المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَلِمَاتٌ مِنَ التَّوْرَاةِ تُنْسَبُ خَطَأً إِلَى النَّبِيِّ



تلميذ العقيدة
12-22-2007, 09:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحديث المتواتر لفظًا ((من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعدهُ من النار))

((من حدّث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه.

تنبيه وتحذير:
كَلِمَاتٌ مِنَ التَّوْرَاةِ تُنْسَبُ خَطَأً إِلَى النَّبِيِّ ( ص ):
كَلِمَاتٌ وَجَدَهَا كَعْبُ الأَحْبَارِ مَكْتُوبَةً فِي التَّوْرَاةِ فَكَتَبَهَا:
{يَا ابْنَ آدَمَ!: لاَ تَخَافَنَّ -[تَخَفْ]- مِنْ ذِي سُلْطَانٍ مَا دَامَ سُلْطَانِي بَاقِيًا، وَسُلْطَانِي لاَ يَنْفُدُ -[لاَ يَزُولُ]- أَبَدًا. يَا ابْنَ آدَمَ!: لاَ تَخْشَ مِنْ ضِيقِ الرِّزْقِ مَا دَامَتْ خَزَائِنِي مَلآنَةٌ -[مَمْلُوءَة]- وَخَزَائِنِي لاَ تَنْفَدُ أَبَدًا. يَا ابْنَ آدَمَ!: لاَ تَأْنَسْ بِغَيْرِي –لا تَطْلُبْ غَيْرِي]، وَأَنَا لَكَ، فَإِنْ طَلَبْتَنِي، وَجَدتَّنِي، وَإِنْ أَنِسْتَ بِغَيْرِكَ، فُتُّكَ وَفَاتَكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ. -[وَإِنْ فُتَّنِي، فُتُّكَ، وَفَاتَكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ]-.
يَا ابْنَ آدَمَ!: خَلَقْتُكَ لِعِبَادَتِي –[لِلْعِبَادَةِ]- فَلاَ تَلْعَبُ، وَقَسَمْتُ [لَكَ] رِزْقَكَ؛ فَلاَ تَتْعَبُ، وَفِي أَكْثَرَ مِنْهُ فَلاَ تَطْمَعُ، وَمِنْ أَقَلَّ مِنْهُ فَلاَ تَجْزَعُ؛ فَإِنْ أَنْتَ رَضِيتَ بِمَا قَسَمْتُهُ لَكَ، أَرَحْتَ قَلْبَكَ وَبَدَنَكَ، وَكُنْتَ عِنْدِي مَحْمُودًا، وَإِنْ لَمْ تَرْضَ بِمَا قَسَمْتُهُ لَكَ، فَوَعِزَّتِي وَجَلاَلِي لأُسَلِّطَنَّ عَلَيْكَ الدُّنْيَا تَرْكُضُ فِيهَا رَكْضَ الوُحُوشِ فِي البَرِّ -[كَمَا يَركُضُ الوَحشُ فِي البَرِّيَّةِ]-، وَلاَ يَنَالُكَ –[ثُمَّ لاَ يَكُونُ لَكَ]- مِنْهَا إِلاَّ مَا قَدْ قَسَمْتُهُ لَكَ، وَكُنْتَ عِنْدِي مَذْمُومًا. يَا ابْنَ آدَمَ!: خَلَقْتُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِيْنَ السَّبْعَ، وَلَمْ أَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ، أَفَيُعْيِينِي رَغِيفٌ -[رَغِيفُ عَيْشٍ]- أَسُوقُهُ لَكَ مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ؟!. يَا ابْنَ آدَمَ: أَنَا لَكَ مُحِبٌّ، فَبِحَقِّي عَلَيْكَ كُنْ لِي مُحِبًّا. يَا ابْنَ آدَمَ!: لاَ تُطَالَبَنِي بِرِزْقِ –[تَسْأَلْنِي رِزْقَ]- غَدٍ، كَمَا لاَ أُطَالِبُكَ بِعَمَلِ -[لَمْ أَطْلُبُ مِنْكَ عَمَلَ]- غَدٍ.
-[يَا ابْنَ آدَمَ!: لمْ أَنْسَ]- فَإِنِّي لَمْ أَنْسَ مَنْ عَصَانِي، فَكَيْفَ مَنْ أَطَاعَنِي؟! وَأَنَا –[رَبٌّ رَحِيمٌ وَ]- عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ!!}.
تخريج النص:
هذا النَّصُ، أَو بَعْضُهُ، يُطْبَعُ وَيُوَزَّعُ وَيُكتَبُ عَليهٍ: {عَنِ النَّبِيِّ ( ص ) أَنَّهُ قَالَ: قَالَ اللهُ }: وَيُكْتَبُ بَعْدَهُ كَذِبًا وَزُورًا وَتَدْلِيسًا؛ لِيَرُوجَ الكَذِبُ: {عَنْ أَحمَدَ والتِّرْمِذِيِّ وَابْنِ مَاجَةَ}، ولَمْ يَنْسُبْهُ أَحَدٌ مِنَ العُلَمَاءِ، أَوِ المُصَنِّفِينَ فِي كُتُبِهِم –بِحَسَبِ اطَِّلاعِي- إِلَى النَّبِيِّ ( ص ) ، وَإِنَّمَا نَسَبُوهُ إِلَى كَعْبٍ نَقْلاً عَنِ التَّورَاةِ، وَمِنْهُم:
ذكره الأبشيهي في المستطرف، في الفصل الأول: في التوكل على الله تعالى، ص: 154: وروي أن هذه الكلمات وجدها كعب الأحبار مكتوبة في التوراة فكتبها وهي: {يَا ابْنَ آدَمَ!: لاَ تَخَافَنَّ.. يا ابن آدم! خلقتك لعبادتي... –فذكره، وزاد في آخره:- عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَبِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ!!}. وقال ابن تيمية: مجموع الفتاوى 2/188 [الشاملة 2] [8/52 الحرمين]: وَفِي حَدِيثٍ إسْرَائِيلِيٍّ... وابن القيم في الجواب الكافي ص:141. وابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:58): وقد ورد في بعض الكتب الإلهية: يقول الله تعالى: {ابْنَ آدَمَ! خَلَقْتُك لِعِبَادَتِي فَلَا تَلْعَبْ، وَتَكَفَّلْت بِرِزْقِك فَلاَ تَتْعَبْ، فَاطْلُبْنِي تَجِدْنِي؛ فَإِنْ وَجَدْتنِي وَجَدْتَ كُلَّ شَيْءٍ؛ وَإِنْ فُتُّك فَاتَك كُلُّ شَيْءٍ وَأَنَا أَحَبُّ إلَيْك مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}. وحقي في تفسيره: (7/59) (سورة النحل: 71).
وبناء عليه، وعلى عدم وجوده في كتب الأحاديث الأصيلة المسندة، وعدم وروده في موسوعات وكتب الأحاديث القدسية، فلا تصح نسبته إلى النبي ص، ومن فعل ذلك بعد العلم بحال هذا القول، فهو تحت طائلة الوعيد الشديد الوارد فيمن كذب على رسول الله ( ص ).

ومما ينسب إلى النبي ( ص ) وليس بحديث حيث لا يوجد في كتب الحديث. ويذكر عقبه أن البخاري أخرجه، كذبا وتزويرا. ما يُعَلَّق في المساجد ويجب على المسلم الحذر منه، ومن أمثاله من أحاديث القصاص:
أنَّ رسول الله ( ص ) قال: "يأتي يوم القيامة أقوام يكون إيمانهم عجبا، يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، يقال: بشراكم اليوم سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين، فقال الصحابة: أومنا يا رسول الله؟ قال: لا، بل أنتم أصحابي، وهو أحبابي. هؤلاء يأتون بعدكم؛ فيجدون كتابا عطله الناس وسنة أماتوها، فيقبلون على الكتاب والسنة يقرؤونها، ويتعلمونها، ويعلمونها الناس، ويلاقون في سبيلها من العذاب أشدّ وأعنف مما لاقيتم. إن إيمان أحدهم بخمسين منكم، وإن شهيد أحدهم بخمسين من شهدائكم. قالوا: أومنا يا رسول الله؟! قال: نعم منكم. فأنتم تجدون على الحق أعواناً، وهم لا يجدون على الحق أعواناً، وهم في أكناف بيت المقدس، فيحاطون من الظالمين من كل مكان، وهم في هذا الظرف يأتي نصر اللهِ، وستكون عزة الإسلام على أيديهم، ثم قال: اللهم انصرهم واجعلهم رفقائي على الحوض".

ناصر الشريعة
12-24-2007, 12:02 AM
جزاك الله خيرا أخي تلميذ العقيدة على التنبيه العلمي المفيد .

تلميذ العقيدة
12-24-2007, 06:00 PM
بـارك الله فيك ناصر الشريعة أخاً طيباً مبـاركاً إن شاء الله

حفظك الله وإخواننا جميعاً

طويلب علم
12-27-2007, 02:34 AM
سلمت يمناك اخي الكريم وجزاك الله عني خيرا

تلميذ العقيدة
01-01-2008, 10:34 AM
حياك الله " طالب العلم " بارك الله في علمك إن شاء الله

أخوك