المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عظماء اللغة العربية



ابن حزم
02-15-2005, 07:58 PM
سيكون هذا الموضوع نبذة عن عظماء اللغة العربية والذين اثروا اللغة بمؤلفاتهم وكتاباتهم ؛ الفكرة والتعريف نقلاً عن منتدى الفصيح .

الخليل بن أحمد

فهو أبو عبد الرحمن بن أحمد البصري الفرهودي الأزدي

سيد أهل الأدب قاطبة في علمه وزهده .. والغاية في تصحيح القياس واستخراج مسائل
النحو وتعليله.

وأخد عنه سيبويه وعامة الحكاية في كتاب سيبويه عن الخليل فكلما قال سيبويه : سألته وقال

من غير أن يذكر قائله فهو الخليل بن أحمد .

وأخذ عنه أيضا النظر بن شميل وأبو فيد مروج السدوسي وعلي بن نصر الجهضمي وغيرهم

وكان أول من حصر أشعار العرب وكان يقول البيتين والثلاثة ونحوها في الأداب

مثل ماروي عنه أنه كان يطقع العروض فدخل عليه ولده في تلك الحالة فخرج إلى الناس وقال :أبي قد جن

فدخل الناس عليه فرأوه يقطع العروض .. فأخبروه بما قال ابنه فقال له :

لو كنت أعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت تعلم ماتقول عذلتكا

لكن جهلت مقالتي فعلذتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا


وكان رحمه الله من الزهاد في الدني المعرضين عنها

ويحكي أنه قال : إن لم تكن هذه الطائفة (( يعني أهل العلم )) أولياء الله تعالي فليس لله ولي

ويروى عن سفيان الثوري أنه قال : من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد

ويروى عن النظر بن شميل أنه قال : كنا نمثل بن ابن عون والخليل بن أحمد أيهما نقدم في الزهد والعبادة ؟؟ فلا ندري أيهما نقدم

وكان يقول النظر : ما رأيت رجلا أعلم من السنة بعد ابن عون من الخليل بن أحمد


وكان يقول : أُكلت الدنيا بعلم الخليل بن أحمد وكتبه وهو في جص لا يشعر به أحد


الجص : البيت من القصب

ومايحكى عنه في العلم والزهد أشهر من أن ينشر . .. وأظهر من أن يذكر

توفي سنة ستين ومائة من الهجرة رحمه الله تعالى

المهندس
04-19-2005, 10:06 PM
الأستاذ الكريم / ابن حزم

شكرا على هذا الموضوع الذي يعرف بعلم متميز من أعلام اللغة العربية
فجزاك الله خيرا.

ولكن أنبه أن بيتي الشعر الذين قالهما الخليل لابنه بهما خطأ ومعناهما لا يستقيم هكذا، وصحتهما:
لو كنتَ تَعلمُ ما أقولُ عَذَرْتَني * أو كنتُ أجهلُ ما تقولُ عَذَلْتُكا
لكنْ جهلتَ مقالتي فعَذَلْتَني * وعلِمْتُ أنكَ جاهلٌ فعَذَرْتُكا

ابن حزم
04-21-2005, 11:40 PM
جزيت خيراً على التصحيح
وهذه السلسلة كان بها اسماء اخرى ولكن ضاعت مع الاختراق الذى تعرض له المنتدى ، ولعلك تساعدنى فى هذا الموضوع اخى بطرح ما لديك عن عظماء اللغة :)::

ابن حزم
04-22-2005, 12:05 AM
سيبويه

اشتهر بلقبه سيبويه ، و هو لقب أعجميّ يدلّ على أصله الفارسي ، و اسمه عمرو بن عثمان بن قنبر ، من موالي بني الحارث بن كعب .
وُلِدَ بقريةٍ من قرى شيراز تُسَمّى البيضاء ، و فيها أو في شيراز تلقّنَ دروسه الأولى ، و طمحت نفسه للاستزادة من الثقافة الدينية ، فقدم البصرة و هو لا يزال غلاماً ناشئاً ، و التحق بحلقات الفقهاء و المحدّثين ، و لزم حلقة حماد بن سلمة ابن دينار المحدث المشهور حينئذ ، و حدث أن لفته إلى أنه يلحن في نطقه ببعض الأحاديث النبوية ، فصمّم على التزوّد أكبر زاد بشئون اللغة و النحو ، و لزم حلقات النحويين و اللغويين و في مقدّمتهم عيسى بن عمر و الأخفش الكبير و يونس ابن حبيب ، و اختصّ بالخليل بن أحمد ، و أخذ منه كل ما عنده في الدراسات النحوية و الصرفية ، مستملياً و مدوّناً ، و اتبع في ذلك طريقتين : طريقة الاستملاء العادية ، و طريقة السؤال و الاستفسار ، مع كتابة كل إجابة و كل رأي يدلى به و كل شاهد يرويه عن العرب ، و بذلك احتفظ بكل نظراته النحوية و الصرفية .

و لم تذكر البادية أنه رحل إلى البادية في طلب اللغة و السماع عن العرب و مشافهتهم ، غير أن ما يتردّد في كتابه عن مثل قوله :"سمعنا بعض العرب تنشد هذا الشعر " و "سمعنا من العرب" و "هو كثير في جميع لغات العرب" و"عربيٌّ جيّد" و "قد سمعناهم" و "قال قومٌ من العرب ترضى عربيتهم " و "سمعنا من العرب من يوثق بعربيته" ...يدلّ -في رأينا- على أنه رحل إلى بوادي نجد و الحجاز مثل أستاذه الخليل .
و الكتاب يفيض بسيولٍ من أقوالِ العرب و أشعارهم ، لا يرويها عن شيوخه ، و هي بدوره تؤكد ، بل تحتم أنهه رحل إلى ينابيع اللغة و النحو يستمد منها مادة و عتاداً فصيحاً صحيحاً

و لما توفى الخليل خلّفه -على ما يظهر- في حلقته ، إذ نجد كتب طبقات النحاة تنصّ على طائفةٍ من تلاميذه مثل الأخفش الأوسط و قُطرُب.
و أكبّ على تصنيف الكتاب ، و سرعان ما أخذ نجمه يتألق لا في البصرة دار النحو فحسب ، بل أيضاً في بغداد ، و رحل إليها طامحاً إلى الشهرة في حاضرة الدولة .
و حدث أن التقى بالكسائي مقرئ الكوفة و مؤدب الأمين بن الرشيد ، و كان ذلك في دار يحيى البرمكي ، و قيل بل في دار الرشيد . و يقال إنه لقيه قبل الكسائي في دار يحيى البرمكي ، و قيل بل في دار الرشيد ، و يقال إنه لقيه قبل الكسائي بعض أصحابه : الأحمر و هشام و الفراء ليوهنوا منه . و لم يلبث صاحبهم أن تعرّض له بالسؤال في المسألة الزنبورية ، إذ قال له كيف تقول : "قد كنت أظن أن العقرب أشدُّ لسعةً من الزنبور فإذا هو هي أو فإذا هو إياها؟"
فقال سيبويه : فإذا هو هي ، و لا يجوز النصب . قال الكسائي :لحنتَ ، العرب ترفع ذلك كله و تنصبه . فدفع سيبويه قوله ، و طال بينهما الجدال ، و كان بالباب نفرٌ من الحطمة النازلين ببغداد ، ممن ليسوا في درجةٍ عاليةس من الفصاحة ، فطلب الكسائيّ سؤالهم ، و لما سُئلوا تابعوه في رأيه . فانكسر سيبويه كما يقول الرواة ، و إن كنّا نتهم قولهم لأن الحق كان في جانبه لما يقتضيه القياس في هذا الموضع ، و لأنه يطّرد الرفع فيه في آي الذكر الحكيم من مثل : ( و نزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ) (فإنما هي زجرة واحدة) (فإذا هم خامدون) و كأنها هي و ما بعدها مبتدأ و خبر . أما النصب فيكون على الحالية و توجيهه ضعيف ، و كان سيبويه و نحاة البصرة يُهددرون ما يجري على لسان عرب الحطمة لما دخل على سلائقهم من ضعفٍ بسبب إقامتهم في الحاضرة ، بل لقد كانوا يهدرون ما جاء على ألسنة بعض البدو من لغاتٍ شاذة لا تجري مع القياس المستنبط من كثرة ما يدور على ألسنة الفصحاء كالجرّ بلعل و الجزم بلن . و لا بد أن سيبويه شرح ذلك في حواره و مناظرته مع الكسائي ، و إن كان الرواة للحادثة لم يدوّنوه . و يقال إن يحيى الربمكي أجازه بعشرة آلاف درهم .
و يظهر أنه لم تطب له الإقامة في بغداد فولى وجهه نحو موطنه ، غير أن الموت عاجله في شيراز ، و قيل في همذان أو ساوة ، و اختلف الرواة في تاريخ وفاته ، و الأرجح أنه توفى سنة 180 للهجرة .

المهندس
04-22-2005, 01:21 AM
استمر وفقك الله ونحن متابعون
أما عن تصحيح البيتين فلأنني كنت قد قرأتهما سابقا في كتاب:
(مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي) لأحمد قبش