المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقض اسس الماركسية



ابو شفاء
09-24-2004, 06:02 PM
مقدمة
ان الاسلام لم يهزم في حوار مفتوح ولا في نقاش , ويود كل مفكر اسلامي ان تقوم ندوات عالمية , يطرح فيها كل مذهب ودين فلسفته وتشريعه , ويأخذ الحوار المفتوح مداه في النقاش بين ممثلي المذاهب والاديانابتغاء الحقيقة , ولظروف معينة اصبحت الاشتراكية ينادى بها فوق ارضنا ولكن لا يجب ان يغيب عن المفكرين الامناء ان اساتذة الاشتراكية في العالم يعتبرونها مرحلة بين عصرين وهذا ما دعا الول الشيوعية (سابقا) الى ان تحتفظ لاحزابها السياسية باسم الحزب الشيوعي دلالة على صفة المستقبل الذي سينتهون اليه ( والذ انتهى) واود ان اؤكد ان عطاءنا لهذا العلم الحائر هو نفس عطاء الصدر الاول , فهم لم يخرجزا للعالم ليطوروا الصناعات واساليب الزراعة , بل خرجوا ليغيروا النفوس وليقدموا للبشرية المنهج الرباني القويم في علاج كل قضايا الانسان , قدوا لها التوحيد بدل الشرك والحب بدل الصراعات والاخوة بدل العصبيات والعدالة والكرامة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر واحلوا لهم الطيبات وحرموا عليهم الخبائث ووضعوا عنهم اصرهم والاغلال التي كانت .
والمبدأ عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام اما العقيدة فهي فكرة كلية عن الكون والانسان والحياة وعما قبل الحياة وعما بعدها , وهذا هو طريق النهضة , فكان لا بد من تغيير فكر الانسان الحاضر تغييرا اساسيا شاملا وايجاد فكر اخر له حتى ينهض لأن الفكر هو الذي يوجد المفاهيم عن الاشياء ويكز هذه الفاهيم والانسان يكيف سلوكه في الحياة بحسب مفاهيمه عنها , فمفاهيم الانسان عن شخص يحبه تكيف سلوكه نحوه على النقيض من سلوكه مع شخص يبغضه , وعلى خلاف سلوكه مع شخص يبغضه , فالسلوك الانساني مربوط بمفاهيم الانسان وعند ارادتنا ان نغير سلوك الانسان المنخفض ونجعله راقيا لا بد من تغيير مفاهيمه , والطريق الوحيد لتغغير المفاهيم هو ايجاد الفكر عن الحياة الدنيا حتى توجد بواسطته المفاهيم الصحيحة عنه , والفكر عن الحياة الدنيا لا يتركز تركزا منتجا الا بعد ان يوجد الفكر عن الكون والانسان والحياة وعما قبل الحياة وعما بعدها وعن علاقتها بما قبلها وما بعدها وذلك باعطاء الفكرة الكلية عما وراء هذا الكون والانسان والحياة لأنها القاعدة الفكرية التي تبنى عليها جميع الافكار عن الحياة واعطاء الفكرة الكلية هو حل العقدة الكبرى عند الانسان ومتى حلت هذه العقدة حلت باقي العقد لأنها جزئية بالنسبة لها لكن هذا الحل لا يوصل الى النهضة الصحيحة الا اذا كان حلا يوافق العجز الطبيعي عند الانسان ويقنع العقل , والنهضة هي الارتفاع الفكري , ولا يمكن ان يوجد هذا الحل الا بالفكر المستنير عن الكون والانسان والحياة , ولذلك كان على مريدي النهضة والسير في طريق الرقي ان يحلوا هذه العقدة اولا حلا صحيحا بواسطة الفكر المستنير وهذا الحل هو العقيدة ( تعريفها اعلى) , وهو القاعدة الفكرية التي يبنى عليها كل فكر فرعي عن السلوك وعن انظمة الحياة.
والاشتراكية ومنها الشيوعية ترى ان الانسان والكون والحياة مادة فقط وان المادة هي اصل الاشياء ومن تطورها صار وجود الاشياء ولا يوجد وراء هذه المادة شيء مطلقا وان هذه المادة أزلية قديمة لم يوجدها احد اي انها واجبة الوجود , ولذلك ينكرون كون الاشياء مخلوقة لخاق اي ينكرون الناحية الروحية في الاشياء ويعتبرون الاعتراف بوجودها , خطرا على الحياة , ولا وجود لشيء سوى المادة , حتى ان الفكر عندهم انما هو انعكاس المادة على الدماغ وعليه فالمادة اصل الفكر واصل كل شيء ومن تطورها المادي توجد الاشياء , ولذلك فهم ينكرون وجود الخالق ويعتبرون المادة ازلية فهم ينكرون ما قبل الحياة وما بعدها ولا يعترفون الا بالحياة فقط.

ابو شفاء
09-28-2004, 03:25 AM
توطئة
تشتمل الماركسية على ثلاث قضايا رئيسية
المادية الجدلية
المادية التاريخية
فائض القيمة
مترابطة عضويا ومشدودة الى بعضها البعض بخلايا بينية من مختلف الفروع والقضايا العلمية التي يحظى كل فرع منها بدراسة مستقلة على ايدي مختصين وبتشابك هذه الخلايا مع محاورها الاساسية على ايدي المنظرين او فلاسفة الماركسية يتكون نسيج الماركسية , ذلك النسيج الذي وضع اسسه ماركس وطورته اضافات لينين وستالين وخروشوف ومن بعدهم , ومن ثم فان الدراسة تقتضي الماما ومتابعة لما يسمى بالماركسية اللينينية الستالينية الخروشوفية الماوية ....
ومع هذا فان تركيزنا على الاطار النظري الذي تركه ماركس سببه ان هذا الاطار السابق على كل الاضافات ما زال هو الفعال في مجال الاقناع بالماركسية .
لقد عاصر ماركس نهاية عصرمملوء بالاسى وبداية عصر متفتح بالامل واختار اسلحة العصر التقليدية وعلى رأسها المادية وقد تأثر بمادية فيورباخ وجدل هيجل وصاغ منهما فلسفة مادية متماسكة ولذلك فلو لم يوجد هيجل وفيورباخ لما وجد ماركس , ومن ثم فلسفته المادية لم تخرج عن الصورة الفكرية الشائعة في عصره , ورغم ان ماركس حاول في بادىء الامر ان يطرح عن الفلسفة مهمة التفسير اي مهمتها كمذهب يعالج مجموعة من القضايا حول الانسان والعالم والمصير وان يقصر وظيفتها على التغيير اي على قيامها بمهمتها كمنهج يرسم طريقا للتفكير والعمل فقط الا انه لم يستطع وراح يدلي بفلسفة قائمة على التفسير حيث ادلى بمجموعة اقول عن الانسان والعالم والمصير , وهذا يؤكد بان الانسان لا يملك ان ينعزل عن ان يكون له نوع اعتقاد في الحياة من حوله , وكون ماركس لم يخرج في مجموع فلسفته عن الصورة الفكرية الشائعة في عصره يكشف عن نقطة ضعف كامنة في شخصيته لأنه لم يبعد في نظرته للامور عن الفهم الجزئي , وكان في استطاعته ان يكون اكبر من ذلك واكثر عمقا لو تخير الصواب أنى وجده سواءا أكان في جانب المثالية ام في جانب المادية . ولكن ماركس لم يفعل بل لم يستطع ان يفعل فكان في مجموعه ممثلا لروح العوام الساخطة لا لروح العلماء المدققة المنصفة المرتفعة على الظروف الوقتية ( ولذلك فان علة الامر تكمن في وجوب دراسة نفسيته التي دفعته الى هذا الاختيار الابتر - وها ما لن نفعله)
وموضوعنا الاول هل الوجود مادة فقط ؟ وكيف بدأت الحياة؟

ابو شفاء
09-30-2004, 04:51 AM
المادة واشكال وجودها
" لقد اعطى لينين تعريفا علميا حقيقيا شاملا للمادة في كاتبه " المادية والنقد التجريبي : حيث كتب يقول" المادة مفهوم فلسفي اساسي يعني الواقع الموضوعي الموجود بشكل مستقل عن حواس الانسان , هذا هو الواقع الوضوعي الذي تعكسه وتصوره وتنسخه حواسنا"
"ويعكس التعريف اللينيني للمادة التضاد الجذري بين المادية الديالكتيكية والمثالية واللاادرية ( وللتعريف اللينيني مغزي إلحادي عميق فهو يقوّض من الاساس الاوهام الغيبية عن خلق العالم , وفي الواقع اذا كانت المادة هي الاولى ووجدت منذ الازل فهذا يعني انها لم تخلق ولن تزول وانها السبب الداخلي النهائي لكل ما هو موجود , .... ولهذا فالعالم المحيط بنا هو عالم مادي موحد , .... ان الاشياء الحسية تتبدل وتتحول من واحد الى آخر غير ان المادة لا تفنى ولا تستحجث" منقول من اسس الفلسفة الماركسية , ق. افاناسييف , ترجمة عبد الرزاق الصافي , دار الفارابي
ولكن هذا التعريف السطحي تنبه له الاتباع في القرن العشرين , فاعدوا صياغة التعريف بانه : الوجود الموضوعي خارج الذهن .
ومن المعروف ان الحواس هي ابطأ ادوات المعرفة ولذلك يشترك فيها الانسان والحيوان في ادراك البيئة المحيطة به ,ثم لم يكن مفر من العقل كأداة ارقى في المعرفة حتى انتهت به رؤيته للمادة الى حافى الاثير عندما خرج عن كل صفة معروفة من صفات المادة ولم يبق الا حسبة رياضية لها دلالة كبرى وهي ان الانسان ليس من صنع المادة لان المصنوع لا يحيط بصانعه , والانسان احاط بصور المادة وخرج بها الى دائرة اوسع منها هي دائرة الاثير , بل الى عمليات فكرية رياضية في قدرة الانسان ان يحتويها , وهذا لا يتأتى الا اذا كان في طبيعة الانسان شيء يعلو على مكونات المادة . واذا تحولت المادة الى حسبة رياضية يحتويها الفكر , فان ذلك يجعل المنطق القائل بان المادة اسبق في الوجود على الفكر في مأزق شديد , " ورد في كتاب اسس الماركسية اللينينية " ان النشاط الذهني او الفكر خاصة ميزة للمادة , ولكنها ليست شكلا من اشكال المادة , " ثم يأتي التناقض في نفس الكتاب " ان الجدلية المادية ترفض اي فصل بين الفكر والمادة"
وهذا تراجع :confused:

ابو شفاء
10-29-2004, 04:20 AM
قلنا ان مفهوم المادة تطور من مفهوم ما يقع عليه الحس الى مفهوم الوجود الموضوعي خارج الذهن , وهذا طوره اتباع الفكرة الماركسية في القرن العشرين واعتبرنا ذلك تراجع , هم يسمون ذلك تطور ولكن حقيقة الامر ان ذلك ليس تطورا بل امر خارج عن الصراع القائم الذي يدّعونه داخل المادة , فلم تكن كل اشكال المادة مكتشفة , وعندما تم اكتشافها تباعا بدء ما يسمى يالتطور لتعريف المادة, وان تفجير المادة في القرن العشرين قد فتح الباب امام تعريفات جديدة للمادة محاولات اعمق في فهمها قال اوستوالد" المادة صورة من الطاقة فحسب"وقال ليبون" المادة صور مختلفة من الطاقة" وقال ادنجتون" ان المادة مركبة من بروتونات والكترونات اي شحنات موجبة وسالبة من الكهرباء, فاللوح هو في الحقيقة مكان فارغ مشتمل على شحنات كهربية مبعثرة هنا وهناك " , ومع الاقرار بان الشيوعية ومنها الاشتراكية مبدأ اي عقيدة عقلية ينبثق عنها نظام الا انه من الخطورة ان تكون اسس الفكرة مستندة على العلم , وعلى اتباع كل منهج ان يثبتوا عقيدتهم بالطريقة العقلية لا بالطريقة العلمية , لأن الطريقة العقلية توصل الى القطعية في الاثبات , لاستنادها على التلقي والاخبار والاستنباط اما الطريقة العلمية فتحتاج الى التجربة والاستنتاج ,
يقول الاستاذ العقاد في كتاب عقائد المفكرين " حدثت في السنوات الاخيرة من القرن التاسع عشر حوادث علمية غيرت كل صورة من صور المادة عرفها الاقدمون" , اذن ليست المادة في تطور وانما اكتشاف اشكال المادة في تطور
في اللقاء القادم اولوية المادية والفكر

ابو شفاء
10-30-2004, 04:31 AM
تقوم الفكرة الاشتراكية الماركسية على ما يسمى بالمادية الديالكتيكية والمادية التاريخية . ام المادية الديالكتيكية فهي النظرية العامة للاشتراكية ومنها الشيوعية وقد سميت بالمادية الديالكتيكية لان اسلوبها في النظر الى حوادث الطبيعة جدلي اي ان طريقتها في البحث والمعرفة هي اكتشاف تنافضات الفكر والمصادمة بين الاراء بالنقاش اي هي جدلية . ولأن تعليلها حوادث الطبيعة وتصورها لهذه الحوادث , مادي اي نظرتها مادية واما المادية التاريخية فهي توسع افكار المادية الديالكتيكية حتى تشمل دراسة الحياة في المجتمع اي تطبق افكار المادية الديالكتيكية على درس المجتمع ودرس تاريخ المجتمع .
والمادية الديالكتيكية تعني النظرية المادية وهي ان الكون والحياة والانسان مادة تتطور من نفسها تطورا ذاتيا فلا يوجد خالق ولا مخلوق وانما تطور ذاتي في المادة وتسير هذه المادية اي مادية ماركس من الفكرة القائلة بان العالم بطبيعته مادي وان حوادث العالم المتعددة هي مظاهر مختلفة للمادة المتحركة وان العلاقات المتبادلة بين الحوادث وتكييف بعضها لبعض بصورة متبادلة كما تقررها الطريقة الديالكتيكية هي قوانين ضرورية لتطور المادة المتحركة وان العالم يتطور تبعا لتطور المادة المتحركة وهو ليس بحاجة الى عقل كلي , فهذا الاسلوب الديالكتيكي في التفكير الذي طبق فيما بعد على حوادث الطبيعة اصبح الطريقة الديالكتيكية لمعرفة الطبيعة, وان حوادث الطبيعة بموجب هذه الطريقة هي متحركة متغيرة دائما وابدا وتطور الطبيعة هو نتيجة تطور تناقضات الطبيعة نتيجة الفعل المتبادل بين القوى المتضادة في الطبيعة فالمادية الديالكتيكية تقول ان العالم يتطور تبعا لقوانين حركة المادة وانه ليس بحاجة لأي عقل كلي وانه واحد لم يخلقه اله وهذا باطل قطعا.
لماذا
يتبع

ابو شفاء
10-31-2004, 02:51 AM
قبل البحث في خطأ كون الوجود لا يحتاج الى عقل كلي احب ان اوضح امر سنعود اليه لاحقا , وهو ان القول بقانون التناقض _ خطأ علمي يطبع السلوك بالتمزق , فهو خطأ من الناحية العلمية لان ظواهر الوجود قائمة على التوازن الناتج من الحركة حول محور ثابت , فالتوازن هو الاصل والصراع يحجث عند الاخلال بهذا التوازن , ومن ثمّ كان الصراع معطلا للحركة ومعوقا للتقدم , وليس عاملا في الحركة وباعثا على التقدم , واشتداد الصراع قد ينجم عنه التدمير الكامل للظاهرة محل الصراع , هذا المفهوم البسيط كان غائبا كان غائبا عن الماركسيين امام سيطرة الرغبة العارمة والهوى الجامح في سبيل البحث عن فلسفة مادية تكون بديلا للمذاهب المثالية , وان كانت الفلسفة المادية هي رد فعل الفلسفة المثالية وتعبير عن ازمتها , فهي في الوقت نفسه تعبير عن ازمة صاحبها النفسية , لأنه تحت سيطرة هذه الرغبة القوية غابت عنه الحقائق البسيطة,.
نعود الى موضوع العقل الكلي , فنقول ان كون الاشياء المدركة المحسوسة موجودة امر قطعي , لأنها مشاهدة بالحس , وكونها محتاجة لغيرها امر قطعي , لانها لا تستطيع التصرف والانتقال من حال الى حال الا بغيرها , فالنار تحرق اذا كانت المادة الاخرى فيها قابلية الاحتراق , واذا لم تكن فيها قابلية الاحتراق لا تحترق , وكذلك التفاعلات الكيماوية , فلا تتم الا بان تكون امكانية التفاعل واردة , فهذه المواد لا تستطيع ان تتصرف ولا ان تنتقل من حال الى حال الاضمن وضع قاصر على حالات معينة. فهي اذن محتاجة جتى لو فرض انها محتاجة الى هذه العوامل وهذه الحالات , وهذا دليل قطعي على ان الاشياء المدركة المحسوسة محتاجة الى غيرها ولا يقال ان الاشياء المدركة المحسوسة احتاجت لبعضها ولكنها في مجموعها مستغنية غن غيرها لا يقال ذلك لأن الحاجة انما توضع للشيء الواحد , فالحاجة والاستغناء متمثلة في الشيء الواحد ولا يوجد شيء يتكون من مجموع ما في الكون حتى يوصف بانه مستغن او محتاج , ولا يقال ان الاشياء احتاجت لبعضها , فلا يكون دليلا على انها محتاجة لخالق , فان البرهان على اثبات مجرد الاحتياج , لا الاحتياج لخالق , فمجرد وجود الاحتياج في كل شيء يثبت الاحتياج فك كل شيء, ولا يقال بان كل جزء محتاج الى جزء آخر فالاجزاء جميعها محتاج بعضها الى بعض , فالثابت هو ان كل شيء محتاج الى شيء آخر وهذا لا يثبت ان الاشياء محتاجة مطلقا , لا يقال ذلك لان احتياج الشيء ولو الى شيء واحد في الدنيا يثبت انه لا يوجد في الكون شيء يستغني الاستغناء المطلق, فمجرد ثبوت الاحتياج الى شيء واحد والاحتياج مما يدل على الجنس , اي على الماهية يثبت وصف الاحتياج لكل شيء في الكون , ولذلك فان احتياج كل جزء الى جزء آخر يثبت قطعا وصف الاحتياج وهذا كله ملموس محسوس بالنسبة الى جميع الاشياء الموجودة على سطح الارض ,
اما بالنسبة الى الكون والانسان والحياة
يتبع

مراقب 1
10-31-2004, 12:48 PM
جزاك الله خيراً

ابو شفاء
11-18-2004, 03:48 AM
واما الحياة فان احتياجها الى الماء والى الهواء والى الغذاء ملمومس ومحسوس واما الانسان فان احتياجه الى الحياة ثم الى الطعام وغير ذلك ملموس ومحسوس , اما الكون فانه مجموعة اجرام وكل جرم منها يسير بنظام معين لا يملك غيره وهذا النظام اما ان يكون جزء منه او خاصية من خواصه او شيئا آخر غيره ولا يمكن ان يكون واحد من غير هذه الثلاثة مطلقا
اما كونه جزء منه فباطل لان سير الكواكب يكون في مدار معين لا يتعداه والمدار هو كالطريق غير السائر فيه , والنظام الذي يسير به ليس مجرد سيره فقط بل تقييده في هذا المدار ولذلك لا يمكن ان يكون هذا النظام جزء منه , وايضا فان السير ليس جزءا من ماهية الكوكب بل هو عمل له , واما كونه خاصية من خواصه فباطل لأن النظام ليس هو سير الكوكب فحسب بل سيره في مدار معين , فالموضوع ليس السير بل السير في وضع معين , فهو ليس كالرؤية في العين من خواصها بل هو كون الرؤية في العين لا تكون الا بوضع مخصوص , ومثل كون الماء لا يتحول الى بخار الا بنسبة معينة , هذا الوضع المفروض على الكوكب وعلى العين وعلى الماء هو النظام , فانه وان كان السير من خواص الكوكب من خواصه الا ان السير بوضع مخصوص ليس من خواصه , والا لكان من خواصه ان ينظم سيره بنفسه , وحينئذ يستطيع ان ينظم نظاما آخر ما دام من خواصه التنظيم , ولا يستطيع ذلك , وما دام ليس من خواصه وليس جزءا منه فيكون قد احتاج لغيره اي احتاج الكون الى نظام ,
ومدلول كلمة احتياج يعني انها مخلوقة لان مجرد حاجته تعني انه عاجز عن ايجاد شيء ما من العدم اي عاجز عن ايجاد ما احتاج اليه فهو ليس خالقا وما دام ليس خالقا فهو مخلوق لان الوجود لا يخرج عن خالق ومخلوق ولا ثالث لهما

اللقاء القادم اثبات ان الكون والانسان والحياة مخلوقة

ابو شفاء
11-26-2004, 02:43 AM
قلنا ان احتياج الشيء الى شيء آخر يثبت ان هذا الشيء مخلوق لأنه لم يستطع ان يوجد الشيء الذي احتاجه , وكما قلنا فان مدلول كلمة محتاج اي مخلوق , وما دام ان الشيء محتاج فلا يمكن ان يكون ازليا , لأن مدلول الازلي انه لا يستند الى شيء , اذا لو احتاج في تصرفه وتحوله الى شيء لكان محتاجا الى شيء في وجوده , ولو احتاج في وجوده الى شيء لكان هذا الشيء موجودا قبله فلا يكون ازليا فالازلي لا يحتاج الى شيء ولا يستند الى شيء في وجوده وتصرفه , وما دام المحتاج ليس ازليا فهو مخلوق قطعا , وكون الاشياء التي يحسها الانسان محتاحة يعني ذلك قطعا انها مخلوقة لخالق
وهذا الخالق لا بد ان يكون غير مخلوق اذا كيف يكون خالقا لنفسه وخالقا لغيره ,
والخالق لا بدان يكون ازليا لا اول له لانه لو كان له اول لكان مخلوقا , والازلي تستند اليه الاشياء ولا يستند الى شيء , وهذا الازلي هو مدلول كلمة الله اي هو الله تعالى .
اما ما يحسه الانسان فهو الكون والانسان والحياة , ونستطيع ان نثبت كونها مخلوقة بعدة طرق
منها :
براهين العقل المحض ومنها الانتقال من النظام الى المنظم او الانتقال من المتحرك الى الثابت او برهان المحدودية وهو من اسهل براهين اثبات ان الكون والانسان والحياة مخلوقة لخالق
براهين النظر والتي يشتمل عليها القران
برهان التواتر
اما الانسان فهو محدود لان له بداية وله نهاية ويصل الى حد لا يتجاوزه وما ينطبق على الانسان ينطبق على كل فرد من افراده فالفرد الانساني يموت اذن جنس الانسان يموت , وقد يعترض معترض بان الفرد يموت اما الجنس الانساني فانه يكثر وبالتالي فان الجنس الانساني غير محدود , لا يقال ذلك لان جنس الانسان ليس مركبا من مجموع افراد حتى يقال بان الانسان يموت اما الجنس فانه لا يموت بل الانسان ماهية معينة تتمثل في افراد والحكم لا يجوز ان ينصب على مجموعه وانما الحكم ينصب على الماهية فمظهر الحياة في الانسان فردي , فاذا نظرنا الى مجموعه نراه لا ينفذ اما اذا نظرنا الى جنسه نراه ينفذ والجنس المتمثل في الفرد الواحد يموت معناه ان حنس الانسان من حيث هو يموت وعليه فان الانسان محدود

والحياة كذلك محدودة لان مظهرها فردي فقط والحياة مرتبطة بالفرد والفرد محدود اذن الحياة محدودة سواءا في الانسان او الحيوان او النبات
اما الكون فهو مجموعة اجرام وكل جرم محدود وكل جرم له اول وآخر ومجموع المحدودات محدود بشكل بدهي
اذن الكون والانسان والحياة محدودة قطعا والمحدود محتاج وليس ازلي اذن الكون والانسان والحياة مخلوقة لغيرها وهذا الخالق هو الله تعالى , والقول بان الوجود لا يخرج عن خالق ومخلوق ليس فرضية وانما هو حقيقة حتمية
في اللقاء القادم : التفريق بين مفهوم الاحتياج الذي تكلمنا عنه ومفهوم الشرطية في الفكر الماركسي

ابو شفاء
01-22-2005, 10:36 AM
قلنا إن عجز الشيء عن خلق ما يحتاج إليه يثبت انه مخلوق فلو خلق الشيء كل ما حوله وعجز عن خلق ما يحتاج إليه فهو مخلوق, فالماء حتى يصل إلى درجة الغليان يحتاج إلى 100 درجة مئوية فالماء لا يستطيع أن يوفر هذه الدرجة إلا وفق ظروف معينة من حرارة وضغط جوي وهذا النسب هي ليست جزءا من الماء ولا يمكن للماء توفيرها ولكن هل هذه النسبة هي شرط لتحول الماء إلى درجة الغليان أم أن الماء يحتاج إلى هذه النسبة وما الفرق بين مفهوم الاحتياج ومفهوم الشرطية كما يراه الماركسيون, وما هو مفهوم الشرطية الماركسية
إن مفهوم الشرطية الماركسية تعني أن كل شيء تكتنفه شروط من حوادث وأشياء تحيط به ولا يمكن فصل الشيء عما يحيط به فأي حادث من حوادث الطبيعة لا يمكن فهمه إذا نظر إليه منفردا أي بمعزل عن الحوادث المحيطة به أي أن أي حادث في أي ميدان يمكن أن ينقلب إلى عبث فارغ لا معنى له إذا نظر إليه بمعزل عن الشروط التي تكتنفه وإذا فصل عن هذه الشروط , فأي حادث من حوادث الطبيعة يجب إن ينظر أليه كما تحدده وتكيفه الحوادث المحيطة به فالشرطية في الفكر الماركسي تعني ارتباط الأشياء ببعضها البعض ارتباطا لا ينفصم بحيث تكون جميعها وكل واحد منها شرطا في وجود ما تكتنفه وفي إنتاجه وفي إدراك حقيقته , أي أن كل حوادث الطبيعة يكيف بعضها بعضا بصورة متبادلة وهذا معنى كونها شروطا أي هذا هو معنى الشرطية فهي شرح لارتباط الأشياء بعضها ببعض بحيث يتأثر بعضها بالآخر ويؤثر فيه وليس شرحا لمعنى الاحتياج وما يترتب عليه ليس هو ما يترتب على الاحتياج فان ما يترتب عليه هو انه إذا كانت الأشياء في الطبيعة مرتبطا بعضها ببعض بصورة متقابلة واحدها شرطا للآخر فانه لا يحكم على النظام إلا ببناء هذا الحكم على أساس الظروف التي ولدت هذا النظام ولا يمكن الحكم على شيء إلا على أساس ما يحيط بذلك الشيء ولكن إذا كانت الأشياء في الطبيعة منفصل بعضها عن بعض فانه يمكن فهم النظام دون نظر لظروف أي دون نظر للمكان والزمان , إذن مفهوم الاشتراط أو الشرطية الماركسية مفهوم يتعلق بارتباط الأشياء بعضها ببعض وليس باحتياج الأشياء ولذلك كان مفهوم الاحتياج غير مفهوم الشرطية الماركسية لان مفهوم الاحتياج متعلق بعدم الاستغناء ومفهوم الشرطية متعلق بعدم فصل الأشياء بعضها عن بعض
قد يقال أن معنى كون الشيء مرتبطا بالآخر بصورة متقابلة واحدهما شرط للآخر معناه انه محتاج إليه وهذا يعني أن الاحتياج هو نفس الاشتراط , والجواب هو أن هذا ليس المراد من الشرطية وان كان يترتب على القول بالشرطية القول بالاحتياج أي أن الشيوعيين لم يقولوا بان كل شيء محتاج للآخر بل قالوا إن كل شيء مرتبط بالآخر بصورة متقابلة فهو شرط له وأرادوا إثبات تأثير الأشياء ببعضها ولم يريدوا احتياج الأشياء لبعضها البعض ولكن يترتب على قولهم هذا القول بالاحتياج وليس قولهم هذا هو الاحتياج وهذا يمكن أن يتخذ دليلا على الشيوعيين بان الحوادث والأشياء في الطبيعة ليست أزلية لان ارتباطها ببعضها بصورة متقابلة بحيث يكون احدها شرطا للآخر يعني أن كل واحد منها محتاج فكل واحد منها ليس أزليا لأنه محتاج ولان الأزلي مستغن عن غيره إذ لا أول له ولا آخر فإذا احتاج كان له أول أي يوجد غيره قبله فلا يكون أزليا فتكون الشرطية الماركسية دليلا على أن الحوادث والأشياء في الطبيعة ليست أزلية لأنها محتاجة باعترافهم والمحتاج لا يمكن أن يكون أزليا . وبهذا يظهر أن مفهوم الشرطية الماركسية غير مفهوم الاحتياج ولكن يترتب على القول بالشرطية القول بالاحتياج وهذا يعني انه ليس أزليا قطعا
مما دامت الماركسية تسلّم بان كل شيء في الطبيعة محتاج فانه لا يبقى لإثبات كون الأشياء مخلوقة لخالق سوى أثبات أن احتياجها إنما هو لغيرها وليس لنفسها فحسب فالاعتراف بكونها محتاجة اعتراف بأنها ليست أزلية أي هو اعتراف بأنها مخلوقة لخالق
يتبع

ابو شفاء
02-09-2005, 06:42 PM
قلت إن القول بان الوجود لا يخرج عن خالق ومخلوق ليس فرضية وإنما هو حقيقة قطعية , وكذلك أن مفهوم الاحتياج في الأشياء المدركة المحسوسة هو غير مفهوم الشرطية الماركسية وان مفهوم الشرطية سيصل بنا إلى الاحتياج ونقوا أيضا أن ما قيل عن محدودبة الكون وانه ليس أزليا ليس مبنيا على التعاريف وليس بحثا لغويا ولا هو بيان لقاموسية اللغة وإنما هو شرح لواقع محسوس , فليست المحدودية والأزلية اصطلاحا وضع له تعريف لغوي ولا مدلولا لكلمة وضع لها من اللغة لفظ يدل عليها وإنما هو واقع معين , فنحن حين نقول إن الكون محدود إنما نشير إلى واقع معين وهو انه له بداية وله نهاية فالبحث في الواقع وليس في كلمة محدود وكونه له بداية وله نهاية قد قام البرهان الحسي عليها فيكون البرهان على واقع معين لا على معنى الكلمة لغويا أي انه حين يقال إن الكون مجموع أجرام مهما تعددت فالكون يتكون من هذه الأجرام وكل جرم منها مهما بلغ عددها محدود ومجموع المحدودات محدود , حين يقال ذلك لا يقام البرهان على كلمة محدود وإنما يقام البرهان على أن الكون له أول وله آخر , وكذلك القول بان الكون ليس أزليا وان الأشياء المدركة المحسوسة ليست أزلية كذلك يقام البرهان على آن الكون له أول وله آخر , فالبحث إذن هو في الواقع والبرهان يقام على أساس الواقع , تلك هي الأمور التي أود لفت النظر لها لان كزن الكون والإنسان والحياة محدودة وليست أزلية أمر قطعي والرهان عليه برهان مسكت لا يترك جوابا لأحد , فقد يلجأ بعضهم إلى القول بان هذا بحث لغوي لمدلولات الكلمات فلا يصح أن يكون برهانا على وجود الخالق , فلا بد من بيان انه بحث لواقع يثبت أن الكون والإنسان والحياة لها هذا الواقع وهو أن لها أولا وان لها آخر وأنها ليست مما لا أول له فهي إذن مخلوقة , ولأن كون الأشياء المدركة المحسوسة محتاجة كذلك أمر قطعي والبرهان عليه مسكت لا يترك جوابا عند احد فقد يلجأ بعضهم إلى القول أن احتياجها أمر صحيح والشيوعيون يسلمون به حين يقولون بالشرطية ولكنها محتاجة لبعضها فلا يصح أن يكون احتياجها لبعضها برهانا على وجود الخالق , فلا بد من بيان أن الشرطية التي يقول بها الشيوعيون غير الاحتياج بدليل قولهم إن العالم يتطور تبعا لقوانين حركة المادة وهو ليس بحاجة إلى عقل كلي فهم مع قولهم بالاشتراط ينفون عن العالم انه محتاج فالشرطية التي يقولون بها غير الاحتياج ولكن يترتب على القول بها القول بالاحتياج ومجرد القول بالاحتياج معناه اعتراف بأنه مخلوق لان كونه محتاجا انه ليس أزليا فهو مخلوق وفوق ذلك فان قوله إن العالم يتطور تبعا لقوانين حركة المادة معناه انه محتاج لهذه القوانين وهذه القوانين لم تأت من المادة نفسها لان المادة خاضعة لهذه القوانين ولا تستطيع الخروج عنها ويستحيل عليها تغييرها فهي مفروضة عليها فرضا لا تملك الخروج عنه أو تغييره فهو مفروض من غيرها فتكون المادة قد احتاجت من يضع لها هذه القوانين فاحتاجت إلى غيرها فهي محتاجة ومحتاجة إلى غيرها فهي مخلوقة وهذا اعتراف بان العالم مخلوق لخالق , أي أن القول بالشرطية يترتب عليه الاعتراف بان العالم مخلوق لخالق وأيضا لما كان العالم محتاجا وعاجزا عن إيجاد ما احتاج إليه أمرا قطعيا وكان البرهان عليه مسكتا لا يترك جوابا عند احد فقد يلجأ بعضهم إلى القول أن كون العالم مخلوقا لا يعني أن هناك خالقا , فان الوجود كله لا يخرج عن خالق ومخلوق فرض نظري فلا يصح أن يكون برهانا على وجود الخالق لذلك كان لا بد من بيان أن كون الوجود لا يخرج عن خالق ومخلوق ليس فرضية وإنما هي حقيقة قطعية لان البرهان قام على أن العالم مخلوق لخالق فيكون قد قام على وجود خالق لهذه المخلوقات وبذلك كان البرهان برهانا على أن الوجود الوجود لا يخرج عن خالق ومخلوق ولذلك كان لا بد من لفت النظر إلى النقاط الثلاثة في بداية هذه الكلمات
غدا ان شاء الله البرهان على وجود الله

ابو شفاء
02-10-2005, 07:44 PM
يذكر كتاب أسس الفلسفة الماركسية أن الفلسفة الماركسية تمثل نظاما متناسقا من وجهات النظر عن العالم كلل عن قوانين تطوره وعن طرق معرفته , ولذلك فهم يرون أن دراسة الفلسفة الماركسية تجعل الدارس يحصل على تصور متكامل لماهية العالم وكيفية تطوره ومكانة الإنسان في هذا العالم وهل بامكانه معرفة الواقع ولماذا تتبدل الحياة الاجتماعية وكيف يكمن أن تنظم بشكل أفضل ويقول نفس الكتاب أن من يبني الشيوعية وسيعيش في ظلها ويحب الحقيقة ويسعى نحوها ويريد أن يتغلغل في أسرار الكون والحياة البشرية يتوجب عليه أن يستوعب التعاليم الماركسية التي لا تغلب وفلسفتها القهارة التي أثبتت الحياة صحتها , ولذلك فان الفلسفة الماركسية بأفكارها القهارة والتي لا تغلب قررت حقائق معينة فقالت بان المادية عدو لا يعرف المهادنة للأفكار الغيبية ففي العالم الذي لا وجود فيه لغير المادة المتحركة لا مكان لأي روح غيبية , وتقول إن الأفكار الغيبية إذ تبشر بالخضوع والاستسلام وتبشر الناس بالجنة في العالم الآخر فإنها تحرف الشغيّلة ( طبقة العمال) عن حل أهم المسائل الاجتماعية وعن النضال ضد الاستغلال ومن اجل السلم والديمقراطية , وبالتالي فان الفلسفة الماركسية قدمت فكرة كلية عن الإنسان والكون والحياة وقامت بحل العقدة الكبرى حسب وجهة نظرها والعقدة الكبرى هي من أين أتيت والى أين سأذهب أي من خلقني ولماذا وكيف سأعيش وأين مصيري بعد الموت تلك كانت هي العقدة الكبرى فالماركسية حلت هذه العقدة عن طريق أن الحياة كلها مادة ولا وجود للغيبيات والرأسمالية حلتها حلا وسطا بحيث اعترفوا بالخالق ولكن فصلوا الدين عن الحياة فقالوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله أم الإسلام فقام بالحل بطريقة مختلفة تماما أم شروط حل العقدة الكبرى فشرطان
الاتفاق مع العقل
الموافقة للفطرة
وحل العقدة الكبرى عند الرأسماليين أو الشيوعيين قد تم ولكن بطرق مختلفة والحل عند الرأسماليين أو الشيوعيين لا يعني انه حل صحيح ولا يعني صحة العقيدة بل هو حل مجرد الحل وما لم يكن الحل موافقا للفطرة ومتفقا مع العقل فلا قيمة له .
وحتى نحل العقدة الكبرى لا بد أن نحل أساس هذه العقدة وهو من أين أتينا وبعد أن نعرف من أين أتينا نعرف إلى أين نذهب .
أما وجود الخالق فحقيقة ملموسة محسوسة , فالوجود للخالق يوضع الإصبع عليه بالحس وإدراكه إدراك حسي مباشر وليس إدراكا من قضايا منطقية بل الحس بهذا الوجود للخالق هو الذي يعطي هذا الإدراك كادراك أي شيء محسوس . وليس معنى هذا أن الخالق محسوس ملموس بل وجود الخالق هو المحسوس الملموس . والبرهان عليه في منتهى البساطة وان كان أيضا في منتهى التعقيد , وسنتكلم اليوم عن البساطة في البرهان على وجود الخالق فان الإنسان يحيا في الكون فهو يشاهد في نفسه وفي الحياة التي يحباها الأحياء وفي كل شيء في الكون تغيرا دائما وانتقالا من حال إلى حال ويشاهد وجود أشياء وانعدام أشياء أخرى ويشاهد دقة وتنظيما في كل ما يرى ويسمع فيصل من هذا الإدراك الحسي إلى أن هناك موجد لهذا الوجود المدرك المحسوس وهذا أمر طبيعي جدا فان الإنسان يسمع دويا فيظن انه دوي طائرة أو سيارة أو أي شيء ولكن يوقن انه دوي ناتج عن شيء فيوقن بوجود شيء خرج منه هذا الدوى , فكان وجود الشيء الذي نتج عنه الدوى أمرا قطعيا عند من سمعه , فقد قام البرهان الحسي على وجوده وهو برهان في منتهى البساطة فيكون الاعتقاد بوجود شيء نتج عنه الدوى اعتقادا جازما قام البرهان القطعي عليه ويكون هذا الاعتقاد أمرا طبيعيا ما دام البرهان الحسي قد قام عليه , وكذلك فان الإنسان يشاهد التغير في الأشياء ويشاهد انعدام بعضها ووجود غيرها ويشاهد الدقة والتنظيم فيها ويشاهد أن كل ذلك ليس منها وأنها عاجزة عن دفعه فيوقن أن هذا كله صادر عن غير هذه الأشياء وهو الذي يغيرها ويعدمها وينظمها فكان وجود هذا الخالق الذي دل عليه وجود الأشياء وتغيرها وتنظيمها أمرا قطعيا عند من شاهد تغيرها ووجودها وانعدامها ودقة تنظيمها فقد قام البرهان الحسي المباشر على وجوده وهو برهان في منتهى البساطة فيكون الاعتقاد بوجود خالق لهذه الأشياء المخلوقة والتي تعدم وتتغير ولا تملك إيجاد 1لك لها ولا دفعه عنها اعتقادا جازما قام البرهان القطي عليه , ولذلك كان من الطبيعي أن من يشاهد الأشياء المدركة المحسوسة وما يحصل فيها مما لا تستطيع دفعه عنها ولا إيجاده لها أن يصل عن طريق الإدراك الحسي إلى أن هناك موجدا لهذا الوجود المدرك المحسوس وهذا أمر عام يشمل جميع البشر ولا يستثنى منه احد مطلقا , ولذلك كان الإقرار بوجود الخالق عاما عند جميع بني الإنسان وفي جميع العصور والخلاف بينهم إنما كان بتعدد الآلهة أو توحيدها ولكنهم مجمعون على وجود الخالق لأن أدنى أعمال للعقل فيما يحسه من الموجودات يرى أنها مخلوقة لخالق وان هناك خالقا .ولذلك جاءت آيات النظر في القرآن تلفت النظر إلى ما يقع عليه حس الإنسان للاستدلال بذلك على وجود الخالق “ أفلا ينظرون..." " فرأيتم ما تمنون..." " إن في خلق السموات ..." وغيرها كثير
غدا ان شاء الله متى يكون البرهان على وجود الله في منتهى التعقيد؟

ابو شفاء
02-11-2005, 07:17 PM
قلنا إن البرهان على وجود الله في منتهى البساطة , وذكرنا أن آيات القرآن أو آيات النظر في القرآن تلفت النظر إلى بداية الوجود وكيفية الخلق حتى لو كان الشخص غير مسلم فهناك آيات النظر في كتاب الله تلفت نظر الإنسان إلى أمور يجب أن يلتفت إليها كل مخلوق عاقل ولكن الشيوعيون يعتبرون أن الفلسفة المثالية هي التي محورها الاعتقاد بوجود خالق يعتبر مصدر الوجود ومصيره وهذه الفلسفة تستند إلى القوى الغيبية في تفسير الظواهر المادية أو ترى وجود الفكر متقدما على وجود المادة وهي في إيغالها في التصورات الخيالية قد بعدت عن الواقع حتى أفسدته , أما الفلسفة المادية فهي التي تبدأ من المادة بدراستها ومعرفة قوانينها معتمدة في ذلك على المنهج التجريبي فكانت وحدها القادرة على تفسير جميع ظواهر الوجود تفسيرا علميا صحيحا وبالتالي فهي بحق الجديرة بوصف الفلسفة العلمية , والفلاسفة الماديون يذهبون إلى أن المادة وجدت أولا وان الفكر وجد تاليا وأنها أزلية لم يخلقها احد وأنها أبدية ولا توجد أي قوة فوق الطبيعة أو خارج العالم , وهناك فلسفات ثنائية لا تقول بأولية المادة أو أولية الفكر وإنما تثبت للعالم أساسين منفصلين ومختلفين في طبيعتهما المادة والروح والطبيعة والفكر الجسم والعقل وتلك كانت نظرية ديكارت وهناك الفلسفة الوضعية التي تكتفي ببحث الحقائق التي تصلح أن تكزون موضوعا للملاحظة دون البحث فيما وراءها سواء كان ماديا أو روحيا , أما فيورباخ والذي استفاد منه ماركس وانجلز فقد رفض المثالية والدين واشار إلى أن الفلسفة يجب أن لا تظل رهينة الفكر المجرد وان مهمتها دراسة الطبيعة والإنسان , وان الطبيعة توجد خارج الإنسان وأنها أولى أولية وجوهر لم يخلق أما الإنسان فانه جزء من الطبيعة ونتاج تطورها الطويل .
تلك ترهات الفكر المادي أحببت الإشارة إليه , لألفت النظر إلى أن البرهان على وجود الخالق يمكن أن يكون بسيطا ويمكن أن يكون في منتهى التعقيد , فذلك أن هناك أناسا من البشر يأبون البساطة ويعقدون على أنفسهم الأمور فيبحثون في هذا الأمر البسيط بشكل معقد فيصلون إلى أشياء جديدة تعقد عليهم الأمور , ولذلك صار لا بد لهم من براهين على هذه الأمور الجديدة التي وصلوا إليها .
وبالنسبة للشيوعيين فإننا نجد أن موضع إنكارهم للخالق هو أنهم يقولون إن العلاقات المتبادلة بين الحوادث وتكييف بعضها بعض بصورة متقابلة هي قوانين ضرورية لتطور المادة المتحركة , وان العالم يتطور تبعا لقوانين حركة المادة . هذا هو موضع الإنكار عندهم, فالتعقيد جاء إليهم من تفسير ما في العالم من تغير وانتقال من حال إلى حال, وما فيه من وجود بعض الأشياء بعد أن لم تكن وانعدام بعض الأشياء بعد أن كانت أو على حد تعبيرهم من تشكل المادة بأشكال مختلفة , من تفسير ذلك بأنه يحدث من قوانين المادة وليس من شيء غيرها فقوانين حركة المادة هي التي تؤثر في العالم .
فإذا ثبت أن هذه القوانين لم تأت من المادة ولا هي خاصة من خواصها , وإنما هي مفروضة عليها فرضا من غيرها ومن خارجها فانه يكون هناك غير المادة هو الذي يؤثر فيها وبذلك تبطل نظريتهم وتحل العقدة الكبرى , لأنه يكون العالم ليس سائرا تبعا لقوانين حركة المادة , بل سائرا بتسيير من أوجد له هذه القوانين وفرضها عليه فرضا واجبره على أن يسير بحسبها فتنتقض النظرية وتحل العقدة
أما كون هذه القوانين لم تأت من المادة فلان القوانين هي عبارة عن جعل المادة في نسبة معينة أو وضع معين فالماء حتى يتحول إلى بخار أو إلى جليد إنما يتحول حسب قوانين معينة أي حسب نسبة معينة من الحرارة , فان حرارة الماء ليس لها في بادىء الأمر تأثير في حالته من حيث هو سائل , لكن إذا زيدت أو أنقصت حرارة الماء جاءت لحظة تعدلت فيها حالة التماسك التي هو فيها وتحول الماء إلى بخار والى جليد في الحالة الأخرى , فهذه النسبة المعينة من الحرارة هي القانون الذي بحسبه يجري تحول الماء إلى بخار والى جليد , وهذه النسبة أي كون الحرارة بمقدار معين لمقدار معين لم تأت من الماء لأنه لو كانت منه لكان بامكانه أن يغيرها لكن الواقع انه لا يستطيع تغييرها , ولا الخروج عنها وإنما هي مفروضة عليه فرضا , فدل ذلك على أنها ليست منه قطعا , وكذلك لم تأت من الحرارة , بدليل أنها لا تستطيع أن تغير هذه النسبة أو تخرج عنها , وأنها مفروضة عليها فرضا , فهي ليست منها قطعا , فتكون هذه القوانين ليست من المادة , وقد يقول شخص إن المادة لا تريد أن تغير النسبة , فنقول حتى الماركسيين قد قالوا إن الوعي نتاج التطور التاريخي للمادة وخاصية جسم مادي معقد غير عادي هو دماغ الإنسان , وبالتالي اعتبروا الوعي خاصية للدماغ وليس للحرارة .
أما كون هذه القوانين ليست خاصية من خواص المادة فلأن القوانين ليست أثرا من آثار المادة الناتجة عنها حتى يقال أنها خاصية من خواصها وإنما هي شيء مفروض عليها من خارجها ففي الماء تحول الماء ليست القوانين فيه من خواص الماء ولا من خواص الحرارة , لان القانون ليس تحول الماء إلى بخار والى جليد بل القانون تحوله بنسبة معينة من الحرارة لنسبة معينة من الحرارة لنسبة معينة من الماء فالموضوع ليس التحول وإنما التحول بنسبة معينة من الحرارة لنسبة معينة من الماء , فهو ليس كالرؤية في العين من خواصها , بل هو كون الرؤية لا تكون إلا بوضع مخصوص , هذا هو القانون فكون العين ترى خاصية من خواصها , ولكن كونها لا ترى إلا في وضع مخصوص ليس خاصية من خواصها وإنما هو أمر خارج عنها , وكالنار من خواصها الإحراق , ولكن كونها لا تحرق إلا بأحوال مخصوصة ليس خاصية من خواصها بل هو أمر خارج عنها .
وبهذا يثبت أن قوانين المادة ليست خاصية من خواصها وإنما هي أمر خارج عنها , وبما انه ثبت أن هذه القوانين ليست خاصية من خواص المادة وليست من المادة , فتكون آتية من غيرها ومفروضة عليها فرضا من غيرها ومن خارجها , وبذلك يثبت أن غير المادة هو الذي يؤثر فيها , وبذلك يثبت بطلان نظرية الشيوعيين ,لأنه ثبت أن العالم ليس سائرا تبعا لقوانين حركة المادة بل هو سائر بتسيير من أوجد هذه القوانين وفرضها عليه فرضا .
هذه هي البراهين على وجود الخالق لإثبات وجوده لاؤلئك الذين عقّدوا على أنفسهم فتعقدت نظرتهم للعالم , وهي براهين مسكتة كافية لنقض نظريتهم .فالمادة لا تملك إلا أن تسير بهذه القوانين , وبالتالي فان المادة محتاجة , فهي مخلوقة وليست أزلية , وبذلك يبطل أساس المادية الديلكتيكية وهو العقيدة الأساسية .
غدا إن شاء الله الطريقة الديالكتيكية

ابو شفاء
02-12-2005, 05:44 PM
اما الطريقة الديلكتيكية فاننا سننظر اليها ابتداءا كما يراها اصحابها , فالماركسيون يرون ان الفلسفة الماركسية مادية ديالكتيكية , فهي مادية لانها تنطلق عند حل المسألة الاساسية في الفلسفة من نقطة انطلاق تقول ان المادة - الوجود- هي الاولى وان الوعي ثانوي , كما تؤكد ايضا ان العالم مادي ويمكن معرفته , وتنظر اليه كما هو في الواقع , والفلسفة الماركسية ديالكتيكية لانها تنظر الى العالم المادي باعتباره في حركة دائمة وتطور وتجدد مستمرين , وانطلاقا من الحل الصحيح للمسألة الاساسية في الفلسفة تكشف المادية الديالكتيكية اعم قوانين تطور العالم المادي التي هي موضوعها ايضا , وخلافا للعلوم الخاصة فان المادية الديلكتيكية تدرس القوانين العامة التي تخضع لها جميع ميادين الواقع : مثلا: ان جميع الاشياء في الطبيعة الحية وغير الحية وجميع الظواهر في الحياة الاجتماعية والفكر تتطور وفقا لقانون وحدة وصراع الاضداد , ووفقا لقانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات كيفية , هذا وان موضوع المادية الديالكتيكية يشمل ايضا قوانين عملية المعرفة التي تمثل انعكاس الواقع الموضوعي .
بشكل مبسط ما سبق خطوط عريضة للمادية الديالكتيكية
وهذه المادية الديالكتيكية من حيث هي تأخذ ناحيتين في البحث
احداهما من ناحية البحث في الفكر
والثانية من ناحية البحث في الطبيعة
بعد غد الطريقة الديالكتيكية من ناحية البحث في الفكر

ابو شفاء
02-15-2005, 04:59 PM
المعذرة تأخرت عن موعدي يوما
قلت بان الطريقة الديالكتيكية تأخذ ناحيتين في البحث
البحث في الفكر
البحث في الطبيعة
اما البحث في الفكر فالديالكتيكية ترى ان الفكر انعكاس الواقع على الدماغ , اي ان القضية هي قضية واقع فاذا وجد الواقع(المادة) وجد الفكر اي ان وجود الواقع هو الذي اوجد الفكر , ونرى ان ماركس يصرح عن ذلك فيقول " ان طريقتي لا تختلف تماما عن طريقة هيجل بل ضدها تماما , وهيجل يرى ان الفكرة هي التي خلقت الواقع , ولكن ماركس يرى ان الواقع هو الذي اوجد الفكرة , اذن هيجل يرى الفكرة قبل الواقع ولكن ماركس يرى الواقع قبل الفكرة , , ويرى مفكروا الشيوعية ان المادة والطبيعة والكائن الحي هي حقيقة موضوعية موجودة خارج الوعي , وان المادة منبع الاحساسات والتصورات والادراك , ويرى انجلز ان مسألة علاقة الفكر بالكائن وعلاقة العقل بالطبيعة هي المسألة العليا في كل فلسفة , , وبالتالي فان العقل ليس سوى نتاج المادة ولكنه النتاج الارقى والاعلى , , ويؤكد لينين ان المادية تقبل ان الكائن الموضوعي (المادة) هو مستقل عن الادراك , عن الاحساس , عن التجربة , فالادراك ليس الا انعكاس الكائن , اي ان المادة والطبيعة والكائن هو الموجود الفيزيائي الاول بينما العقل والاحساس هي العنصر الثاني ,
ولكن هذا التعريف للعقل باطل وذلك لسببين
اول : انه لا يوجد انعكاس بين الواقع وبين الدماغ فلا الواقع ينعكس على الدماغ ولا الدماغ ينكس على الواقع , فالانعكاس هو ارتداد المادة المنعكسة عما انعكست عليه , فاذا جاءت اشعة الشمس على الجدار ارتطمت به وانعكست عنه , هذا هو الانعكاس فكيف ينعكس الدماغ على الواقع او الواقع على الدماغ فلو احضرنا كتابا باللغة الصينية او صفحة من عشر كلمات وثبتناها مكان كلمة منتدى التوحيد , فبمجرد ان يفتح الشخص المنتدى يلاحظها امامه , اذن هي واقع وبمجرد ملاحظتها يجب ان تنعكس على الدماغ وبالتالي يتولد الفكر بمعنى ان كل من يراها يتولد عنده الفكر اي يفهمها فهل يحصل ذلك , طبعا لا يحصل ذلك قطعا , عند شخص مثلي برغم اني امتلك دماع ولا تحصل عند اي شخص لا يعرف اللغة الصينية , اذن المسألة ان عملية الفكر لم تحصل لماذا لان الواقع لا ينعكس على الدماغ ولا الدماغ ينعكس على الواقع , اي ان هناك شروط حتى تتم العملية الفكرية , العملية الفكرية في المثال اعلاه لم تتم عند شخص مثلي ولكنها تتم عند شخص يفهم اللغة الصينية , كيف ذلك , ثم ما نقول في الشخص الاعمى كيف تتم عنده العملية الفكرية , وكيف تتم العملية الفكرية في الظلام .
غدا ان شاء الله نجيب على هذه التساؤلات

ابو شفاء
02-16-2005, 05:14 PM
قلت بان الطريقة الديلكتيكية كما هي تبحث في ناجيتين ناحية البحث في الفكر وناحية البحث في الطبيعة , وبدأت الحديث عن ناحية البحث في الفكر وقلنا ان مفكري الماركسية ماركس وانجلز قد قالوا ان الفكر نتاج المادة وان العملية الفكرية تحصل نتيجة انعكاس الواقع على الدماغ , وضربت لذلك مثالا عن اللغة الصينية , وعرفت الانعكاس انه هو ارتداد المنعكس عما انعكس عنه , وهذا غير موجود لا في الواقع ولا في الدماغ , وقبل ان اتكلم عن كيفية القيام بالعملية الفكرية , اتكلم عن ما يحصل في العين من الابصار , فالابصار ليس انعكاسا وانما هو انكسار , فان الضوء ينكسر في العين وتستقر صورة المادة على الشبكية ولا ترتد الى الخارج فالذي يحصل هو انكسار وليس انعكاس , وفرق بينهما , فالانعكاس ارتداد الصورة الى الخارج والانكسار استقرار الصورة في الداخل , فالصورة التي تظهر في المرآة هي عملية انعكاس وهي انما تظهر حين ينعكس عليها الضوء , فتستقر الصورة وحين لا يكون ضوء لا تظهر الصورة , فالانعكاس في هذه العملية هو للضوء على جسم غير قابل لاختراق الضوء اليه , ولذلك لا تظهر الصورة اذا لم ينعكس الضوء , فالوضع في هذه الحالة انعكاس للضوء وليس للصورة اما الصورة فتستقر , ولذلك حين تظهر صورة الشخص او المادة في عين آخر تظهر من انعكاس الضوء ولذلك لا تظهر في الظلام وهذا ليس انعكاسا للشخص او المادة وانما هو انعكاس للضوء ولذلك لا تظهر في الظلام
اما وقد رفضنا تعريف العملية الفكرية اي كيف يتم التفكير كما يراه الماركسيون , فاننا سنطرح الان كيف تتم العملية الفكرية
نجيب بطرح سؤال
قلنا في المثال اننا لووضعنا كلام باللغة الصينية مكان كلمة منتدى التوحيد , فمن سيعرف معنى هذه الكلمات , ولكن لو وضعنا صورة تفاحة , وعرضناها امام كل من سيدخل المنتدى فمن سيعرفها , الكل سيقول انا سأعرفها , ولكن السؤال لماذا لم نعرف معنى الكلام الصيني وعرفنا صورة التفاحة ؟
وارجو من الاخوة ان يسألوا انفسهم لماذا نلتقي بشخص فنعرفة وشخص آخر لا نعرفه
ان اجبنا على هذا السؤال عرفنا كيف تتم العملية الفكرية ,
موعدنا غدا باذن الله

ابو شفاء
04-08-2005, 07:33 PM
حتى تتم العملية الفكرية لا بد من توفر شروط مجتمعة والا لا يتم اي فكر او عقل او ادراك وهذه الشروط هي :
1 - دماغ صالح
2 - واقع
3 - حواس
4 - معلومات سابقة

فالعملية الفكرية هي نقل الواقع الى الدماغ عن طريق الحواس مع وجود معلومات سابقة , فمثال اللغة الصينية الذي ذكرت لا يمكن ان يفهمه الا شخص لديه معلومات عن اللغة الصينية , والطفل ان وضعت له قطعة حجر وقطعة ذهب لا يمكن ان يميز بينهما , وسيدنا آدم عليه السلام عندما خلقه سبحانه قال عز وجل " وعلّم آدم الاسماء كلها " اذن الحق سبحانه اعطى آدم المعلومات السابقة , التي استطاع ان ان يتعامل بها مع سؤال الله سبحانه " يا آدم انبئهم باسمائهم , وبغم ان هذه الايات قطعية الدلالة , الا اننا في الفكر لا نقيس الحاضر على الغائب بل نقيس الغائب على الحاضر اي ندرس واقع الفكر في زماننا هذا فلا يصح ان نقيس الانسان الذي امامنا والمعلوم لدينا على الانسان الاول الغائب والمجهول , وبامعان النظر في كيفية اتمام العملية الفكرية , نجد ان الشروط التي ذكرناها لا تخرج عن شروطها اية عملية فكرية ابدا , فهذا التعريف للفكر لا بد وان يكون قطعيا , والعملية الفكرية لا علاقة لها بدين ولا بمذهب بل هي تعريف للفكر عند كل البشر , وهي خاصة بالبشر اما الحيوانات فيتم عندها ما يسمى بالرجع للغرائز والحاجات العضوية, وبالتالي يكون تعريف الماركسيين قد سقط , ولا قيمة لأي انعكاس للواقع على الدماغ ولا للدماغ على الواقع , اضافة الى ان الفكر لا يمكن ان يتم بمجرد الاحساس , فلا بد من المعلومات السابقة ,
وقد يقال ان الانسان قد يرى شخصا ولا يكلمه وليس لديه اية معلومات عنه ثم يغيب سنوات فيراه فيعرفه حالا , فهنا استعاد الانسان الاحساس وباستعادته للاحساس اصدر حكما بان هذا الشخص هو عينه الذي رآه قبل سنوات , والجواب على ذلك هو ان الاحساس بالشيء يحصل في الدماغ ويحدث انطباعا فيه فاذا عرض الشيء مرة اخرى بواسطة نفس الاحساس يسترجع الانسان احساسه الاول فيعرف انه هو عينه ويحدث تصرفا بناءا على هذا الاسترجاع
فمثلا الطفل ضع امامه مصباحا زجاجته ساخنة سخونة شديدة واجعل الطفل يلمسه فيحرق يده ثم بعد مدة ادن زجاجة المصباح من الطفل واطلب منه ان يلمسها فانه يرفض . لأنه يسترجع احساسه للزجاجة فيجد انها تحرق فيرفض ان يلمسها , وكذلك الشخص الذي رأيته تسترجع احساسك الاول فتعرفه وهذه المعرفة ليست فكرا وانما هي استرجاع للاحساس فقط , فحسب الحاسة التي احست به يحصل الاسترجاع
ولا يرد هنا الحديث الفكر قبل المادة او بعد المادة اي ليس فيمن يسبق الآخر , وانما البحث في تعريف الفكر ما هو واذا قيل ان الفكر موجود قبل الواقع وان الفكر هو خالق الواقع وصانعه كما يقول هيجل فان ذلك خطأ من حيث ان الفكر هو الحكم على الواقع فلا بد ان يكون الواقع موجودا حين التفكير فيه , واذا قيل ان الواقع قبل الفكر وان العقل ليس سوى نتاج المادة الاعلى كما يقول انجلز فان ذلك خطأ من حيث ان الفكر هو الحكم على الواقع ولا يتأتى الحكم الابوجود معلومات سابقة عن الواقع , وهذه المعلومات هي جزء جوهري في الفكر حتى يوجد فيكون وجوده متوقفا على وجود المعلومات

اللقاء السابق ان شاء الله نكمل الحديث عن المعلومات السابقة

ابو شفاء
04-16-2005, 09:27 PM
المعذرة تأخرت في العودة لظروف مرض فالكتابة صعبة عليّ حتى الان , أكمل ان شاء ابتداءا من بعد غد بشكل متواصل موضوع نقض اسس الماركسية
اكرر اعتذاري ,

ابو شفاء
04-18-2005, 07:41 PM
كان حديثنا السابق عن المعلومات السابقة , وقلنا بان المعلومات السابقة ركن اساسي لاتمام العملية الفكرية , اذ لا يمكن للعملية الفكرية ان تتم الا بوجود المعلومات السابقة , واقول بان المعلومات السابقة ليس حتما ان تكون بعد وجود الواقع فقد تكون قبل وجوده , لأنه اذا ثبت ان المادة ازلية فيجب ان تكون المعلومات قد وجدت بعدها حتما , فتكون حينئذ المعلومات وجدت بعد المادة وبالتالي يكون الفكر او العقل من حيث هو قد وجد بعد المادة , اما اذا ثبت ان المادة ليست ازلية وانها مخلوقة لخالق فانه حينئذ يجب ان تكون اول معلومات سابقة عن اول فكر موجودة قبل المادة , فيجب ان تكون ممن خلق المادة , فالله الخالق هو الذي انزل اول معلومات وهي سابقة اول فكر حصل في الوجود , والفكر حتى يحصل لا بد له من معلومات , فاول فكر حصل لا بد له من معلومات قبله , ولم يحصل قبله فكر حتى توجد معلومات عن الواقع , فيتحتم ان تكون اول معلومات عن اول فكر موجودة قبل الواقع , اذ لو وجدت بعده لحصل فكر فلا يكون اول فكر قد حصل بمعلومات بل حصل من الواقع وحده , وبالتالي لا يكون يكون الفكر محتاجا لمعلومات حتى يحصل وهذا باطل اذ لا يمكن ان يوجد فكر الا بمعلومات سابقة , ولذلك كان لا بد ان تكون اول معلومات لأول فكر موجودة قبل المادة , لان القول بوجود اول معلومات لاول فكر بعد المادة نفي الحاجة لسبق الفكر لاول فكرة حصلت , وعليه فان ثبوت ان المادة مخلوقة لخالق يوجب ان تكون اول معلومات لاول فكر قد حصلت قبل المادة وثبوت ان الفكر لا يوجد الا بمعلومات سابقة يوجب كذلك ان تكون اول معلومات لاول فكر قد حصلت قبل المادة قلنا فيما سبق ان الماركسية تأخذ ناحيتين في البحث
الاولى وهي البحث في الفكر وقد بيناه والثانية في الطبيعة وهذا ما سنتبينه اعتبارا من الغد ان شاء الله

ابو شفاء
04-19-2005, 06:21 PM
قلنا ان الماركسية تبحث في ناحيتين
الاولى دراسة الفكر
والثانية دراسة الطبيعة
وقد تحدثنا فيما سبق عن دراسة الفكر ونبدأ اليوم بدراسة الجزء الثاني وهو درس الطبيعة , فنجد ان الماركسيين يطبقون دراستهم في الفكر على دراسة الطبيعة , ويقولون اذا ثبت ان الطبيعة هي العنصر الاول والفكر هو العنصر الثاني , واذا ثبت ان العالم المادي واقع موضوعي مستقل عن الادراك , بينما الادراك او الفكر هو انعكاس الواقع الموضوعي على الذهن اذا ثبت ذلك نتج عنه : ان حياة المجتمع المادية او كيان المجتمع هو العنصر الاول , وبالتالي فان حياة المجتمع العقلية تكون عنصر ثاني مشتق , وان حياة المجتمع المادية هي واقع موضوعي موجود موجود بصورة مستقلة عن ارادة الانسان , اما حياة المجتمع العقلية فهي انعكاس هذا الواقع الموضوعي , او انعكاس الموجود , وبالتالي يجب البحث عن منشأ حياة المجتمع , وعن اصل الافكار التي تبحث في تنظيم المجتمع , وعن النظريات التي تبحث في تنظيم المجتمع وعن الاراء السياسية والاوضاع السياسية لا في الافكار والنظريات , بل في شروط الحياة المادية للمجتمع

مقدمة لا بد منها ويتبع التفصيل

ابو شفاء
04-20-2005, 05:38 PM
نبدأ الحديث عن درس المجتمع ورد في اسس الفلسفة الماركسية " ان الديالكتيك المادي الماركسي هو تعاليم عامة عن التطور والرابطة الشاملة , وانه اذ يعطي صورة عن العمليات المادية فانه يمثل اسلوبا علميا لمعرفة العالم , ... ان الديالكتيك الماركسي هو في اساسه انتقادي ثوري , فهو لا يعترف بشيء غير قابل للتبدل , خالد , خلق ليبقى الى الابد على ما هو عليه , ولا يوجد ما هو خالد في الديالكتيك الماركسي عدا التقدمالذي لا نهاية له والحركة الخالدة المتواصلة الى امام "
موضوع المادية التاريخية
ترى الماركسية ان موضوع المادية التاريخية هو دراسة المجتمع وقوانين تطوره , وهذه القوانين موضوعية كقوانين تطور الطبيعة , كما ان المادية التاريخية تعطينا تفسيرا علميا ماديا ديالكتيكيا لظواهر الحياة الاجتماعية , وانها تحل قضايا التطور التاريخي العامة الهامة من مثل قضايا العلاقة بين الوجود الاجتماعي والوعي الاجتماعي واهمية الانتاج المادي في حياة الناس , ان المادية التاريخية تعطي الامكانية لفهم دور الشعب والافراد في التاريخ وكيف ظهرت الطبقات والصراع الطبقي وكيف ظهرت الدولة ولماذا تحدث الثورات الاجتماعية , ثم تقول الماركسية .... ان المادية التاريخية هي التظرية العلمية الوحيدة عن التطور الاجتماعي
استكمالا لرأيهم الحديث القادم عن اسلوب الانتاج

ابو شفاء
04-30-2005, 07:25 PM
فلنا ان حديثنا سيكون عن المادية التاريخية - اسلوب الانتاج او اساليب الانتاج
يقول الماركسيون ان ماركس وانجلز هما اللذان تمكنا من ان يكشفا كل تعقيد وتناقض في تطور المجتمع , وان يتغلغلا عميقا في جوهره , واوجدا نظرية جديدة من التطور الاجتماعي هي المادية التاريخية , ماذا عملا - لقد طرد ماركس وانجلز المثالية من علم الاجتماع وصاغ الموضوعة الرئيسية للمادية التاريخية : الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي
فما هو الوجود الاجتماعي وما هو الوعي الاجتماعي
الوجود الاجتماعي : هو الحياة المادية للمجتمع وقبل كل شيء نشاط الناس الانتاجي والعلاقات الاقتصادية التي تنشأ بين الناس في عملية الانتاج
اما الوعي الاجتماعي : فهو حياة الناس الفكرية والافكار والنظريات والآراء التي يسترشدون بها في نشاطهم العملي , وقد اكد الاثنين اولوية الوجود الاجتماعي وثانوية الوعي الاجتماعي


تاريخ المجتمع كتاريخ للتطور والتبدل القانوني لاساليب الانتاجما دام اسلوب الانتاج هو الاساس المادي للحياة الاجتماعية الذي يقرر جميع جوانبها الاخرى , فان تاريخ المجتمع يجب ان يبحث قبل كل شيء كتاريخ للتبدل القانوني لاساليب الانتاج
ويعرف التاريخ خمسة اساليب انتاج متتابعة هي
1 - اسلوب الانتاج المشاعي البدائي
2 - اسلوب الانتاج القائم على الرق
3 - الاقطاعي
4 - الراسمالي
5 - الاشتراكي
وهذه الاساليب كما ترى الفلسفة الماركسية , ليست مراحل اختيارية للامم والشعوب شعب يختار الاقطاع وشخص يختار الرأسمالية انما هي مراحل مرتبة بنفس التسلسل , والانتقال من مرحلة الى مرحلة اخرى هو انتقال حتمي وليس اختياري زيتم الانتقال نتيجة تطور قوى الانتاج ,
ليلاحظ الاخوة انني في هذا اللقاء والذي سبقه ما زلت اعرض الفكرة الماركسية عن المادية التاريخية كما هي ولم ارد عليها
في اللقاء القادم نتحدث عن المرحلة البدائية المشاعية ومرحلة الرق

ابو شفاء
05-11-2005, 05:51 PM
لقد بنى كارل ماركس مذهبه على اساس مبدأ فلسفي يعرف بالمادية التاريخية اي ما يسمى بالنظرية الديالكتيكية , وراى ان قيام النظام الجديد سيتم بمجرد عمل القوانين الاقتصادية وبمقتضى قوانين التطور , من غير تدخّل ادارة متشرّع او مصلح وقد اطلق على نظرية كارل ماركس اسم الاشتراكية العلمية تمييزا لها عن الطرق الاشتراكية التي تقدمتها وتتلخص نظرية كارل ماركس في المادية التاريخية بما يلي :
ان نظام المجتمع الذي يقوم في عصر ما هو نتيجة للحالة الاقتصادية وان التقلبات التي تصيب هذا النظام انما ترجع كلها الى سبب واحد هو كفاح الطبقات من اجل تحسين حالتها المادية كما ان التاريخ يحدثنا بان هذا الكفاح انما ينتهي على صورة واحدة هي انتصار الطبقة الاوفر عددا والاسوأ حالا وهذا ما يسميه بقانون التطور الاجتماعي وهو ينطبق على المستقبل كما ينطبق على الماضي , ففي العصور الماضية كان الكفاح موجودا بين الاحرار والارقاء ثم بين الاشراف والعامة ثم بين الاشراف والفلاحين , وكذلك بين لرؤوساء والعرفاء في نظام الطوائف وقد كان ينتهي دائما بانتصار الطبقة المظلومة الكثيرة العدد على الطبقة الظالمة القليلة العدد ولكن بعد انتصارها تنقلب الطبقة المظلومة الى طبقة ظالمة محافظة . ومنذ الثورة الفرنسية اصبح هذا الكفاح قائما بين الطبقة المتوسطة (البرجوازية) زطبقة العمال فقد صارت الاولى سيدة المشروعات الاقتصادية ومالكة رؤوس الاموال كما صارت طبقة محافظة , وفي وجهها تقوم طبقة العمال , وهي لا تملك شيئا من رأس المال ولكنها الاوفرعددا فهناك تناقض بين مصالح هاتين الطبقتين وهو يرجع الى اسباب اقتصادية
وتعتبر نظريات كارل ماركس اشهر النظريات الاشتراكية واكثرها تاثيرا فقد سادت هذه النظريات العالم الاشتراكي وقام على اساسها الحزب الشيوعي السوفييتي والتي عمرت نحو سبعين سنة قبل ان تزول منذ عقدين من السنين
ومن نظريات كارل ماركس
نظرية القيمة
قانون التركز
المنافسة الحرة
الازمات الاقتصادية

ابو شفاء
05-13-2005, 10:13 AM
ويرى كارل ماركس ان نظام الانتاج اليوم (في عهده) اصبح لا يتمشى مع نظام الملكية فالانتاج لم يعد فرديا اي يقوم به الشخص بمفرده كما كان في الازمنة الماضية , بل اصبح اشتراكيا اي يشترك فيه الافراد , بينما نظام الملكيةلم يتغير تبعا لذلك فظلت الملكية قائمة ولا تزال هي اساس النظام في المجتمع الحالي فكان من نتيجة ذلك ان طبقة العمال وهي تشترك في الانتاج لا تشترك في ملكية راس المال واصبحت تحت رحمة اصحاب راس المال الذين لا يشتركون في الانتاج , في حين انهم يستغلون العمال اذ لا يدفعون اليهم من الاجر الا ما يعادل الكفاف والعامل مضطر لقبوله اذ لا يملك غير عمله , فالفرق بين قيمة الناتج واجر العامل - وهو ما يسميه ماركس بالقيمة الفائضة - يتكون منه الربح الذي يستإثر به الراسمالي , مع ان العدل يقضي ان يكون من نصيب العامل , فالحرب ستظل معلنه بين هاتين الطبقتين حتى يتلاءم نظام الملكية مع نظام الانتاج اي حتى تصير الملكية اشتراكية , وسنتهي هذا النضال بانتصار طبقة العمال تبعا لقانون التطور في المجتمع , لأنها هي الطبقة الاسوأ حالا والاوفر عددا , اما كيف تنتصر طبقة العمال واسباب انتصارها فذلك ما ينبىء به قانون التطور للمجتمع , فنظام الحياة الاقتصادية الحاضرة يحمل في نفسه بذور الجماعة المستقبلة وهو مقضيّ عليه بالزوال بفعل القوانين الاقتصادية التي يخضع لها , فقد جاء وقت انتصرت فيه الطبقة المتوسطة على طبقة الاشراف فلعبت دورا مهما في الحياة الاقتصادية اذ كانت هي مالكة رؤوس الاموال ولكنها اليوم انتهت مهمتها , وحان الوقت الذي تتخلى فيه عن مكانتها لطبقة العمال ,
ويحتّم عليها ذلك قانون التركّز وفعل المنافسة الحرّة , فبفعل قانون التركز اخذ يتناقص عدد اصحاب رأس المال ويتزايد عدد العمال الاجراء , كما انه بفعل المنافسة الحرة تجاوز الانتاج كل حد فاصبحت كمية الانتاج تزيد عما يستطيع المستهلكون من طبقة العمال شراءه منها وهو يتناولون اجورا غير كافية , فادى ذلك الى وقوع الازمات التي من نتائجها ان يفقد بعض الناس رؤوس اموالهم فيدخلون طبقة العمال , وكلما تقدّم النظام الحاضر كلما اشتدت وطأة الازمات وتقاربت اوقات وقوعها وكلما تناقص اصحاب رأس المال تزايد العمال , ثمّ لا يلبث ان ياتي يوم تقع فيه ازمة اكبر من كل ما تقدمها فتكون هي النكبة الكبرى , اذ تقوّض اركان النظام الراسمالي فيقوم على انقاضه نظام الاشتراكية . ويرى ماركس في قيام الاشتراكية آخر دور للتطور التاريخي , لانها تهدم الملكية الخاصة فلا يكون هناك ما يدعو الى تطاحن الطبقات في المجتمع , وذلك لاختفاء ما بينها من فروق
يتبع قانون التركز
المنافسة الحرة
الازمات الاقتصادية

ابو شفاء
05-18-2005, 06:56 PM
اما قانون التركز الذي تكلم عنه ماركس فهو من النظام الرأسمالي , وخلاصته ان هناك حركة تنقل في العمل وراس المال من بعض المشروعات نحو بعضها , اذ يكبر بعضها في حين يصغر بعضها الاخر , فهذه كلها حالات تدل على حدوث تركز في الانتاج , فاذا بحثت في عدد من المشروعات في فرع واحد تجد ان عدد المشروعات قد صار الى التناقص في حين زاد متوسط ما يستخدم في كل مشروع من قوى الانتاج وفي هذا دليل على انه قد حدث تركّز في هذا الفرع من الانتاج , اذ اخذ الانتاج الكبير يحل فيه محل الصغير فلو كان عدد المصانع 10 فانها تصبع اربعة كبيرة وتنقرض باقي المصانع , واما المنافسة الحرة فهي تعني قاعدة حرية العمل وهي ان يكون لكل شخص في ان ينتج ما يشاء كما يشاء.
واما الازمات الاقتصادية فهي تطلق على كل اضطراب فجائي يطرأ على التوازن الاقتصادي , والازمة الخاصة تشمل كل انواع الازمات التي تحل بفرع من فروع الانتاج بسبب ما يحدث من فقدان التوازن بين الانتاج والاستهلاك , وهذا الحادث ينجم اما عن افراط في الانتاج او قلة فيه او افراط في الاستهلاك او قلة فيه
واما الازمة الدورية فهي تطرأ على شكل هزّة عنيفة تزعزع اركان النظام الاقتصادي كله وتكون هي النقطة التي تفصل بين عهد النشاط وعهد الكساد , وعهد النشاط يتراوح بين ثلاث وخمس سنين وعهد الكساد يتراوح بين تلك المدة , والازمة الدورية العامة لها صفات خاصة تتميز بها : هي صفة العموم , فهي تصيب في البلد الواحد كل نواحي النشاط الاقتصادي او على الاقل اكثرها , ثم هي تظهر اولا في احد البلاد وتعم فيه ثم تسري منه الى البلاد الاخرى , التي احرزت نصيبا من التقدم الاقتصادي وكان يربط بعضها ببعض علاقات مستمرة , والصفة الثانية صفة الدورية وهي انها تحدث كل مدة بصفة دورية والدورة التي تفصل بين ازمة واخرى تتراوح بين 7 - 11 سنة , الا ان حدوثها ليس في مواعيد ثابتة ولكنها تحث دوريا , اما الصفة الثالثة فهي افراط الانتاج اذ يصادف اصحاب المشروعات صعوبة كبيرة في تصريف منتجاتهم فيزيد العرض على الطلب في كثير من المنتجات فتحصل الازمة , فكارل ماركس يرى ان هذه الازمات تؤدي الى ان يفقد بعض الناس رؤوس اموالهم فيتناقص عدد اصحاب رؤوس الاموال ويتزايد عدد العمال وهذا يؤدي الى حصول ازمة كبرى في المجتمع تقوّض النظام القديم

كما ترون ايها الاخوة سيناريو فيلم هندي

ابو شفاء
05-25-2005, 06:35 PM
تلك بعض النقاط عن تطبيق التطور في الحياة الاقتصادية للمجتمع ونبدأ اليوم في البحث في الطبيعة من النظرية الديالكتيكية واقول ان اراء الماركسيين تتلخص في اربع نقاط :
1_ الطبيعة كل واحد متماسك ترتبط فيه الاشياء والحوادث فيما بينها
2 - الطبيعة ليست في حالة سكون بل هي في تطور وتغير دائمين
3 - ان حركة التطور هي تطور ينتقل من تغيرات كمية الى تغيرات كيفية بشكل سريع وفجائي
4 - ان كل الاشياء وحوادثها تحوي تناقضات داخلية

اما النقطة الاولى وهي ان الطبيعة كل واحد متماسك ترتبط فيها الاشياء والحوادث فيما بينها ارتباطا تاما , فهم يقولون ان الديلكتيك لا يعتبر الطبيعة تراكما عرضيا للاشياء , او حوادث بعضها منفصل عن بعض او احدها منعزل مستقل عن الاخر بل يعتبر الطبيعة كلا واحدا متماسكا ترتبط فيه الاشياء والحوادث ارتباطا عضويا ويتعلق احدها بالاخر ويكون بعضها شرطا للبعض الاخر بصورة متقابلة , ولذلك يعتبرون ان اي حادث من حوادث الطبيعة لا يمكن فهمه اذا نظر اليه منفردا بمعزل عن الحوادث المحيطة به. اذ ان اي حادث في اي ميدان من ميادين الطبيعة يمكن ان ينقلب الى عبث فارغ لا معنى له اذا نظر اليه بمعزل عن الشروط التي تكتنفه واذا فصل عن هذه الشروط , وعلى العكس يمكن فهم اي حادث من الحوادث وتبريره اذا نظر اليه من حيث ارتباطه ارتباطا لا ينفصم بالحوادث المحيطة , اي اذا نظر اليه كما تحدده وتكيّفه الحوادث التي تحيط به , وهذا يعني ان الشمس مرتبطة ارتباطا لا ينفصم بحركتها وبحركة الكواكب المحيطة بها , ويعني ان الانسان مرتبط بالبلد الذي يعيش فيه ارتباطا لا ينفصم ويعني ان الحياة الموجودة في الكائن الحي مرتبطة بحلولها في الكائن الحي ان انسانا او حيوانا او شجرة ارتباطا لا ينفصم وانه لا يمكن فهم الشيء الا بالحادثة التي تكتنفه كما لا يمكن فهم الحادثة الا بالشيء والاشياء التي تكتنفها فيكون الشيء او الحادثة كما تحدده الحوادث او الاشياء التي تحيط به وليس كما تحدده ماهيته .

يتبع النقطة الثانية " الطبيعة ليست في حالة سكون

ابو شفاء
05-30-2005, 05:05 PM
قبل ان ننتقل الى النقطة الثانية من ان الطبيعة في حالة سكون , وحتى لا ينسي الكلام بعضه بعضا نرد على النقطة الاولى , وهي ان الطبيعة كل واحد متماسك , فهذه النقطة ان هي الا مجرد فروض فالطبيعة هي مجموع الاجرام ومجموع النظام الذي تسير عليه , وبالنسبة لكوكب الارض التي نعيش عليها هي عبارة عن القوانين التي تسير الارض وما فيها من قابليات الحياة مع الارض والاشياء التي عليها , فهذه الطبيعة اي الاشياء وقوانينها كل متماسك الاجزاء من حيث الكون كله ومن حيث الارض كلها ومن حيث كل كوكب بوصفه كلا اما من كل كوكب ومن حيث الارض بالذات فانها في اشيائها الخاصة بها وقوانينها الخاصة غير مرتبطة بغيرها بل هي من هذه الجهة منعزلة عن غيرها وتعيش في وسط يتعلق بها وحدها من اشياء وقوانين وان كان ذلك يجري ضمن الاطار العام الجامع للكون , وكذلك الاشياء التي على الارض مع قوانينها فانها من حيث كل شيء فيما يتعلق به منفردة عن غيرها ولكل شيء قوانينه الخاصة به وغير مرتبط بغيره , وان كان ذلك يجري ضمن قوانين الكون , وهذا فيما يتعلق بالكوكب وبالارض بالذات قد ظهر جليا بشكل ملموس بعد رحلات الفضاء , حيث ثبت انقطاع الوزن عند وصول الشخص الى مكان تعادل الجاذبيات فلم تعد جاذبية الارض تؤثر عليه , اذ في النقاط التي تتعادل فيها جاذبية كوكبين او اكثر تنعدم الجاذبية فيكون الشخص كأنه خرج من جاذبية الارض فلم تعد قوانينها تؤثر عليه , وهذا يعني ان للارض قوانين خاصة بها غير مرتبطة بغيرها من الكواكب وتجري بشكل منفرد , وان كان لها قوانين اخرى مرتبطة بغيرها من الكواكب , فالزلازل في ايران لا تؤثر على العراق , وزلزال الجزائر لم يؤثر على ليبيا , والراكين في جهة لا تؤثر على الجهة الاخرى , وما يجري على الانسان لا يجري على الحيوان , فالحيوان يمشي على اربع , ويفقد الادراك العقلي , ويعيش حسب الطاقة الحيوية من غرائز وحاجات عضوية والانسان يمشي على رجلين ويستعمل يديه على خلاف استعماله لرجليه ويملك الادراك العقلي وسلوكه في الحياه حسب مفاهيمه وليس حسب غرائزه وحاجاته العضوية , وما عليه الجمادات غير ما عليه الكائن الحي فالجمادات لا تحتاج الى غذاء والكائن الحي يحتاج الى غذاء
وعلى هذا يكون من الخطأ القول بان الشيء او الحادثة انما يكون كما تحدده الحوادث والاشياء التي تحيط به , لان الواقع ان الاشياء والحوادث انما تحدد ماهيتها وليس الاشياء المحيطة بها

حازم
02-27-2006, 01:00 AM
بمناسبة وجود الرفيق البليغ بيننا فاننا نرفع الموضوع خصيصا له لنسمع رايه فيما كتبه الاخ ابو شفاء

أبو مريم
02-27-2006, 01:09 AM
نحن متشوقون أكثر لرؤية أخينا أبو شفاء فقد طالت غيبته بالفعل .

البليغ
02-27-2006, 07:06 PM
اتوجه لابو مربم وحازم
واقول لاحظوا هنا ان كاتب الموضوع ذكر ان الديالكتيك اكتشفه هيجل
فلا اعرف هل قراتم الموضوع ام لا
لانكما فى موضوع اخر هنا تقولون بما يخالف هذا

ولم ارى هنا اى نقاش حول هذا

فالجميع يمر ليقول جزاك الله خيرا وفقط

أبو مريم
02-27-2006, 10:24 PM
نعم يا عزيزى الديالكتيك الهيجلى أو تطبيق الديالكتيك على المادة مما ينسب لهيجل فلا هو اكتشاف كاكتشاف استراليا وأمريكا ولا هو الديالكتيك بالمعنى العام أظن أننا نحرث مع فى المحروث أو فى الماء .
أرجو من الإدارة نقل المناقشة حول موضوع نقد الماركسية إلى الرابط الخاص بالمناقشة حول هذا الموضوع كما طالب صاحبه .
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=112

ناصر التوحيد
02-27-2006, 10:49 PM
لاحظوا هنا ان كاتب الموضوع ذكر ان الديالكتيك اكتشفه هيجل
فلا اعرف هل قراتم الموضوع ام لا لانكما فى موضوع اخر هنا تقولون بما يخالف هذا
ولم ارى هنا اى نقاش حول هذا فالجميع يمر ليقول جزاك الله خيرا وفقط

لا نشك باي معلومة وردت في هذا الموضوع من كاتبه اكرمه الله ..
فالديالكتيك:كلمة يونانية تعني المجادلة او المحادثة , وتم بعث (الديالكتيك) بعثا جديدا على يد الفيلسوف الالماني الشهير جورج هيغل (1770- 1831) , وخلاصة راي هيغل ان الديالكتيك نظام كل من الفكر والروح والطبيعة معا ويقول الماركسيون ان هيغل وضع الديالكتيك على رأسه فجاة الماركسية واقامته منتصبا على قدميه حيث تطورت الجدلية الهيغلية تطورا سريعا على يد ثلاثة هم:
1- كارل ماركس ( 1818- 1883).
2- فريدريك انجلس (1820-1895).
3- فلاديمير لينين (1870- 1924).
والذين وضعوا فلسفتهم المادية والمسماة (المادية الجدلية) ضمن مفاهيم صراع الاضداد ونظرية نفي النفي او سلب السلب والتحولات من الكم الى الكيف وان المادة هي اساس الوجود وحركتها دائمة وان العالم ابدى والوعي موجود المادة وعكسوها على التاريخ فيما اصبح يعرف في التراث الماركسي اللينيني (بالمادية التاريخية).

يدَّعي الماديون أن الفكر صورة من صور المادة أو أثر من آثارها (فالعقل صفحة بيضاء تتراكم عليها المعطيات الحسية وتتحول إلى أفكار كلية بطريقة آلية). وهي مقولة لا تبدو معقولة وتخلق من المشاكل أكثر مما تحل. والسؤال هو: لماذا يأخذ الفكر هذه الصورة بالذات؟ ولماذا تختلف أفكار شخص عن أفكار شخص آخر يعيش في نفس الظروف؟ وهل الأفكار عصارات وأنزيمات تتحرك أم أنها شيء آخر؟ وما علاقة المؤثر المادي بالاستجابة الفكرية أو العاطفية؟
والفلسفات المادية تدور في إطار المرجعية المادية، ولذا فإنها ترسم صورة واحدية للإنسان إما باعتباره شخصية صراعية دموية أو باعتباره شخصية قادرة على التكيف . وهذه صور ساذجة غير حقيقية.فالإنسان المادي لا يزال قلقاً وغير راض
الإنسان تتنازعه نزعتان كامنتان فيه: النزعة الجنينية نحو إزالة الحدود والحيز الإنساني والهوية الإنسانية والذات المتعينة ومحو الذاكرة التاريخية والذوبان في الطبيعة/المادة والهرب من المسئولية الأخلاقية والمقدرة على التجاوز من ناحية، ومن ناحية أخرى، النزعة الربانية نحو تجاوز الطبيعة/المادة وتقبُّل الحدود والمسئولية وعبء الوعي وتأكيد الهوية الإنسانية وتركيبيتها. والنزعة الربانية تعبير عن وجود عنصر غير مادي غير طبيعي داخل الإنسان، وهو عنصر لا يمكن رده إلى الطبيعة/المادة نسميه «القبس الإلهي»، وهو ذلك النور الذي يبثه الإله الواحد المتجاوز في صدور الناس (بل في الكون بأسره)، فيمنحه تركيبيته اللامتناهية،ويولِّد في الإنسـان العـقل الذي يدرك من خـلاله أنه ليـس بإله، وأنه ليـس بالكل، وأنه مكلف بحمل الأمانة، وأن عليه أعباء أخلاقية وإنسانية تشكل حدوداً وإطاراً له. ولكن هذه الحدود هي نفسـها مصدر تميزه، فهي تفصله عن كل من الإله والكائنات الطبيعية، وتميِّزه عن هذه الكائنات بعقله ووعيه والمسئولية المناطة به. فكأن الحدود هي حيزه الإنساني الذي يمكن للإنسان أن يحقق فيه إمكانياته أو يجهضها. وهو الحيز الذي يتحول فيه الإنسان إلى كائن اجتماعي قادر على أن يرجئ رغباته ويُعلي غرائزه ولا يطلق لشهواته العنان حتى يمكنه أن يعيش مع الآخرين ويتواصل معهم، وأن ينتج أشـكالاً حضارية إنسـانية تتجاوز عالم الطبيعة/المادة وعـالم المثيرات والاستجابات العصبية والجسدية المباشرة.
والإنسان الإنسان، ثمرة النزعة الربانية، يقف على طرف النقيض من الإنسان الطبيعي/المادي ثمرة النزعة الجنينية، فهو ذو هوية محدَّدة يكتسبها من خلال الحدود المفروضة عليه
فالعقل (حسب الرؤية الموضوعية المادية) جزء لا يتجزأ من الطبيعة/المادة خاضع لقوانينها لا يتجاوزها، فهو صفحة سلبية بيضاء تسجل الواقع بشكل شبه فوتوغرافي.
ولكن العقل ليس صفحة بيضاء، وإنما هو أداة نشيطة مبدعة في أثناء أبسط عمليات الإدراك والتلقي، ولذا فهو قادر على تجاوز الطبيعة/المادة. وهذا النقد يضرب بجذوره في الرؤية المتمركزة حول الذات والإنسان التي تجعل عقل الإنسان هو موضع الكمون ومن ثم تؤكد فعاليته واستقلاليته عن الطبيعة/المادة (وبالتالي حريته ومقدرته على الاختيار). والحقيقة ليست نتيجة تراكم معطيات حسية على صفحة العقل المادية وعمليات التجريب، فليست كل المعرفة مكتسبة، إذ أن ثمة جزءاً هاماً من المعرفة الإنسانية يُولَد من داخل عقل الإنسان نفسه (ومن هنا تسمية هذا النموذج «النموذج التوليدي»)، وهذا الجزء هو الذي يجعل المعرفة الإنسانية إنسانية ومركبة وجوانية ومستعصية للرصد السلوكي البراني من خلال نماذج العلوم الطبيعية والكمية. والأفكار المركبة ليست نتيجة ترابط آلية تتم بشكل تلقائي بين المعطيات المادية وإنما هو نتيجة لجهد إبداعي من جانب البشر. فالطفل يستخدم بعض قواعد القياس ويقوم بعمليات تجريد لم يعلِّمها له أحد، ولا يمكنه اكتسابها بشكل تدريجي عن طريق التعلم

البليغ
02-27-2006, 11:07 PM
يا ناصر

الديالكتيك بالمفهوم الفلسفى الذى هو ان كل فكرة تحتوى على نقيضها كتفسير للتطور الفكرى
لم يظهلر قبل هيجل

انت مرة اخرى خلطت بين مفهومها الفلسفى وبين معناها اللفظى

أبو مريم
02-27-2006, 11:34 PM
الديالكتيك بالمفهوم الفلسفة العام يعنى الجدل يا بليغ والجدل أعم من الجدل الهيجلى .
نرجو نقل تلك المداخلات إما إلى الرابط الخاص بالحوار حول الموضوع الأصلى :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=112
أو نقل الحوار حول الديالكتيك إلى هذا الرابط :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4523

البليغ
02-28-2006, 12:53 AM
يا ناصر

الديالكتيك بالمفهوم الفلسفى الذى هو ان كل فكرة تحتوى على نقيضها كتفسير للتطور الفكرى
لم يظهلر قبل هيجل

انت مرة اخرى خلطت بين مفهومها الفلسفى وبين معناها اللفظى
نفس الرد للمرة الالف علشان خاطر ابو مريم

ناصر التوحيد
02-28-2006, 01:30 AM
الديالكتيك بالمفهوم الفلسفى الذى هو ان كل فكرة تحتوى على نقيضها كتفسير للتطور الفكرى لم يظهر قبل هيجل .
نفس الرد للمرة الالف علشان خاطر ابو مريم
المشاركة الأصلية بواسطة البليغ
لاحظوا هنا ان كاتب الموضوع ذكر ان الديالكتيك اكتشفه هيجل
ومليون علامة استفهام لاجل هذا " اللا بليغ " ؟؟؟؟

ومليار علامة استفهام أخرى لاجل هذا " اللا بليغ " ؟؟؟؟ على كلامه التفلسفي التنطعي ؟؟؟؟؟

جذر الديالكتيك
الهندسة الإقليدية متوافقة مع فلسفة أرسطو وفكرة المنطقي. ولقد تقاطعت الشمولية الرياضية لإقليدس مع الشمولية الفلسفية لأرسطو .لقد عمل أرسطو على مراجعة كل الإنتاج العلمي والفلسفي السابق له، المنطق الأرسطي تطوير لمنطق أكثر بساطة وأولية، وضعه أفلاطون، ومنطق أفلاطون ثنائي الأقطاب, فالمنطق الأفلاطوني خطا من الواحدية إلى الثنائية، ولكنه عجز عن الإحاطة الأفضل بجدل الظاهرة. وعدل أرسطو المفهوم الدارج للديالكتيك، وهو طريق المعرفة الظنية والانتقال من الثنائية الأفلاطونية المثالية إلى الثلاثية المنطقية (الحد الأكبر والأوسط والأصغر)، والقوانين الثلاثة (الهوية وعدم التناقض والثالث المرفوع). إنها أفكار جدلية خامية تبرز كل الأفكار الديالكتيكية للمرحلة اليونانية، متوافقة مع مستوى التطور الاجتماعي والعلمي لتلك المرحلة. وهذه الحدود الثلاثة هي مرتكزات المفهوم الديالكتيكي الهيغيلي اللاحق. فالقياس الأرسطي هو كما يشير إنجلز، بان الانتقال من المادة إلى الصورة وبالعكس تتم حسب تناسب مرن بينهما بحيث يحدث التغيير في كل منهما لدى تشكل جديد للصورة. أرسطو أقرب في أفكاره الديالكتيكية من مبدأ الهوية، أما هيغل فقد بنى ديالكتيكه على مبدأ التناقض، لأن الديالكتيك عند هيغل وصل إلى مرحلة النضج. ويقدر إنجلس الدور العظيم لكل من أرسطو وهيجل بقوله: (الديالكتيك لم يدرس حتى الآن بهذا القدر أو ذاك من الدقة إلا على يد مفكرين اثنين: أرسطو وهيغل).
فإن أرسطو أول فيلسوف يرسي دعائم الفكر الديالكتيكي وطريقة التفكير الديالكتيكية، وأغني على نحو غير مباشر النزعة الديالكتيكية في التفكير بما يتناسب مع مستوى معارف عصره، فكان عتبةً مهمة مهدت السبيل لصياغة متكاملة للمنهج المادي الديالكتيكي في القرن التاسع عشر.

( منقول عن مجلة حزب شيوعي )
فما قولك الان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
افهم شيوعيتك ثم تعال حدثنا عنها وعن افكارها المهترئة جداااااااااااااا ...

ناصر التوحيد
04-05-2007, 02:43 PM
بارك الله في الأخ ابو شفاء وجزاه خيرا على هذا التفصيل المفيد وهذا النقض لكل اسس وافكار الماركسية

حازم
10-22-2007, 09:53 AM
يرفع للرفقاء الجدد

عمر الأنصاري
11-22-2007, 03:59 PM
يُرفع

يحيى
11-23-2007, 12:22 AM
سؤال:

1ـ المادية الجدلية
2ـ المادية التاريخية
3ـ الصراع الطبقي .


هذه الاسس أو النظريات, حتى و لو كانت صحيحة حقيقة فانها لا تتعارض مع العقيدة الاسلامية, أو ليس كذلك ؟

و السلام عليكم

فخر الدين المناظر
07-16-2008, 03:37 PM
يرفع للرفقاء الماركسيين ... تحية نضالية !!!!

الحمدلله
10-28-2008, 05:06 AM
يرفع للرفقـــــــــــــــاء الجدد

( الله يهديهم يارب )

ناصر التوحيد
10-28-2008, 02:47 PM
سؤال:
1ـ المادية الجدلية
2ـ المادية التاريخية
3ـ الصراع الطبقي .
هذه الاسس أو النظريات, حتى و لو كانت صحيحة حقيقة فانها لا تتعارض مع العقيدة الاسلامية, أو ليس كذلك ؟
و السلام عليكم

وعليكم السلام
هي ليست صحيحة البتة
وهي تتعارض كليا مع الاسلام عقيدة وشريعة وفكرا وهما على النقيض تماما
المادية الجدلية تقوم على المادية فقط بعد ان افرغها ماركس وانجلز من المثالية
المادية التاريخية تحلل الاحداث بحسب التفسير المادي وبالتحديد بالاقتصاد فقط .. لان الاقتصاد عندهم هو عامل الثورة الوحيد .. وتدعي ان مراحلها التاريخية المفترضة حتمية ..مع ان الواقع اثبت غلطها وليس عدم حتميتها فحسب
الصراع الطبقي التي تريده الشيوعية يعني الفوضى والاباحية والمشاعية ..
بينما في الاسلام نجد التعاون بين كل الطبقات ونجدد العوامل التي تسبب الاستقرار والتوازن .وليس الفوضى والاباحية والمشاعية الشيوعية

عبد الله بن أدم
01-10-2010, 02:07 AM
وعلى شان عيون زميلنا الشيوعي يرفع

ناصر التوحيد
01-10-2010, 10:42 AM
جزاكم الله خيراً
نحن نريد الفائدة لزميلنا الشيوعي

يحيى
01-10-2010, 01:32 PM
وهي تتعارض كليا مع الاسلام عقيدة وشريعة وفكرا وهما على النقيض تماما
المشكلة في اطلاقها و اطلاق الحكم ببطلان المادية التاريخية و صراع الطبقات يا أخي, أعتقد لولا تقاعس المسلمين و انحططاطهم لواصلوا هم تطوير الفكر الخلدوني و لما وصل الى الغربيين ليلحدوه و يوضعوه كما حدث للأسف, لكن هناك مشكلة في إطلاقها سواء إطلاقها من الناحية التي تؤسس لنظام مادي في الاجتماع و الاقتصاد أو من الناحية العقائدية التي تؤدي للالحاد.

هل تعرف محمد شحرور؟ هذا مهندس دكتور مسلم من سوريا, أسقط تلك المبادئ على القرآن :)):#

السؤال هو: لماذا أغلبية الماركسين ماديين أو لماذا تؤدي الماركسية غالبا إلى الالحاد؟