المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقال الحادى عشر - رياض النعيم - 1) ذكر طرف من رحمته صلى الله عليه وسلم بالملائكة ع



ابوالمنذر
11-23-2007, 08:26 PM
1) ذكر طرف من رحمته r بالملائكة u





قد يُدهش البعض من هذا العنوان ، لأن الملائكة عليهم السلام تلكم المخلوقات العلوية النورانية التى اصطفاها الله U بسمائه وجعل منهم الملأ الأعلى السامق هل يحتاجون إلى رحمة رسول الله r ؟!

وهل هم داخلون فى عموم قوله U { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }؟!وإليك ما ذكره الآلوسي ’ في هذه المسألة فى تفسيره :

((وهل يراد بالعالمين ما يشمل الملائكة عليهم السلام أيضاً ؟

فيه خلاف مبني على الخلاف في عموم بعثته r لهم ، فإذا قلنا بالعموم كما رجحه من الشافعية البارزي وتقي الدين السبكي والجلال المحلي في خصائصه ، ومن الحنابلة ابن تيمية وابن حامد وابن مفلح في كتاب الفروع ، ومن المالكية عبد الحق .

قلنا بشمول العالمين لهم هنا وكونه r أرسل رحمة بالنسبة إليهم لأنه جاء عليه الصلاة والسلام أيضاً بما فيه تكليفهم من الأوامر والنواهي وإن لم نعلم ما هنا ، ولا شك أن في امتثال المكلف ما كلف به نفعاً له وسعادة .

وإن قلنا بعدم العموم كما جزم به الحليمي والبيهقي والجلال المحلى في «شرح جمع الجوامع» وزين الدين العراقي في نكته على ابن الصلاح من الشافعية ومحمود بن حمزة في كتابه العجائب والغرائب من الحنفية بل نقل البرهان النسفي والفخر الرازي في «تفسيريهما» الإجماع عليه وإن لم يسلم ، قلنا بعدم شموله لهم هنا وإرادة من عداهم منه ، وقيل : هم داخلون هنا في العموم وإن لم نقل ببعثته r إليهم لأنهم وقفوا بواسطة إرساله r على علوم جمة وأسرار عظيمة مما أودع في كتابه الذي فيه بناء([1]) ما كان وما يكون عبارة وإشارة وأي سعادة أعظم من التحلي بزينة العلم؟

وكونهم عليهم السلام لا يُجْعَلون شيئاً مما لم يذهب إليه أحد من المسلمين([2]).

وقيل : لأنهم أظهر من فضلهم على لسانه الشريف ما أظهر، وذُكِرَ أنها في حق الملائكة عليهم السلام الأمن من نحو ما ابتلى به هاروت وماروت ، وأيد بما ذكره صاحب الشفاء أن النبي ‘ قال لجبريل À: هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال : نعم كنت أخشى العاقبة فأمنت لثناء الله تعالى على في القرآن بقوله سبحانه { ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى العرش مَكِينٍ } [ التكوير : 20 ] وإذا صح هذا الحديث لزم القول بشمول العالمين للملائكة عليهم السلام إلا أن الجلال السيوطي ذكر في تزيين الأرائك أنه لم يوقف على إسناد ([3])، وقيل المراد بالعالمين جميع الخلق فإن العالم ما سوى الله تعالى وصفاته جل شأنه ، وجمع جمع العقلاء تغليباً للأشرف على غيره([4])))



والصحيح من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي r أنه كما قال فيه ربه U { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } وهم من أشرف العالمين عالم الملائكة الكرام u وهى رحمات كثير متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر:

· ذكر أحوالهم ومقاماتهم الشريفة في الكتاب المنزل عليه r وعلى لسانه الشريف r ([5]) ، بل إن هناك سور من القرآن سميت بأسمائهم وأحوالهم كسورة الصافات {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3)} [الصافات/1-3]{ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166) }[الصافات/164-166]وسورة الملائكة (سورة فاطر){ بسم الله الرحمن الرحيم الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)} [فاطر/1] ، والأحاديث كثيرة فى هذا الباب منها عَنْ أَبِي ذَرٍّ t قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‘ : (( إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ))([6]) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t : يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ ‘ : (( قَالَ إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ فَإِذَا { فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا }لِلَّذِي قَالَ{ الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }([7]))).

· أنه ببعثته الشريفة r تغير حال أهل الأرض قال r ((وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ([8]))) ، قَوْله ‘ : ( وَإِنَّ اللَّه تَعَالَى نَظَرَ إِلَى أَهْل الْأَرْض فَمَقَتَهُمْ عَرَبهمْ وَعَجَمهمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْل الْكِتَاب ) الْمَقْت : أَشَدّ الْبُغْض ، وَالْمُرَاد بِهَذَا الْمَقْت وَالنَّظَر مَا قَبْل بَعْثَة رَسُول اللَّه ‘ وَالْمُرَاد بِبَقَايَا أَهْل الْكِتَاب الْبَاقُونَ عَلَى التَّمَسُّك بِدِينِهِمْ الْحَقّ مِنْ غَيْر تَبْدِيل ([9]). وهذا يسبب مقت أهل السماء ويؤذيهم ولكن لما أنعم الله U على أهل السماء بعثته r وأهل الأرض برسالته r ارتفع المقت شيئاً كبيرًا ، وخف الإيذاء عنهم كثيرًا لأنهم يتأذون أكثر ما يتأذون مما يُعصى به الله U فكيف الحال مع من يكفر به I قال U على لسانهم{ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}(البقرة: من الآية30) .



· تشريفهم ببعثته الشريفة r



· وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ

عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِيهِ t :وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ ‘ فَقَالَ : ((مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ قَالَ مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا قَالَ وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ )) ([10])

فكان فضل الرسول r وصحابته è وواقعة يوم الفرقان سبب لفضل الملائكة فى السماء لحضورهم معه r ، فإنما تميزوا شرفًا بنصرتهم له r على سائر الملائكة فنالوا رحمة التشريف به r .



· وقوفهم بواسطة إرساله r على علوم جمة وأسرار عظيمة ، وأي سعادة أعظم من التحلي بزينة العلم([11])؟



عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ t : (( أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ ‘ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ قَالَ فَقَالَ لَا أَدْرِي فَلَمَّا أَتَاهُ جِبْرِيلُ Àقَالَ يَا جِبْرِيلُ أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ قَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَانْطَلَقَ جِبْرِيلُ Àثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ سَأَلْتَنِي أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَيُّ الْبُلْدَانِ شَرٌّ فَقَالَ أَسْوَاقُهَا ([12]))).

عن ابن عمر ù: أن رجلا سأل النبي ‘ : أي البقاع شر ؟ قال : ( لا أدري حتى أسأل جبريل ) فسأل جبريل فقال : لا أدري حتى أسأل ميكائيل فجاء فقال : ( خير البقاع المساجد وشرها الأسواق )([13]).



· مراعاة الأدب معهم عليهم السلام وعدم إيذائهم بما يكرهون من رائحة كرية أو حال يكرهونه فضلًا عن غيره من انتهاك حرمة أو اقتراف ذنب أو خطيئة .

· فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي

عَنْ جَابِر بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ù : أَنَّ النَّبِيَّ ‘ قَالَ : ((مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ قَالَ فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ ([14]))) وَأَنَّ النَّبِيَّ ‘ أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنْ الْبُقُولِ فَقَالَ قَرِّبُوهَا إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ : كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي))([15])



قَوْلُهُ : ( كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي )

أَيْ الْمَلَائِكَة ، وَفِي حَدِيث أَبِي أَيُّوب عِنْد اِبْن خُزَيْمَةَ وَابْن حِبَّان مِنْ وَجْه آخَر " أَنَّ رَسُول اللَّه ‘ أُرْسِلَ إِلَيْهِ بِطَعَامٍ مِنْ خَضِرَة فِيهِ بَصَل أَوْ كُرَّاث فَلَمْ يَرَ فِيهِ أَثَر رَسُول اللَّه ‘ فَأَبِي أَنْ يَأْكُل ، فَقَالَ لَهُ : مَا مَنَعَك ؟ قَالَ : لَمْ أَرَ أَثَر يَدك قَالَ : أَسْتَحِي مِنْ مَلَائِكَة اللَّه وَلَيْسَ بِمُحَرَّمٍ " وَلَهُمَا مِنْ حَدِيث أُمّ أَيُّوب قَالَتْ : نَزَلَ عَلَيْنَا رَسُول اللَّه ‘ فَتَكَلَّفْنَا لَهُ طَعَامًا فِيهِ بَعْض الْبُقُول ، فَذَكَرَ الْحَدِيث نَحْوه وَقَالَ فِيهِ " كُلُوا ، فَإِنِّي لَسْت كَأَحَدٍ مِنْكُمْ ، إِنِّي أَخَاف أُوذِيَ صَاحِبِي " ([16]).



· وَكَانَ النَّبِيّ ‘ يُؤْتَى

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ t أَنَّ النَّبِيَّ ‘ نَزَلَ عَلَيْهِ فَنَزَلَ النَّبِيُّ ‘ فِي السُّفْلِ وَأَبُو أَيُّوبَ فِي الْعِلْوِ قَالَ فَانْتَبَهَ أَبُو أَيُّوبَ لَيْلَةً فَقَالَ نَمْشِي فَوْقَ رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ ‘ فَتَنَحَّوْا فَبَاتُوا فِي جَانِبٍ ثُمَّ قَالَ لِلنَّبِيِّ ‘ فَقَالَ النَّبِيُّ ‘ السُّفْلُ أَرْفَقُ فَقَالَ لَا أَعْلُو سَقِيفَةً أَنْتَ تَحْتَهَا فَتَحَوَّلَ النَّبِيُّ ‘ فِي الْعُلُوِّ وَأَبُو أَيُّوبَ فِي السُّفْلِ فَكَانَ يَصْنَعُ لِلنَّبِيِّ ‘ طَعَامًا فَإِذَا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِهِ فَيَتَتَبَّعُ مَوْضِعَ أَصَابِعِهِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فِيهِ ثُومٌ فَلَمَّا رُدَّ إِلَيْهِ سَأَلَ عَنْ مَوْضِعِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ ‘ فَقِيلَ لَهُ لَمْ يَأْكُلْ فَفَزِعَ وَصَعِدَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَحَرَامٌ هُوَ فَقَالَ النَّبِيُّ ‘ لَا وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ قَالَ فَإِنِّي أَكْرَهُ مَا تَكْرَهُ أَوْ مَا كَرِهْتَ قَالَ وَكَانَ النَّبِيُّ ‘ يُؤْتَى ([17])

- قَوْله : ( وَكَانَ النَّبِيّ ‘ يُؤْتَى )

مَعْنَاهُ تَأْتِيه الْمَلَائِكَة وَالْوَحْي كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْآخَر ( إِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي وَأَنَّ الْمَلَائِكَة تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَم )

وَاخْتَلَفَ أَصْحَابنَا فِي حُكْم الثُّوم فِي حَقّه ‘ ، وَكَذَلِكَ الْبَصَل وَالْكُرَّاث وَنَحْوهَا ، فَقَالَ بَعْض أَصْحَابنَا : هِيَ مُحَرَّمَة عَلَيْهِ ، وَالْأَصَحّ عِنْدهمْ أَنَّهَا مَكْرُوهَة كَرَاهَة تَنْزِيه لَيْسَتْ مُحَرَّمَة لِعُمُومِ قَوْله ‘ : لَا فِي جَوَاب قَوْله أَحَرَام هُوَ ؟ وَمَنْ قَالَ بِالْأَوَّلِ يَقُول : مَعْنَى الْحَدِيث لَيْسَ بِحَرَامٍ فِي حَقِّكُمْ . وَاللَّه أَعْلَم ([18]).



· فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ù عَنْ النَّبِيِّ ‘ قَالَ : (( مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ و قَالَ مَرَّةً مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ ))([19])

عَنْ جَابِرٍ ù قَالَ : ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ‘ عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرَّاثِ فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا فَقَالَ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُنْتِنَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْسُ ))([20])

أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ t خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ نَبِيَّ اللَّهِ ‘ وَذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ ..........ثم قَال : ((إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لَا أَرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ هَذَا الْبَصَلَ وَالثُّومَ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‘ إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنْ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ فَمَنْ أَكَلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا))([21])

- قَوْله ( إِنَّ الْمَلَائِكَة لَتَتَأَذَّى )أَيْ فَيَنْبَغِي تَرْك هَذِهِ الْأَشْيَاء عَلَى الدَّوَام لِلِاحْتِرَازِ عَنْ أَذَاهُمْ([22]).

قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الْمَسَائِلِ الْوَرْعِيَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ ‘ أَمَرَ الْجُنُبَ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ النَّوْمِ وَقَدْ جَاءَ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ أَنَّ ذَلِكَ كَرَاهَةَ أَنْ تُقْبَضَ رُوحُهُ وَهُوَ نَائِمٌ فَلَا تَشْهَدُ الْمَلَائِكَةُ جِنَازَتَهُ فَإِنَّ فِي السُّنَنِ عَنْ النَّبِيِّ ‘ أَنَّهُ قَالَ (( لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جُنُبٌ )) وَهَذَا مُنَاسِبٌ لِنَهْيِهِ عَنْ اللُّبْثِ فِي الْمَسْجِدِ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ الْمَلَائِكَةِ كَمَا نَهَى النَّبِيُّ ‘ مَنْ أَكَلَ الثُّومَ وَالْبَصَلَ عَنْ دُخُولِ الْمَسْجِدِ وَقَدْ قَالَ { إنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ }([23]).





· الْمَلَكُ ..... يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ وَيَدْنُو

عَنْ عَلِىٍّ t قَالَ : أُمِرْنَا بِالسِّوَاكِ وَقَالَ :« إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّى أَتَاهُ الْمَلَكُ فَقَامَ خَلْفَهُ يَسْتَمِعُ الْقُرْآنَ وَيَدْنُو ، فَلاَ يَزَالُ يَسْتَمِعُ وَيَدْنُو حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ ، فَلاَ يَقْرَأُ آيَةً إِلاَّ كَانَتْ فِى جَوْفِ الْمَلَكِ »([24]) وفى رواية قال r ((إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليستك فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه و لا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك))([25])

- قَوْله ( فليستك ) أي يستعمل السواك ( فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه ) يحتمل أن المراد به كاتب الحسنات ويحتمل غيره ( فلا يخرج من فيه ) أي القارىء ( شيء ) من القرآن ( إلا دخل فم الملك ) لأن الملائكة لم يعطوا فضيلة التلاوة كما في خبر آخر وأنهم حريصون على استماع القرآن من البشر وفي إطلاقه القراءة في الصلاة إشارة إلى أن ذلك يكون في أي صلاة كانت فرضا أو نفلا : ليلا أو نهارا فذكره الليل أولا لكون التهجد إنما هو ليلا وهو يزيد على صلاة النهار بالنسبة للكمال فوجه الكلام نحو الغالب . وإلا فالنهار كذلك بدليل ما رواه محمد بن نصر عن الزهري مرسلا : إذا قام الرجل يتوضأ ليلا أو نهارا فأحسن الوضوء واستن ثم قام يصلي أطاف به الملك ودنا منه حتى يضع فاه على فيه فما يقرأ إلا فيه . وإذا لم يستن أطلق به ولم يضع فاه على فيه . ثم قضية الحديث أن تلقف الملك القراءة إنما يكون فيما وقع في الصلاة بخلافه خارجها وقد يوجه بأن الصلاة مظنة الفيوض الرحمانية فاجتماع شرف القرآن وشرف الصلاة يزيد دنو الأرواح القدسية . وفيه ندب الإكثار من القراءة سيما في الصلاة وبيان فضيلة قراءة القرآن والسواك وإن كان الإنسان نقي الأسنان قويم المزاج واعتناء الملأ الأعلى بذلك وحرصهم عليه([26]).



· وَلَا عَنْ يَمِينِهِ فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t عَنْ النَّبِيِّ ‘ قَالَ : ((إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَلَا يَبْصُقْ أَمَامَهُ فَإِنَّمَا يُنَاجِي اللَّهَ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ فَإِنَّ عَنْ يَمِينِهِ مَلَكًا وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ فَيَدْفِنُهَا))([27])



قَوْله : ( فَإِنَّ عَنْ يَمِينه مَلَكًا )

تَقَدَّمَ أَنَّ ظَاهِره اِخْتِصَاصه بِحَالَةِ الصَّلَاة ، فَإِنْ قُلْنَا : الْمُرَاد بِالْمَلَكِ الْكَاتِب فَقَدْ اسْتَشْكَلَ اِخْتِصَاصه بِالْمَنْعِ مَعَ أَنَّ عَنْ يَسَاره مَلَكًا آخَر ، وَأُجِيبَ بِاحْتِمَالِ اِخْتِصَاص ذَلِكَ بِمَلَكِ الْيَمِين تَشْرِيفًا لَهُ وَتَكْرِيمًا ، هَكَذَا قَالَهُ جَمَاعَة مِنْ الْقُدَمَاء وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ . وَأَجَابَ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ بِأَنَّ الصَّلَاة أُمُّ الْحَسَنَات الْبَدَنِيَّة فَلَا دَخْل لِكَاتِبِ السَّيِّئَات فِيهَا ، وَيَشْهَد لَهُ مَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ حَدِيث حُذَيْفَة مَوْقُوفًا فِي هَذَا الْحَدِيث قَالَ " وَلَا عَنْ يَمِينه ، فَإِنَّ عَنْ يَمِينه كَاتِبَ الْحَسَنَات " . وَفِي الطَّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي أُمَامَةَ فِي هَذَا الْحَدِيث " فَإِنَّهُ يَقُوم بَيْن يَدَيْ اللَّه وَمَلَكه عَنْ يَمِينه وَقَرِينه عَنْ يَسَاره " ا ه . فَالتَّفْل حِينَئِذٍ إِنَّمَا يَقَع عَلَى الْقَرِين وَهُوَ الشَّيْطَان ، وَلَعَلَّ مَلَك الْيَسَار حِينَئِذٍ يَكُون بِحَيْثُ لَا يُصِيبهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ ، أَوْ أَنَّهُ يَتَحَوَّل فِي الصَّلَاة إِلَى الْيَمِين . وَاَللَّهُ أَعْلَم .

قَوْله : ( فَيَدْفِنهَا )

قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة : لَمْ يَقُلْ يُغَطِّيهَا ؛ لِأَنَّ التَّغْطِيَة يَسْتَمِرُّ الضَّرَر بِهَا إِذْ لَا يَأْمَن أَنْ يَجْلِس غَيْره عَلَيْهَا فَتُؤْذِيه ، بِخِلَافِ الدَّفْن فَإِنَّهُ يُفْهَمُ مِنْهُ التَّعْمِيق فِي بَاطِن الْأَرْض ، وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي الرِّيَاض : الْمُرَاد بِدَفْنِهَا مَا إِذَا كَانَ الْمَسْجِد تُرَابِيًّا أَوْ رَمْلِيًّا ، فَأَمَّا إِذَا كَانَ مُبَلَّطًا مَثَلًا فَدَلَكَهَا عَلَيْهِ بِشَيْءٍ مَثَلًا فَلَيْسَ ذَلِكَ بِدَفْنٍ بَلْ زِيَادَةٌ فِي التَّقْذِير . قُلْت : لَكِنْ إِذَا لَمْ يَبْقَ لَهَا أَثَرٌ أَلْبَتَّة فَلَا مَانِعَ ، وَعَلَيْهِ يُحْمَل قَوْله فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْنِ الشِّخِّير الْمُتَقَدِّم " ثُمَّ دَلَكَهُ بِنَعْلِهِ " وَكَذَا قَوْله فِي حَدِيث طَارِق عِنْد أَبِي دَاوُدَ " وَبَزَقَ تَحْت رِجْله وَدَلَكَ " ([28]) .



- كل هذا من رحمته r بمراعاة الأدب معهم عليه السلام بترك ما يستقذر طبعًا أو خَلقًا ، فما بالك بالذي يستقذر ويستقبح شرعًا ونهيًا من الله I ، وقد مرَّ بك حسهم مع استشعار الذنب من بنى آدم فى قولهم { قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}(البقرة: من الآية30).

- إن رسول الله r فيما سبق من توجيهات وإرشادات نبه على الأقل والأخف فيدخل فيه من باب أولى ما هو فوقه من آثام ومعاصٍ لأن الإيذاء بها يكون أعظم وأشد ويوضح ذلك الإمام ابن القيم ’ ([29]) بقوله (( فإن العبد إذا عصى الله تباعد منه الملك بقدر تلك المعصية حتي أنه يتباعد منه بالكذبة الواحدة مسافة بعيدة وفي بعض الآثار إذا كذب العبد تباعد منه الملك ميلا من نتن ريحه فإذا كان هذا تباعد الملك منه من كذبة واحدة فماذا يكون قدر تباعده منه مما هو أكبر من ذلك وأفحش منه وقال بعض السلف: إذا ركب الذكرُ الذكرَ عجت الأرض إلى الله وهربت الملائكة إلى ربها وشكت إليه عظم ما رأت . وقال بعض السلف :إذا أصبح ابن آدم ابتدره الملك والشيطان فإن ذكر الله وكبره وحمده وهلله طرد الملك الشيطان وتولاه وإن افتتح بغير ذلك ذهب الملك عنه وتولاه الشيطان ولا يزال الملك يقرب من العبد حتى يصير الحكم والطاعة والغلبة له فتتولاه الملائكة فى حياته وعند موته وعند مبعثه قال الله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَة}[فصلت/30، 31] وإذا تولاه الملك تولاه أنصح الخلق له وأنفعهم وأبرهم له فثبته وعلمه وقوي جنانه وأيده قال تعالى {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا} [الأنفال/12] ويقول الملك عند الموت لا تخف ولا تحزن وأبشر بالذي يسرك ويثبته بالقول الثابت أحوج ما يكون إليه في الحياة الدنيا وعند الموت وفي القبر عند المسألة فليس أحد أنفع للعبد من صحبة الملك له وهو وليه في يقظته ومنامه وحياته وعند موته وفي قبره ومؤنسه في وحشته وصاحبه في خلوته ومحدثه في سره ويحارب عنه عدوه ويدافع عنه ويعينه عليه ويعده بالخير ويبشره به ويحثه على التصديق بالحق كما جاء في الأثر الذي يروى مرفوعًا وموقوفًا ([30]): إن للملك بقلب ابن آدم لمة وللشيطان لمة فلمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالوعد ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق.

وإذا اشتد قرب الملك من العبد تكلم على لسانه وألقى على لسانه القول السديد وإذا أبعد منه وقرب الشيطان من العبد تكلم على لسانه قول الزور والفحش حتي يرى الرجل يتكلم على لسان الملك والرجل يتكلم على لسان الشيطان وفي الحديث إن السكينة تنطق على لسان عمر t ([31]).

وكان أحدهم يسمع الكلمة الصالحة من الرجل الصالح فيقول: ما ألقاها على لسانك الا الملك ويسمع ضدها فيقول ما ألقاها على لسانك إلا الشيطان فالملك يلقى في القلب الحق ويلقيه على اللسان والشيطان يلقي الباطل في القلب ويجريه على اللسان .

فمن عقوبة المعاصي أنها تبعد من العبد وليه الذي سعادته في قربه ومجاورته وموالاته وتدني منه عدوه الذي شقاءه وهلاكه وفساده في قربه وموالاته حتى أن الملك لينافح عن العبد ويرد عنه إذا سفه عليه السفيه وسبه كما اختصم بين يدي النبي رجلان فجعل أحدهما يسب الآخر وهو ساكت فتكلم بكلمة يرد بها على صاحبه فقام النبي فقال يا رسول الله لما رددت عليه بعض قوله قمت فقال كان الملك ينافح عنك فلما رددت عليه جاء الشيطان فلم أكن لأجلس ([32]).وإذا دعي العبد المسلم في ظهر الغيب لأخيه أَمّنَ الملك على دعائه ([33]).

فإذا أذنب العبد الموحد المتبع سبيله رسوله استغفر له حملة العرش ومن حوله([34]).

وإذا نام العبد المؤمن بات في شعاره ملك([35]) فملك المؤمن يرد عليه ويحارب ويدافع عنه ويعلمه ويثبته ويشجعه فلا يليق به أن ينسى جواره ويبالغ فى أذاه وطرده عنه وإبعاده فإنه ضيفه وجاره وإذا كان إكرام الضيف من الآدميين والإحسان إلى الجار من لزوم الإيمان وموجباته فما الظن بإكرام أكرم الأضياف وخير الجيران وأبرهم .

وإذا أذى العبد الملك بأنواع المعاصي والظلم والفواحش دعا عليه ربه وقال لا جزاك الله خيرا كما يدعوا له إذا أكرمه بالطاعة والإحسان قال بعض الصحابة è : إن معكم من لا يفارقكم فاستحيوا منهم وأكرموهم

ولا ألأم (أي أشد لؤماً) ممن لايستحيي من الكريم العظيم القادر ولا يكرمه ولا يوقره وقد نبه سبحانه على هذا المعني بقوله {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)} [الإنفطار/10-12]أى استحيوا من هؤلاء الحافظين الكرام وأكرموهم وأجلوهم أن يروا منكم ما تستيحون أن يريكم عليه من هو مثلكم والملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنوا آدم وإذا كان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصى بين يديه وان كان قد يعمل مثله عمله فما الظن بأذى الملائكة الكرام الكاتبين والله المستعان.





--------------------------------------------------------------------------------

([1]) لعله نبأ.

([2]) لأنه أمر فاسد نقلًا وعقلًا.

([3])وفى كشف الخفاء للعجلوني [ جزء 2 - صفحة 1883 ] برقم : 2884 ((هل أصابك من هذه الرحمة شيء فقال نعم - المسؤول جبريل u والسائل له نبينا محمد r)) هذا باطل لا أصل له كما نبه على ذلك جلال الدين السيوطي في كتابه المسمى بما رواه الخواص في تكذيب القصاص وعبارته في خطبته وقد استفتيت في هذه الأيام في رجل من القصاص يورد في مجلس ميعاده أحاديث ويعزوها إلى النبي r جازما بها ولا أصل لها عنه بل منها ما اشتهر في كتب بعض أرباب الفنون ولا أصل له عند المحدثين ومنها ما هو باطل مكذوب : ((من ذلك أنه روى أن النبي r قال لجبريل حين نزل قوله تعالى { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } هل أصابك من هذه الرحمة شيء قال نعم خلق الله قبلي ألوفا من الملائكة كلهم سمي جبريل ويقول تعالى لكل منهم من أنا فلا يعرف الجواب فيذوب فلما خلقني وقال لي من أنا قال لي نورك يا محمد قل أنت الله الذي لا إله إلا أنت - إلى آخره)). قال هو من الكذب المفترى على رسول الله r ولا تجوز حكايته إلا لبيان أنه مفترى أستغفر الله من ذلك انتهى.

([4])الآلوسي (روح المعاني - (ج 12 / ص 486) .

([5])منتزعة من كلام الآلوسي ’ السابق ، قال مقيده عفا الله عنه وعن والديه :وهنا تنبيه من روايات الأباطيل ونسبتها إلى الملائكة فمما عمت به البلوى الأحاديث الباطلة والموضوعة على (الملكين هاروت وماروت)فمنها (إن آدم ( ص ) لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة أي رب { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون } قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لاوالله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لانشرك بالله فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها قالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا والله لانقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر فسألاها نفسها قالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئأ مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا)قال الألباني باطل السلسلة الضعيفة والموضوعة برقم 170جـ1 وأنظر أيضا من رقم (913:910)جـ 11.

([6]) رواه الإمام أحمد و الترمذي وابن ماجة وقال الألباني حسن وخرجه فى الصحيحة برقم 1722 ، وقال شعيب الأرناؤوط اسناده حسن لغيره.

([7]) رواه البخاري

([8]) رواه مسلم

([9]) شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 247)

([10]) رواه البخاري

([11]) منتزعة من كلام الآلوسي ’ السابق.

([12]) رواه أحمد والبزار وابن خزيمة و والحاكم وقال صحيح الإسناد وقال الألباني : حسن صحيح(صحيح الترغيب والترهيب[ جزء 1 - صفحة 78 ] برقم (325) - ورواه مسلم مختصرًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t : ((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‘ قَالَ أَحَبُّ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ مَسَاجِدُهَا وَأَبْغَضُ الْبِلَادِ إِلَى اللَّهِ أَسْوَاقُهَا)).

([13]) صحيح ابن حبان [ جزء 4 - صفحة 476 ] قال شعيب الأرنؤوط : حديث حسن

([14])فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 263)

((وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : تَوَهَّمَ بَعْضهمْ أَنَّ أَكْل الثُّوم عُذْر فِي التَّخَلُّف عَنْ الْجَمَاعَة ، وَإِنَّمَا هُوَ عُقُوبَة لِآكِلِهِ عَلَى فِعْله إِذْ حُرِمَ فَضْل الْجَمَاعَة ا هـ))

([15]) متفق عليه وعَنْ ابْنِ وَهْبٍ أُتِيَ بِبَدْرٍ وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ يَعْنِي طَبَقًا فِيهِ خَضِرَاتٌ

([16]) فتح الباري لابن حجر - (ج 3 / ص 262)

([17]) رواه مسلم

([18]) شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 119)

([19]) متفق عليه وهذا اللفظ لمسلم

([20]) رواه مسلم

([21]) رواه مسلم وغيره

([22]) حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 6 / ص 348)

([23]) نقله عنه ابن مفلح فى الآداب الشرعية - (ج 3 / ص 280) وهو فى مجموع الفتاوى [ جزء 21 - صفحة 308 ]

([24]) قال الألباني في " السلسلة الصحيحة برقم 1213 " 3 / 214 : رواه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 1 / 38 ) و الضياء في " المختارة " و ظاهره أنه موقوف و يحتمل أنه مرفوع و يؤيده الرواية الأخرى عنده من طريق شعبة عن الحسن بن عبيد الله به موقوفا و زاد في آخره : " قال : قلت هو عن النبي r ؟ قال : نعم إن شاء الله " . و أخرجه كذلك الأصبهاني في " الترغيب " ( 197/ 1 ) . و تابعه فضيل بن سليمان عن الحسن بن عبيد الله به بلفظ : عن علي t :" أنه أمرنا بالسواك ، و قال : قال النبي ‘ : " إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه ، فسمع لقراءته ، فيدنو منه أو كلمة نحوها حتى يضع فاه على فيه ، و ما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ، فطهروا أفواهكم للقرآن " . أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 60 ) و قال : " لا نعلمه عن علي بأحسن من هذا الإسناد ".

([25]) رواه البيهقي والضياء فى المختارة وتمام عن جابر t و قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 720 في صحيح الجامع انظر السلسلة الصحيحة1213 الحديث السابق .

([26]) المناوي فيض القدير [ جزء 1 - صفحة 412 ]

([27]) رواه البخاري

([28]) فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 132)

([29]) الجواب الكافي صفحة 74

([30]) المرفوع ضعيف رواه الترمذي وغيره وقال الألباني : ضعيف .وهو أشبه بالموقوف عَنْ عَبْدِ اللَّهِ t قَالَ:((أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يُقَرِّبُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ يُقَرِّبُ إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يُقَرِّبُ إِلَى النَّارِ، إِنَّهُ يُقَالُ لِلصَّادِقِ: صَدَقَ وَبَرَّ، وَلِلْكَاذِبِ: كَذَبَ وَفَجَرَ، أَلا وَإِنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةٌ، وَلِلْشَيْطَانِ لَمَّةٌ، فَلَمَّةُ الْمَلَكِ إِيعَادٌ لِلْخَيْرِ، وَلَمَّةُ الشَّيْطَانِ إِيعَادٌ بِالشَّرِّ، فَمَنْ وَجَدَ لَمَّةَ الْمَلَكِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ لَمَّةَ الشَّيْطَانِ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ" [البقرة: 268]، قَالَ: أَلا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَضْحَكُ إِلَى رَجُلَيْنِ، رَجُلٍ قَامَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ مِنْ فِرَاشِهِ وَلِحَافِهِ وَدِثَارِهِ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى صَلاةٍ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: مَا حَمَلَ عَبْدِي هَذَا عَلَى مَا صَنَعَ؟ فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا رَجَاءَ مَا عِنْدَكَ، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَكَ، فَيَقُولُ: فَإِنَّي قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا رَجَا وَأَمَّنْتُهُ مِمَّا خَافَ، وَرَجُلٍ كَانَ فِي فِئَةٍ فَعَلِمَ مَا لَهُ فِي الْفِرَارِ، وَعَلِمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللَّهِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ فَيَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ: مَا حَمَلَ.........الأثر))رواه الطبراني فى الكبير والبزار.

([31]) إشارة إلى ما رواه الإمام أحمد عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِيِّ قَالَ خَطَبَنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا فَقُلْتُ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ لَا خَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ( مسند أحمد - (ج 2 / ص 299) وقال الأرناؤوط اسناده قوي.

([32])إشارة إلى حديث أبي هريرة t قال: (( استطال رجل على أبي بكر الصديق t و رسول الله r جالس و أبو بكر ساكت فلما أكثر انتصر أبو بكر فقام رسول الله r فاتبعه أبو بكر يا رسول الله استطال علي و أنت ساكت فلما انتصرت قمت فقال يا أبا بكر إنك ما سكن كان الملك يرد عليه فلما انتصرت ارتفع الملك و حضر الشيطان فلم أكن لأجالس الشيطان : يا أبا بكر ثلاث اعلم أنهن حق : ما عفا امرؤ عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا و ما فتح رجل على نفسه باب مسئلة يبتغي بها وجه كثرة إلا زاده الله بها فقرا و ما فتح رجل على نفسه باب صدقة يبتغي بها وجه الله إلا زاده الله كثرة )) ورواه الليث عن سعيد المقبري من بشر بن محرز عن سعيد بن المسيب أن رجلا سب أبا بكر فسكت ثم انتصر فقام النبي صلى الله عليه و سلم قال البخاري هذا أصح و هو مرسل.

([33])إشارة إلى حديث أبى الدرداء t أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ « مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ »رواه مسلم

([34]) إشارة إلى قوله U {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }(غافر:7)

([35]) إشارة إلى حديث ابْنِ عُمَرَ ù , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‘:طَهِّرُوا هَذِهِ الأَجْسَادَ طَهَّرَكُمُ اللَّهُ , مَا مِنْ عَبْدٍ بَاتَ طَاهِرًا إِلا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ كُلَّمَا تَقَلَّبَ مِنَ اللَّيْلِ سَاعَةً قَالَ الْمَلَكُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ كَمَا بَاتَ طَاهِرًا. رواه ابن والطبراني فى الكبير والأوسط وحسنه الألباني والأرناؤوط.