن بكثرة يصعب حصرها منها:
    - قال تعالى: ( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ) ، هنا استعمل الرب ، ولا أظن أن أحدا يقول بأنهم جعلوا الملائكة والنبيين خالقين مع الله تعالى. فالله تعالى سماهم أربابا لأن الرب هو الإله أي أنهم أشركوا معه غيره في الربوبية وفيما يستحقه من العبادة.
    - وقال: ( رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً) . وانظر إلى هذا الربط بين الاعتقاد والعمل، فهو الرب والإله للسموات والأرض لذلك وجبت عليك عبادته، وقال أيضا: " ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض )، فالله تعالى بكمال صفاته يستحق السجود والعبادة.
    وقال تعالى: ( أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )، فهل كان قوم يوسف لهم أرباب أم آلهة.

    ثم قارنت بين كلامي وكلام الطبري:
    1- تقول " معناها العلم بالله تعالى " ويقول الطبري : " فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية ويجوز لك وللخلق عبادته ، إلا الله .. " أي إعلم يا محمد أن العبادة لا تصلح إلا لله . أليس بين كلامكما فرق ؟؟ وأسألك أين الفرق فأول كلمة بدأ بها العلم، وما يترتب عن العلم هو ما يجب اعتقاده فأين الفرق، وكأنه يقول اعلم أنه لا معبود بحق إلا الله، ولو رجعت لكلامي في معنى لا إله إلا الله لوجدت ذلك صريحا.
    2- - الطبري هنا فرق بين الربوبية والألوهية ، وأكد ما قلته سابقا من أن الربوبية تستلزم الألوهية ، فاحتج بإقرارهم بالربوبية فقال : " إلا الله الذي هو خالق الخلق.
    أرجوك أرشدني إلى التفريق الذي ذكره في هذه الآية بين الربوبية والألوهية ، الآية تقول ( فاعلم أنه لا إله إلا الله" والطبري يتكلم عن الإله وصفاته التي يجب اعتقادها ويرتب على ذلك أن اعتقاد ذلك يوجب له العبادة، ثم هل ورد بالآية ما يؤيد هذا التفريق الذي تريد أن تنطق به كلمات الطبري، وهل ورد اسم الرب أصلا.
    - 3-" يدين له بالربوبية كل ما دونه " هل الطبري هنا يقصد الألوهية أم أن بينها هنا وبين الربوبية فرقا ؟
    أولا هذه العبارة على إطلاقها أنت لا تقر بها، لأنك سلمت معي بأن المشركين كان بعضهم لا يدين بالربوبية، فالطبري يقول أن إقرار الناس بالخلق حجة عليهم إن لم يعبدوا الله تعالى. لأن الرب الذي يستحق العبادة هو نفسه الذي خلق ورزق ويحيي ويميت.
    4- لا أريد أن أعود إلى كلام ابن بطة وأبي حنيفة إلا إذا تفضلت بتأكيد المعنى الذي اخترته من نصوصهما، ولا جديد في كلام البيهقي فكلنا نتكلم عن توحيد الله بالعبادة فهو أثر للإيمان بالله تعالى الواحد، ولو قال أحدهم يجب أن نصلي لله تعالى الواحد، ونتوجه في صلاتنا للرب الواحد الأحد هل نعد ذلك قسما في التوحيد، هذه ظاهرية وتقسيمات ليس مكانها في صفات الله تعالى.
    - ثم قلت: وهذا ابن عطية يفرق بين النوعين في تفسير سورة النحل فيقول :" ولكن الإشارة في هذه الآية إنما هي لجحدهم الربوبية وتشريكهم الأصنام في الألهية ..."
    فأنا أسألك أولا هل قرأت النص جيدا قبل أن تنقله ، فلو تأملته لا أظنك ستقبل بنقله لأنه يدل صراحة لقولي، فهل كانوا ينكرون الألوهية أم الربوبية، هو يقول الربوبية، فإما أن تصحح له، وتقول له بل القرآن أثبت أنهم يقرون بالربوبية، وإما أن تقول بأنهما بمعنى واحد، أرجو أن تجيب!! فأنا سأتهم النقل قبل الفهم. لعلها أعجبتك العبارة بجمعها الربوبية والألوهية بسطر واحد .

    - ".وفي تفسير سورة لقمان يقول: " لأنهم كانوا ينكرون الله ويشركون الأصنام في الألوهية " كيف يستقيم هذا النص مع قولك بأن المشركين كانوا يقرون بالربوبية. أنا لم أرجع إلى الأصل الذي نقلت منه، ولكن الخطأ واضح ولا يحتاج إلى تأمل كبير. لذلك كنت دوما أقول لك ليس كل عبارة ورد فيها هذان اللفظان معناها أن صاحبها يقول بهذه المعاني التي اجتهد ابن تيمية اجتهادا خاطئا فيها.

    - ونقلت عنه أيضا: " ويستدل على الألوهية بالربوبية في تفسير سورة يونس فيقول : " وقوله تعالى فذلكم الله ربكم الآية يقول فهذا الذي هذه صفاته ربكم الحق أي المستوجب للعبادة والألوهية "
    هذه عبارته: وأنا أقول بقوله ، فهذا الرب هو الذي يستحق للعبادة، والألوهية، فإذا كان يعني أن العبادة هي الألوهية فلماذا هذا العطف ؟ فهو الرب والإله الذي يستحق أن يفرد بالعبادة لكمال ألوهيته.

    - وكذلك قول البغوي يقول في تفسير سورة غافر : " لأن الأوثان لا تدعي الربوبية ولا تدعو إلى عبادتها" ففرّق بين دعوى الربوبية التي هي فعل الرب من الخلق والرزق ...الخ وبين دعوى الألوهية التي هي فعل العبد بصرف أي نوع من أنواع العبادة"
    كنت أود أن تنقل لنا الآية لنرى كيف يبن القرآن ضعف الآلهة عن دعوى الربوبية والألوهية وأنها أعجز من أن تدعو لذلك.

    - ثم نقلت عنه: ولئن سألتهم أي سألت قومك من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم وأقروا بأن الله خالقها وأقروا بعزه وعلمه ثم عبدوا غيره وأنكروا قدرته على البعث لفرط جهلهم وقلت: " هل الإقرار بالعزة والعلم داخل في الربوبية ؟ وهل أدخلهم في الإسلام.
    وأقول لك فهل ترى أن الربوبية تتجزأ، فهل كانوا يقرون بأنه قادر، فلماذا أنكروا البعث، فالربوبية لم تتحقق فيهم حتى تسميهم موحدين في الربوبية، ونفس الجواب أقوله لك بالنسبة لكلام السمعاني، هل إقرارهم كان بالربوبية أم أنهم أثبتوا الخلق وأنكروا البعث،:فقوله تعالى: ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )، هذا إقرار بألسنتهم ولكنهم كانوا يتوجهون إلى غير الله ، وإذا أرادوا أمرا كانوا يسألون آلهتهم، فهل هكذا شأن الذي يقر بالله ويوحده توحيد ربوبية، فإقرارهم كذبه فعلهم، فإقرارهم بالربوبية غير صحيح، وكيف يصح وهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره ، ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور ، ويؤكد ذلك ما جاء عن قوم هود حين خاطبوه: ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ). فقوم هود كانوا يقولون ذلك وهم يعتقدون أن الضر والنفع من الآلهة، فكيف اعترت الآلهة هودا بضر. واقرأ في سيرة من أسلم كيف حذرهم أقوامهم من ضر الآلهة وسوئها وأنها قد تصيبك بمكروه، فهل هؤلاء كانوا يعتقدون الضر والنفع من الله أم من الآلهة، جاء في سنن الدارمي في قصة إسلام ضمام: " .. أول ما تكلم أن قال بئست اللات والعزى قالوا مه يا ضمام اتق البرص واتق الجنون واتق الجذام قال ويلكم إنهما والله ما يضران ولا ينفعان إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا استنقذكم به مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.." أرجو التأمل في هذه الأدلة لترى أنهم كانوا غير موحدين لا في الربوبية ولا الألوهية. وأن كلامك الذي ذكرته بعد ذلك لا يستقيم مع هذا الفهم، قلت: (الآيات دلت على أن مشركي العرب يقرون بأن الله خلقهم ورزقهم ويملك سمعهم وأبصارهم ويخرج الحي من الميت والميت من الحي ويدبر الأمر وأنه العزيز العليم وله الأرض ومن فيها ورب السموات والعرش وبيده ملكوت كل شيء ويجير ولا يجار عليه وسخر الشمس والقمر وينزل المطر ويملك الضر والتفع ويخلصون الدعاء في الكرب لله ،" هل كانوا يؤمنون بالبعث هل كانوا يطلبون من الله هل كانوا يقرون بأنه المحيي المميت، هل كانوا يقرون بأن الضر والنفع من الله ؟ فهل تحتاج بعد ذلك لقول عالم يقول بأن إقرارهم كان بالظاهر بعد أن شهد ظاهرهم بالظاهر، فمن يعترف بأن الله هو الخالق المحيي المميت ينكر البعث، ومن يقر بأنه الضار النافع يطلب أبسط الأمور من غيره، فلا أظن أن ذلك يكون في الحيوانات العجماء فكيف بالإنسان العاقل.
    أما اعتراضك على استدلالي بعلماء الكلام فأصعب ما علي أنك تفهم أنهم شيء آخر غير علماء الأمة، وأنهم في واد والسلف في واد آخر، فوالله إني لأشفق على مسلم قرأ أي كتاب في الأصول وأسباب اختلاف العلماء ونشأة الفرق يقول بذلك، - ولا يعني ذلك التسليم لكل خلاف ولكل رأي ولكل متكلم- وليس هنا مكان ذلك لئلا يعتبر ذلك بعدا عن الموضوع، وإن كنت أرى أن هذه المسائل هي التي ينبغي أن تطرح ويتناقش بها أهل العلم والمهتمين بهذه المسائل، لا علي من هذا الآن فهذا فكر له ظروفه التاريخية التي نشأ فيها، ويعبر عن مرحلة انحطاط في الفكر الإسلامي ، فهذه العموميات والأحكام السطحية لا يمكن أن تزول بغير العلم، وإذا كانت عبارات ابن تيمية واستدلالاته تردد مع كل مسألة وهناك غفلة عن منهجه وجرأته في الفهم والاستدلال، أليس هذا عجزا في الفكر وتعبيرا عن ركود في الاجتهاد، فغيرنا فكر واجتهد في الفهم فلنرح أنفسنا، وأنا لم أبعد عن المسألة فهي خير دليل على هذا الكلام، وسأؤكد لك ذلك في مسألة أخرى سيأتي الكلام عنها.
    مشكلتك أنك تحاول أن تجد مستندا في كلام السابقين من علماء السلف لكلام ابن تيمية، لذلك أكثرت من العبارات التي نقلتها، وأنت تقر وتوافقه على أن توحيد الربوبية لا ينجي ولا فائدة منه إذا لم يكن معه ألوهية فلماذا هذا التقسيم، ألا يكفي أن نقول مع كل علماء الأمة – قبل ابن تيمية- هناك موحد وهناك مشرك، هناك مؤمن وهناك ملحد، هناك مسلم وهناك كافر، هل الأمر يحتاج لهذه القسمة، وأين عبارات السلف التي توافقها، ألا ترى أن ذلك فيه تكلفا شديدا، نقول كان موحدا في الربوبية ثم نقول ولكنه مشرك بالألوهية، أو نقول هو غير موحد على إطلاق الكلمة بل لا بد من قيد، هذا والله إلزام بما لا يلزم.
    - هل ترى في عبارات المتكلمين التي نقلتها ما يؤيد تلك التقسيمات أم أنها جاءت متفقة مع جانب الاعتقاد فحسب، ولو أكملت كلامهم وأدلتهم لا تضح ذلك، فالباقلاني في نفس التعريف يقول: " إنما نريد به أنه لا شبيه له ولا نظيلا، ونريد به أن ليس معه من يستحق الإلهية سواه، قال تعالى، ( إنما الله إله واحد) ومعناه لا إله إلا الله" ثم سرد أدلة الوحدانية وأشهرها دليل التمانع. وهنا لا أدري سبب إشارتك إلى هذا الدليل في موضع آخر، وكأنك تريد أن تقول شيئا ولم تقله، وإلا ما فائدة أن تذكر لي اسم رسالة دون أن تعلق.
    فالمتكلمون في تعريفهم وأدلتهم يريدون هذا المعنى، وانظر اعتراضك على كلام البغدادي فكأن المتكلمين قصروا الوحدانية ببعض متعلقاتها ، فهل الله تعالى عندهم هو صانع وخالق وقادر على الاختراع فحسب، أين الصفات الأخرى التي اختص بها الإله كالإحياء والإماتة مثلا، فهل ترى بعد ذلك أن المشركين كانوا موحدين ربوبية أم أنهم مشركون، وقد سبق ذلك منذ قليل. فهل هذا يعارض فهم السلف – وليس السلفية- للتوحيد وأين اللغة التي تعارضه.
    لا أريد أن نقف عند تعريف المتكلمين، فالمبحث في التوحيد عند ابن تيمية وموافقته للسلف أو مخالفتهم. فنحن هنا لا نناقش المتكلمين، وإذا أردت مناقشتهم فليكن بعد الانتهاء من رأي ابن تيمية.
    ثم إنك نقلت لي بعض النصوص في الموافقة بين المشركين والقبوريين، وليتك لم تفعل، أولا تقول لي اقرأ كلام الرازي وأبي بكر الطرطوشي وأبي شامة، وكأنك رجعت إلى هذه الكتب وقرأت ما فيها، وأنت تعلم وأنا أعلم أنك لم ترجع إلى واحد منها، فمن السهل أن تقتطع لي نصوصا من رسالة الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد إلى سليمان باشا والي الشام ، فما هذه الثقة بالنفس التي جعلتك واثقا بأن هذه النصوص هي الفصل في المسألة، وكنت أتمنى أن تقرأ تلك القياسات الفاسدة التي يذكرها للمساواة بين المتوسلين وبين المشركين وبين ذات الأنواط وبين الأشجار التي يتبارك بها، ولسألت نفسك أين تلك الأماكن التي ذكرها أبو شامة قال: "وفي مدينة دمشق، من ذلك مواضع متعددة، كعونية الحمى، خارج باب توما، والعمود المخلق داخل الباب الصغير، والشجرة الملعونة اليابسة، خارج باب النصر، في نفس قارعة الطريق، سهل الله قطعها واجتثاثها من أصلها، فما أشبهها بذات أنواط" ، هو يتكلم عن تاريخ ما عشته أنت ولا أنا، فأين هذه الأحكام من واقعنا، ومن الإيمان والإسلام، هل كلمة الشرك أصبحت تنطبق على ملايين المسلمين الذين تسمع عنهم وأعرفهم من الذين توسلوا بالله تعالى وبنبيه وبالصالحين، وأنا أقول بالملايين وهم يزيدون من حيث العدد على كل من يتهمهم بالشرك، وأكثرهم يثقون بالله تعالى ويؤمنون به أكثر مني ومنك، فإيمانهم راسخ ولا يحتاجون لهذه التقسيمات ولا لأدلة علماء العقيدة، ولكن يبدو أن هناك من يظن أن العقيدة الصحيحة في أهل هذه التقسيمات، وغيرهم على ضلالة ويحتاجون لمجدد مثل محمد بن عبد الوهاب، حتى يرجعهم إلى العقيدة السليمة إما بالحجة أو بالسيف!!
    ثم تقول لي كان ابن تيمية وتلاميذه أبعد الناس عن تكفير معينين، فمن إذا اخترع هذه الموجة من التكفير، أليس على أساس هذه التقسيمات يمكن أن نقيم الحجة على ملايين الناس أنهم مشركون في الألوهية، ومالذي يمنع أن نطلق عليهم القبوريين ونشبههم بالمشركين ثم ندخلهم جهنم وبئس المصير.
    يا أخي كان ابن تيمية عالما ومجتهدا ولو أنه أخطأ في بعض الاجتهادات إلا أنه يستطيع أن يجد مخرجا وحجة كي يبتعد عن التكفير أما أتباعه فهم أعجز من ذلك، أكثرهم درس العلم من الكتب ولم يقرأ على الشيوخ والعلماء، وبعضهم شرب من مياه النيل والفرات ولكن بترول الخليج كان يروي أكثر( أضف كلمة الخليج للقائمة عندك فعندك غرام بذلك).
    تسألني عن معنى توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات عند السلف، فأنا كل كلامي مبني على أن هذه التقسيمات مبتدعة ولم تعرف عند السلف، فكيف أجيبك؟
    ما زلت تطالبني بنص صريح على أن هذه التقسيمات هي أصل، وأنا بنيت على ذلك عدة أسئلة لم تكلف نفسك بالإجابة عنها ، ولو أجبت عليها لأجبت نفسك، وأزيد على ذلك أن محمد بن عبد الوهاب كان يعترض على المتكلمين الذين قالوا بأن أول واجب هو النظر، وقال هو التوحيد، فأرجو أن توضح لي معنى التوحيد عنده هل يقول بالربوبية أم بالربوبية والألوهية والصفات معا، فالواجب هو أصل أم لا، لا يحضرني اسم الرسالة الآن ولو توقف الأمر عليها، وثقت لك ذلك. ثم أقول لك اعتبر أن هذا الكلام لم أذكره فأنا أريد نصا يقول بأن هذه التقسيمات ليست أصلا ويمكن أن نصطلح على غيرها، اعتبرني عجزت عن إيجاد نص بدعواي فمن باب الإلزام افعل ذلك.
    لقد زعمت أن مؤلفات كثيرة ألفت في بيان تناقض المتكلمين، أولا هل ذلك وقع في هذه المسألة، لو اطلعت على شيء في ذلك أرجو أن تصحح معلوماتي، ثانيا: من المؤلف لعله مثل الدكتور الذي نقلت منه ، فهل يمكن لهؤلاء أن يتكلموا في تناقضات الغزالي والباقلاني والرازي والجويني؟؟ سؤال يحير.
    ثم هل تريد لأحكام الردة والكفر أن تدخل في القضايا الاعتقادية، اسمها أحكام فكيف تدخل في مسائل العقيدة وكتبها، المتكلمون تكلموا على المكفرات من خلال بيان الصفات الواجبة لله تعالى والمستحيلة وماذا نثبت وعن أي شيء ننزه، ثم يأتي دور الفقيه في الحكم والتكفير. أما أحكام الصلاة والجهاد والحج والمسح على الخفين، فلا أعلم أن هناك أبوابا بذلك، نعم كانت تعرض هذه عرضا وليست أصلا ، ولا أدري هل قرأت بابا في العقيدة باب الجهاد من العقيدة، أو الصلاة أو غير ذلك، عرض المتكلمون لمبحث الإمامة وهم يصرحون ونصوصهم واضحة بأنه ليس من أصول العقيدة وإنما ذكروه ردا على بعض المبتدعة، ولكن يبدو لي أنك تظن أن كتب السنة هي كتب العقيدة فكتاب الشريعة للآجري والإيمان لابن منده وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي هي كتب العقيدة عندك مع أنها اشتملت على موضوعات الشريعة بجملتها من عبادات وأخلاق وعقائد، فهذه ليست كتب عقيدة وإن كانت العقيدة من موضوعاتها. وهذه طريقة متقدمة حتى إن ابن تيمية نفسه لم يسلكها، وهي توافق زمن الرواية ونقل الأحاديث والآثار.
    وأظن أنني أتيت على كل أسئلتك، وإن كنت ترى أن هناك سؤالا محرجا لم أجبك عنه، فتكرم بالتأكيد عليه خاصة، أما أن تحيلني على ما كتبت وما كتب غيرك فهذا أمر ليس منطقيا، لذلك سأسمح لنفسي بإبداء بعض الملاحظات ، فالأجوبة انتهت وأريد أن أختم ببعض الأسطر:
    - أولا: أنا لست محللا لغويا ، وليس كلامك متنا يحتاج لشرح ، فكل ما كتبت شيئا تسألني لماذا لا تجيب على كل ما كتبت ؟؟؟ أتريد مني أن أضع كل كلمة وكل عبارة وأحللها وأجيب عنها، أنت لم تفعل ذلك مع كلامي، هناك مسائل أصلية نختلف فيها، أين المسألة الأصلية التي لم أجبك عنها، وأين القضية الأساسية التي تحتاج للتعليق حتى أعلق عليها، ولكن يبدو أنك تجيد إسداء النصائح، ولكن ألا تبدأ بنفسك. ولا أرد على إشارات التعجب عندك واستفهامات: " يا دكتور كل استفهام أو سؤال ذكرته في ردي الأول بين لي الحق فيه" " " لماذا ؟؟ فلا بد من الفصل بين العبادة وبين التوحيد وبين الإيمان والعمل ... وأين النصوص التي فصلت وما ضابط هذا الفصل ؟ هذه الأسئلة والاستفهامات تحتاج لرسالة علمية، فيمكنك أن تنصحهم بهذه المسائل أما أن أجيب عنها في هذا المنتدى فأظن الأمر أكبر من ذلك.

    ثانيا: ما أعلمه أنني أناقش أخا لا أعرف عنه إلا اسمه علي أبو عبد الله، فأنا أعرفك وأناقشك أنت ، ولا أناقش دكتور فلان وعلان، إذا كنتُ معترضا على كل كلامهم تقول لي ارجع إلى كلامهم. ولا أرى أي حرج أن تنقل منهم فكرة أنت تقتنع بها ثم تدافع عنها، فهل تريدني أن أقرأ كل ما ذكره الدكتور الرضواني ومن بعده الدكتور الذي نقلت عنه، ثم أنا قشك، فنصوصهم أمامي وأستطيع أن أناقشها، ثم اسمح لي بكلمة وأرجو أن لا تكون قاسية أنا أختلف مع كل فكر ينقل صاحبه أكثر مما يكتب، فأنا أريد كلامك وتعليقك أنت ولا أريد تعليق الدكتور، وأريد أن تنقل لي عبارة أنت تقتنع بها وتستدل لها. ولا يغرنك كثرة النقل فأنت تعلم بأن المجسمة كانوا أكثر استدلالا بالآيات والأحاديث من كثيرين من أهل السنة , وأن الخوارج كذلك وأن الكرامية لهم أدلة صحيحة من السنة، فهل يعني ذلك أنهم أقرب إلى الصحة من أهل السنة، فليس كل استدلال يصح من جهة النظر والفهم.
    ثالثا: اقرأ هذه العبارات: " لا أدري هل تسمى هذه مزايدة أم لا ؟ وأقول لا أدري من يحسن المزايدة !!!، فهذه العبارات وردت في كلامك من أربع إلى خمس مرات، مع أنك أحلتني على عدة رسائل علمية ولم تنقل منها شيئا ولم أستعملها، ونقلت نصوصا كثيرة من غيرك توهمني أنك اطلعت عليها ولم أستعملها معك.
    رابعا: أعتذر للتأخير بسبب سفري أولا وبسبب انشغالي بعزاء صديق ثانيا.
    اللهم اكتبنا عندك من المقبولين، والسلام عليكم ورحمة الله.

  11. افتراضي الحيدة تقطع المناظرة

    أولا عودا حميدا وثانيا أحسن الله عزائك وعزاء صديقك الكريم وغفر الله لميته وإنا لله وإنا إليه راجعون .
    وبعد ... يا دكتور كنت سأشترط هنا أن لا أرد حتى تجيب على جميع ما طلبته مسألة مسألة ولكن أنا على وشك سفر قريب ولمدة غير قليلة كما ذكرت لك فيما سبق ، وقد تمنيت أن نصل إلى تقرير لبعض الأمور ولكن يبدو أنك بإصرارك وحيدتك التي تجيدها ولا تجيب ستطيل الحوار وقد يتحول إلى جدل لا يفيد .
    يا دكتور ... لا أدري هل طبقت هذه الانتقائية وتعاملت مع الكتب التسعة في رسالتك للدكتوراه بهذا الأسلوب ؟ والله لا أتمنى لك ذلك .
    يا دكتور ... استمعت للقاء مع أستاذك د / علي جمعة والذي تفخر بتدريسه لك وهو يتحدث عن طلاب ابن باز وابن عثيمين وأنهم يتعالمون في أسبوعين بينما العلماء يطلبون العلم عشرات السنين ثم يعلمون الناس، وكان حديثه بأسلوب ساخر وأصوات الضحك تعلو من حوله بسبب كلماته وبعد ذلك عرفت لماذا تستخدم بعض العبارات !!!

    يا دكتور ... أبسط المسألة قليلا : ليس ابن تيمية أول من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وإنما علماء الكلام وهم مجتهدون في ذلك يصيبون ويخطئون – ولا أظنك تزعم أن تقسيمهم مأخوذ ممن سبقهم من السلف لا لفظا ولا معنى – ولا أعلم أحدا منهم قال بذلك ، ثم أتى بعدهم عالم مثلهم من علماء الإسلام وهو ابن تيمية فقال لهم تقسيمكم هذا لا يفي بمفهوم التوحيد عند السلف وإن كان لابد من التقسيم فمفهوم التوحيد عند السلف ينقسم إلى ثلاثة الربوبية والألوهية والأسماء والصفات فتنصيصه على هذه الأقسام جاء للرد كما ذكر عبد الرحمن عبد الخالق الذي استشهدت بكلامه ولم يأتي ابتداء كما زعمت .
    فإن كان التقسيم باطلا لأجل التقسيم فذلك يشمل الطرفين ، وإن كان لأجل المفهوم فلا يصح أن تحاكم كل منهما إلى مفهوم الأخر ، بل تحاكم مفهوم كل منهما إلى نصوص الكتاب والسنة وأقوال السلف وتنظر هل يستقم تقسيمه أم لا ؟
    وحين ذكرت لك جملة من أقوال من سبق ابن تيمية من السلف في التفريق بين الربوبية والألوهية لم تتعامل معها بمفهوم ابن تيمية لهذين المصطلحين لترى هل يستقيم تقسيمه مع أقوالهم أم لا ، بل تعاملت مع النقول بمفهوم المتكلمين ولا أدري من علمك هذه المنهجية ؟ فبدلا من أن تقول مع كل نقل نفسر لفظ الربوبية هنا بمراد ابن تيمية وكذا لفظ الألوهية ثم ننظر هل يتفق معهم أم يختلف ؟ أخذت تقول لا أفهم من هذا النقل أو القول إلا كذا وتفسره تعسفا بمفهوم المتكلمين ، أتمنى أن تكون رسالتك خالية من هذه الطريقة !! وهي محاكمة الشخص إلى قول مخالفيه ومفاهيمهم التي يرى خطأها سواء كان محقا أو مخطئا .

    يا دكتور... طلبت مني أن أخلع نظارة ابن تيمية ، والنظارة أمرها هين !! لكن ما تقول فيمن أشرب الكلام حتى النخاع ولم ولن يستطع أن يتقيأه !!فالقول قولهم والمذهب مذهبهم ولا حق إلا عندهم ثم برمي من خالفه بهذا ولا يستطيع أن يتخلى عن مفهومهم ولو في نص أو نقل واحد فقط ، فيا لله العجب !!!

    يا دكتور ...كررت لك مرارا أن هناك فرق بين أقر بتوحيد كذا وبين لفظة موحد ومع ذلك تصر وتكابر عليها مع أنك لم تستطع الإتيان بنص لهم في استخدام اللفظة الثانية فهل هذا أسلوب علمي للنقاش ؟؟؟
    وكذا العلاقة بين الربوبية والألوهية إذا وردت في النصوص الشرعية مجتمعة أو مفترقة ...الخ .
    كل هذا وغيره مما قررته لك في الردود السابقة تصر عليه وتحيد عن الجواب عليه وما ذاك إلا لأنك عاجز فعلا عن الجواب عنه .

    يا د؟؟؟ ... نقاشنا هنا عن تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية هل هو مخالف لمذهب السلف أو موافق له ؟ وذلك بمحاكمة هذا التقسيم إلى أقوال السلف السابقين لابن تيمية ، فحاكم تقسيمه هو بمفهومه هو إلى نصوص من سبقه ولا تحاكم تقسيمه بمفهوم غيره الذي لا تستطيع أن تتخلى عنه ولو من باب التنزل مع المخالف ؟

    يا د؟؟؟ حيدتك عن الجواب عن بعض ما أوردته عليك في الردود السابقة ، مع إصراري على الجواب عن كل مسألة لا أفسره إلا أنه عجز عن الجواب وسقوط أمام الحجة ولا مخلص منه إلا بما فعلته من الانتقائية والحيدة عن الجواب !!!

    أما ردك الأخير فسأجيب عنه مسألة مسألة كسائر ردودي ولن أحيد أو أنتقي فأقول :
    # سألتك عن توثيق تفسير لا إله إلا الله بالعلم فقط ، وهل كلام البخاري هنا تفسير لها بالعلم فقط فحصت كما تحوص ؟؟؟ وحدت عن الجواب بكلام لا يعدو المزايدة والتهريج فقلت (هل كلام البخاري يحتاج لشرح، عندما قال باب العلم قبل العمل، وهل البخاري لم يعد حجة حتى تحتاج للتوثيق، فعجبي أن رجلا سلفيا يطلب التوثيق بعد كلام البخاري ) فأعدت لك السؤال مرة أخرى ( هل في كلام البخاري ما يدل على قصر معناها على العلم فقط أم ورود العلم في كلامه يكفي ؟ ) فحدت عن الجواب مرة ثالثة كعادتك وقلت (أولا أنا أوردت كلام البخاري لأقول لك هو يفرق بين العلم والعمل فالأصل هو العلم وليس العمل، وقد عنون بابا بذلك، فهذا فهم لفقه الأبواب عنده، وأنت تعلم أن البخاري كان له مذهب في الأبواب التي عنون بها، وهو استدلال صحيح فيما أرى حتى نرى تصريحا له يخالف ذلك، فإن كان عندك غير ذلك فأرجو أن تتفضل به، إما فهما أو نقلا، فهذا جوابي وفهمي وأظن أنه يختلف عن أجوبتك التي تمن علي بها ) .
    وأنا لم أسألك عن هذا ولم أناقش فيه ولا في فقه تراجم أبواب البخاري ولكنها الحيدة والعجز عن الجواب وهذا نص البخاري ( باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى فاعلم أنه لا إله إلا الله فبدأ بالعلم وأن العلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا العلم من أخذه أخذ بحظ وافر ومن سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة وقال جل ذكره إنما يخشى الله من عباده العلماء وقال وما يعقلها إلا العالمون وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير وقال هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال النبي صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه وإنما العلم بالتعلم وقال أبو ذر لو وضعتم الصمصامة على هذه وأشار إلى قفاه ثم ظننت أني أنفذ كلمة سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن تجيزوا علي لأنفذتها وقال بن عباس كونوا ربانيين حلماء فقهاء ويقال الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ) .
    فهل في هذا الكلام حديث عن معنى لا إله إلا الله ؟ أم أن مجرد ورودها في النص تجعله دليلا ولو لم تسق لذلك أليس الحديث هنا عن العلم والعلماء عموما!! والعجيب أنك ترد على حجج غيرك بأنها تشابه في الألفاظ دون المعنى لأنك أشربت معناً واحد لا تفهم غيره ، ولو كنت تحسن الاستدلال لبحثت عن الموضع الذي تحدث فيه البخاري عن التوحيد الذي دعا إليه الرسول أمته ، قال البخاري ( كتاب التوحيد ، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى ، حدثنا أبو عاصم حدثنا زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن ... الخ )
    وأيضا ما استنبطته من كلام البخاري في التفريق بين العلم والعمل من الآية لم يصرح به وإنما ساق الآية لبيان فضل العلم وأهميته ولكنك احتججت بفقه الأبواب عنده فكيف تجمع بين استنباطك وتصريح البخاري في باب آخر بقوله ( باب من قال إن الإيمان هو العمل لقول الله تعالى... ) ويا ترى هل لهذا الباب فقه عندك ؟

    # أما تعليقاتك على كلام الطبري فلم تخلو من التناقض ، تقول ( وقد قلت لك ونقلت لك أن الإقرار لا يكفي في صحة الإيمان، وهو متفق عليه ولا داعي أن أفصل مرة أخرى ) سميته هنا إقرارا ولكنك تقول في موضع آخر أنه في الظاهر فقط !! فمن يتفق معك من العلماء على أنه في الظاهر فقط ؟ وهل إخلاصهم الدعاء حال الضر يدل على أن إقرارهم في الظاهر فقط مع أنه ورد في الآثار أنهم يلقون أصنامهم في البحر في تلك الساعة ، فكيف يفعلون كل هذا مع أن إقراراهم _ على حد زعمك – في الظاهر فقط ؟ هل يمكن أن يسوقهم إقرارهم الظاهري فقط الذي ليس في قلوبهم منه شيئ إلى حال في الدعاء يصفها الله تعالى بالإخلاص ( دعوا الله مخلصين له الدين ) ؟ أتمنى أن توفق للجواب الحق في حقيقة هذا الإقرار !!
    الذي أعلمه من أقوال أهل العلم التي اطلعت عليها أن إقرار المشركين - الذي ذكره الله عنهم في القرآن من أنه الخالق الرازق مدبر الأمور .... الخ – إقرار حقيقي . وهذا القدر من الإقرار اصطلح من قسم التوحيد إلى ربوبية وإلاهية على تسميته توحيد الربوبية . فهل نزاعك معهم في المصطلح أو في حقيقة إقرار المشركين بما ذكره الله عنهم ؟ إن كان في المصطلح فلا مشاحة في الاصطلاح – كما تعلم – خاصة وأنه مصطلح وفق هذا المفهوم – لا مفهومك – يتفق مع النقول التي وردت عن السلف في التفريق بينهما كما في الردود السابقة ، وإن كان في حقيقة الإقرار فقد سبقت الأسئلة التي تعارض قولك .
    أما حيدتك في الجواب عن نص الطبري بحكاية الاتفاق على عدم كفاية هذا الإقرار في صحة الإيمان فهذا مما يدل على أنك مجادل تحب المراء ولا تريد أن تصل إلى نتيجة ، فقد سبق في الردود السابقة مرارا أن من سمى هذا الإقرار توحيد ربوبية لم يقل أنه ينفع أو يكفي فلماذا تحيد عن الجواب إلى ذكر هذه الأمور التي لا تلزم مخالفك بشئ لكونه يقول بها قبلك .

    # مما ورد في النقول التي نقلتها عن السلف أن الربوبية تستلزم الألوهية وعباراتهم التي نقلتها صريحة في هذا لا تحتمل التأويل ولكنك كابرت وقلت في ردود سابقة وفي هذا الرد أيضا أن الربوبية تتضمن الألوهية وهنا قلت أيضا أنها ترد بعدها لتأكيد المعنى وأنها ذكر للعمل بعد الاعتقاد ومع مخالفة أقوالك هذه لظاهر كلام السلف ودلالة أساليب اللغة إلا أنك لم تصمد كثيرا فقلت ( والطبري يتكلم عن الإله وصفاته التي يجب اعتقادها ويرتب على ذلك أن اعتقاد ذلك يوجب له العبادة ) فلو كانت الربوبية – الواردة في كلام السلف لا في فهمك- تتضمن الألوهية لما استقام تفسيرهم للآيات الذي يقررون فيه احتجاجه تعالى على المشركين بما أقروا به من أفعال الرب على وجوب إفراده بالعبودية والإلهية ، وأضنك تفرق بين أنواع الدلالات !!

    # تقول (نعم ذكر في كلامه الربوبية والألوهية، وهاتان الكلمتان لا خلاف في ورودهما في القرآن والسنة وكلام العلماء( أعني الإله والرب) والتنازع في هذه النظرية التي اخترعها ابن تيمية، أو اجتهد فيها ) .
    وأقول يا د؟؟؟ ... طلبت منك مرارا أن تقرأ ثم تناقش مسألة مسألة ولو فعلت ذلك لوجدت الجواب عن كلامك هذا ولكنك تجيد الحيدة والانتقائية لذلك تورد أمورا ليست حجة على المخالف لكونه يقر بها أو أجاب عنها ولم تقرأ أو تفهم جوابه . فقد بينت هذا في رد سابق فقلت لك :
    ( 2/ ألفاظ الألوهية والربوبية ترد في النصوص القرآنية على معاني:
    - ترد الألوهية والربوبية غير داخلة فيها كقول بني اسرائيل " يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة .." وقوله " أفرأيت من اتخذ الهه هواه ..." .
    - ترد الربوبية والألوهية غير داخلة فيها كقول ابليس فيما حكاه الله عنه " قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون "
    -ترد الربوبية بمعنى بعض أنواع الألوهية كقوله : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله " لا يدخل في معنى الرب هنا الخالق وهذا واضح من السياق .
    إلى آخر كلامهم في المسألة ولعلي أبسطه في وقت آخر .)
    وفي نقل الدكتور عبد العزيز ما نصه ( اعلم أن الربوبية والألوهية يجتمعان، ويفترقان كما في قوله: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) (4)، وكما يقال رب العالمين وإله المرسلين، وعند الإفراد يجتمعان كما في قول القائل: من ربك، مثاله الفقير والمسكين نوعان في قوله:
    (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)(4)، ونوع واحد في قوله صلى الله عليه وسلم: (افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم)(5)، إذا ثبت هذا فقول الملكين للرجل في القبر: من ربك ؟ معناه من إلهك، لأن الربوبية التي أقر بها المشركون ما يمتحن أحد بها وكذلك قوله: (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله)(6) وقوله: (قل أغير الله أبغي رباً) (7) وقوله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) (8) فالربوبية في هذا هي الألوهية ليست قسيمة لها، كما تكون قسيمة لها عند الاقتران فينبغي التفطن لهذه المسألة ) فنحن نعلم أن هاتين الكلمتين وردتا وبين العلماء أن معناه يختلف بحسب السياق كما في النقلين السابقين .
    ومما سبق أيضا ( أما نعقل أن لفظ توحيد الربوبية، ولفظ توحيد الألوهية كلاهما مركبان إضافيان، والمضاف في كليهما كلي، وهذا غني عن البيان، وكذلك المضاف إليه في كليهما، فإن الربوبية والألوهية منتزعان من الرب والإله، وهم كليان. أما الرب فلأن معناه المالك والسيد والمتصرف للإصلاح والمصلح والمدبر، والمربي، والجابر، والقائم والمعبود، وكل واحد مما ذكر معنى كلي.
    وأما الإله فلأن معناه المعبود بحق أو باطل، وهو معنى كلي، فالمنتزع منهما أيضاً يكون معنى كلياً، فتوحيد الربوبية اعتقاد أن الرب واحد سواء كان ذلك الرب عين الإله أو غيره، وتوحيد الألوهية اعتقاد أن الإله واحد سواء كان ذلك الإله عين الرب أو غيره.
    وإذا تقرر هذا فنقول: يمكن أن يوجد في مادة توحيد الربوبية ولا يوجد توحيد الألوهية لمن يعتقد أن الرب واحد، ولا يعتقد أن الإله واحد، بل يعبد آلهة كثيرة. ويمكن أن يوجد في مادة توحيد الألوهية ولا يوجد توحيد الربوبية لمن يعتقد أن المستحق للعبادة واحد، ولا يعتقد وحدانية الرب، بل يقول أن الأرباب كثيرة متفرقة، ويمكن أن يجتمعا في مادة واحدة كمن يعتقد أن الرب والإله واحد، فثبت أن مفهوم توحيد الربوبية مغاير لمفهوم توحيد الألوهية. نعم توحيد الربوبية من حيث أن الرب مصداقه إنما هو تعالى لا غير يستلزم توحيد الألوهية من حيث أن الإله مصداقه إنما هو الله تعالى لا غير، لكن هاتين الحيثيتين زائدتان على نفس مفهومي التوحيدين، ثابتان بالبرهان العقلي والنقلي)
    ورتب بعضهم الفروق فقال :
    البرهان الأول: فرّقت كتب اللغة والتفسير بين معنى كلمة الإله، وبين معنى كلمة الرب، فإله بمعنى المعبود، والرب بمعنى المالك للشيء وصاحبه.
    البرهان الثاني: قال تعالى: (قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس) (4) ذكر الرب ثم المالك ثم الإله، فلو كان الرب والإله شيئاً واحداً. لكان في الآية تكرار ينبو بها عن حدّ البلاغة.
    البرهان الثالث: باتفاق أهل اللغة أن إلهاً بمعنى مألوه ككتاب أي مكتوب، وأن رباً بمعنى راب أي اسم فاعل، لأنه يقال رب الناس أي ملكهم، فلا يصح تفسير اسم الفاعل باسم المفعول.
    البرهان الرابع: أخبر القرآن أن الكفّار كان يسمون أصنامهم آلهة قالوا: (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك)(5) ولم يخبر في آية أنهم قالوا لها أرباباً، فلو كان لا فرق بين اللفظين لسموها أرباباً كما سموها آلهة.
    البرهان الخامس: الذي يحقن دم المشرك أن ينطلق بكلمة الإخلاص على – ألا يأتي بما ينقضها – وهذه الكلمة التي تحقن الدم هي لا إله إلا الله باتفاق المسلمين. ولا يعصمه أن يقول لا خالق إلا الله بإجماع المذاهب، ولو كان معنى الإله والرب واحداً لما عصم دمه أحد اللفظين دون الآخر (
    أما نظرية ابن تيمية كما تسميها فأسألك يا د؟؟؟ ... النظرية في أي علم من العلوم إذا أراد أحد أن يتأكد من صحتها هل يطبقها وفق معايير ومفهوم واضع النظرية ليتأكد من صحتها ؟ أم يضع لها مفاهيم ومعايير لا يقول بها واضع النظرية أو يقول بفسادها ثم يحاكم النظرية إليها ؟ وهل طبقت نظرية ابن تيمية وفق مفهومه ومعاييره ؟ - أتمنى أن تستطيع تقيء مفاهيم المتكلمين لتختبر نظرية ابن تيمية _ .

    # علقت على ما نقلته من تفسير الطبري حول إسلام الكاره بقولك (أخي علي: هل تفهم من هذا النص أن من أقر بالربوبية يسمى مسلما أو مؤمنا، فكلامه عن الحكم عليه في الدنيا ولكن لا يجوز أن نسميه مسلما حقيقة كي تستقر المعاملات في الدنيا، ولو فهمت النص خلاف ذلك لجاز لك أن تطلق على المنافق مسلما أيضا مع أن القرآن سماه منافقا( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) " المنافقون: 1 " وقال : ( ولكن المنافقين لا يعلمون) " المنافقون 8" ، فهل هناك فرق بين النفاق وبين الصورة التي ذكرتها)
    وهذا يا د؟؟؟... يدل على أنك لم ترجع لتفسير الطبري !! يا د ؟؟؟ ... أنت تتعاظم أن يقال أن المشركين مقرين بتوحيد الربوبية وشركهم في الألوهية ونقل الطبري عن أئمة التفسير كمجاهد وأبي العالية تفسيرهم للمسلم كرها بأنه من أقر بالخالق والرب وأشرك في العبادة .
    ومع هذا لم يقل من قال أقروا بالربوبية أن إقرارهم ينفعهم ، ولا من قال أسلموا كرها أن إسلامهم هذا ينفعهم ، فكيف تسألني هل أسميه مسلما ...؟ ولكن سؤالك دلالة على عدم فهمك أو فهمت وأردت أن تشوش على نص الطبري بهذه الأسئلة المبنية فهم عندك لا تستطيع أن تتخلص منه وأنت تقرأ نصوص المتقدمين .
    بعبارة أخرى إذا وسع هؤلاء الأئمة تفسير المسلم كرها بأنه من أقر بالخالق وأشِرك في العبادة ولم ينكر عليهم العلماء ذلك فلم تنكر عبارة أن الشرك يقع في الألوهية مع الإقرار بالربوبية – وفق مفهومه للربوبية لا مفهومك - .
    - انتبه لفظة المسلم هنا قد توهم على البعض الذين يفسرونها وفق مفهوم يخالف مراد هؤلاء المفسرين بها كما حدث لك يا د؟؟؟ ... مما جعلك تسأل أسألتك السابقة عن الإسلام الحقيقي والنفاق - مع أنهم لم يقولوا أن إسلام هؤلاء كرها ينفعهم – ولكنك تبني على مفاهيم لديك أشربتها ولا تتعامل مع الاصطلاحات وفق ما أراده منها أصحابها !!

    # ما ذكرته من الآيات التي تقول بأنه يصعب حصرها وأنها تدل على أن الربوبية تتضمن الألوهية وأن الرب هو الإله والإله هو الرب أجاب عنها القائلون بالتقسيم وقد ذكرتها في ردود سابقة ولكنك حدت عن الجواب عنها ولم تتعرض لها والظاهر أنه لعجزك ، فإذا كنت جادا في الحوار فأجب عن كلامهم السابق وبراهينهم واحدا تلو الآخر ثم بعد الجواب عليهم أورد عليهم هذه الآيات وبين هل جوابهم السابق عنها صحيح أم لا ؟

    # ثم انتقلت إلى المقارنة التي أجريتها بين كلامك وكلام الطبري :
    - تقول (وأسألك أين الفرق فأول كلمة بدأ بها العلم ) ترد على من احتج بكلام الطبري في التقسيم بأنه تشابه في الألفاظ فقط وتحتج هنا على تفسير لا إله إلا الله بالعلم بأن أول كلمة بدأ بها الطبري هي العلم !!
    ثم قلت (وكأنه يقول اعلم أنه لا معبود بحق إلا الله، ولو رجعت لكلامي في معنى لا إله إلا الله لوجدت ذلك صريحا ) لم هذا التدليس يا د؟؟؟ ... أنت لم تستشهد بكلام الطبري على تفسيرك لا إله إلا الله بأنه لا معبود بحق إلا الله ، وإنما حين فسرتها بالعلم فقط في التعريف الأخير استشهدت بكلام البخاري وبعد الرد عليه أوردت كلام الطبري على نفس التعريف والدليل أنك قبل قليل قلت أول كلمة بدأ بها العلم !!! أما التعاريف الأخرى فلم نناقشها يا د؟؟؟ ... فلماذا التدليس أم هي حيدة أخرى حين عجزت عن الجواب .
    - تقول (أرجوك أرشدني إلى التفريق الذي ذكره في هذه الآية بين الربوبية والألوهية ... وهل ورد اسم الرب أصلا ) أسلوب جديد من الحيدة وهو تغيير موضوع المقارنة ، يا د؟؟؟ ... أنا لم أقارن بين كلامك وما ورد في الآية أنا أقارن بين كلامك وكلام الطبري الذي استشهدت به فما هذا الأسلوب الرخيص من التغابي وعدم الجواب !!! وهذا نص الطبري (فاعلم يا محمد أنه لا معبود تنبغي أو تصلح له الألوهية ويجوز لك وللخلق عبادته ، إلا الله الذي هو خالق الخلق ، ومالك كل شيء ، يدين له بالربوبية كل ما دونه ) فهل وجدت لفظي الربوبية والألوهية في كلامه ؟
    - قلت لك في المقارنة يقول الطبري( يدين له بالربوبية كل ما دونه " هل الطبري هنا يقصد الألوهية أم أن بينها هنا وبين الربوبية فرقا ؟ ) وهو سؤال محدد وواضح يا د؟؟؟ ... وحدت كعادتك عن الإجابة لأنها ستفصل النزاع وتبين أن التفريق بينهما قبل ابن تيمية ، فلماذا كل هذه المكابرة ؟ ورغم حيدتك قلت (فالطبري يقول أن إقرار الناس بالخلق حجة عليهم إن لم يعبدوا الله تعالى ) كيف يحتج عليهم بإقرار ظاهري أم أنه حقيقي ؟
    # تعليقك على النصوص التي نقلتها عن السلف وحرت كيف تجيب عليها :
    - تقول (لا أريد أن أعود إلى كلام ابن بطة وأبي حنيفة إلا إذا تفضلت بتأكيد المعنى الذي اخترته من نصوصهما ) يا د؟؟؟ ... السؤال لم تجب عليه إلى الآن ، القسم الثاني عند ابن بطة جعله قسما مستقلا ولم يسمه ولكن عرفه فما الفرق بينه وبين توحيد الألوهية عند من يقول به، نص السؤال :
    )أقول يا دكتور ... القسم الثاني الذي ذكره ابن بطة هو { والثاني : أن يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره .} مالفرق بينه وبين توحيد الألوهية ( العبادة ) الذي يقول به من قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام ؟ وانتبه قال ابن بطة { أقروا بالصانع } الاقرار ليس مجرد معرفة فيما أعلم .
    وقد سمى الأول ربوبية والثاني لم يسمه ألوهية حتى لاتقول اتفاق في الألفاظ بل فسره بما يتفق مع معنى توحيد الألوهية عند من يقول به (

    - تقول (ولا جديد في كلام البيهقي فكلنا نتكلم عن توحيد الله بالعبادة ) يا رجل هل تعي ما تقول ؟ البيهقي أفرد توحيد العبادة بباب مستقل بل وبدأ به وذكر تحته من الأحاديث نفس الأحاديث التي يذكرها من شنعت عليه بالتقسيم ، يجعل توحيد العبادة ( الألوهية ) قسما في باب ولا يذكر معه لا من قريب ولا من بعيد في الباب أي نوع آخر من أنواع التوحيد وهو سابق لابن تيمية ثم تقول لا جديد !! إذا لم كل هذا النقاش ضد التقسيم ؟
    - أما تعليقك على كلام ابن عطية فضعف في الفهم فقد قررت ونقلت عن الشهرستاني أن العرب ليسوا كلهم مقرين بالخالق بل هم درجات وابن عطية هنا حينما ذكر إنكارهم الربوبية لو كانت بمعنى الألوهية مطلقا لما نص على الألوهية بعدها ، ولم لا تلاحظ تعبيره في الألوهية بالشرك دون الربوبية ؟
    أما قولك (لعلها أعجبتك العبارة بجمعها الربوبية والألوهية بسطر واحد ) فهذا سوء ظن غير مستغرب منك ولكن قارن ذلك بما سبق من تصريحك بالاكتفاء بمجرد ورود اللفظ فقلت (فأول كلمة بدأ بها العلم ) .
    قولك (أنا لم أرجع إلى الأصل الذي نقلت منه، ولكن الخطأ واضح ولا يحتاج إلى تأمل كبير( أقول هذه عادتك ولو عدت واستحضرت ما ذكرته أنت من أن الكفار ليسوا على درجة واحدة وفهمت لم سيق النص الذي ذكرته لك لتبين لك من المخطئ ولو لم تقر بذلك .
    قولك (كنت دوما أقول لك ليس كل عبارة ورد فيها هذان اللفظان معناها أن صاحبها يقول بهذه المعاني التي اجتهد ابن تيمية اجتهادا خاطئا فيها ) أنت تحسن إطلاق الأحكام هكذا جزافا لكن إذا قابلتك الأقوال والنصوص الموثقة أخذت تحيد وتحوص كما تحوص ال؟؟؟ .
    أما تعليقك على تفسيره لسورة يونس واستدلاله على الألوهية بالربوبية بقولك (هذه عبارته: وأنا أقول بقوله ) هل رجعت عن قولك الربوبية تتضمن الألوهية ؟ كيف يستدل بها وهي تتضمنها ؟
    أما سؤالك (فإذا كان يعني أن العبادة هي الألوهية فلماذا هذا العطف ؟ ) فجوابه ما تجيب به أنت عن النصوص والأقوال التي تعطف الألوهية على الربوبية . – لعلك عرفت الإجابة –
    - علقت على كلام البغوي بقولك (كنت أود أن تنقل لنا الآية لنرى ... ) إذا كان لك في الآية حجة فانقلها واذكر الحجة . ولكنه تحايل عن الجواب عن كلام البغوي فبدل أن تبين لما جعل للربوبية دعوى وللألوهية دعوى مع أنهما بمعنى واحد ولا فرق كما تزعم ، بدلا من هذا حدت عن الجواب بمودة نقل الآية !!!
    أما سؤالك (وأقول لك فهل ترى أن الربوبية تتجزأ، فهل كانوا يقرون بأنه قادر، فلماذا أنكروا البعث، ) والجواب ذكره البغوي فقال ( لفرط جهلهم ) ولكنك لا تقرأ أو لا تفهم . وقولك ( فالربوبية لم تتحقق فيهم حتى تسميهم موحدين في الربوبية) ترى لم تكرر هذه العبارة وقد سبق عليها الجواب مرارا وتكرارا وتزعم أنك تحترم العلم !!
    - قولك : (هذا إقرار بألسنتهم ولكنهم كانوا يتوجهون إلى غير الله ... ) سبق الرد في بداية الكلام وأنه يتعارض مع وصفه بالإخلاص حال الضر .
    - قولك : (أرجو التأمل في هذه الأدلة لترى أنهم كانوا غير موحدين لا في الربوبية ولا الألوهية ) أقول سبق نقل الشهرستاني وغيره أنهم ليسوا على درجة واحدة ، ولهذا نوجه هذه الأدلة لمن لم يقر منهم ولكنها لا تفيد أنهم لم يقروا جميعا .
    - قولك (هل كانوا يؤمنون بالبعث هل كانوا يطلبون من الله هل كانوا يقرون بأنه المحيي المميت، هل كانوا يقرون بأن الضر والنفع من الله ؟ فهل تحتاج بعد ذلك لقول عالم يقول بأن إقرارهم كان بالظاهر بعد أن شهد ظاهرهم بالظاهر، فمن يعترف بأن الله هو الخالق المحيي المميت ينكر البعث ) سؤالك هذا أوردته على الألفاظ التي جمعتها لك من القرآن وقد صرح أنهم أقروا بها ؟ والظاهر أنك حين سألت هذه الأسئلة لم تستحضر ما تقرر سابقا من أنهم ليسوا على درجة واحدة لكن منهم من أقر وصرح القرآن بذلك .أما إنكار البعث فقد سبق الجواب وأنه لفرط جهلهم .
    - قولك : (ومن يقر بأنه الضار النافع يطلب أبسط الأمور من غيره، فلا أظن أن ذلك يكون في الحيوانات العجماء فكيف بالإنسان العاقل ) أقول لو كنت قائل هذا الكلام لبادرتني بالقول بأن هذا تكفير لكثير من المسلمين فهل تلزم نفسك بما تلزم به غيرك؟ هل قولك هذا يشمل العامة من المسلمين الذين يطلبون كثيرا من أمورهم من الأموات وغيرهم ؟
    - قولك : (أما اعتراضك على استدلالي بعلماء الكلام فأصعب ما علي أنك تفهم أنهم شيء آخر غير علماء الأمة، وأنهم في واد والسلف في واد آخر، فوالله إني لأشفق على مسلم قرأ أي كتاب في الأصول وأسباب اختلاف العلماء ونشأة الفرق يقول بذلك، - ولا يعني ذلك التسليم لكل خلاف ولكل رأي ولكل متكلم- ) أقول لكل من يقرأ كلامنا هذا إننا والله نجل كل علماء المسلمين ونفرح بمن نرى أنه أصاب في اجتهاده ونعتذر لكل من نرى أنه أخطأ ونسأل الله لنا وله ولكل المسلمين العفو والمغفرة . أما ما وصفت به فهمي تجاه العلماء فليس بمستغرب عليك مثل هذا الظن والتصنيف ...الخ . وقد أحسنت في قولك - ولا يعني ذلك التسليم لكل خلاف ولكل رأي ولكل متكلم- .
    - قولك : (مشكلتك أنك تحاول أن تجد مستندا في كلام السابقين من علماء السلف لكلام ابن تيمية، لذلك أكثرت من العبارات التي نقلتها، ) المشكلة الحقيقية كيف حصل على الدكتوراه من يقول هذا الكلام ، يا د ؟؟؟ ... تريدني أن أثبت أن ابن تيمية لم يخالف السلف فيما ذهب إليه ثم تقول لماذا أنقل كلامهم ؟ هل هذه المنهجية التي تعلمتها إطلاق الأحكام والأوصاف دون توثيق وحجتك أنها لا توافق ما تراه فقط ؟ أليست مشكلة كبيرة أن يواجه الباحث بنصوص وعبارات ثم يحيد عنها ولا يفندها إن كان لديه جوابا عليها عبارة عبارة ونصا نصا ؟
    - تقول (هل الأمر يحتاج لهذه القسمة،) أتوقع أنك لا ترى الحاجة إلا لتقسيم المتكلمين أما غيرهم فلا يقسم ولا يجتهد فالحق معهم حيث ساروا !!!
    - تقول (وأين عبارات السلف التي توافقها،) عجبا لك قبل قليل تستشكل نقل كلامهم والآن تقول أين عباراتهم ؟ عباراتهم أوردناها وقد حدت عن كثير منها وعجزت عن فهم البقية .
    ولكن يا د؟؟؟ ... هل ممكن أن توجه السؤال نفسه لتقسيم المتكلمين ؟ أم أنها قسمة معصومة لم تتحملوا نقد ابن تيمية وغيره لها ؟

    - تقول : (هل ترى في عبارات المتكلمين التي نقلتها ما يؤيد تلك التقسيمات.... ) نحن نبحث موافقة من قال بالتقسيم إلى ربوبية وألوهية للسلف من عدمها . فكيف أحتكم إلى المتكلمين حتى تسألني هذا السؤال ؟ أوردت عبارات المتكلمين لأثبت لك أني أقرأ كلامهم واطلعت على تفاوتهم في تعريف التوحيد وركزت على ما نحن بصدده وهو توحيد العبادة . أما الاحتكام فهو لنصوص السابقين وهذا ما تقتضيه المنهجية العلمية فيما نحن بصدده لا منهجيتك التي كلما وردت عبارة أو مصطلح لم تفسره وفق مراد صاحبه الذي وضعه بل إلى معانٍ لا يقر بها أو يعتقد عدم صحتها .
    - قولك : ( وإلا ما فائدة أن تذكر لي اسم رسالة دون أن تعلق ) تتعرض لأمور لا علاقة لها بما نحن بصدده محاولة منك لجرنا إلى غير ما نحن فيه فأحيل لكي يستفيد من يقرأ ولا ينخدع بكل أحكامك التي تطلقها وبهذا أفيد القارئ ولا أحقق لك مرادك بإخراجنا عما نحن بصدده .
    - قولك : (فهل الله تعالى عندهم هو صانع وخالق وقادر على الاختراع فحسب،) لا تقولني ما لم أقل نقلت كلام البغدادي في حكاية الخلاف بينهم لأثبت أنهم مختلفون وليسو على قول واحد ثم أثرت أسئلة على أصحاب القول بتفسير الإله بالاختراع ونحوه ، وكان بإمكاني أن أذكر خلافهم دون عزو ولكن حتى لا تكابر أو تظن أني أتقول عليهم وأصنع بينهم وبين علماء المسلمين عداوة ..الخ عباراتك الرخيصة .
    - تقول (فهل هذا يعارض فهم السلف – وليس السلفية- للتوحيد وأين اللغة التي تعارضه ) تشير بهذا إلى سؤالي لمن فسر الإله بالقادر على الاختراع حين قلت (وهل اللغة أو السلف يسندون هذا ويصححونه ؟ ) أنا لا أحيد مثلك بل أتحداك أن تأتي بقول للسلف أن الإله معناه القادر على الاختراع ، وأين اللغة التي تشهد لذلك ولا تعارضه ؟؟ أجزم أنك ستحيد كعادتك .
    - تقول (لا أريد أن نقف عند تعريف المتكلمين، فالمبحث في التوحيد عند ابن تيمية وموافقته للسلف أو مخالفتهم. فنحن هنا لا نناقش المتكلمين، وإذا أردت مناقشتهم فليكن بعد الانتهاء من رأي ابن تيمية. ) أقول صح النوم يا د؟؟؟ ... إذا لماذا تحكم النصوص إلى مفهوم المتكلمين للربوبية _ عفوا نسيت أنك أشربت الكلام ولا تستطيع الخلاص منه ) .

    # نصوص الرازي والطرطوشي وأبي شامة التي نقلتها قصمت ظهرك وأفقدتك صوابك :

    - تقول (ثم إنك نقلت لي بعض النصوص في الموافقة بين المشركين والقبوريين، وليتك لم تفعل، أولا تقول لي اقرأ كلام الرازي وأبي بكر الطرطوشي وأبي شامة، وكأنك رجعت إلى هذه الكتب وقرأت ما فيها، وأنت تعلم وأنا أعلم أنك لم ترجع إلى واحد منها، فمن السهل أن تقتطع لي نصوصا من رسالة الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد إلى سليمان باشا والي الشام ، فما هذه الثقة بالنفس التي جعلتك واثقا بأن هذه النصوص هي الفصل في المسألة ) والجواب عن كلامك هذا من وجوه :
    1/ والله الذي لا إله إلا هو لقد نقلتها من نفس الكتب ، وهذا اليمين ليس لك ولكن ليعلم القراء الكرام قدر سخفك وافترائك .
    2/ والله الذي لا إله إلا هو لا أعرف الرسالة التي أشرت إليها ولم أرها في حياتي .
    3/ لو لم تكن النقول صحيحة لبينت غير ذلك ولكنه أسقط في يديك حين تبين لك يا دكتور جهلك وافترائك.
    4/ أين البحث عن الحق واحترام العلم حين تتبين لك أكاذيبك ؟ ألم يكن الأجدر بك أن تعتذر عن خطأك.
    5/ أما الثقة التي تسأل عنها ، فها هو حمار الشيخ يقف في العقبة ، أجب لتهز هذه الثقة .
    وهذه النقول مرة أخرى لتتأملها :
    # قولك (وكنت أظنك بعيدا عن هذه الأفكار ولكن ما نقلته من رسالة الدكتور عبد العزيز جعلني أفكر قليلا، اقرأ معي هذه النصوص .... اقرأ وتأمل ما ذكره الدكتور لنرى وجه المشابهة بين القبوريين كما يسميهم، وبين مشركي العرب، من أين جاءت هذه المشابهة من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه ) .
    يا دكتور اقرأ كلام الرازي في تفسير سورة يونس الآية 18 يقول : " ورابعها : أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صور أنبيائهم وأكابرهم وزعموا أنهم متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله تعالى ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور الأكابر على اعتقاد أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون شفعاء لهم عند الله " هل تشبيه الرازي هنا من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه ؟؟
    واقرأ كلام أبي شامة في كتابه الباعث يقول : " وبهذه الطرق وأمثالها كان مبادئ ظهور الكفر من عبادة الأصنام وغيرها ، ومن هذا القسم أيضا ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة تخليق الحيطان والعمد وسرج مواضع مخصوصة في كل بلد ... ويظنون أنهم متقربون بذلك ، ثم يتجاوزون هذا إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لهم ، وهي من بين عيون وشجر وحائط وحجر ... فما أشبهها بذات أنواط الواردة في الحديث " هل تشبيه أبي شامة هنا من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه .
    واقرأ كلام أبي بكر الطرطوشي في كتابه الحوادث يقول: " فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق فاقطعوها فهي ذات أنواط " هل تشبيه الطرطوشي من تقسيمات ابن تيمية وأتباعه ؟

    وبدلا من الجواب تبدأ يا د ؟؟؟ ... مزايداتك التي تجيدها فتقول : (ولسألت نفسك أين تلك الأماكن التي ذكرها أبو شامة ... هو يتكلم عن تاريخ ما عشته أنت ولا أنا، فأين هذه الأحكام من واقعنا، ومن الإيمان والإسلام ) ترى يا د؟؟؟ ... ما علاقة هذا الجواب بسؤالي هل كلام هؤلاء العلماء نتيجة تقسيمات ابن تيمية وأتباعه ؟ هل تتغير هذه الأحكام بتغير واقعنا عن تاريخهم حين أشرت لهذا في جوابك ؟ تأكد أني أعذرك لأن كل هذا نتيجة لصدمتك بهذه النقول .
    بل تعدت الصدمة هذا الحد حتى جعلتك تخوض في كلام خطير تهرف فيه بما لا تعرف فتقول : (هل كلمة الشرك أصبحت تنطبق على ملايين المسلمين الذين تسمع عنهم وأعرفهم من الذين توسلوا بالله تعالى وبنبيه وبالصالحين، وأنا أقول بالملايين وهم يزيدون من حيث العدد على كل من يتهمهم بالشرك، وأكثرهم يثقون بالله تعالى ويؤمنون به أكثر مني ومنك، فإيمانهم راسخ ولا يحتاجون لهذه التقسيمات ولا لأدلة علماء العقيدة، ولكن يبدو أن هناك من يظن أن العقيدة الصحيحة في أهل هذه التقسيمات، وغيرهم على ضلالة ويحتاجون لمجدد مثل محمد بن عبد الوهاب، حتى يرجعهم إلى العقيدة السليمة إما بالحجة أو بالسيف!! ) . هذا الأسلوب لن تستطيع أن تتخلص منه .
    قولك (ولا يحتاجون لهذه التقسيمات ولا لأدلة علماء العقيدة ) هل يحتاجون لتقسيمات المتكلمين ومصطلحاتهم إذا .
    - قولك : (ثم تقول لي كان ابن تيمية وتلاميذه أبعد الناس عن تكفير معينين، فمن إذا اخترع هذه الموجة من التكفير، أليس على أساس هذه التقسيمات يمكن أن نقيم الحجة على ملايين الناس أنهم مشركون في الألوهية، ومالذي يمنع أن نطلق عليهم القبوريين ونشبههم بالمشركين ثم ندخلهم جهنم وبئس المصير ) سبق بيان قوله في التكفير ، وسبق بيان أن التكفير وأهله سابقين للتقسيم ، وإن فهموا التقسيم على وجه خاطئ فلم يسلم ما هو أشرف من ذلك ، وأقترح عليك أن يكون بحث الترقية القادم عن الفرق بين التكفير المطلق وتكفير المعين وإقامة الحجة عند أصحاب هذا التقسيم وعند غيرهم لترى من هو الأكثر تشوفا وتساهلا في التكفير ولتصحح معلوماتك الخاطئة عن القوم .
    - قولك (يا أخي كان ابن تيمية عالما ومجتهدا ولو أنه أخطأ في بعض الاجتهادات إلا أنه يستطيع أن يجد مخرجا وحجة كي يبتعد عن التكفير أما أتباعه فهم أعجز من ذلك، أكثرهم درس العلم من الكتب ولم يقرأ على الشيوخ والعلماء، وبعضهم شرب من مياه النيل والفرات ولكن بترول الخليج كان يروي أكثر( أضف كلمة الخليج للقائمة عندك فعندك غرام بذلك ) أقول يا ترى هل هذا الأسلوب استفدته من أستاذك د / علي جمعة ؟ومن شابه شيخه فما ظلم !! وهل يجوز لطالب العلم إذا لم يكن في بلده بترول أن ينافح عن القبور والأضرحة ليستفيد مما يقرب لها وينذر لها عوضا عن البترول ؟!
    - قولك (تسألني عن معنى توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات عند السلف، فأنا كل كلامي مبني على أن هذه التقسيمات مبتدعة ولم تعرف عند السلف، فكيف أجيبك؟ ) ليس هذا هو السبب بل السبب أنك أشربت الكلام ولن تستطيع أن تتقيأه ؟ وأظنك تربأ بنفسك أن تقول أن تقسيمات المتكلمين هي التي كانت معروفة عند السلف بما أن تقسيمات هؤلاء مبتدعة ؟
    - قولك (ما زلت تطالبني بنص صريح على أن هذه التقسيمات هي أصل ... لا يحضرني اسم الرسالة الآن ... فأنا أريد نصا يقول بأن هذه التقسيمات ليست أصلا ... اعتبرني عجزت عن إيجاد نص بدعواي ) أقول : أنت عجزت فعلا وليس على سبيل الاعتبار بل عجز حقيقي ، وقد تمنيت أن هذا يعلمك أن لا تدعي دعوى إلا ببينة ولكن للأسف أطلقت دعوى ثانية وتقول لا يحضرك اسم الرسالة لعلها رؤيا صالحة !! أما طلبك بأن آتيك بنص ينص على أن هذه التقسيمات ليست أصلا !! ترى البينة على المدعي أم على من ؟
    - قولك (لقد زعمت أن مؤلفات كثيرة ألفت في بيان تناقض المتكلمين، أولا هل ذلك وقع في هذه المسألة، لو اطلعت على شيء في ذلك أرجو أن تصحح معلوماتي، ) نعم وقع في هذه المسألة وقد أشرت إلى الكتب في أول مشاركة لي في هذا الموضوع ، وأضيف إليها رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية بعنوان ( منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله ) لخالد بن عبد اللطيف بن محمد نور – طبعت -، والشبهات حول توحيد العبادة رسالة دكتوراه في جامعة الإمام بالرياض للدكتور / عبد الله الهذيل ولا أعلم هل طبعت أم لا . فراجع هذه الرسائل إذا كنت جادا أنك تود تصحيح معلوماتك .
    - قولك (ثانيا: من المؤلف لعله مثل الدكتور الذي نقلت منه ، فهل يمكن لهؤلاء أن يتكلموا في تناقضات الغزالي والباقلاني والرازي والجويني؟؟ سؤال يحير ) بل وفي غيرهم من العلماء كائنا من كان مادام أن الكلام بعلم وعدل فما المانع ؟ أم أنهم معصومون عندك ولا يخطئون أو يتناقضون ؟ .
    - قولك (ثم هل تريد لأحكام الردة والكفر أن تدخل في القضايا الاعتقادية، اسمها أحكام فكيف تدخل في مسائل العقيدة وكتبها.... وهي توافق زمن الرواية ونقل الأحاديث والآثار ) واضح جدا أنك تتكلم عن كتب المتكلمين وأنا أتكلم عن كتب الاعتقاد الموافقة للسلف في الطريقة والمضمون فلا داعي للجدال .
    - قولك (وأظن أنني أتيت على كل أسئلتك، وإن كنت ترى أن هناك سؤالا محرجا لم أجبك عنه... ) واقع الحوار يشهد ... ولماذا التعبير بالإحراج ... وأما إحالتي على ما كتب غيري فكانت عند زعمك أن التقسيم لا يستند لأي حجة وقد ذكروا حججا شرعية ولغوية وعقلية فأردت أن تقرأها ثم تجيب بدلا من إعادة نقل ما فيها مرة أخرى ، وأجزم أنك قرأت ما كتبوه ولكن تركت الذي لا جواب لديك عليه وعدت إلى إطلاق الأحكام بأنه غير صحيح دون أن تناقش الحجج واحدة واحدة .
    - قولك (أولا: أنا لست محللا لغويا ، وليس كلامك متنا يحتاج لشرح ... ) بل أنت انتقائي تجيد الحيدة والمزايدة ... الخ . أما كلامي فليس متنا وإنما أكثر الحجج التي ترد فيه تحيد عنها لذلك طالبتك بالحديث فقرة فقرة لأقطع عليك طريق الحيدة ولكن من شب على شيء شاب عليه .
    - قولك (أنا أختلف مع كل فكر ينقل صاحبه أكثر مما يكتب، فأنا أريد كلامك وتعليقك أنت ... ) هذا من تعميماتك التي تحتاج إلى ضبط فالذي يحكم ذلك هو الموضوع الذي يبحث ، وموضوعنا كنا نحتاج فيه لنقل كلام السلف لنتحاكم إليه ... والحق أن كل من تعود على كتب المتكلمين لا يرتاح إلى كثرة النقل خاصة إذا كان عن السلف فهو يفسد مالديهم من الأوهام والشبه فيحتاجون إلى رد أو تأويل ..الخ .
    - وختاما يا دكتور كنت آمل أن يستمر هذا التناظر والتحاور وأشرت سابقا إلى إمكان متابعته في شعبان بعد العود من السفر ولكني أعلن رجوعي عن إكماله لأنه بدأ يتجه إلى الجدل والمماراة أكثر منه إلى النقاش العلمي الهادف وذلك لأسباب :
    1/ إصرارك على الحيدة عن الجواب الصريح على مسائل عدة إما بعدم التعرض لها أو التعرض لبعض الكلام وترك بعضه ومطالبتي لك في أكثر من رد أن تجيب على كل كلامي ومع ذلك لا تفي بذلك أو تجيب بسؤال تهدف منه إخراجنا عن الموضوع وتشوش على الحجة التي لزمتك ، والحيدة تقطع المناظرة .
    2/ إصرارك على تكرار بعض الأساليب والمسائل التي بينت لك أنها لا تلزم من قال بالتقسيم ثم لا تجيب بما ينفي ذلك أو يؤكده بل تستمر على تكرار العبارة أو الأسلوب أو الحكم دون مبالاة .
    3/ تعاملك وشيخك مع أصحاب هذا التقسيم بألفاظ وأساليب حاولت أن أرد لك في ردي الأخير هذا ولو بعضا منها وأتمنى أن أكون وفقت في ذلك .
    4/ المكابرة التي اتسمت بها مما يدل على عدم بحثك عن الحق وأنك تناظر للجدل فقط وإن ادعيت غير ذلك ، وخير شاهد النقول التي أسقط في يديك حين رأيتها ككلام الرازي والطرطوشي وأبي شامة وما ورد على استدلالك بكلام البخاري وبعده الطبري وغيرهم .

    لأجل هذه الأمور مجتمعة أعتذر من كل متابع وقارئ تابع ليستفيد ، أعتذر منه لقطع هذا الحوار وأسأل الله أن يكون فيما وصل النفع والفائدة ، وأن يجعل ما قلناه جميعا حجة لنا لا علينا وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه .

    أما أنت يا دكتور إبراهيم فهذه آخر مشاركة لي في هذه المسألة لما سبق بيانه ولك الحرية أن ترد بعلم وعدل أو ترد بما تشاء لأني لن أعقب وكما قيل :
    خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري

    ولا أنسى أن أشكر الإخوة المتابعين الذين لم يتدخلوا في الحوار من حين طلب الدكتور أن يكون بيني وبينه لأن فعلهم ذلك حسن أدب وحفظ للحوار قدر المستطاع من التشويش وأما الآن فبإمكانهم أن يشاركوا إن أحبوا . وأستودع الله الجميع دينهم وأمانتهم وخواتيم أعمالهم .

    ملحوظة / عنوان رسالتك أخذته من موقع الشهاب وعلاقتك بشيخك من العربية نت .

    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

  12. افتراضي كل إناء بما فيه ينضح

    كل إناء بما فيه ينضح، لا أرى عبارة أبلغ منها، وأعتذر للإخوة الذين ينتظرون الرد، فلن أرد على أي سؤال، أولا: لأن الطرف المحاور طلب توقف الحوار، وليس من منهج المسلم الطعن بالظهر، وليس من خلقي تحين الفرص ، كنت أناقشه على صفحات مفتوحة معروضة، أما بعد أن استنكف عن الرد فأنا أعلن توقفي ، مع أن لي الحق في الرد على أشياء كثيرة ظالمة ادعاها في رسالته الأخيرة، ثانيا: لأنني أشعر بالعجز عن الرد على أشياء كثيرة وردت في رده الأخير، فلو كان الأمر يتعلق بالعلم فيا مرحبا ولكن الحوار نحى منحى خطيرا فتحول إلى شتائم واتهامات وكلمات لا يطاوعني لساني بلفظها، وتقريرات كان يتمنى المحاور بجهله أن يسمعها مني ، ولكن يئس من ذلك فأصبح الناطق الرسمي باسمي هو يقرر عني وهو يلزمني وبقي أن ينطق بالشهادة عني ويدخلني بالإسلام من جديد. فنصيحتي للأخ: أولا: أنا أتهمه بفهمه، فهو جاهل يحتاج لشيء من العلم النافع، ووالله لو كنت أعرف ممن يثق بهم من هو أهل لذلك لنصحته به، أما أن أنصحه بشيوخي فأظن أن ذلك شيء مرعب، ولعل هذا هو السبب الذي جعله يفقد صوابه وتوازنه ولا ينطق إلا بجهل ، لأنه يعلم أن كثيرين من أمثاله، بل كانوا من رواد هذا المنهج الذي يسلكه هم الآن يجلسون بكل تواضع وأدب وخشوع ليتعلموا من العلماء الذين أخذت منهم وهم موضع فخر لكل باحث وطالب علم. سلسلة علماء لهم نسب في العلم يتصل بالسلف الصالح، ولا ينتهي مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية، ثانيا: أن يزور طبيبا نفسيا ، ولا يكابر على نفسه، فقد قرأت بين كلماته أعراض أمراض كثيرة، ولكن كلها تقبل العلاج فأصبح يتلعثم بالكلمات ويستحضر قاموس العبارات التي حاول أن يتجمل بغيرها، وما أخفى امرؤ شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه، وكنت منذ البداية أرى أنه يلبس ثوب زور وممن يبدلون جلودهم وكدت أن أخدع بذلك ولكن الحمد لله رسالته الأخيرة ردت علي علمي، فأرجو ممن يعرف الأخ أن يرشدني عن الكلية أو المعهد الذي تخرج منه، فليس في قواميس كليات الشريعة تلك البذاءة التي كان ينطق بها، وأنا أظن أن الأخ له تاريخ وقاموس قبل أن يصبح من السلفيين، فهو يحن لذلك التاريخ وتلك العبارات( هذا ظن وأنا على استعداد أن أعلن تراجعي عنه واعتذاري للأخ إن تبين خطأه وفي هذا المنتدى)
    أشكر القائمين على المنتدى ورجائي أن تلحق الرسالة الأخيرة للأخ المحاور مع منهج السلف كما كتب عنه هو، وأن يوضع اسمه معها اسمه الحقيقي الذي هو له لا اسمه الحركي الذي يتخفى تحته ويسهل عليه أن يتلون كالحرباء، فاليوم اسمه علي وغدا الحسن ومن يدري بعد ذلك من يكون، ولا أريد أن أنتصر لنفسي فيما رماني به فالله حسيبه، وأعتذر عن الرد مرة ثانية وسأسجل خروجي من المنتدى بعد الانتهاء من الرسالة، وأرجو ممن عندهم علم يخالف ظني في اتهام الأخ أن يبينه لي وأن يراسلني على بريدي الموجود في المنتدى، وبكل تواضع سأعتذر منه وأستسمحه، وأستغفر الله من سوء ظني، وأنا لا أطالبه بأي اعتذار فالله حسيبه وهو نعم المولى ونعم الوكيل.
    أما الأخوة الذين يريدون الفائدة والعلم فالحوار مكتوب يمكنهم أن يطلعوا عليه، وأن يتوقفوا في كل سؤال أجاب به هو عني، ما أجبت به هو رأيي وما أجاب به عني هو رأيه.
    وفق الله الجميع للخير والصواب وألهمنا السداد بالقول والعمل ، ونعوذ بالله من الخطأ والزلل.

  13. افتراضي النتائج

    قرأت بعض ما كتبه المشتركون حول الألوهية والربوبية ولم أفهم الأمر الذي يختلفون به، أو النتائج التي تترتب على الخلاف،
    فنحن لا نميز بكلامنا بين الألوهيةوالربوبية، فهل في ذلك حرج أو خطر في العقيدة.

  14. افتراضي

    قطعا هناك فرق بين الربوبيه والألوهيه ولا ادل من قوله تعالى (قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس )


    فهذه ثلاث صفات لله عز وجل الرب الملك الإله ...

    فلو كان الرب بمعنى الإله لما قال (برب الناس ) ثم بعدها (اله الناس ) ولكان هذا تكرارا

    وكان المشركون يقرون بربوبية الله عز وجل ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم )

    وانما قاتلهم النبي للشرك فى الألوهيه

    الله والرب اذا افترقا اجتمعا واذا اجتمعا افترقا

    يقول ابن كثير فى التفسير


    هَذِهِ ثَلَاث صِفَات مِنْ صِفَات الرَّبّ عَزَّ وَجَلَّ الرُّبُوبِيَّة وَالْمُلْك وَالْإِلَهِيَّة فَهُوَ رَبّ كُلّ شَيْء وَمَلِيكه وَإِلَهه فَجَمِيع الْأَشْيَاء مَخْلُوقَة لَهُ مَمْلُوكَة عَبِيد لَهُ فَأَمَرَ الْمُسْتَعِيذ أَنْ يَتَعَوَّذ بِالْمُتَّصِفِ بِهَذِهِ الصِّفَات مِنْ شَرّ الْوَسْوَاس الْخَنَّاس وَهُوَ الشَّيْطَان الْمُوَكَّل بِالْإِنْسَانِ فَإِنَّهُ مَا مِنْ أَحَد مِنْ بَنِي آدَم إِلَّا وَلَهُ قَرِين يُزَيِّن لَهُ الْفَوَاحِش وَلَا يَأْلُوهُ جَهْدًا فِي الْخَيَال

  15. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان أحمد
    قرأت بعض ما كتبه المشتركون حول الألوهية والربوبية ولم أفهم الأمر الذي يختلفون به، أو النتائج التي تترتب على الخلاف،
    فنحن لا نميز بكلامنا بين الألوهيةوالربوبية، فهل في ذلك حرج أو خطر في العقيدة.
    باختصار ولا يسعني المقام للشرح

    الذين لا يميزون بين الربوبيه والالوهيه ويجعلونها بمعنى واحد لا يرون شرك القبور والأضرحه واقصى ماعندهم ان انكروه -هذا ان انكروه- ان يجعلوه مجرد صغائر تكفرها الصدقات

    وغالبا ما يكونون من الصوفيه او الروافض او المتأثرين بهم!!

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الأخلاق بين الطبيعية والألوهية
    بواسطة نيوتن في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 11-09-2012, 10:54 AM
  2. تعليقات على موضوع : الأخلاق بين الطبيعة والألوهية
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 76
    آخر مشاركة: 11-07-2012, 08:05 PM
  3. تعليقات: تعليقات حوار الأخلاق بين الطبيعة والألوهية
    بواسطة Eslam Ramadan في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-17-2012, 03:14 PM
  4. قانون السببية وإثبات الربوبية
    بواسطة احمد كامل في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-23-2009, 09:48 PM
  5. قول الفلاسفة المنتسبين للإسلام في توحيد الربوبية
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-17-2004, 06:00 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء