أبو مريم
09-04-2007, 04:13 PM
اللادينية كما هو واضح من اسمها نزعة عدمية تقوم عل إنكار وسلب الدين ولا إيجابية فيها لذلك فالأصل أنه لا يجوز تحديدنا وتعريفنا لفكر أو مذهب معين بأنه لادينى لأنه لا يمكن التمييز بالسلوب المحضة لكننا نلجأ إلى ذلك لوصف نزعة عدمية يتبناها بعض الأشخاص بدوافع غير منطقية .
إن اللادينية عبارة عن تطور متأخر جدا لما نسميه بالفسق أو التحلل من الأوامر والنواهى التى تفرضها الشرائع والخوف من الحساب والجزاء فيبدأ بتجاهل ذلك النداء تحت تأثير حب المعصية وإلفها والإصرار عليها ثم يلتفت بعد ذلك محاولا تبرير فعلته ثم يبدأ بعد ذلك فى الإنكار والاستدلال على إنكاره بشتى الطرق حتى ولو كان مخادعا لنفسه .
فى الغالب كل ما يفعله اللادينى هو التشكيك والسخرية من الأديان وهو ما يؤكد على انعدام الثقة فى الدليل والمشروعية لكنه قد يلجأ فى بعض الاحيان إلى إثبات مذهب الإنكار بدعاوى متهافتة أهمها وأقواها وليس فيها قوى :
إن الأديان خرافة :
إن الاستدلال على قضية كلية كهذه يحتاج إلى دراسة كل الأديان أو على الأقل أقواها وأبعدها عن الخرافة وقبل ذلك تحديد معنى الخرافة لكن ماذا فعل هؤلاء حتى يثبتوا ذلك ؟
لقد بحثوا فى الأديان الساقطة والوثنية وسحبوا حكمها على الأديان جميعا .
لم يلتفتوا إلى أن الحق يقتضى أن يكون هناك دين واحد صواب لأن الحق لا يتعدد والباطل لا ينحصر بل بدأوا من أن الأصل فى الدين التعدد ثم لم يقوموا بالاستقراء التام بل باستقراء ناقض وتعميم .
لم يلتفتوا إلى أن ما يمكن استنباطة من تعدد الأديان أن القاسم المشترك بين جمهور البشر هو أنه ينبغى التعبد للخالق وأن ذلك من مقتضيات الإيمان بوجوده بل قالوا إن القاسم المشترك هو الانحراف فى صور تلك العبادات بل فيما يتعلق بها من أفكار وطقوس .
ما هى الخرافة ؟
قالوا الخرافة هى كل ما يتناتقض مع العقل من خبر أو أمر فأما الأخبار فتتناقض مع العقل عندما لا تتفق مع التفكير المادى بمعنى أن الحديث عن غيبيات وأمور غير مادية يعتبر من وجهة نظرهم خرافة وهذه مصادرة سافرة تعنى إما أن تكون ماديا وإما أن تكون مخرفا فهم يفرضون عليك بطلان مذهبك كشرط لبطلانه !
وأما الأمر فيتناقض مع المصلحة لكن ما هو معيار المصلحة ؟
لقد جعلوا من المنفعة المادية معيارا وحيدا للمصلحة فقالوا إن ما يتعارض مع المصالح بالمعنى المادى الذى نراه نحن فهو خرافة وغير مقبول من الناحية العقلية ففرضوا عليك أن تقبل مذهبهم الأخلاقى كمقدمة لنقد مذهبك ويثبتون صحة مذهبهم استنادا لمذهبهم .. وبالتالى فاللادينية عقيدة الدور والمصادرة .
حتى لو فرض أن الأديان كلها خرافة وأنها باطلة فهل معنى ذلك أنه يستحيل أن يكون هناك دين حق يفرضه العقل ؟!
إن القول بالقضية الكلية السالبة (( ليست الأديان حق )) يقتضى ليس فقط استقراء كل الأديان بل وما لو وجد منها بمعنى أن عليك أن تثبت أن فكرة عبادة الخالق فى حد ذاتها ومحبته والسعى لمرضاته ومعرفته أفكار باطلة وهذا ما لم يفعلوه ولن يفعلوه إلا بمزيد من التكلف والعناد والسفسطة .
الدليل الثانى لديهم هو : أن الله تعالى لم يرد ذلك لأنه لو أراده لجعل الناس جميعا أنبياء أو رسل أو أرسل لكل شخص رسولا .
لكن هذا ليس استدلال على قضية كلية فماذا لو قلنا لكم إن الله تعالى أراده من بعض الناس دون غيرهم وماذا لو قلنا لكم إن الله تعالى أراده من الناس أصلا وجعله فى فطرتهم وأرشدهم إليه سواء من أتاه رسول أو لم يأته .
حينئذ يلجأون إلى المنهج الإمعى المتطرف فيقولون لو كان حقا لما خالف فيه الناس ومعلوم أن المنهج الإمعى يقوم على قياس مفاده :
كل ما يفعله الناس فهو حق
هذا يفعله الناس
فهذا هو الحق
لكن الإمعية المتطرفة لدى اللادينيين تقوم على فكرة :
كل ما لا يجتمع عليه الناس فهو باطل
وهذا لا يجتمع عليه الناس فهو باطل
لكن الناس قد أجمعوا على أن الدين من لوازم الإيمان بالله تعالى فكان اللادينى أكثر تطرفا من ذلك التطرف إذ ذهب إلى أن اختلاف الناس حول فكرة يبطل الأصل الذى قامت عليه وليس مبطلا لتلك الفكرة فحسب فلو كانوا مجرد إمعيين متطرفين لقالوا إن الاختلاف حول الأديان ليس خلافا حول أصل الدين بل خلاف حول تصور الدين وهذا فى حد ذاته لا يبطل أصل الدين ولا يمكن الاستدلال به على صحة ما عداه كما ذهب هؤلاء .
إن البناء العقلى لفكرة اللادينية بغض النظر عن الدوافع النفسية يؤول إلى الإمعية المتطرفة والمصادرة هذا من الناحية المنطقية البحتة فكانت أشد النزعات تطرفا من حيث البناء المنطقى .
إن اللادينية عبارة عن تطور متأخر جدا لما نسميه بالفسق أو التحلل من الأوامر والنواهى التى تفرضها الشرائع والخوف من الحساب والجزاء فيبدأ بتجاهل ذلك النداء تحت تأثير حب المعصية وإلفها والإصرار عليها ثم يلتفت بعد ذلك محاولا تبرير فعلته ثم يبدأ بعد ذلك فى الإنكار والاستدلال على إنكاره بشتى الطرق حتى ولو كان مخادعا لنفسه .
فى الغالب كل ما يفعله اللادينى هو التشكيك والسخرية من الأديان وهو ما يؤكد على انعدام الثقة فى الدليل والمشروعية لكنه قد يلجأ فى بعض الاحيان إلى إثبات مذهب الإنكار بدعاوى متهافتة أهمها وأقواها وليس فيها قوى :
إن الأديان خرافة :
إن الاستدلال على قضية كلية كهذه يحتاج إلى دراسة كل الأديان أو على الأقل أقواها وأبعدها عن الخرافة وقبل ذلك تحديد معنى الخرافة لكن ماذا فعل هؤلاء حتى يثبتوا ذلك ؟
لقد بحثوا فى الأديان الساقطة والوثنية وسحبوا حكمها على الأديان جميعا .
لم يلتفتوا إلى أن الحق يقتضى أن يكون هناك دين واحد صواب لأن الحق لا يتعدد والباطل لا ينحصر بل بدأوا من أن الأصل فى الدين التعدد ثم لم يقوموا بالاستقراء التام بل باستقراء ناقض وتعميم .
لم يلتفتوا إلى أن ما يمكن استنباطة من تعدد الأديان أن القاسم المشترك بين جمهور البشر هو أنه ينبغى التعبد للخالق وأن ذلك من مقتضيات الإيمان بوجوده بل قالوا إن القاسم المشترك هو الانحراف فى صور تلك العبادات بل فيما يتعلق بها من أفكار وطقوس .
ما هى الخرافة ؟
قالوا الخرافة هى كل ما يتناتقض مع العقل من خبر أو أمر فأما الأخبار فتتناقض مع العقل عندما لا تتفق مع التفكير المادى بمعنى أن الحديث عن غيبيات وأمور غير مادية يعتبر من وجهة نظرهم خرافة وهذه مصادرة سافرة تعنى إما أن تكون ماديا وإما أن تكون مخرفا فهم يفرضون عليك بطلان مذهبك كشرط لبطلانه !
وأما الأمر فيتناقض مع المصلحة لكن ما هو معيار المصلحة ؟
لقد جعلوا من المنفعة المادية معيارا وحيدا للمصلحة فقالوا إن ما يتعارض مع المصالح بالمعنى المادى الذى نراه نحن فهو خرافة وغير مقبول من الناحية العقلية ففرضوا عليك أن تقبل مذهبهم الأخلاقى كمقدمة لنقد مذهبك ويثبتون صحة مذهبهم استنادا لمذهبهم .. وبالتالى فاللادينية عقيدة الدور والمصادرة .
حتى لو فرض أن الأديان كلها خرافة وأنها باطلة فهل معنى ذلك أنه يستحيل أن يكون هناك دين حق يفرضه العقل ؟!
إن القول بالقضية الكلية السالبة (( ليست الأديان حق )) يقتضى ليس فقط استقراء كل الأديان بل وما لو وجد منها بمعنى أن عليك أن تثبت أن فكرة عبادة الخالق فى حد ذاتها ومحبته والسعى لمرضاته ومعرفته أفكار باطلة وهذا ما لم يفعلوه ولن يفعلوه إلا بمزيد من التكلف والعناد والسفسطة .
الدليل الثانى لديهم هو : أن الله تعالى لم يرد ذلك لأنه لو أراده لجعل الناس جميعا أنبياء أو رسل أو أرسل لكل شخص رسولا .
لكن هذا ليس استدلال على قضية كلية فماذا لو قلنا لكم إن الله تعالى أراده من بعض الناس دون غيرهم وماذا لو قلنا لكم إن الله تعالى أراده من الناس أصلا وجعله فى فطرتهم وأرشدهم إليه سواء من أتاه رسول أو لم يأته .
حينئذ يلجأون إلى المنهج الإمعى المتطرف فيقولون لو كان حقا لما خالف فيه الناس ومعلوم أن المنهج الإمعى يقوم على قياس مفاده :
كل ما يفعله الناس فهو حق
هذا يفعله الناس
فهذا هو الحق
لكن الإمعية المتطرفة لدى اللادينيين تقوم على فكرة :
كل ما لا يجتمع عليه الناس فهو باطل
وهذا لا يجتمع عليه الناس فهو باطل
لكن الناس قد أجمعوا على أن الدين من لوازم الإيمان بالله تعالى فكان اللادينى أكثر تطرفا من ذلك التطرف إذ ذهب إلى أن اختلاف الناس حول فكرة يبطل الأصل الذى قامت عليه وليس مبطلا لتلك الفكرة فحسب فلو كانوا مجرد إمعيين متطرفين لقالوا إن الاختلاف حول الأديان ليس خلافا حول أصل الدين بل خلاف حول تصور الدين وهذا فى حد ذاته لا يبطل أصل الدين ولا يمكن الاستدلال به على صحة ما عداه كما ذهب هؤلاء .
إن البناء العقلى لفكرة اللادينية بغض النظر عن الدوافع النفسية يؤول إلى الإمعية المتطرفة والمصادرة هذا من الناحية المنطقية البحتة فكانت أشد النزعات تطرفا من حيث البناء المنطقى .