المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كأنك تميل إلى الاستشفاع بالصالحين ؟



عماد
02-14-2005, 03:26 PM
سؤال37: كأنك تميل إلى الاستشفاع بالصالحين ؟
جواب37: نعم ، لكن في حياتهم وبطلب الدعاء منهم كما ورد في الشرع فقط.أما الاستشفاع بالموتى فلا نقول بتكفير قائله وإخراجه من الملّة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحداً من أصحابه أن يستشفع بأحد الشهداء ، ثم إن إستشفاع عمر بالعباس إغلاق لباب يؤدي إلى الشرك وافقه عليه الصحابة الكرام فأصبح إجماعا ً، فلا ينبغي لمؤمن أن يفتح ذلك الباب ، وقد قلت لك سابقاً أن الله سبحانه أرسل رسله ليصرفوا وجوه عباده إليه لا لغيره فافهم سر التوحيد. لنعد إلى موضوعنا ، فالمشركون اتبعوا أهواءهم بغير هدى من الله فانظر إلى هذه الصورة التي أوردها الله سبحانه من جدال المشركين ، قال الله تبارك وتعالى : "قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون. سيقولون لله. قل أفلا تذكرون. قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. سيقولن الله. قل أفلا تتقون. قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يُجار عليه إن كنتم تعلمون. سيقولن الله ، قل فأنى تسحرون". ففي الآية الأولى يعترفون بأن المالك هو الله ، وفي الآية الثانية يعترفون بأن الرب هو الله وفي الآية الثالثة يعترفون بأن المتصرف بالكون هو الله. وهم مع ذلك يصّرون على عبادة غير الله مع الله ولهذا كانت حجتهم داحضة متهافتة ساقطة ، وأنهم لعبادة غير الله وبإشراكهم مع الله قد سفهوا أنفسهم، قال الله تعالى : "ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلا من سَفِه نفسه"، وليس معنى هذا هو التفريق بين الرب والإله ، لأن العرب كلما سئلوا قالوا الله ، والله معناه الإله ، فهم يعترفون بأن الرب هو الإله ، ولكنهم يجعلون مع الله آلهة أخرى سفهاً وتعصباً لدين آبائهم ، قال سبحانه : "ما كان حجتهم إلا أن قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون"، ولا نستطيع أن نستنتج من هذا أن المشركين فرقوا فاعترفوا بتوحيد الرب ولم يعترفوا بتوحيد الإله بدليل أن الرب هو الخالق الرازق– وقد كانوا يطلبون الخير ودفع الضر من الأصنام فأقام الله سبحانه عليهم الحجة بقوله سبحانه "يا أيها الناس ضُرب مثل فاستمعوا له ، إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له ، وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضَعُفَ الطالب والمطلوب"، وقوله سبحانه "ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم وكان الكافر على ربه ظهيرا" فانظر إليهم في الآيات السابقة يعترفون أن كل شيء لله وكل تصرف في الكون بيد الله وانظر إليهم في هذه الآيات التي تدفع اعتقادهم الباطل بأن الأصنام تنفع وتضر.
....... الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله