mona
10-27-2007, 07:58 PM
قد يظنّ البعض أنّ عصرنا قد اجتاز مأزق تحرير المرأة وأننا الآن في عصرٍ قد انتهت فيه المشكلة!!
"ليست المرأة نصف المُجتمَع فحَسْب، بل إنّها أيضاً مسؤولة عن النصف الآخر"
هي إحدى العِبارات التي قالها قاسم أمين في سَعْيه نحو تحرير المرأة وقد أُطلِق عليه فيما بعد مُحَرِّر المرأة في مصر. أراد قاسم أمين أن يُحَرِّر المرأة مِن الجَهل والقَمع والسَّيطرة المُطلَقة لا مِن ثيابها ولا مِن أنوثتها ولا مِن قيمتها ولا مِن فعاليتها كما فهم بعض نساء ورجال عصري على حدٍّ سواء. فلو أنّه عَرِف الحال التي كنّ سيَصِلْنَ إليها هؤلاء النساء لَنَدم على التضحيات التي قدّمها وهو يحلم بهذا المُستقبل، حيث أنّه حين لم يرَ الفكرة العظيمة التي ناضل مِن أجلها تتحقّق في عَصره واصل نضاله إيماناً بأنّه على حق وأمَلاً بنا فخذلناه. وقد كان السبب الأساسي لفشل أفكاره في عصره هو رغبة المرأة في البقاء على ما هي عليه من جهل وظلم، فقد كانت النساء أول مَن عارَض قاسم أمين وأفكاره حول تحرير المرأة.
كان المُحَرِّر حريصاً على توضيح أفكاره منذ البداية، ومِن أهمها أنّه عِلْماً بأنّ الرجال هم الجزء الأكبر مِن هذا الانحطاط الفكري فعَلَينا أوّلاً أن نُرَبّي عقول الرجال قبل أن نبني المُجتمع الذي يُمكِن للمرأة أن تتحرّر فيه فعلياً، أي أنْ نُحَرِّر أنفسنا مِن الجهل والتّخلُّف قبل أن نُحَرِّر المرأة حتى نكون قادرين على التّعامُل مع المرأة المُحَرَّرة بالشكل الصحيح.
إنّ المرأة في عصرنا وفي مُجتمعنا ليست مُحَرَّرة. حيث تنقسم مجتمعاتنا العربية إلى نوعين مِن الحالات التي تعيشها النساء. النوع الأول يعيش إلى الآن نظرة ذلك العصر الذي عاشه قاسم أمين، فالمرأة التي تعيش في هذه الحالة راضية بل مُتَمَسِّكة بالظلم الواقع عليها وتستلِذُّ تعايشه ولا تُريد تغييره كما وَرَد في أغنية للفنان السوري سميح شقير " تاري لِمْعَتَّر مَبْسوط، وِلْمَرَة بَدْها ظُلْم الرّاجِل ". أمّا النوع الثاني مِن مجتمعنا فيعيش "تحَرُّر" لم يَكُن يقصده مُحَرِّر المرأة ولم تَكُن أفكاره ونضاله ومبادئه هي التي وهبته هذا "التَّحَرُّر" الزائف، بل قد استمدّه مِن دُوَلٍ أُخرى ترى في هذا الانحطاط "تَحَرُّر" !
يجب أن يعلم النوع الأول المَذكور مِن المُجتمع، رجالاً ونساءً، أنّ المرأة لها الحق بأن تكون لأنها فعلاً مسؤولة عن الرجال، فهي الأم والأخت والابنة والرفيقة والحبيبة والزوجة، أي أنّ لديها تأثير على الرجال أكثر مِمّا لديهم على أنفسهم. وليس أن تكون هو أن تظهر كل ما لديها مِن أعضاء جسدية ولا أن تفعل ما تشاء مِن المَمنوعات دون اكتراث بِمَن حولها كما يعيش النوع الثاني من المجتمع. إنّ الحريّة مسؤولية ويجب على كل امرأة أن تُمارِس تَحَرُّرها بمسؤولية تامّة وبالشكل الذي يضمن أن تُكَوِّن تلك الشخصية الفاعلة القويّة التي تتخذ قرارات وتُشارِك بكل أنشطة المُجتمع البنّاءة وأن تظهر بشكل مُحتَرَم بعقلها ولبسها، ولا يُقصَد هنا باللبس المُحتَرَم أن تُغَطّى المرأة تماماً وألاّ يظهر منها شيئاً، على العكس مِن ذلك يجب أن تُخاطِب المرأة جميع مُستويات مُجتمعها بأكمل صورة وبكامل ميّزاتها الشخصية والعقلية والشكلية فتظهر بجمال مُحتَرَم.
لهذا السبب وضَّح المُحَرِّر أمين ضرورة تربية العقول عند كل فرد خاصة الرجال قبل تحقيق فكرة تحرير المرأة لأن البعض لا يُفَرِّق بين الجمال المُحتَرَم والجمال غير المُحتَرَم حيث إذا رأى أحدهم المرأة كما يُفتَرَض أن تَظهر فإنّه سوف لن يستوعِب جمالها المُحتَرَم بالشكل الصحيح نتيجة تربيةٍ خاطئة عَوَّدَته على إخفاء أي مَظهر على الإطلاق لِمَخلوق المَرأة. وليس الهدف مِن هذا الجمال لفت الانتباه كما يعتقد البعض، بل إنه نوع مِن احترام الذات وعنصر هام مِن عناصِر كمال المرأة، أي إنّ إخفاء جمال المرأة المُحتَرَم هو تماماً كإخفاء عقلها أو شخصها.
وبالنسبة للنوع الثاني المَذكور مِن المُجتمع فيجب على المرأة، كما ذكَرتُ سابقاً، أن تظهر على أكمل وجه، غير أنّ صورة المرأة لدى هذا النوع مِن المُجتمع ناقصة على أكمل وجه. فقد بلغت نساء هذه الفئة القمّة في سوء فَهم قاسم أمن. حين دعا هذا المُحرِّر إلى التَّحَرُّر لم يكن يقصد بالتحرر تعرية الصدور، بل دعا للعلم والفكر. وقد ساءت النساء الفهم إلى حد التعرية وإبراز جمال الجسد أكثر مِن الذات على الرُّغم مِن أنّ قاسم أمين كان يقصد أن نخلع الحجاب عن عقول النساء لا عن رؤوسهنّ وجسدهنّ.
إنّ المرأة حين تدرس وتعمل وتصل إلى أعلى مراتب العِلم والثقافة والفن، وحين تُشارِك بكل فعاليات المُجتمع الداعية لحقوق المُواطِن أو حقوق الشعوب المَقهورة والدّاعية لاسترداد الأراضي المُحتَلّة، وحين تُشارِك في إبداء رأيها عَلَناً مِن خلال المُشارَكة في المَسيرات والمُظاهَرات مثلاً، فإنّ كل هذا لا يجعلها (أَليلِتْ أَدَب) ولا (دايْرِة عَحَل شَعَرْها).وأيضاً فإنّ المرأة حين تفقد احترامها لذاتها فتُبرِز جسدها بطريقة غير لائِقة، فإن هذا يعني أنّها تفتقِد إلى مَيِّزات المرأة الروحيّة والشخصيّة الأُخرى حتى تضطّر إلى لفت انتباه الغَيْر لها بهذه الطريقة.
في النهاية، يُفتَرَض أوّلاً تربية عقول الناس المُنتَمين إلى نوعَي المُجتمع الأول والثاني حتى يستطيعوا تَقَبُّل واستيعاب هذه الفكرة جيّداً بالإضافة إلى فَهْم معنى التحَرُّر الحقيقي في كل المجلات الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي، على أنّه مسؤولية لا هو اتّكال على الآخَر ولا هو انحلال.
علينا أن نَتَذَكَّر دائماً أنّ المرأة نصف المجتمع، ومسؤولة عن نفسها، ومسؤولة عن النصف الآخَر أي أنّ المرأة مسؤولة عن المجتمع بأكمله فيجب علينا جميعاً أن نُطَوِّر حياتها ونُطَوِّر نظرتنا لها حتى تكون أهلاً لذلك.
"ليست المرأة نصف المُجتمَع فحَسْب، بل إنّها أيضاً مسؤولة عن النصف الآخر"
هي إحدى العِبارات التي قالها قاسم أمين في سَعْيه نحو تحرير المرأة وقد أُطلِق عليه فيما بعد مُحَرِّر المرأة في مصر. أراد قاسم أمين أن يُحَرِّر المرأة مِن الجَهل والقَمع والسَّيطرة المُطلَقة لا مِن ثيابها ولا مِن أنوثتها ولا مِن قيمتها ولا مِن فعاليتها كما فهم بعض نساء ورجال عصري على حدٍّ سواء. فلو أنّه عَرِف الحال التي كنّ سيَصِلْنَ إليها هؤلاء النساء لَنَدم على التضحيات التي قدّمها وهو يحلم بهذا المُستقبل، حيث أنّه حين لم يرَ الفكرة العظيمة التي ناضل مِن أجلها تتحقّق في عَصره واصل نضاله إيماناً بأنّه على حق وأمَلاً بنا فخذلناه. وقد كان السبب الأساسي لفشل أفكاره في عصره هو رغبة المرأة في البقاء على ما هي عليه من جهل وظلم، فقد كانت النساء أول مَن عارَض قاسم أمين وأفكاره حول تحرير المرأة.
كان المُحَرِّر حريصاً على توضيح أفكاره منذ البداية، ومِن أهمها أنّه عِلْماً بأنّ الرجال هم الجزء الأكبر مِن هذا الانحطاط الفكري فعَلَينا أوّلاً أن نُرَبّي عقول الرجال قبل أن نبني المُجتمع الذي يُمكِن للمرأة أن تتحرّر فيه فعلياً، أي أنْ نُحَرِّر أنفسنا مِن الجهل والتّخلُّف قبل أن نُحَرِّر المرأة حتى نكون قادرين على التّعامُل مع المرأة المُحَرَّرة بالشكل الصحيح.
إنّ المرأة في عصرنا وفي مُجتمعنا ليست مُحَرَّرة. حيث تنقسم مجتمعاتنا العربية إلى نوعين مِن الحالات التي تعيشها النساء. النوع الأول يعيش إلى الآن نظرة ذلك العصر الذي عاشه قاسم أمين، فالمرأة التي تعيش في هذه الحالة راضية بل مُتَمَسِّكة بالظلم الواقع عليها وتستلِذُّ تعايشه ولا تُريد تغييره كما وَرَد في أغنية للفنان السوري سميح شقير " تاري لِمْعَتَّر مَبْسوط، وِلْمَرَة بَدْها ظُلْم الرّاجِل ". أمّا النوع الثاني مِن مجتمعنا فيعيش "تحَرُّر" لم يَكُن يقصده مُحَرِّر المرأة ولم تَكُن أفكاره ونضاله ومبادئه هي التي وهبته هذا "التَّحَرُّر" الزائف، بل قد استمدّه مِن دُوَلٍ أُخرى ترى في هذا الانحطاط "تَحَرُّر" !
يجب أن يعلم النوع الأول المَذكور مِن المُجتمع، رجالاً ونساءً، أنّ المرأة لها الحق بأن تكون لأنها فعلاً مسؤولة عن الرجال، فهي الأم والأخت والابنة والرفيقة والحبيبة والزوجة، أي أنّ لديها تأثير على الرجال أكثر مِمّا لديهم على أنفسهم. وليس أن تكون هو أن تظهر كل ما لديها مِن أعضاء جسدية ولا أن تفعل ما تشاء مِن المَمنوعات دون اكتراث بِمَن حولها كما يعيش النوع الثاني من المجتمع. إنّ الحريّة مسؤولية ويجب على كل امرأة أن تُمارِس تَحَرُّرها بمسؤولية تامّة وبالشكل الذي يضمن أن تُكَوِّن تلك الشخصية الفاعلة القويّة التي تتخذ قرارات وتُشارِك بكل أنشطة المُجتمع البنّاءة وأن تظهر بشكل مُحتَرَم بعقلها ولبسها، ولا يُقصَد هنا باللبس المُحتَرَم أن تُغَطّى المرأة تماماً وألاّ يظهر منها شيئاً، على العكس مِن ذلك يجب أن تُخاطِب المرأة جميع مُستويات مُجتمعها بأكمل صورة وبكامل ميّزاتها الشخصية والعقلية والشكلية فتظهر بجمال مُحتَرَم.
لهذا السبب وضَّح المُحَرِّر أمين ضرورة تربية العقول عند كل فرد خاصة الرجال قبل تحقيق فكرة تحرير المرأة لأن البعض لا يُفَرِّق بين الجمال المُحتَرَم والجمال غير المُحتَرَم حيث إذا رأى أحدهم المرأة كما يُفتَرَض أن تَظهر فإنّه سوف لن يستوعِب جمالها المُحتَرَم بالشكل الصحيح نتيجة تربيةٍ خاطئة عَوَّدَته على إخفاء أي مَظهر على الإطلاق لِمَخلوق المَرأة. وليس الهدف مِن هذا الجمال لفت الانتباه كما يعتقد البعض، بل إنه نوع مِن احترام الذات وعنصر هام مِن عناصِر كمال المرأة، أي إنّ إخفاء جمال المرأة المُحتَرَم هو تماماً كإخفاء عقلها أو شخصها.
وبالنسبة للنوع الثاني المَذكور مِن المُجتمع فيجب على المرأة، كما ذكَرتُ سابقاً، أن تظهر على أكمل وجه، غير أنّ صورة المرأة لدى هذا النوع مِن المُجتمع ناقصة على أكمل وجه. فقد بلغت نساء هذه الفئة القمّة في سوء فَهم قاسم أمن. حين دعا هذا المُحرِّر إلى التَّحَرُّر لم يكن يقصد بالتحرر تعرية الصدور، بل دعا للعلم والفكر. وقد ساءت النساء الفهم إلى حد التعرية وإبراز جمال الجسد أكثر مِن الذات على الرُّغم مِن أنّ قاسم أمين كان يقصد أن نخلع الحجاب عن عقول النساء لا عن رؤوسهنّ وجسدهنّ.
إنّ المرأة حين تدرس وتعمل وتصل إلى أعلى مراتب العِلم والثقافة والفن، وحين تُشارِك بكل فعاليات المُجتمع الداعية لحقوق المُواطِن أو حقوق الشعوب المَقهورة والدّاعية لاسترداد الأراضي المُحتَلّة، وحين تُشارِك في إبداء رأيها عَلَناً مِن خلال المُشارَكة في المَسيرات والمُظاهَرات مثلاً، فإنّ كل هذا لا يجعلها (أَليلِتْ أَدَب) ولا (دايْرِة عَحَل شَعَرْها).وأيضاً فإنّ المرأة حين تفقد احترامها لذاتها فتُبرِز جسدها بطريقة غير لائِقة، فإن هذا يعني أنّها تفتقِد إلى مَيِّزات المرأة الروحيّة والشخصيّة الأُخرى حتى تضطّر إلى لفت انتباه الغَيْر لها بهذه الطريقة.
في النهاية، يُفتَرَض أوّلاً تربية عقول الناس المُنتَمين إلى نوعَي المُجتمع الأول والثاني حتى يستطيعوا تَقَبُّل واستيعاب هذه الفكرة جيّداً بالإضافة إلى فَهْم معنى التحَرُّر الحقيقي في كل المجلات الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي، على أنّه مسؤولية لا هو اتّكال على الآخَر ولا هو انحلال.
علينا أن نَتَذَكَّر دائماً أنّ المرأة نصف المجتمع، ومسؤولة عن نفسها، ومسؤولة عن النصف الآخَر أي أنّ المرأة مسؤولة عن المجتمع بأكمله فيجب علينا جميعاً أن نُطَوِّر حياتها ونُطَوِّر نظرتنا لها حتى تكون أهلاً لذلك.