حازم
09-24-2004, 11:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
فنُّ الَّتورية :
التورية هي أن يطلق لفظ له معنيان. أحدهما قريب . والآخر بعيد فيراد البعيد منهما , ويورَّى عنه بالقريب.
وتنقسم التورية إلى أربعة أقسام – مجردة . ومرشحة . ومبينة .ومهيأة .
1- فالمجردة : هي التي لم تقترن بما يلائم المعنيين كقول الخليل لما سأله الجبار عن زوجته : فقال :
" هذه أختي " – أراد أخوة الدين وكقوله ( وهو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ماجرحتم بالنهار ) .
2- المرشحة : هي التي اقترنت بما يلائم المعنى القريب وسميت بذلك لتقويتها به لأن القريب غير مراد فكأنه ضعيف فإذا ذكر لازمه تقوّى به . كالمثال الذى أورده ابن قتيبة فى تأويل مختلف الحديث ص 39 : « ان خارجياً طلب من أحد الشيعة أن يتبرأ من علي وعثمان ، فقال : أنا من علي ومن عثمان بريء » .
3- المبينة : هي ما ذكر فيها لازم المعنى البعيد – سميت بذلك لتبيين المورى عنه بذكر لازمه , إذ كان قبل ذلك خفياً فلما ذكر لازمه تبين , نحو :
يا من رآني بالهموم مطوقاً ... وظلت من فقدي غصوناً في شجون
أتلومني في عظم نوحي والبكا ... شأن المطوق أن ينوح على غصون
4- المهيأة : هي التي لاتقع التورية فيها إلا بلفظ قبلها أو بعدها , فهي قسمان أيضا فالأول - وهو ما تتهيأ بلفظ قبل , نحو قوله :
وأظهرت فينا من سماتك سنة ... فأظهرت ذاك الفرض من ذلك الندب
فاافرض والندب معناهما القريب الحكمان الشرعيان , والبعيد : الفرض معناه العطاء والندب الرجل السريع في قضاء الحوائج , ولولا ذكر السنة لما تهيأت التورية ولا فهم الحكمان .
والثاني – وهو ماتتهيأ بلفظ بعد : كقول الإمام علي رضي الله عنه في الأشعث بن قيس أنه كان يحرك الشمال باليمين , فالشمال معناها القريب ضد اليمين , والبعيد جمع شملة , ولولا ذكر اليمين بعده لما فهم السامع معنى اليد الذي به التورية : ومن المجردة قوله :
حملناهموا طراّ على الدهم بعدما ... خلعنا عليهم بالطعان ملابسا
فإن الدهم له معنيان – قريب وهو الخيل الدهم , وليس مراداً . وبعيد وهو القيود الحديد السودوهو المراد.
والله اعلم.......
منقول
متابعة إشرافية
"الجندى"
فنُّ الَّتورية :
التورية هي أن يطلق لفظ له معنيان. أحدهما قريب . والآخر بعيد فيراد البعيد منهما , ويورَّى عنه بالقريب.
وتنقسم التورية إلى أربعة أقسام – مجردة . ومرشحة . ومبينة .ومهيأة .
1- فالمجردة : هي التي لم تقترن بما يلائم المعنيين كقول الخليل لما سأله الجبار عن زوجته : فقال :
" هذه أختي " – أراد أخوة الدين وكقوله ( وهو الذي يتوفاكم باليل ويعلم ماجرحتم بالنهار ) .
2- المرشحة : هي التي اقترنت بما يلائم المعنى القريب وسميت بذلك لتقويتها به لأن القريب غير مراد فكأنه ضعيف فإذا ذكر لازمه تقوّى به . كالمثال الذى أورده ابن قتيبة فى تأويل مختلف الحديث ص 39 : « ان خارجياً طلب من أحد الشيعة أن يتبرأ من علي وعثمان ، فقال : أنا من علي ومن عثمان بريء » .
3- المبينة : هي ما ذكر فيها لازم المعنى البعيد – سميت بذلك لتبيين المورى عنه بذكر لازمه , إذ كان قبل ذلك خفياً فلما ذكر لازمه تبين , نحو :
يا من رآني بالهموم مطوقاً ... وظلت من فقدي غصوناً في شجون
أتلومني في عظم نوحي والبكا ... شأن المطوق أن ينوح على غصون
4- المهيأة : هي التي لاتقع التورية فيها إلا بلفظ قبلها أو بعدها , فهي قسمان أيضا فالأول - وهو ما تتهيأ بلفظ قبل , نحو قوله :
وأظهرت فينا من سماتك سنة ... فأظهرت ذاك الفرض من ذلك الندب
فاافرض والندب معناهما القريب الحكمان الشرعيان , والبعيد : الفرض معناه العطاء والندب الرجل السريع في قضاء الحوائج , ولولا ذكر السنة لما تهيأت التورية ولا فهم الحكمان .
والثاني – وهو ماتتهيأ بلفظ بعد : كقول الإمام علي رضي الله عنه في الأشعث بن قيس أنه كان يحرك الشمال باليمين , فالشمال معناها القريب ضد اليمين , والبعيد جمع شملة , ولولا ذكر اليمين بعده لما فهم السامع معنى اليد الذي به التورية : ومن المجردة قوله :
حملناهموا طراّ على الدهم بعدما ... خلعنا عليهم بالطعان ملابسا
فإن الدهم له معنيان – قريب وهو الخيل الدهم , وليس مراداً . وبعيد وهو القيود الحديد السودوهو المراد.
والله اعلم.......
منقول
متابعة إشرافية
"الجندى"