صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 24 من 24

الموضوع: زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة

  1. #16

    افتراضي

    مارأيكم بهذا البحث الذي يبحث في عمر السيدة عائشة وقت زواجها ... لنسمع النقد ان كان هناك نقد على هذا البحث

    الحجة الأولى : صحة المصدر

    إن أغلب الروايات المتعلقة بحادث الزواج هذا ، و المتضمنة في كتب الحديث جاءت عن طريق هشام بن عروة و الذي بدوره يسند رواياته لأبيه. منطقيا يفترض في صحة الحديث تعدد طرقه أو رواته و ألا يقتصر على شخص واحد ، و لعله من الغرابة ألا يروي تلك الحدادثة أحد من رواة المدينة و التي عاش فيها هشام بن عروة السنوات الأولى من عمره الواحد و السبعون ، علما أنه بين تلاميذ الرجل نجد ثمة مالك بن أنس رضي الله عنه.ا

    تتضمن أسانيد الأحاديث التي تروي قصة زواج النبي بعائشة رواة من العراق و هو البلد الذي -حسب المؤرخين- مرض فيه هشام بعد أن
    عاش أغلب فترات حياته بالمدينة.ا
    بالرجوع إلى كتاب تهذيب التهذيب و هو أحد المؤلفات المشهورة في علم السير و الجرح و التعديل ، نجد أنه حسب يعقوب بن شيبة فإن هشام بن عروة ( ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق ..)و سندرك بعد ذلك أن مالك بن أنس لا يثق بروايات هشام بن عروة عن طريق أهل العراق(بلغني أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق) تهديب التهذيب : بن حجر العسقلاني ، دار إحياء التراث الاسلامي .مجلد11 ص 50 .
    كتاب آ خر يتطرق لسير الرجال و علم الجرح و التعديل ، جاء فيه : حجة إمام لكن في الكبر تناقص حفظه .( ميزان الاعتدال / الذهبي ، (المكتبة الأثرية ، باكستان مجلد 4 ص 301

    خلاصة : تأسيسا على هاته المراجع ، نخلص إلى أن ذاكرة هشام بن عروة بدأت تضعف في أواخر عمره و هو ما يجعل رواياته بالعراق غير موثوق فيها و من ضمنها حديثه عن زواج النبي بعائشة رضي الله عنها و عن عمرها.

    كرونولوجيا .
    سيغدو لزاما علينا معرفة بعض التواريخ المتعلقة بمسار الإسلام في بدايته.
    قبل 610 : عهد الجاهلية ( فترة ما قبل الاسلام )
    610 : بداية البعثة
    610 : اعتناق أبو بكر للإسلام
    613 . بداية الجهر بالدعوة
    615 :الهجرة للحبشة
    616 عمر بن الخطاب يعتنق الاسلام
    620 : التاريخ المتعارف عليه لخطبة النبي عائشة
    622 :الهجرة إلى يثرب :

    :623/624 التاريخ المتعارف عليه لزواج النبي بعائشة و بداية عيشها معه

    الحجة الثانية : الخِطبة
    استنادا إلى الطبري ( و كذا هشام بن عروة ، بن حنبل و بن سعد ) فإن النبي صلى الله عليه و سلم خطب عائشة و هي في سن السابعة ثم انتقلت إلى العيش بجواره و هي بنت التاسعة . بيد أننا نجد الطبري يعلمنا في مؤلف أخر أن :بنات ابي بكر الأربعة من زوجتيه الإتنتين كلهن ولدن أيام الجاهلية (تاريخ الأمم و المماليك . الطبري .دار الفكر ، بيروت 1979 مجلد 4 ص 50.).
    و عليه فإنه إذا كان عليه السلام قد خطب عائشة عام 620 و هي بنت السابعة و بدأت حياتها جنبه عام 623 لما بلغت التاسعة من عمرها ، فهذا يعني بالضرورة أنها ولدت عام 613 أي بعد ثلاث سنوات من بعثته صلى الله عليه وسلم. و بدوره يتفق الطبري على أن ولادة عائشة كانت في عهد الجاهلية.
    و إذ ذاك يكون تاريخ ميلادها يعود إلى ما قبل 610 و عليه يستحيل أن يكون عمرها وقت زواجها بالنبي أقل من أربعة عشر عاما ، و من ثم نلمس تناقضا في روايات الطبري.
    خلاصة : الطبري ليس مصدرا موثوقا لتحديد عمر عائشة رضي الله عنها.

    الحجة الثالثة : عمر عائشة موازاة ً مع عمر فاطمة
    حسب بن حجر فقد: ولدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي صلى الله عليه وسلم بن خمس وثلاثين سنة وبهذا جزم المدائني ونقل أبو عمر عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين
    الإصابة في تمييز الصحابة .بن حجر العسقلاني ،مج 4 ص 377 ، مكتبر الرياض الحديثة 1978 ".
    و إذا كانت رواية بن حجر صحيحة فإن عائشة ولدت عندما كان النبي في الأربعين من عمره ، و إذا ثبت أن النبي تزوجها و هو في سن 52 فإن عمر عائشة يكون بالضرورة لدى زواجها هو 12 سنة.خلاصة:بن حجر ، الطبري ، بن هشام و بن حنبل يناقض بعضهم بعضا و من ثم فإن قصة زواج عائشة في سن السابعة هي مجرد أسطورة لا غير.

    الحجة الرابعة : عمر عائشة بموازاة عمر أسماء
    حسب عبد الرحمان بن أبي الزناد فقد: كانت أسماء أكبر من عائشة بعشر
    ( سير أعلام النبلاء ، الذهبي : مج 2 ص 289 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1992).

    كما أن بن كثير يوافق رواية بن أبي الزناد و يحكي أنها
    -أسماء: وهي أكبر من أختها عائشة بعشر سنين
    ( البداية و النهاية ، بن كثير مج8 ص 371 ، دار الفكر العربي ـالجيزة 1933).
    استرشادا بابن كثير فإن أسماء " شهدت مقتل ابنها خلال ذلك العام (73 هجرية) كما سبق و أن ذكرنا ، و بعدها بخمس ايام توفيت ." و على غرار روايات أخرى فإنها لم تتوفى بعد 5 سنوات و إنما بعد 10 أو 20 يوم أو بعد ذلك بأيام قلائل أو حتى لمائة يوم بعد الحدادث ، لتظل الرواية الأكثر ترجيحا هي وفاتها بعده بمائة يوم و هي تبلغ المائة من عمرها.( البداية و النهاية ، بن كثير ، مج 8 ص 372 ، دار الفكر العربي ، الجيزة 1933).
    و يروي بن حجر العسقلاني أن "
    أسماء بنت أبي بكرالصديق [ذات النطاقين] زوج الزبير بن العوام من كبار الصحابة عاشت مئة سنة و ماتت سنة ثلاث أو أربع و سبعين
    (تقريب التهذيب ،بن حجر العسقلاني ، ص 654 ، باب في النساء ، حرف ألف).
    على رأي أغلب المؤرخين فإن أسماء الأخت الكبرى لعائشة ، كانت تفوق الأخيرة بعشر أعوام و إذا كانت أسماء بلغت المائة سنة 73 للهجرة فإنه بالضرورة يكون سنها زمن الهجرة 27 أو 28 عاما و عليه يكون سن عائشة زمنئذ 17 أو 18 عاما ، و إذا كان ذلك كذلك تكون قد بدأت العيش إلى جنب النبي و هي بنت 19 أو 20.تأسيسا على روايات بن حجر ، بن كثير و عبد الرحمان بن أبي الزناد ، فإن عمر عائشة وقت زواجها بالنبي كان يتراوح بين 19 و 20 عاما ، و هكذا يؤكد بن حجر في الحجة الثالثة على أن سنها وقت زواجها بالنبي كان 12 عاما ثم يناقض نفسه في الحجة الرابعة مانحا إياها 17 أو 18 عاما ..فأي الروايات نصدق ؟

    الحجة الخامسة : معركتا بدر و أحد
    في حديث لمسلم ثمة رواية تحكي لنا قصة مشاركة عائشة في معركة بدر ، و هكذا تقول في معرض حديثها عن رحلتها إلى بدر و عن حادث مهم وقع أثناء السفر :" ... حتى إذا كنا بالشجرة ...." و هو دليل ساطع على أنها كانت ضمن الوفد المسافر نحو بدر. ( كتاب الجهاد و السير ، باب كراهية الاستعانة في الغزوة بالكافر).
    رواية أخرى تؤكد لنا مشاركة عائشة في معركة أحد تأتينا من عند البخاري ." يروي أنس أنه في يوم أحد
    ‏:‏ لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان - أري خَدَم سوقهما - تَنْقُزَانِ القِرَبَ على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم( البخاري ، الفتح، كتاب الجهاد والسير ، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال. رقم (2880)

    و هكذا يتأكد مرة أخرى أن عائشة شهدت معركتا أحد و بدر.
    يروي لنا البخاري أن حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إبراهيم حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،قَال أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَن ابْن عُمَر رضى عنهما أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يوم أُحُدٍ و هو ابن أربع عشرة فلم يجزه ،و عرضه يوم الخندق و هو ابن خمس عشرة فأجازه .ُ
    . ( كتاب المغازي، باب غزوة الخندق و هي الاحزاب).
    تأسيسا على هاته الروايات فإن القاصرين كانوا ممنوعين من المشاركة في معركة أحد ، بيد أن عائشة شاركت في معركتي بدرو أحد.

    خلاصة : مشاركة عائشة في المعركتين تدل بوضوح أن سنها كان يفوق التاسعة بل كان يتجاوز 15 عاما على أقل تقدير إذ أن النساء كن يرافقن رجالهن إلى ساحة المعارك لمساعدتهم لا لكي يكن عالة عليهم ، و هذا يشكل بدوره دليلا آخر على تناقض الروايات المتعلقة بعمر عائشة.

    الحجة السادسة : سورة القمر
    حسب قول مجمع عليه ، فإن عائشة ولدت لثمان سنين قبل الهجرة ، بيد أنه حسب رواية أخرى للبخاري فإن
    حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يوسف،أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ ،أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْن مَاهَكَ، قَال إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُم الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ لَقَدْ أُنْزِلَ على محمد صلى الله عليه و سلم بمكة ،و إني جارية ألعب [ ‏بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ‏ ]‏ َ ُ( صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، باب قوله :بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر

    إن السورة 54 من القرآن نزلت لثمان سنين قبل الهجرة أي عام 614 م و إذا كانت بداية عيش عائشة جنب النبي سنة 623 أو 624 و هي في التاسعة من عمرها ، فهذا يعني أنها كانت حديثة الولادة( رضيعة) عندما نزلت سورة القمر ، و لكنه حسب الرواية السابقة فإنها كانت جارية و ليست رضيعة سنة النزول ، و هو ما يؤكد بالضرورة أن سنها كان يتراوح زمن نزول سورة القمر بين 6 و 13 و من ثم يكون سنها وقت زواجها يتراوح بين 14 و 21 عاما.

    خلاصة: تناقض هاته الرواية بدورها قصة زواج عائشة في سن التاسعة

    الحجة السابعة : مصطلحات لغوية عربية
    حسب رواية منسوبة لآحمد بن حنبل فإنه بعد وفاة زوجة الرسول الأولى خديجة رضي الله عنها أتت خولة إلى النبي ناصحة إياها بتكرار الزواج فسألها النبي إن كان لديها خيارات تقترحها ، ردت خولة : يمكنك الزواج من بكر أو ثيب ، و لما سألها الرسول عن بكر تفضلها ، ذكرت عائشة. يروي ابن الاثير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت : لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم بن الاقوص لرسول الله صلى الله عليه و سلم : الا تتزوج قال: و من؟ قالت : ان شئت بكرا و ان شئت ثيبا قال صلى الله عليه و سلم : فمن البكر ؟ قالت : ابنة احب خلق الله اليك عائشة بنت ابي بكر .
    حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة ويحيى قالا‏:‏ لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت‏:‏ يا رسول الله ألا تزوج قال‏:‏ ‏من قالت‏:‏ إن شئت بكرا أو ثيبا قال‏:‏ فمن البكر قالت ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك عائشة بنت أبي بكر [مسند الإمام أحمد المجلد 6 ص 182]
    كل من يجيد اللغة العربية يدرك أن لفظة البكر لا تطلق على صبية قاصرة ذات 9 سنين ، إذ اللفظ الصحيح لطفلة كتلك هي الجارية كما سبق و أن اشرنا ...أما لفظ البكر فيستعمل للإشارة إلى بنت غير متزوجة بالغة و لم تمر بتجربة جنسية سابقة لزواجها الاني كمتل لفظ عذراء في اللغة اللاتينية و عليه قإنه معلوم بالضرورة أن لفظ طفلة ذات 9 أعوام لا يعني البتة الانسة أو البكر.

    خلاصة : إن المعنى الأدبي للفظ البكر في الحديث المذكور يشير حتما إلى البنت المرأة البالغة و التي لم تمر بتجربة جنسية سابقة لزواجها و من ثم تكون عائشة امرأة بالغة وقت زواجها بالنبي .ا

    الحجة الثامنة :النص القرآني
    يجمع المسلمين على مرجعية النص القرآني ، و من ثم وجب علينا أن نبحث الصواب في كتاب الله عز و جل و نحاول من خلاله ازالة بعض ظلال الشك التي نسجها رجال شرفاء ينتمون لعصر الاسلام الكلاسيكسي فيما يخص عمر عائشة حين زواجها بالرسول فهل يا ترى يجيز الإسلام أم يمنع زواج القاصرة ؟ليس ثمة آيات تبيح بوضوح هذا النوع من الزواج ، بل نجد بالمقابل آيات (عبارة عن فقرة ) تحث المسلمين على ضرورة إكمال تربية اليتيم ، إذ أن تعاليم القرآن بخصوص تربية اليتيم هي صالحة التطبيق كذلك مع أبناءنا ، فتشترط الآيات : وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ،وا بْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا .(سورة النساء ، الايتان 5 و 6 ).ا

    على ضوء هاته الآيات فإنه في حالة فقدان أطفال لآبويهم وجب على المسلم أن
    يطعمهم 2- يكسيهم 3- يربيهم 4- اختبار درجة بلوغهم إلى حين زواجهم قبل أن يوكل إليهم مهمة تدبير أمولهم و عليه قإنه لا يصح أبداعلى مسلم بالغ مسؤول أن يمنح صلاحية التصرف المادي لطفلة قاصرة ذات سبع أو تسع سنين ، و إذا ما أدركنا عدم جواز ذلك، فإن طفلة بتلك المواصفات لن تكون جاهزة بدنيا و عقليا للزواج.
    و يؤكد بن حنبل في مسنده أن عائشة و هي في التاسعة من عمرها كانت تهتم بلعبها أكثر من اهتمامها بشؤون بيتها.مسند أحمد بن حنبل مج6 ص 33 و 99.
    و هنا يصعب التصديق بأن أبا بكر كرجل ذو مكانة اجتماعية و أخلاقية عالية بين المسلمين يقبل تزويج بنته القاصرة للرسول و هو في الخمسينيات من عمره ، كما يستحيل تصور النبي متزوجا بطفلة في السابعة من عمرها

    ثمة مسؤولية جسيمة ملقاة على ولي الطفل و تتعلق بتربيته ، دعنا نتساءل : من يعتقد بيننا أنه يستطيع تربية أطفاله تربية مقبولة قبل أن يبلغوا 7 أو 9 سنين ؟ الأكيد أن الجواب سيكون بالنفي ...و هذا كذلك رأي المنطق و عليه : كيف يمكننا تصديق أن عائشة تلقت تربية كافية في سن السابعة وقت خطبتها ؟

    لقد عرف عن ابي بكر عدله و حكمته ، فإذا كان يرى أن عائشة لازات طفلة و لم تحصل على التربية الكافية التي يوصي بها القرآن فحتما أنه كان سيرفض إذ ذاك تزويجها ، فلا النبي و لا رفيقه في الغار سيعصيان أمرا قرآنيا حكيما.

    خلاصة إن زواج عائشة في سن السابعة كما هو متعارف عليه هو عصيان لآمر قرأني بوجوب البلوغ ، و من ثم نستنتج أن زواج عائشة القاصرة ذات السبعة أعوام هو مجرد خرافة لا غير.ا

    الحجة التاسعة : شرط القبول في الزواج
    لكي يكون الزواج صحيحا في الإسلام يجب أن تستشار المرأة و تدلي بقبولها قبل العقد(مشكاة المصابيح) و أيا كان مبلغ تصورنا فإن شرط القبول لا يتحقق من طقلة قاصرة ذات 7 سنين لآنها لا تملك سلطة التصرف ، إذ لا يعقل أن يقبل رجل ذكي مثل ابي بكر خطبة بنته القاصرة لرجل يفوق الخمسين ، و نفس الشيء نقوله عن النبي المعصوم ، إذ يستحيل أن يوافق على قبولٍ صدر من طفلة رافقتها لعبها حسب حديث مسلم إلى بيت الزواج
    خلاصة: لم يتزوج النبي عائشة و هي في سن السابعة لأن أمرا كهذا يعد خرقا لشروط صحة عقد الزواج في الشريعة الاسلامية ، و من ثم فقد تزوج النبي عائشة و هي امرأة بالغة و ناضجة عقليا و بدنيا
    تلخيص
    لم يكن ثمة تقليد عربي معروف يقضي بتزويج البنات القاصرات في سن السابعة أو التسعة ، كما أنه صلى الله عليه و سلم لم يعقد نكاحه على عائشة في سن مماثلة ، علاوة على أن عرب الجزيرة لم يعترضو قط على زواج مماثل لأنه و ببساطة لم يحدث و أن وقع أصلا

    من الجلي أن رواية هشام بن عروة لقصة زواج عائشة في سن التاسعة لا يمكن الوثوق بها و قبولها على نحو الصحة، لتناقضها مع عدة روايات أخرى وصلتنا ، إضافة إلى أنه ليس ثمة أي دافع يجعلنا نقبل (كنص صحيح ) رواية بن عروة في الوقت الذي يعتبر علماء آخرون أمثال مالك بن أنس رواياته في أرض العراق غير صحيحة و ضعفوها،
    إن المعلوما التي مصدرها كل من الطبري ، البخاري و مسلم توضح أوجه التناقض بين بعضهم البعض فيما يخص سن عائشة ، ضف إلى هذا أنهم كثيرا ما يناقضون أنفسهم أثناء رواياتهم التاريخية ، و من ثم تكون الروايات المتعلقة بسن عائشة وقت زواجهاغير موثوقة تأسيسا على التناقضات المستخلصة من مؤلقات علماء الاسلام التقليديين .ا

    و نحن نصل إلى هاته النقطة فإنه لانبقي خلفنا مبررات منطقية لتصديق العمر المتعارف عليه لسن عائشة وقت زواجها بالنبي كرواية غير قابلة للشك ، في الحين الذي نعثر فيه على دلائل ساطعة تضحضها لتجعلها في موضعها الطبيعي كاسطورة ، علاوة على أن القرآن الكريم يحرم اصلا زواج الأطفال القاصرين فكيف يأمنهم على مسؤوليات اجتماعية.
    طبيب مقيم ب ميشيغن ....T.O SHANAVAS

    الدكتور شافناز
    ترجمة البشير البكاري من موقع ويب إاسلام الإسباني
    http://www.webislam.com/?idt=5292
    ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ [سورة الأنعام :125].
    ~ التصوير القرآني لأضرار الصعود في الفضاء ~

    55a.net ا~
    aljame3.net - ansaaar.com

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هزيم الرعد مشاهدة المشاركة
    الحجة الأولى : صحة المصدر

    إن أغلب الروايات المتعلقة بحادث الزواج هذا ، و المتضمنة في كتب الحديث جاءت عن طريق هشام بن عروة و الذي بدوره يسند رواياته لأبيه. منطقيا يفترض في صحة الحديث تعدد طرقه أو رواته و ألا يقتصر على شخص واحد ، و لعله من الغرابة ألا يروي تلك الحدادثة أحد من رواة المدينة و التي عاش فيها هشام بن عروة السنوات الأولى من عمره الواحد و السبعون ، علما أنه بين تلاميذ الرجل نجد ثمة مالك بن أنس رضي الله عنه.ا

    تتضمن أسانيد الأحاديث التي تروي قصة زواج النبي بعائشة رواة من العراق و هو البلد الذي -حسب المؤرخين- مرض فيه هشام بعد أن
    عاش أغلب فترات حياته بالمدينة.ا
    بالرجوع إلى كتاب تهذيب التهذيب و هو أحد المؤلفات المشهورة في علم السير و الجرح و التعديل ، نجد أنه حسب يعقوب بن شيبة فإن هشام بن عروة ( ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق ..)و سندرك بعد ذلك أن مالك بن أنس لا يثق بروايات هشام بن عروة عن طريق أهل العراق(بلغني أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق) تهديب التهذيب : بن حجر العسقلاني ، دار إحياء التراث الاسلامي .مجلد11 ص 50 .
    كتاب آ خر يتطرق لسير الرجال و علم الجرح و التعديل ، جاء فيه : حجة إمام لكن في الكبر تناقص حفظه .( ميزان الاعتدال / الذهبي ، (المكتبة الأثرية ، باكستان مجلد 4 ص 301

    خلاصة : تأسيسا على هاته المراجع ، نخلص إلى أن ذاكرة هشام بن عروة بدأت تضعف في أواخر عمره و هو ما يجعل رواياته بالعراق غير موثوق فيها و من ضمنها حديثه عن زواج النبي بعائشة رضي الله عنها و عن عمرها.
    كما قال الكاتب الفاضل إن أغلب الروايات - لا كلها - تدور على هشام بن عروة ، فلو أسقطنا روايات هشام بن عروة رحمه الله – كما يريد الكاتب - لبقيت لنا روايات أخرى صحيحة ليس في سندها هشام بن عروة رحمه الله .

    في صحيح مسلم (حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَلُعَبُهَا مَعَهَا وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ).

    و كذلك (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ قَالَ يَحْيَى وَإِسْحَقُ أَخْبَرَنَا و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ بِنْتُ سِتٍّ وَبَنَى بِهَا وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ) .

    ثم من الذي اشترط لصحة الحادثة تعدد رواتها ؟؟! و هل كل حديث انفرد بروايته فرد يكون ضعيفًا ؟!

    قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله :
    ( الحديث " الفرد المطلق " – و هو الذي تقدم في الأفراد أنه ما رواه واحدٌ فقط – يسمى أيضًا " الغريب " فإذا انفرد بالحديث راويان سمي " عزيزًا " فإذا رواه أكثر من اثنين سمي " مشهورًا " ) .

    فهذا كما تقسيم للحديث حسب عدد الرواة لا تقسيم له على حسب الصحة و الضعف ، ثم قال الشيخ رحمه الله عن الحديث الغريب :

    ( الغالب على الحديث الغريب أن يكون ضعيفًا و منه الصحيح و الحسن ) .

    ثم قال الشيخ رحمه الله :
    ( نريد أن ننبه هنا على مثال واحد يخطئ فيه الناس ،و هو حديث " إنما الأعمال بالنيات " فقد زعم بعضهم أنه مشهور بل غالى غيره فادعى أنه متواتر ، و الحق أنه حديث غريب ، أي فرد مطلق ، فإنه تفرد به عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و تفرد به علقمة عن عمر ، و تفرد به محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة ، و تفرد به يحيى بن سعيد عن التيمي ، ثم اشتهر بعد ذلك بل تواتر عن يحيى بن سعيد ، و قد ورد بأسانيد أخر من غير حديث عمر لكنها كلها أسانيد ضعاف ) " شرح ألفية السيوطي 24 -25 " .

    فلا يلزم تعدد الرواة لنقول بصحة الحديث و هناك أحاديث متفق على صحتها كحديث " الأعمال بالنيات " و لم يقل أحد إنها ضعيف لأنها لم يروها غير واحد ، على أن هذا كله لا يتوجه لحديث زواج عائشة رضي الله عنها بشيء لأن هشام بن عروة رحمه الله قد تُوبِع على روايته .

    ربما يتبع إن كان هناك تعليق على باقي الحجج بعد أن تبين ضعف الحجة الأولى و صحة مصدر الرواية .
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  3. #18

    افتراضي

    الرد على من طعن في سن زواج عائشة
    د. محمد عمارة
    ----------------------

    عوَّدنا الكاتبُ (جمال البنا) على كل غريب ومبتدع، وكان آخر هذه المبتدعات ما أعلنه في جريدة "المصري اليوم" بتاريخ 13/8/2008 من ظهور صحفي شاب يصحح للأمة خطأً منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، وجعل البنا يمدح ويبجل ذلك الصحفي الذي استطاع أن يكشف خطأ عَمِي على الأعلام طوال هذه القرون، فيا حظ أمه بهذا الجهبذ الذي دقق وفتش وقارع، ونقد سند الرواية التي تتحدث عن سن السيدة عائشة وقت زواجها من النبي، والتي غفلت عنها الأمة طوال 1000 عام، والفضل الأول كما يرى البنا يرجع إلى أنه لم يدرس في الأزهر وإلا لما كان يستطيع هذا العمل العظيم، وسوف يذهب هذا الرد وساوس الشيطان من رأسيهما إن شاء الله تعالى، إن أرادا الحق، وإن أبوا إلا المكابرة والعناد فكما قال ربنا: {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} [آل عمران: 119].

    يظهر في هذا البحث الكذب والاختلاق والجهل؛ وذلك من عدة أوجه:
    أولاً: كلمة أريد بها باطل، يقول البنا: "وجد الباحث في نفسه حمية للدفاع عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- لعلها لم توجد في غيره"، وهذا محض كذب وافتراء، وفعله ليس دفاعًا عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- ولا حمية له، بل هذه محاولة من محاولات القضاء على سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم- من خلال التشكيك في الأحاديث الواردة، وبث الريبة في نفوس العامة نحو الأئمة الأعلام، وإن كان البنا صادقًا فأين هؤلاء من ذبهم عن الدين، ورد افتراءات المستشرقين والعلمانيين، أين جهدهم في صد عدوان الكفر، أين هم من الدعوة لدين الله، لا شيء من هذا مطلقًا؛ إلا مقالات سيئة، وفتاوى ماجنة كتلك التي تجيز تقبيل الشباب للفتيات، وشرب الدخان في نهار رمضان وغير ذلك من الفتاوى القبيحة المنكرة.

    ثانيًا: كذب وتدليس على الخلق؛ إذ قال: "وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها -يعني أسماء- أكبر من عائشة بـ10 سنوات"، وهذا غير صحيح فليس هذا بالاتفاق وإنما هي رواية ذكرت، وسوف أبين الصحيح لجلاء الغيوم عن مرضى القلوب.

    ذكر الباحث نقلا من كتب (الكامل، وسير أعلام النبلاء، وتاريخ الطبري، ووفيات الأعيان، والبداية والنهاية، وتاريخ بغاد، وتاريخ دمشق) ما يؤكد أن عائشة قد ولدت قبل البعثة، بانيًا وهمه هذا على ما روي من فارق السن بينها وبين أختها أسماء وهو عشر سنوات، وهذا يضعف - في زعم الصحفي - حديث البخاري الذي يثبت فيه أن النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- تزوج عائشة وهي بنت ست ودخل عليها وهي بنت تسع سنين.

    وقد رجعت إلى تلك المصادر التي اعتمد عليها الصحفي وعلى غيرها من أمهات الكتب فلم أجد ما زعمه إلا روايات لا تشهد له بشيء؛ ففي كتاب معرفة الصحابة لأبي نعيم (6/ 3208)، والبداية والنهاية (3/ 131)، وسير أعلام النبلاء (3/ 427)، وأسد الغابة (7/ 7، 186، 216)، وتاريخ الإسلام (3/ 604، 698)، والسمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين لمحب الدين الطبري (صـ 36)، أضف إلى ذلك ما ذكره ابن هشام في السيرة وهو أسبق من هؤلاء جميعًا في عدم تمييز عائشة البكاء من الفرح قبل الهجرة لصغر سنها.

    جاء في سير أعلام النبلاء أيضًا (3/ 522) وكذا تاريخ الإسلام: "وكانت -أي أسماء- أسن من عائشة ببضع عشرة سنة". وإن كنا لا ننفي الرواية الواردة بأن الفارق بينهما عشر سنين فقط، إلا أنها لا تصح.

    فإذا كانت كتب التاريخ تؤكد أن وفاة أسماء كان سنة 73 هـ وتوفيت عن عمر 100 سنة، وأن أسماء هاجرت وعمرها 27 سنة وهذا يعني أنها حينما أسلمت كان عمرها 14 سنة بطرح مدة الدعوة المكية 13 من مجموع السن 27-13 = 14، والثابت أنها كانت أكبر من عائشة ببضع عشرة سنة على الراجح كما ذكر ذلك الذهبي وغيره، والبضع من 3 إلى 9، فلو اعتبرنا ما بين أسماء وعائشة، لوجدنا أن البضع عشرة سنة هو ما بين 13 إلى 19 سنة، وعليه فتكون عائشة قد ولدت في السنة الخامسة من البعثة، أي في الإسلام وليس قبل الإسلام، وهذا ما يتفق مع الكتب السابقة.

    ثالثًا: الكذب والتدليس مرة أخرى فينقل الصحفي كلامًا من كتاب البداية والنهاية ليس له وجود أصلا فيزعم أن ابن كثير قال عن الذين سبقوا بإسلامهم: "ومن النساء أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله يدعو في خفية ثم أمر الله رسوله بإظهار الدعوة"، ثم يقول: وبالطبع هذه الرواية تدل على أن عائشة قد أسلمت قبل أن يعلن الرسول الدعوة في عام 4هـ وأخذ يستطرد ويدور حول هذه القصة الملفقة ليثبت المراد من هذا الكذب ظنًّا أن هذا الأمر لن يبحث عنه أحد، قلت: وقد رجعت إلى الموطن المشار إليه فلم أجد ما ذكره الصحفي الهمام الذي لم يجد بدًّا من الكذب على الأعلام لإظهار الخطأ الموهوم، ولم يذكر ابن كثير خبرًا فيه ذكر أسماء في السابقين إلى الإسلام فضلا عن عائشة.

    رابعًا: الحديث الثاني الذي يستند عليه، والعجيب أنه من رواية البخاري الذي يزعم كذبه ويستدل به، والأعجب أنه لم يفهم فحواه، ولعل عذره أنه لم يتخرج في الأزهر كما يقول تلميذه البنا!، والحديث عن عائشة: "لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرًا قبل هجرة الحبشة..." وهذا كذب وتدليس من الصحفي ومتابعة على جهله من تلميذه البنا للوصول إلى مأرب وغرض خبيثين، ونص الحديث: "خرج أبو بكر مهاجرًا قِبَلَ الحبشة"، وهناك فارق كبير بين المعنيين، فالحديث يبين أن أبا بكر لما أوذي واشتد إيذاء قريش له خرج نحو الحبشة مهاجرًا وكان خروجه هذا قريبًا من هجرة المدينة يعني في أواخر الدعوة المكية، فلقيه ابن الدغنة فأجاره، والهجرة لم تنقطع إلى الحبشة إلا بهجرة المدينة، ويؤكد هذا المعنى ما جاء في الحديث نفسه: على لسان أبي بكر لابن الدغنة: إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله ورسوله، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسَلَّم-: ((قد أريت دار هجرتكم؛ رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين...)) يعني الأمر لم يتعدَّ الأيام التي خرج فيها أبو بكر يريد الحبشة، فرجع في جوار ابن الدغنة، فلم يمتنع عن استعلانه بالقرآن فشكت قريش إلى ابن الدغنة، فخلع أبو بكر جواره فبشره النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- برؤية أرض الهجرة.

    وقد حرف النص كما ترى ليصل إلى مراده، ومعلوم أن بدء الهجرة إلى الحبشة كان في بداية الإسلام ليثبت أن عائشة كانت قد ولدت قبل البعثة، لاحظ أيضًا أن هذا الحديث يؤكد صغر سن عائشة لقولها: "لم أعقل أبوي قط..." وهذا يؤكد أنها ولدت في الإسلام كما أثبتناه.

    خامسًا: تناقض في قياس عمر عائشة على عمر فاطمة بأن فارق السن بينهما خمس سنوات وأن فاطمة ولدت قبل البعثة بخمس سنوات مما يستلزم أن تكون عائشة ولدت عام البعثة الأول، وهذا فيه تناقض صريح؛ إذ كيف يثبت مولدها قبل البعثة بـ 4 سنوات بالموازنة بينها وبين أسماء، ثم يثبت مولدها عام البعثة الأول مقارنة بسن فاطمة، والحقيقة غير ذلك، يقول الذهبي في السير: "وعائشة ممن ولد في الإسلام، وهي أصغر من فاطمة بثمان سنين" (سير أعلام النبلاء 3/ 429). وتأمل هذا، وفي ترجمة فاطمة قال الذهبي: "مولدها قبل البعثة بقليل" (السير 3/ 417)، فإذا ما نظرنا إلى سن زواج النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- من عائشة وكان قبل الهجرة ببضعة عشر شهرًا، وقيل بعامين، أضف على هذا السن عمر عائشة حينها وكان ست سنوات، فيكون المجموع 2 + 6 = 8 اطرح هذا من مدة الدعوة المكية 13 - 8 = 5، فإن هذا يعني أنها ولدت في السنة الخامسة من الهجرة. ويؤكد هذا المعنى ما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 216) إذ ذكر أن النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- زوج عليًّا من فاطمة بعد أن تزوج النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- عائشة بأربعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وهذا يعني أنه بنى بها في السنة الثانية من الهجرة، فإذا ما اعتبرنا السن المذكور لفاطمة تبين لنا أنها ولدت قبل البعث بقليل كما ذكر الذهبي وغيره.

    فانظر كيف تناقض المسكين الذي يفخر به تلميذه البنا بأنه لم يدرس في الأزهر، والفخر للأزهر حقيقة أنه لم يحتضن هؤلاء المشاغبين، ولم يجلسوا في أروقته، ولم يعرفوا أدب العلم وحق العلماء.

    سادسًا: عدم الأمانة العلمية في نقل النصوص؛ إذ نقل الكاتب عن كتاب الإصابة أن فاطمة ولدت عام بناء الكعبة وعمر النبي -صلَّى الله عليه وسَلَّم- 35 سنة، وأنها أسن من عائشة بخمس سنوات، ولم يبين أن هذه رواية من روايات عدة ذكرها ابنُ حجر؛ منها أيضًا أن فاطمة ولدت سنة إحدى وأربعين من ميلاد النبي، وقد رجح ابن حجر أن مولدها كان قبل البعثة بقليل وهو ما يتفق مع ما ذكرناه قبل ذلك.

    سابعًا: الجهل بالنصوص وعدم الفهم؛ ومن ذلك قوله عن الطبري: "بأنه جزم بيقين أن كل أولاد أبي بكر قد ولدوا في الجاهلية"، وهذا كذب وخلط وعدم فهم؛ لأن نص الطبري المذكور يتحدث فيه عن أزواج أبي بكر الصديق وليس عن أولاده (راجع تاريخ الطبري 2/ 351)، وقد قسم الطبري أزواجه اللاتي تزوجهن؛ فمنهن من تزوجهن في الجاهلية وولدن له، ومنهن من تزوجهن في الإسلام، ثم سمى أولاد أبي بكر من زوجتيه اللتين تزوجهما قبل الإسلام وقال: "فكل هؤلاء الأربعة من أولاده ولدوا من زوجتيه اللتين سميناهما في الجاهلية"، فالحديث عن الأزواج وليس عن الأولاد، ويمكن أيضًا مراجعة تاريخ الطبري ج 2 صـ 212 في ذكر زواج النبي بعد خديجة، وهو يجزم بأن النبي بنى بها بعد الهجرة وكان عمرها تسع سنين.

    وأخيرًا:
    الأولى أن يترك هذا لأهل الاجتهاد والعلم وليس لأهل الجهل، فقد أوقعوا بأنفسهم نتيجة عدم البحث والدراسة، والإصرار على التعالم، فعليهم أن يعملوا فيما تخصصوا فيه لا فيما يدعونه؛ فإن ذلك يوقع بهم فيما نرى، وأرجو أن تكون آخر بلايا جمال البنا.

  4. #19

    افتراضي


    الرد على من زعم أن الرسول بنى بزوجه عائشة وعمرها 18 عاما
    تاريخ الفتوى : 24 شعبان 1429 / 27-08-2008


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    كثيرا ما يفرح الإنسان، ويظن أنه أوتي علماًً، وأنه أتى بما لم يأت به الأولون، فيقع في هاوية، وكان قبلها في مأمن أن تنزلق أقدامه إرضاء لكبرياء نفسه، أو ظناًً منه أنه ينافح عما يلقيه أعداء الدين من شبهات حول الرسول صلى الله عليه وسلم.

    وما توصل إليه من حسابات بأن عائشة يوم بنى بها النبي صلى الله عليه وسلم كان عمرها (18) سنة، هو كلام باطل لا يصح، وذلك لما يلي:

    (1) اتفاق الأحاديث في الصحيحين وغيرهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بها وهي بنت تسع سنوات، وكان حرياًً بهذا الباحث ـ هداه الله ـ أن ينقل لنا اتفاق العلماء على هذا الأمر، بدلاًً مما ادعاه على اتفاقهم أن أسماء تكبر عائشة بعشر سنوات، وليس فيه اتفاق كما سوف أبين إن شاء الله.

    (2) أن عائشة نفسها ـ وهي صاحبة القصة ـ تروي وقائع زواجها منه صلى الله عليه وسلم ومن ذلك ما ذكرته كما في صحيح مسلم أنها زفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبتها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة، أفتصدق صاحبة القصة الصريحة أم الذي يتفلسف بحساباته ؟

    (3) في الحديث السابق يتأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى بها وهي بنت تسع سنين، لأن عائشة رضي الله عنها ضبطت أيضاًً عمرها يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم (18) سنة، فتكون في أول الهجرة لها (9) سنوات.

    (4) زعم الباحث أن عائشة ولدت قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بنحو (4) سنوات، وهذا ما يكذبه الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء حيث قال: ( وعائشة ممن ولدت في الإسلام ) ويكذبه أيضاًً الحافظ ابن حجر في الإصابة قال: ولدت ـ يعني عائشة ـ بعد المبعث بأربع سنين أو خمس سنين فكيف يقول هذا الكاتب أنها ولدت قبل الإسلام ؟

    (5) تروي لنا كتب السيرة أن عائشة ماتت وعمرها (63) سنة وأشهر سنة 57 هجريا، فيكون عمرها قبل الهجرة (63-57 =6) فإذا جبرت الكسور كما هي عادة العرب في حساب السنين أنهم يجبرون كسور السنة الأولى والأخيرة، فيزيدون سنتين فيكون الحساب (6+2=8) سنوات، وسنة بعد الهجرة- لأن النبي تزوجها بعد ثمانية أشهر- فيكون عمرها نحو (9) سنوات متوافقاًً مع الروايات السابقة.

    (6) وأما قول الكاتب اتفاق كتب السيرة على أن أسماء أكبر من عائشة بعشر سنين، فهذا الاتفاق لا دليل عليه، قال الذهبي في السير (2/287): كانت ـ يعني أسماء أسن من عائشة ببضع عشرة سنة، فإذا قلنا إن عائشة كان لها تسع سنوات عند الهجرة أي أنها ولدت بعد البعثة (13-9) =(4) سنوات. هذا مولد عائشة في العام الرابع ( بعد البعثة )، فإذا أضفنا إلى ذلك قول أبي نعيم في " معرفة الصحابة " أن أسماء ولدت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، فيكون عمر أسماء على التحديد يوم ولدت عائشة (10+4=14) سنة وهو ما يتوافق مع قول الذهبي في السير كانت ـ أسماء ـ أسن من عائشة ببضع عشرة سنة.

    وإني لأرجو من هؤلاء الكتاب أن يتقوا الله، ولا يتجرؤوا على السنة، ولا تزيغ بهم الأهواء، أو يحملهم حسن نواياهم ـ إن صدقوا ـ للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يسيئوا للسنة، أو إلى حملتها من العلماء المخلصين الربانيين فهم من حملوا الشريعة إليها ودافعوا عنها حق الدفاع، بذلوا في ذلك جهدهم وأموالهم فلا يفرحن أحد بدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ذلك يقتضي الانتقاص من قدر هؤلاء الأئمة الأعلام والتقليل من جهدهم، وأما الشبهة التي حاول الكاتب الرد عليها فهو أخر من يتكلم فيها، وقد رد العلماء عليها أحسن رد. وانظر للفائدة الفتاوى التالية: 13991، 76062، 108347، والأحرى بهم أن يردوا على الشبهات، فإنه لا غرابة أن يبني من هو في مثل هذا العمر وقد أوتي قوة ثلاثين رجلاًً بفتاة عندها تسع سنوات، قد اكتمل بنيانها وصلحت للزواج دون أي ضرر عليها، وقد كانت أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وكانت أغير النساء عليه.

    والله أعلم.


    http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...ng=A&Id=111903

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    أضيف هنا حلقة أخرى في سلسلة الردود على من شكّك في في سنّ الزواج من عائشة رضي الله عنها....أضيف هذا الرد :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
    أما بعد :
    فقد قرأت ما كتبه ( إسلام بحيري ) حول عمر عائشة رضي الله عنها لما تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والذي قرر فيه أن عمرها رضي الله عنها كان أربع سنوات عند البعثة ، في حين أن المتقرر عند أهل العلم هو ما دل عليه كلام عائشة نفسها من كون ولادتها كانت في السنة الرابعة من البعثة قال ابن كثير _ رحمه الله _ في البداية والنهاية ( 3/131 ) : (( وقوله [ يعني عروة ] تزوجها وهي ابنة ست سنين وبنى بها وهي ابنة تسع مالا خلاف فيه بين الناس وقد ثبت في الصحاح وغيرها وكان بناؤه بها عليه السلام في السنة الثانية من الهجرة إلى المدينة )) ، وقد قام الكاتب المذكور بمحاولة لتضليل القارئين من خلال تقديم معلومات مغلوطة يرتب عليها نتائج غير صحيحة يعتبرها هو بدهية أو يمكن التوصل إليها ببساطة ، ومن ذلك :


    1- لقد بنى مقارنته بين عمر عائشة وأسماء رضي الله عنها والنتيجة التي توصل إليها على مقدمة يوضحها قوله : ((وكما ذكرت جميع المصادر بلا اختلاف أنها أكبر من (عائشة) بـ ١٠ سنوات )) ، والحقيقة أن جميع المصادر التي ذكرها تذكر أن أسماء أكبر من عائشة بسنوات ، ثم تذكر قول ابن أبي الزناد كانت أكبر من عائشة بعشر سنين ، وقد نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 69/10 ) الإسناد إلى ابن أبي الزناد فقال : عن ابن نعيم : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي أنا أحمد بن عبد الواحد السلمي أنا جدي أبو بكر أنا أبو محمد بن زبر نا أحمد بن سعد بن إبراهيم الزهري نا محمد بن أبي صفوان نا الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال كانت أسماء بنت أبي بكر أكبر من عائشة بعشر سنين .

    وابن أبي الزناد ضعيف من حيث هو كما في الضعفاء والمتروكين للنسائي ( 1/68 ) والكامل في الضعفاء لابن عدي ( 4/274 ) ، وخاصة إذا روى عنه العراقيون _ كما في التعديل والتجريح للباجي عن علي ابن المديني _ والأصمعي عراقي _ كما هو معلوم _ .


    وعلى كل حال فليس الأمر كما أراد ( بحيري ) أن يصوره أن المسألة متقررة في المصادر ؛ إذ ليس العلماء المتقدمون ( مغفلون ) أو ( أغبياء ) ويأتون بمعلومات متناقضة كما يحلو لهذا الرجل أن يصورهم به ، ومما يزيد الأمر وضوحاً ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/380 ) _ وهو من الكتب التي رجع إليها ( بحيري ) وأشار إليها _ : (( قال ابن أبي الزناد كانت أكبر من عائشة بعشر سنين .قلت : فعلى هذا يكون عمرها [ يعني أسماء _ إحدى وتسعين سنة ، وأما هشام بن عروة فقال عاشت مئة سنة )) فظاهر من كلام الذهبي _ رحمه الله _ أنه لا إشكال في عمر عائشة وأنها ولدت في العام الرابع من البعثة ، وإنما يرد الإشكال في حال الأخذ بقول ابن أبي الزناد على عمر أسماء رضي الله عنها وعن أختها وأبيها .


    2- قال ( بحيري ) : ((حساب عمر (عائشة) مقارنة (بفاطمة الزهراء) بنت النبي: يذكر (ابن حجر) في (الإصابة) أن (فاطمة) ولدت عام بناء الكعبة والنبي ابن (٣٥) سنة، وأنها أسن ــ أكبر ــ من عائشة بـ (٥) سنوات )) ، وأنقل للقارئ الكريم نص كلام ابن حجر _ رحمه الله _ في الإصابة ( 8/54 ) ، والذي يتضح فيه كيف أن هذا الرجل _ أعني ( بحيري ) _ إما جاهل لا يفهم ما هو مكتوب أمامه ، أو مغرض يريد أن يزيف الحقائق ليصل إلى أغراضه المتمثلة في قوله : (( نجد أن (ابن حجر) وهو شارح (البخاري) يكذب رواية (البخاري) ضمنيا ... وقد أوردت هذه الرواية فقط لبيان الاضطراب الشديد في رواية البخاري )) ، وإليك نص كلام ابن حجر : ((واختلف في سنة مولدها فروى الواقدي عن طريق أبي جعفر الباقر قال قال العباس ولدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي ابن خمس وثلاثين سنة وبهذا جزم المدائني ، ونقل أبو عمر عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين وتزوجها على أوائل المحرم سنة اثنتين بعد عائشة بأربعة أشهر وقيل غير ذلك )) فظاهر أن الذي قال أن فاطمة أسن من عائشة بخمس سنوات هو الذي قال بأنها ولدت قبل البعثة بسنة ، أي أن عائشة ولدت في السنة الرابعة من البعثة كما هو مقرر عن أهل العلم ، وهذا ظاهر .


    3- قال ( بحيري ) : ((ذكر (ابن كثير) في (البداية والنهاية) عن الذين سبقوا بإسلامهم «ومن النساء.. أسماء بنت أبي بكر وعائشة وهي صغيرة فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ورسول الله (صلي الله عليه وسلم) يدعو في خفية، ثم أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الدعوة» )) ، ولاحظ هنا كيف انه قد جعل كلام ابن كثير _ رحمه الله _ بين علامتي تنصيص ، وهذا يعني أنه منقول بنصه ، والحقيقة ليست كذلك ، فليس فيما نقله ابن كثير عبارة (فكان إسلام هؤلاء في ثلاث سنين ) ، ولكن الرجل ( فبرك ) النص ليصل إلى مراده ، وإليك نص كلام ابن كثير _ رحمه الله _ في البداية والنهاية ( 3/37 ) : ((وقد سرد ابن اسحاق أسماء من أسلم قديما من الصحابة رضي الله عنهم قال ثم أسلم أبو عبيدة وأبو سلمة والأرقم بن أبي الأرقم وعثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث وسعيد بن زيد وامرأته فاطمة بنت الخطاب وأسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة وقدامة بن مظعون وعبد الله بن مظعون وخباب بن الأرت وعمير بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود ومسعود بن القاري وسليط بن عمرو وعياش بن أبي ربيعة وامرأته أسماء بنت سلمة بن مخرمة التيمي وخنيس بن حذافة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وأبو أحمد بن جحش وجعفر بن أبي طالب وامرأته اسماء بنت عميس وحاطب بن الحارث وامرأته فكيهة ابنة يسار ومعمر بن الحارث بن معمر الجمحي والسائب بن عثمان بن مظعون والمطلب بن أزهر بن عبد مناف وامرأته رملة بنت أبي عوف بن صييرة بن سعيد بن سهم والنحام واسمه نعيم بن عبد الله بن اسيد وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وخالد بن سعيد وأمينة ابنة خلف بن سعد بن عامر بن بياضة بن خزاعة وحاطب بن عمرو بن عبد شمس وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وواقد بن عبد الله بن عرين بن ثعلبة التميمي حليف بني عدي وخالد ابن البكير وعامر بن البكير وعاقل بن البكير وإياس بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة من بني سعد بن ليث وكان اسم عاقل غافلا فسماه رسول الله عاقلا وهم حلفاء بني عدي ابن كعب وعمار بن ياسر وصهيب بن سنان ثم دخل الناس أرسالا من الرجال والنساء حتى فشا أمر الاسلام بمكة وتحدث به


    قال ابن اسحاق ثم امر الله رسوله بعد ثلاث سنين من البعثة بان يصدع بما أمر وأن يصبر على أذى المشركين قال وكان أصحاب رسول الله إذا صلوا ذهبوا في الشعاب واستخفوا بصلاتهم من قومهم فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر يصلون بشعاب مكة إذ ظهر عليهم بعض المشركين فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم فضرب سعد رجلا من المشركين بلحى جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الاسلام وروى الاموي في مغازيه من طريق الوقاصي عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه فذكر القصة بطولها وفيه أن المشجوج هو عبد الله بن خطل لعنه الله )) فالكلام أولاً ليس لابن كثير بل لابن اسحق ، وهنا ينقل ابن كثير نصين عن ابن اسحق ، وليس نصاً واحداً مدموجاً كما صوره ( بحيري ) ، وبمراجعة سيرة ابن اسحق نجد أن هناك نصين منفصلين ، وليسا مدموجين بهذه الطريقة ، فالأول يتحدث عن السابقين إلى الإسلام ، والثاني يتحدث عن الاستخفاء بالدعوة ، وإليك نص ابن اسحق كما في سيرته (2/124 ) :



    (( اسلام المهاجرين رضي الله عنهم
    نا أحمد نا يونس عن ابن اسحاق قال انطلق أبو عبيدة بن الحارث وأبو سلمة بن عبد الأسد وعبد الله بن الارقم المخزومي وعثمان بن مظعون حتى أتوا رسول الله  فعرض عليهم الاسلام وقرأ عليهم القرآن فأسلموا وشهدوا أنه على هدى ونور ثم أسلم ناس من قبائل العرب منهم سعيد بن زيد ابن عمرو بن نفيل أخو بني عدي بن كعب وامرأته فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى أخت عمر بن الخطاب وأسماء بنت أبي بكر وعائشة بنت أبي بكر وهي صغيرة وقدامة بن مظعون وعبد الله بن مظعون الجمحيان وخباب بن الأرت حليف بني زهرة وعمير بن أبي وقاص الزهري وعبد الله بن مسعود حليف بني زهرة ومسعود بن القاري وسليط بن عمرو أخو بني عامر بن لؤي وعياش بن أبي ربيعة المخزومي وامرأته أسماء بنت سلامة بن مخرمة التميمي وخنيس بن حذافة السهمي وعامر بن ربيعة حليف بني عدي بن كعب وعبد الله بن جحش الأسدي وأبو أحمد بن جحش وجعفر بن أبي طالب وامرأته أسماء بنت عميس وحاطب بن الحارث الجمحي وامرأته أسماء بنت المجلل أخت بني عامر بن لؤي والخطاب بن الحارث وامرأته فكهة بنت يسار ومعمر بن الحارث ابن معمر الجمحي والسائب بن عثمان بن مظعون والمطالب بن أزهر بن عبد عوف الزهري وامرأته رملة بنت أبي عوف بن صبير بن سعد بن سهم والنحام واسمه نعيم بن عبد الله أخو بني عدي بن كعب وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق وخالد بن سعيد بن العاص وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة من خزاعة وحاطب بن عمرو بن عبد شمس أخو بني عامر بن لؤي وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وواقد بن فائد بن عبد الله بن عبد عزيز بن ثعلبة التميمي حليف بني عدي بن كعب وخالد بن البكير وعامر بن البكير وعاقل بن البكير واياس بن البكير بن عبد الله بن ناشب من بني سعد بن ليث حلفاء بني عدي بن كعب وعمار بن ياسر حليف بني مخزوم وصهيب بن سنان حليف بني تيم ثم دخل الناس في الاسلام أرسالا من النساء والرجال حتى فشى ذكر الاسلام وتحدث به فلما أسلم هاؤلاء النفر وفشى أمرهم بمكة أعظمت ذلك قريش وغضبت له وظهر فيهم لرسول الله  البغي والحسد وشخص له منهم رجال فبادوه بالعداوة وطلبوا له الخصومة منهم أبو جهل بن هشام وأصحابه وأبو لهب وعبيد بن عبد يغوث وعمرو بن الطلاطلة والوليد بن المغيرة والعاصي بن وائل وأمية بن خلف وأبي بن خلف وهو الذي أصاب وجه رسول الله  بمكة وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة وأبو قيس بن الأسلت والحصين أو الحصن ابن الحارث بن سعيد بن الحجاج وهو زهير بن أمية بن المغيرة والسائب بن صيفي بن عابد والأسود بن عبد الأسد والعاص بن سعيد وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب وأبو العاص بن هشام وعقبة بن أبي معيط وأبو الأصداء الهذلي نطحته الأروى فسقط فتقطع والحكم بن أبي العاصي وعدي بن جبر الثقفي وزمعة بن الأسود وكان الذين يؤذونه أبو لهب وعقبة ابن أبي معيط والحكم بن أبي العاص وعدي بن حمراء الثقفي ورجل آخر.


    قوله عز وجل ( وأنذر عشيرتك الأقربين )
    نا أحمد نا يونس عن ابن اسحاق قال وكان الذي ينتهي اليه عداوة رسول الله  ويجتمع اليه فيها أبو جهل حسدا وبغيا لما خص به رسوله  من كرامته ثم ان الله تعالى أمر رسوله  أن يصدع بما جاء به وأن ينادي الناس بأمره وأن يدعو الى الله تعالى وكان ربما أخفى الشيء واستسر به الى أن أمر باظهاره ثلاث سنين من مبعثه ثم قال الله تعالى ) فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ( وقال ) وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ( وقال ( وقل إني أنا النذير المبين ) ))


    فظاهر أنه ليس هناك ترابط بين النصين ،وحتى على فرض الترابط بين النصين فهو قول يسوقه ابن اسحق من عند نفسه لا يعارض ما هو ثابت في الصحيح ، ولا يعارض ما ذكره هو بنفسه مما يوافق ما في الصحيح عند حديثه على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يبعد أن يكون ذلك سبق قلم منه _ رحمه الله _.


    4- قال بحيري : ((أخرج البخاري نفسه (باب ـ جوار أبي بكر في عهد النبي) أن (عائشة) قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبوبكر مهاجرًا قبل الحبشة)، ولا أدري كيف أخرج البخاري هذا فـ (عائشة) تقول إنها لم تعقل أبويها إلا وهما يدينان الدين وذلك قبل هجرة الحبشة كما ذكرت، وتقول إن النبي كان يأتي بيتهم كل يوم وهو ما يبين أنها كانت عاقلة لهذه الزيارات، والمؤكد أن هجرة الحبشة إجماعًا بين كتب التاريخ كانت في عام (٥) )) ، وأولاً لابد أن يعلم هذا الرجل أن الهجرة إلى الحبشة كانت مرتين ، وأن التي كانت في السنة الخامسة من الهجرة هي الهجرة الأولى ، وقطعاً هجرة الصديق التي تذكرها عائشة في السياق السابق ليست هي الهجرة الأولى _ كما هو ظاهر _ وبالتالي يسقط استدلاله كله ، ومن ناحية أخرى فالهجرة الثانية إلى أرض الحبشة لم تكن دفعة واحدة ، بل هناك من هاجر إلى الحبشة متأخراً _ كأبي موسى الأشعري مثلاً _ فلماذا يفترض هذا الرجل أن جميع من هاجر إلى الحبشة هاجروا في وقت واحد ، ويبني على ذلك استدلاله ، ناهيك أن سياق الحديث تاماً _ والذي تعمد ( بحيري ) أن يخفيه _ يدل دلالة واضحة أن هذه القصة وقعت قبيل الهجرة إلى المدينة ، إذ قال في آخر سياقها ((والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة )) ، وإليك سياق الحديث تاماً قال البخاري _ رحمه الله _ : (( حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل قال بن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي قال بن الدغنة فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار ارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه بن الدغنة فطاف بن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج أتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش بجوار بن الدغنة وقالوا لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا فقال ذلك بن الدغنة لأبي بكر فلبث أبو بكر بذلك يعبد ربه في داره ولا يستعلن بصلاته ولا يقرأ في غير داره ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فينقذف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن وأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم عليهم فقالوا إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره فقد جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره فأعلن بالصلاة والقراءة فيه وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فانهه فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلا أن يعلن بذلك فسله أن يرد إليك ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان قالت عائشة فأتى بن الدغنة إلى أبي بكر فقال قد علمت الذي عاقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له فقال أبو بكر فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل والنبي صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين إني أريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة وتجهز أبو بكر قبل المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبي أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده ... ))


    5- وأخيراً : لن أقف طويلاً في طعنه في هشام بن عروة فهو إمام مشهور ، لكن لأقطع على هذا الرجل تلبيسه أسوق الحديث بروايات مسلم ( 2/1039 ) حديث رقم ( 1422 ) ونصه : (( حدثنا عبد بن حُمَيْدٍ أخبرنا عبد الرَّزَّاقِ أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَهَا وهى بِنْتُ سَبْعِ سِنِينَ وَزُفَّتْ إليه وهى بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ وَلُعَبُهَا مَعَهَا وَمَاتَ عنها وهى بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ



    وحدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم وأبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وأبو كُرَيْبٍ قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الْآخَرَانِ حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ عن الْأَعْمَشِ عن إبراهيم عن الْأَسْوَدِ عن عَائِشَةَ قالت تَزَوَّجَهَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهى بِنْتُ سِتٍّ وَبَنَى بها وهى بِنْتُ تِسْعٍ وَمَاتَ عنها وهى بِنْتُ ثَمَانَ عَشْرَةَ )) فالحديث لم يتفرد به عروة بن الزبير بل رواه الأسود أيضاً عن عائشة ، ولم يتفرد به هشام بن عروة عن أبيه بل رواه الزهري أيضاً عن عروة ، وهذا في صحيح مسلم فقط ، وإلا فهناك متابعات أخرى في بقية الكتب الستة ، والخلاصة أن من يحاول الطعن في صحة هذا الحديث إنما يحاول إنكار الشمس في رابعة النهار .


    وصدق القائل ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) ، فنوصي ( بحيري ) أن يقتصر على عمله الصحفي فهو خير له من أن يدخل نفسه فيما لا يحسنه .

    والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين

    كتبه : محمد بن هائل المدحجي
    لجنة الرقابة الشرعيّة في مصرف الراجحي
    والباحث في الدكتوراة
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  6. افتراضي

    أرى في مناقشة موضوع سن أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها عند زواجها كوسيلة للدفاع عن تصرفات نبي يالله صلى الله عليه وسلم ودرء شبهة خطأ قام به وهذا بالطبع غير صحيح فحاشا لني الله ذلك وقد كان صغر زواج الفتيات أمراً عادياً ولو كان عاراً لطعن فيه كفار قريش وغيرهم في ذلك الزمان

    بل لو نظرنا إلى واقع الحال فما زال سن زواج الفتيات في بعض المناطق أقل بكثير من سن أزواجهن

    مريم عليها السلام حين كان مقررا لها أن تتزوج بيوسف النجار كان عمرها 12عاما وكان يوسف تجاوز التسعين فلماذا لا نراهم يطعنون في ذلك؟

    http://www.newadvent.org/cathen/08504a.htm

    الطعن في سن السيدة عائشة رضوان الله عليها ما هو إلا طعن في الأحاديث الصحيحة علماً بان صحيح البخاري هو أصدق كتاب على وجه الأرض بعد كتاب الله
    التعديل الأخير تم 10-26-2008 الساعة 11:59 AM

  7. افتراضي

    هذه فقرة منقولة عن أحد المنتديات وأعتذر عن عدم توفر الرابط:


    تحية عربية:
    ألفت عنايتكم إلى المقال الذي نشرته قبل أسبوعين في حول الموضوع وفيها إدانة للسرقة التي مارسها السيد إسلام بحيري. وسطوه على بحث لكاتب إمريكي مسلم أسمه شانافاس نشره عام 1999م حول الموضوع والمقال بعنوان: لصوص ومغفلون"بين إسلام بحيرى وجمال البنا" وإليكم النص حرفيا::

    يقول الكاتب المسلم شانافاس(T.o Shanavas وهو فيزيائي من ولاية ميشيغان): سألني مرة صديق مسيحي، إن كنت سأزوّج إبنتي ذات الأعوام السبعة، لرجل في الخمسين من عمره. أجبته بالصمت. إستمر وقال: إذا كنت لاتريد ذلك، فكيف تقبل زواج الطفلة البريئة عائشة إبنة السبع سنوات، من النبي. قلت له بأني لا أملك إجابة. إبتسم صديقي، وترك في قلبي جرحا. ( إنتهى)

    الترجمة أعلاه إقتبستها من نص للكاتب شانافاس نشره أول مرة عام 1999م، بعنوان: هل كانت عائشة عروس وهي في السادسة ؟ يمكن مراجعته بالإنكليزية على الرابط: http://www.ilaam.net/Articles/Ayesha.html
    قد يبدو الأمر عاديا، فالقصة أصبحت علكة يمضغها كل عابر إنترنت، لكن الأمر قد يهم الأستاذ ( الباحث) إسلام بحيرى!! صاحب (البحث) الذائع الصيت، في مجلة ( اليوم السابع) بعنوان: "زواج النبى من عائشة وهى بنت 9 سنين.. أكذوبة!" يمكن قراءته أيضا على الرابط التالي: http://www.youm7.com/News.asp?NewsID...125&IssueID=24
    لكن قبل الإسترسال بالموضوع، وقبل توجيه تهمة عدم الأمانة العلمية والأدبية أو فتح سجال حول السرقة والسطو والنهب، وبناء أمجاد زائفة على أكتاف الغير أود تسجيل مايلي:

    أولا: السرقة عموما هي إدعاء ملكية مالا تملك، وفي الأعمال الكتابية، هي إستيلاء على أفكار وجهود بحثية وإمتلاكتها بإعتبارها جهد وإبداع ذاتي، دون الإشارة إلى أصحابها الحقيقين.

    ثانيا: فكرت طويلا بإلتزام الصمت، سيما وأن السيد بحيري شاب في مقتبل العمر، والأيام كفيلة بتعليمه مافاته. وقد يكون الصمت، نوعا من الصيام كما تخبرنا الرواية الدينية، في قصة زكريا، وطريقا للتصوف والزهد. وقد كان بالإمكان رفع القبعة تحية لهذا الشاب الطموح، أسوة بالمجتهد الإسلامي المعروف جمال البنا، الذي كتب مديحا صحفيا له بعنوّان: "صحفى شاب يصحح للأئمة الأعلام خطأ ألف عام" (1) لكني أعلم أن ( صياما مجازيا) قد يصبح مشاركة ضمنية في الإثم، فالنحل والتزوير في تاريخ البشرية( كما يقول بعض النقاد) نشأ من خلال صمت وتواطؤ جمعي، فرضته إرادات سياسلطوية، بمشاركة( مقصودة وغير مقصودة) لمفكرين وكتاب، لم يجرؤوا على معارضة الذائقة الجمعية لعصرهم.

    ثالثا: على المستوى الشخصي، أجد أن الجدل في موضوع عمر زواج السيدة عائشة، أمر ثانوي، ولايمكن تحديده في ضوء الكرونولوجيا الإسلامية، فالإخباريون صنعوا لنا صورة مشوّشة ومتناقضة فرضت جدارا سميكا حجب أمامنا الرؤية، وهذا أمر منطقي وبديهي، سببه ظروف إنتقال الرواية من طورها الشفهي إلى الكتابي، مما حدا ببعض الباحثين( أمثال الألماني شاخت) إلى رفض الرواية الشفهية برمتها. وبهذا يكون قد إقتدى بموقف المعتزلة من جماعةالنقل، أو بموقف حركة القرائين اليهود من أحاديث الميشنا .


    وعودة إلى موضوع الأستاذ إسلام بحيري ( وبحثه) المدوّي، أجد أن أعيد عليكم الحكاية من أولها:

    قبل حوالي ثلاثة أعوام، وبينما كنت أتصفح مجلة ورقية ألمانية، إسمها نجمة الصباحDer Morgenstern ( العدد 10 عام 2005) يُصدرها بعض المتأسلمين الألمان وقع نظري على بحث مترجم من الأنكليزية، أعده (عبدالله فرانك بوبنهايم)، وهي عينها مقالة شانافاس المنوّه عنها أعلاه. وأتذكر أن زوجتي، أعربت عن فرحتها وإعجابها ودهشتها بهذا البحث المنسق، والأدلة البحثية الرصينة( التي قد ترفع الضيّم عن الإسلام) وهذا أمر طبيعي في سياق تقاتل الثقافات والهويات(والذي يستفحل عند مسلمي أوروبا وأمريكا، أكثر من غيرهم، لما يعانوه من إغتراب نفسي ومادي ووجداني، مقابل نظرات البغضاء والعنصرية وأجواء الكراهية التي ولدتها حقبة ما بعد 11سبتمبر وحرب العراق)

    وهكذا وبمرور الزمن نسيت القصة بأكملها( ونسيّت إسم الكاتب والمترجم) خصوصا أن ذاكرتي أصبحت مثقوبة ( مثل أباريق الوضوء في جامع الكيلاني في بغداد) وعندما قرأت بالصدفة مقالا منشورا في إيلاف، للدكتور خالد منتصر بعنوان: هل أصبح الدفاع عن البخارى أهم من الدفاع عن الرسول؟(2) وقرأت المانشتيات العريضة للمقالة: "الهجوم على الباحث الذى أنكر زواج الرسول من عائشة فى سن التاسعة، وأثبت زواجها فى سن الثامنة عشرة. الأزهر أنكر هذا البحث خوفاً على البخارى، والدعاة صمتوا خوفاً على مصالحهم." ( إنتهى) في الحال تذكرت القصة، وقلت في نفسي: العرب يأتون متأخرين دائما ( أو لا يأتون )، هذا بحث قديم، قرأته قبل أعوام ، ولفرط سذاجتي، إعتقدت أن السيد بحيرى هو نفسه صاحب المقال ( الذي طواه النسيان) وقلت: ربما يكون أحد الباحثين، الذين عرفهم الغرب وترجم لهم . لكن الفضول دفعني لقراءة المقالة في مجلة ( اليوم السابع ) وكم كانت الصدمة، فتاريخ نشر المقالة هو : 14 أغسطس عام 2008؟؟ حينها سألت زوجتي إن كانت تتذكر ما قرأناه قبل أعوام، حول إشكالية عمر زواج السيدة عائشة. أجل لقد تذكرت القصة فورا (وتذكرت أيضا لون القميص الذي، أرتديته وقتها، وماذا طبخت في ذلك اليوم .. يا إلهي أية ذاكرة تملكها حواء!!) وبعد لحظات، أتت لي بالمجلة الألمانية المذكورة.

    نتيجة :

    بعد مراجعتي للنص الذي ترجمه عبدالله بوبنهايم للغة الألمانية، تبين لي أنه قدم ترجمة حرفية أمينة للنص الإنكليزي، الذي كتبه السيد ت.و. شانافاس ، تتضمن كل المراجع التي إعتمدها الباحث وأرقام الصفحات.

    أما البحث الذي نسبه لنفسه الأستاذ إسلام بحيري فهو إقتباس كامل لكل الأفكار الواردة، في نص شانافاس أو ترجمة ( بتصرف) لجل المقاطع فيه وإحيانا إلتفاف وإحتيال على المضمون خصوصا في المقاطع ( التي لا توافقه أو التي تركها لعسر لغوي)
    السيد بحيرى لم يخبرنا عن مراجعه بالتفصيل، بل إكتفى بالقول في مقدمة مقاله حرفيا: بالاستناد لأمهات كتب التاريخ والسيرة المؤصلة للبعثة النبوية ( الكامل- تاريخ دمشق - سير اعلام النبلاء - تاريخ الطبرى - البداية والنهاية - تاريخ بغداد - وفيات الأعيان وغيرها الكثير)( إنتهى) وهذا أسلوب رديئ، يتضمن نيّة مبيّتة للإحتيال .. أما السيد شانافاس فقد إتبع أصول المنهج العلمي وهاكم بعض الأمثلة:

    1ــ في موضوع الطعن بمصداقية عروة إبن هشام ( ناقل حديث البخاري ـ باب تزويج النبى عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها-3894 ) يورد الكاتب مصدرين هما: تهذيب التهذيب، لإبن حجر العسقلاني دار التراث الإسلامي، مجلد 11 صفحة 50 . والآخر هو ميزان الإعتدال للذهبي المكتبة الأثرية، باكستان، المجلد الرابع، ص: 301أما السيد بحيرى فيكتفي بإقتباس الأفكار كاملة دون الإشارة إلى مرجعيتها، إلا بكلام عمومي غائم

    2ــ في سياق تخبط روايات الطبري عن عمر السيدة عائشة.. يذكر شانافاس المرجع وهو: تاريخ الملوك، مجلد 4، 50، دار الفكر ـ بيروت 1979م, وبالمقابل فإن بحيرى ينقل نفس الموضوع دون ذكر المرجع.

    3ـ أما عن مقارنته بعمر أسماء بنت إبي بكر، (وما ترتب عليه من خلاصة مفادها أن عمر عائشة كان 18 عاما يوم زواجها ) فيحددها شانافاس بإبن كثير ، البداية والنهاية مجلد8، ص: 371 دار الفكر العربي 1933م، وكذلك تقريب التهذيب لإبن حجر العسقلاني ص:654 .. أما الأستاذ بحيرى فيلوح للقارئ بأنه أرخميدس زمانه الذي صرخ " وجدتها وجدتها "؟؟؟

    4ـ في سياق المقارنة بعمر فاطمة، يخبرنا شانافاس عن مصدره وهو: الإصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر ، ص: 377 مكتبة الرياض الحديثة 1978م .. إلخ أما السيد إسلام بحيرى فكان منهمكا في إستنساخ معلومات شانافاس ونهب محتوياتها بدون رحمة ( يمكن مقارنه النصين كما وردا في الرابطين أعلاه ) وكي لا أطيل عليكم، أرجو من الباحث ( الذي لم يبحث قط) أن يذيّل مقالته بجملة إضافية تقول: قمت بالترجمة والإقتباس عن ت.و. شانافاس. وبهذا يكون قد إحترم نفسه وإحترم من يكتب إليهم وإحترم حقوق الآخرين.
    ملاحظات:
    1ـ إذا كان الإحتيال والنصب هو سمة لعصر الإنترنت، فمابالك بالأزمنة الضبابية للتاريخ.

    2ـ أود لفت الإنتباه في سياق هذا الجدل إلى أن الإسم العربي للسيدة عائشة، هوإشتقاق دلالي من أصل كنعاني(ءيشه) ومعناه " إمرأة " وهو من أسماء الأم "حواء" لهذا تكنى السيدة عائشة " بأم المؤمنين" وهي أم منظومة الحديث الإسلامي، وبهذه اللفتة أرجو النظر إلى رمزية الحدث التاريخي، والخروج من حالة التجسيد المبتذل للتاريخ.

  8. #23

    افتراضي




    يستنكر النصارى زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعمرها9 سنوات

    لكن من يطالع كتبهم يجد ان استنكارهم مردود عليهم

    في دين اليهودية يسمح بزواج طفلة عمرها 3 سنوات في التلمود



    Sanhedrin 55b . A Jew may marry a three year old girl (specifically, three years "and a day" old).



    و في المسيحية

    السيدة مريم العذراء حينما كانت متزوجة (او مخطوبة) بشهادة اهل الصليب من يوسف النجار وولدت السيد المسيح.. كان سنها 12 سنة فقط في حين كان يوسف النجار على مشارف التسعين من عمره.. حوالي(89).. يعني أكبر منها بحوالى77سنة.. وهذا الكلام موثق في الموسوعة الكاثوليكية...
    .
    للمزيد


    http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=12094
    التعديل الأخير تم 11-15-2008 الساعة 01:17 AM

  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    ازيكم يا شبااااااااااااب
    بحمد الله وانا ابحث عن المواقع المختلفة لقيت موقع الدكتور زغلول النجار
    فكرتة جديد ومختلفة وجميلة
    يلا يا شبااااااب ربنا يقوى ايمانكم جميعااااااااااااااا
    كل اللى نفسى فيه فى الموقع ده يا ريت كلنا نخش عليه عشان نستفيد

    موقع الدكتور زغلول النجار
    ابحاث تحت الدراسة


    واشكر ربي سبحانه وتعالى على نعمة ورزقة وحسن خلقة استغفرالله التواب الرحيم الجبار

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. عمر عائشة ام المؤمنين وقت زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بها
    بواسطة نصير الحق في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 12-27-2011, 08:41 PM
  2. رد شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وهي صغيرة -مرئي-
    بواسطة ياسين اليحياوي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 06-14-2009, 11:49 PM
  3. درء الشبهات عن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم
    بواسطة وليد المسلم في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-09-2009, 11:53 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء