جزاكم الله خيرا جميعا على ما أدخلتم به السرور على قلوبنا .
هذه جملة من الأخبار من كتاب الأذكياء لابن الجوزي رحمه الله, لا أدري عن صحتها, فمن أراد التأكد فليراجع السند المذكور.
- فمن المنقول عن أبي بكر الصديق رضى الله عنه حدثنا ثابت عن أنس قال لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله يركب وأبو بكر رديفه وكان أبو بكر يعرف الطريق لاختلافه إلى الشام فكان يمر بالقوم فيقولون من هذا بين يديك يا أبا بكر فيقول هاد يهديني.
- حدثنا اسلم عن أبيه قال قدمت على عمر بن الخطاب حلل من اليمن فقسمها بين الناس فرأى فيها حلة رديئة فقال كيف أصنع بهذه إذا أعطيتها أحد لم يقبلها إذا رأى هذا العيب فيها قال فأخذها فطواها فجعلها تحت مجلسه واخرج طرفها ووضع الحلل بين يديه فجعل يقسم بين الناس قال فدخل الزبير بن العوام وهو تلك الحال قال فجعل ينظر إلى تلك الحلة فقال له ما هذه الحلة قال عمر دع هذه عنك قال ما هيه ما هيه ما شأنها قال دعها عنك قال فأعطينيها قال إنك لا ترضاها قال بلى قد رضيتها فلما توثق منه واشترط عليه أن يقبلها ولا يردها رمى إليه فلما أخذها الزبير ونظر إليها إذا هي رديئة فقال لا أريدها فقال عمر أيهات قد فرغت منها فأجازها عليه وأبى أن يقبلها منه.
- حدثنا بريد بن جرير عن أبيه عن عمر قال له والناس يتحامون العراق وقال الأعظم سر بقومك فما قد غلبت عليه فلك ربعه فلما جمعت الغنائم غنائم جلولاً ادعى جرير أنه له ربع ذلك كله فكتب سعد إلى عمر بذلك فكتب عمر صدق جرير قد قلت ذلك له فإن شاء أن يكون قاتل هو وقومه على جعل فأعطوه جعله وأن يكون إنما قاتل لله ولدينه ولحبيبه فهو رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم فلما قدم الكتاب على سعد أخبر جرير بذلك فقال جرير صدق أمير المؤمنين لا حاجة لي به بل أنا رجل من المسلمين.
- من المنقول عن عبد الملك بن مروان أخبرنا ابن أخي الأصمعي عن عمه قال وجه عبد الملك بن مروان عامر الشعبي إلى ملك الروم في بعض الأمر له فاستكثر الشعبي فقال له من أهل بيت الملك أنتَ قال لا فلما أراد الرجوع إلى عبد الملك حمله رقعة لطيفة وقال إذا رجعت إلى صاحبك أبلغته جميع ما يحتاج إلى معرفته من ناحيتنا فادفع إليه هذه الرقعة فلما صار الشعبي إلى عبد الملك ذكر ما أحتاج إلى ذكره ونهض من عنده فلما خرج ذكر الرقعة فرجع فقال يا أمير المؤمنين أنه حملني إليك رقعة نسيتها حتى خرجت وكانت في آخر ما حملني فدفعها إليه ونهض فقرأها عبد الملك قال فأمر برده فقال أعلمت ما في هذه الرقعة قال فيها عجبت من العرب كيف ملكت غير هذا أفتدري لم كتب إلي بمثل هذا فقال لا فقال حسدني عليك فأراد أن يغريني بقتلك فقال الشعبي لو كان رآك يا أمير المؤمنين ما تسكثرني فبلغ ذلك ملك الروم ففكر في عبد الملك فقال لله أبوه والله ما أردت إلا ذلك!
- عن الشعبي أن عمر كان في بيت ومعه جرير بن عبد الله فوجد عمر ريحاً فقال عزمت على صاحب هذه الريح أن قام فتوضأ فقال جرير يا أمير المؤمنين أو يتوضأ القوم جميعاً فقال عمر رحمك الله نعم السيد كنت في الجاهلية ونعم السيد أنت في الإسلام.
- فمن المنقول عن الشعبي قال مجاهد دخل الشعبي الحمام فرأى داود الأزدي بلا مئزر فغمض عينيه فقال داود متى عميت يا أبا عمر فقال منذ هتك الله سترك !
- دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان الماء البارد ثم قال كم عطاك فقلت ألفي درهم فجعل يسار أهل الشام ويقول لحن العراقي ثم قال كم عطاؤك لأرد قولي فيغلطني فقلت ألفا درهم فقال ألم تقل ألفي درهم فقلت لحنتَ يا أمير المؤمنين فلحنتُ لأني كرهت أن تكون راجلاً وأكون فارساً فقال صدقت واستحيا .
- تكلم شاب يوماً عند الشعبي, فقال الشعبي: ما سمعنا بهذا, فقال الشاب: كل العلم سمعت؟ قال: لا, قال: فشطره؟ قال: لا, قال: فاجعل هذا في الشطر الذي لم تسمعه فأقحم الشعبي .
- قال الشعبي مرض الأسد فعاده السباع ما خلا الثعلب فقال الذئب أيها الملك مرضت فعادك السباع إلا الثعلب قال فإذا حضر فأعلمني، فبلغ ذلك الثعلب فجاء فقال له الأسد يا أبا الحصين مرضت فعادني السباع كلهم ولم تعدني أنت قال بلغني مرض الملك فكنت في طلب الدواء له قال: فأي شيء أصبت قال قالوا لي خرزة في ساق الذئب ينبغي أن تخرج فضرب الأسد بمخاليبه ساق الذئب فانسل الثعلب وخرج فقعد على الطريق فمر به الذئب والدم يسيل عليه فقال له الثعلب يا صاحب الخف الأحمر إذا قعدت بعد هذا عند سلطان فانظر ما يخرج من رأسك.
- ومن المنقول عن الأعمش أخبرنا جرير قال جئنا الأعمش يوماً فوجدناه قاعداً في ناحية فجلسنا في ناحية أخرى وفي الموضع خليج من ماء المطر فجاء رجل عليه سواد فلما بصر بالأعمش وعليه فروة حقيرة قال قم عبرني هذا الخليج وجذب بيده فأقامه وركبه وقال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين فمضى به الأعمش حتى توسط به الخليج ثم رمى به وقال وقل رب أنزلني منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ثم خرج وترك المسود يتخبط في الماء.
لا أريد الإطالة, لذلك سأكتفي بهذا القدر إلى حين آخر إن شاء الله .
Bookmarks