ابو جعفر
11-17-2007, 09:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الوسطية والحل الوسط : ان مصطلح الوسطية والحل الوسط، لم يظهر عند المسلمين الا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الاعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظه ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى ان الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى ان هذا الدين غير صالح ذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي في رأيهم قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة . وبعد صراع مرير بين الفريقين ، اتفقوا على حل وسط ، وهو الاعتراف بالدين كعلاقه بين الانسان والخالق ، على ان لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة ، واتخذوا فكرة فصل الدين عن الحياة ، عقيدة لمبدئهم ، التي انبثق عنها النظام الرأسمالي ، الذي نهضوا على أساسه ، ثم حملوه الى غيرهم من الناس بطريق الاستعمار . ان عقيدة فصل الدين عن الحياة لم تبن على العقل ،لأن رجال الدين والملوك كانوا يدركون بعقولهم ان الدين النصراني من عند الله ، وهو وحده الصالح لتنظيم حياة الانسان ، والفلاسفة والمفكرون وصلوا بعقولهم ان هذا الدين لا يصلح لتنظيم الحياة . ففصل الدين عن الحياة لم يكن مبنيا على العقل ، وانما كان حلا وسطا بين الفريقين ، لا يمت للصواب بصلة . وكان أثر هذا الحل الوسط بارزا في كل تشريع او سلوك عند أصحاب المبدأ الرأسمالي ، فاعتمدوا على رأي الأغلبية في أخذ التشريع ، بغض النظر عن صلاحية وصواب رأي الأقلية الذكية ، أو عدم صواب وصلاحية رأي الأغلبية ، وهم في سلوكهم تجاه القضايا السياسية يتبنون الحل الوسط ، دون النظر الى صواب هذا الحل أو خطئه... ففلسطين مثلا ، يطالب بها العرب المسلمون على أنها كلها بلادهم ، وفي نفس الوقت يدعي اليهود أنها أرض الميعاد التي وعدهم الله بها ، فتتفق الدول الغربية الرأسمالية سنة 1947م على ان حل المشكلة الفلسطينية هو اقامة كيانين في فلسطين ، أحدهما للعرب ، وآخر لليهود ، ويظهر هذا الحل في كثير من المشكلات كمشكلة قبرص والسودان وكشمير والبوسنة وغيرها . فالحل الوسط ، الذي بنيت عليه عقيدتهم ، ومن ثم نظام حياتهم ، يظهر واضحا في سلوكهم وتشريعاتهم ، وموافقهم ،الفردية منها والدولية ، وجراء ذلك أصبحت السياسة لديهم تعتمد على الكذب والمراوغة ، لا للحصول على الحق كله ، بل للحصول على شئ سواء أكان أكثر من هذا الحق أو أقل ، ويظهر هذا في المفاوضات بينهم أو معهم ، فكل طرف يريد أن يصل الى أكثر المنافع له ، واضعا في ذهنه امكانية التنازل عما يطالب به ، ليحصل على حقه ، أو على أقل أو أكثر من حقه ، وبذلك تطول المفاوضات لتصل الى سنين ، لا ليصل كل الى حقة ، لأن الحق عندهم غير محدود ، بل ليصلوا الى حل وسط يرضي الطرفين ، لا لأنه صواب ، بل لظروف كل فريق من القوة والضعف ، فالقوي يأخذ كل ما يرغب فيه ان استطاع ، والضعيف يتنازل عن كل ما لا يستطيع الحصول علية . وبدل ان ينقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط ، ويبينوا خطأها وزيفها ، أخذوا بها ، وصاروا يدعون انها موجودة في الاسلام ، بل هو قائم عليها ، فهو بين الروحية والمادية ، وبين الفرديه والجماعيه ، وبين الواقعيه والمثالية ، وبين الثبات والتغير ، فلا غلو ولا تقصير ، ولا افراط ولا تفريط ... و للبرهان على ما ذهبوا اليه ، استقرأوا الأشياء ، فوجدوا أن لكل شئ طرفين ووسط ، والوسط منطقة أمان بينما الأطراف تتعرض للخطر والفساد ، وأن الوسط مركز القوة ، وأنه منطقة التعادل والتوازن لكل قطبين ، وما دام للوسطية كل هذه المزايا ، فلا عجب ان تتجلى في كل جوانب الاسلام ، فالاسلام وسط في الاعتقاد والتعبد ، ووسط في التشريع والأخلاق وهكذا... واستقرأوا النصوص الشرعية ، فلووا أعناقها لتلائم ما ذهبوا اليه ، فقالوا في قوله تعالى : ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) <البقرة\143> قالو : ان وسطية الأمة الاسلامية انما هي مستعدة من وسطية منهجها ونظامها ، فليس فيها غلو اليهود ، ولا تساهل النصارى ، وأن كلمة وسط تعني العدل ، وأن العدل_على حد زعمهم_توسط بين الطرفين المتنازعين فجعلوا العدل بمعنى الصلح ، وذلك ليخدموا الفكرة التي أخذوها من الرأسماليين وليلصقوها بالاسلام . والمعنى الصحيح الآية هو أن الأمة الاسلامية أمة عدل ،والعدل من شروط الشاهد في الاسلام ، وهي ستكون شاهد عدل على الأمم الأخرى ، على أنها بلغتهم الاسلام ، فالآية وان جاءت بصيغة الاختبار ، فهي طلب من الله تعالى للأمة الاسلامية ،أن تبلغ الاسلام لغيرها من الأمم ، وان لم تفعل فهي آثمة ، ويدل على ذلك ما ورد في الآية <140\البقره>( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ... )) وكذلك ما ورد في الآية ( ويكون الرسول شهيدا عليكم )) الذي طلب منكم الى الناس كافة . واستدلوا أيضا بقولة تعالى ( والذين اذا أنفقوا ، لم يسرفوا ولم يقتروا ، وكان بين ذلك قواما ))< الفرقان\67 > ، فجعلوا للانفاق طرفين وهما : الاسراف والتقتير، وجعلوا له وسطا وهو القوام . فان قدم شخص خروفا لضيف واحد ، فهو اسراف ، وان لم يقدم له شيئا فهو تقتير ، وان قدم له ما يكيفه فهو القوام ... وما دام الله حرم الاسراف والتقتير ، وأحل القوام وهو الانفاق المعتدل ،فمعنى ذلك أنه شرع في الانفاق ( الحل الوسط) أخذوا بهذا الفهم المغلوط ليستدلوا على أن في الاسلام وسطية أو حل وسط ، ولم يبذلوا الوسع في الحكم الشرعي في الانفاق ، والذي دلت عليه الآية مع النصوص الأخرى من القرآن والسنة ، وهو أن الانفاق ثلاثة أنواع : الاسراف ، والتقتير ، والقوام . واحد منها وهو القوام الذي يعني الانفاق حسب أحكام الاسلام كثيرا كان أم قليلا هو المطلوب شرعا ، فمن نحر جزورا لضيفة الواحد ، أو قدم له رغيفا من الخبز فهو جائز غنيا كان المضيف أم فقيرا ، وأما الاسراف فهو الانفاق في الحرام ، فمن أنفق درهما في شراء الخمر او في لعب القمار او في الرشوه فهو حرام ، واما التقتير ، فهو الامتناع عن الانفاق في الواجب ، فلو امتنع شخص غن دفع درهم مستحق عليه من زكاه ماله ، او من الانفاق على من تجب نفقتهم عليه كان تقتيرا او كان حرام ، فلفظ((وكان بين ذلك قواما )) لا يدل عل الوسطيه الترتيبيه او المكانبه ، وانما يدل على ان هناك ثلاثه انواع من الانفاق: الاسراف ، والتقتير والقوام ، و واحد من بين تلك الانواع ، وهو القوام ، حلال ومطلوب شرعا ، لان الله تعالى قال( بين ذلك)) ولم يقل <بين ذلكما > ليدل على الوسطيه بين اثنين متغايرين . فلا وسطيه ، ولا حل وسط ، في الاسلام ، فالله تعالى الدي خلق الانسان ، ويعلم واقعه علما لا يمكن لبشر ان يعلمه ،هو وحده القادر على تنظيم حياته تنظيما دقبيقا لا يمكن لاحد ان يبلغه ،فجائت احكامه محدده ، لا اثر فيها الوسطيه او الحل الوسط . فاين الوسطيه او الحل الوسط في قوله تعالى: (( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فان يقبل منه )) وفي قوله تعالى : ((وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم ))<49\ المائده> ، وفي قول الرسول عليه السلام لعمه ابي طالب ، ( والله ياعم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري غلى لن اترك هدا الامر حتي يظهره الله او ان اهلك فيه ما تركته) . وفي قوله عليه الصلاه والسلام لقبيله بني عامر عندما طلبوا منه ان يكون لهم الحكم من بعده انه نصروه الامر لله يضعه حيث يشاء!!!واين الوسطيه والحل الوسط في عقوبه المرتد او في عقوبه الزاني او السارق !!... فلا وسطيه ولا حل وسط في نصوص الاسلام واحكامه ، بل دقه ووضوح ومفاصله ، حتى سماها الله حدودا بسبب دقتها واستقامتها قال تعالى : (( وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون )<230\البقره > ، وقال تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها )) <14\النساء.> فلا يجوز تعدي هذه الحدود . فتكون الوسطيه او الحل الوسط فكره غربيه عن الاسلام , يريد الغربيون ومن ولاهم من المسلمين ان يلصقوها بالاسلام ، من اجل تسويقها للمسلمين باسم الاعتدال والتسامح , والقصد منها هو حرفنا عن حدود الاسلام واحكامه الفاصله. وعلى المسلمين ان يعوا على هذه المؤامرات الفكريه الخبيثه ضدهم وضد دينهم , وان يبينوا الحكم الشرغي لكل امر استنادا للدليل الشرعي وليس للحل الوسط , لان التمسك بالادله الشرعيه , سواء منها المتعلقه بالمعالجات و السلوك الفردي , او المتعلقه بالطريقه و اقامه دوله الخلافه, فانها حبل النجاه للمسلمين من واقعهم السيء , قال تعالى(واعتصموا بحبل الله تعالى ولا تفرقوا , واذكروا نعمه الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم, فاصبحتم بنعمته اخوانا, وكنتم على شفا حفره من النار فانقذكم منها , كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)) فالاعتصام بحبل الله المتين , الاسلام هو الذي يهدي الى الصواب , ويوحد المسلمين في دوله واحده , وينجيهم من عذاب النار , وليس الوسطيه او الحل الوسط او الاعتدال الذي يريده لنا اعداء الاسلام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام لقد نقلت لكم موضوع للنقاش حول موضوع الوسطية
لاني وجدت الكثيير من الاختلافات بين الحركات الاسلامية حول هذا الموضوع , فمنهم من ينفي الوسطية ومنهم من يقرها ومنهم من يقول وسطية بمفهوم اسلامي
فمن اراد النقاش حول الموضوع فليتفضل حتى نبين الرأي الصائب في المسأله
الوسطية والحل الوسط : ان مصطلح الوسطية والحل الوسط، لم يظهر عند المسلمين الا في العصر الحديث ، بعد سقوط الخلافة ، وقصد به الاعتدال وعدم التطرف ، وهو مصطلح دخيل ، في لفظه ومعناه ، مصدره الغرب والمبدأ الرأسمالي ، ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط ، الحل الذي نشأ نتيجة الصراع الدموي ، بين الكنيسة والملوك التابعين لها من جهة ، وبين المفكرين والفلاسفة الغربيين من جهة أخرى . الفريق الأول كان يرى ان الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة ، والفريق الثاني يرى ان هذا الدين غير صالح ذلك ، فهو سبب الظلم والتأخر ، فأنكروه وأنكروا صلاحيته ، واستعاضوا عنه بالعقل ، الذي في رأيهم قادر على وضع نظام صالح لتنظيم شؤون الحياة . وبعد صراع مرير بين الفريقين ، اتفقوا على حل وسط ، وهو الاعتراف بالدين كعلاقه بين الانسان والخالق ، على ان لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة ، واتخذوا فكرة فصل الدين عن الحياة ، عقيدة لمبدئهم ، التي انبثق عنها النظام الرأسمالي ، الذي نهضوا على أساسه ، ثم حملوه الى غيرهم من الناس بطريق الاستعمار . ان عقيدة فصل الدين عن الحياة لم تبن على العقل ،لأن رجال الدين والملوك كانوا يدركون بعقولهم ان الدين النصراني من عند الله ، وهو وحده الصالح لتنظيم حياة الانسان ، والفلاسفة والمفكرون وصلوا بعقولهم ان هذا الدين لا يصلح لتنظيم الحياة . ففصل الدين عن الحياة لم يكن مبنيا على العقل ، وانما كان حلا وسطا بين الفريقين ، لا يمت للصواب بصلة . وكان أثر هذا الحل الوسط بارزا في كل تشريع او سلوك عند أصحاب المبدأ الرأسمالي ، فاعتمدوا على رأي الأغلبية في أخذ التشريع ، بغض النظر عن صلاحية وصواب رأي الأقلية الذكية ، أو عدم صواب وصلاحية رأي الأغلبية ، وهم في سلوكهم تجاه القضايا السياسية يتبنون الحل الوسط ، دون النظر الى صواب هذا الحل أو خطئه... ففلسطين مثلا ، يطالب بها العرب المسلمون على أنها كلها بلادهم ، وفي نفس الوقت يدعي اليهود أنها أرض الميعاد التي وعدهم الله بها ، فتتفق الدول الغربية الرأسمالية سنة 1947م على ان حل المشكلة الفلسطينية هو اقامة كيانين في فلسطين ، أحدهما للعرب ، وآخر لليهود ، ويظهر هذا الحل في كثير من المشكلات كمشكلة قبرص والسودان وكشمير والبوسنة وغيرها . فالحل الوسط ، الذي بنيت عليه عقيدتهم ، ومن ثم نظام حياتهم ، يظهر واضحا في سلوكهم وتشريعاتهم ، وموافقهم ،الفردية منها والدولية ، وجراء ذلك أصبحت السياسة لديهم تعتمد على الكذب والمراوغة ، لا للحصول على الحق كله ، بل للحصول على شئ سواء أكان أكثر من هذا الحق أو أقل ، ويظهر هذا في المفاوضات بينهم أو معهم ، فكل طرف يريد أن يصل الى أكثر المنافع له ، واضعا في ذهنه امكانية التنازل عما يطالب به ، ليحصل على حقه ، أو على أقل أو أكثر من حقه ، وبذلك تطول المفاوضات لتصل الى سنين ، لا ليصل كل الى حقة ، لأن الحق عندهم غير محدود ، بل ليصلوا الى حل وسط يرضي الطرفين ، لا لأنه صواب ، بل لظروف كل فريق من القوة والضعف ، فالقوي يأخذ كل ما يرغب فيه ان استطاع ، والضعيف يتنازل عن كل ما لا يستطيع الحصول علية . وبدل ان ينقد المسلمون فكرة الوسطية أو الحل الوسط ، ويبينوا خطأها وزيفها ، أخذوا بها ، وصاروا يدعون انها موجودة في الاسلام ، بل هو قائم عليها ، فهو بين الروحية والمادية ، وبين الفرديه والجماعيه ، وبين الواقعيه والمثالية ، وبين الثبات والتغير ، فلا غلو ولا تقصير ، ولا افراط ولا تفريط ... و للبرهان على ما ذهبوا اليه ، استقرأوا الأشياء ، فوجدوا أن لكل شئ طرفين ووسط ، والوسط منطقة أمان بينما الأطراف تتعرض للخطر والفساد ، وأن الوسط مركز القوة ، وأنه منطقة التعادل والتوازن لكل قطبين ، وما دام للوسطية كل هذه المزايا ، فلا عجب ان تتجلى في كل جوانب الاسلام ، فالاسلام وسط في الاعتقاد والتعبد ، ووسط في التشريع والأخلاق وهكذا... واستقرأوا النصوص الشرعية ، فلووا أعناقها لتلائم ما ذهبوا اليه ، فقالوا في قوله تعالى : ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) <البقرة\143> قالو : ان وسطية الأمة الاسلامية انما هي مستعدة من وسطية منهجها ونظامها ، فليس فيها غلو اليهود ، ولا تساهل النصارى ، وأن كلمة وسط تعني العدل ، وأن العدل_على حد زعمهم_توسط بين الطرفين المتنازعين فجعلوا العدل بمعنى الصلح ، وذلك ليخدموا الفكرة التي أخذوها من الرأسماليين وليلصقوها بالاسلام . والمعنى الصحيح الآية هو أن الأمة الاسلامية أمة عدل ،والعدل من شروط الشاهد في الاسلام ، وهي ستكون شاهد عدل على الأمم الأخرى ، على أنها بلغتهم الاسلام ، فالآية وان جاءت بصيغة الاختبار ، فهي طلب من الله تعالى للأمة الاسلامية ،أن تبلغ الاسلام لغيرها من الأمم ، وان لم تفعل فهي آثمة ، ويدل على ذلك ما ورد في الآية <140\البقره>( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ... )) وكذلك ما ورد في الآية ( ويكون الرسول شهيدا عليكم )) الذي طلب منكم الى الناس كافة . واستدلوا أيضا بقولة تعالى ( والذين اذا أنفقوا ، لم يسرفوا ولم يقتروا ، وكان بين ذلك قواما ))< الفرقان\67 > ، فجعلوا للانفاق طرفين وهما : الاسراف والتقتير، وجعلوا له وسطا وهو القوام . فان قدم شخص خروفا لضيف واحد ، فهو اسراف ، وان لم يقدم له شيئا فهو تقتير ، وان قدم له ما يكيفه فهو القوام ... وما دام الله حرم الاسراف والتقتير ، وأحل القوام وهو الانفاق المعتدل ،فمعنى ذلك أنه شرع في الانفاق ( الحل الوسط) أخذوا بهذا الفهم المغلوط ليستدلوا على أن في الاسلام وسطية أو حل وسط ، ولم يبذلوا الوسع في الحكم الشرعي في الانفاق ، والذي دلت عليه الآية مع النصوص الأخرى من القرآن والسنة ، وهو أن الانفاق ثلاثة أنواع : الاسراف ، والتقتير ، والقوام . واحد منها وهو القوام الذي يعني الانفاق حسب أحكام الاسلام كثيرا كان أم قليلا هو المطلوب شرعا ، فمن نحر جزورا لضيفة الواحد ، أو قدم له رغيفا من الخبز فهو جائز غنيا كان المضيف أم فقيرا ، وأما الاسراف فهو الانفاق في الحرام ، فمن أنفق درهما في شراء الخمر او في لعب القمار او في الرشوه فهو حرام ، واما التقتير ، فهو الامتناع عن الانفاق في الواجب ، فلو امتنع شخص غن دفع درهم مستحق عليه من زكاه ماله ، او من الانفاق على من تجب نفقتهم عليه كان تقتيرا او كان حرام ، فلفظ((وكان بين ذلك قواما )) لا يدل عل الوسطيه الترتيبيه او المكانبه ، وانما يدل على ان هناك ثلاثه انواع من الانفاق: الاسراف ، والتقتير والقوام ، و واحد من بين تلك الانواع ، وهو القوام ، حلال ومطلوب شرعا ، لان الله تعالى قال( بين ذلك)) ولم يقل <بين ذلكما > ليدل على الوسطيه بين اثنين متغايرين . فلا وسطيه ، ولا حل وسط ، في الاسلام ، فالله تعالى الدي خلق الانسان ، ويعلم واقعه علما لا يمكن لبشر ان يعلمه ،هو وحده القادر على تنظيم حياته تنظيما دقبيقا لا يمكن لاحد ان يبلغه ،فجائت احكامه محدده ، لا اثر فيها الوسطيه او الحل الوسط . فاين الوسطيه او الحل الوسط في قوله تعالى: (( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فان يقبل منه )) وفي قوله تعالى : ((وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم ))<49\ المائده> ، وفي قول الرسول عليه السلام لعمه ابي طالب ، ( والله ياعم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري غلى لن اترك هدا الامر حتي يظهره الله او ان اهلك فيه ما تركته) . وفي قوله عليه الصلاه والسلام لقبيله بني عامر عندما طلبوا منه ان يكون لهم الحكم من بعده انه نصروه الامر لله يضعه حيث يشاء!!!واين الوسطيه والحل الوسط في عقوبه المرتد او في عقوبه الزاني او السارق !!... فلا وسطيه ولا حل وسط في نصوص الاسلام واحكامه ، بل دقه ووضوح ومفاصله ، حتى سماها الله حدودا بسبب دقتها واستقامتها قال تعالى : (( وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون )<230\البقره > ، وقال تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها )) <14\النساء.> فلا يجوز تعدي هذه الحدود . فتكون الوسطيه او الحل الوسط فكره غربيه عن الاسلام , يريد الغربيون ومن ولاهم من المسلمين ان يلصقوها بالاسلام ، من اجل تسويقها للمسلمين باسم الاعتدال والتسامح , والقصد منها هو حرفنا عن حدود الاسلام واحكامه الفاصله. وعلى المسلمين ان يعوا على هذه المؤامرات الفكريه الخبيثه ضدهم وضد دينهم , وان يبينوا الحكم الشرغي لكل امر استنادا للدليل الشرعي وليس للحل الوسط , لان التمسك بالادله الشرعيه , سواء منها المتعلقه بالمعالجات و السلوك الفردي , او المتعلقه بالطريقه و اقامه دوله الخلافه, فانها حبل النجاه للمسلمين من واقعهم السيء , قال تعالى(واعتصموا بحبل الله تعالى ولا تفرقوا , واذكروا نعمه الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم, فاصبحتم بنعمته اخوانا, وكنتم على شفا حفره من النار فانقذكم منها , كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون)) فالاعتصام بحبل الله المتين , الاسلام هو الذي يهدي الى الصواب , ويوحد المسلمين في دوله واحده , وينجيهم من عذاب النار , وليس الوسطيه او الحل الوسط او الاعتدال الذي يريده لنا اعداء الاسلام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الكرام لقد نقلت لكم موضوع للنقاش حول موضوع الوسطية
لاني وجدت الكثيير من الاختلافات بين الحركات الاسلامية حول هذا الموضوع , فمنهم من ينفي الوسطية ومنهم من يقرها ومنهم من يقول وسطية بمفهوم اسلامي
فمن اراد النقاش حول الموضوع فليتفضل حتى نبين الرأي الصائب في المسأله