بسم الله الرحمن الرحيم


روى سعيد بن منصور في سننه (1146) وابن جرير وغيرهم بسند صحيح كالشمس عن التابعي الجليل عطاء ابن أبي رباح في قوله تعالى: ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون))

قال: ((كانوا يعلمون أن الله ربهم ، وهو خالقهم ، وهو رازقهم ، وكانوا مع ذلك مشركين))
وهذا الأثر صححه ابن حجر في الفتح (13/494)

تأمل يا صاحب الدكنوراة ((يعلمون أنه ربهم وخالقهم ورازقهم))!! ((وكانوا مع ذلك مشركين))


وجاء بإسناد حسن عند ابن جرير (27860) عن قتادة -من خيار أصحاب أنس رضي الله عنه وهو أحد أئمة التابعين في التفسير وغيره- في قوله : ((فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون))

قال: ((فالخلق كلهم يقرون لله أنه ربهم ، ثم يشركون بعد ذلك))

تأمل يا أستاذ كلهم يقرون أنه ربهم.

وجاء أيضاً عن قتاده بسند حسن كما عند ابن جرير (487) في قوله: ((وأنتم تعلمون))

قال: ((أي تعلمون أن الله خلقكم ، وخلق السموات والأرض ، ثم تجعلون لله أندادا))

وجاء عن قتاده بسند صحيح كما عن عبد الرزاق في تفسيره (2/328-329) وابن جرير في قوله: ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون))

قال: ((لا يسأل أحد من المشركين : من ربك؟ إلا قال: الله تعالى ، وهو يشرك في ذلك))

وجاء عن التابعي الجليل مجاهد بسند صحيح كما عند ابن جرير(19962) في قوله تعالى: ((وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون))

قال: ((فإيمانهم قولهم : الله خالقنا ويرزقنا ويميتنا)) وصححه ابن حجر.

وجاء كذلك عن مجاهد بسند صحيح كما عند ابن جرير (7340) عن مجاهد في قوله ((وله أسلم من في السموات والأرض)) قال: هو كقوله ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّه))ُ

وهذه الآثار واضحة في تقرير نوعي التوحيد فالمشركين مقرين بوجود الله وأنه رب خالق رازق فهذا توحيد الربوبية ولكنهم لم يخلصوا العبادة له فهذا شرك بتوحيد الألوهية ، ولذلك تجد المبتدعه الصوفية وغيرهم يحاولون بشتى الطرق أن يجعلوا المشركين جاحدين لوجود الله لإستلزام ذلك إقرارهم بنوعي التوحيد فليتأمل هذا.

والأقوال كثيرة جداً عن سعيد بن جبير وعامر والضحاك وابن زيد وغيرهم لا يمكن للمبتدعة دفعها فلتنظر .