المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع للنقاش ( الوسطية والحل الوسط )



ابو جعفر
11-17-2007, 09:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الوسطية والحل الوسط : ان مصطلح الوسطية والحل الوسط، لم يظهر عند المسلمين الا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الاعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظه ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى ان الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى ان هذا الدين غير صالح ذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي في رأيهم قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة . وبعد صراع مرير بين الفريقين ، اتفقوا على حل وسط ، وهو الاعتراف بالدين كعلاقه بين الانسان والخالق ، على ان لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة ، واتخذوا فكرة فصل الدين عن الحياة ، عقيدة لمبدئهم ، التي انبثق عنها النظام الرأسمالي ، الذي نهضوا على أساسه ، ثم حملوه الى غيرهم من الناس بطريق الاستعمار . ان عقيدة فصل الدين عن الحياة لم تبن على العقل ،لأن رجال الدين والملوك كانوا يدركون بعقولهم ان الدين النصراني من عند الله ، وهو وحده الصالح لتنظيم حياة الانسان ، والفلاسفة والمفكرون وصلوا بعقولهم ان هذا الدين لا يصلح لتنظيم الحياة . ففصل الدين عن الحياة لم يكن مبنيا على العقل ، وانما كان حلا وسطا بين الفريقين ، لا يمت للصواب بصلة . وكان أثر هذا الحل الوسط بارزا في كل تشريع او سلوك عند أصحاب المبدأ الرأسمالي ، فاعتمدوا على رأي الأغلبية في أخذ التشريع ، بغض النظر عن صلاحية وصواب رأي الأقلية الذكية ، أو عدم صواب وصلاحية رأي الأغلبية ، وهم في سلوكهم تجاه القضايا السياسية يتبنون الحل الوسط ، دون النظر الى صواب هذا الحل أو خطئه... ففلسطين مثلا ، يطالب بها العرب المسلمون على أنها كلها بلادهم ، وفي نفس الوقت يدعي اليهود أنها أرض الميعاد التي وعدهم الله بها ، فتتفق الدول الغربية الرأسمالية سنة 1947م على ان حل المشكلة الفلسطينية هو اقامة كيانين في فلسطين ، أحدهما للعرب ، وآخر لليهود ، ويظهر هذا الحل في كثير من المشكلات كمشكلة قبرص والسودان وكشمير والبوسنة وغيرها . فالحل الوسط ، الذي بنيت عليه عقيدتهم ، ومن ثم نظام حياتهم ، يظهر واضحا في سلوكهم وتشريعاتهم ، وموافقهم ،الفردية منها والدولية ، وجراء ذلك أصبحت السياسة لديهم تعتمد على الكذب والمراوغة ، لا للحصول على الحق كله ، بل للحصول على شئ سواء أكان أكثر من هذا الحق أو أقل ، ويظهر هذا في المفاوضات بينهم أو معهم ، فكل طرف يريد أن يصل الى أكثر المنافع له ، واضعا في ذهنه امكانية التنازل عما يطالب به ، ليحصل على حقه ، أو على أقل أو أكثر من حقه ، وبذلك تطول المفاوضات لتصل الى سنين ، لا ليصل كل الى حقة ، لأن الحق عندهم غير محدود ، بل ليصلوا الى حل وسط يرضي الطرفين ، لا لأنه صواب ، بل لظروف كل فريق من القوة والضعف ، فالقوي يأخذ كل ما يرغب فيه ان استطاع ، والضعيف يتنازل عن كل ما لا يستطيع الحصول علية . وبدل ان ينقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط ، ويبينوا خطأها وزيفها ، أخذوا بها ، وصاروا يدعون انها موجودة في الاسلام ، بل هو قائم عليها ، فهو بين الروحية والمادية ، وبين الفرديه والجماعيه ، وبين الواقعيه والمثالية ، وبين الثبات والتغير ، فلا غلو ولا تقصير ، ولا افراط ولا تفريط ... و للبرهان على ما ذهبوا اليه ، استقرأوا الأشياء ، فوجدوا أن لكل شئ طرفين ووسط ، والوسط منطقة أمان بينما الأطراف تتعرض للخطر والفساد ، وأن الوسط مركز القوة ، وأنه منطقة التعادل والتوازن لكل قطبين ، وما دام للوسطية كل هذه المزايا ، فلا عجب ان تتجلى في كل جوانب الاسلام ، فالاسلام وسط في الاعتقاد والتعبد ، ووسط في التشريع والأخلاق وهكذا... واستقرأوا النصوص الشرعية ، فلووا أعناقها لتلائم ما ذهبوا اليه ، فقالوا في قوله تعالى : ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) <البقرة\143> قالو : ان وسطية الأمة الاسلامية انما هي مستعدة من وسطية منهجها ونظامها ، فليس فيها غلو اليهود ، ولا تساهل النصارى ، وأن كلمة وسط تعني العدل ، وأن العدل_على حد زعمهم_توسط بين الطرفين المتنازعين فجعلوا العدل بمعنى الصلح ، وذلك ليخدموا الفكرة التي أخذوها من الرأسماليين وليلصقوها بالاسلام . والمعنى الصحيح الآية هو أن الأمة الاسلامية أمة عدل ،والعدل من شروط الشاهد في الاسلام ، وهي ستكون شاهد عدل على الأمم الأخرى ، على أنها بلغتهم الاسلام ، فالآية وان جاءت بصيغة الاختبار ، فهي طلب من الله تعالى للأمة الاسلامية ،أن تبلغ الاسلام لغيرها من الأمم ، وان لم تفعل فهي آثمة ، ويدل على ذلك ما ورد في الآية <140\البقره>( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ... )) وكذلك ما ورد في الآية ( ويكون الرسول شهيدا عليكم )) الذي طلب منكم الى الناس كافة . واستدلوا أيضا بقولة تعالى ( والذين اذا أنفقوا ، لم يسرفوا ولم يقتروا ، وكان بين ذلك قواما ))< الفرقان\67 > ، فجعلوا للانفاق طرفين وهما : الاسراف والتقتير، وجعلوا له وسطا وهو القوام . فان قدم شخص خروفا لضيف واحد ، فهو اسراف ، وان لم يقدم له شيئا فهو تقتير ، وان قدم له ما يكيفه فهو القوام ... وما دام الله حرم الاسراف والتقتير ، وأحل القوام وهو الانفاق المعتدل ،فمعنى ذلك أنه شرع في الانفاق ( الحل الوسط) أخذوا بهذا الفهم المغلوط ليستدلوا على أن في الاسلام وسطية أو حل وسط ، ولم يبذلوا الوسع في الحكم الشرعي في الانفاق ، والذي دلت عليه الآية مع النصوص الأخرى من القرآن والسنة ، وهو أن الانفاق ثلاثة أنواع : الاسراف ، والتقتير ، والقوام . واحد منها وهو القوام الذي يعني الانفاق حسب أحكام الاسلام كثيرا كان أم قليلا هو المطلوب شرعا ، فمن نحر جزورا لضيفة الواحد ، أو قدم له رغيفا من الخبز فهو جائز غنيا كان المضيف أم فقيرا ، وأما الاسراف فهو الانفاق في الحرام ، فمن أنفق درهما في شراء الخمر او في لعب القمار او في الرشوه فهو حرام ، واما التقتير ، فهو الامتناع عن الانفاق في الواجب ، فلو امتنع شخص غن دفع درهم مستحق عليه من زكاه ماله ، او من الانفاق على من تجب نفقتهم عليه كان تقتيرا او كان حرام ، فلفظ((وكان بين ذلك قواما )) لا يدل عل الوسطيه الترتيبيه او المكانبه ، وانما يدل على ان هناك ثلاثه انواع من الانفاق: الاسراف ، والتقتير والقوام ، و واحد من بين تلك الانواع ، وهو القوام ، حلال ومطلوب شرعا ، لان الله تعالى قال( بين ذلك)) ولم يقل <بين ذلكما > ليدل على الوسطيه بين اثنين متغايرين . فلا وسطيه ، ولا حل وسط ، في الاسلام ، فالله تعالى الدي خلق الانسان ، ويعلم واقعه علما لا يمكن لبشر ان يعلمه ،هو وحده القادر على تنظيم حياته تنظيما دقبيقا لا يمكن لاحد ان يبلغه ،فجائت احكامه محدده ، لا اثر فيها الوسطيه او الحل الوسط . فاين الوسطيه او الحل الوسط في قوله تعالى: (( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فان يقبل منه )) وفي قوله تعالى : ((وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم ))<49\ المائده> ، وفي قول الرسول عليه السلام لعمه ابي طالب ، ( والله ياعم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري غلى لن اترك هدا الامر حتي يظهره الله او ان اهلك فيه ما تركته) . وفي قوله عليه الصلاه والسلام لقبيله بني عامر عندما طلبوا منه ان يكون لهم الحكم من بعده انه نصروه الامر لله يضعه حيث يشاء!!!واين الوسطيه والحل الوسط في عقوبه المرتد او في عقوبه الزاني او السارق !!... فلا وسطيه ولا حل وسط في نصوص الاسلام واحكامه ، بل دقه ووضوح ومفاصله ، حتى سماها الله حدودا بسبب دقتها واستقامتها قال تعالى : (( وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون )<230\البقره > ، وقال تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها )) <14\النساء.> فلا يجوز تعدي هذه الحدود . فتكون الوسطيه او الحل الوسط فكره غربيه عن الاسلام , يريد الغربيون ومن ولاهم من المسلمين ان يلصقوها بالاسلام ، من اجل تسويقها للمسلمين باسم الاعتدال والتسامح , والقصد منها هو حرفنا عن حدود الاسلام واحكامه الفاصله. وعلى المسلمين ان يعوا على هذه المؤامرات الفكريه الخبيثه ضدهم وضد دينهم , وان يبينوا الحكم الشرغي لكل امر استنادا للدليل الشرعي وليس للحل الوسط , لان التمسك بالادله الشرعيه , سواء منها المتعلقه بالمعالجات و السلوك الفردي , او المتعلقه بالطريقه و اقامه دوله الخلافه, فانها حبل النجاه للمسلمين من واقعهم السيء , قال تعالى(واعتصموا بحبل الله تعالى ولا تفرقوا , واذكروا نعمه الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم, فاصبحتم بنعمته اخوانا, وكنتم على شفا حفره من النار فانقذكم منها , كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)) فالاعتصام بحبل الله المتين , الاسلام هو الذي يهدي الى الصواب , ويوحد المسلمين في دوله واحده , وينجيهم من عذاب النار , وليس الوسطيه او الحل الوسط او الاعتدال الذي يريده لنا اعداء الاسلام .



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني الكرام لقد نقلت لكم موضوع للنقاش حول موضوع الوسطية
لاني وجدت الكثيير من الاختلافات بين الحركات الاسلامية حول هذا الموضوع , فمنهم من ينفي الوسطية ومنهم من يقرها ومنهم من يقول وسطية بمفهوم اسلامي
فمن اراد النقاش حول الموضوع فليتفضل حتى نبين الرأي الصائب في المسأله

ناصر التوحيد
11-17-2007, 11:31 PM
جزاك الله خيرا على الموضوع ..لاهميته في تاصيل المصطلحات والمفاهيم والافكار وتحديد معانيها المقصودة بها وتوضيح ما يصح وما لا يصح منها

لذلك اقول من ناحية فكرية وشرعية

فالوسطيه في الاسلام ليست مثل الحل الوسط في الراسمالية ..
فشريعتنا هي الحاكمة .. بينما الحل الوسط مجرد فلسفة تعني مسك العصا من منتصفها مهما كانت العصا معوجة وملتوية
ويهمنا الراي الشرعي اولا واخرا وليس التوسط بين موقف او راي طرفين بحجة ارضاء الطرفين
فالحق لا ينقسم واتباع الحق هو المطلوب ولو اغضب اي طرف منهما .. لذلك قالوا : الحق لا يرضي الخصمين .. لان الحق بالفعل هو مع احدهما .. والاخر يريد الاعتداء عليه ..
فليست الوسطية المقصودة هي انه اذا تنازع اثنان على عشرة كيلو تفاح اعطي كل واحد منهما خمسة كيلو لفض النزاع بينهما ..
فلو اخذنا معنى الوسطية بالحل الوسط .. فهذا قد يعني ان الاسلام ما جاء مربيا وعلما ومرشدا للناس .. بل مجرد منهي نزاعات الاقوام بالوقوف في الوسط بينهم
لذلك حين نقول الوسطية فاننا نستبعد تماما الحل الوسط لان فرق كبير بينهما

نعم
لان الاسلام جمع بين امور الدنيا وامور الاخرة
والاسلام اهتم بعلوم الدين وعلوم الدنيا
والاسلام يوائم بين مطالب الروح ومطالب الجسد
والاسلام دعوة للحق والاسلام يحكم بالعدل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم .. اي لا تغالوا فيّ ..
فالوسطية في الاسلام تعني عدم الإفراط وعدم التفريط وعدم الغلو وعدم التقصير


والاعتدال مطلوب .. حتى في العبادة - فلا يجوز صيام الدهر - وحتى في ماء الوضوء فلا تبذر فيه ولو كنت على نهر - وفي المأكل والمشرب .. لقول الرسول صلى الله عليه سلم " أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء " وقوله " فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه "

ابو جعفر
11-18-2007, 11:06 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي الكريم ناصر التوحيد اوافقك في ما كتبت حول الوسطية والحل الوسط بمفهوم الغرب ولك اخالفك بموضوع وسطية الاسلام وان الاسلام جاء بوسطية تخالف وسطية الغرب , في نظري لا يوجد وسطية في الاسلام وانما احكام شرعية وحدود لله عزوجل لا يجوز ان يتعداها اي مسلم , فمن يتعدى حدود الله عزوجل يكون عاصي لله عزوجل ومن يقصر بحدود الله عزوجل يكون عاصي لله عزوجل , وما قاموا فيه من افراط او تفريط لا يجوز ان انسبه للاسلام حتى اقول انا وسطي بين الاثنين , بل انا ملتزم بما امرني الله عزوجل حصرا.

المستجيرة بربها
11-19-2007, 01:23 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قلت ايها الأخ أبو جعفر في بداية حديثك.. ان الوسطية مصطلح دخيل..
والاسلام لا تدرج فيه ولا وسطية واعتدال وتطرف فيه...
بل هو اسلام واحد ومصادر الحكم فيه واضحة وهي الكتاب والسنة..
وادخال هذه المصطلحات كان من الغرب بهدف تشتيت هذه الأمة وضياعها وابعادها عن الوحدة والسعي لاقامة دولة الخلافة..! ليس الا..
يعني هم ارادوا زرع الفتنة من باب .: فرق تسد..!
ومثل ذلك ما ذكر في تقرير راند الأخير.. بنفس هذا الفحوى.. عن ايجاد فرق اسلامية معتدلة تؤمن بمبادىء الديمقراطية وتكون عونا للغرب.. هذا لكي يشغلنا الغرب ويجعل عدونا بهذا داخليا .. وبهذا ينشغل المسلمون بأمر هذه الفئات الدخلية ....
والدليل على هذا ما نراه من حال هذه الامة التي أعزها الله بالاسلام.. وابتغت العزة بغيره فأذلها الله

محمد جابر
11-19-2007, 09:53 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
الإسلام هو اصلا دين وسط لا غلو فيه ولا تفريط وقد روى النسائي من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :"إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"ومع ذلك فقد نهى عن التفريط في أحاديث كثيرة منها ما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال:"ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا" قماحرم الله ورسوله مما لا يجوز التفريط فيه ,الأدلة على ذلك أكثر من أن تحصى
ومن تأمل هذه المصطلحات التي بدأت تتردد على أسماعنا في كثير من الأحيان يرى أن المقصود هو سلخ الدين من أصوله وثوابته التي أجمعت عليها الأمة من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه الساعة كعقيدة الولاء والبراء حتى وصل الأمر إلى إعلان إحدى المؤتمرات الدينية!!!في توصياتها انه لا بد من مراجعة !!!عقيدة (الولاء والبراء) وكأن هذه المسألة من المسائل الإجتهادية.
والآن أنظروا في بعض المناهج الدراسية الجديدة في بعض إم لم يكن كثير من الدول العربية تجدهم عندما يذكرون الكفار يعبرون عنه ب(الآخر)بدعوى أنهم لا يريدون الإساءة إليهم لكن الحقيقة هي أعمق من هذا, الحقيقة هي أنهم لا يرون كفرهم فاليهود والنصارى هناك من يروج انهم مؤمنون ولكن من وجه آخر!!!!ضاربا بذلك أدلة الكتاب والسنة وإجماع الأمة بعرض الحائط وهذا في الحقيقة فيض من غيض.
فهذه في الحقيقة ,فهذه أعظم حرب قامت ضد الإسلام الذي ضحت من أجله أجيال الأمة المتلاحقة فلا بد من وقفة جادة من علماء الأمة المخلصين ومن الشباب المسلم لإعادة الأمة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما ثبت في البخاري أنه قال ::"خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"فهذه القرون الثلاثة الأولى هم خير القرون عملا واعتقادا بشهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم,وثبت عنه عليه الصلاة والسلام كما في البخاري أنه قال:"لا تزال طائفة من أمتى على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"فهذه هي معركتنا القادمة, إنها معركة الدفاع عن ثوابت الأمة فاستلوا سيوف الدليل فإنها والله لا تنكسر أبدا فإن جيوش الإسلام قد تهزم ولكن الدليل لا يهزم ابدا والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

طالب علم 1
11-22-2007, 02:53 PM
الحكم على مصطلح الوسطية بهذا الشكل اللامنهجي العمومي مجانب للصواب ، فالإسلام دين وسطي معتدل تقرره نصوص إسلامية بل وروح الإسلام نفسه تقرره . والوسطية بلا إفراط ولا تفريط هي سمة السواد الأعظم من فقهائنا عبر العصور.
"وكذلك جعلناكم أمة وسطا "هكذا قال ربنا عز وجل مبيناً واحدة من خصائص هذا الدين وهذه الأمة الإسلامية وهى الوسطية فلا تفريط ولا إفراط يدخل المسلم المسجد ليقضى فريضة الله ثم يخرج ليمارس عمله ومتطلبات حياته ولكن لا يدخل المسجد ويمكث فيه عمره كله لا يخرج منه وكذلك لا يصوم الدهر كله بل يصوم ويفطر والذين جاءوا إلى رسول الله e فقال أحدهم : أما فأصوم الدهر ولا أفطر وقال الثاني : أما أنا فأقوم أصلى ولا أرقد وقال الآخر : أما أنا فاعتزل النساء فلما علم النبى e بحديثهم هذا قال لهم :" أما إنى أتقاكم لله وأخشاكم له ولكنى أصوم وأفطر وأصلى وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس مني .ويستوعب الدرس جيداً الصحابى الجليل سلمان الفارسى رضى الله عنه الذى يرى رجلاً مسلماً يقوم الليل ويصوم النهار فيضيع بذلك حق امرأته عليه فيقول له : إن لربك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً فاعط كل ذى حق حقه ، ويقره النبى على ذلك ويقول :" صدق سلمان" .

فالإسلام وسط بين طائفة ألفت الجانب التعبيرى واقتصرت على الجانب الأخلاقى كالبوذية وبين طائفة تفرغت للعبادة والإنقطاع عن الحياة والإنتاج كالرهبانية المسيحية لكن الإسلام يكلف المسلم أداء شعائر محدودة فى اليوم كالصلاة أو فى السنة كالصوم أو فى العمر كالحج ليظل موصولاً بالله دائماً ثم يطلق بعد ذلك ساعياً منتجاً يمشى فى الأرض ويأكل من رزق الله .

ووسطية الإسلام فى الأخلاق واضحة بينة بين غلاة المثاليين الذين تخيلوا الإنسان ملاكاً أو شبه ملاك فوضعوا له من القيم والآداب ما لا يمكن له وبين غلاة الواقعيين الذين حسبوه حيواناً أو كالحيوان فأرادوا له من السلوك ما لا يليق به وكانت نظرة الإسلام وسطاً بين هؤلاء فالإنسان فى نظر الإسلام مخلوق مركب فيه العقل وفيه الشهوة قد هدى إلى الخير وإلى الشر وفيه استعداده للفجور واستعداده للتقوى ومهمته جهاد نفسه حتى تتزكى .

والإسلام وسط بين من شرعوا تعدد الزيجات بغير عدد أو قيد وبين من أنكره ورفضه ولو اقتضته مصلحة وفرضته الضرورة والحاجة فقد شرع الإسلام التعدد بشرط العدل بين الزوجتين وإلا فلا "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" .

الإسلام دين الوسطية في كل شيء فهو وسط بين الإفراط والتفريط وبين الغلو والتهاون، فالوسطية في الإسلام إذا منهج في الحياة، والأخلاق، والعلاقات الفردية والجماعية، وكذا في العبادات وفيما يلي بعض الأدلة على ذلك.

1- في منهج الإسلام على الإطلاق: في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة "(1).

وعن انس بن مالك - رضي الله عنه - قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم"(2).

2- في النهي عن الغلو: مما يدل على عدم الإخلال بالتوازي في حياة المسلم، حديث عائشة - رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- دخل عليها وعندها امرأة فقال: "من هذه قالت: فلانة، تذكر من صلاتها. قال: مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه"(3).

وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم- قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل. فقلت بلى يا رسول الله قال: فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا وإن لعينك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر كله. فشددت فشدد علي . قلت يا رسول الله إني أجد قوة ؟. قال: فصم صيام نبي الله داود - عليه السلام- ولا تزد عليه.قلت وما كان صيام نبي الله داود - عليه السلام- .قال: نصف الدهر. فكان عبد الله يقول بعدما كبر يا ليتني قبلت رخصة النبي - صلى الله عليه وسلم-"(4).

وحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادة النبي - صلى الله عليه وسلم- فلما أخبروا كأنهم تقالّوها فقالوا أين نحن من النبي - صلى الله عليه وسلم- ؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فإني أصلي الليل أبدا وقال آخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله أتي لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني "(5).

وحديث عروة قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون أحسب اسمها خولة بنت حكيم على عائشة – رضي الله عنها- وهى باذة الهيئة فسألتها ما شأنك فقالت زوجي يقوم الليل ويصوم النهار فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم- فذكرت عائشة – رضي الله عنها- ذلك له فلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عثمان – رضي الله عنه- فقال: "يا عثمان أن الرهبانية لم تكتب علينا أفما لك في أسوة فوالله إني أخشاكم لله وأحفظكم لحدوده"(6).

3- الوسطية في الإنفاق: ويد عليه، قول الله تعالى: ﴿ وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ﴾ [الإسراء:29]. وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ﴾ [الفرقان:67].

4- الوسطية في الحب والبغض: عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- قال: " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما, وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبيك يوما ما"(7).

5- الوسطية في احترام الآخرين وحسن إقامة العلاقة معهم وتوقيرهم: فالإسلام ينهى عن القطيعة والهجر، كما جاء في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام "(8)، كما يحرم الإسلام الغلو في التعظيم، فقد روي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله"(9).

وعن أبي مجلز قال: خرج معاوية - رضي الله علنه- فقام عبد الله بن الزبير و ابن صفوان، حين رأوه فقال: اجلسا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: " من سره أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار"(10).

6- الوسطية في التعامل مع العدو: نهى الإسلام عن الظلم، والبغي حتى مع العدو، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الشورى:42]، وقال سبحانه: ﴿وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة:8]، وأعطى الحق للمظلوم حتي ينتصر فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ﴾ [الشورى:39]، وقال: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [الشورى:41]، وجعل من صفات المنافق مجاوزة الحد في الخصومة، ففي الحديث: "وإذا خاصم فجر"(11).

قائمة المصادر

(1) - صحيح البخاري 1/23، برقم: 39.

(2) - سنن أبي داود 2/693، برقم: 4904، وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود 1/485، برقم : 1049.

(3) - صحيح البخاري 1/24، برقم: 43.

(4) - صحيح البخاري 2/697، برقم: 1874.

(5) - صحيح البخاري 5/1949، برقم: 4776.

(6) - مسند أحمد بن حنبل 6/226، برقم: 25935، وعلق عليه شعيب الأرنؤوط : بأن إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين.

(7) - سنن الترمذي 4/360، برقم: 1997، وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته 1/18، برقم: 178.

(8) - صحيح البخاري 5/2253، برقم: 5718.

(9) - صحيح البخاري 3/1271، برقم: 3261.

(10) - سنن الترمذي 5/90، برقم : 2755، وصححه الألباني في الجامع الصغير وزيادته 1/1091، برقم : 10901.

(11) - صحيح البخاري 1/21، برقم: 34.

ابو جعفر
11-25-2007, 12:36 AM
الحكم على مصطلح الوسطية بهذا الشكل اللامنهجي العمومي مجانب للصواب ، فالإسلام دين وسطي معتدل تقرره نصوص إسلامية بل وروح الإسلام نفسه تقرره . والوسطية بلا إفراط ولا تفريط هي سمة السواد الأعظم من فقهائنا عبر العصور.

اخي طالب علم 1
لي سؤال لك حول الوسطية حتى نتحدث حول النقل السابق لك حول اثبات وجود وسطية في الاسلام والاحكام الشرعية

هل تؤخذ احكام الاسلام باختيار الوسط بين حكمين ؟

kalati79
11-29-2007, 11:24 PM
اخي طالب علم 1
لي سؤال لك حول الوسطية حتى نتحدث حول النقل السابق لك حول اثبات وجود وسطية في الاسلام والاحكام الشرعية

هل تؤخذ احكام الاسلام باختيار الوسط بين حكمين ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته حيك الله اخي العزيز و كل رجال هدا المنتدى العظيم
رغم ان السؤال ليس لي الا اني احببت ان اجيب بسؤال اخر
هل اكون محقا مثلا ادا اخترت الحجاب عن النقاب’’’’’’’’
او النقاب عن الحجاب معتقدا ان احدهما من وجهة نظري يشكل حكما وسطا