أسد العقيدة
02-10-2005, 05:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
أيها الملحد
لقد حث الدين على التفكر والتأمل .. وهو حق مشروع لكل أحد ... بيد أن الدين لم يطلق لعقلك العنان .. يجوب في أي أفق أنّا شاء وكيفما يشاء .. لأن الله أعلم منك بقصور عقلك ... ولذلك فقد إختزل لك بعض الإجابات لتقف عند حدها ولا تتجاوزها ..!؟
فهناك أمور .. قدرية .. وهناك أمور غيبية .. أمور أخرى أشد تعقيداً لا يعلمها الا الله .. وقد كفاك الله مؤنة البحث عن الإجابة في تلك المسائل .. بأن تكل السؤال وإجابته لله
وبالتأكيد .. فالشيطان .. حريص كل الحرص على الدخول الى روح ابن آدم .. لغرس الشك والريبة .. المؤدية الى الحيرة .. والتشتت في نفس ذلك العبد
إعلم هداك الله ... أن عقلي وعقلك وعقل كل من على الكرة الأرضية .. سيظل عاجزاً عن فهم مكنونات الكثير الكثير من الأمور ... وهذا ليس عيباً فينا .. بل لأن هذا هو جل ما نستطيعه
أيها الملحد
إننا عندما نؤمن بالله إنما ننسجم مع عقولنا وضمائرنا التي تؤكد وجوده ... أما الماديون من أمثالكم عندما يكفرون بالله إنما يخالفون عقولهم وضمائرهم .... فإذا كان المؤمن يتوقف عند السؤال ... مَن خلق الله ...!!؟؟
فلا يعني ذلك أن عليه أن يكفر بالله ... إنما عليه أن يعتقد أنه لا يستطيع أن يفهم ذلك... كما أن الذي لا يعرف من اخترع السيارة لا يجوز له أن يكفر بمخترعه
أما الملحد فهو عندما يتوقف عند السؤال... مَن خلق المادة ويكفر بالله إنما يخالف عقله وضميره وكل جزء في الكون
أيها الملحد
هذا هو عقل الإنسان ... خلقه الله واعطاه قدرة محدودة وطاقه استيعابيه لايستطيع بعدها أن يستوعب أمور لم يخلق ليستوعبها ... فالعقل يستوعب وجود الله عز وجل وانه الخالق وانه الرازق لأنه يرى مخلوقات الله ويرى أن هذه الأشياء لابد لها ان تكون مخلوقة فيستدل على الخالق بمخلوقاته
وقد ضرب الله للناس في القرآن الكريم ما يجيب على تساؤلاتهم قبل أن يؤمنوا ... ولكن عليهم بعد أن يؤمنوا أن يلتزموا بما أمر الله به وبما أمر رسوله عليه السلام به ... الله تعالى يقول
(( ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم ))
ويقول عليه الصلاة والسلام
(( فكروا في مخلوقات الله ولاتفكروا في ذاته فتهلكوا ))
أو كما قال عليه الصلاة والسلام
أيها الملحد
لماذا تجبر عقلك على شيء لايمكن أن يستوعبه بل من المستحيل أن يستوعبه ... سأضرب لك مثلاً ... لماذا استيعاب القرص المرن أقل من استيعاب الــ
CD !!؟؟
القرص المرن والــ
CD
لهما طاقة استيعابيه ... بعدها لو عملت المستحيل ... لن تحمل عليهما حرف واحد فوق طاقتهما الاستيعابيه ... واذا حاولت ربما تتسبب في توقفهما عن العمل لكن هذا أمرها بسيط ستجد في المحلات مايعوضك عن فقدهما ولكن لو انفرط عقلك فمن أين لك عقل ..!!؟؟
لو أتيت بجهاز كهربائي خط 110 واوصلت له تيار 220 سينفجر هذا الجهاز ويحترق ... لماذا ؟؟؟؟؟ لأنك اوصلت له شيء لايستطيع أن يتحمله ؟؟؟
الكفار كانوا يسألون الأنبياء عليهم السلام اسئلة كلها تدور حول هذه الأمور كيف ؟؟ ولماذا ؟؟
الكفار يقولون من يحيي العظام وهي رميم ... عقولهم لم تستوعب هذا الشيء كيف يكون الانسان عظم بالي ثم يرجع كما كان ؟؟
العقل لايستوعب هذا الأمر إذا اخذ هذه الأمور كتشكيك بالخالق ... أما المؤمن فيطمئن قلبه ويعلم جيداً أن الخالق عز وجل والذي خلق هذا العظم وأنشأه إنسان قادراً على خلقه من جديد فهو الذي خلقه وهو الذي يميته وهو الذي يحييه
(( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ))
هذا هو السؤال فاسمع الجواب
(( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ))
بعض الكفار انكر البعث وانكر عذاب القبر ونعيمه لماذا ؟؟؟
لأنه لم يؤمن بالقادر على كل شيء ...خذ مثلاً النوم ... النوم موتة صغرى وهو أخو الموت فانظر للنائم عندما تكون بجانبه وانت صاحي ربما يكون في كوابيس وعذاب ويطارد ويصرخ باعلى صوته ويعدوا ويسقط وأنت بجانبه .... لاتسمع شيء من ذلك ولاتدري عنه وأنت بجانبه ... وربما يعيش في حلم سعيد ويحلم بالافراح ويعيش سعادة كبيرة وأنت لاتدري عنه ... هذا هو حال الأموات فالمعذب يصرخ ويعذب ... ولن تستطيع سماعة أو معرفة أحواله والسعيد يعيش بسعادة ورضوان من الله ولا احد يدري عنهم ... ولو وقفت على قبورهم
أيها الملحد
ان السؤال عن (( هل )) و (( لماذا )) ... سؤال يستبد بالعقول ويلعب بها
فاذا لم يكن هناك خالق ... فما هي وظيفتنا على هذه الارض ... وما هي اصولنا !!؟؟
واذا كان هناك خالق ... فلماذا خلقنا !!؟؟؟
والسؤالان مرتبطان ببعضهما لان في طياتهم اجابة متشابهة
فالبعض يرى أن الجواب هو الالتزام وتبرئة الذمة أمام الله وخلقه ... فتجده يعمل بكد وجد ليؤدي حقوق الخالق عليه بأداء الفروض والصلوات والعبادات ويؤدي حقوق خلقه بصلة الرحم والعدل بين الناس إن كان صاحب منصب أو صاحب وظيفة تقتضي ذلك...الخ
وهناك من يجاوب ويقول "المال!" ... فإن كان ذا مبادي يئس من عمل أي شئ ليقينه أن صاحب المال سيحصل على ما يريد بحق أو بغير حق يقضي أيامه ساخطا ً على مجتمع يسمح لأصحاب الأموال باللعب والمرح كما يريدون ... ومن لا مبادئ له سيجعل من المال مفتاحا ً لكل باب
يقابل المثالين السابقين ... الذان يتبعهما أمثلة كثيرة أخرى ... من لا يستطيع التوصل إلى الإجابة بهذه السرعة... فتجده يجلس بالساعات حائرا ً/متأملا ً ولا يقنع بأي إجابة ويملك إشكالية وشبهة لكل إجابة تأتيه أو حتى لا تروق لهواه .... وغيره تجده ينصرف لمتع الحياة متناسيا ً هذه الأسئلة وإعراضا ً عنها لعلمه أنه حيت يفرغ بينه وبين نفسه ستقطعه هذه الأسئلة كالسيف فهو لا يقوى عليها ولا يعلم كيف يواجهها ... وتأتيه الإجابة في النهاية بعد أن استهلك نفسه وضيعها ولا ضمان أنه سيقدر على الوقوف مرة أخرى أو أنه سيحصل على الإجابة بعد فوات الأوان!؟
المثالين السابقين ... الذين يتبعهما أمثلة كثيرة أخرى ... هما نتيجة تزواج العقل مع الهوى ويتقمص كل منهما الآخر فتمتزج أحكام العقل بأحكام الهوى ويخبو صوت الضمير أمام صوت العقل/الهوى فتضيع النفس !!؟؟
اختلاف ٌ عظيم بين سواد البشر حول إجابة"هل؟" و "لماذا؟" يجعلنا نتساءل عن ماهية هذا المخلوق العجيب "الإنسان" وعن معنى الحياة والموت ويجعلنا نتيقن أنه لابد أن الإنسان أكثر من مجرد كائن مادي!؟
هنا يأتي دور خالق البشر ... الله عز وجل ... فأعطانا إجابتان للسؤال وأمرنا بالعمل على أساسهما
فأعطانا جوابا ميتافيزيقيا
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ))
وأعطانا جوابا فيزيائيا
((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ))
وبين لنا كافة السبل والوسائل التي نحقق بها الإجابة الأولى بينما جعل وسائل وسبل الجواب الثاني من وظائف العقل البشري ومكانا ً لإبداعه
وهنا تلاحظ أن الله عز وجل جعل ما لا تقوى عليه عقولنا إجابته "عبادة" وهو مفهوم ضيق ... بينما جعل ما خلقت من أجله عقولنا إجابته "خليفة" وهو مفهوم واسع
وأنا شخصيا ً أرى حكمة عجيبة تتجلى في الإجابتين ... فما تتحير فيه العقول تأتيك إجابته من غير عناء ومن غير تعب رحمة بالعباد ... بينما ما يدخل في حيز قدرة العقل وطاقته يحتاج لكد وتعب وجهد عظيم في سبيل تحقيق معنى "الخلافة في الإرض" و"إعمار الأرض" ونرى في ذلك تحفيزا ً للعقول لسبر هذه الأغوار والغوص فيها
من هنا أجد نفسي مقتنعا ً أن هناك مناطق معرفية لا يستطيع خيال الانسان وفكره وفضوله التعايش فيها ... لأن هذا الخيال وهذا الفضول لا يعيشان من غير تهذيب بأسس منطقية عقلية علمية... وهذه الأسس يصل إليها الإنسان بسهولة في عالم الشهادة (( الحياة الدنيا )) أما عالم الغيب فلا نستطيع التعرف على قوانينها ولا نملك الأدوات لنتمكن من ذلك
بل إن بعض جوانب عالم الشهادة لا يزال على قدر كبير من الغيب !!!
فالجذابية مثلا ما تزال اليوم لغزا محيرا
واليوم ينقسم علماء الفيزياء على مذهبين كبيرين في تفسير الجاذبية وبينهما نقاشات وحورات يعرفها من يتابعها
وقبل ذكر المذهبين أود أن أذكر خلفية الموضوع
اصطلح أهل الفيزياء النظرية في هذا العصر على أن هناك 4 قوى أساسية ... القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة والقوة النووية الشديدة والقوة الجاذبية ... وقد نجحت نظرية "المياكنيكا الكوانتية" في توفير تفسير مقبول للقوى الثلاث الأولى بينما تم تفسير القوة الجاذبية بالنظرية النسبية العامة
ويزعم أهل الفيزياء النظرية أنهم إن تمكنوا من التوفيق بين ميكانيكا الكم والنسبية العامة فإنهم سيصلون إلى ما يسمى
"نظرية المجال الموحد"
Unified Feild Theory
أو
"النظرية الاتحادية العظمى"
Grand Unified Theory
أو
"نظرية كل شئ"
The Theory of Everything
الخلاف هنا هو التوفيق على حساب من؟
فبينما ترى مجموعة من العلماء الغلبة ستكون للنظرية النسبية العامة وأنهم سيستخلصون منها نظرية تفسر جميع القوى ... ترى مجموعة أخرى أن الغلبة ستكون لميكانيكا الكم التي سيستخصلون منها
"نظرية الجاذبية الكوانتية"
Quantum Gravitation Theory
وكلما ظن أحد العلماء أنه اقترب من تفسير وجد بعد عقبته عقبات وعاد لنقطة الصفر!!!؟؟
فهاهي الجهود التي تبذل في سبيل تحقيق "الخلافة" و"العمارة" تتحول إلى ألغاز وأحاجي أمام عقول البشر التي لا تقف عند حد ولا تعرف موانع!!!؟؟
فلو بحث العقل عن إجابة فيما وراء "العبادة" بخياله وفضوله ... فكم من الجهد سيبذل وكم من التعب سيذهب سدى!!!؟ وبلا نتيجة!!!؟؟
السبب؟؟؟
لا يوجد ما يهذب به خياله وفضوله ليصل إلى إجابة لأسئلة تشكل الحياة وتحدد المصير الأخروي
أيها الملحد
أن مجال العقل هو المحسوس والمادي يصول فيه ويجول ... ففيه ينمو وفيه يهذب الخيال والفضول ليصل إلى إجابات عملية عن أسئلة حقيقية ذات قيمة في عالمنا ... عالم الشهادة
أما ما هو غير محسوس ... البيئة التي لم يتمرن فيها العقل على العمل ولا يملك أسسا ً يستند عليها ولا قواعد ثابتة ينطلق منها ... فقد تكفل الله عز وجل ببيان ما نحن بحاجة إليه حسب قدرة عقولنا على استيعابها ... ومن أعلم بها من خالقها ... حتى نوفر طاقة هذه العقول فيما فيه فائدة لنا من علم وعمل وتقنية وفن
ولذا تراه يقول
(( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم ))
واليك يا عزيزي بعض الدلائل على أن فسحة السؤال لديك .. على سعتها ورحابتها .. الا أن لها سقفاً .. تتوقف عنده .. ولا تتعداه
فهذا نوح عليه السلام .. حينما قال
(( وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ))
.. وهو سؤال مشروع .. لكل أحد
لكن ماذا كان الرد من العلي القدير
(( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ))
أحياناً .. يكون الجهل بالشيء .. هو سقف العلم به ..!؟؟
فتأمل
:)
حاول ان تتعلم التأمل ... و ستصل إلى شفافية رائعة في الروح
:)
يا ربي لك الحمد .. على منك وكرمك
اللهم يامقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك
واعتذر اليك بشددددددة على الاطالة ... فسامحني
اسأل الله لي ولك وللجميع الهدايه
تحياتي الحارة لك
والسلام على من اتبع الهدى
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
أيها الملحد
لقد حث الدين على التفكر والتأمل .. وهو حق مشروع لكل أحد ... بيد أن الدين لم يطلق لعقلك العنان .. يجوب في أي أفق أنّا شاء وكيفما يشاء .. لأن الله أعلم منك بقصور عقلك ... ولذلك فقد إختزل لك بعض الإجابات لتقف عند حدها ولا تتجاوزها ..!؟
فهناك أمور .. قدرية .. وهناك أمور غيبية .. أمور أخرى أشد تعقيداً لا يعلمها الا الله .. وقد كفاك الله مؤنة البحث عن الإجابة في تلك المسائل .. بأن تكل السؤال وإجابته لله
وبالتأكيد .. فالشيطان .. حريص كل الحرص على الدخول الى روح ابن آدم .. لغرس الشك والريبة .. المؤدية الى الحيرة .. والتشتت في نفس ذلك العبد
إعلم هداك الله ... أن عقلي وعقلك وعقل كل من على الكرة الأرضية .. سيظل عاجزاً عن فهم مكنونات الكثير الكثير من الأمور ... وهذا ليس عيباً فينا .. بل لأن هذا هو جل ما نستطيعه
أيها الملحد
إننا عندما نؤمن بالله إنما ننسجم مع عقولنا وضمائرنا التي تؤكد وجوده ... أما الماديون من أمثالكم عندما يكفرون بالله إنما يخالفون عقولهم وضمائرهم .... فإذا كان المؤمن يتوقف عند السؤال ... مَن خلق الله ...!!؟؟
فلا يعني ذلك أن عليه أن يكفر بالله ... إنما عليه أن يعتقد أنه لا يستطيع أن يفهم ذلك... كما أن الذي لا يعرف من اخترع السيارة لا يجوز له أن يكفر بمخترعه
أما الملحد فهو عندما يتوقف عند السؤال... مَن خلق المادة ويكفر بالله إنما يخالف عقله وضميره وكل جزء في الكون
أيها الملحد
هذا هو عقل الإنسان ... خلقه الله واعطاه قدرة محدودة وطاقه استيعابيه لايستطيع بعدها أن يستوعب أمور لم يخلق ليستوعبها ... فالعقل يستوعب وجود الله عز وجل وانه الخالق وانه الرازق لأنه يرى مخلوقات الله ويرى أن هذه الأشياء لابد لها ان تكون مخلوقة فيستدل على الخالق بمخلوقاته
وقد ضرب الله للناس في القرآن الكريم ما يجيب على تساؤلاتهم قبل أن يؤمنوا ... ولكن عليهم بعد أن يؤمنوا أن يلتزموا بما أمر الله به وبما أمر رسوله عليه السلام به ... الله تعالى يقول
(( ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم ))
ويقول عليه الصلاة والسلام
(( فكروا في مخلوقات الله ولاتفكروا في ذاته فتهلكوا ))
أو كما قال عليه الصلاة والسلام
أيها الملحد
لماذا تجبر عقلك على شيء لايمكن أن يستوعبه بل من المستحيل أن يستوعبه ... سأضرب لك مثلاً ... لماذا استيعاب القرص المرن أقل من استيعاب الــ
CD !!؟؟
القرص المرن والــ
CD
لهما طاقة استيعابيه ... بعدها لو عملت المستحيل ... لن تحمل عليهما حرف واحد فوق طاقتهما الاستيعابيه ... واذا حاولت ربما تتسبب في توقفهما عن العمل لكن هذا أمرها بسيط ستجد في المحلات مايعوضك عن فقدهما ولكن لو انفرط عقلك فمن أين لك عقل ..!!؟؟
لو أتيت بجهاز كهربائي خط 110 واوصلت له تيار 220 سينفجر هذا الجهاز ويحترق ... لماذا ؟؟؟؟؟ لأنك اوصلت له شيء لايستطيع أن يتحمله ؟؟؟
الكفار كانوا يسألون الأنبياء عليهم السلام اسئلة كلها تدور حول هذه الأمور كيف ؟؟ ولماذا ؟؟
الكفار يقولون من يحيي العظام وهي رميم ... عقولهم لم تستوعب هذا الشيء كيف يكون الانسان عظم بالي ثم يرجع كما كان ؟؟
العقل لايستوعب هذا الأمر إذا اخذ هذه الأمور كتشكيك بالخالق ... أما المؤمن فيطمئن قلبه ويعلم جيداً أن الخالق عز وجل والذي خلق هذا العظم وأنشأه إنسان قادراً على خلقه من جديد فهو الذي خلقه وهو الذي يميته وهو الذي يحييه
(( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ))
هذا هو السؤال فاسمع الجواب
(( قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ))
بعض الكفار انكر البعث وانكر عذاب القبر ونعيمه لماذا ؟؟؟
لأنه لم يؤمن بالقادر على كل شيء ...خذ مثلاً النوم ... النوم موتة صغرى وهو أخو الموت فانظر للنائم عندما تكون بجانبه وانت صاحي ربما يكون في كوابيس وعذاب ويطارد ويصرخ باعلى صوته ويعدوا ويسقط وأنت بجانبه .... لاتسمع شيء من ذلك ولاتدري عنه وأنت بجانبه ... وربما يعيش في حلم سعيد ويحلم بالافراح ويعيش سعادة كبيرة وأنت لاتدري عنه ... هذا هو حال الأموات فالمعذب يصرخ ويعذب ... ولن تستطيع سماعة أو معرفة أحواله والسعيد يعيش بسعادة ورضوان من الله ولا احد يدري عنهم ... ولو وقفت على قبورهم
أيها الملحد
ان السؤال عن (( هل )) و (( لماذا )) ... سؤال يستبد بالعقول ويلعب بها
فاذا لم يكن هناك خالق ... فما هي وظيفتنا على هذه الارض ... وما هي اصولنا !!؟؟
واذا كان هناك خالق ... فلماذا خلقنا !!؟؟؟
والسؤالان مرتبطان ببعضهما لان في طياتهم اجابة متشابهة
فالبعض يرى أن الجواب هو الالتزام وتبرئة الذمة أمام الله وخلقه ... فتجده يعمل بكد وجد ليؤدي حقوق الخالق عليه بأداء الفروض والصلوات والعبادات ويؤدي حقوق خلقه بصلة الرحم والعدل بين الناس إن كان صاحب منصب أو صاحب وظيفة تقتضي ذلك...الخ
وهناك من يجاوب ويقول "المال!" ... فإن كان ذا مبادي يئس من عمل أي شئ ليقينه أن صاحب المال سيحصل على ما يريد بحق أو بغير حق يقضي أيامه ساخطا ً على مجتمع يسمح لأصحاب الأموال باللعب والمرح كما يريدون ... ومن لا مبادئ له سيجعل من المال مفتاحا ً لكل باب
يقابل المثالين السابقين ... الذان يتبعهما أمثلة كثيرة أخرى ... من لا يستطيع التوصل إلى الإجابة بهذه السرعة... فتجده يجلس بالساعات حائرا ً/متأملا ً ولا يقنع بأي إجابة ويملك إشكالية وشبهة لكل إجابة تأتيه أو حتى لا تروق لهواه .... وغيره تجده ينصرف لمتع الحياة متناسيا ً هذه الأسئلة وإعراضا ً عنها لعلمه أنه حيت يفرغ بينه وبين نفسه ستقطعه هذه الأسئلة كالسيف فهو لا يقوى عليها ولا يعلم كيف يواجهها ... وتأتيه الإجابة في النهاية بعد أن استهلك نفسه وضيعها ولا ضمان أنه سيقدر على الوقوف مرة أخرى أو أنه سيحصل على الإجابة بعد فوات الأوان!؟
المثالين السابقين ... الذين يتبعهما أمثلة كثيرة أخرى ... هما نتيجة تزواج العقل مع الهوى ويتقمص كل منهما الآخر فتمتزج أحكام العقل بأحكام الهوى ويخبو صوت الضمير أمام صوت العقل/الهوى فتضيع النفس !!؟؟
اختلاف ٌ عظيم بين سواد البشر حول إجابة"هل؟" و "لماذا؟" يجعلنا نتساءل عن ماهية هذا المخلوق العجيب "الإنسان" وعن معنى الحياة والموت ويجعلنا نتيقن أنه لابد أن الإنسان أكثر من مجرد كائن مادي!؟
هنا يأتي دور خالق البشر ... الله عز وجل ... فأعطانا إجابتان للسؤال وأمرنا بالعمل على أساسهما
فأعطانا جوابا ميتافيزيقيا
((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ))
وأعطانا جوابا فيزيائيا
((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ))
وبين لنا كافة السبل والوسائل التي نحقق بها الإجابة الأولى بينما جعل وسائل وسبل الجواب الثاني من وظائف العقل البشري ومكانا ً لإبداعه
وهنا تلاحظ أن الله عز وجل جعل ما لا تقوى عليه عقولنا إجابته "عبادة" وهو مفهوم ضيق ... بينما جعل ما خلقت من أجله عقولنا إجابته "خليفة" وهو مفهوم واسع
وأنا شخصيا ً أرى حكمة عجيبة تتجلى في الإجابتين ... فما تتحير فيه العقول تأتيك إجابته من غير عناء ومن غير تعب رحمة بالعباد ... بينما ما يدخل في حيز قدرة العقل وطاقته يحتاج لكد وتعب وجهد عظيم في سبيل تحقيق معنى "الخلافة في الإرض" و"إعمار الأرض" ونرى في ذلك تحفيزا ً للعقول لسبر هذه الأغوار والغوص فيها
من هنا أجد نفسي مقتنعا ً أن هناك مناطق معرفية لا يستطيع خيال الانسان وفكره وفضوله التعايش فيها ... لأن هذا الخيال وهذا الفضول لا يعيشان من غير تهذيب بأسس منطقية عقلية علمية... وهذه الأسس يصل إليها الإنسان بسهولة في عالم الشهادة (( الحياة الدنيا )) أما عالم الغيب فلا نستطيع التعرف على قوانينها ولا نملك الأدوات لنتمكن من ذلك
بل إن بعض جوانب عالم الشهادة لا يزال على قدر كبير من الغيب !!!
فالجذابية مثلا ما تزال اليوم لغزا محيرا
واليوم ينقسم علماء الفيزياء على مذهبين كبيرين في تفسير الجاذبية وبينهما نقاشات وحورات يعرفها من يتابعها
وقبل ذكر المذهبين أود أن أذكر خلفية الموضوع
اصطلح أهل الفيزياء النظرية في هذا العصر على أن هناك 4 قوى أساسية ... القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة والقوة النووية الشديدة والقوة الجاذبية ... وقد نجحت نظرية "المياكنيكا الكوانتية" في توفير تفسير مقبول للقوى الثلاث الأولى بينما تم تفسير القوة الجاذبية بالنظرية النسبية العامة
ويزعم أهل الفيزياء النظرية أنهم إن تمكنوا من التوفيق بين ميكانيكا الكم والنسبية العامة فإنهم سيصلون إلى ما يسمى
"نظرية المجال الموحد"
Unified Feild Theory
أو
"النظرية الاتحادية العظمى"
Grand Unified Theory
أو
"نظرية كل شئ"
The Theory of Everything
الخلاف هنا هو التوفيق على حساب من؟
فبينما ترى مجموعة من العلماء الغلبة ستكون للنظرية النسبية العامة وأنهم سيستخلصون منها نظرية تفسر جميع القوى ... ترى مجموعة أخرى أن الغلبة ستكون لميكانيكا الكم التي سيستخصلون منها
"نظرية الجاذبية الكوانتية"
Quantum Gravitation Theory
وكلما ظن أحد العلماء أنه اقترب من تفسير وجد بعد عقبته عقبات وعاد لنقطة الصفر!!!؟؟
فهاهي الجهود التي تبذل في سبيل تحقيق "الخلافة" و"العمارة" تتحول إلى ألغاز وأحاجي أمام عقول البشر التي لا تقف عند حد ولا تعرف موانع!!!؟؟
فلو بحث العقل عن إجابة فيما وراء "العبادة" بخياله وفضوله ... فكم من الجهد سيبذل وكم من التعب سيذهب سدى!!!؟ وبلا نتيجة!!!؟؟
السبب؟؟؟
لا يوجد ما يهذب به خياله وفضوله ليصل إلى إجابة لأسئلة تشكل الحياة وتحدد المصير الأخروي
أيها الملحد
أن مجال العقل هو المحسوس والمادي يصول فيه ويجول ... ففيه ينمو وفيه يهذب الخيال والفضول ليصل إلى إجابات عملية عن أسئلة حقيقية ذات قيمة في عالمنا ... عالم الشهادة
أما ما هو غير محسوس ... البيئة التي لم يتمرن فيها العقل على العمل ولا يملك أسسا ً يستند عليها ولا قواعد ثابتة ينطلق منها ... فقد تكفل الله عز وجل ببيان ما نحن بحاجة إليه حسب قدرة عقولنا على استيعابها ... ومن أعلم بها من خالقها ... حتى نوفر طاقة هذه العقول فيما فيه فائدة لنا من علم وعمل وتقنية وفن
ولذا تراه يقول
(( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم ))
واليك يا عزيزي بعض الدلائل على أن فسحة السؤال لديك .. على سعتها ورحابتها .. الا أن لها سقفاً .. تتوقف عنده .. ولا تتعداه
فهذا نوح عليه السلام .. حينما قال
(( وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ))
.. وهو سؤال مشروع .. لكل أحد
لكن ماذا كان الرد من العلي القدير
(( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ))
أحياناً .. يكون الجهل بالشيء .. هو سقف العلم به ..!؟؟
فتأمل
:)
حاول ان تتعلم التأمل ... و ستصل إلى شفافية رائعة في الروح
:)
يا ربي لك الحمد .. على منك وكرمك
اللهم يامقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك
واعتذر اليك بشددددددة على الاطالة ... فسامحني
اسأل الله لي ولك وللجميع الهدايه
تحياتي الحارة لك
والسلام على من اتبع الهدى