المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقل والعلم يفندان داروين وماركس



ناصر التوحيد
10-26-2007, 02:56 PM
القران وكيفية خلق الإنسان
ماهى الحياة ؟ هل هى شىء له حجم ؟ او مادة لها وزن ؟ ام هى خليط بين حجم ووزن ؟
والعلماء مهما توصلوا من اكتشافات عظيمة وما استحدثوه من اجهزةعلمية حديثة وتكنلوجيا متطورة ليحنون الرؤوس اجلالا ، ويظهرون عجزهم احتراما لذلك المجهول الذى يطلق عليه الحياة.

يقول العالم ارثر كومبتون الحائز على جائزة نوبل فى الكشوف الذرية ( لست فى معملى اعنى بأثبات حقيقة الحياة بعد الموت ولكنى اصادف كل يوم قوى عاقلة تجعلنى احس ازاءها احيانا بانه يجب على ان اركع احتراما لها )
فالحياة هى الاثر الذى يظهر فى الخلية الحية التى لاتكاد ترى الا با لمجاهر المكبرة ، فهذه النطفة التى تناهت فى الصغر تحتوى على مادة لزجة تسمى بروتوبلازم ، وقد حاول العلماء خلق البروتبلازم الحى ولكنهم اخفقوا وازدادوا ايمانا بوجود خا لق لهذ الخلية التى تعتبر وحدة الكائن الحى . وان الخلق لايمكن خلق انفسهم ، وهذه الخلية الحية التى هى وحدة الحياة فهل خلقت ام وجدت مصادفة ؟

اما العالم الانكليزى تشارلس داروين فقد جاء بنظرية (النشوء والارتقاء ) ، ونشرها فى كتابه (اصل الانواع ) عام 1859 , ونظريته ترتكز على ان اصل الحياة خلية كانت فى مستنقع اسن قبل ملايين السنين ، وهذه الخلية متسلسلة وراثيا بعضها عن بعض بطريق التعاقب ، خلال عملية التطور البطيئة الطويلة ، ومرت بمراحل منها مرحلة القرد انتهاء بالانسان ، وتفترض نظريته ان كل مرحلة من مراحل التطور اعقبت التى قبلها بطريقة حتمية ، اى ان العوامل الخارجية هى التى تحدد نوعية هذه المرحلة . ، اما خط سيرها ذاته فهو خط مضطرب لايسعى الى غاية مرسومة او هدف بعيد ، لآن الطبيعة التى اوجدته غير عاقلة ولاواعية بل انه خبط عشوائى . . وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية التى تجعل الانسان منتسبا الى ادم وحواء ابتداء .

وهذه النظرية فى جوهرها فرضية بيولوجية ابعد ماتكون عن النظريات العلمية والفلسفية . وكانت ايذانا وتمهيدا لميلاد نظرية كارل ماركس فى المادية ، وقد استفاد ماركس فى الاساس الذى وضعه داروين ، واعتمد عليه فى منطلقاته وتفسيراته للانسان والخلق والمادة والطبيعة .

وبعد ان فشلت هذه النظرية امام النقد العلمى المتطور ، خرجوا علينا بأفكار جديدة ، منها اقرارهم على الاعتراف بأن هناك اصولا عديدة تفرعت عنها كل الانواع ، وليس اصلا واحدا كما كان سائدا فى الاعتقاد . وان قانون الارتقاء الطبيعى ثم عن طريق التحولات المفاجئة او الطفرات ، وخرجوا بفكرة المصادفة .
ويقول داروين (الطبيعة تخلق كل شىء ولاحد لقدرتها على الخلق ) ويقول ايضا (ان تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله هو بمثابة ادخال عنصر خارق للطبيعة فى وضع ميكانيكى بحت ) . ويقول جوليان هسكلى وهو من المؤمنين بهذه النظرية ( ان الانسان قد خلق فكرة الله ابان عصر عجزه وجهله ، اما الان فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه ، ولم يعد بحاجة اليه , فهو العابد والمعبود فى ان واحد ) .

اما الماركسيون فيقولون ان الخلية نزلت مع الارض من الشمس ، كيف تعيش خلية حية على درجة حرارة ستة الاف مئوية ؟ وهى درجة حرارة الشمس ، حيث اثبت العلم ان الارض كانت قطعة من الشمس ثم انفصلت عنها ، وعند انفصال الارض عنها لابد ان تكون على درجة حرارتها على السطح مشابهه لحرارة الشمس ، حيث ان درجة الحرارة فى باطنها اربعون مليون درجة . وعلى هذا فان العلم والعقل يقولون بأستحا لة بدء الحياة بخلية حية جاءت من الشمس .

فقد ذكرت نظرية لابلاس ان الارض كانت فى الابتداء قطعة نارية قى درجات عالية من الحرارة ، فما كان يمكن ان يعيش على سطحها انذاك لاحيوان ولانبات ولاميكروبات . فمن اين اذن جاءت هذه الحياة والروح للحيوان والنبات والميكروبات لولا خلق الله لها. .ولابد للكائن ان يكون خلق على الارض بعد استقرارها . وهنا ستفقد نظرية التولد الذاتى اهميتها وقيمتها التى كانت تقول بنشأة الحياة من الاشياء غير الحية ، كما يقول سير وليم هارفى ( كل بيضة تنشأ عن بيضة وكل خلية عن خلية وكل حياة من شىء حى ) .
ان الفلاسفة والعلماء الواقعيين يعترفون ان علمنا ومعرفتنا بالنسبة الى الاجسام (المادة) ناقصة ، وستبقى ناقصة الى الابد . ويقولون اننا لانعرف الا افكارنا الخاصة ، فأنى لهم بعد اعترافهم هذا ان يتوصلوا الى حقيقة الحياة ، وحقيقة الروح . ويقول دكارت ( فأذا سلمنا اننا لانستطيع معرفة الواقع مباشرة امتنعت علينا معرفة الواقع على الاطلاق ) . وهذا افلاطون يقول (علمت انى لااعلم شيئا ) . وهذا نيوتون يقول ( ان علمى بحقائق هذا الكون اقل بكثير من علم طفل صغير جالس على شاطىء بحر يلعب بالحصى بما فى اعماق هذا البحر ) .

وفى عام 1959 اعلن العالم الروسى المشهور اوبريان ( ان الحياة لايمكن ان تبدأ من العدم . وان الحياة المعقدة للانسان والحيوان والنبات لابد انها بدات من حياة ، ولهذا يستحيل ان تخلق الحياة من لاحياة ، او تخلق مواد حية من مواد ميتة . ايمكن تحويل الاحجار والرمال الى انسان ولو بعد ملايين السنين ، هذا مستحيل ) .

لقد ثبت علميا ان الخلية هى جوهر الحياة ، وانه لاحياة الا فى خلية . فيقول العالم ويلسون فى كتابه اثر الخلية فى التطور والوراثة ( ان كل مشكلة متعلقة بالحياة تبحث فى النهاية فى الخلية ، فان كل كائن حى ما هو الا خلية ) ، ومازال العلماء يقفون حيارى امام هذه الخلية وماتقوم به من اعمال ، بل مازالوا لايستطيعون ايجاد تعليل لانقسام الخلية الى جماعات شتى لكل جماعة وظيفة خاصة بها ولكنها كلها اصلها واحد.

يقول اليكس كاريل ( ان الاساليب التى تستخدمها الاعضاء فى بناء نفسها غريبة على العقل البشرى ، اكوام من المادة تنبثق من خلية واحدة مفردة كأن بيتا بأكمله يبنى من طوبة سحرية ، طوبة تقوم تلقائيا بتوليد وحدات اخرى من الطوب ، وتنمو الاعضاء بطريقة تذكرنا بما تفعله الجنيات فى قصص الاطفال ).

ويقول هيغل الفيلسوف الالمانى (ان كل خلية لها روح تديرها ولكنك لاتشعر بوجودها )
ويقول توماس هكسلى ( الحياة هى علة الاجسام ، لا انها نتيجة لها لانه لايصادف الباحث فى الاميبا الكائن الحى ذى الخلية الواحدة مهما توسل بالالات الدقيقة التى نملكها اليوم اى اثر للتركيب الجثمانى فيها. فأن هذه الاحياء لاشكل لها ومجردة عن الاعضاء ومن الاجزاء المحدودة ، ومع ذلك فأنها تملك الخصائص والمميزات الاصلية للحياة. حتى انها تستطيع ان تبنى لنفسها قواقع ذات تراكيب معقدة احيانا ، وعلى غاية مايمكن من الجمال ) . فهذه الاميبا الحيوان العجيب الذى يبلغ من الصغر حد النهاية بحيث لايرى الا تحت المجهر فأنها تتحرك ببطء فى ماء المستنقعات ، وتتجه نحو كائن صغير فتحوطه بجسمها فأذا به داخلها ، ويتم هضمه وتمثيله داخل جسمها الرقيق الشفاف ، وحتى اننا نستطيع ان نشاهد عملية الهضم وعملية خروج الفضلات من جسم الاميبا . ونستطيع ايضا مشاهدة كيف ينشطر جسمه شطرين ، ثم ينمو كل من هذين الشطرين ليكون حيوانا جديدا كاملا . ان كل كائن حى ماهو الا خلية.

يقول الدكتور روسكو سبنسر بهذا الصدد , ( ليس فى الطبيعة شىء اعجب من الحكمة التى تقسم بها الخلية نفسها الى جماعات شتى ، لكل جماعة وظيفة تؤديها وكل جماعة منها تختلف لهذا الغرض عن الاخرى قواما وتركيبا ، ولكنها كلها اصلها واحد . وان الله تعالى قد زود الخلايا بقوى عجيبة وبخصائص مدهشة كل ذلك لتشيد الكيان العضوى الحى.)

ويقول الدكتور كلارنس كوك لتيل ( اننا قد نفهم النشاط العظيم المتنوع فى مدينة كبيرة ، ولكننا قد لانصدق انه من الممكن ان تقوم اجسامنا بعملية اكثر تعقيدا او اشد غرابة فى هدوء وداب لايعرف الكلل عملية فيها صناعة تخزين واصلاح ومواصلات ، ونقل واعمال بوليسية ، وتخلص نفايات ، وادارة انتاج للغذاء ، وضبط للحرارة. وان هذا هو مايحدث حقا فى الخلية الواحدة . فما اعظم ما اودع الله بحكمة فائقة من اعمال شتى متنوعة فى غاية الدقة اعمال ميكانيكية مختلفة فى هذه الخلية ، التى تبلغ من الصغر مالايمكن للعين المجردة مشاهدتها ) .

يقول راتكليف ( فى اللحظة التى يتم فيها الاخصاب تقرر الخلية الصغيرة بدقة تامة نوع المخلوق البشرى الذى يجرى انتاجه ، حتى لون عينيه وتوجات شعره . وان العلم مازال قاصرا عن ادراك الاسباب والدوافع التى تدفع با لبويضة الى ان تتخلص من نصف مادتها ، بعد ان تبلغ درجة النضج وتصل الى الرحم .وان يتخلص الحيوان المنوى كذلك من نصف مابه ، حتى اذا اتحد النصفان كونا خلية واحدة صغيرة با لغة من الصغر حدا كبيرا ، وتصل يوم الميلاد الى حوالى ثلاثة كياو غرام ، وذلك بانقسام هذه الخلية الواحدة الى عدد من الخلايا تبلغ حوالى 200 مليون خلية

( فلينظر الانسان مم خلق ) ، ان الله يدعونا ان ننظر للخلق , وهو يحثنا على تعلم علم الاحياء وعلم وظائف الاعضاء
ولقد خلقنا الانسان فى سلالة من طين ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما , فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين ( سورة المؤمنين 12-14
( من نطفة ثم من علق ) يمر الجنين بعدة مراحل حتى يكتمل تشكله الخارجى ، وهى المراحل التى ذكرها القران الكريم بلفظة اطوار (يخلقكم فى بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق )سورة الزمر 6 .
تبدا اول خطوات اخصاب البيضة الموجودة فى المرأة عن طريق الحيوان المنوى (النطفة ) ، حيث ينجح حيمن واحد فقط فى اختراق الاغشية البلازمية المحيطة بالبويضة ، وفى هذه اللحظات تحدث تغيرات فى جدار البويضة ، وتفرز مواد تمنع الحيمنات الاخرى من اختراقه . (الم يك نطفة من منى يمنى ) ولم يقل سبحانه من نطف بالجمع بل نطفة واحدة من المنى . ان الملايين من النطف التى تسبح بسرعة بأتجاه البويضة الموجودة فى الرحم ستعود كلها خائبة خاسرة ، لان اول حيوان منوى (اول نطفة ) سيصل الى البويضة ، ويفوز بسبق التلقيح ، ويشكل معها سدا منيعا لن يخترقه احد من بعد تشكله (فلينظرالانسان مم خلق , خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ) سورة الطارق 5-6 .

ان هذه الاية من معجزات القران العلمية ، اذ لم يعرف الا فى العصر الحاضر ان منى الرجل انما يتكون من صلبه اى ظهره . وان بويضات المرأة تتكون من عظام صدرها اى ترائبها . والحيمن )منى الرجل(هو الماء الدافق الذى يخرج متدفقا من الرجل ، ويحتوى على حيوانات منوية لاترى بالعين المجردة ، وهو يشبه دودة العلق ، ويصفه القران بالتدفق اى وجود قوة دفق ذاتية فيه ، وهذا مااثبته العلم الحديث ، اذ تتحرك الحيامن حركة ذاتية ، وتتدفق فى السائل المنوى للرجل ، وماء المرأة )البويضة ( ايضا ماء دافق حيث تخرج وتتحرك داخل قناة فالوب . ( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين ) سورة السجدة 8 . والسلالة هى الحالة الثانية للنطفة ، والسلالة فى اللغة العربية هى انتزاع شىء واخراجه برفق . وهى ايضا السمكة الطويلة ، لانه يشبه السمكة فى شكله الخارجى الى حد كبير ، فله رأس وجسم وذيل ، وتعنى اختيار حيمن واحد او سلالة واحدة من بين مئتى مليون حيوان منوى من رفاقه الحيامن ، ليخترق جدار البويضة ، ويدخل فى اعماقها , ويلقح بويضة المرأة ، ليتم تكوين الجنين ، وعندها يحدث تغيرات فى جدار البويضة لمنع دخول حيمن اخر . ( الم يك نطفة من منى يمنى ) سورة القيامة 37 ، ويشير هذا النص القرأنى الى ان جزءا فقط من النطفة هو الذى يتسبب فى تخليق الجنين ، وليس كل النطفة ، واخر طور للنطفة هى الامشاج اى (الاختلاط ) حيث تختلط الحيامن بالافرازات الاخرى الموجودة فى الخصيات ، وتسبح فيه . ومن هذا الاختلاط يتألف السائل المنوى الذى عبرت عنه الاية القرانية (النطفة الامشاج ) . وبعد ان يتم تحديد الطاقم الوراثى ، ثم تتحول البويضة الملقحة الى خلايا على شكل قرص يتحول الى مايشبه الكرة ، يسميه القران علقة ، لا يزيد قطرها عن ربع مليمتر . وهذا هو الاعجاز العظيم فى القران الكريم ، حيث ذكر الله كلمة العلق فى خلق الانسان ، والعلق هو الدود (دود اسود فى الماء ) ، والعلم ماعرف هذا الا فى القرن السابع عشر ، وذلك بالمجهر . فالنطفة كلها حيوانات منوية يخلق الانسان من احدها ، والعلق يسبح فى السائل المنوى ، كما تسبح العلقة فى الماء ، والعلق يعلق بما يقابله ، وكذلك الحيوان المنوى يعلق بالبويضة ، والعلق اذا اتحد مع البويضة امتص غذاءه منها ، وهذه النطفة )الحيوان المنوى يتحول من نطفة الى علقة تعلق بجدار الرحم ، وسميت )العلقة( لعلوقها والتصاقها بجدار الرحم ، فى نهاية الاسبوع الاول من الاخصاب . ويزداد عدد خلاياها التى تحوى كل واحدة منها صورة طبق الاصل عن الشفرة الوراثية للخلية الام (البويضة الملقحة )
، وتتحول العلقة سريعا الى شكل قطعة من الحم الممضوغ ، وقد عبر القران عنها بالشكل التالى (فخلقنا العلقة مضغة ) ويحدث هذا فى الاسبوع الرابع ، ويتم تكوين خلايا العلقة من ثلاث طبقات وهى:
1- الطبقة الخارجية : وهى تحتوى على الجلد والشعر والاضافر ، والدماغ
2- الطبقة الوسطى :وتحتوى على العضلات والهيكل العظمى ، والجهاز البولى والتناسلى .
3-الطبقة الداخلية : تقوم بتكوين الرئتين والجهاز الهضمى وملحقاته . وفى نهاية الشهر الاول يصل طول الجنين الى 5 مليمترات ، ويبدأ قلبه فى النبض ، الا ان شكله البشرى لم يتحدد بعد . وفى الشهر الثانى يتحول الجنين من كتلة الى معالم ، اى له رقبة ورأس واطراف ، اى يتحول إلى (مضغة مخلقة )
، حسب التعبير القرأنى . وهى مرحلة الهيكل الغضروفى (العظام الاولية )، ولم تصل بعد الى مرحلة الهيكل العظمى . وفى الشهر الثالث تظهر عظام القفص الصدرى والساعدين ، وعظام العمود الفقرى ، وهى المرحلة التى يقول الله فيها (فخلقنا المضغة عظاما ) ، وتعتبر هذه المرحلة هى مرحلة (الهيكل العظمى ) بعد عملية المضغة (العظام الاولية ). وهذا ماتوصل اليه العلم الحديث . ويقول تعالى (فكسونا العظام لحما ) لم يتوصل علم الانسان الى هذه الحقيقة التى جاءت فى القران الكريم الا حديثا ، بعد تقدم علم الاجنة التشريحى ، والانسان ليقف هنا مندهشا امام هذه الاية الكريمة من حقيقة تكزين الجنين فى رحم المرأة فقد ثبت علميا ان خلايا العظام غير خلايا اللحم ، وان خلايا العظام هى التى تتكون اولا فى الجنين .

وتبدأ مرحلة الجنين تطورا ، وتصل الى مرحلة النشأة حسب التعبير القرأنى ( ثم انشأناه خلقا أخر ) اذ يتطور الجنين تطورا سريعا ، وتتغير معالمه تغيرا كبيرا ، وتزداد معالم الجنين وضوحا ، فتتقارب العينان كثيرا ، وتظهر الشفتان ، ويصغر حجم الفم , وتظهر الاذنان ، وتكبر الذراعان ، وتظهر الاضافر وشعر الجلد . كل هذا يحدث فى الشهر الثالث من الحمل ، ويصل طول الجنين الى 12 سنتتمترا , ووزنه 45 غرام . وفى الشهر الرابع ينفخ فيه الروح .

هذه هى الاطوار التى يمر فيها الانسان من جرم صغير لايرى الا بالمجهر ، الى كائن كبير . والجنين عندما يمر بهذه الاطوار انما يكون فى قرار مكين ، كما هو مذكور فى الاية ، فهو محاط بسائل يمتص الصدمات ، ويتزود بالغذاء بواسطة الحبل السرى الذى يوصله بدم الام ، وتحيط به المشيمة داخل الرحم ، والرحم ذو جدار عريض وسميك فى اسفل بطن المرأة يشد بأربطة عريضة ومستديرة تحفظ توازنه ، وتحميه من الميل او السقوط ، وتحيط بالرحم عظام الحوض . وهذا تأكيدا على قوله تعالى ( ثم جعلناه نطفة فى قرار مكين ) المؤمنون 13 .
وكل الاكتشافات الطبية تمت حصيلتها بعد دراسات طويلة جرت منذ بداية القرن العشرين الماضى ، واثبتت ان رحم المرأة هو القرار المكين لحفظ الجنين ورعايته بمقومات الحياة ، الذى ذكره الله فى القران ، وصفة واحدة جمعت كافة الاوصاف والتغيرات والقدرات التى اودعها الله فى الرحم . وبهذا يكون القران هو اول من نبه الى وجود هذا (القرار المكين )الذى يحمى الجنين ويرعاه ، ويمده بالغذاء ( يخلقكم فى بطون امهاتكم خلقا من بعد خلق فى ظلمات ثلاث ) الزمر 6 . يحتضن الرحم الذى يحوى اغشية الجنين والمشيمة بداخلها كيس الجنين الذى يوجد بداخله سائل يحميه .
ويرى بعض مفسرى هذه الاية ان الظلمات الثلاث التى ذكرها الله تفسر التصاميم التشريحية الثلاثة التى تصون الجنين قبل الحمل .
اما البروفيسور اليس فوتيل فيقول ( انا لااتوقف عند الجدر الثلاث , ولكن عند ظلمات ثلاث ، وقد عرفنا منذ اربعة سنوات فقط السبب عند تجربة الانابيب تبين لنا ان الجنين بدون ظلام يخرج مشوها ) . وهذا مااثبته العلم الحديث .

وتقول مارجريت كلبرت فى كتابها (قصة جنين ) ، ان الجنين فى بطن امه يكون محاطا بثلاثة اغشية صماء ، لاينفض منها الماء ، ولا الضوء ، ولا الحرارة ، وهى الاغشية المعروفة فى الطب بأسماء مخصوصة ، وقد ذكرت الاية القرأنية هذه الاطوار تحدث داخل ظلمات ثلاث . فهذه الايات قادت الكثير من العلماء المختصين فى هذا المجال لان يعترفوا بأنه من المستحيل ان يكون مصدر تلك المعلومات شيئا غير الوحى الالهى .
وقد ذكر الباحث كيث مور ، عالم اجنة كندى )ان القران والسنة يحتويان على اشارات علمية تعد من الاكتشافات العلمية فى علم الاجنة ( ، وهذا الاعتراف يدحظ افتراءات الحاقدين على الاسلام وعلى الرسول . لو كانت القران من تأليف النبى محمد ، فلماذا خاض فى موضوع علمى وطبى سبق عصره بمئات السنين وهو رجل امى ؟ ، من دون ان يطلب منه احد اصلا ؟ ولماذا وضع مصير الدين الاسلامى على كف عفريت لو اتضح ان هذه المعلومات العلمية خاطئة ؟ لم يبق امامنا الا القول ، هذا هو الاعجاز العلمى فى القران الكريم .


هناك اسئلة كثيرة تطرح نفسها ، منها : ماهى معجزة القران الكريم الحقيقية ؟ وما الهدف من اشارة القرأن الى هذه المواضيع ؟ وماهو نوع التشابه بين القرأن والعلم ؟ . لقد اصبح موضوع الاعجاز العلمى او الطبى في القرأن موجة عارمة او صرعة العصر يعتليها من يشاء ، وكأنها بيع بضاعة او عرض ازياء ، فالقرأن ليس كتاب طب او فضاء وفيزياء او جيولوجيا ، ونستخرج منه الاختراعات ، ونكشف من خلاله باطن الارض ، ونعالج الامراض الوراثية ، او نستنبط منه العلوم التطبيقية والتكنلوجيا ، فالقرأن يدعونا الى اكتشاف الفضاء ، ودراسة العلوم الطبية والطبيعية ، من خلال القرأن نفسه ، هناك بعض الكتاب والمفكرين العرب يرى ان كل من يتحدث عن الاعجاز العلمى فى القرأن كمثل من يقسم الغيم الى عقارات ، ويبنى عليها عمارات ، ويعرضها للبيع مجهزة مكيفة على احدث طراز ، انهم يفسرون ذلك الى اى مدى تفشى الامية الثقافية فى العالم العربى والاسلامى عبر مقالات او كتب تفسر هذه الايات العلمية فى القرأن ، يصفق لها السذج والذين علىالبركة
كلا ايها الكتاب الاعزاء ان الايات العلمية الكريمة واعجازها الباهر ليست سلعة العصر ، انها حقيقة واضحة وضوح الشمس فى عز النهار ، ان النص الدينى فى القرأن الذى يحوى الايات العلمية ليس مختلفا مع العقل ، واذا كان العكس فنحن نؤوله حسب العقل ، لاْن الله لايمكن ان يعطينا عقولا ويعطينا شريعة مخالفة لها . فالايات العلمية فى القرأن متفقة مع العقل والعلم ، ولااشكال عليها .
وقد قرأت مقالا لاحد الكتاب العرب فى تفسيره لكلمة ( نطفة ) فيقول تحديدا ( ان قسما من النطفة هو المسؤول عن خلق الجنين ) كلمة قسما تخالف تماما مايتحدث عنه الكاتب من التحديد ، لاْن من يقول قسما عليه ان يحدده ، كمية او حجما او وزنا اوعددا . ان كلمة قسما مغالطة علمية ، لاْن عدد الحيامن التى يحتويها السائل المنوى عند الرجل خلال عملية القذف الواحدة تبلغ حوالى 500 مليون حيوان منوى ، وهذه الملايين المتدافعة بسرعة الى بيت الرحم فقط حيوان واحد اشطرهم واسرعهم واقواهم واذكاهم هو الذى يصل الى البويضة عند الانثى ليلقحها ويخصبها وليس قسما ، والملايين الاخرى من الحيامن تذهب هدرا

جاء فى كتاب ( من وحى القران الكريم الايات الكريمة ذات الخلفيات العلمية ) تأليف الباحث السورى احمد احسان الصاحب تفسيرا غريبا وخاطئا عبر فيه عن رأيه الشخصى لهذه الاية الكريمة ، فيقول هذا الباحث ( وارجو من ان ينتبه القارىْ الى ان هذه الاية لاتعنى الجنين فى بطن امه ، فالحيوان المنوى عند نموه
فى بطن الام اكتمل خلقه ) وهو هنا يقتبس نظرية ارسطو البدائية ، ثم يستمر قائلا ،( بينما الاية الكريمة تتحدث عن (خلق بعد خلق ) اى ان الانسان فى تطوره من الخلية الواحدة الى ان اصبح انسانا اخر تم ذلك فى ظلمات ثلاث ، اى مرت على تطور الانسان فى عملية خلقه ثلاثة مراحل من الظلام الذى خيم على الكرة الارضية اثر كوارث كونية بدلت الشروط الحياتية على الارض ، وثبت ذلك علميا ) ان هذا التفسير لايستند الى اى دليل علمى حتى يمكن الارتكاز عليه . انه يريد ان يقنعنا بأن الانسان فى بداية امره مر بثلاثة مراحل او عصور حتى اكتمل شكله الخارجى ، واكتسب انسانيته فى نهاية المطاف .

والكاتب لم يتوقف عند هذا الحد فى تمرير تفسيراته الخاطئة ، بل يستمر قائلا ان الانسان خلقه الله من نطفة ، ثم من علقة ، وثم من ماء مهين ، وكل هذه الاطوار لم تحدث داخل رحم المرأة ، حيث يقول ان الله قام بتسويتها وتعديلها لكى تتمكن من التطور . خلق منها مخلوقات تشبه العلق ملاْت قيعان البحار ، فخلق من العلق مايشبه المضخة ، ثم طور المضخة الى كائن من الفقريا ت ، اى له هيكل عظمى يكسوه اللحم ، ثم انشأه الخالق بقدرته خلقا اخر . وبأختصار نصل مباشرة الى قوله ، ان الله لم يذكر انه ثم انشأه انسانا ، وكذلك لم يقل ثم انشأناه ادما . وهكذا (حسب اعتقاد الباحث ) فقد فصل الله ببيان ووضوح كيفية خلق المخلوق الاول الذى انحدر منه الانسان بعد تطويره ليجعل منه ذلك الانسان الكفور المغرور بنفسه ومن اوجه الاعجاز فى هذه الاية ، والتى تغاضى عن ذكرها الكاتب -اما عمدا او عن جهل- هو تحديد سرعة الانتقال من مرحلة لاخرى ( انظر استعمال حرف الفاء الذى يدل على الانتقال السريع ، وكلمة ثم التى تدل على الانتقال البطىء ) .
اما عن القرار المكين الذى هو رحم المرأة ، كما هو معروف طبيا والذى جعل سبحانه الجنين وهو فى مأمن من اى عوارض تصيبه ، فيقول ان رحم المرأة ليس بالقرار المكين ، ويعترض على ذلك قائلا : ان كل من له دراية بالطب والصحة يعلم ان المرأة اذا اصيبت بنوبة سعال قوية اجهضت ، او ان اصسيت بالاسهال اجهضت ، فأين هو القرار المكين رحم المرأة ؟ . اما عن (الماء المهين ) فيقول ان العمليات الحياتية التى تمت على سطح الكرة الارضية فى اوائل عهدها ، بدأت فى المستنقعات والشقوق الصخرية ، حيث يتعفن الماء مختلطا بالغبار ، والمواد الاخرى ، حيث بدأت بوادر الحياة فى تلك المستنقعات ، اى فى الماء المهين . ولم يكن متيسرا بدون مادة الماء ، اذ كان سطح الارض مادة ميتة بلا ماء . ان المواد العضوية المكونة للانسان الموجودة فى الطبيعة والتربة ، ومنها الاحماض الامينية ، وهى اذا حضرت مختبريا فأنها ذات رائحة كريهة ، تدعى بالماء المهين . اما الكائنات الحية المدعوة البلانكتون فأنها تعيش فى بيئة مسمومة لاتصلح للحياة ، واذا وضعت تلك الكائنات فى بيئة صالحة فأنها تموت ، وهذا هو القرار المكين والماء المهين .


لقد كان الناس حتى القرن السلدس عشر يعتقدون فى شرح ارسطو , والذى يقول بان دم الحيض هو المسؤول عن ولادة وتغذية الجنين , وهذا الافتراض كان قائما ومرتكزا على انقطاع دم الحيض اثناء الحمل . وكان مذهب ارسطو مايزال مهيمنا على مجال التكاثر الانسانى ، وهو ان نطفة الرجل تتكون من رجال صغار تم تشكيلهم بالفعل ، ولايمثل رحم المرأة سوى مأوى غذائى لهم .
وجاء هارفى واستنتج ان الكائن الحى يولد من بويضة ، الا انه لم يستطع ان يحل لغز التناسل . وبحلول القرن السابع عشر تطورت المعلومات لتشمل الى الاعتقاد بان بيضة الام هى التى نشاء عنها الجنين . وقد كان العالم سبلانزى )1799-1829( اول من افترض ان كلا من البيضة والمنى يشكلان العنصر الاساسى فى نشوء الجنين وتطورة . وقد قام بدراسة التكاثر فى الضفادع ، ومن خلال تجاربه تبين ان تفاعل البذرتين ضرورى من اجل التكاثر ، لكنها كانت تعزى القدرة على الاخصاب الى السائل المنوى ككل , وليس للحيوانات المنوية . او تحديدا قسما من النطفة هو المسؤول عن خلق الجنين . ولم يكن بوسع الكثير من الباحثين سوى ملامسة الحقيقة بينما كانوا يقومون بتهيئة كل الوسائل الممكنة لاكتشافها . وهكذا ترك سبلانزى الاسئلة المتعلقة بالتطور دون اجابة ، لانه كان يعتقد ان الجنين موجود بالفعل فى البويضة ، وان السائل المنوى يعمل على اطلاق نموه . وكان كاسبار فريدرش وولف قبله )1733-1794 ( هو الذى تمكن من الاجابة عن الاسئلة المعلقة اذ اظهر فى دفاعه عن التخلق المتعاقب ان البويضة لاتحتوى على اى من اعضاء يمكن الكشف عنها ، وان هذه التكوينات تبدأ بالظهور تطوريا بعد الاخصاب . وتظهر هذه التجارب ان تفاعل البذرتين ضرورى من اجل التكاثر .

لقد ذكر القران الكريم وباختصار حول هذا الموضوع , وقد كان ذلك فوق مستوى فهم انسان ذلك العصر . وهو ماتوصل اليه علم الاجنة الحديث. وهذه هى الاطوار التى خلق الله الانسان بها . )وقد خلقكم اطوارا( نوح 14 . لقد كان الانسان بيضة ونطفة , وذلك باندماج الحيوان المنوى مع البيضة , ومن ثم فان الخلية الناتجة عنهما لاتسمح بدخول اى حيوان منوى اخر . فتشكلت الخلية الملقحة بحيث تنمو وتنقسم الى خليتين , ثم تتظاعف وتتكاثر خلاياها , وهكذا تستمر بالنمو.


---------

وقال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } الإنسان2

أجمع أهل التفسير على أن الأمشاج هي الأخلاط، وهو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة. والحديث الشريف يؤكد هذا؛ فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده أن يهودياً مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت له قريش: يا يهودي، إن هذا يزعم أنه نبي فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فقال: يا محمد، مِمَّ يُخلق الإنسان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا يهودي، من كلٍّ يخلق: من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة، فقال اليهودي: هكذا كان يقول مَن قبلك" (أي من الأنبياء).

ومني الرجل يحتوي الحيوانات المنوية (النطف Sperms ) التي يجب أن تكون متدفقة ومتحركة حتى يحدث الإخصاب، ومع أن مئات الملايين من النطف تدخل عبر المهبل إلى عنق الرحم فإن نطفة واحدة هي التي تلقح البييضة، قاطعة مسافة طويلة جداً لتصل إلى مكان الإخصاب في قناة فالوب الرحمية التي تصل المبيض بالرحم، ويحدث عقب الإلقاح مباشرة تغير سريع في غشاء البييضة؛ وهو ما يمنع دخول بقية الحيوانات المنوية إليها.

النطفة تحتوي على 23 كروموسوما (صبغيا)، منها كروموسوم واحد لتحديد الجنس، وقد يكون (Y) أو (X) أما البويضة فالكروموسوم الجنسي فيها هو دائماً X))، فإن التحمت نطفةY) ) مع البييضة (X) فالبييضة الملقحة Zygote ستكون ذكراً (XY)، أما إذا التحمت نطفة (X)مع البييضة (X) فالجنين القادم سيكون أنثى XX)).. فالذي يحدد الجنس إذن هو النطفة وليس البويضة.

يبدأ إنقسام البويضة الملقحة خلال ساعات من عملية الإخصاب..
بعد حوالي 5 ساعات على تكون البييضة الملقّحة -وهي الخلية الإنسانية الأولية الحاوية على 46 كروموسوما- تتقدر الصفات الوراثية التي ستسود في المخلوق الجديد، بعد ذلك تنقسم البييضة الملقحة انقسامات سريعة دون تغير في حجمها، متحركة من قناة فالوب (الواصلة بين المبيض والرحم) باتجاه الرحم حيث تنغرس فيه كما تنغرس البذرة في التربة.
والرحم هو مكان تطور ونمو الجنين قبل أن يخرج طفلاً كامل الخلقة وسويّ التكوين. ويتميزالرحم بأنه مكان آمن للقيام بهذه الوظيفة ..
* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ *

والنطفة الأمشاج في قوله تعالى: "إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا" (الإنسان:2) تعبّر عن هذا الإعجاز؛ فلغوياً هي نطفة (صغيرة كالقطرة) مفردة، ولكن تركيبها مؤلف من أخلاط مجتمعة (أمشاج) وهذا يطابق الملاحظة العلمية حيث إن البييضة الملقحة بالحيوان المنوي هي على شكل قطرة، وهي في نفس الوقت خليط من كروموسومات نطفة الرجل وكروموسومات البييضة الأنثوية.

هل تصور أحد من البشر أن نطفة الرجل حال الإمناء يتقرر مصيرها وما يخرج منها ذكرا كان أو أنثى؟! هل يخطر هذا بالبال ؟!
لكن القرآن يقول: "وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىِ . من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى" (النجم 45-46) حال إمنائة إذا تمنى، وقد قدر ما سيكون الجنين ذكرا أو أنثى!! من أخبر محمدا -عليه الصلاة والسلام - أن النطفة بأحد نوعيها (X أو Y) هي المسؤولة عن تحديد جنس الجنين؟ هذه المعلومة لم تعرف إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب الإلكتروني في القرن الماضي؛ حيث عرفوا أن الذكورة أو الأنوثة تتقرر في النطفة وليس في البييضة، بما يعني أننا كنا في أوائل القرن العشرين وكانت البشرية بأجمعها لا تعلم أن الذكورة والأنوثة مقررة في النطفة.. لكن القرآن الذي نزل قبل أربعة عشر قرنا يقرر هذا في غاية الوضوح!

وثمة لفتة طريفة، حيث ذكرنا سابقاً أن النطف تتكون في الخصية التي تتشكل بدورها -كما أثبت علم الأجنة- من خلايا تقع أسفل الكليتين في الظهر ثم تنزل إلى الأسفل في مراحل الحمل الأخيرة، وهذا تأكيد لقوله تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" (الأعراف 172) وهذه إشارة واضحة إلى أن أصل الذرية هو منطقة الظهر حيث مكان تشكل الخصية الجنيني، فسبحان الله أعلم العالمين.

وأخيراً كما ذكرنا فإن الرحم يعتبر مقراً آمناً (ومكيناً) لنمو الجنين وحمايته لأسباب كنا قد تحدثنا عنها سابقاً، نجد أن القرآن الكريم يذكر ذلك ويؤكده منذ أكثر من 14 قرناً حيث يقول تعالى: "فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ . إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ . فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ" ( المرسلات:21-23).. صدق الله العظيم.

عاشق جفرا
10-28-2007, 01:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله

مشكور جدا اخي على هذا المقال الرائع

اما ماركس فلا حاجة لعلم ولا دين لنقضه , فيكفيك ماركس لينقض ماركس ويبلي فكره
اذ انه يرى ان الفكر انما انعكاس لالة الانتاج والوضع الاقتصادي في كل زمان , اذا فزمان افكار ماركس انتهت بنهاية الثورة الصناعية وتطور النظام الاقتصادي والة الانتاج في القرن العشرين وبداية الالفية الثالثة.

ناصر التوحيد
10-28-2007, 03:27 PM
وعليكم السلام ورحمة الله

والشكر موصول لك اخي على هذا التعقيب الرائع

فخر الدين المناظر
10-28-2007, 09:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله

مشكور جدا اخي على هذا المقال الرائع

اما ماركس فلا حاجة لعلم ولا دين لنقضه , فيكفيك ماركس لينقض ماركس ويبلي فكره
اذ انه يرى ان الفكر انما انعكاس لالة الانتاج والوضع الاقتصادي في كل زمان , اذا فزمان افكار ماركس انتهت بنهاية الثورة الصناعية وتطور النظام الاقتصادي والة الانتاج في القرن العشرين وبداية الالفية الثالثة.

وعليكم السلام ورحمة الله ، كلام بليغ مختصر مفيد صراحة ،، يدل على تعمق وعلم ليس بالهين ...

وحفظ الله الأخ ناصر الذي أجاد وأفاد...