المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خاطره ......



الحصان الأبيض
10-01-2007, 04:20 PM
ينما كنت مستغرقا في النوم و بعد منتصف أحد ليال الشتاء سمعت رنين جرس , كان صوت الجرس عالي , أيقظني الصوت من منامي .... لم أستبين جيدا...أكان هذا الصوت حقيقي أم كان ما سمعته مجرد حلم ...هل ما سمعته كان جرس باب البيت..... انتظرت لحظات لعل الجرس يرن مرة أخرى..... لم أسمع شيء ..... هل هذا أحد الجيران أو الأقارب ..... ربما..... استيقظت في ذهني الأفكار ... جاءتني الهواجس.... أصبحت أسمع دقات قلبي واضحة وسط سكون و صمت الليل... طار النوم من عيوني.... تركت دفء الفراش و نهضت .... تحركت وسط الظلام بخفة....لم أشعر بوزني..... ذهبت إلى باب المنزل... سألت من على الباب .... تنصت للحظة ... لم أسمع شيء .... قفزت إلى النافذة لعلى أرى أحدهم .... لم أجد شيء ...فقط الصمت و ضوء القمر الخافت..... فعلت كل ذلك بسرعة محاولا عدم إيقاظ أهل بيتي .... ربما كان ما سمعته هو حلم ... هذا هو التفسير المنطقي... لكنه كان صوت مرتفع لدرجة أنه أيقظني من نومي العميق.... كان يوم الأمس شاق... عملت كثيرا ... و عندما و ضعت رأسي على الفراش نمت سريعا من شدة التعب... يفترض بي أن أكون الآن غارقا في النوم ... و لكن كان صوت الجرس الذي أيقظني ... لم أحس بالتعب... لم أحس حتى بوزني.... حاولت العودة إلى النوم .... لم أستطع ... حاولت العودة للنوم و ذكرت نفسي أن في الغد يوم عمل جديد ... يجب أن أكون نشط.... ماذا أفعل... لا تريد الأفكار أن تتركني للنوم..... ربما يرن الجرس مرة أخرى ... لم أستطع أن أقنع نفسي أن ذلك الصوت كان مجرد حلم.... و جدت نفسي وحيد وسط هذا الصمت في تلك الليلة الشتوية... انطلقت أفكاري في اتجاهات مختلفة متطرقة لأمور كثيرة ... تعجبت كيف لم أفكر في هذه الأمور في النهار...نعم الإجابة أنني في النهار لا أجد وقت لهذه الأفكار..... كنت دائما مشغول......كنت أشغل نفسي في أي شيء إن وجدت له وقت ولكن لم يخطر علي ما أفكر فيه الآن ... جاءت على خاطري أفكار غريبة ... بعضها أضحكني لدرجة أنني خشيت أن أوقظ أهل بيتي.... و بعضها أخافني.... ...سألت نفسي لماذا أفكر بهذه الطريقة... هل كنت أتهرب من تلك الأفكار حتى لا تخيفني.... ولماذا أتتني الآن...هل كانت نائمة و أيقظها ذلك الصوت....أم أن هذا الليل حررني من ضغوط الحياة التي لا تسمح لي بالتفكير.... فكرت في نفسي .... فكرت في عملي... فكرت في أمور كثيرة... تذكرت أيام جميلة .... تذكرت مواقف مضحكة... تذكرت مواقف حزينة.... كلها أصبحت ماضي... تذكرت أصدقاء و أقارب .... بعضهم لم أراهم من زمن طويل .... لم أجد وقت لذلك .... بعضهم رحل عن الدنيا... سألت نفسي هل من رحل عن الدنيا يشعر كما أشعر الآن..... يشعر بأنه وحيد .... يشعر بأنه في وسط من الصمت و الضوء الخافت.... يتذكر أيامه الماضية....يتذكر المواقف الجميلة...يتذكر المواقف الصعبة.... تضحكه بعض المواقف... و تحزنه بعضها.... تخيلت موقف هؤلاء .... تخيلت بعضهم سعيد و فرح جدا بذكرياته .... و البعض الآخر نادم و كلما تذكر زاد ندمه و حزنه ... ربنا يلطف بنا جميعا......

طال بي التفكير حتى طلوع الفجر ... حمدت الله أنني مازلت أتنفس و لم أرحل عن الدنيا بعد...... دعوت الله أن يوفقني و أن أستطيع فيما بقى لي من مستقبل أن أصنع ذكريات سعيدة تنور لي وحدتي التي يوما ما سوف أوضع فيها..... دعوت الله أن لا أنسى هذه الصوت .........

كل ما حدث كان من رنه جرس أيقظتني من نوم عميق..... و قلت في نفسي الحمد لله..... وتخيلت نوم البعض.... يقوم هؤلاء بوضع ضمادة معتمة علي عيونهم.... و يحشرون في أذانهم قطع من الفلين عازل الصوت.... يختارون هذه العوازل بشكل دقيق....البعض يطلب من المصنع تفصيل أنواع خاصة لهم لكي يغطوا في نوم عميق.....عميق......عميق..... لا يسمعون شيء و لا يرون شيء...........و لا يستطيع رنين جرس الأجراس أن يوقظهم من نومهم..... نوما هنيئا..... و ذكريات سعيدة.....و أحلام سعيــــــــــــــــــــــــــدة........ هل سوف تصطحبهم هذه الضمادات و قطع الفلين في وحدتهم الأخيرة... إن كان ينفع ذلك............ ندعوا لهم أن يستيقـــــظووووووووووووووووووووووووووووووووو...... ..................