المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تقبل التوبه (لمن يسب الرب او الرسول)



تهاني
10-22-2007, 12:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

سمعت ان من (والعياذ بالله ) يسب الرب او الرسول لاتقبل توبته ولو تاب بل يقتل

هل هذا صحيح ,,,,وماهو الدليل الشرعي على ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وفي كثير من الاقطار العربيه نسمع الكفر في كل مكان مع انهم مسلمون ولكن ربما يكونو جهله

فهل يطبق الحكم عليهم ,,,ارجوا التوضيح ,,,,,,وجزاكم الله خيرا ؟؟؟؟؟؟

ناصر الشريعة
10-26-2007, 10:44 PM
التوبة مقبولة من كل ذنب ، من الكفر الأكبر بجميع أنواعه إلى ما دونه من الذنوب.


بقي أن نتكلم عن المسلم الذي يتوب من ذنب يستوجب عقوبة حد أو تعزير، أما غير المسلم فإنه إذا أسلم جب الإسلام ما كان منه من قبل كائنا ما كان.

إن هناك ذنوبا تستوجب حقوقا أو حدودا وتعازير على المذنب لا تسقط بمجرد توبته، ومن ذلك القتل وأخذ المال بغير حق ، والقذف، والزنى ، وقطع الطريق، ومن أعظمها سب الرسول صلى الله عليه وسلم .

فهذه الذنوب وإن تاب فاعلها توبة صحيحة إلا أنه لا يسقط حق أهل القتيل في القصاص إن كان قتلا عمدا، والدية إن كان عمدا أو خطأ ، ولا يسقط حق صاحب المال في ماله ، ولا المقذوف عرضه في أن يقتص له من قاذفه ، ولا حد الزنى فيمن أقر على نفسه أو صحت شهادة أربعة عدول عليه بالزنى .

فيجتمع صحة التوبة وقبولها مع جريان الحدود الشرعية المطهرة له والزاجرة لغيره .

وأعظم هذه الحقوق بين الخلق ما للنبي صلى الله عليه وسلم من حق تعزيره وتوقيره والإيمان به ، فمن سبه من أهل الإسلام وهو يقصد ويعلم ما يقول وهو غير معذور بجهل ولا إكراه ولا زوال عقل ونحو ذلك ، فهو كافر مرتد ، فإن تاب فإن حكم الشرع يقام عليه كما يقام على الزاني المحصن أو غير المحصن وإن كان تائبا ، وكذلك القاتل التائب، وقاطع الطريق التائب، فتوبته تنفعه وعقوبته تطهره، ومن كان صادقا فسيوفقه الله للتوبة ويرضيه بها .

وننبه إلى أن هذا فيما كان من الذنوب التي تتعلق بحقوق العباد ، وأما الذنوب التي لا تتعلق بحقوق العباد فإن الله يعفو عنها ويسقط العقوبة عليها إذا صدق العبد في توبته وأوبته إلى الله،

قرآن الفجر
10-27-2007, 05:48 PM
إن هناك ذنوبا تستوجب حقوقا أو حدودا وتعازير على المذنب لا تسقط بمجرد توبته، ومن ذلك القتل وأخذ المال بغير حق ، والقذف، والزنى ، وقطع الطريق، ومن أعظمها سب الرسول صلى الله عليه وسلم .

فهذه الذنوب وإن تاب فاعلها توبة صحيحة إلا أنه لا يسقط حق أهل القتيل في القصاص إن كان قتلا عمدا، والدية إن كان عمدا أو خطأ ، ولا يسقط حق صاحب المال في ماله ، ولا المقذوف عرضه في أن يقتص له من قاذفه ، ولا حد الزنى فيمن أقر على نفسه أو صحت شهادة أربعة عدول عليه بالزنى .

بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ونفع بكم ..
عندي سؤال لو سمحت لي:
ماذا عن ستر الله لعباده ؟ لو أذنب العبد وستره الله ولم يعلم بذنبه أحد ، وتاب توبة نصوحاً ولم يعُد لتكرار الذنب ثانية
ألا تكفي توبته لمغفرة الذنب ، وهل عليه فضح نفسه والإقرار بما فعل ، وقد ينتج عن ذلك مفسدة أعظم من الصمت ؟!

زادك الله علماً وفهماً

ناصر الشريعة
10-27-2007, 06:17 PM
وفيك بارك الله ، ونفع بك.

من ستره الله فلا ينزع ستر الله عنه ، ولا حاجة به عند توبته إلى فضح نفسه ، ورد الحقوق بحسبها على قدر الإمكان، وإنما يقتص منه عند الحاكم إذا عرض أمره عليه فحينها لا شفاعة في الحدود .

فجزاك الله خيرا على التنبيه .

أبو سعد الحنفي
12-30-2007, 08:47 PM
بسم الله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده

أما بعد ، فقد أشكل علينا جوابك يا شيخ ناصر حفظك الله و رعاك
فالذي فهمته منك أن ساب الدين أو الرسول تقبل توبته و تصح عند علام الغيوم و لكن لا يسقط عنه حد الردة !!!!!
فالسب مستلزم للحد ، إن توفرت شروطه ، و إن تاب و أناب الساب ، فكلها لا تنفعه إن ثبتت ردته ، لإقامة الحكم عليه

كذلك لا يمكنني قياس حد الردة على حد الزنا و السرقة ، فواحد يستلزم الكفر الأكبر المخرج من الملة ، و الآخر يستلزم الفسق و العصيان ، فالزاني إن تاب و لم تثبت عليه الواقعة كان فاسقا فقط ، أما الساب فهو مرتد ، و ردته تستلزم العقاب و إن عاد للإسلام ...

فهل فهمي لكلامك سقيم أم سديد ؟؟؟؟

فهلا أفتيتنا في هذه الحالة المباشرة في هذا المنتدى الطيب :

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=11313

فهذا شخص قد أقر بأنه سب الرسول ، و كان مسلما ، و لكنه الآن تاب و آب و أصبح يصلي ، فماهو حكمه بحسب الشرع

فهل يسقط عنه حد الردة أم لا ؟؟؟؟

علما بأنه لم يكن لا ذاهب العقل و لا مكره و لا جاهل!!!!!!!!!!!!

هذا سؤالي الأول ، و منه سأنتقل لك لعرض مشكلتي ، و هي كون سب الرب في تونس منتشر بين العوام بصفة كبيرة ، فهل نكفر هؤلاء ، أم نعتبرهم مسلمين مستحقين لحقوق الإسلام ؟؟؟

أما إذا كفرناهم ، فإني سأقول لك 80 بالمئة من شباب تونس سيدق عنقه

فهذه النسبة المخيفة واقعة لا محالة ، و إنك لتجد الكثير منهم يصلي و يصوم ، إلا أن غالبيتهم سبوا الرب جل في علاه في أحد الأيام ، و بناء عليه فإنهم مستحقين لحد الردة و إن تابوا ؟؟؟؟

فالسب يستلزم الحد و إن قبلت التوبة من صاحب الذنب بحسب ما فهمته من فتواك !!!!

في الحقيقة مسألة عويصة جدا جدا بالنسبة لي ؟؟؟؟

فأفتنا يا من فقهك الله في الدين ، خصوصا أن بعض من سب الرب في أحد الأيام ، تجده اليوم من خيرة شباب الصحوة ، بل إن بعضهم لب نداء الجهاد ، و نال الشهادة في العراق ، فهل كانوا مستحقيق لحد الردة بعد توبتهم ، و إن تقبل الله منهم أوبتهم

فهذا الكلام هو ما أشكل علي و دعاني لإستنتاج ما سطرته :



وأعظم هذه الحقوق بين الخلق ما للنبي صلى الله عليه وسلم من حق تعزيره وتوقيره والإيمان به ، فمن سبه من أهل الإسلام وهو يقصد ويعلم ما يقول وهو غير معذور بجهل ولا إكراه ولا زوال عقل ونحو ذلك ، فهو كافر مرتد ، فإن تاب فإن حكم الشرع يقام عليه


أفيدونا أفادكم الله في هذه الإشكالات :

فهل العبرة بمراعاة مقاصد الشرع لحفظ مصالح العباد ، و إن ترتب عليها مخالفة الشرع ، فالشرع إنما جاء لحفظ مصالح و درئ مفاسد ، و من مقاصد الشريعة الغراء حفظ النفس ، و لا تستحل إلا بما فرضه الله ، و لكن تطبيق ما فرضه الله في هذه الحالة يستلزم مخالفة المقصد الشرعي ، أعني ضرب رقاب الملايين من الناس ، و هذا فساد عظيم !!!!!!

أم إن العبرة بتطبيق الشرع و لا يلتفت للمقصد ، و إن ترتب عليه فساد عظيم ، أي إهلاك أغلب الناس ؟؟؟

و هل من الممكن أن تعطينا قاعدة جلية و واضحة تكون لنا نبراسا لنعرف به العلاقة الصحيحة بين المقصد الشرعي الذي ثبت بالكتاب و السنة و بين الحكم الشرعي الذي ثبت كذلك بالكتاب و بالسنة !!!

فهل العبرة للمقاصد الشرعية أم العبرة للأحكام ، أي من يقدم على من إذا تعارضا ؟؟؟؟

و بارك الله فيكم و وفقكم لما يحبه و يرضاه

ناصر الشريعة
01-08-2008, 12:16 AM
أخي الفاضل أبا سعد الحنفي بارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا على التنبيه على ما قد يلتبس على البعض .


فالذي فهمته منك أن ساب الدين أو الرسول تقبل توبته و تصح عند علام الغيوم و لكن لا يسقط عنه حد الردة !!!!!العبارة الملونة بالأحمر هي سبب الإشكالية وهي كذلك غير صحيحة .
فالحد ليس حد الردة وإنما هو تعزير وعقاب .
وهو مخصوص بسب الرسول فقط لما له من الحق صلى الله عليه وسلم الذي لا يمكن المسامحة فيه لغيره صلى الله عليه وسلم ، بخلاف حقوق الله التي الأصل فيها المسامحة، لا سيما مع التائبين الصادقين.
كما أنه لا يقام إلا إذا رفع أمر الساب إلى القضاء .
ثم أنها مسألة فقهية خلافية عند أهل العلم فهناك من يرى عدم لزوم قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تاب .
وهذا كله مفصل في كتاب " الصارم المسلول على شاتم الرسول " لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى .
وعلى هذا لا يقام حد الردة على التائبين من ذلك السب ، ولا يعاقبون إلا إذا عرضوا على القضاء ، وتوبتهم قبل ذلك وبعده صحيحة مقبولة إذا صدقوا الله وأخلصوا التوبة . فلا يترتب على هذا مفسدة ولا ضرر على جهلة العوام الذين سألت عنهم .

وما يوجد من انتشار سب الدين وسب الله وسب الرسول في جهلة العوام في بعض البلاد يوجب تعليمهم أن ما يقولونه يعتبر سبا ، فقد يجهل بعضهم أن ما يقوله سب للدين ، وقد يجري على لسان بعضهم دون قصد معناه ، وقد يقوله القائل منهم فيكون مرتدا بذلك ثم يتوب إلى الله بعد أن يكلم وينصح ويوعظ ويدعى إلى التوبة ، ولا تكون هناك حاجة إلى أن يقتل إذا لم يرفع أمره إلى القضاء قبل التوبة . فلا يترتب على هذا الحكم قطع ملايين الرقاب كما ذكرت .


فهل العبرة للمقاصد الشرعية أم العبرة للأحكام ، أي من يقدم على من إذا تعارضا ؟؟؟؟هذا السؤال لا يستقيم لأن المقاصد الشرعية والأحكام جميعها معتبر متلازم غير متعارض ، فبالأحكام تتحقق المقاصد الشرعية ، وبالمقاصد الشرعية تعرف مواضع الأحكام وحكمها ، فحيث كان حكم الله فإن حكمة الله ثمَّ ، ومقاصد أحكامه الحكيمة هنالك ، فكما لا تتعارض المقاصد مع بعضها ، والأحكام مع بعضها ، فكذلك لا تتعارض مقاصد الشريعة مع أحكامها الشرعية ، وكل تعارض متوهم مرده إلى فهم الناظر لا إلى حقيقة الأمر .
وكما أنه لا تعارض بين الوضوء والتيمم فلهذا موضعه ولهذا موضعه ، فكذلك لا تعارض بين تغليب مقصد حفظ الدين على حفظ النفس في موضع ، وتغليب حفظ النفس على حفظ الدين في موضع آخر ، فاختلاف الحالات والصور يبطل التعارض لما لكل حالة وصورة من أوصاف معتبرة تقتضي أحكاما مغايرة لا متعارضة .

ومع هذا الإيجاز أرجو أن يزول اللبس المذكور .

ورجائي الملحف أخيرا منك ومن إخواننا جميعا أن يكون الخطاب بلفظ الأخوة ونحوها بعيدا عن الألقاب والتشييخ الذي له أهله الذين يستحقونه ، فلست بشيخ ولا نصيفه يعلم الله ، و(يعلم الله ) قسم غليظ عظيم أخي الحبيب، وأعفني بارك الله فيك عن الإطالة في هذا الرجاء ، والمعذرة أخيرا عن تأخر جوابي وقِصَره لانشغال وعجلة .

علي المهاجر
01-16-2008, 09:04 PM
تقبل التوبة يا اخي من المرء حتى تخرج الشمس من المغرب و قبل خروجالروح من الجسد و لكن يجب مراعات شروط التوبة الثلاث

تهاني
02-26-2008, 01:15 PM
جزاكم الله خيرا اخي الفاضل ناصر الشريعه واثابكم بما قدمتم

ايمان نور
02-26-2008, 02:02 PM
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم‏}‏ ‏[‏الزمر‏:‏53‏]‏،
جميعا
وقال
{‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 48‏]
هذا عامة
حكم سب النبى صلى الله عليه وسلم او الله تعالى
فى الاّية الكريمة
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
الاّية تدل على صريح الكفر فمن سب الله او الرسول صلى الله عليه وسلم كافر يستحق القتل
ما حكمه إن تاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اختلف الفقهاء منهم من قال تقبل توبته ويسقط عنه الحد ومنهم من قال لا بل ويقتل وان تاب
توبته اسقطت عنه حق الله عليه ان كان سابا للرسول صلى الله عليه وسلم ولم تسقط حق الرسول صلى الله عليه وسلم
فكلنا نعلم شروط قبول التوبة الندم والعزم والاصلاح ورد المظالم وهو بسبه للرسول صلى الله عليه وسلم طعن فى سيد الانبياء والدين والشريعة
واستدل الحنابلة والمالكية بأثر فى السنة على وجوب قتله وان تاب
روى أبو داود عَنْ سَعْدٍ بن أبي وقاص قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ أَمَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَّا أَرْبَعَةَ نَفَرٍ وَامْرَأَتَيْنِ وَسَمَّاهُمْ وَابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : وَأَمَّا ابْنُ أَبِي سَرْحٍ فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَلَمَّا دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ جَاءَ بِهِ حَتَّى أَوْقَفَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، بَايِعْ عَبْدَ اللَّهِ . فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثَلاثًا كُلُّ ذَلِكَ يَأْبَى ، فَبَايَعَهُ بَعْدَ ثَلاثٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ يَقُومُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدِي عَنْ بَيْعَتِهِ فَيَقْتُلُهُ ؟ فَقَالُوا : مَا نَدْرِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا فِي نَفْسِكَ ، أَلا أَوْمَأْتَ إِلَيْنَا بِعَيْنِكَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ تَكُونَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ . صححه الألباني في صحيح أبي داود
للمزيد تابع الرابط

http://www.islamqa.com/index.php?ref=22809&ln=ara

وسأضع فائدة مفصلة بالرأى والرأى الاخر واختلاف الفقهاء معتبر

ايمان نور
02-26-2008, 02:14 PM
حكم من سب الله تعالى
وهل تقبل توبته ؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين:
فالأول : لا تقبل توبته ويقتل حداً وهو رواية الامام أحمد وروى ابن القاسم عن الامام مالك أنه قال : من سب الله تعالى من المسلمين قتل ولم يستتب الا أن يكون افترى على الله بارتداده الى دين دان به واظهره فيستتاب وان لم يظهره ولم يستتب وهذا قول ابن القاسم ومطرف وعبد الملك وجمهور المالكيه.
الثاني : إنه يستتاب وتقبل توبته بمنزلة المرتد المحض ، وهذا قول أبي يعلى والشريف أبي جعفر وأبي عقيل وهو قول طائفة من المدنيين منهم محمد بن سلمة والمخزومي وابن أبي حازم قالوا : لا يقتل المسلم بالسيف حتى يستتاب فان تاب قبلت توبته وان لم يتب قتل ولا بد من الاستتابة وذلك كله كالرده وهو الذي ذكره العراقيون عن المالكية وهو الرواية الثابته عن أحمد بن حنبل ومذهب الشافعي كما ذكره أصحابه وهو مذهب أبي حنيفة رحمهم الله أجمعين . - ذكره شيخ الاسلام رحمه الله تعالى.
ونقل شيخ الاسلام عن بعض العلماء الذين قالوا بالرأي الثاني وهو استتابة من سب الله تعالى قبل قتله فان تاب والا قتل ونقل عن هذا الفريق انهم لا يقولون باستتابة من سب الرسول (صلى الله عليه وسلم) فهل إن سب الرسول أغلظ اثماً ممن سب الله تعالى ؟ يجيب شيخ الاسلام ابن تيمية فيقول (سب الله تعالى كفر محض ومعلوم شرعاً أنه إذا أراد الكافر أن يتوب يقبل الله توبته على خلاف ساب الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإن هذا حق محض لآدمي والعقوبة الواجبة لآدمي لا تسقط بالتوبة. فمثلاً القاتل إذا اراد أن يتوب عن القتل فإن هذه التوبة لا تسقط عنه القصاص فكذلك مسبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لا يسقط إثمها بالتوبة لأنها متعلقة بحق آدمي ويقول شيخ الاسلام ( والله سبحانه لا يلحقه بالسب غضاضة ولا معرة وانما يعود ضررها على الساب نفسه وحرمته في قلوب العباد أعظم فلا تقوم حرمته ولا تثبت في مكانته إلا باصطلام سابه لما أن هجوه وشتمه ينقص من حرمته عند كثير من الناس ويقدح في مكانته في قلوب كثيرة فان لم يحفظ الحمى بعقوبة المنتهك والا افتضى الأمر الى الفساد) هذا هو الفرق الثاني بين سب الله تعالى وسب الرسول (صلى الله عليه وسلم).
فابن تيمية يريد أن يقررما ذكرته الشريعة وهو أن العباد لا يضرون الله شيئاً حتى لو كفروا جميعاً كما جاء في الحديث القدسي الصحيح : ( ياعباد لو ان أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم لما نقص ذلك من ملكي شيئاً ) وهذه حقيقة وواقع واما سب النبي صلى الله عليه وسلم فهو يسيء الى سمعته ويقلل من شأنه ويضعف مكانته في القلوب وكذلك كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يحثُ شاعره حسان بن ثابت أن يذود عنه هجاء المشركين ويقول : (أهجهم ياحسان وروح القدس معك) ويذكر شيخ الأسلام فرقاً ثالثاً في هذا المقام فيقول ( وايضاً فإن سب الله تعالى ليس له دافع عقلي في الغالب واكثر ما هو سب في نفس الأمر اينما يصدر عن إعتقاد وتدين يراد به التعظيم لا السب ولا يقصد الساب حقيقة الاهانة بعلمه أن ذلك لا يؤثر بخلاف سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه في الغالب يقصد الاهانة والاستخفاف والدواعي الى ذلك متوفرة من كل كافر ومنافق فصار من جنس الجرائم التي تدعو اليها الطباع فإن حدودها لا تسقط بالتوبة بخلاف الجرائم التي لا داعي لها ) فشيخ الاسلام قصد في قوله ( إنما يصدر عن اعتقاد وتدين يراد به التعظيم لا السب ) هو سب النصارى لله في نسبة الولد اليه ونسبة اليهود عزيراً ابناً لله وكذلك نسبة مشركي العرب الملائكة بنات لله تعالى فالمراد بهذه النسبة ليست الاساءة الى الله تعالى ولكنه تدين واعتقاد يتقربون به الى الله زلفى وهو فاسدٌ قطعاً.
اما من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فهو في الغالب حاقد عليه حاسد له كما هو شأن اليهود والنصارى ومشركي العرب والمنافقين الذين كانوا يبطنون العداوة والبغضاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن خلال هذه الفروقات الثلاثة يتبين مذهب بعض العلماء الذين قالوا بعدم استتابة من سب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أحد قولي العلماء فمنهم من قال باستتابته والراجح هو عدم الاستتابة للأسباب المذكورة آنفاً والله تعالى أعلم بالصواب.
وهنا يجاب عن السؤال الذي طرح للمناقشة فنقول بما أن مسبة الرسول صلى الله عليه وسلم متعلقة بحق آدمي ويراد منها الأهانة لشخصية الرسول الكريم وتأثير السب على سمعته صلى الله عليه وسلم تحتمت عقوبته لا لأنه أغلظ اثماً من سب الله تعالى لأن مفسدته لا تنحسم إلا بتحتم القتل فالكفر والردة أعظم إثماً من الزنا والسرقة ثم إذا تاب الكافر والمرتد بعد القدرة عليهما سقطت عقوبتهما ولو تاب الزاني والسارق بعد القدرة عليهما لم تسقط عقوبتهما مع أن الكافر أعظم من الفسوق ولم يدل ذلك على أن الفاسق أعظم أثماً من الكافر والمرتد فمن أخذ تحتم العقوبة وسقوطها من كبر الاثم وصغره فقد نأى عن مسلك الفقه والحكمة ذكره شيخ الاسلام.
هذه فائدة نقلتها وينصح بقراءة
(الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم) لشيخ الإسلام ابن تيمية
او دراسة حولها للدكتور محمد الحلوانى على هذا الرابط
http://www.islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_content.cfm?Res_ID=210&Sch_ID=300

تهاني
03-01-2008, 02:10 AM
بارك الله فيكِ يا ايمان نور

ذاالبجادين
05-01-2008, 07:34 PM
جذاكم الله خيرا

علي المهاجر
06-22-2008, 11:06 PM
باب التوبة مفتوح ما لم تخرج الشمس من المغرب و ما لم يرفع عنه الحجاب(اي لم تبدا روحة بالخروج)

الـلاديني
06-23-2008, 04:37 AM
وهو مخصوص بسب الرسول فقط لما له من الحق صلى الله عليه وسلم الذي لا يمكن المسامحة فيه لغيره صلى الله عليه وسلم ، بخلاف حقوق الله التي الأصل فيها المسامحة، لا سيما مع التائبين الصادقين.
من سب الله يغفر له، أما من سب الرسول يحق عليه حد الردة!!
بمعنى أن سب محمد نبي الإسلام أعظم بكثير من سب الـلـه الذي خلقه!!

أبو حاتم
06-23-2008, 05:01 AM
من سب الله يغفر له، أما من سب الرسول يحق عليه حد الردة!!
بمعنى أن سب محمد نبي الإسلام أعظم بكثير من سب الـلـه الذي خلقه!!

الرسول عليه الصلاة والسّلام هو صاحب الحق في التنازل عن قتل الساب .. وطالما أنّه عليه الصلاة والسّلام ميّت فإن سابه عليه القصاص لا محالة

أما ساب الله تعالى فهو أشد كفرا وإثماً .. ولكن الله سبحانه يتوب على من تاب ويغفر ..

هل لاحظت الفرق أم أنّك تصر على تضييق عقلك وتفسير الأمور على هواك !!؟

ايمان نور
06-23-2008, 06:23 PM
تابع معنا أيضاً هذا الرابط يا (لادينى)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=94144#post94144

abd_allah
06-24-2008, 05:09 PM
حكم سب الله تعالى-الدين-الرّسول ( ص )


أخي المسلم: الإيمان بالله مبني على التعظيم والإجلال للرب عزّ وجلّ، ولا شك أن سب الله تعالى والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم.
قال ابن القيم: وروح العبادة هو الإجلال والمحبة، فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت، فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم، فذلك حقيقة الحمد والله أعلم.
والسب كما عرفه ابن تيمية: هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف، وهو ما يُفهم منه السبّ في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم، كاللعن والتقبيح ونحوه.
ولا ريب أن سب الله عزّ وجلّ يُعد أقبح وأشنع أنواع المكفِّرات القولية، وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله، فإن السب كفر من باب أولى.
يقول ابن تيمية: إن سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السَّاب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.
وقال ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله تبارك وتعالى أو سب رسول الله ( ص ). أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بما أنزل الله.
قال تعالى: { إنَّ الذين يُؤذون الله ورسوله لعلنهم الله في الدُّنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذاباً مٌّهيناً . والَّذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً ميبناً } فرَّق الله عزّ وجلّ في الآية بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، ومعلوم أن أذى المؤمنين قد يكون من كبائر الإثم وفيه الجلد، وليس فوق ذلك إلا الكفر والقتل.
قال القاضي عياض: لا خلاف أن ساب الله تعالى من المسلمين كافر حلال الدم.
وقال أحمد في رواية عبد الله في رجل قال لرجل: يا بن كذا وكذا- أعني أنت ومن خلقك-: هذا مرتد عن الإسلام تضرب عنقه.
وقال ابن قدامة: من سب الله تعالى كفر، سواءً كان مازحاً أو جاداً.
•سُئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز السؤال التالي:
ما حكم سب الدين أو الرب؟- أستغفر الله رب العالمين- هل مَنْ سبّ الدين يعتبر كافراً أو مرتداً، وما هي العقوبة المقررة عليه في الدين الإسلامي الحنيف؟ حتى نكون على بينة من أمر شرائع الدين وهذه الظاهرة منتشرة بين بعض الناس في بلادنا أفيدونا أفادكم الله.
فأجب رحمه الله تعالى: سب الدين من أعظم الكبائر ومن أعظم المنكرات وهكذا سب الرب عزّ وجلّ، وهذان الأمران من أعظم نواقض الإسلام، ومن أسباب الردة عن الإسلام، فإذا كان مَنْ سب الرب سبحانه أو سب الدين ينتسب للإسلام فإنه يكون مرتداً بذلك عن الإسلام ويكون كافراً يستتاب، فإن تاب وإلا قتل من جهة ولي أمر البلد بواسطة المحكمة الشرعية، وقال بعض أهل العلم: إنه لا يستتاب بل يقتل؛ لأن جريمته عظيمة، ولكن الأرجح أن يستتاب لعل الله تعالى يمن عليه بالهداية فيلزم الحق، ولكن ينبغي أن يعزر بالجلد والسجن حتى لا يعود لمثل هذه الجريمة العظيمة، وهكذا لو سب القرآن أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فإنَّ سب الدين أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم أو سب الرب عزّ وجلّ من نواقض الإسلام، وهكذا الاستهزاء بالله أو برسوله صلى الله عليه وسلم أو بالجنة أو بالنار أو بأوامر الله تعالى كالصلاة والزكاة، فالاستهزاء بشيء من هذه الأمور من نواقض الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: { قُل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } نسأل الله العافية.
•وسُئل فضيلة الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
ما حكم الشرع في رجل سبَّ الدين في حالة غضب هل عليه كفَّارة وما شرط التّوبة من هذا العمل حيث أنّي سمعت من أهل العلم يقولون: بأنَّك خرجت عن الإسلام في قولك هذا ويقولون بأنّ زوجتك حُرّمت عليك؟
فأجاب فضيلته: الحكم فيمن سبّ الدين الإسلامي أنه يكفُر، فإن سب الدين والاستهزاء به ردّة عن الإسلام وكفر بالله عزّ وجلّ وبدينه، وقد حكى الله تبارك وتعالى عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام، حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون: إنّما كنا نخوض ونلعب، فبين الله عزّ وجلّ أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله وأنهم كفروا به فقال تعالى: { ولئن سألتهم ليقولنَّ إنّما كنا نخوض ونلعب قُل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون . لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } فالاستهزاء بدين الله، أو سبُّ دين الله، أو سبُّ الله ورسوله، أو الاستهزاء بهما، كفر مخرج عن الملّة.
واحذر أخي المسلم من مجالسة هؤلاء القوم حتى لا يصيبك إثم وتخل بدارك العقوبة.
•سُئل الشيخ محمّد بن عثيمين السؤال التالي:
هل يجوز البقاء لي بين قوم يسبُّون الله عزّ وجلّ؟
فأجاب رحمه الله: لا يجوز البقاء بين قوم يسبون الله عزّ وجلّ
لقوله تعالى: { وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يُكفر بها ويُستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتَّى يخوضوا في حديثٍ غيره إنَّكُم إذاً مِّثلهم إنَّ الله جامع المنافقين والكافرين إلى جهنَّم جميعاً } .
حكم سب الرسول صلى الله عليه وسلم:
للرسول صلى الله عليه وسلم منزلة عظيمة في نفوس أهل الإيمان، فقد بلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح للأمة، وجاهد في الله حق جهاده، ونحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم كما أمر، محبةً لا تخرجه إلى الإطراء أو إقامة البدع التي نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عنها وحذّر منها. بل له المكانة السامية والمنزلة الرفيعة نطيعه فيما أمر، ونجتنب ما نهى عنه وزجر.
ولنحذر من سب الرسول صلى الله عليه وسلم فإن ذلك من نواقض الإيمان، التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً، سواءً استحل ذلك فاعله أو لم يستحله.
يقول ابن تيمية: إن سب الله تعالى أو سب رسوله ( ص ) كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السب يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده.
والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي ( ص ) في حكم أو غيره كما قال رحمه الله: فثبت أن كل من لمز النبي ( ص ) في حكمه أو قَسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد موته. فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر والطريق السيء وتجنب ما يغضب الله عزّ وجلّ.

اللهم ارزقنا حبك وحبّ دينك وكتابك ونبيك ( ص ) وصحابته الكرام، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول بتصرف

abd_allah
06-24-2008, 07:28 PM
يجيب شيخ الاسلام ابن تيمية فيقول (سب الله تعالى كفر محض ومعلوم شرعاً أنه إذا أراد الكافر أن يتوب يقبل الله توبته على خلاف ساب الرسول (صلى الله عليه وسلم) فإن هذا حق محض لآدمي والعقوبة الواجبة لآدمي لا تسقط بالتوبة. فمثلاً القاتل إذا اراد أن يتوب عن القتل فإن هذه التوبة لا تسقط عنه القصاص فكذلك مسبة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لا يسقط إثمها بالتوبة لأنها متعلقة بحق آدمي

ردا على الزميل اللاديني اقول
ان مظالم الناس بعظهم لبعض لا يغفرها الله الا بعد ان يغفر صاحب المظلمة نفسه او يقتص منه. فلو سببت اوسرقت او اعتديت على اي مسلم او كافر -غير محارب- فلن تنجوا من الحساب الا ان يغفر لك ويسامحك او يقتص منك يوم القيامة (و هذا من عدل الاسلام وانصافه لذلك صنف العلماء ان من شروط قبول التوبة رد المظالم الى اهلها سواء كانت مادية وان تعلقت بامور غيرمادية كقذف اوسب او ظلم...الخ .فوجب التحلل من ذلك و طلب العفو و الصفح منه اما ان مات الشخص ... فهناك كلام اخر...


يقول الله عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء/47

القصاص شامل وعام بين جميع الخلائق :
1- يقتص المؤمن المظلوم ممن ظلمه من الخلائق ، مؤمنهم وكافرهم ، إنسهم وجنهم .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إذا خلص المؤمنون من النار ، حبسوا بقنطره بين الجنه والنار, فيتقاصون مظالم كانت بينهم فى الدنيا ، حتى اذا نقوا وهذبوا أذن لهم بدخول الجنة) رواه البخاري (2440)
2- ويقتص الكافر المظلوم أيضا ممن ظلمه من الخلائق : فيقتص من الكافر الظالم ، ويقتص من المسلم الظالم المعتدي ، لعموم حديث أبي هريرة : ( يقتص الخلق بعضهم من بعض ) .
غير أن المسلم لا يعد ظالما للكافر إذا كان الكافر محاربا معتديا ، أما إذا كان ذميا أو معاهدا أو مؤتمنا ، فلا يجوز للمسلم أن يظلمه ولا أن يعتدي عليه ، بل جاء التشديد في أمره في كثير من الآيات والأحاديث.

يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة/8
يقول البيضاوي في تفسيره
" لا يحمِلَنَّكم شدة بُغضكم للمشركين على ترك العدل فيهم ، فتعتدوا عليهم بارتكاب ما لا يحل ، كمُثلةٍ وقذفٍ وقتلِ نساءٍ وصِبيةٍ ونقضِ عهدٍ ، تشفياً مما في قلوبكم " انتهى .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا خصمه يوم القيامة ) رواه أبو داود (3052) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"
وعن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ) رواه البخاري (3166)

هذا الكلام و ان خرج عن الموضوع قليلا فهو لتوضيح الملتبس ليس الا.