المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في نقد الشك المطلق والمذهبي



فخر الدين المناظر
11-29-2007, 12:10 AM
1_ الشك وفرقه:

ابتليت الإنسانية بهذا النوع من الشك العاصف، على يد من سُموا بالسوفسطائيين في تاريخ الفكر اليوناني، وكما سموا في تراثنا الفكري باللاأدريين. والشك في أصله تردد بين النقيضين بلا ترجيح لأحدهما على الآخر وهذا الشك يجعل المعرفة اليقينية الكلية الصحيحة، بالكائنات الحقيقية أمرا لا سبيل إلى بلوغه، ويهجم على الطريق التي يسلمها الإنسان للمعرفة من حس وعقل، ومن ثم يقطع صلة هذا الإنسان المعرفية بالواقع.
فِرق الشكاكين:
1_ فرقة اللاأدرية:

الذين يقولون بالتوقف في الحكم والذين يقدحون في كل من الحس والعقل طريقين للمعرفة، ذلك أنه ليس بعد الحس والعقل من حاكم إلا النظر، والنظر فرع الحس والعقل فباطل ببطلانهما، وأنه لا ضرورة فيجب التوقف في الحكم، في وجود كل شيء وفي علمنا به. هذا التوقف من شأنه أن يورث حالا من عدم القابلية للتأثر والسكينة الكاملة في النفس والتحرر من العاطفة وضربا من اللامبالاة بالأشياء الخارجية.
2_ وفرقة العنادية:

وهم الذين يعاندون في ويدعون أنهم جازمون بأن لا موجود أصلا، وإنما نشأ مذهبهم من الإشكالات المتعارضة، إذ ما من قضايا بديهية أو نظرية إلا ولها معارضة مثلها في القوة تقاومها.
3_ وفرقة العِندية:

وهم القائلون بأن حقائق الأشياء تابعة للاعتقادات، دون العكس، وأن الإنسان مقياس الأشياء جميعا. وهذا يعني أن المعرفة لا تتعلق بالموضوع المعروف، بل بالذات العارفة، وأن مبدأ الأشياء، ينبغي أن لا يطلب في العالم الخارجي، وإنما هو بالنسبة لكل فرد على حدة، فالحقيقة عندك هي ما تتراءى لك والحقيقة عندي هي ما تتراءى لي، فلا يوجد مقياس كلي للحقيقة، ولا وجود لحقيقة موضوعية، يمكن الرجوع اليها لتصويب المصيب وتخطيىء المخطىء.
وفي كل هذا إنكار للعلم الذي هو صلة الذات العارفة بالموضوع المعروف، والذي هو الحقيقة الكلية الموضوعية، التي يشترك الناس في أصولها العامة، وقواعدها البديهية، والذي هو الحكم الفعلي على الأشياء وجودا وعدما، وما يتعلق بذلك من أحكام.
حجج الشكاك:

تقدم الشكاك بمجموعة من الحجج تبريراً لموقفهم الإنكاري، تقوم كلها على استحالة المعرفة، لأن طرق المعرفة من حس وبديهيات عقلية، لا توصلنا إلى الحكم على شيء بأنه موجود أو معلوم. فالحس والبديهيات هما هدفان لهدم المعرفة من وجهة نظر الشكاك.
ونستطيع أن نجمل حججهم في طعنهم بالحواس والعقل كما يلي:
طعنهم في الحواس:

عللوا تعليق الحكم في المحسوسات بالنسبة في معرفة الحس، ذلك أن الأعضاء الحاسة مختلفة فيما بين الإنسان والحيوان، وهذا يستتبع أن لكل إحساسه الخاص به، ولذلك فإن ما يدرك بالحس ليس إلا كما يبدو لنا كذا، ليس هو في حقيقة أمره أو في ذاته كذا.
قالوا: ان الناس مختلفون في إحساسهم وهذا يستتبع بدوره اختلافهم في الإحساسات والأحكام، وبهذا يمتنع الحكم.
والحواس متعارضة إزاء الشيء الواحد، فالبصر يدرك بروزا في الصور واللمس يدركها مسطحة، والرائحة اللذيذة للشم، مؤذية للذوق، وهكذا. وهذا بدوره يؤدي الى التباين والتعارض في الإدراكات الحسية.
كما تختلف الإدراكات الحسية تبعا لاختلاف الظروف والأحوال من صحة ومرض ونوم ويقظة، واختلاف الأمكنة والأوضاع والمسافات والكمية والوسط فما تراه عن قرب يبدو لك كبيرا، وإذا رأيته عن بعد فإنك تراه صغيرا. وقد تنظر إلى شيء من زاوية معينة فتراه مربعا، وإذا نظرت إليه من وضع آخر قد تراه دائريا. والشيء إذا تحرك بسرعة كبيرة تراه على غير ما كنت تراه ساكنا شكلا ولونا... وهكذا.
وأما طعنهم في البديهيات العقلية فقالوا:
1_ البديهيات ليست يقينية فلا تصلح أن تكون أساسا للمعرفة، ذلك أن الشيء أما أن يكون أو لا يكون _أي التردد بين النفي والإثبات _ وأن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان من أجلى البديهيات ومع ذلك فهي غير يقينية إذ لا تعدم من ينقضها بقوله: إن الشيء الواحد لا يكون في مكانين في آن واحد، وهذا يعني أن الشيء يصدقه عليه أنه معدوم وموجود معا، ومن ثم فقد اجتمع النقيضان، وهذا مخالف للبديهية نفسها.
2_ وطعنوا البديهيات بأننا إنما نجزم بها كجزمنا بالعادات ولا فرق بينهما، فكما أننا لا نعتمد على العاديات أصلا للمعرفة فكذلك لا اعتماد على البديهيات.
3_ قالوا: إن الأمزجة والعادات لها تأثير على اعتقادات القلب فلا تكون البديهية يقينة كما أنها لا تكون عامة ومطلقة إذ تختلف باختلاف الأمزجة والمؤثرات، وإن مزاولة العلوم العقلية، قد دلت على أنه قد يتعارض دليلان قاطعان بحسب الظاهر بحيث نعجز عن القدح فيهما وذلك يعني أننا نجزم بمقدماتهما مع أن إحدى هذه المقدمات خاطئة بالتأكيد. هذا مع كوننا قد نجزم بصحة دليل ما زمنا ما ثم نغير المذهب ولا نعود نجزم بصحة ذلك الدليل بل نجزم ببطلانه.
كل هذا يؤدي إلى تناقض الأفكار الإنسانية، ومن ثم فكيف تقوم المعرفة وكيف تكون ممكنة مع وجود هذا التناقض؟
4_ ومن جملة حججهم كذلك: أنه إن وجدت الحقيقة فهي لا تخلو أن تكون إما محسوسة وإما معقولة. ولكنها ليست محسوسة، لأن كل ما هو محسوس فهو مدرك بالحس، وليست الحقيقة مدركة بالحس، لأن الإحساس بذاته خلو من البرهان، وليس يمكن إدراك الحقيقة دون برهان فليست الحقيقة محسوسة. وهي ليست معقولة وإلا لم يكن شيء محسوس حقيقيا، وهذا باطل.
5_ قالوا: العلّية ممتنعة فلا يصح أن يكون تعريف العلم هو معرفة العلل بالظواهر. وذلك لأنه لا يستطيع الجسم أن يحدث جسما إذ يستحيل أن يحدث شيء شيئا لم يكن موجوداً، ولا يستطيع اللاجسمي أن يحدث لا جسميا لنفس السبب ولسبب آخر هو أن الفعل والانفعال يقتضيان التماس، واللاجسمي منزه عن التماس فلا يفعل ولا ينفعل، ولا يستطيع الجسم أن يحدث لا جسميا ولا اللاجسمي أن يحدث جسميا فالعلية ممتنعة.
6_ ضرورة البرهنة على كل شيء وتسلسل هذه البرهنة إلى غير نهاية. إذ أبطلوا الاعتماد على الحواس وعلى البديهيات العقلية. وأما أن يصبح البرهان على قضية في حاجة لكي يبرهن عليه إلى هذه القضية نفسها، فهذا دور، ذلك أن حقيقة الفكر لا يمكن البرهنة عليها إلا بالاستعانة بالإدراك الحسي وبالعكس.
وأيضا فإن كل برهان يرجع في نهاية الأمر إلى أن يكون مصادرة على المطلوب. ثم إنه من سيقطع بالحقيقة؟ أهو إنسان فرد أم كل الناس؟ وإذا فرضنا جدلا قدرة الإنسان على القطع بالحقيقة، فعن طريق أي الملكات سيتم له هذا؟ هل عن طريق الحواس؟ لكنها ليست صالحة كما ذكر. أم عن طريق العقل؟ ولكن كيف يستطيع العقل وهو باطن أو داخل في الإنسان أن يصل إلى معرفة الأشياء التي توجد خارج الإنسان؟
وإذا فرضنا أن إنساناً أدرك الوجود فلن يستطيع أن يبلغه لغيره "ذلك أن وسيلة التفاهم بين الناس، هي اللغة، ولكن ألفاظ اللغة إشارات أي رموز، ليست مشابهة للأشياء المفروض علمها، فكما أن ما هو مدرك بالبصر ليس مدركا بالسمع والعكس فإن ما هو موجود خارجا عنا مغاير للألفاظ، فنحن ننقل للناس ألفاظا ولا ننقل لهم الأشياء. فاللغة والوجود دائرتان متخارجتان".
وعلى ذلك فإنه لا يوجد شيء، وإن كان هناك شيء، فالإنسان قاصر عن إدراكه وإذا أدركه _جدلا _ فلا يستطيع أن ينقله إلى غيره من الناس فالعلم ممتنع. أو يتوقف في الحكم على الاشياء وإن الإنسان هو مقياس الأشياء جميعا.

2_ شك المقِلّدة:

وهناك نمط من الشك في قدرة العقل والحواس، على الوصول إلى المعرفة، ولكنه لا ينكر وجود الحقيقة، وهذا الشك ليس إنكاريا، وإنما مقصوده الإيمان أو الاعتماد فحسب على مصدر خارجي عن الإنسان أو عن ذاته العارفة. كما حصل هذا النمط من الشك لفرقة في الفكر الإسلامي أطلق عليهم اسم المقلدة وهم الباطنية أو التعليمية. إذ أقرت مثلا الطائفة الإسماعيلية بالعلم واعترفت بأن المرء لا يخلق عارفا، وإنما يكتسب المعرفة، ولكن هذه المعرفة، لا تحصل لطالبها بأية وسيلة من الوسائل الإنسانية المعروفة كالحس والعقل وإنما مصدر هذه المعرفة وطريقها هو الإمام المعصوم، فهو وحده أهل للعلم، ومعصوم عصمة مطلقة. فطريق العلم إنما هو الأخذ والتقليد، أو النقل عن الإمام المعصوم والإمام يورث هذا العلم إلى معصوم آخر.. وهكذا توريث وعصمة وتعليم.

3_ شك إيماني:

وهناك نمط من الشك سمي شكا إيمانيا أي أن غرضه ليس الإنكار وإنما الإيمان، ولكنه يفقد الثقة في العقل والحواس. ويعتمد على الوحي وحده أو الكنيسة منبعا للعلم وينطلق هذا الشك من حيث إن الحقيقة ليست في صلة الفكر بالموضوع، ولا في رجوع الفكر على نفسه. فيجب البحث عن مصدرها في تلقين مباشر، ممن هو مصدرها الأبدي، أي من الله وقد مهدت هذه الشكية لهذا الرأي، بأن جعلته ضرورة لازمة، فكان يجب أن نقنط من اليقين الفكري، لكي نبحث عن الحقيقة في الوحي الذي يوحى إلى هذا الفكر. ولكن كيف نقيم اليقين على معرفة الله الذي يحتاج وجوده لدينا إلى برهان؟ هذا ما يجيب عليه مذهب أفلوطين: فالله في ضمائرنا ولسنا منفصلين حقا عنه. فإن الفكر إذا تأمل ذاته أحس بهذه الوحدة، وكانت له من ذلك النشوة الكبرى التي تلاشينا في الوحدة الكبرى، فالنفس تسكن أعاليها في المعقول، فهي إذ تحدس نفسها تحدس العقول أي عالم المثل. ولكن الحدس العقلي، الذي فيه مكان للوعي وللتمييز هناك حدس "الواحد" وهو النشوة التي ترفعنا فوق الفكر المعين وتخلطنا بالله. وبهذا النشوة نحصل على مبدأ ورباط المثل. وما دمنا لم نرتفع إلى هذا الحدس العالي، الذي يوحدنا بالمطلق تتبقى ثنائية الذات والموضوع، الفكر والوجود التي تهدد كل معرفة ففي النشوة يقوم مبدأ كل يقين.
وهذا الفهم لليقين، كان أساس النظرة المسيحية الداعية إلى أهمية الإيمان لكل معرفة. فالإيمان أي عمل الإرادة الذي يعطي الإقرار للتفكير، هو الخطوة الأولى نحو المعرفة. فأن تكون التصورات الحسية صحيحة ذاتيا هذا أمر ليس فيه شك. أما أن يكون عالم واقعي مقابل هذه المدركات فهذا ما لا يقين لنا به، إلا عن طريق الإيمان. فمثل هذا النوع من الشك دوافعه إيمانية، وأقصد إيمانية هنا في المفهوم المسيحي لا في المفهوم الإسلامي، ذلك أن عقيدة الخطيئة التي يدعيها النصارى وهي أن يولد الإنسان ملوثا بخطيئة أبي البشر آدم عليه السلام _في نظرهم _ وتنقل إلى أبنائه دون أي اقتراف من احدهم، لها أثر كبير في هذا النمط من الشك. فالإنسان إذا كان فطريا مخطئا فهو لا يستطيع إدراك الحقائق على وجهها الصحيح، كما أنه لو أدرك منها شيئا، فإنه لا يدرك كل الحقيقة، ولا يستطيع أن يلج مجالاتها. وأن أية معرفة عنده وصل إليها فهي مشوشة أيضا حتى لو كان من أصحاب اليقين. ويترتب على هذا أن يلغي الإنسان ذاته الملوثة المخطئة، وأن يشك أن فيها أية كفاية للمعرفة الصحيحة، ويسلم لنداء خارجي عنه وهو الإيمان أو الوحي _على مفهوم الكنيسة _ لأن المخلّص هو الذي ينجيه من هذه الكبوة ويعطيه المعرفة الصحيحة، دون أن تكون لهذا الإنسان قيمة في مصدر المعرفة أو حتى فهمها وتفسيرها.

4_ وأما تفنيد حجج هؤلاء الشكاك أو الريبيين فهي:

لقد منع متكلمونا الاشتغال بالرد على هؤلاء. والمنع هذا ليس إحجاما منهم عن تفنيد الحجج، ولا عجزاً منهم عن ذلك، كما أنه ليس هروبا من ساحة الفكر والدفاع عن الحق، ولكنهم برروا هذا المنع بأنه لا فائدة من الحديث مع هؤلاء الشكاك، لأن منكر الحسيات والبديهيات لا يعدو أن يكون إما مجنونا وإما مكابرا معاندا، لا يبتغي الحق، ومن ثم لا تنفع معه حجة، ولا فائدة من إضاعة الوقت في جداله.
مع ذلك كله فإنه يمكننا الدفاع، وإبراز الأدلة على الحسيات والبديهيات لا في ذاتها، ولكن في كونها طريقا للمعرفة، وهذا في نفسه دليل ضد حجج السوفسطائية. من هذه الأدلة:
1_ توجه طعن الشكاك في الحواس، وهذا الطعن اعتمد كون الحواس طريقا وحيدا للمعرفة وأنها أساس البديهيات فتبطل البديهيات ببطلان الحسيات وببطلان كليهما لاستناده إليهما.
وقد قدم أفلاطون مجموعة من الأدلة تبطل كون المحسوسات مصدرا وحيدا للمعرفة، وأنه لا طريق غيرها للمعرفة والتي استند إليها الشكاك أنفسهم. ولكن غرضه لم يكن إبطال كون الحواس طريقا للمعرفة، بل إبطال كونها طريقا وحيدا لها. ولذلك فإنه لابد أن ينضم العقل الى الحواس فيصحح أخطاء الحس بسبب الظروف والمتغيرات ومن ثم فإن أخطاء الحواس لا يصح الإستناد إليها في إنكار العلم وإنكار إمكان المعرفة لأن مثل هذه الأخطاء يمكن تصحيحها، سواء بحاسة أخرى أو بالتجربة مع العقل والبرهان. كما أنه من الممكن جدا تصحيح أخطاء الحواس في المسافات واختلاف الأوضاع والتمييز بين إدراك الإنسان السليم، وإدراك المريض وبين النائم وإدراك اليقظان، وبين إدراك العاقل وإدراك المجنون، بمنهج عقلي سليم تمحص فيه الحقيقة.
كما أن نسبية الإدراك الحسي التي يقيم عليها الشكاك فلسفتهم في إنكار المعرفة بسبب اختلاف الحواس وتنوعها يمكن أن يقال في هذه التنوعات أنها لا تحطم مبدأ التناقض أو التعويل على الحواس ما دامت ليست إلا أمثلة على القضية البينة بأن الجوانب المختلفة لموضوع ما قد تظهر لنا في ظروف مختلفة، وما تقدمه لنا الحواس المختلفة، من تقريرات قد تكون متميزة ومتضايفة ولكنها ليست متناقضة فكل قوة حسية تعطي تقريرا جزئيا وهذا التقرير يسيء المتشكك في قراءته فيظنه متناقضا مع غيره من التقارير الأخرى.
2_ إن اختلاف الآراء جائز، ولكنه ليس مستحيلا أن يتفق الناس على أمور أساسية يرجعون إليها جميعا، من البديهيات، والمسلمات المعقولة والمبادىء التي لا اختلاف فيها. وإننا لنشعر ببداهة أننا جميعا نتفق على كثير من هذه الأمور كالحقائق الخلقية مثل محبة الخير، وكراهية الشر، والحقائق الرياضية مثل 3×3=9 والقوانين المنطقية... ألخ. فمثل هذه القوانين والأحكام ضرورية عند جميع الناس.
3_ أما حججهم ضد المعرفة العقلية العائدة إلى البديهيات وضد النظر الذي يعتمد على البديهيات والحسيات فيمكن القول فيه بأن ادعاءهم امتناع البرهان التام وأن هذا الامتناع منتج للشك، هذا القول ليس بصحيح، لأنه ليس البرهان وحده هو الذي يولد اليقين أو العلم، ولكن هناك قضايا كلية بينة بذاتها تتضح النسبة فيها بين المحمول والموضوع حال تصورهما بدون واسطة البرهان. هذه القضايا البديهية أو الأولية حاضرة في الذهن ومطلقة، تنتهي إليها البراهين في الاستدلال، فمن ذا الذي لا يصدق أن الكل أكبر من الجزء؟ ومن الذي يطلب دليلا عليه؟
كما أن ادعاء المصادرة أو الدور في استناد العقل على نفسه في إثبات قدرته على المعرفة ادعاء باطل ذلك لأنه "انما يلتمس البرهان على صدق العقل في التعقل نفسه كما يستوثق من صلاح آلة باستعمالها. فالعقل حين يزاول فعله الأساسي الذي هو الحكم سواء أكان الحكم بديهيا أم نتيجة استدلال يدرك مطابقته للموضوع المحكوم عليه، أي يحس ضمنا أنه يدرك أن الموضوع هو كما يحكم، عليه، وحين يعود على هذا الإدراك هذه المطابقة بالفعل يحس بالفعل أنه كفء لإدراك الحق. فليس البرهان ههنا قياسا حتى يتسلسل من مقدمة إلى أخرى ولكنه إقتناع بديهي في مزاولة التعقل، وبخاصة، أي بشكل ايسر وأوضح في التعقل البديهي للمبادىء العامة".
4_ إن الشك المطلق ممتنع لثلاثة أسباب:
أولا: لأن الشاك عاجز عن إثبات مذهبه وذلك بأن نطلب منه أن يبرر موقفه ويبرهن على صحة قوله إنه لا يستطيع أن يعلم شيئا علما يقينا. فإن رفض الاستجابة لهذا المطلب خشية التورط في الإثبات والنفي، كان لنا أن ننكر دعواه ابتداء ونؤكد إمكان العلم اليقيني تأكيدا من حيث إن ما يثبت جزافا ينفي جزافا، وإن حاول أن ينظم برهانا، فمن الضرورة أن يقدم له بمقدمات يقينية فيناقض دعواه بامتناع اليقين.
ثانيا: إن في منطوق الشك المطلق تناقضا أساسيا يرده غير مطلق، أي يقضي بيقين واحد على الأقل. وذلك أن الشاك: إما أن يعلم وجوب الشك في كل شيء علما فيعلم علما يقينيا أن هذه القضية وهي أنه ينبغي أن يشك في كل شيء، ويعلم من ثمة علما يقينيا، أنه لا ينبغي الشك في كل شيء وإما أن يعلم علما يقينياً أن مذهبه راجح فقط، فلديه مرجح يأخذ به. وإما أن يعترف بأنه لا يعلم علما يقينيا ولا راجحا وحينئذ فهو لا يضع الشك كمذهب ويقر بالعجز.
ثالثا: إن في الشك نفسه ثلاث بديهيات يأبى كل عقل الشك فيها، بل يصدقها حالما يتعقلها. هذه البديهيات هي: وجود الذات المفكرة وعدم جواز التناقص وكفاية العقل لمعرفة الحقيقة.
أما عدم جواز التناقص: فالشاك يعلمه بداهة كذلك انه يعلم ما الشك وما العلم وما الجهل وما اليقين وما الإنسان إلى غير ذلك من المعاني. ويعلم أن كل لفظ وكل معنى يختلف عن ضده أو نقيضه. فلا يجمع بين الألفاظ وبين المعاني على ما يتفق، فيقر أن اليقين غير الشك وأنه من غير المستطاع أن يجمع بين الإثبات والنفي في آن واحد ومن جهة واحدة.
وأما كفاية العقل لمعرفة الحقيقة فالشاك يعلمها في علمه بكل بديهية ويعلمها في نفس الشك. فإنه حين ينتهي إلى الشك فإنه إنما يعول على نقد العقل للعقل، وطالما أقام على الشك فإنه إنما يعول على حكم العقل بوجوب الشك. وهو بهذا إنما يذعن دائما لحكم العقل فيقع في الدور.
وأما وجود الذات المفكرة فبين بالفكر ذاته ذلك أن الذي يفكر يصدق بالفعل أنه موجود، فيقول: "أنا أفكر" وأنه لا حاجة إلى البرهان على هذه القضية أو على وجود الذات المفكرة حتى ولا بقياس إضماري كقولنا. "أنا أفكر إذن أنا موجود"، ذلك لأن الوجود المطلوب البرهنة عليه مثبت في المقدم "أنا أفكر".
5_عوامل ممهدة للشك:
توجد عوامل ممهدة للشك، ذلك أن إنكار العلم وإنكار الحس، وإنكار العقل ليس من طبيعة البشر الفكرة التي جعلت المعرفة مميزة لها عن سائر المخلوقات. ولكن الشك أزمة نفسية تعتري صاحبها، وقد تعتري مجموعة تحمل شعار الشك في إمكان العلوم والمعرفة وغرضها الاستهتار والإلحاد ولفت النظر. وهذه الأزمة قد يفجرها التطرف في الاهتمام الزائد بالإنسان أكثر مما ينبغي _كما حصل بعد ديموقريطس _ بالقياس إلى الاهتمام بالكون فطغت موجة الشك مع السوفسطائيين.
ويمكننا أن نلخص عوامل الشك في المبادىء التالية:
مبدأ التوازن النفسي:
ذلك المبدأ القائم على رغبة الإنسان الملحة في الهدوء والاطمئنان وراحة البال بالتخلص من الصراع بين الناس، الناتج من دعواهم امتلاك الحقيقة الموضوعية. ومن ثم فإن الشك _في ادعائهم _ لابد منه حتى يرتاح الإنسان ويطمئن. وحقيقة الأمر أنه لا يمكن أن يكون في الشك اطمئنان بال وراحة نفس، ولكنه المبرر، إذ إن الله سبحانه قد كرم الإنسان وميزه على سائر المخلوقات بالعلم والنظر. فقال تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا).
والبحث عن الخير إنما هو في امتلاك الحقيقة والحكمة قال تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتي خيراً كثيرا، وما يذكر إلا أولوا الألباب).
مبدأ التوازن المنطقي:
ويتمثل في الموقف الذي يتخذه الشاك أساسا لكي يبرز لنفسه التخلي عن امتلاك الحقيقة، لأنه لابد أن يكون مبدوءا منطقيا ليكون بمثابة وسيلة مدروسة لإقامة التوازن بين أي قضية والقضية التي تناقضها. فالشك حياد بين القضايا المتناقضة وهذا الحياد يظن أنه يحقق التوازن المنطقي فيعامل القضايا على أنها متساوية في الاحتمال وعدمه ويمنع العقل من إبداء تسليمه التام بأية عبارة تطلق على الواقع. ومن خلال التعليق المتعمد للحكم يجد المتشكك نفسه في موقف من يواصل بحثه عن الحقيقة، ولكنه يستطيع في أية لحظة أن يمتنع عن التسليم بها.
الثورة على التقاليد وإخفاق الفلسفات الجديدة:
وقد تكون دوافع الشك ثورة على التقاليد ونقدا لها على الأخص إذا كانت هذه التقاليد يخلو التمسك بها من الوعي بها، كما قد يكون بسبب التغيرات الفكرية والاجتماعية والسياسية والعلمية والثورة على الموروثات. كما قد تكون قائمة على عدم الاقتناع باسس العلوم والنهضات، بشكل تمتلك فيه الشخصية الإنسانية الحقيقة الموضوعية فتثور على كل شيء بالشك فيه بحثا عن اليقين.
كما قد تكون دوافعه كذلك إخفاق الفلسفات الجديدة في محاولاتها صياغة فلسفة بنائية لمعرفة الحقيقة اليقينية، كما أخفقت النظريات الرواقية والأبيقورية في المعرفة قديما فجاء الشكاك، وكما عجزت النهضة الأوربية الحديثة فجاءت موجة الشك الحديث الذي تمثل الماركسية في العالم الشرقي طرفا منه كما تمثل الفلسفة البراجماتية في العالم الغربي الطرف الآخر.

*نظرية المعرفة بين القرآن والفلسفة


منقول

يحيى
11-29-2007, 04:21 PM
جزاكم الله خير دكتورنا فخر الدين المناظر
مثل هذه المواضيع تحتاج القراءة 2 أو 3 مرات هههه

حاولت مرات عديدة أن أقرأ كتاب فلسفتنا للفيلسوف العراقي باقر الصدر و لكن كل مرة أنتهي من المقدمة ثم نظرية المعرفة فأترك الكتاب هههه

بارك الله فيكم

فخر الدين المناظر
12-01-2007, 07:21 PM
جزاكم الله خير دكتورنا فخر الدين المناظر
مثل هذه المواضيع تحتاج القراءة 2 أو 3 مرات هههه

حاولت مرات عديدة أن أقرأ كتاب فلسفتنا للفيلسوف العراقي باقر الصدر و لكن كل مرة أنتهي من المقدمة ثم نظرية المعرفة فأترك الكتاب هههه

بارك الله فيكم

ليس كل واحد يحب قراءة الفلسفة أو علم الكلام ، فهناك من تجده متحمسا لذلك لا يفرغ من كتاب إلا وبدأ الآخر ، وهناك من يحب مواضيع فكرية بعيدة عن علم الكلام ، قد يفضل مؤلفات في علم مقارنة الأديان ، أو في علم الاجتماع أو الفقه أو ماشابه...
لم يسبق لي أن قرأت لباقر الصدر ، وهو على ما أظنه شيعي ، وعموما فقهاء الشيعة مهتمون بميدان الفلسفة وغيره ... لكني لا أستبعد ان يطرح غلاتهم ويمرروا بعض الأفكار الفاسدة المخالفة ... ربما لو اطلعنا على كتب فلاسفة من أهل السنة والجماعة لكان أفضل.

جزاك الله خيرا.

أبو مريم
12-02-2007, 12:18 AM
الدكتور فخر الدين أشكرك على هذا الموضوع الرائع وكما قلت يا أخى فمن الممكن أن يمرر هؤلاء الشيعة بعض عقائدهم الفاسدة خلال مؤلفاتهم التى توصف بأنها عقلية وفلسفية فأخطر ما يخشى منه العدو العاقل الذى يغتر الناس بعقله وكذلك المنافق والمبتدع عليم اللسان .
على ان الفلسفة كلمة عائمة فى الاستعمال الدارج ولكنها فى الاستعمال الأدق هى نتاج الجهد العقلى بمعزل عن الوحى ويجب أن نقيدها بهذا القيد الأخير لنفصلها عن الدين فصلا كليا .
أما ما يشاع فى أوساط أهل العلم من عبارات من قبيل فلاسفة الإسلام أو الفلاسفة الإسلاميين بهذا اللفظ المحدد فإنما يعنون به من ظهر فى دولة الإسلام وينتسب إليها ممن تفلسف وقد يتوسع بعضهم لسبب أو لآخر فيطلق لفظ الفلسفة الإسلامية ويدخل فيها التصوف وعلم الكلام ولكن ذلك المنحى هو تنظيمى دراسى أقرب منه توصيفا علميا وتصنيفا للعلوم .
أعتقد أن معظم من يشيدون بالفلسفة من المسلمين إنما يقصدون الإشادة بالعقل والتفكير العقلى المنظم الذى يكون على النقيض من العبث الفكرى والمذاهب العدمية كالشك المطلق واللامعقولية والذى يكون على النقيض مع التقليد الأعمى واتباع الخرافات والاهواء ولكن هذا ليس هو المفهوم الدقيق للفلسفة .

عبدالله_مسلم
12-02-2007, 01:10 AM
هنالك من يدعي أن أبو حامد الغزالي هو مؤسس الفلسفة العصرية وقد أخد عنه الفيلسوف الفرنسي ديكارت الشك المنهجي الذي حول تاريخ أوربا. لكن الغزالي سلك منهج الشك فقط في بداية الأمر و قد وصف هذه الفترة بالاضطراب و السفسطة , ولم يمكنه هذا الشك من الوصول إلى أي نتيجة وإنما الذي هداه هو الله تعالى الذي قذف في قلبه نور الهداية.

وقد لاحظت اهتمام الغرب بالغزالي (و ابن عربي) والظاهر لي أن الأمر ليس متعلقا بالفلسفة او تمجيد تاريخ المسلمين بل لما تحوي كتبه (إن صحت نسبتها إليه) من غلو قد يصل إلى الكفر

أبو مريم
12-02-2007, 01:35 AM
كلامك صحيح يا أخى عبد الله المسلم فيما يتعلق بابن عربى وليس فيما يتعلق بالغزالى على أن ابن عربى لم يجمع اهل العلم على كفره فمنهم من قال إنه كان رجلا صالحا ولكن أصيب بلوثة عقلية أو ما شابه ذلك .

عبدالله_مسلم
12-02-2007, 01:56 AM
أخي ابو مريم, لم أقصد تكفير الغزالي, فقد رجع في آخر أيامه إلى مذهب السلف و توفي و صحيح البخاري على صدره. لكني قصدت بعض كتبه خصوصا الإحياء الذي يغرف منه غلاة المتصوفة مع ما فيه من فوائد لا يمكن تجاهلها.

فخر الدين المناظر
12-02-2007, 02:05 AM
كلامك صحيح يا أخى عبد الله المسلم فيما يتعلق بابن عربى وليس فيما يتعلق بالغزالى على أن ابن عربى لم يجمع اهل العلم على كفره فمنهم من قال إنه كان رجلا صالحا ولكن أصيب بلوثة عقلية أو ما شابه ذلك .

تماما أخي الكريم الدكتور أبو مريم ، بن عربي كان ومازال مختلفا فيه "المتصوف المتأمل" كما يحلوا للبعض تسميته ، بل حتى أن العالم الشهير العلامة جلال الدين السيوطي ألف كتابا سماه "تنبيه الغبيّ في تبرئة ابن عربيّ" ... وقد قال فيه السرهندي "والذين يردون الشيخ في خطر والذين يقبلونه و يقبلون كلامه ايضا في خطر ينبغي ان يقبل الشيخ و ينبغي ان لا يقبل كلماته المخالفة .هذا هو طريق الوسط في قبول الشيخ و عدم قبوله الذي هو اختيار هذا الفقير و الله سبحانه أعلم بحقيقة الحال "

قال فيه ابن تيمية :"ابن عربي صاحب فصوص الحكم وهى مع كونها كفرا فهو أقربهم إلى الاسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرا ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وانما هو قائم مع خياله الواسع الذى يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه."
بن خلدون :" ومن هؤلاء المتصوفة : ابن عربي ، وابن سبعين ، وابن برّجان ، وأتباعهم ، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم ، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها ، مشحونة من صريح الكفر ، ومستهجن البدع ، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها ، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة . "
وأختم بقول أبو زرعة ابن الحافظ العراقي:
"لا شك في اشتمال" الفصوص" المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه ، وكذلك " فتوحاته المكية " ، فإن صحّ صدور ذلك عنه ، واستمر عليه إلى وفاته : فهو كافر مخلد في النار بلا شك ."

وهناك فوج آخر من العلماء توقفوا فيه...
وانا الآن بصدد عمل دراسة في ظاهرة التصوف بالمغرب والعلاقة بين الشيخ والمريد والزوايا وغيره .. وسوف أخصص وقتا لدراسة كتب ابن عربي دراسة فاحصة بحول الله تعالى ،غير ان الرجل له أشياء فلسفية عميقة وحسنات كثيرة ولكن مع ذلك له مقولات وشطحات وهذا ما سبب الخلاف.

عموما فالفكر الصوفي يحاول الغرب إحيائه ،، وقد سمعت بمشروع فرنسي تبنته إحدى المؤسسات سوف يتم إحياء كتب الحلاج وبن عربي وغيرهم ، فالفكر الصوفي -وانا لا أتكلم عن الصوفية بإطلاق- بأن يشتغل المسلمون في الزوايا ويترهبنوا خير عندهم من أن يشتغلوا بما يسمونه بالإسلام " السياسي".

أما الشيخ الغزالي فهو جبل من جبال العلم ولا أعلم من الثقات من كفره ، بل لا وجه لهم في ذلك.

أبو مريم
12-02-2007, 02:26 AM
الأخ العزيز الدكتور فخر الدين المناظر :
معلومات قيمة يا أخى ويعجبنى كثيرا موقف شيخ الإسلام ولن تجد أفضل منه أتى بعده فى مسائل الجرح والتعديل وتكفير المعين هو يكفر الكلام دون صاحبه وبقدر ما هو شديد جدا فى الرد على الخصوم فهو أحرص الناس فى تكفير المعينين ولا تكاد تراه كفر واحدا بعينه حتى من المعتزلة ومن غلاة المتصوفة وقد كان رحمه الله تعالى يرى أن الشخص الذى يخوض فى التعطيل قد لا يكون معطلا فى الحقيقة وإنما سمع كلاما وردده وجادل به دون أن يدرى بحقيقة اعتقاده وكان رحمه الله تعالى يقول إن الذين ينكرون محبة الله تعالى من المتكلمين ويقولون إنه لا يحب ولا يحب ( من أمثال المعتزلة وبعض الأشاعرة الذين أنكروا ما يوهم التغير من صفات الله تعالى كالمحبة والرضا والغضب والضحك ) هؤلاء لو فتش أحدهم فى قلبه لوجد من محبة الله تعالى ما لا يوصف وهم من أكثر الناس حديثا عن الله تعالى وهو دليل المحبة فمن أحب شيئا أكثر من ذكره .
يا سبحان الله كم كان هذا الرجل عظيما وما أحوجنا إلى فهم هؤلاء والتأسى بهم على الحقيقة وليس على الهوى وما تشتهيه الانفس حتى إنه شاع عن تلاميذ ابن تيمية رحمه الله تعالى أنهم المكفرة المتشددون أصحاب الأختام !!
أرجو لك التوفيق يا أخى فى بحثك عن المتصوفة ونفع الله بك الإسلام والمسلمين أما بالنسبة لاهتمام الغرب بالتصوف وخاصة التصوف الفلسفى فهو معروف منذ زمن الاستعمار لأنهم به يفرغون الإسلام من محتواه بتعطيل الشريعة ويجرون المسلمين إلى القول بالحلول والاتحاد والعقائد الباطنية الإلحادية وعلى أهل العلم والباحثين من أمثالكم التصدى لتلك المؤامرات .

عبدالله_مسلم
12-02-2007, 01:45 PM
أخي أبو مريم, لقد ذكرتني بمناظرات قناة المستقلة عندما بتت حلقات من مناظرة حول شيخ الإسلام, وقد رأيت كم يحقد عليه الليبراليين و الشيعة مع اتهامهم له بالتكفير. لكن و لله الحمد من قبل و من بعد تصدوا لهم شيوخنا أحسن الله إليهم و فندوا كل ادعاءاتهم و لم يستطيع خصومه ان يأتوا ولو بنصف كلمة من كتبه تدينه او تبرر اتهاماتهم له.
وقد كان شيخ الإسلام منصفا أيما إنصاف مع مخالفيه خصوصا الشيعة والمتصوفة وكان يقول لبعض المعطلة "لو قلت كما تقول لكفرت و لكني لا أكفرك" لأنه لم يكفر من اشتبه عليه الأمر أو كان جاهلا به

يحيى
12-02-2007, 05:07 PM
ليس كل واحد يحب قراءة الفلسفة أو علم الكلام ، فهناك من تجده متحمسا لذلك لا يفرغ من كتاب إلا وبدأ الآخر ، وهناك من يحب مواضيع فكرية بعيدة عن علم الكلام ، قد يفضل مؤلفات في علم مقارنة الأديان ، أو في علم الاجتماع أو الفقه أو ماشابه...
لم يسبق لي أن قرأت لباقر الصدر ، وهو على ما أظنه شيعي ، وعموما فقهاء الشيعة مهتمون بميدان الفلسفة وغيره ... لكني لا أستبعد ان يطرح غلاتهم ويمرروا بعض الأفكار الفاسدة المخالفة ... ربما لو اطلعنا على كتب فلاسفة من أهل السنة والجماعة لكان أفضل.

جزاك الله خيرا.

بارك الله فيك أخي و شكرا على النصيحة, أنا في الحقيقة أقرأ كل شيء له علاقة بالاسلام الا ان كتاب فلسفتنا لباقر الصدر كتاب صعب الاستيعاب و لا أظن أنه يمرر شيئا من عقائد الشيعة التي تخالف القرآن و السنة.

كل مرة أقرأ المدخل ثم نظرية المعرفة ثم أقف ههههه و حبذا لو تقدم بعض الأخوة الأفاضل بشرح "نظرية المعرفة" من هذا الكتاب.
:emrose:

يحيى
12-02-2007, 05:23 PM
هنالك من يدعي أن أبو حامد الغزالي هو مؤسس الفلسفة العصرية وقد أخد عنه الفيلسوف الفرنسي ديكارت الشك المنهجي الذي حول تاريخ أوربا. لكن الغزالي سلك منهج الشك فقط في بداية الأمر و قد وصف هذه الفترة بالاضطراب و السفسطة , ولم يمكنه هذا الشك من الوصول إلى أي نتيجة وإنما الذي هداه هو الله تعالى الذي قذف في قلبه نور الهداية.

وقد لاحظت اهتمام الغرب بالغزالي (و ابن عربي) والظاهر لي أن الأمر ليس متعلقا بالفلسفة او تمجيد تاريخ المسلمين بل لما تحوي كتبه (إن صحت نسبتها إليه) من غلو قد يصل إلى الكفر

عندما نقرأ ترجمة الرياضي و الفيلسوف الفرنسي ديكارتس نجد أنه تأثر فعلا بالغزالي من نواحي أهمها الشك و لكن الشيخ سفر الحوالي شرح في مقالة (تأثر ديكرت بالغزالي ) نشرت على موقعه الفرق بين هذا و ذاك و يقول:


لقد قرأ ديكارت كلام الغزالي في مرحلة الشك -لما شك في كل شيء- يقول: أشك في العلم التقليدي، أي: الدين -الكتاب والسنة- أي أنه: أول ما بدأ يشك -والعياذ بالله- في هذا الدين.

يقول: هذا تقليد لما شك فيه الغزالي .

يقول: الشك يُوصل إِلَى النظر، والنظر يوصل إِلَى اليقين، أولاً تشك ثُمَّ تتأمل ثُمَّ تفكر ثُمَّ تنظر، وتصل إِلَى اليقين بعد ذلك -هكذا كَانَ يظن ولم يصل- ثُمَّ تنقل في هذه المذاهب الأربعة الفكرية وأخيراً رجع إِلَى أول منزل، وهو إِلَى الكتاب والسنة، وديكارت ، أخذ هذا الشك وقَالَ: كانت أوروبا تعيش فعلاً في ظلام دامس وكان هذا الظلام نتيجة التقليد، وكان البابوات ورجال الدين يفرضون أي شيء، ويؤمنون بالأناجيل عَلَى ما فيها من تناقض، وبكتب ورسائل بولس وأمثاله عَلَى ما فيها من كذب وتناقض واضطراب، فكان الإِنسَان الغربي يؤمن بأي شيء إيماناً وتقليداً أعمى.

فلما جَاءَ ديكارت قَالَ: لا بد أن نشك، ومن الشك ننطلق إِلَى النظر، ومن النظر نصل إِلَى اليقين، لكن هناك فرقاً بين من يشك في الإسلام لأنه يشك في الحق، وبين من يشك في النصرانية لأنه يشك في الباطل، فلما شك ديكارت وقال العبارة المشهورة: "أنا أفكر إذاً أنا موجود" شك في كل شيء حتى في نفسه، فبدأ يقول: ما الدليل عَلَى أنني موجود؟ قَالَ: لأني أفكر هل أنا موجود أو غير موجود، وما دمت أفكر هل أنا موجود أو غير موجود إذاً: أنا موجود، وبدأ من أول الطريق، ومن أول منزل كما قال الغزالي .

فأخذت أوروبا واستفادت من ديكارت أنها تشك في كل ما جاءها عن الكنيسة ورجال الدين والأناجيل المحرفة، ولما شكت أوروبا ونظرت، وجدت أنها فعلاً كانت تعتقد الضلال، فبذلك انتقلت من العلم التقليدي، ومن منطق أرسطو ، ومن علم الدين والضلال الذي كانت عليه إِلَى العلم التجريبي. والعلم التجريبي: الحق فيه واضح لأن العلم الغيبي لا يظهر الحق فيه إلا في الدار الآخرة، فـأوروبا بدأت تسلك هذا الطريق، فتجربة وراء تجربة وتقدمت في المجال الصناعي نتيجة أخذ هذا العلم عن طريق الْمُسْلِمِينَ وقضايا أخرى.

يحيى
12-02-2007, 05:41 PM
..
على ان الفلسفة كلمة عائمة فى الاستعمال الدارج ولكنها فى الاستعمال الأدق هى نتاج الجهد العقلى بمعزل عن الوحى ويجب أن نقيدها بهذا القيد الأخير لنفصلها عن الدين فصلا كليا ..

هذا كله يدخل في الفكر الاسلامي و الفكر الاسلامي ليس الاسلام.
في كتابه (ليس من الاسلام) يشرح الغزالي رحمه الله هذا و يقول:

ان الفكر الاسلامي ليس هو الاسلام, بل هو صنعة المسلمين العقلية في سبيل الاسلام, و بمشورة مبادئه.
... الفكر الاسلامي مستحدث, و يخضع لقانون التطور, و لعوامل الاضمحلال أما الاسلام فله كتاب <لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد>.
...

يحيى
12-02-2007, 05:42 PM
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا ..

فخر الدين المناظر
12-02-2007, 05:56 PM
الأخ العزيز الدكتور فخر الدين المناظر :
معلومات قيمة يا أخى ويعجبنى كثيرا موقف شيخ الإسلام ولن تجد أفضل منه أتى بعده فى مسائل الجرح والتعديل وتكفير المعين هو يكفر الكلام دون صاحبه وبقدر ما هو شديد جدا فى الرد على الخصوم فهو أحرص الناس فى تكفير المعينين ولا تكاد تراه كفر واحدا بعينه حتى من المعتزلة ومن غلاة المتصوفة وقد كان رحمه الله تعالى يرى أن الشخص الذى يخوض فى التعطيل قد لا يكون معطلا فى الحقيقة وإنما سمع كلاما وردده وجادل به دون أن يدرى بحقيقة اعتقاده وكان رحمه الله تعالى يقول إن الذين ينكرون محبة الله تعالى من المتكلمين ويقولون إنه لا يحب ولا يحب ( من أمثال المعتزلة وبعض الأشاعرة الذين أنكروا ما يوهم التغير من صفات الله تعالى كالمحبة والرضا والغضب والضحك ) هؤلاء لو فتش أحدهم فى قلبه لوجد من محبة الله تعالى ما لا يوصف وهم من أكثر الناس حديثا عن الله تعالى وهو دليل المحبة فمن أحب شيئا أكثر من ذكره .
يا سبحان الله كم كان هذا الرجل عظيما وما أحوجنا إلى فهم هؤلاء والتأسى بهم على الحقيقة وليس على الهوى وما تشتهيه الانفس حتى إنه شاع عن تلاميذ ابن تيمية رحمه الله تعالى أنهم المكفرة المتشددون أصحاب الأختام !!
أرجو لك التوفيق يا أخى فى بحثك عن المتصوفة ونفع الله بك الإسلام والمسلمين أما بالنسبة لاهتمام الغرب بالتصوف وخاصة التصوف الفلسفى فهو معروف منذ زمن الاستعمار لأنهم به يفرغون الإسلام من محتواه بتعطيل الشريعة ويجرون المسلمين إلى القول بالحلول والاتحاد والعقائد الباطنية الإلحادية وعلى أهل العلم والباحثين من أمثالكم التصدى لتلك المؤامرات .

شرفٌ ان ينعتني أهل العلم من امثالكم بصفة العلم ، لكن للأسف لستُ منهم فشتان بينهم وبيني ... حفظك الرحمان.
ابن تيمية رحمه الله كان رجلا عجيبا عبقريا ، هو بحق شيخ من شيوخ الإسلام ، وتنطبق عليه مقولة من زاد علمه قل إنكاره ، ومن قل علمه زاد إنكاره ... بن تيمية يقول في الفقرة المنقولة سابقا :
:"ابن عربي صاحب فصوص الحكم وهى مع كونها كفرا فهو أقربهم إلى الاسلام لما يوجد في كلامه من الكلام الجيد كثيرا ولأنه لا يثبت على الاتحاد ثبات غيره بل هو كثير الاضطراب فيه وانما هو قائم مع خياله الواسع الذى يتخيل فيه الحق تارة والباطل أخرى والله أعلم بما مات عليه."

وفعلا فالمتأمل مثلا في مقولة ابن عربي سوف يجدها جيدة :
"من قال بالحلول فدينه معلول، وما قال بالاتحاد إلا أهل الإلحاد"

او حينما نتأمل في كلامه هذا سوف نجد كلاما جيدا مع بعض الاضطراب :

"فيا إخوتي و إحبائي رضي الله عنكم ، أشهدكم عيد ضعيف مسكين فقير إلي الله تعالي في كل لحظة و طرفة,أشهدكم علي نفسه بعد أن أشهد الله تعالي و ملائكته, و من حضره من المؤمنين و سمعه أنه يشهد قولا و عقدا, أن الله تعالي إله واحد ، لا ثاني له و ألوهيته منزه عن الصاحبة و الولد ، مالك لا شريك له ملك لا وزير له ، صانع لا مدبر معه ، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده, بل كل موجود سواء مفتقر إليه تعالي في وجوده فالعالم كله موجود به ، و هو وحده متصف بالوجود لنفسه ، ليس بجوهر متحيز فيقدر له مكان و لا بعرض فيستحيل اليه البقاء و لا بجسم فتكون له الجهة والتلقاء ، مقدس عن الجهات و الأقطار, مرئي بالقلوب و الأبصار, اذا شاء استوي على عرشه كما قاله و على المعني الذي اراده كما ان العرش و ما سواه به استوي, وله الآخرة الأولي ، ليس له مثل معقول و لا دلت عليه العقول, لا يحده زمان و لا يقله مكان بل كان و لا مكان و هو على ما عليه كان, خلق المتمكن و المكان و أنشأ الزمان و قال : أنا الواحد الحيي لا يؤوده حفظ المخلوقات و لا ترجع اليه صفة كم يكن عليها من صنعة المصنوعات, تعالى ان تحله الحوادث أو يحلها أو تكون بعده أو يكون قبلها بل يقال كان و لا شيء معه فإن الله قبل و البعد من صيغ الزمان الذي أبدعه فهو القيوم الذي لا ينام و القهار الذي لا يرام ليس كمثله شيء.


صفة الخلق
خلق العرش و جعله حد الاستوى و أنشأ الكرسي و أوسعه الأرض و السماوات العلى ، اخترع اللوح و القلم الأعلى و أجراه كاتبا بعلمه في خلقه إلي يوم الفصل و القضاء ، أبدع العالم كله علي غير مثال سبق و خلق الخلق و أخلق الذي خلق أنزل الأرواح في الأشباح أمناء و جعل هذه الأشباح المنزلة إليها الأرواح في الأرض خلفاء و سخر لنا ما في السماوات و ما في الأرض جميعا منه فلا تتحرك ذرة الا اليه و عنه خلق الكل من غير حاجة اليه و لا موجب أوجب ذلك عليه لكن علمه سبق بأن يخلق ما خلق


صفة العلم
فهو الأول و الآخر والظاهر و الباطن و هو على كل شيء قدير أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا يعلم السر و أخفى يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور كيف لا يعلم شيئا و هو خلقه (ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير) علم الأشياء منها قبل وجودها ثم أوجدها على حد ما علمها فلم يزل عالما بالأشياء لم يتجدد له علم عند تجدد الأشياء ، بعلمه أتقن الأشياء و أحكمها و به حكم عليها من شاء و حكمها علم الكليات على الأطلاق كما علم الجزئيات بإجماع من أهل النظر الصحيح و اتفاق ، فهو عالم الغيب و الشهادة فتعالي الله عما يشركون.


صفة الإرادة
فعال لما يريد فهو المريد الكائنات في عالم الأرض و السماوات لم تتعلق قدرته بشيء حتى أراده كما أنه لم يرده حتى علمه ، إذ في العقل أن يريد ما لا يعلم, أو يفعل المختار المتمكن من ترك ذلك الفعل ما لا يريد كما يستحيل أن توجد نسب هذه الحقائق في غير حي كما يستحيل أن تقوم الصفات بغير ذات موصوفة بها فما في الوجود طاعة و لا عصيان و لا ربح و لا خسران و لا عبد و لا حر و لا برد و لا حر و لا حياة و لا موت و لا حصول و لا فوت و لا نهار و لا ليل و لا اعتدال و لا ميل و لا بر و لا بحر و لا شفع و لا وتر و لا جوهر و لا عرض و لا صحة و لا مرض و لا فرح و لا ترح و لا روح و لا شبح و لا ظلام و لا ضياء و لا أرض و لا سماء و لا تركيب و لا تحليل و لا كثير و لا قليل و لا عداة و لا أصيل و لا بياض و لا سواد و لا رقاد و لا سهاد و لا ظاهر و لا باطن و لا متحرك و لا ساكن و لا يابس و لا رطب و لا قشر و لا لب و لا شيء من هذه النسب المتضادات منها و المختلفات و المتماثلات الا و هو مراد للحق تعالى. و كيف لا يكون مرادا له و هو أوجده فكيف يوجد المختار ما لا يريد لا راد لأمره و لا معقب لحكمه يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممن يشاء و يغر من يشاء و يذل من يشاء و يضل من يشاء و يهدي من يشاء ، ما شاء كان و ما لم يشاء أن يكون لم يكن لو اجتمع الخلائق كلهم على أن يريدوا شيئا لم يرد الله تعالى أن يريدوه ما أرادوه أو يفعلوا شيئا لم يرد الله تعالى إيجاده و أرادوه عندما أراد منهم أن يريدوه ما فعلوه و لا استطاعوا على ذلك و لا أقدرهم عليه فالكفر و الإيمان و الطاعة و العصيان من مشيئته و حكمه وإرادته و لم يزل سبحانه موصوفا بهذه الإرادة أزلا و العالم معدوم غير موجود و إن كان ثابتا في العلم في عينه ثم أوجد العالم من غير تفكر و لا تدبر عن جهل أو عدم علم فيعطيه التفكر و التدبر على ما جهل جل و علا عن ذلك عل أوجده عن العلم السابق و تعيين الإرادة المنزهة الأزلية القاضية على العالم بما أوجدته عليه من زمان و مكان أكوان و ألوان فلا مريد في الوجود علي الحقيقة سواه إذ هو القائل سبحانه ( و ما تشاءون الا أن يشاء الله) سورة الإنسان


صفه السمع
و أنه سبحانه كما علم فأحكم و اراد فخصص و قدر فأوجد كذلك سمع و رأى ما تحرك و سكن أو نطق في الورى من العالم الأسفل و الأعلى لا يحجب سمعه البعد فهو القريب و لا يحجب بصره القرب فهو البعيد يسمع كلام النفس في النفس و صوت المماسة الخفية عند اللمس و يري السواد في الظلماء و الماء في الماء لا يحجبه الامتزاج و لا الظلمات و لا النور و هو السميع البصير.


صفة الكلام
تكلم سبحانه لا عن صمت متقدم و لا سكوت متوهم بكلام قديم أزلي كسائر صفاته من علمه و إرادته و قدرته كلم به موسى عليه السلام سماه التنزيل و الزبور و التوراة و الإنجيل من غير حروف و لا أصوات و لا نغم و لا لغات بل هو خالق الأصوات و الحروف و اللغات فكلامه سبحانه من غير لهاة و لا لسان كما أن سمعه من غير أصمخة و لا أذان كما أن بصره من غير حدقة و لا أجفان كما أن إرادته في غير قلب و لا جنان كما أن علمه من غير اضطرار و لا نظر في برهان كما أن حياته من غير بخار بجويف القلب حدث عن امتزاج الأركان كما أن ذاته لا تقبل الزيادة و النقصان


التنزيه
فسبحانه سبحانه من بعيد دان عظيم السلطان عميم الأحسان جسيم الإمتنان كل ما سواه فهو في وجوده فائض ، و فضله و عدله الباسط له و القابض ، أكمل صنع العالم و أبدعه حين أوجده و إخترعه لا شريك له في ملكه و لا مدبر معه في ملك غيره فينسب إلي الجور و الحيف و لا يتوجه عليه لسواه حكم فيتصف بالجزع لذلك و الخوف كل ما سواه تحت سلطان قهره و متصرف عن إرادته


أمره
و أمره فهو الملهم نفوس المكلفين التقوي و الفجور و هو المتجاوز عن سيئات من شاء ، و ألآخذ بها من شاء هنا و في يوم النشور لا يحكم عدله في فضله و لا فضله في عدله أخرج العالم قبضتين و أوجد لهم منزلتين فقال هؤلاء للجنه و لا أبالي و هؤلاء للنار و لا أبالي و لم يعترض عليه معترض هناك ، اذ لا موجود كان ثم سواه فالكل تحت تصريف أسمائه فقبضة تحت أسماء بلائه و قبضة تحت أسماء الآئه و لو أراد سبحانه أن يكون العام كله سعيدا لكان أو شقيا لما كان من ذلك في شأن لكنه سبحانه لم يرد فكان كما أراد فمنهم الشقي و السعيد هنا و في يوم المعاد فلا سبيل إلى تبديل ما حكم عليه القديم و قد قال تعالى في الصلاة هي خمس و هي خمسون (ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد) سورة ق: 29 لتصرفي في ملكي و إنفاذ مشيئتي في ملكي و ذلك لحقيقة عميت عنها الأبصار و البصائر و لم تعثر عليها الأفكار و لا الضمائر إلا بوهب ، الا هي وجود رحماني لمن اعتني الله به من عباده و سبق له ذلك بحضرة أشهاده فعلم حين أعلم أن الألوهة أعطت هذا التقسيم و أنه من رقائق القديم فسبحان من لا فاعل سواه و لا موجود لنفسه الا إياه (و الله خلقكم و ما تعملون) سورة الصافات: 96 و ( لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون ) سورة الأنبياء : 23 (فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين) سورة الأنعام : 149

الشهادة الثانية
و كما أشهدت الله و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بتوحيده فكذلك أشهده سبحانه و ملائكته و جميع خلقه و إياكم على نفسي بالإيمان بمن اصطفاه و اختاره و اجتباه من وجوده ذلك سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم الذي أرسله إلى جميع الناس كافة بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا فبلغ صلي الله عليه و سلم ما أنزل من ربه إليه و أدي أمانته و نصح أمته و وقف في حجة و داعه على كل من حضر من أتباعه فخطب و ذكر و خوف و حذر و بشر و أنذر و وعد و أوعد و أمطر و أرعد و ما خص بذلك التذكير أحدا من أحد عن إذن الواحد الصمد ثم قال ( الا هل بلغت ) فقالوا بلغت يارسول الله فقال صلي الله عليه و سلم اللهم اشهد و اني مؤمن بكل ما جاء به صلي الله عليه وسلم مما علمت و ما لا أعلم فمما جاء به فقرر أن الموت عن أجل مسمى عند الله إذا جاء لا يؤخر فأنا مؤمن بهذا إيمانا لا ريب فيه و لا شك كما آمنت و أقررت أن سؤال فتاني القبر حق و عذاب القبر حق و بعث الأجساد من القبور حق و العرض على الله تعالي حق و الحوض حق و الميزان حق و تطاير الصحف حق و الصراط حق و الجنة حق و النار حق و فريقا في الجنة و فريقا في النارحق و كرب ذلك اليوم حق على طائفة و طائفة أخري لا يحزنهم الفزع الأكبر وشفاعة الملائكة و النبين و المؤمنين و إخراج أرحم الراحمين بعد الشفاعة من النار من شاء حق و جماعة من أهل الكبائر المؤمنين يدخلون جهنم ثم يخرجون منها بالشفاعة و الامتنان حق و التأيد للمؤمنين و الموحدين في النعيم المقيم في الجنان حق و التأبيد لأهل النار في النار حق و كل ما جاءت به الكتب و الرسل من عند الله علم أو جهل حق. فهذه شهادتى علي نفسى أمانة عند كل وصلت إليه أن يؤديها إذا سئلها حيثما كان نفعنا الله و إياكم بهذا الإيمان و ثبتنا عليه عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الحيوان و أحلنا منها دار الكرامة و الرضوان و حال بيننا و بين دار سرابيلها من القطران و جعلنا من العصابة التي أخذت الكتب بالإيمان و ممن انقلب من الحوض و هو ريان و ثقل له ميزان و ثبتت له علي الصراط قدمان إنه المنعم المحسان, فالحمد الله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هداناالله لقد جاءت رسل ربنا بالحق."
أما بخصوص شك الغزالي ومنهجيته فإن شاء الله ناتي بمقال عنه ، وهو ما يسمى بالشك المنهجي ، فالغزالي رحمه الله أراد في كتابه إحياء علوم الدين ان يُرجع الفكر التصوفي إلى دائرة الشرع "المتصوفة السنة" ، وليصوبني الدكتور أبومريم إن كنت على خطأ فيه. على ان نختم بمقال ثالث إن شاء الله في موقف القرآن الكريم من الشك.

عمر الأنصاري
12-17-2007, 11:59 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرجو من الدكتور فخر الدين أن ينقل لنا بعض أقوال ابن عربي الكفرية من كتابه فصوص الحكم أو الكتب الأخرى و إذا كان أمكن بيان الكفر الذي وقع فيه و الرد على ذلك
فكما تفضلتم فإن كتبه لا يُنصح العوام بقراءته و كذا الخواص
كما أطلب منكم بارك الله فيكم درج بعض كتب السلف الذين ردوا على أقوال بن العربي

و جزاكم الله خيرا

أبو سعد الحنفي
12-17-2007, 04:40 PM
بسم الله وحده : أتوب إليه و أستغفره

أما بعد ، فهذا الموضوع موضوع قيم و مهم ، فهو يعنى بالمعرفة بصفة عامة ، و متى إنعدمت المعرفة أو إضطربت ، إنعدمت العلوم أو إضطربت تباعا ، و من هذه الجزئية ندرك أهمية المعرفة كموضوع فلسفي

و لكن لي تعليق بسيط أرجو أن يعطي للموضوع بعض الإضافة

فالأخ يحي زكريا تحدث عن كتاب فلسفتنا للعلامة الشيعي محمد باقر الصدر ، و رأيت من أساتذتنا الكرام بعض الريبة من ذكر هذا الكتاب لأن كاتبه شيعي فلربما مرر بعض ضلالاته لعوام المسلمين....

و بما أني قد قرأت هذا الكتاب فإني أقول لكم بكل صراحة هذا كتاب لم أقف على كتاب مثله لا عند أهل السنة و الجماعة أو عند أهل البدع و الضلالة ، فهو كتاب عميق جدا و يطرح طرحا فلسفيا عقليا ، فلا مجال للطائفية أو المذهبية في هذا المجال لأن قواعد العقول واحدة سواء عند السني أو الشيعي أو الملحد حتى ، و هذا من رحمة الله بالعباد

و عموما الطريف في هذا الكتاب تركيزه على تبيين عوار الفلسفة المادية الجدلية ، و قد أجاد صاحب الكتاب
بل إني في جدالي مع الماركسيين أجد نفسي ملزما بإجابات محمد باقر الصدر
هذا و قد قرأت عدة ردود من أهل السنة و الجماعة على الشيوعية و لكنها و للأسف لم ترق للمستوى العلمي الذي قدمه الصدر ، بل إني إذا رجعت للمصادر الأصلية للماركسية للموضوعية يظهر لي الفهم السيء للبعض

أما كتاب أوهام المادية الجدلية لشيخنا البوطي فهو كتاب عظيم الفائدة ، لكنه كتاب تناول جزئيات معينة ، أما محمد باقر الصدر فقد تناول أسس الماركسية ، تناول مسألة المعرفة ، ليبين تهافت المادية الجدلية كطريق للمعرفة و بين إستحالة المعرفة في ظلها

كذلك للعلامة الصدر كتاب آخر و هو إقتصادنا ، و هو كتاب من أعظم الكتب التي طالعتها في حياتي رغم كون المصنف في هذا الكتاب قد إعتمد على الفقه الجعفري في كثير من الأحيان ، إلا أنه كتاب أفحم فيه الإقتصاد الرأسمالي و أفحم الماركسية و خصوصا بين تهافت المادية التارخية

فهذا الكتاب لم أعلم لحد الآن أن أحدا بخلاف الصدر قد ألف مثله ، فعندما أقرأ كتب مصطفى محمود ينتابني الضحك إذا قارنتها بكتب الصدر ، أما كتب سيد و محمد قطب ( هذه النوعية من الكتب هي الأولى على قائمة مطالعاتي ) ، فهي كتب قيمة و مهمة و لكنها لم تتناول تناول الصدر للمسائل ، و ذلك على ما أظن يرجع لتخصص هذا الأخير في المنطق ، فقد سمعت أنه أورد إشكالات على المنطق و هو في سن 11 سنة ( قد تكون إحدى الخرافات الحوزوية ) ، كذلك لإعتناء الشيعة عموما بالفلسفة ، و هم يسمونها " الحكمة المتعالية " .....و عندهم أعلام في الفلسفة كالشيرازي و الطبطبائي ، أقول في الفلسفة فلا أعمم ، لأن الشيعة يقولون بقول قريب من قول الضال ابن عربي
فهم يعتبرون أن الله هو الوجود ، و هذا كفر مجرد لمن إعتقده

لذلك أستطيع على ما ظهر لي أن أطمأن إخوتي في الله ، فهذا الكتاب أي فلسفتنا كتاب عظيم الفائدة و لا يوجد فيه دس لبعض عقائد الشيعة ، لأن طبيعة الموضوع ترفض مثل هذا الدس ، فالموضوع يتناول المعرفة كموضوع فلسفي و ليس كموضوع ديني ، و الحجج المستعملة هي حجج عقلية و منطقية

على هذا الأساس أظن أن كتاب فلسفتنا يوضع في خانة كتب ابن سينا التي عنيت بالمنطق ، و شروحها للطوسي أو كتب هذا الأخير في المنطق

رغم هذا لم يرفض أحد كتب هذين الأخيرين التي عنيت بالمنطق بتعلة كونهما من الروافض أو الشيعة

فالمنطق منطق ، و أحكام العقل هي أحكام العقل........

ملاحظة : رغم الجهد العقلي الجبار الذي أتى به محمد باقر الصدر إلا أنه في كتب أخرى ينزل لسفاهة رعاع الشيعة ، فتراه يأيد مسألة عصمة الأئمة و مسألة المهدي المنتظر و غيرها من ضلالات الشيعة....
لذلك أصاب بالحيرة أحيانا كيف أجمع بين الأقوال ، لأن أغلب مسائل الشيعة مسائل تسليمية تأيدها الخرافة و تفتقر للدليل العلمي و الموضوعية !!!!!

فكيف لم يوظف إمكاناته العقلية لنقد موروثاته الدينية ؟؟؟؟؟؟

و عذرا إن تدخلت فيما لا يعنيني ، و للدكتور أبو مريم أو الدكتور فخر الدين المناظر أن يبين لنا ما يرى أنه دس من جانب الصدر في كتابه ، فهم أعلم منا و هم أهل الإخصاص و نحن مجرد متطفلين على موائد العلماء ، أما لمن لم يقرأه بعد ، فأنصحه بقرائته ، و سيظهر له ما خفي عنا

فخر الدين المناظر
12-17-2007, 05:34 PM
أين انت يا أخي أبا سعد وأين مواضيعك ومقالاتك ، حبذا امتاعي ببعض منها ، لكي أستفيد وباقي الإخوة.


لم يسبق لي أن قرأت لباقر الصدر ، وهو على ما أظنه شيعي ، وعموما فقهاء الشيعة مهتمون بميدان الفلسفة وغيره ... لكني لا أستبعد ان يطرح غلاتهم ويمرروا بعض الأفكار الفاسدة المخالفة ... ربما لو اطلعنا على كتب فلاسفة من أهل السنة والجماعة لكان أفضل.

جزاك الله خيرا.

بما أنك أخي الكريم حفظك الله أثنيت على الكتاب فحبذا وضع بعض المقالات منه للإفادة ،، وما رأيك بالدكتور راجح عبد الحميد الكردي ؟؟ فهو أيضا متخصص في هذا المجال وأظنه من أهل السنة والجماعة والدكتور طه عبد الرحمان أيضا .
شكرا جزيلا .


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرجو من الدكتور فخر الدين أن ينقل لنا بعض أقوال ابن عربي الكفرية من كتابه فصوص الحكم أو الكتب الأخرى و إذا كان أمكن بيان الكفر الذي وقع فيه و الرد على ذلك
فكما تفضلتم فإن كتبه لا يُنصح العوام بقراءته و كذا الخواص
كما أطلب منكم بارك الله فيكم درج بعض كتب السلف الذين ردوا على أقوال بن العربي

و جزاكم الله خيرا

الكثير فندوا كلام بن عربي ، ومن أبرزهم الإمام ابن تيمية ، والإمام بن جماعة البقاعي في كتابه: "تنبيه الغبي إلى كفر ابن عربي" ، وأيضا الإمام الشوكاني في كتابه "الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد" وقد نقلوا بعض تلك الأقوال وفندوها.
رابط للاستئناس:

http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=2221&page_id=0&page_size=5&links=False

أبو سعد الحنفي
12-23-2007, 04:04 AM
أين انت يا أخي أبا سعد وأين مواضيعك ومقالاتك ، حبذا امتاعي ببعض منها ، لكي أستفيد وباقي الإخوة.


سبحان الله و له الحمد و المنة على هذه النعمة
الدكتور فخر الدين المناظر بشخصه يستمتع بمحاولاتي المتواضعة ، فياله من شرف و يالها من شهادة !!!!
و أرجو أن تعذرني أستاذي فخر الدين على تأخري عن الرد ، فقد كنا أكرمكم الله في أيام عيد ( أعاده الله علينا و عليكم بالخير و اليمن و البركة ) ، كذلك هذه الفترة هي فترة مراجعة لإمتحانات السداسي الأول ، لذلك إنشغلت عن منتدى أسود العقيدة و حراس التوحيد
و الأكيد أنكم مررتم بمرحلة طلب العلم و الإعداد للإمتحانات ، حين كنتم في مثل سننا
و سأحاول أن أشارك في المنتدى بقدر ما يتوفر لي من وقت




بما أنك أخي الكريم حفظك الله أثنيت على الكتاب فحبذا وضع بعض المقالات منه للإفادة ،، وما رأيك بالدكتور راجح عبد الحميد الكردي ؟؟ فهو أيضا متخصص في هذا المجال وأظنه من أهل السنة والجماعة والدكتور طه عبد الرحمان أيضا .
شكرا جزيلا .


أخي في الله بخصوص المقالات ، إن شاء الله أفعل إن بقي في العمر بقية
أما الدكتور طه عبد الرحمان فهو علم بلا منازع و بعد بحثي في موقعه عن عناوين كتبه لم أجد له كتاب يتحدث عن موضوعنا ، أي الرد على الماركسيين بطريقة فلسفية ، فأظن الدكتور متخصص فيما يسمى باللسانيات ، و أغلب نقده للمتشدقين بالحداثة و العلمانية ، أما الدكتور عبد الحميد الكردي ، فلم أتشرف بمعرفته بعد و لم أطلع على كتاباته ، و لو تتكرم و تعرفنا به رحمك الله و إياه

و عموما ، رأيي في كتب الصدر مشروط بعدم إطلاعي على أطروحات مماثلة
و إذا وجدت ما يخالف ما ذهبت إليه فسأبلغكم بذلك ، و لو من الممكن لو تتكرم و تذكر لنا أسماء الكتب ، لكي أبحث عنها في المكتبات و أقارنها بكتابات الصدر

و الله ولي التوفيق و جازاك الله خيرا أستاذنا الفاضل
و إن شاء الله لي عودة على موضوعك هذا ، فهو موضوع مهم جدا و لكن تفاعل الأعضاء ضعيف نسبيا ، في حين نرى كثرة ردودهم على مواضيع أقل ما يقال فيها أنها لا ترقى لمستوى منتدى التوحيد

ملاحظة : يمكنك أن تطلع على كتاب فلسفتنا و كتاب إقتصادنا فهما موجودان على النت ، و أرى أن تبدأ بكتاب فلسفتنا و بعد ذلك تكرم علينا بردك و ملاحظاتك و سيترائ لك رجحان رأيي من عدمه ، فأنتم العلماء و نحن الطلاب

اسلام الصالح
12-23-2007, 04:29 PM
جزاك الله خيرا اخى الدكتور فخر الدين على هذا الموضوع.

بالفعل اخى ابو سعد لقد وجدت فى كتب المدعو الشيرازى يدعو لمذهب وحدة الوجود , ولا نخفى ان الشيعه مهتمين جدا بكتب الفلسفه والمنطق , خصوصا الفلسفه الاسلاميه .

اسلام الصالح
12-23-2007, 05:21 PM
اذا سمحت اخى أبو سعد تضع لنا كتاب فلسفتنا واقتصادنا لانى بحثت فى صفحات جوجل ولم اجدهم

تحياتى:emrose:

اسلام الصالح
12-23-2007, 05:24 PM
الحمد لله وجدتهم

كتاب فلسفتنا

http://www.mofakren.com/modules.php?name=Downloads&d_op=getit&lid=750


كتاب اقتصادنا

http://www.mofakren.com/modules.php?name=Downloads&d_op=getit&lid=308

فخر الدين المناظر
12-26-2007, 10:13 PM
بارك الله في الإخوة الكرام العظام : أبا سعد وإسلام .
فإني يا أبا سعد قد قرأت بعضا من كتاب "فلسفتنا" ورأيته كتابا قيما لكني أيضا في هذه الفترة مشغول جدا ، وكما تلاحظون فمداخلاتي قلت في منتدى التوحيد ، وهذا هو الحال كلما تتكررت هذه الأيام ، خاصة الشهر الذي يسبق أيام الامتحان، فتكثر الالتزامات بين نشاطات مختلفة ووضع لأسئلة الامتحان وتهييء لدروس الدورات القادمة وغيره كثير.

فكلانا يحتاج إلى دعوات ، والحمد لله رب العالمين.

وفقكم الله وجعل النجاح قرينكم والتوفيق حليفكم.

samahoo
12-27-2007, 02:30 AM
السلام عليكم و رحمة الله
أضم صوتي إلى صوت الأخ (أبو سعد الحنفي) بخصوص الموقف من كتابي باقر الصدر (فلسفتنا )و (اقتصادنا ). فهما من أروع الكتب الفلسفية التي قرأتها صراحة ، و التي لا أجد مناصا لكل من يتصدى للفلسفة الماركسية في أصولها و مقولاتها أن يتسلح بهما .
و لو يتفضل الأخ أبو سعد بنقل بعض الأجزاء أو الفصول من الكتابين التي يمكن أن تشكل وحدة مضمونية مستقلة تعالج قضية مخصوصة من القضايا حتى يستفيد الجميع أولا ، ثم ليكون ذلك من باب التحفيز لقراءة الكتابين أو أحدهما لمن يجد نفسه مهتما و معنيا بذلك ، فالكتابان و بدون مبالغة فريدان في ما يطرحانه من مواضيع و أفكار .