الأندلسى
09-25-2004, 12:17 AM
الحياة وتأدية العبادات والتحلي بمكارم الأخلاق. نقلاً عن (( موقع باب))
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم أساساً لهداية الناس ولدعوتهم، إلى
عقيدة التوحيد وتعليمهم قيماً سامية في التفكير والحياة.. ولإرشادهم إلى
السلوك السوي السليم الذي فيه صلاح الإنسان وخير المجتمع ولتوجيههم إلى
الطرائق الصحيحة لتربية النفس وتنشئتها التنشئة السليمة. قال الله تعالى: {يا
أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة
للمؤمنين} (فديننا الإسلامي الحنيف يبعث على هدوء النفس.. واستقرارها
وتهذيبها وتأديبها. وتؤدي العبادات جميعها قولاً وفعلاً إلى إحساس النفس
بالراحة والرضا كما تؤدي إلى التخلص من مشاعر الإثم والذنب والقلق والتوتر
والصراع والغضب والضيق والوهم والشك والريبة والكره والبغض:
ونحن نعيش هذا العصر نمط حياة ذات نظام معين بما فيه من أعباء وسرعة
وتعقيدات وتوالي الاختراعات التكنولوجية وتقدمها بشكل مذهل فهذه أسباب
بالطبع تركت آثارها على المجتمع وتسببت بلا شك في وجود اضطرابات نفسية
يتعرض لها بعض الناس ويتعرضون للكثير من الضغوط الانفعالية والصراع
النفسي. لذا ينتج عنها الإصابة بالمرض النفسي فإن الإيمان بالله تعالى
وتوحيده وعبادته عامل أساس وهام في علاج المرض النفسي وتحقيق الصحة
النفسية للإنسان. ويجعل الإنسان أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على الصبر
والمصابرة وتحمل متاعب الحياة وعلى الشعور بالرضا والقناعة والطمأنينة.
قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
وتساعد فكرة القضاء والقدر الإنسان على تحمل ما قد يصيبه من مصائب الدهر
فلاً يلوم نفسه ويؤنبها ويعنفها ولا يشعر بالحسرة واليأس والضغوط. قال
تعالى: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل
شيء عليم} الآية.
والإيمان بالله يدفع عن صاحبه كل مشاعر الخوف من أي قوة في هذه الحياة..
لأنه على ثقة أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله وشاء. قال تعالى: {إن الذين قالوا
ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}.
والإيمان بالله يدفع بصاحبه أيضاً إلى الشعور بالرضا.. والقناعة لعلمه أن
الأرزاق بيد الله تعالى وهو الذي قسمها وقدرها بين الناس. قال تعالى: {الله
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} الآية.
كذلك الإيمان بالله يساعد صاحبه على عدم الشعور بالخوف من فكرة الموت
بعكس الإنسان الملحد الذي تؤدي فكرة الموت في نفسه إلى هاجس.. أو
وسواس الموت من مجرد تردد فكرة الموت على ذهنه ويصبح الموت عنده شبحاً
مفزعاً.
قال تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم
الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} الآية.
والمؤمن يعلم أن ما يصيبه من سراء أو ضراء إنما هو مقدر من الله وابتلاء منه
حتى يعلم سبحانه وتعالى من سيحمده.. ومن سيكفر فالمؤمن لا يجزع.
والدين الإسلامي الحنيف يقوم على إبعاد مشاعر الإثم والذنب وتأنيب الضمير
ولوم الذات.. فالاستغفار وطلب المغفرة من شأن المؤمن في حالة ارتكابه خطأ.
قال تعالى: {ومن يعمل سوءاً أويظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً
رحيماً} الآية.
ومن خصائص العلاج النفسي الإسلامي.. أنه يعتمد على ترسيخ الإيمان في
نفسية الفرد.. فالإيمان قيمة علاجية ووقائية ومن خصائصه أيضاً أنه يخدم كرامة
الإنسان ويعتمد على بث المبادئ الخلقية ويدعو الفرد إلى القيم والمبادئ
السائدة في المجتمع. كذلك من خصائصه أنه يقدم المساعدة للفرد والثقة
بالنفس، كما يقوم على أساس إقناعي للمريض بالحلول المنطقية العقلية
ويستهدف تعديل سلوك الفرد في إطار «الإسلام الدين المعاملة» ولا يعتمد
الأسلوب الإسلامي على الأمور الفلسفية أو الوهمية لذا فإنه علاج واقعي.
ونستطيع القول أن العلاج النفسي بشكل عام يستهدف إعادة تكيف الفرد مع
نفسه.. ومع البيئة التي يعيش فيها مما يساعده على مواجهة الأزمات..
والتوترات.. والعقد والأمراض كالقلق والاكتئاب أو توهم المرض.
وهناك مناهج كثيرة تستخدم في العلاج النفسي الحديث.. بعد تشخيص دقيق
للتعرف على المرض وأسبابه ومن هذه المناهج على سبيل المثال:
مدرسة التحليل النفسي، والأسلوب السلوكي، وأسلوب العلاج المتمركز حول
العميل، وأساليب أخرى للعلاج باللعب، والعمل، والرسم، والموسيقى وغيره.
أما العلاج أو الأسلوب الديني الإسلامي في علاج الأمراض النفسية «محور
حديثنا» فإنه يستهدف تكوين الفرد المؤمن القوي السليم المعافى ويستهدف
شفاء النفوس أو القلوب مما يصيبها من علل أو أمراض.
والقرآن الكريم أنزله الله تعالى على عباده وماله من الأثر الكبير في شخصيات
الناس ووضع أسس جديدة لنظام حياة الإنسان الشخصية. ونظام العلاقات
الإنسانية. فالتقوى والعبادة.. والإيمان بعقيدة التوحيد والتي من شأنها
مساعدة الفرد في التحكم في دوافعه.. وانفعالاته.. وسيطرته على ميوله
وشهواته.
وللدين الإسلامي الحنيف أثر كبير في تربية شخصيات الناس وتغيير سلوكهم،
وتعديل السلوك كما نعلم له أثر في تحقيق صحة نفسية أفضل ونشير هنا إلى
تأثير بعض العيادات في شخصية الفرد.
أولاً: العلاج النفسي بالصلاة:
للصلاة تأثير فعال في علاج الإنسان من الهم، والقلق، فوقوف الإنسان في
الصلاة أمام ربه في خشوع واستسلام وفي تجرد كامل عن مشاغل الحياة..
ومشكلاتها إنما يبعث في الإنسان الهدوء والسكينة، ويقضي على القلق وتوتر
الأعصاب الذي أحدثته ضغوط الحياة ومشكلاتها، وللصلاة تأثير فعال في علاج
الشعور بالذنب الذي يسبب القلق الذي يعتبر الأصل في الكثير من الأمراض
النفسية. إن وقوف الإنسان في الصلاة أمام الله سبحانه وتعالى في خشوع
وتضرع يمده بطاقة روحية تبعث فيه الشعور بالصفاء الروحي، والاطمئنان
القلبي، والأمن النفسي. ففي الصلاة لا ينشغل الإنسان إلا بمولاه فقط وينصرف
عن مشكلات الدنيا وهمومها وآلامها وعدم التفكير فيها أثناء الصلاة.. ففي هذه
الحالة يبعث في الإنسان حالة «الاسترخاء التام» وكما نعلم أن الاسترخاء وسيلة
من وسائل العلاج النفسي. فإذا أُدّيت الصلاة بشكل صحيح وخشوع تام فإن
عملية الاسترخاء ستتحقق خلال هذه الشعيرة الإسلامية وتتحقق خمس مرات في
اليوم. والاسترخاء كما نعلم من الوسائل التي يستخدمها المعالجون
والاختصاصيون النفسيون في علاج الأمراض النفسية لمساعدة الفرد في التغلب
والتخلص من التوتر العصبي الذي تسببه ضغوط الحياة. أضف إلى ذلك فإن
ذهاب الفرد إلى المسجد واختلاطه بالجماعة والتعرف على جيرانه فيؤثر ذلك
على تفاعله مع المجتمع وتكوين علاقات اجتماعية سليمة. والذهاب إلى المسجد
والعودة منه وغيره سلوك شخصي يتكرر في اليوم خمس مرات فيتغير نمط
الحياة الذي كان يشكو منه ويستسلم لبعض الهموم والقلق.
ثانياً: العلاج النفسي بالصيام:
في الصيام تربية، وتهذيب، وتدريب للإنسان على مقاومة شهواته والسيطرة
عليها. واستمرار التدريب على ضبط الشهوات والسيطرة عليها مدة شهر في عام
سيؤدي إلى تعليم الإنسان قوة الإرادة.. وصلابة العزيمة في شهواته وسلوكه
العام في الحياة.. ففي الصيام تدريب على السيطرة على الدوافع والانفعالات..
أضف إلى ذلك فإن في الصيام فائدة طبية علاجية من الأمراض البدنية ونعلم أن
صحة الإنسان البدنية لها تأثير في صحته النفسية.
ثالثاً: العلاج النفسي بالحج:
الحج يعلم الناس الصبر على تحمل المشاق ويدربه على جهاد النفس والتحكم في
شهواتها، لأن الحاج لا يباشر النساء، ولا يشاحن ولا يسب ولا يؤذي أحداً والحج
يعالج الكبر والزهو، والعجب بالنفس، والتعالي على الناس فجميع الناس في
الحج سواسية.
رابعاً: العلاج النفسي بالصبر:
المؤمن الصابر لا يجزع لما يلحق به من أذى، ولا يضعف أو ينهار إذا ألمت به
مصائب الدهر وكوارثه.. والمؤمن يعلم أن ما يصيبه في الحياة الدنيا إنما هو
ابتلاء من الله ليعلم الصابرين منا.
قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس
والثمرات وبشر الصابرين} الآية.
خامساً: العلاج النفسي بالذكر:
المؤمن يرتبط مع خالقه في صلاته وصيامه وكل أعمال الخير يختتمها دائماً
بالدعاء، وذكر الله بالتسبيح والتكبير والاستغفار والدعاء وتلاوة القرآن تؤدي
إلى تزكية نفسية وصفائها وشعورها بالأمن والطمأنينة.
سادساً: العلاج النفسي بقراءة القرآن:
القرآن الكريم يساعد الإنسان على التغلب على التوتر والقلق من خلال قراءة
القرآن وتنزل السكينة على الإنسان حينما يقرأ القرآن بتجرد وإخلاص وبتوجه
كامل إلى الله.
سابعاً: العلاج النفسي بالتوبة:
شعور الإنسان بالذنب يسبب له شعوراً بالقلق مما يؤدي إلى نشوء أعراض بعض
الأمراض النفسية فالقرآن الكريم يمدنا بأسلوب فريد وناجح في علاج الشعور
بالذنب ألا وهو «التوبة» فالتوبة إلى الله تعالى تغفر الذنوب وتقوي في
الإنسان الأمل في رضوان الله فتخفف من حدة قلقه، والتوبة تدفع بالإنسان إلى
إصلاح الذات وتقويمها حتى لا يقع مرة أخرى في الأخطاء والمعاصي.
فإذا ما اعتقدنا أن الأسلوب الإسلامي الديني في العلاج النفسي هو أفضل
الأساليب المستخدمة في علاج الأزمات النفسية وخصوصاً في مجتمعات إسلامية
لها خصوصيات وقيم فإن على المعالج النفسي سواء كان معالجاً أو اختصاصياً
الاستعانة ببعض الأساليب والمآثر الإسلامية التي تساعده على الاستفادة
الممكنة ومنها:
1- تعميق العقيدة الإيمانية والتوحيدية وترسيخها في النفوس والتي ستؤدي
بالطبع إلى تقويم الشخصية والسلوك.
2
- الحث على تأدية العبادات المختلفة التي تساعد على التخلص من كثير من
العادات السيئة السابقة.
3- الحث على تعلم الصبر وهي الخصلة التي تعلم وتساعد على تحمل المشاق.
4- الحث على المواظبة على ذكر الله مما يزيد من شعور الإنسان أنه قريب من
الله، وفي حمايته ورعايته فيغمره الشعور بالأمن.
5- الحث على الاستغفار والتوبة مما يساعد على التخلص من القلق الناشئ عن
الشعور بالذنب.
6- تعديل السلوك باستخدام مجموعة من الأساليب الفعالة مثل التدرج في تعديل
السلوك الذي استخدمه القرآن في علاج متعاطي الخمر والربا واستخدام أسلوب
إثارة الدافع بالترغيب والترهيب والتعليم بأسلوب القدوة الحسنة في مجمل
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم أساساً لهداية الناس ولدعوتهم، إلى
عقيدة التوحيد وتعليمهم قيماً سامية في التفكير والحياة.. ولإرشادهم إلى
السلوك السوي السليم الذي فيه صلاح الإنسان وخير المجتمع ولتوجيههم إلى
الطرائق الصحيحة لتربية النفس وتنشئتها التنشئة السليمة. قال الله تعالى: {يا
أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة
للمؤمنين} (فديننا الإسلامي الحنيف يبعث على هدوء النفس.. واستقرارها
وتهذيبها وتأديبها. وتؤدي العبادات جميعها قولاً وفعلاً إلى إحساس النفس
بالراحة والرضا كما تؤدي إلى التخلص من مشاعر الإثم والذنب والقلق والتوتر
والصراع والغضب والضيق والوهم والشك والريبة والكره والبغض:
ونحن نعيش هذا العصر نمط حياة ذات نظام معين بما فيه من أعباء وسرعة
وتعقيدات وتوالي الاختراعات التكنولوجية وتقدمها بشكل مذهل فهذه أسباب
بالطبع تركت آثارها على المجتمع وتسببت بلا شك في وجود اضطرابات نفسية
يتعرض لها بعض الناس ويتعرضون للكثير من الضغوط الانفعالية والصراع
النفسي. لذا ينتج عنها الإصابة بالمرض النفسي فإن الإيمان بالله تعالى
وتوحيده وعبادته عامل أساس وهام في علاج المرض النفسي وتحقيق الصحة
النفسية للإنسان. ويجعل الإنسان أكثر ثقة بنفسه وأكثر قدرة على الصبر
والمصابرة وتحمل متاعب الحياة وعلى الشعور بالرضا والقناعة والطمأنينة.
قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
وتساعد فكرة القضاء والقدر الإنسان على تحمل ما قد يصيبه من مصائب الدهر
فلاً يلوم نفسه ويؤنبها ويعنفها ولا يشعر بالحسرة واليأس والضغوط. قال
تعالى: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل
شيء عليم} الآية.
والإيمان بالله يدفع عن صاحبه كل مشاعر الخوف من أي قوة في هذه الحياة..
لأنه على ثقة أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله وشاء. قال تعالى: {إن الذين قالوا
ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}.
والإيمان بالله يدفع بصاحبه أيضاً إلى الشعور بالرضا.. والقناعة لعلمه أن
الأرزاق بيد الله تعالى وهو الذي قسمها وقدرها بين الناس. قال تعالى: {الله
يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} الآية.
كذلك الإيمان بالله يساعد صاحبه على عدم الشعور بالخوف من فكرة الموت
بعكس الإنسان الملحد الذي تؤدي فكرة الموت في نفسه إلى هاجس.. أو
وسواس الموت من مجرد تردد فكرة الموت على ذهنه ويصبح الموت عنده شبحاً
مفزعاً.
قال تعالى: {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم
الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} الآية.
والمؤمن يعلم أن ما يصيبه من سراء أو ضراء إنما هو مقدر من الله وابتلاء منه
حتى يعلم سبحانه وتعالى من سيحمده.. ومن سيكفر فالمؤمن لا يجزع.
والدين الإسلامي الحنيف يقوم على إبعاد مشاعر الإثم والذنب وتأنيب الضمير
ولوم الذات.. فالاستغفار وطلب المغفرة من شأن المؤمن في حالة ارتكابه خطأ.
قال تعالى: {ومن يعمل سوءاً أويظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً
رحيماً} الآية.
ومن خصائص العلاج النفسي الإسلامي.. أنه يعتمد على ترسيخ الإيمان في
نفسية الفرد.. فالإيمان قيمة علاجية ووقائية ومن خصائصه أيضاً أنه يخدم كرامة
الإنسان ويعتمد على بث المبادئ الخلقية ويدعو الفرد إلى القيم والمبادئ
السائدة في المجتمع. كذلك من خصائصه أنه يقدم المساعدة للفرد والثقة
بالنفس، كما يقوم على أساس إقناعي للمريض بالحلول المنطقية العقلية
ويستهدف تعديل سلوك الفرد في إطار «الإسلام الدين المعاملة» ولا يعتمد
الأسلوب الإسلامي على الأمور الفلسفية أو الوهمية لذا فإنه علاج واقعي.
ونستطيع القول أن العلاج النفسي بشكل عام يستهدف إعادة تكيف الفرد مع
نفسه.. ومع البيئة التي يعيش فيها مما يساعده على مواجهة الأزمات..
والتوترات.. والعقد والأمراض كالقلق والاكتئاب أو توهم المرض.
وهناك مناهج كثيرة تستخدم في العلاج النفسي الحديث.. بعد تشخيص دقيق
للتعرف على المرض وأسبابه ومن هذه المناهج على سبيل المثال:
مدرسة التحليل النفسي، والأسلوب السلوكي، وأسلوب العلاج المتمركز حول
العميل، وأساليب أخرى للعلاج باللعب، والعمل، والرسم، والموسيقى وغيره.
أما العلاج أو الأسلوب الديني الإسلامي في علاج الأمراض النفسية «محور
حديثنا» فإنه يستهدف تكوين الفرد المؤمن القوي السليم المعافى ويستهدف
شفاء النفوس أو القلوب مما يصيبها من علل أو أمراض.
والقرآن الكريم أنزله الله تعالى على عباده وماله من الأثر الكبير في شخصيات
الناس ووضع أسس جديدة لنظام حياة الإنسان الشخصية. ونظام العلاقات
الإنسانية. فالتقوى والعبادة.. والإيمان بعقيدة التوحيد والتي من شأنها
مساعدة الفرد في التحكم في دوافعه.. وانفعالاته.. وسيطرته على ميوله
وشهواته.
وللدين الإسلامي الحنيف أثر كبير في تربية شخصيات الناس وتغيير سلوكهم،
وتعديل السلوك كما نعلم له أثر في تحقيق صحة نفسية أفضل ونشير هنا إلى
تأثير بعض العيادات في شخصية الفرد.
أولاً: العلاج النفسي بالصلاة:
للصلاة تأثير فعال في علاج الإنسان من الهم، والقلق، فوقوف الإنسان في
الصلاة أمام ربه في خشوع واستسلام وفي تجرد كامل عن مشاغل الحياة..
ومشكلاتها إنما يبعث في الإنسان الهدوء والسكينة، ويقضي على القلق وتوتر
الأعصاب الذي أحدثته ضغوط الحياة ومشكلاتها، وللصلاة تأثير فعال في علاج
الشعور بالذنب الذي يسبب القلق الذي يعتبر الأصل في الكثير من الأمراض
النفسية. إن وقوف الإنسان في الصلاة أمام الله سبحانه وتعالى في خشوع
وتضرع يمده بطاقة روحية تبعث فيه الشعور بالصفاء الروحي، والاطمئنان
القلبي، والأمن النفسي. ففي الصلاة لا ينشغل الإنسان إلا بمولاه فقط وينصرف
عن مشكلات الدنيا وهمومها وآلامها وعدم التفكير فيها أثناء الصلاة.. ففي هذه
الحالة يبعث في الإنسان حالة «الاسترخاء التام» وكما نعلم أن الاسترخاء وسيلة
من وسائل العلاج النفسي. فإذا أُدّيت الصلاة بشكل صحيح وخشوع تام فإن
عملية الاسترخاء ستتحقق خلال هذه الشعيرة الإسلامية وتتحقق خمس مرات في
اليوم. والاسترخاء كما نعلم من الوسائل التي يستخدمها المعالجون
والاختصاصيون النفسيون في علاج الأمراض النفسية لمساعدة الفرد في التغلب
والتخلص من التوتر العصبي الذي تسببه ضغوط الحياة. أضف إلى ذلك فإن
ذهاب الفرد إلى المسجد واختلاطه بالجماعة والتعرف على جيرانه فيؤثر ذلك
على تفاعله مع المجتمع وتكوين علاقات اجتماعية سليمة. والذهاب إلى المسجد
والعودة منه وغيره سلوك شخصي يتكرر في اليوم خمس مرات فيتغير نمط
الحياة الذي كان يشكو منه ويستسلم لبعض الهموم والقلق.
ثانياً: العلاج النفسي بالصيام:
في الصيام تربية، وتهذيب، وتدريب للإنسان على مقاومة شهواته والسيطرة
عليها. واستمرار التدريب على ضبط الشهوات والسيطرة عليها مدة شهر في عام
سيؤدي إلى تعليم الإنسان قوة الإرادة.. وصلابة العزيمة في شهواته وسلوكه
العام في الحياة.. ففي الصيام تدريب على السيطرة على الدوافع والانفعالات..
أضف إلى ذلك فإن في الصيام فائدة طبية علاجية من الأمراض البدنية ونعلم أن
صحة الإنسان البدنية لها تأثير في صحته النفسية.
ثالثاً: العلاج النفسي بالحج:
الحج يعلم الناس الصبر على تحمل المشاق ويدربه على جهاد النفس والتحكم في
شهواتها، لأن الحاج لا يباشر النساء، ولا يشاحن ولا يسب ولا يؤذي أحداً والحج
يعالج الكبر والزهو، والعجب بالنفس، والتعالي على الناس فجميع الناس في
الحج سواسية.
رابعاً: العلاج النفسي بالصبر:
المؤمن الصابر لا يجزع لما يلحق به من أذى، ولا يضعف أو ينهار إذا ألمت به
مصائب الدهر وكوارثه.. والمؤمن يعلم أن ما يصيبه في الحياة الدنيا إنما هو
ابتلاء من الله ليعلم الصابرين منا.
قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس
والثمرات وبشر الصابرين} الآية.
خامساً: العلاج النفسي بالذكر:
المؤمن يرتبط مع خالقه في صلاته وصيامه وكل أعمال الخير يختتمها دائماً
بالدعاء، وذكر الله بالتسبيح والتكبير والاستغفار والدعاء وتلاوة القرآن تؤدي
إلى تزكية نفسية وصفائها وشعورها بالأمن والطمأنينة.
سادساً: العلاج النفسي بقراءة القرآن:
القرآن الكريم يساعد الإنسان على التغلب على التوتر والقلق من خلال قراءة
القرآن وتنزل السكينة على الإنسان حينما يقرأ القرآن بتجرد وإخلاص وبتوجه
كامل إلى الله.
سابعاً: العلاج النفسي بالتوبة:
شعور الإنسان بالذنب يسبب له شعوراً بالقلق مما يؤدي إلى نشوء أعراض بعض
الأمراض النفسية فالقرآن الكريم يمدنا بأسلوب فريد وناجح في علاج الشعور
بالذنب ألا وهو «التوبة» فالتوبة إلى الله تعالى تغفر الذنوب وتقوي في
الإنسان الأمل في رضوان الله فتخفف من حدة قلقه، والتوبة تدفع بالإنسان إلى
إصلاح الذات وتقويمها حتى لا يقع مرة أخرى في الأخطاء والمعاصي.
فإذا ما اعتقدنا أن الأسلوب الإسلامي الديني في العلاج النفسي هو أفضل
الأساليب المستخدمة في علاج الأزمات النفسية وخصوصاً في مجتمعات إسلامية
لها خصوصيات وقيم فإن على المعالج النفسي سواء كان معالجاً أو اختصاصياً
الاستعانة ببعض الأساليب والمآثر الإسلامية التي تساعده على الاستفادة
الممكنة ومنها:
1- تعميق العقيدة الإيمانية والتوحيدية وترسيخها في النفوس والتي ستؤدي
بالطبع إلى تقويم الشخصية والسلوك.
2
- الحث على تأدية العبادات المختلفة التي تساعد على التخلص من كثير من
العادات السيئة السابقة.
3- الحث على تعلم الصبر وهي الخصلة التي تعلم وتساعد على تحمل المشاق.
4- الحث على المواظبة على ذكر الله مما يزيد من شعور الإنسان أنه قريب من
الله، وفي حمايته ورعايته فيغمره الشعور بالأمن.
5- الحث على الاستغفار والتوبة مما يساعد على التخلص من القلق الناشئ عن
الشعور بالذنب.
6- تعديل السلوك باستخدام مجموعة من الأساليب الفعالة مثل التدرج في تعديل
السلوك الذي استخدمه القرآن في علاج متعاطي الخمر والربا واستخدام أسلوب
إثارة الدافع بالترغيب والترهيب والتعليم بأسلوب القدوة الحسنة في مجمل