المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديـث الطـب النـبـوي.. هـل يُـحـتــج بـهـا ؟؟ >>>>>>>>



مُهند
11-27-2007, 10:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
يبدو أن ما يسمى بـ "الطب النبوي" أصبح فكرة رائجة هذه الأيام، وكثر المشتغلون به ، ليس من أطباء وحسب بل ومشايخ وعامة، وكُتب الكثير عنه احتفاء به، وتقديسا له بفضل انتسابه للنبي (ص) ..

بل وصل الأمر إلى حد القول بالعودة إليه ، وكأنه ساد ثم انصرف الناس عنه..!ورأى هؤلاء أن فيه الحل لمشاكل العصر، ودعوا إلى ترك ما أسموه بـ "الطب الغربي" !!

نرى مثل هذه الدعوات الآتية - في أكثر الأحيان - من بعض المتحمسين للإسلام من غير أهل العلم الشرعي،أو من بعض المحبين للنبي (ص) وسلطان العاطفة قاهرعلى أي حال..

وحين يأتي ذلك في سياق هيمنة واستعلاء غربي على المسلمين والإسلام تصبح أكثر تفهمالتلك الدعوات، مع الإقرار بأن هناك فريقا من طالبي الشهرة، وطالبي المال من وراء هذه الدعوات التي تعزف على وتر الدين..

والطب النبوي" هذا عبارة شائعة جدًّا، يُراد بها تلك الأحاديث الصادرة عن النبي (ص) في مسائل تتعلق بالطب، من علاج ودواء ووقاية ونحوها..لكن ثمة سؤال بالغالأهمية لا يلتفت إليه كثيرون وهو:



هل كل هذه الأحاديث في الأمور الدنيوية عامة، وفي الطب خاصة - وإن صحّت .. إن صحت - تعتبر حجة يجب الأخذ بها واعتبارها وحيًا ؟؟




هذا السؤال عالجه الأصولوين منذ القدم معالجة جريئة ، أشهرهم الأصولي العبقري الإمام شهاب الدين القرافي في كتابيه ( أنوار البروق في أنواع الفروق (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/Anwaralbrouq.zip) )، و ( الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=m001050.pdf) )

والإمام ابن القيم في كتابه ( الطرق الحكمية في السياسة الشرعية (http://www.almeshkat.net/books/archive/books/altruk%20alhakmih.zip) ) و كتب أخرى كثيرة تتناول ذات الموضوع في أصول الفقه .. ثم تناوله المعاصرون أيضاً وأوضحوا جوانبه ، ومنهم الدكتور محمد سليمان الأشقر الذي أعتمد على تحقيقه في التأصيل الشرعي لتلك القضية.. والآن مع الموضوع..



<<< يُـــتـبــَع >>>

مُهند
11-27-2007, 10:31 PM
أولاً : الأحاديث الواردة في الشؤون الدنيوية بصفة عامة
ما هو موقف الأصوليين منها ؟؟


الأصل في أقوال النبي محمد (ص) وأفعاله وتقريراته أنها حجة شرعية على عباد الله ، إن ثبتت بطريق صحيح . وقد تكفل ببيان ذلك والاستدلال له علم أصول الفقه.
وهذا واضح كل الوضوح فيما كان من ذلك مبينا لأمور الدين، كالإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته وأفعاله،
والإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر،
وكالأحاديث المبينة لأحكام الله تعالى من الحلال والحرام والفرائض وأنواع التعبدات والمعاملات وغيرها من أمور الشريعة.

أما الأمور الدنيوية، فهل يلزم أن تكون اعتماداته وأقواله (ص) فيها مطابقة للواقع بمقتضى نبوته ،أم أن هذا أمر لا صلة له بمنصب النبوة ؟؟

اختلف العلماء في ذلك على مذهبين مذهب ضعيف مردود عليه لعدم وجود أدلة شرعية تؤيده.

ومذهب آخر قوي عليه الجمهور وله ما يؤيده من أدلة صحيحة الثبوت صحيحة الدلالة .. :


أما عن المذهب الضعيف :

فهو أنه (ص) معصوم من خطأ الاعتقاد في أمور الدنيا، بل كل ما يعتقده في ذلك فهو مطابق للواقع، وكذلك ما يقوله ويخبر به..

ولم نجد أحدا من قدماء الأصوليين صرح بمثل هذا المذهب ، أو حتى قال به ..

ويظهر أن هذه طريقة المحدثين، فإنا نجد عند البخاري مثلا هذه الأبواب (باب السعوط) ، (باب أي ساعة يحتجم) ، (باب الحجامة في السفر)، (باب الحجامة على الرأس) ، (باب الحجامة من الشقيقة والصداع) ، وعند غيره من المحدثين ، كأصحاب السنن، تبويبات مشابهة. ويوافقهم الشراح غالبا على ذلك ، فيذكرون استحباب أدوية معينة لأمراض معينة، بناء على ما ورد في ذلك أن الأحاديث النبوية..

وهذا المذهب مردود عليه بالأدلة كما سيأتي ..

أما عن مذهب الأصوليين ومذهب جمهور الفقهاء فأبسطه بعد الفاصل .............


<<< يُتـــبع >>>

مُهند
11-28-2007, 12:49 AM
الأدلة على عدم حجِّية التصرفات النبوية الدنيوية



ويحتج لهذا المذهب بأدلة عديدة ، كلها قوية صحيحة ،منها على سبيل المثال لا الحصر:


أولا: حديث تأبير النخل :


في صحيح مسلم، " قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فإذا هم يأبرون النخل –يقول: يلقحون النخل- فقال: ما تصنعون؟ قالوا: كنا نصنعه. قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا. فتركوه، فنفضت، فذكروا ذلك له، فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر". وشبيه به قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر، فما حدثتكم عن الله فهو حق، وما قلت فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أخطئ وأصيب ".


ثانيا: حديث القضاء:


يقول النبي ( ص ):
"إنماأنا بشر، وإنكم تختصمون إلي. ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع ، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار".


ثالثاً: آيات " إنما أنا بشر " :


قوله تعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي )
وقوله: ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا) ، وآيات أخرى كثيرة في مواضع متعددة ..
وقد تكرر التأكيد علىبشرية الرسول (ص). بخلاف أمور الشريعة، فإن كلامه فيها لايستقر فيه خطأ، كما هو ثابت في علم أصول الفقه ..
فالأصل هو الاستصحاب ( أي:استمرار حاله ) في أمور الدنيا كما كان قبل النبوة ، لما لم يدل على انتقاله عن ذلك دليلٌ.


( بحوث في أصول الفقه : د.أحمد حجي كردي صـ 87 )


رابعاً : أكدت السنة النبوية ما بينه القرآن في الآيات السابقة ، كما يأتي:


قوله ( ص ) : " إنماأنا بشر، فإذا أمرتكم بأمر دينكم فاقبلوه، وإذا أمرتكم بشيء من دنياكم فإنما أنابشر" .
وفي رواية: "أنتم أعلم بدنياكم".
وبهذا الحديث، برواياته المختلفة ،يؤصل النبي ( ص ) أصلا عظيما في الشريعة ، ويبينه لنا،ويشعرنا بأن بعض أفراد الأمة قد يكونون أحيانا أعلم منه ( ص) بمايتقنونه من أمور الدنيا، والمقصود أهل الخبرة في كل فن وصناعة ، وأنه لا داعي شرعاً لالتفاتهم إلى ما يصدرعنه ( ص) من ذلك إلا كما يلتفتون إلى قول غيره ( ص ) من الناس.


خامساً : أحاديث الحرب والرأي والمكيدة :


إن الحباب بن المنذر، قال في سياق غزوةبدر: يا رسول الله: أرأيت هذا المنزل، أمنزل أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدمه، ولانتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟؟
قال ( ص): بل هو الرأي والحرب والمكيدة.
فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض حتى تأتي أدنى ماءمن القوم، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء، ثمنقاتل القوم فنشرب ولا يشربون.
فقال رسول الله ( ص) : لقد أشرت بالرأي.


سادساً : استعانة الرسول ( ص) بأهل الخبرة في مختلف الفنون ومنهم الأطباء :


قالت عائشة: "كان رسول الله ( ص ) يسقم عند آخر عمره، أو في آخر عمره. فكانت تقدم عليه وفودالعرب من كل وجه، فينعتون له الأنعات، وكنت أعالجها له".


سابعاً : بعض شروحات السلف للمفاهيم والأدلة الأصولية السابقة :


ابن خلدون:
قال ابن خلدون: "الطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل (يعني طبالبادية المبني على تجارب قاصرة) ليس من الوحي في شيء، وإنما هو أمر كان عاديا للعرب،ووقع في ذكر أحوال النبي ( ص ) من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجِبِلَّة، لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من
العمل، فإنه ( ص ) إنما بعث ليعلمنا الشرائع، ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات.
وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع. فقال: (أنتم أعلم بأموردنياكم).
قال: فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث المنقولة على أنه مشروع،
فليس هناك ما يدل عليه". ( انتهى )


وممن صرح بهذه القاعدة بصفتها العامة، من الأصوليين القدامى : الإمام شهاب الدين القرافي المالكي ، والإمام أبو المظفر السمعاني ، والقاضي عبد الجبار ، وغيرهم الكثير.


وصرح بها حديثا :الشيخ ولي الله الدهلوي، والشيخ محمد أبو زهرة، والشيخ عبد الوهاب خلاف، والشيخ عبدالجليل عيسى، والشيخ فتحي عثمان.


القاضي عياض:
قال القاضي عياض: "فمثل هذا وأشباهه منأمور الدنيا التي لا مدخل فيها لعلم ديانة ولا اعتقادها ولا تعليمها: يجوز عليه ( ص ) فيها ما ذكرناه [أي الخطأ ]، إذ ليس في هذا كله نقيصة ولا محطة ، وإنما هي أمور اعتيادية يعرفها من جربها وشغل نفسه بها.. والنبي ( ص ) مشحون القلب بمعرفة الربوبية، ملآن الجوانح بعلوم الشريعة، مقيدالبال بمصالح الأمة الدينية والدنيوية. ولكن هذا إنما يكون في بعض الأمور ويجوز في النادر وفيما سبيله التدقيق في حراسة الدنيا واستثمارها لا في الكثير المؤذن بالبله والغفلة".


الشيخ شاه ولي الله الدهلوي:
بين شاه ولي الله الدهلوي أن علوم النبي على قسمين:
أحدهما: ما سبيله سبيل تبليغ الرسالة والآخر: ما ليس من باب تبليغ الرسالة،
وفيه قوله ( ص): "إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر" وقوله في قصة تأبير النخل.. قال: ومنه الطب.


الشيخ محمد أبو زهرة:
قال الشيخ محمد أبو زهرة في شأن حديث تأبير النخل: "الحديث يتعلق بالصناعات وفنون الزراعة،
وتثمير الأشجار، فهل يتصور أن النبي يمكن أن يكون حجة وذا خبرة في فنون الزراعة والتجارة، وصناعة الزجاج والجلود، ونسج الأقطان والحرير، وغير ذلك مما يتعلق بالمهن المختلفة !؟".


والأمور الدنيوية التي هذا سبيلها، ووردت فيها أحاديث نبوية، هي على ثلاثة أنواع..
وأستكمل بعد الفاصل ...............

متروي
11-28-2007, 09:59 AM
هذا موضوع واسع و لا يجوز رد احاديث رسول الله الصحيحة بدعوى اننا اعلم بدنيانا و لاحظ صيغة الاحاديث التي احتج بها هؤلاء
1- قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا ؟؟؟؟؟؟؟؟
2- ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض؟؟؟؟؟؟؟؟
3- و مسألة الحرب كان الرسول يأخذ و يرد في الكلام اي انه عليه الصلاة و السلام يصرح بأن رأيه غير قاطع
4- و استعانة الرسول ص بالاطباء و اهل الخبرة لا تنفي علمه بالطب و الدواء و لا تعارض البتة بين الامرين.
5- اما الرأي الاخر فلا اعرف كيف ضعفته بهذه السهولة مع ان الاحاديث تصرح بالقطع و اليك امثلة منها
- الحبة السوداء شفاء من كل داء الا السام
-اختلفنا في الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ، فقال بعضنا : هي الكمأة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مهيم ؟ فأخبرناه ، فقال : الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنة ، وهي شفاء من السم
ففي هذه الاحاديث و غيرها رسول الله ص يقطع بالدواء فلا يجوز ابدا رد الاحاديث هكذا.
- الاحاديث النبوية لا تعطل الاستشفاء بالطب الحديث و لا يقول بذلك الا احمق فمن عرف الدواء فليعالج به قال رسول الله ص ما من داء الا له دواء عرفه من عرفه و جهله من جهله.
- قد يعالج بعض الناس و لا يشفى وتكون العلة في عدم فهمه كأن لم يعرف مالدواء الذي وصفه رسول الله او لم لم يعرف الداء الذي به اصلا .

مُهند
11-28-2007, 03:49 PM
هذا موضوع واسع و لا يجوز رد احاديث رسول الله الصحيحة بدعوى اننا اعلم بدنياناصرح الأصوليون بأن كل الأحاديث الواردة في مسائل التدابير الدنيوية الفنية كالطب والزراعة والصناعة والسياسة وخلافه تدخل تحت باب " التصرفات النبوية الغير تشريعية" أي أنها ليست تشريعاً اصلاً ..
فنحن هنا لسنا بصدد رد حديث أو قبوله ، بل إن كل تلك الأحاديث أصلاً لا تدخل في التشريع.. بصرف النظر إن كانت صحيحة أم ضعيفة.



و لاحظ صيغة الاحاديث التي احتج بها هؤلاء
1- قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا ؟؟؟؟؟؟؟؟
2- ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض؟؟؟؟؟؟؟؟
3- و مسألة الحرب كان الرسول يأخذ و يرد في الكلام اي انه عليه الصلاة و السلام يصرح بأن رأيه غير قاطع
المسألة ليست في صيغة هذا الحديث أو ذاك ، بل في القاعدة العامة التي أرساها النبي (ص) :"أنتم أعلم بشئون دنياكم".
أي أن أقوال الرسول (ص) وأفعاله في الأمور الدنيوية هي محض اجتهاد وليست وحياً إلى يوم الدين.

يقول الإمام ابن القيم في "الطرق الحكمية" عن مسألة اجتهاد النبي (ص) وأن تصرفاته ليست كلها تشريعاً:


"والمقصود أن هذا وأمثاله سياسة جزئية بحسب المصلحة يختلف باختلاف الأزمنة ،فظنها من ظنها شرائع عامة لازمة للأمة إلى يوم القيامة ولكل عذر وأجر ،ومن اجتهد في طاعة الله ورسوله فهو دائر بين الأجر والأجرين".


ويقول الإمام ابن حزم بعد أن ساق حادثة التأبير:


"فهذا بيان جلي - مـع صحة سنده - في الفرق بين الرأي في أمر الدنيا والدين". ثم قال: "وإننا أبصر منه بأمـور الدنيا التي لا خير معها إلا في الأقل وهو أعلم منا بأمر الله تعالى، وبأمر الدين المؤدي إلى الخير الحقيقي…"


وقال في موضع آخر:


"فهذه عائشة وأنس لم يدعا في روايتهما إشكالا، وأخبرا أنه (ص) أعلمنا أننا أعلم بما يصلحنا في دنيانا منه، ففي هذا كان يشاور أصحابه، وأخبرا أنه (ص) جعل أمر آخرتنا إليه لا إلى غيره وأمر الآخرة هو الدين والشريعة فقط، فلم يجعل ذلك (ص) إلى أحد سواه، وبطل بذلك رأي كل أحد وحرم القول بالرأي جملة في الدين وبالله تعالى التوفيق.



4- و استعانة الرسول ص بالاطباء و اهل الخبرة لا تنفي علمه بالطب و الدواء و لا تعارض البتة بين الامرين.لو كانت تصرفات النبي (ص) في شئون الدنيا وحياً ، ولو كان النبي (ص) معصوماً في أمور الدنيا لما احتاج إلى مشاورة غيره فيها.



5- اما الرأي الاخر فلا اعرف كيف ضعفته بهذه السهولة مع ان الاحاديث تصرح بالقطع و اليك امثلة منها
- الحبة السوداء شفاء من كل داء الا السام
-اختلفنا في الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ، فقال بعضنا : هي الكمأة ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مهيم ؟ فأخبرناه ، فقال : الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنة ، وهي شفاء من السم ففي هذه الاحاديث و غيرها رسول الله ص يقطع بالدواء فلا يجوز ابدا رد الاحاديث هكذا.
أولاً:
لست أنا أخي العزيز من يضعف أو يقوي ، بل أئمة الأصول هم من يفعلون ذلك..
المذهب القائل بأن تصرفاته الدنيوية حجة هو مذهب ضعيف جداً ولا يوجد دليل شرعي واحد يؤيده ،ولم يتبناه أصولي واحد ، بل تواترت الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة - كما سبق - على أنه (ص) بشر يخطيء ويصيب وأنه ليس معصوماً إلا في الوحي ومسائل التشريع.

ثانياً:
الأحاديث التي تفضلت بإيرادها لا تشير إلى قاعدة أصولية تفيد معصومية النبي(ص) في أمور الدنيا فهي ليست أدلة على هذا المذهب كما تقول..

كل تلك الأحاديث إنما هي اجتهادات من النبي (ص) وفق مجريات عصره وليست وحياً يجب أن تتبعه الأمة إلى يوم الدين.

إذ لو كانت هذه الاجتهادات النبوية تشريعاً من السماء لكان معنى ذلك أنها الأفضل في كل عصر ولكان واجباً على الأمة أن تتبعها وتترك أي تطوير في مسائل الدنيا.


- الاحاديث النبوية لا تعطل الاستشفاء بالطب الحديث و لا يقول بذلك الا احمق فمن عرف الدواء فليعالج به قال رسول الله ص ما من داء الا له دواء عرفه من عرفه و جهله من جهله.هنا نقع في تناقض..
فلو كانت هذه الأحاديث في مسائل الدنيا وحياً للأمة ولو كانت واجبة الاتباع باعتبارها تشريعاً لكان معنى هذا أن بها الكفاية ولا حاجة لاستخدام غيرها.

فمثلا حديث مثل "من تصبح بسبع تمرات عجوة..." لو كان هذا الحديث تشريعاً للأمة لكان علينا أن نعالج الشخص المسموم بإعطائه سبع تمرات ولا حاجة لإعطائه ترياق ضد السم !!

ولو قال قائل "بل نستخدم الاثنين" وقع في إشكالية ، وهي اعتبار أن التشريع الإلهي غير كافي وناقص.

ولذلك فقه أئمة الأصول لذلك منذ القدم وقسموا تصرفات النبي إلى تصرفات تشريعية يجب اتباعها وتصرفات غير تشريعية لا يجب اتباعها البتة.

بل إننا نأثم إذا اتبعنا تلك الوصفات الآن وتركنا ما فتح الله به علينا من العلوم الحديثة ، لأن ذلك تفريط في مقاصد الشريعة.

مُهند
11-28-2007, 04:34 PM
يقول الدكتور أحمد الحجي كردي في كتابه"بحوث في أصول الفقه" الراجع إلى "فواتح الرحموت" "العصد" لابن الحاجب:


---------------------------------------------
<<<< شروط حجيِّة السنة الشريفة >>>>
---------------------------------------------


السنة الشريفة حجة كما تقدم ، سواء أكانت قولية أم فعلية أم تقريرية، ولكن هذا ليس على إطلاقه، فإن تصرفاته (ص) الفعلية أو القولية أو التقريرية تنقسم إلى قسمين:

قسم يفعله بصفته التشريعية التبليغية عن الله تعالى ، وقسم يفعله بصفته البشرية الجبلية..

فمن القسم الأول كل ما يتعلق بالأحكام والحلال والحرام. ومن القسم الثاني كل الأمور الخاصة به التي مبناها على الجبلة والطبيعة البشرية كطريقته (ص) في نومه ومشيته ولباسه وترتيبه للجيوش وتنظيمه لأثاث بيته وغير ذلك.

فما كان من القسم الأول فداخل في نطاق التشريع والإلزام، ويعد مصدرا أصليا للشريعة الإسلامية لما تقدم.
وما كان من القسم الثاني فإنه خاص بالنبي (ص) لا إلزام ولا حجية فيه على أحد.



ولذلك فإننا نرى الفقهاء يستثنون من السنة الشريفة الملزمة أمورا ثلاثة لا يعتبرون فيها حجية ما ، وهذه الأمور هي:

1- الأعمال التي يقوم بها النبي (ص) بمقتضى طبيعته البشرية، وجبلته الإنسانية، كطعامه وشرابه وقيامه وقعوده ومشيته ولباسه وغير ذلك.

2- الأقوال التي تصدر عنه بمقتضى خبرته الإنسانية غير المعتمدة على الوحي وغير المتصلة بالأمور التشريعية، كصف الجيش، وطبخ الطعام وغيره، وقد ثبت عنه (ص) في غزوة بدر أنه صف الجيش على شكل معين وفي موضع محدد، فسأله أحد الصحابة وهو الحباب بن المنذر: أهذا منزل أنزلك الله إياه ليس لنا أن نتقدم عنه أو نتأخر، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال النبي (ص): بل هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال الحباب: إذا ليس لك هذا بمنزل، وأشار بتغييره، فوافق النبي (ص)على ذلك، فدل هذا على أن ما أمر به النبي (ص) أولا ليس بتشريع ملزم، وكذلك حادثة تأبير النخل، وقول النبي (ص) لهم ثانيا: أنتم أعلم بأمور دنياكم، دليل على ذلك أيضا، لأن هذه الأمور تقوم على الخبرة الإنسانية المجردة عن الوحي، ونحن إنما اعتبرنا السنة الشريفة حجة لاستنادها إلى الوحي فلما انفصلت عنه لم يعد فيها حجية.

3- ما صدر عن النبي (ص) من قول أو فعل وقام دليل خاص على اعتباره خاصا بالنبي (ص) لا يعم غيره، فإنه لا يعتبر تشريعا لعامة المسلمين لهذا الدليل، من ذلك إباحة الله له التزوج بأكثر من أربع نسوة مع تحريم ذلك على المؤمنين بنص القرآن الكريم، أو قام الدليل على اعتباره خاصا بحالة واحدة، كشهادة خزيمة.

ناصر الشريعة
11-29-2007, 01:21 AM
أخي الكريم
أحاديث الطب النبوي إذا صحت فينبغي أن لا تهمل بل يستفاد منها ، لا سيما أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما ذكره ابن القيم في زاد المعاد :

الأول : أدوية إلاهية وهي الأذكار والتعوذات والرقى الشرعية .

الثاني : أدوية طبيعية .

الثالث : أدوية مركبة من النوعين السابقين .

فأما النوع الأول والثالث فظاهر جدا أنها من الوحي والشرع ، فلا يصح بهذا إبطالها .

وأما النوع الثاني ففيه إخبار نبوي عن خصائص بعض المفردات فإن كان إخبارا عن بركتها فهذا لا يعرف إلا بالوحي ، وما كان أمرا به فهذا فيه جزم بنفعه وجزم الأنبياء أعظم من جزم الأطباء ، وهو مختلف عن مسألة تأبير النخل لعدم جزم النبي صلى الله عليه وسلم فيها ، ولهذا عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم من استطلقت بطن أخيه أن يسقيه عسلا فراجعه أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال "كذبت بطن أخيك وصدق الله " فدل على أن مستند النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك هو الوحي لا مجرد التجربة .

والمقصود أن الطب النبوي الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ينبغي أن يعظم أمره ويعتنى به ، وتعرف مواضعه وشرائطه ، لأن منه ما هو خاص بالمخاطبين دون غيرهم ، ومنه ما هو خاص بثمرة أو شراب في بلدة دون غيرها ، ومنه ما له شروط ينبغي أن تراعى حتى يكون موافقا للأسباب الشرعية القدرية .

وأما عد جميع ما ورد في الطب النبوي الصحيح من قبيل حديث تأبير النخل !! فهو خطأ محض يسقط بمجرد تصور المراد بالطب النبوي والاطلاع عليه .

لا سيما إذا علمنا أن الطب النبوي يتضمن إعجازا علميا لا يصح أن يسند إلى غير الوحي ، كما ورد في حديث الذبابة ، وماء زمزم ، وغيرهما .

بالإضافة إلى أن الطب النبوي فيه قواعد في التغذية والوقاية من الأمراض وعلاجها يقر بها كل من يطلع عليها ولو كان من غير المسلمين ، فكيف يعزف المسلمون عن أحاديث الطب النبوي لشبهة أنها ليست من الوحي !!

وكيف لا يعتنى بالطب النبوي وقد جاءت الشريعة بطب القلوب قصدا أوليا ، وطب الأبدان قصدا تابعا لطب القلوب ، فكان ما جاء في الشريعة من طب الأبدان مكملا لما جاء فيها من طب القلوب .

ولو طالعت أخي الكريم تأصيل هذا في ما كتبه ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد لتبين لك فرق ما بينها وبين ما اشتبه عليك من تأبير النخل ، وعدم خلو الطب النبوي من الوحي في أكثره إن لم يكن في جميعه ، فهو إما وحي أو اجتهاد للنبي صلى الله عليه وسلم أقره الله عليه ، فكان بهذا الإقرار شرعا متبعا وسنة حسنة.

وما ذكرته من كلام الأصوليين على الأفعال الجبلية والعادية لا ينطبق على أحاديث الطب النبوي لأنها أفعال مبينة لأقواله صلى الله عليه وسلم ، والفعل المبين للقول يتبع القول في حكمه ، وأما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث لتعريف الطب والعاديات ، فهذا من جهة القصد الأساس أما أن يذكر تبعا واستكمالا فلا استنكار على ذلك ، وذلك كما أن القرآن كتاب هدى ولا ينكر مع ذلك ذكره ما يدخل في الطب والفلك وغيرهما من العلوم العادية.

وأما ما ذكرته من تأبير النخل والخطأ في القضاء ونحو ذلك فإنما هو فيما كان واقعة عين قد يحصل فيها الخطأ ، والطب النبوي ليس من وقائع الأعيان حتى يسوى بينهما في ذلك، أما أن يتخلف الشفاء عند دواء من أدوية الطب النبوي فهذا ليس لخطأ فيها وإنما لأسباب خارجة عن ذلك تتعلق بالمحل القابل وانتفاء الموانع وتحقق الشرائط كما هو معلوم ، وهو أمر يحصل مع كل دواء دون أن ينفي خاصيته العلاجية .

وبهذا نخلص إلى أن أحاديث الطب النبوي فيها ما هو وحي ظاهر كما في طب القلوب والرقى والأذكار والتعوذات التي تعالج بها الأبدان أيضا ، وفيها إخبار عن البركة والنفع في أدوية بعينها والإخبار بالبركة من الوحي ، وفيها آداب شرعية وقائية وهي من الوحي ، وأمر بأدوية طبيعية نافعة في الحقيقة والواقع عندما تؤخذ بمقاديرها وكيفياتها التي تختلف من مريض إلى آخر .
وحينها لا يصح إبطال كل هذه الأنواع بدعوى أنها كحديث تأبير النخل ، ولا تضعيف هذا القول رغم الإقرار بتقوية أهل الحديث قاطبة له وإفرادهم الكتب والأبواب له كما فعل البخاري في صحيحه وغيره .

مُهند
11-30-2007, 02:00 AM
أخي الكريم
أحاديث الطب النبوي إذا صحت فينبغي أن لا تهمل بل يستفاد منها ، لا سيما أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما ذكره ابن القيم في زاد المعاد :
الأول : أدوية إلاهية وهي الأذكار والتعوذات والرقى الشرعية .
الثاني : أدوية طبيعية .
الثالث : أدوية مركبة من النوعين السابقين .
فأما النوع الأول والثالث فظاهر جدا أنها من الوحي والشرع ، فلا يصح بهذا إبطالها .

بالنسبة للأذكار والتعوذات وما شابه فهي لا تدخل أصلاً تحت بند التدابير الدنيوية محل النقاش فهي توقيفية ، إذ أن الذكر عبادة والأصل في العبادات التوقف..
وهذه الرقى ليست علاجاً دنيوياً ، بل هي مثل صلاة الحاجة مثلاً ، وصلاة الحاجة لا تعارض الأخذ بالأسباب.

أما الطب النبوي الفني - أي المتعلق بعلاجات ووصفات مرتبطة بزمن معين - فليست من الوحي في شيء كما أقر جمهور الفقهاء. ولا يجوز استخدامها في وجود ما هو خير منها الآن ، إذ في هذا تهاون في دفع الضرر بما هو أصلح رغم القدرة عليه.




وأما النوع الثاني ففيه إخبار نبوي عن خصائص بعض المفردات فإن كان إخبارا عن بركتها فهذا لا يعرف إلا بالوحي ، وما كان أمرا به فهذا فيه جزم بنفعه وجزم الأنبياء أعظم من جزم الأطباء

جزم الأنبياء في العقيدة والشريعة الموحاة من الله أعظم بالتأكيد..
أما في المسائل الدنيوية التدبيرية كالطب والزراعة وما إلى ذلك فنحن أعلم بها من النبي(ص) .. والنبي(ص) هو من أقر ذلك حين قال:"أنتم أعلم بشئون دنياكم".

الإمام أبو المظفر السمعاني:

الإمام أبو المظفر السمعاني أكد أن قوله (ص) إنما هو حجة في أمور الشرع دون "مصالح الدنيا"، فقال أثناء حديثه عما ينعقد فيه الإجماع:


"وأما أمور الدنيا كتجهيز الجيوش وتدبير الحروب والعمارة والزراعة وغيرها من مصالح الدنيا فالإجماع ليس بحجة فيها، لأن الإجماع فيها ليس بأكثر من قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد ثبت أن قوله - صلى الله عليه وسلم - إنما هو حجة في أحكام الشرع دون مصالح الدنيا، وكذلك الإجماع، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - أنتم أعلم بأمور دنياكم وأنا أعلم بأمور دينكم. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رأيا في الحرب راجع الصحابة في ذلك وربما ترك رأيه برأيهم وقد ورد مثل هذا في حرب بدر وحرب الخندق وغير ذلك ولم يكن أحد يراجعه فيما يكون من أمر الدين"


( قواطع الأدلة في الأصول - الجزء الثاني - ص 16)

وكل أقوال النبي(ص) وأفعاله في هذا الباب هي اجتهادات بشرية منه(ص) لا علاقة لها بوحي أو تشريع.



ولو طالعت أخي الكريم تأصيل هذا في ما كتبه ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد لتبين لك فرق ما بينها وبين ما اشتبه عليك من تأبير النخل ، وعدم خلو الطب النبوي من الوحي في أكثره إن لم يكن في جميعه ، فهو إما وحي أو اجتهاد للنبي صلى الله عليه وسلم أقره الله عليه ، فكان بهذا الإقرار شرعا متبعا وسنة حسنة.

قال الإمام ابن القيم:


"والمقصود أن هذا وأمثاله سياسة جزئية بحسب المصلحة يختلف باختلاف الأزمنة ،فظنها من ظنها شرائع عامة لازمة للأمة إلى يوم القيامة ولكل عذر وأجر ،ومن اجتهد في طاعة الله ورسوله فهو دائر بين الأجر والأجرين".

ويقول القاضي عياض عن اعتقاد النبي(ص) وظنه في مسائل الدنيا:


"فقد يعتقد في أمور الدنيا الشيء على وجه ويظهر خلافه، أو يكون منه على شك أو ظن بخلاف أمور الشرع". ثم أورد حديث تأبير النخل المشهور ثم قال: "فهذا على ما قررناه فيما قاله من قبل نفسه في أمور الدنيا وظنه من أحوالها، لا ما قاله من قبل نفسه واجتهاده في شرع شرعه وسنة سنها".

وقد أقر علماء الأصول بأن التصرفات النبوية الدنيوية ليست من الشريعة ولاالوحي ، وإقراراالنبي عليها إنما هو اجتهاد يخطيء ويصيب وليس وحياً متبعاً إلى يوم الدين.. بل هو مثل اجتهاد أي شخص آخر.. هذا في أمور الدنيا.

والحق أن هذا الأمر بديهي ، فالنبي (ص) أثنى على السيوف وعلى الفرسان مثلاً ، فهل معنى هذا أن استخدام السيوف في الحرب سنة !!
والنبي(ص) امتدح التمر في علاج السم ، فهل يجوز أن نستخدم التمر الآن لعلاج المسمومين !!

وكما ذكرت في السابق:

إذا أقررنا باعتبار تلك الأمور التي أقرها النبي كاجتهاد بشري ، إذا اعتبرناها وحياً وتشريعاً لكان معنى هذا هو أن تلك الوصفات وهذه الاجتهادات في الطب والحرب والزراعة هي الأفضل إلى يوم القيامة باعتبارها وحياً من الله !! ولكان واجباً ومندوباً علينا أن نتبعها دون غيرها وهو ما لا يسوغ بطبيعة الحال.. !!


وما ذكرته من كلام الأصوليين على الأفعال الجبلية والعادية لا ينطبق على أحاديث الطب النبوي لأنها أفعال مبينة لأقواله صلى الله عليه وسلم ، والفعل المبين للقول يتبع القول في حكمه ، وأما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث لتعريف الطب والعاديات ، فهذا من جهة القصد الأساس أما أن يذكر تبعا واستكمالا فلا استنكار على ذلك ، في الحقيقة لم يخصص الأصوليون الطب أو يخرجوه من القاعدة العامة في التصرفات النبوية الدنيوية كما تقدم من أقوال.. فهم لم يقولوا بإخراج الأفعال الجبلية وحسب بل قالوا بإخراج :

1- الأعمال التي يقوم بها النبي بمقتضى طبيعته البشرية، وجبلته الإنسانية، كطعامه وشرابه وقيامه وقعوده ومشيته ولباسه وغير ذلك.

2- الأقوال التي تصدر عنه بمقتضى خبرته الإنسانية غير المعتمدة على الوحي وغير المتصلة بالأمور التشريعية.

3- ما صدر عن النبي من قول أو فعل وقام دليل خاص على اعتباره خاصا بالنبي لا يعم غيره، فإنه لا يعتبر تشريعا لعامة المسلمين لهذا الدليل.


وذلك كما أن القرآن كتاب هدى ولا ينكر مع ذلك ذكره ما يدخل في الطب والفلك وغيرهما من العلوم العادية.

هنا فرق كبير .. فالقرآن هو كلام الله وهو كله وحي مقطوع به.. أما أقوال النبي (ص) وأفعاله فليست كلها وحي باتفاق الأصوليين ،بل فيها ما هو دنيوي بشري لا علاقة له بالتشريع ولا يجب اتباعه كشريعة موحاة ، وفيها ما هو وحي من الله على لسان النبي(ص).

والأصل في تصرفات النبي(ص) الدنيوية هو أنها ليست وحي وغير تشريعية بناء على أصل (الاستصحاب) ، أي استصحاب حال النبي(ص) في مسائل الدنيا قبل البعثة إلى بعدها لعدم وجود دليل على نقضه.
وقد نبه د. محمد الأشقر هنا إلى أنه إذا نص القرآن على أمر دنيوي فهو حق لا مرية فيه ، لأنه من الله تعالى الذي لا يخفى عليه خافية في السماوات ولا في الأرض. فإذا كان الحديث النبوي في الشؤون الدنيوية استجابة لإرشادات القرآن التي تتعلق بذلك الأمر، فيكون الفعل بيانا أو امتثالا للقرآن، ويحمل على الشرعي. ولعل خير مثال على ذلك شربه (ص) العسل للتداوي، فإن ذلك تطبيق لقوله تعالى: (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ). وشبيه بذلك ما أخبر (ص) أنه فعله عن وحي من الله تعالى.

مُهند
11-30-2007, 02:28 AM
أما عن أحاديث مثل حديث الذبابة وحديث الكمأة وما إلى ذلك ، فهي أيضاً اجتهادات ، ليس بالتجربة الشخصية ولكن بالنقل عما كان موجوداً من وصفات في تلك العصور ..

ربما يقول البعض بأن تلك الأحاديث لا يمكن الوصول إليها بالاجتهاد ، ولكن الحقيقة أن الطب الشعبي (وهو القائم على التجربة أصلاً ) به من الوصفات الغريبة ما تعجب له ، ومعظمها جاء العلم الحديث ليؤكدها ويثبت صحتها على الرغم من أنه القدماء توصولوا إليها بالتجريب وليس بطريقة علمية صحيحة..

و الرسول (ص) إنما نقل عما هو موجود في عصره من هذه التجارب والاجتهادات لما رأى فيها - بذكائه وفطنته وقدراته المشهود بها - من فائدة ونجاعة في العلاج.

فهذه الأمور ليس فيها إعجاز ولا غيره كما يظن البعض ، فهي وغيرها كانت معروفة من آلاف السنين قبل نزول الإسلام أصلاً !! إنما الإعجاز في العقيدة والشريعة الغراء وليس في تلك الأمور التي سبق الناس إلى اكتشافها قبل نزول الإسلام أصلاً..!

يكفي أن تعلموا أن الذباب والنحل والمن وكثير من الحشرات كان يستخدم في علاجات الأمم السابقة مثل الفراعنة والصينين وممالك الشام الغابرة والصين والهند..

يمكنك قراءة البحث الآتي لترى أن هناك 21 نوعاً من الحشرات - ومنها الذباب والنمل والكمأ بالمناسبة - كانوا يستخدمونه في العلاج قبل ميلاد السيد المسيح !!


********************************
There were 21 insects described as medicine in Shennong Pharmacopoeia (100-200AD). This was expanded to 73 insects in Compendium Materia Media published in 1578. I will only introduce some very common ones and ones that I had experience with.
Chinese galls (Wubeizi) are perhaps the most common insect-related medicine, used for many sores (Tinea, etc). They are produced by gall- making aphid (Pemphigidae) on Chinese sumac (Anacradiaceae: Rhus). Although some people nowadays do not realize the insect component because it has a name emphasizing the plant part, people long time ago knew the insect-plant connection. In Tai Ping Guang Ji (Copious Record in Taiping Region Period, 980 AD), Li Fang observed that "in the Xia Mountains and the region of Sichuan there is a species of insects... they dwell upon the leaves of Chinese sumac, in spring they oviposit and roll the leaves around to form their nests which are as big as peaches or plums. The nests are called Chinese gallnuts and can be used as a good cure for all serious sores. Collectors usually dry and kill them to keep within the leaves, otherwise, they will slip away through the chinks". (Chou Io, 1990).

*************************************

ويمكنك استكمال قراءة البحث بأكمله على هذا الرابط ، وبإمكانك استخدام جوجل للترجمة:


Insects In Ancient Medicine (http://www.cyberbee.net/%7Ehuang/pub/insect.html)

وأحب أيضاً أن أنقل لكم هذا النقل المفيد عن علوم العرب في الجاهلية للشيرازي :

*************************************
5 ـ الطب في الجاهلية
الطب من جملة العلوم التي وضع أساسها الكلدان كهنة بابل وهم أول من بحث في علاج الأمراض فكانوا يضعون مرضاهم في الأزقة ومعابر الطرق حتى إذا مرّ بهم أحد أصيب بذلك الداء فيعلمهم بسبب شفائه فيكتبون ذلك على ألواحٍ يعلقونها في الهياكل ولذلك كان التطبيب عندهم من جملة أعمال الكهان، وكان للتطبيب عندهم طريقتان: الأولى طريقة الكهان والعرافين، والثانية طريقة العلاج الحقيقية، فالكهان كانوا يعالجون بالرقي والسحر أو بذبح الذبائح في الكعبة والدعاء فيها أو بالتغريم أو نحو ذلك، وأما معالجاتهم العقارية فشبيهة بما كان عند المصريين وغيرهم من الأمم القديمة فقد كانوا يعالجون بالعقاقير البسيطة أو الأشربة وخصوصاً العسل فإنه كان قاعدة العلاج في أمراض البطن ـ على أن اعتمادهم في معالجة الأمراض كان معظمه عائداً إلى الجراحة كالحجامة والكي ـ .
**************************************

وعلى هذا الرابط تكتشف أن الكمأة استخدمها البدو في جزيرة العرب كطب تقليدي منذ حوالي 2000 سنة !!


Ethnomycological aspects of the desert truffle (http://www.sciencedirect.com/science?_ob=ArticleURL&_udi=B6T8D-4KYJ9SR-3&_user=10&_coverDate=03%2F01%2F2007&_rdoc=1&_fmt=&_orig=search&_sort=d&view=c&_acct=C000050221&_version=1&_urlVersion=0&_userid=10&md5=3b58208fe46be751f7c8cd7452a1ab71)

وكانت هذه الوسائل منتشرة بين الناس وكان منهم من عرف بمقدرته على تخليط وصفات جيدة بما يؤدي للشفاء بإذن الله. وفي الحديث عن عائشة أن النبي عندما مرض كان يتوافد عليه الأطباء من مختلف البلدان فينعتون له الأنعات (أي الوصفات الطبية) ..فمسألة الوصفات الطبية والأساليب العلاجية بهذه الوسائل – كالحشرات أو الأعشاب وما إلى ذلك – كان معروفاً عند القدماء منذ زمن بعيد ..

فعندما يتأكد لنا أن هذه الوصفة أو تلك صحيحة من الناحية العلمية الحديثة فهذا يؤكد تلك الوصفات القديمة ولا يؤدي إلى الاعتقاد بأنها وحي..
لسبب بسيط : لأنها كانت موجودة قبل نزول الوحي !!

متروي
11-30-2007, 01:44 PM
- انت هنا جئتنا بأدلة الذين لا يرون حجية السنة النبوية و هي
1- حديث التأبير و هذا الحديث لايصلح حجة و لا دليل في عدم الاخذ بالحديث لان الرسول ص في الحديث لم يقطع بصحة رأيه بل قال صراحة (قال لعلكم لو لم تفعلوا كان خيرا) فكيف يحتج بمثل هذا الحديث ؟؟؟؟؟؟
2- حديث القضاء و هذا ايضا لا يصلح للاحتجاج به اولا لانه غير متعلق بالطب و ثانيا اعتباره حجة يلزمنا ليس فقط التخلي عن احاديث الطب بل ايضا كل احاديث السياسة و الحكم و الحكمة و المعاملات و حتى البيوع و ما اليها فكلها عندكم ستصبح احاديث رأي للنبي انتم اعلم منه بما يصلحكم و لاحول و لا قوة الا بالله ؟؟؟؟؟؟؟ و حديث القضاء هذا مفاده ان الرسول ص يحكم بالظاهر و الدليل و هذا ما يجب ان يفعله المقتدون به من الحكام والقضاء اما المخادعون ففيه تحذير لهم من اخذ حقوق الناس بالباطل و الحيل و الابمان الكاذبة لانه انما يأخذون قطعا من النار.
3- و الدليل الثالث الذي استدل به من تقول انهم اصوليون لا يصلح ايضا كدليل لانهم اخذوا نصف الاية و تركوا النصف فكل الايات فيها ( قل إنما أنا بشر .......... ثم ماذا (مثلكم يوحى إلي ) ؟؟؟ اي بشر لكن اتفوق عليكم بالوحي ؟؟؟؟؟ و ( قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا.......... ثم ماذا ( رسولا) ؟؟؟؟ اي بشر رسول و ليس بشر عادي فكيف فهم الاصوليون انه بشر مثلنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
4- اما الدليل الرابع (انما انا بشر ) و (انتم اعلم بدنياكم ) فهو نفس الدليل 1 و 2 و قد رددنا عليه و مقصود الرسول من بشريته انه بشر على الحقيقة ينسى و يمرض و يجوع و و ما الا ذلك و ليس مقصود ان كلامه مردود حاشا و لله الا اذا صرح بذلك كما في حديث التأبير و حديث القضاء اما اذا قطع و جزم فكيف يجوز في العقل و الدين رد حديث رسول الله ص.
5- الدليل الخامس احاديث الحرب و المكيدة و مع هذا ليس من احاديث الطب الا انه توسع خطير يفضي الا الغاء الاف الاحاديث بحجة أنكم اعلم من رسول الله ص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ثم هذا الدليل ايضا مردود فقد صرح فيه رسول الله ص ان رأيه غير قاطع فقال (بل هو الرأي و الحرب و المكيدة ) ؟؟؟؟؟؟؟؟ فكيف نجعل كل الاحاديث الجازمة كهذه الاحاديث ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
6- اما الدليل السادس فلا اعرف صحته اولا و ثانيا وصف النبي ص للدواء لا يناقض التطبب لان النبي يتكلم عن الاعجاز في الادوية و قد ذكرت لك امثلة فحديث الحبة السوداء و انه يشفي كل الامراض حديث معجز علميا و ان لم تدرك اعجازه انت او غيرك فالعبرة ليست بك او بغيرك فعندما يأتي اوان اظهار الاعجاز سيعترف الجميع به
و صيغة الحديث كما قلت لك من قبل تفيد اليقين المطلق و تشمل جميع الامراض و اذا رددنا هذا الحديث فمعنى هذا الكلام ان الرسول ص يكذب و حاشاه اذ كيف يزعم من رأيه ان الحبة السوداء تشفي كل الامراض الا الموت
لو كان يتكلم من تجربته لقال تشفي كذا و كذا مرض اما و قد عمم فاما ان تقول ان وحي من الله او ان تقول انه مبالغ و يتكلم بغير علم و ربما يضمر البعض في نفسه انه يكذب حاشاه عليه الصلاة و السلام.
7- الاستدلال بابن خلدون و القاضي عياض و ابو زهرة لا يغني عن الحق شيئا فالكلام اما ان يكون بالدليل القاطع من الكتاب و السنة و الا فلا عبرة بقول احد كائن من كان .
8- كيف تقول ان (القاعدة العامة التي أرساها النبي :"أنتم أعلم بشئون دنياكم") و الله عز وجل يقول ( و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) و قد رددت عليك في الادلة التي ذكرتها ان الرسول ص قد صرح بعدم جزمه في تلك الامور .
9- و تقول ( لو كانت تصرفات النبي في شئون الدنيا وحياً ، ولو كان النبي معصوماً في أمور الدنيا لما احتاج إلى مشاورة غيره فيها ) و لكن كيف غاب عنك انه قدوة و القدوة يجب ان يعلم غيره و يعلم امته كيف تشاور و رسول الله ص خرج في احد مع انه كان يعلم ان رأيه في البقاء في المدينة اصوب

- سنكمل فيما بعد

ناصر الشريعة
11-30-2007, 11:22 PM
في قولك ما لو ناقشتك فيه لطال الكلام وتشعب القول ، ولكن لنعمد إلى أس الموضوع ، وهو جواز التطبب بالطب النبوي .
فأنت في خلاصة قولك الأول تذهب إلى عدم جواز الأخذ بالطب النبوي لكونه من العاديات لا الشرعيات .
ثم رجعت أخيرا وأقررت بأن من الطب النبوي ما هو بيان للقرآن فيحمل على الشرعي .
فتلخص قولك الآن في تحريمك الطب النبوي الذي ليس بيانا للقرآن .
وهنا صارت لديك مخالفتان :
الأولى : قصرك بيان النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله على بيان القرآن دون بيان الوحي الشامل للقرآن والسنة.
فإن فعل النبي صلى الله عليه وسلم يكون بيانا للقرآن ويكون بيانا لما قاله أيضا .
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه بيان لما أجمل في القرآن وفي السنة أيضا.
ومن ذلك ما ورد من أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم في الحج مثلا فهي بيان للأمر المجمل بالحج في القرآن وفي قوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم .

فعليه : لا يصح قصر شرعية الطب النبوي على ما كان بيانا للقرآن فقط ، فقد يكون بيانا لقول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يترجح أنه من الوحي كما في حديث الذبابة الذي سيأتي الرد على تخبطك فيه .

الثانية : تحريمك للعاديات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو قول خالفت به إجماع المسلمين .
فقد اختلف العلماء في حكم موافقة النبي صلى الله عليه وسلم فيما لم يظهر فيه قصد التشريع بين الإباحة والندب ، وخرجت أنت بقول ثالث خارج عن جميع أقوال المسلمين ألا وهو التحريم !!

ولو كنت على الأقل قيدت التحريم بحالات الضرورة التي ينحصر دفع الضرورة فيها بغير ما ورد في الطب النبوي لربما سلم لك هذا القول ، أما أن تطلق القول وتجعله أصلا وأساسا تحرم به موافقة النبي صلى الله عليه وسلم في ما لم يظهر فيه قصد التشريع ، فما هو إلا قولٌ هالك متهالك لا يسنده دليل ولا يذهب إليه عاقل .

وهذا تفصيل الرد على بعض ما جانبت فيه الصواب وصرحت فيه بهذا القول المستنكر البشع :


تقول عن أحاديث الطب النبوي :


ولا يجوز استخدامها في وجود ما هو خير منها الآن ، إذ في هذا تهاون في دفع الضرر بما هو أصلح رغم القدرة عليه.الحكم بعدم الجواز هنا غير صحيح ، وإنما كان ينبغي أن تحكم بعدم جواز الاكتفاء بها عما لا يكمل التداوي إلا به ، لإمكانية أن يجمع بينهما عند عدم تحقق ضرر من هذا الجمع ، كالتداوي بالعسل مع غيره من العقاقير الطبية مثلا .



والنبي امتدح التمر في علاج السم ، فهل يجوز أن نستخدم التمر الآن لعلاج المسمومين !!النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الوقاية من السحر والسم بالتمر وليس علاجه بالتمر ، وفرق بين الوقاية والعلاج .
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن الرقية بالفاتحة علاج للملدوغ ، فهل ستحرم هذا أيضا ؟
ومن من الأصوليين الذين تعتمد عليهم سيوافقك على هذا ؟!


إذا أقررنا باعتبار تلك الأمور التي أقرها النبي كاجتهاد بشري ، إذا اعتبرناها وحياً وتشريعاً لكان معنى هذا هو أن تلك الوصفات وهذه الاجتهادات في الطب والحرب والزراعة هي الأفضل إلى يوم القيامة باعتبارها وحياً من الله !! ولكان واجباً ومندوباً علينا أن نتبعها دون غيرها وهو ما لا يسوغ بطبيعة الحال.. !!الطب النبوي الثابت منه ما هو وحي ومنه ما هو من المجربات التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقل أحوالها الإباحة وأكثر أحوالها الندب ، ولا يتعين الوجوب إلا إذا حصر دفع الضرورة بها ، وإذا كان حكم الطب النبوي مترددا بين الإباحة والندب فلا مانع حينها من الاستفادة من الطب الحديث ، ولا يقبل حينها رفضك الطب النبوي بدعوى لزوم استعماله دون الطب الحديث .




فإذا كان الحديث النبوي في الشؤون الدنيوية استجابة لإرشادات القرآن التي تتعلق بذلك الأمر، فيكون الفعل بيانا أو امتثالا للقرآن، ويحمل على الشرعي. ولعل خير مثال على ذلك شربه العسل للتداوي، فإن ذلك تطبيق لقوله تعالى: (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ). وشبيه بذلك ما أخبر أنه فعله عن وحي من الله تعالى.هذا إقرار منك بأن من الطب النبوي ما هو بيان عملي للنبي صلى الله عليه وسلم لبعض ما ورد في القرآن ، وبقي تحريمك للطب النبوي فيما أقره النبي صلى الله عليه وسلم مما قد يعد من المجربات !! وكان يسعك أن تقر بإباحته أو الندب إليه مع الاستفادة من الطب الحديث وعدم إهماله !! ولكنك اخترت أن تبطل الطب النبوي عوضا عن ذلك !!


أما عن أحاديث مثل حديث الذبابة وحديث الكمأة وما إلى ذلك ، فهي أيضاً اجتهادات ، ليس بالتجربة الشخصية ولكن بالنقل عما كان موجوداً من وصفات في تلك العصور ..

ربما يقول البعض بأن تلك الأحاديث لا يمكن الوصول إليها بالاجتهاد ، ولكن الحقيقة أن الطب الشعبي (وهو القائم على التجربة أصلاً ) به من الوصفات الغريبة ما تعجب له ، ومعظمها جاء العلم الحديث ليؤكدها ويثبت صحتها على الرغم من أنه القدماء توصولوا إليها بالتجريب وليس بطريقة علمية صحيحة..

و الرسول إنما نقل عما هو موجود في عصره من هذه التجارب والاجتهادات لما رأى فيها - بذكائه وفطنته وقدراته المشهود بها - من فائدة ونجاعة في العلاج.
هذه باقعة تنذر بسوء !!
فأين كان يعلم الناس قبل خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذبابة تحمل في أحد جناحيها داء وفي الآخر شفاء ، وأنها تغمس الذي فيه الداء دون الآخر !! وأين علموا أن ذلك الداء يُذهِبُه غمس الذبابةِ في الإناء ؟!
وأين مستندك على هذا ؟! فما أوردته بعد من البحوث ليس فيه دلالة على مُدَّعاك الغريب الذي ذكرته؟!
وإنكارك أن يكون هذا من الإعجاز بلية تضاف إلى إنكارك أن يتطبب بها ويستفاد منها ؟!!
ولو كانت هذه الأخبار النبوية مروية عندك عن طبيب من أطباء البشر لما قلت بتحريمها ، فكيف إذا كانت من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله ؟!!


أخيرا : نود من المدعو مهند قبل مواصلة الحوار أن يوضح قليلا عن توجهه العقدي والفقهي وأن يوضح المراد بالصورة التي اختارها لنفسه ، فلعل في معرفة توجهه الفكري ما يعين على فهم مراميه وما يبتغيه.