الحجة الأولى : صحة المصدر
إن أغلب الروايات المتعلقة بحادث الزواج هذا ، و المتضمنة في كتب الحديث جاءت عن طريق هشام بن عروة و الذي بدوره يسند رواياته لأبيه. منطقيا يفترض في صحة الحديث تعدد طرقه أو رواته و ألا يقتصر على شخص واحد ، و لعله من الغرابة ألا يروي تلك الحدادثة أحد من رواة المدينة و التي عاش فيها هشام بن عروة السنوات الأولى من عمره الواحد و السبعون ، علما أنه بين تلاميذ الرجل نجد ثمة مالك بن أنس رضي الله عنه.ا
تتضمن أسانيد الأحاديث التي تروي قصة زواج النبي بعائشة رواة من العراق و هو البلد الذي -حسب المؤرخين- مرض فيه هشام بعد أن
عاش أغلب فترات حياته بالمدينة.ا
بالرجوع إلى كتاب تهذيب التهذيب و هو أحد المؤلفات المشهورة في علم السير و الجرح و التعديل ، نجد أنه حسب يعقوب بن شيبة فإن هشام بن عروة ( ثقة ثبت لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق ..)و سندرك بعد ذلك أن مالك بن أنس لا يثق بروايات هشام بن عروة عن طريق أهل العراق(بلغني أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق) تهديب التهذيب : بن حجر العسقلاني ، دار إحياء التراث الاسلامي .مجلد11 ص 50 .
كتاب آ خر يتطرق لسير الرجال و علم الجرح و التعديل ، جاء فيه : حجة إمام لكن في الكبر تناقص حفظه .( ميزان الاعتدال / الذهبي ، (المكتبة الأثرية ، باكستان مجلد 4 ص 301
خلاصة : تأسيسا على هاته المراجع ، نخلص إلى أن ذاكرة هشام بن عروة بدأت تضعف في أواخر عمره و هو ما يجعل رواياته بالعراق غير موثوق فيها و من ضمنها حديثه عن زواج النبي بعائشة رضي الله عنها و عن عمرها.
كرونولوجيا .
سيغدو لزاما علينا معرفة بعض التواريخ المتعلقة بمسار الإسلام في بدايته.
قبل 610 : عهد الجاهلية ( فترة ما قبل الاسلام )
610 : بداية البعثة
610 : اعتناق أبو بكر للإسلام
613 . بداية الجهر بالدعوة
615 :الهجرة للحبشة
616 عمر بن الخطاب يعتنق الاسلام
620 : التاريخ المتعارف عليه لخطبة النبي عائشة
622 :الهجرة إلى يثرب :
:623/624 التاريخ المتعارف عليه لزواج النبي بعائشة و بداية عيشها معه
الحجة الثانية : الخِطبة
استنادا إلى الطبري ( و كذا هشام بن عروة ، بن حنبل و بن سعد ) فإن النبي صلى الله عليه و سلم خطب عائشة و هي في سن السابعة ثم انتقلت إلى العيش بجواره و هي بنت التاسعة . بيد أننا نجد الطبري يعلمنا في مؤلف أخر أن :بنات ابي بكر الأربعة من زوجتيه الإتنتين كلهن ولدن أيام الجاهلية (تاريخ الأمم و المماليك . الطبري .دار الفكر ، بيروت 1979 مجلد 4 ص 50.).
و عليه فإنه إذا كان عليه السلام قد خطب عائشة عام 620 و هي بنت السابعة و بدأت حياتها جنبه عام 623 لما بلغت التاسعة من عمرها ، فهذا يعني بالضرورة أنها ولدت عام 613 أي بعد ثلاث سنوات من بعثته صلى الله عليه وسلم. و بدوره يتفق الطبري على أن ولادة عائشة كانت في عهد الجاهلية.
و إذ ذاك يكون تاريخ ميلادها يعود إلى ما قبل 610 و عليه يستحيل أن يكون عمرها وقت زواجها بالنبي أقل من أربعة عشر عاما ، و من ثم نلمس تناقضا في روايات الطبري.
خلاصة : الطبري ليس مصدرا موثوقا لتحديد عمر عائشة رضي الله عنها.
الحجة الثالثة : عمر عائشة موازاة ً مع عمر فاطمة
حسب بن حجر فقد: ولدت فاطمة والكعبة تبنى والنبي صلى الله عليه وسلم بن خمس وثلاثين سنة وبهذا جزم المدائني ونقل أبو عمر عن عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر الهاشمي أنها ولدت سنة إحدى وأربعين من مولد النبي صلى الله عليه وسلم وكان مولدها قبل البعثة بقليل نحو سنة أو أكثر وهي أسن من عائشة بنحو خمس سنين
الإصابة في تمييز الصحابة .بن حجر العسقلاني ،مج 4 ص 377 ، مكتبر الرياض الحديثة 1978 ".
و إذا كانت رواية بن حجر صحيحة فإن عائشة ولدت عندما كان النبي في الأربعين من عمره ، و إذا ثبت أن النبي تزوجها و هو في سن 52 فإن عمر عائشة يكون بالضرورة لدى زواجها هو 12 سنة.خلاصة:بن حجر ، الطبري ، بن هشام و بن حنبل يناقض بعضهم بعضا و من ثم فإن قصة زواج عائشة في سن السابعة هي مجرد أسطورة لا غير.
الحجة الرابعة : عمر عائشة بموازاة عمر أسماء
حسب عبد الرحمان بن أبي الزناد فقد: كانت أسماء أكبر من عائشة بعشر
( سير أعلام النبلاء ، الذهبي : مج 2 ص 289 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1992).
كما أن بن كثير يوافق رواية بن أبي الزناد و يحكي أنها
-أسماء: وهي أكبر من أختها عائشة بعشر سنين
( البداية و النهاية ، بن كثير مج8 ص 371 ، دار الفكر العربي ـالجيزة 1933).
استرشادا بابن كثير فإن أسماء " شهدت مقتل ابنها خلال ذلك العام (73 هجرية) كما سبق و أن ذكرنا ، و بعدها بخمس ايام توفيت ." و على غرار روايات أخرى فإنها لم تتوفى بعد 5 سنوات و إنما بعد 10 أو 20 يوم أو بعد ذلك بأيام قلائل أو حتى لمائة يوم بعد الحدادث ، لتظل الرواية الأكثر ترجيحا هي وفاتها بعده بمائة يوم و هي تبلغ المائة من عمرها.( البداية و النهاية ، بن كثير ، مج 8 ص 372 ، دار الفكر العربي ، الجيزة 1933).
و يروي بن حجر العسقلاني أن "
أسماء بنت أبي بكرالصديق [ذات النطاقين] زوج الزبير بن العوام من كبار الصحابة عاشت مئة سنة و ماتت سنة ثلاث أو أربع و سبعين
(تقريب التهذيب ،بن حجر العسقلاني ، ص 654 ، باب في النساء ، حرف ألف).
على رأي أغلب المؤرخين فإن أسماء الأخت الكبرى لعائشة ، كانت تفوق الأخيرة بعشر أعوام و إذا كانت أسماء بلغت المائة سنة 73 للهجرة فإنه بالضرورة يكون سنها زمن الهجرة 27 أو 28 عاما و عليه يكون سن عائشة زمنئذ 17 أو 18 عاما ، و إذا كان ذلك كذلك تكون قد بدأت العيش إلى جنب النبي و هي بنت 19 أو 20.تأسيسا على روايات بن حجر ، بن كثير و عبد الرحمان بن أبي الزناد ، فإن عمر عائشة وقت زواجها بالنبي كان يتراوح بين 19 و 20 عاما ، و هكذا يؤكد بن حجر في الحجة الثالثة على أن سنها وقت زواجها بالنبي كان 12 عاما ثم يناقض نفسه في الحجة الرابعة مانحا إياها 17 أو 18 عاما ..فأي الروايات نصدق ؟
الحجة الخامسة : معركتا بدر و أحد
في حديث لمسلم ثمة رواية تحكي لنا قصة مشاركة عائشة في معركة بدر ، و هكذا تقول في معرض حديثها عن رحلتها إلى بدر و عن حادث مهم وقع أثناء السفر :" ... حتى إذا كنا بالشجرة ...." و هو دليل ساطع على أنها كانت ضمن الوفد المسافر نحو بدر. ( كتاب الجهاد و السير ، باب كراهية الاستعانة في الغزوة بالكافر).
رواية أخرى تؤكد لنا مشاركة عائشة في معركة أحد تأتينا من عند البخاري ." يروي أنس أنه في يوم أحد
: لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان - أري خَدَم سوقهما - تَنْقُزَانِ القِرَبَ على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم( البخاري ، الفتح، كتاب الجهاد والسير ، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال. رقم (2880)
و هكذا يتأكد مرة أخرى أن عائشة شهدت معركتا أحد و بدر.
يروي لنا البخاري أن حَدَّثَنَا يَعْقُوب بن إبراهيم حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،قَال أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَن ابْن عُمَر رضى عنهما أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَرَضَهُ يوم أُحُدٍ و هو ابن أربع عشرة فلم يجزه ،و عرضه يوم الخندق و هو ابن خمس عشرة فأجازه .ُ
. ( كتاب المغازي، باب غزوة الخندق و هي الاحزاب).
تأسيسا على هاته الروايات فإن القاصرين كانوا ممنوعين من المشاركة في معركة أحد ، بيد أن عائشة شاركت في معركتي بدرو أحد.
خلاصة : مشاركة عائشة في المعركتين تدل بوضوح أن سنها كان يفوق التاسعة بل كان يتجاوز 15 عاما على أقل تقدير إذ أن النساء كن يرافقن رجالهن إلى ساحة المعارك لمساعدتهم لا لكي يكن عالة عليهم ، و هذا يشكل بدوره دليلا آخر على تناقض الروايات المتعلقة بعمر عائشة.
الحجة السادسة : سورة القمر
حسب قول مجمع عليه ، فإن عائشة ولدت لثمان سنين قبل الهجرة ، بيد أنه حسب رواية أخرى للبخاري فإن
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يوسف،أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ ،أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْن مَاهَكَ، قَال إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُم الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ لَقَدْ أُنْزِلَ على محمد صلى الله عليه و سلم بمكة ،و إني جارية ألعب [ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ] َ ُ( صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، باب قوله :بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر
إن السورة 54 من القرآن نزلت لثمان سنين قبل الهجرة أي عام 614 م و إذا كانت بداية عيش عائشة جنب النبي سنة 623 أو 624 و هي في التاسعة من عمرها ، فهذا يعني أنها كانت حديثة الولادة( رضيعة) عندما نزلت سورة القمر ، و لكنه حسب الرواية السابقة فإنها كانت جارية و ليست رضيعة سنة النزول ، و هو ما يؤكد بالضرورة أن سنها كان يتراوح زمن نزول سورة القمر بين 6 و 13 و من ثم يكون سنها وقت زواجها يتراوح بين 14 و 21 عاما.
خلاصة: تناقض هاته الرواية بدورها قصة زواج عائشة في سن التاسعة
الحجة السابعة : مصطلحات لغوية عربية
حسب رواية منسوبة لآحمد بن حنبل فإنه بعد وفاة زوجة الرسول الأولى خديجة رضي الله عنها أتت خولة إلى النبي ناصحة إياها بتكرار الزواج فسألها النبي إن كان لديها خيارات تقترحها ، ردت خولة : يمكنك الزواج من بكر أو ثيب ، و لما سألها الرسول عن بكر تفضلها ، ذكرت عائشة. يروي ابن الاثير عن عائشة رضي الله عنها انها قالت : لما توفيت خديجة رضي الله عنها قالت خولة بنت حكيم بن الاقوص لرسول الله صلى الله عليه و سلم : الا تتزوج قال: و من؟ قالت : ان شئت بكرا و ان شئت ثيبا قال صلى الله عليه و سلم : فمن البكر ؟ قالت : ابنة احب خلق الله اليك عائشة بنت ابي بكر .
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة ويحيى قالا: لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون قالت: يا رسول الله ألا تزوج قال: من قالت: إن شئت بكرا أو ثيبا قال: فمن البكر قالت ابنة أحب خلق الله عز وجل إليك عائشة بنت أبي بكر [مسند الإمام أحمد المجلد 6 ص 182]
كل من يجيد اللغة العربية يدرك أن لفظة البكر لا تطلق على صبية قاصرة ذات 9 سنين ، إذ اللفظ الصحيح لطفلة كتلك هي الجارية كما سبق و أن اشرنا ...أما لفظ البكر فيستعمل للإشارة إلى بنت غير متزوجة بالغة و لم تمر بتجربة جنسية سابقة لزواجها الاني كمتل لفظ عذراء في اللغة اللاتينية و عليه قإنه معلوم بالضرورة أن لفظ طفلة ذات 9 أعوام لا يعني البتة الانسة أو البكر.
خلاصة : إن المعنى الأدبي للفظ البكر في الحديث المذكور يشير حتما إلى البنت المرأة البالغة و التي لم تمر بتجربة جنسية سابقة لزواجها و من ثم تكون عائشة امرأة بالغة وقت زواجها بالنبي .ا
الحجة الثامنة :النص القرآني
يجمع المسلمين على مرجعية النص القرآني ، و من ثم وجب علينا أن نبحث الصواب في كتاب الله عز و جل و نحاول من خلاله ازالة بعض ظلال الشك التي نسجها رجال شرفاء ينتمون لعصر الاسلام الكلاسيكسي فيما يخص عمر عائشة حين زواجها بالرسول فهل يا ترى يجيز الإسلام أم يمنع زواج القاصرة ؟ليس ثمة آيات تبيح بوضوح هذا النوع من الزواج ، بل نجد بالمقابل آيات (عبارة عن فقرة ) تحث المسلمين على ضرورة إكمال تربية اليتيم ، إذ أن تعاليم القرآن بخصوص تربية اليتيم هي صالحة التطبيق كذلك مع أبناءنا ، فتشترط الآيات : وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا ،وا بْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا .(سورة النساء ، الايتان 5 و 6 ).ا
على ضوء هاته الآيات فإنه في حالة فقدان أطفال لآبويهم وجب على المسلم أن
يطعمهم 2- يكسيهم 3- يربيهم 4- اختبار درجة بلوغهم إلى حين زواجهم قبل أن يوكل إليهم مهمة تدبير أمولهم و عليه قإنه لا يصح أبداعلى مسلم بالغ مسؤول أن يمنح صلاحية التصرف المادي لطفلة قاصرة ذات سبع أو تسع سنين ، و إذا ما أدركنا عدم جواز ذلك، فإن طفلة بتلك المواصفات لن تكون جاهزة بدنيا و عقليا للزواج.
و يؤكد بن حنبل في مسنده أن عائشة و هي في التاسعة من عمرها كانت تهتم بلعبها أكثر من اهتمامها بشؤون بيتها.مسند أحمد بن حنبل مج6 ص 33 و 99.
و هنا يصعب التصديق بأن أبا بكر كرجل ذو مكانة اجتماعية و أخلاقية عالية بين المسلمين يقبل تزويج بنته القاصرة للرسول و هو في الخمسينيات من عمره ، كما يستحيل تصور النبي متزوجا بطفلة في السابعة من عمرها
ثمة مسؤولية جسيمة ملقاة على ولي الطفل و تتعلق بتربيته ، دعنا نتساءل : من يعتقد بيننا أنه يستطيع تربية أطفاله تربية مقبولة قبل أن يبلغوا 7 أو 9 سنين ؟ الأكيد أن الجواب سيكون بالنفي ...و هذا كذلك رأي المنطق و عليه : كيف يمكننا تصديق أن عائشة تلقت تربية كافية في سن السابعة وقت خطبتها ؟
لقد عرف عن ابي بكر عدله و حكمته ، فإذا كان يرى أن عائشة لازات طفلة و لم تحصل على التربية الكافية التي يوصي بها القرآن فحتما أنه كان سيرفض إذ ذاك تزويجها ، فلا النبي و لا رفيقه في الغار سيعصيان أمرا قرآنيا حكيما.
خلاصة إن زواج عائشة في سن السابعة كما هو متعارف عليه هو عصيان لآمر قرأني بوجوب البلوغ ، و من ثم نستنتج أن زواج عائشة القاصرة ذات السبعة أعوام هو مجرد خرافة لا غير.ا
الحجة التاسعة : شرط القبول في الزواج
لكي يكون الزواج صحيحا في الإسلام يجب أن تستشار المرأة و تدلي بقبولها قبل العقد(مشكاة المصابيح) و أيا كان مبلغ تصورنا فإن شرط القبول لا يتحقق من طقلة قاصرة ذات 7 سنين لآنها لا تملك سلطة التصرف ، إذ لا يعقل أن يقبل رجل ذكي مثل ابي بكر خطبة بنته القاصرة لرجل يفوق الخمسين ، و نفس الشيء نقوله عن النبي المعصوم ، إذ يستحيل أن يوافق على قبولٍ صدر من طفلة رافقتها لعبها حسب حديث مسلم إلى بيت الزواج
خلاصة: لم يتزوج النبي عائشة و هي في سن السابعة لأن أمرا كهذا يعد خرقا لشروط صحة عقد الزواج في الشريعة الاسلامية ، و من ثم فقد تزوج النبي عائشة و هي امرأة بالغة و ناضجة عقليا و بدنيا
تلخيص
لم يكن ثمة تقليد عربي معروف يقضي بتزويج البنات القاصرات في سن السابعة أو التسعة ، كما أنه صلى الله عليه و سلم لم يعقد نكاحه على عائشة في سن مماثلة ، علاوة على أن عرب الجزيرة لم يعترضو قط على زواج مماثل لأنه و ببساطة لم يحدث و أن وقع أصلا
من الجلي أن رواية هشام بن عروة لقصة زواج عائشة في سن التاسعة لا يمكن الوثوق بها و قبولها على نحو الصحة، لتناقضها مع عدة روايات أخرى وصلتنا ، إضافة إلى أنه ليس ثمة أي دافع يجعلنا نقبل (كنص صحيح ) رواية بن عروة في الوقت الذي يعتبر علماء آخرون أمثال مالك بن أنس رواياته في أرض العراق غير صحيحة و ضعفوها،
إن المعلوما التي مصدرها كل من الطبري ، البخاري و مسلم توضح أوجه التناقض بين بعضهم البعض فيما يخص سن عائشة ، ضف إلى هذا أنهم كثيرا ما يناقضون أنفسهم أثناء رواياتهم التاريخية ، و من ثم تكون الروايات المتعلقة بسن عائشة وقت زواجهاغير موثوقة تأسيسا على التناقضات المستخلصة من مؤلقات علماء الاسلام التقليديين .ا
و نحن نصل إلى هاته النقطة فإنه لانبقي خلفنا مبررات منطقية لتصديق العمر المتعارف عليه لسن عائشة وقت زواجها بالنبي كرواية غير قابلة للشك ، في الحين الذي نعثر فيه على دلائل ساطعة تضحضها لتجعلها في موضعها الطبيعي كاسطورة ، علاوة على أن القرآن الكريم يحرم اصلا زواج الأطفال القاصرين فكيف يأمنهم على مسؤوليات اجتماعية.
طبيب مقيم ب ميشيغن ....T.O SHANAVAS
الدكتور شافناز
ترجمة البشير البكاري من موقع ويب إاسلام الإسباني
http://www.webislam.com/?idt=5292
Bookmarks