المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفيضان الإسلامي ينتشل الرأسمالية الجشعة



محارب الروافض
12-28-2007, 01:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

لنبدأ هكذا ...

هل المال يفرخ مالا دون أي جهد يا ترى .؟

أم أن استثمار المال وتنميته وتوزيع الفائدة على قنوات متعددة لدرجة تجعل إحصائها ضربا من ضروب الخيال أحيانا ؟

هذان السؤالان هما مدخل موضوعنا والذي نطمح من خلاله طموحات متعددة ومتنوعة لا تخرج عن إطار الفائدة للجميع .

عرفت البشرية البنوك المنظمة أول مرة عام 1157 مــ وذلك في مدينة البندقية في إيطاليا وكلمة بنك كلمة إيطالية وتعني المنضدة أو الطاولة .

ولكن نموذج البنوك الأوروبية الفعلي كان متمثلا في بنك أمستردام الدولي المؤسس عام 1609 مــ .

تبنت المصارف أو البنوك منذ تأسيسها فلسفة المال يولد المال وهذه الفلسفة عند العقلاء تعني الدمار والشنار .
العقلاء يعلمون جيدا أن المال لا يولد المال وأن نماءه لا يكون إلا باستثماره وتنميته .
ولكن الحال في البنوك التقليدية غير ذلك وهذا طبعا يعود للطمع الذي يؤدي إلى زيادة الأغنياء غنى وزيادة الفقراء فقرا وغما .

فلسفة البنوك التقليدية المالية باختصار :
((( لا اقتصاد بلا بنوك ، ولا بنوك بلا فوائد )) .

ولكن يتوضح بشدة عزم هذه المصارف العالمية العريقة على تغيير أجندتها نظرا لإحساسها الواضح بركاكة هذه الفلسفة التي لا تتفق مع العقل والمنطق والفهم السليم .

فهل يريد (سيتي بانك ) الأمريكي من فتحه فرعه الإسلامي في المنامة العاصمة البحرينية إضاعة الجهد والمال والتاريخ العريق والمشرف بجعله هذا الفرع مخصصا للمعاملات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية أم أنه أدرك ولو متأخرا نجاح الفلسفة الإقتصادية الإسلامية التي تؤكد أن الأموال لا تزيد ولا تتنامى إلا بالإستثمار المدروس ؟؟

ما لنا نشاهد الإصرار البريطاني على جعل العاصمة البريطانية لندن قبلة المصارف الإسلامية ؟

لماذا سارع البنك العقاري الكويتي إلى التحول إلى بنك إسلامي يسمى حاليا البنك الدولي ؟

هل نعتبر قرار البنك الوطني في الكويت افتتاح فرعا كاملا للمعاملات المصرفية الإسلامية فقط قرارا متعجلا خاطئا مع العلم أنه يصنف كأفضل بنك في الشرق الأوسط ؟؟

ما هو سر التنامي الهائل والتوسع المبهر لمؤسسة مصرفية إسلامية اسمها بيت التمويل الكويتي هذا الأخطبوط الإقتصادي الجبار والذي وصل به الحال إلى تأجير طائرات نقل الركاب للخطوط الجوية البريطانية أحد أفضل وأنجح خطوط الطيران في العالم على الإطلاق ؟

لم يتوقف هذا الأمر إلى هذا الحد بل تنامى إلى خروج شركات مالية إسلامية ناجحة من رحم بيت التمويل الكويتي وبإدارة تنشأت في هذا الصرح الضخم .


النجاح المتوالي النظير لم يكن وليد الصدفة ولا ضربة حظ ناجحة .
بل كان نتيجة فكر متوازن رصين ومتكامل وتطبيق دقيق ومرن بإحكام وإيمان وتفان .

المصارف الإسلامية بشكل عام لا تمارس أجندتها بكامل حريتها لأنها في النهاية تعمل تحت مظلة البنوك المركزية التي تمارس هيمنتها والتضييق عليها حتى لا تجر البساط من تحت البنوك الربوية التي إن جاملناها أطلقنا عليها لقب البنوك التقليدية .

لولا هذه الضغوطات والقرارات والتنظيمات التي تحد من هذا التنامي المدهش لتحققت المعجزات التي تفوق خيال وقدرات صانعي قرار البنوك التقليدية الجشعين .

مع كل ذلك.... التوجه العالمي الإقتصادي يتجه وباندفاع نحو العمل وفق المبادئ الإقتصادية الإسلامية بعد تيقنهم من عدم جدوى فلسفتهم ونجاح الفلسفة الإقتصادية الإسلامية على أرض الواقع الذي أصبح مريرا عند البعض .

النظام المصرفي الإسلامي قائم على مبدأ القرض الحسن من العميل إلى المصرف في حالة الحسابات الجارية وهذا لا يحتمل الربح أو الخسارة.
قائم على مبدأ المشاركة في الودائع الإستثمارية بأنواعها فالمضاربة تحتمل الربح أو الخسارة والواقع يحاكي الإمتداد المهول للأرباح .

النظام المصرفي الإسلامي نظام نافع لأكثر من قناة
فعندما يقوم مجموعة من العملاء بإيداع مبالغ كودائع فإن المصرف الإسلامي يسارع باستثمارها وتنميتها
هذا الإستثمار يتطلب يدا عاملة تقوم المؤسسة المالية بتوظيفها ويتطلب التعامل مع عدة قنوات كقناة توفر مواد البناء إن كانت العملية الإستثمارية عقارية وتتطلب وتتطلب .

بينما إن كررنا عملية الإيداع الجماعي عند بنك ربوي جشع
فالعملية لا تتعدى الأخذ من جيب (أ) وإعطاء ( ب ) لأن المبدأ هو مبدأ الإقراض وتحقيق الأرباح عن طريق الجشع المسمى فوائد .

فلا دور لهذه البنوك في التنمية ولا في التقدم ولا في الإزدهار

المثير للإستغراب في هذا الأمر
أن عقلاء الغرب من الإقتصاديين أدركوا هذه الحقيقة واستوعبوها جيدا وبدأوا في المضي قدما .

ولكن بني جلدتنا ومعتنقي ديننا نبذوا ما ينفعهم واتبعوا ما يسقمهم فبماذا نعذرهم ؟؟

إنها دعوة صادقة لإعادة ترتيب الأوراق
فهل سنجني فائدة منها
أم أنها مجرد كلمات تضيع في فضاء المنتديات
ومن يعلم ؟

الفيضان الإسلامي ينتشل الرأسمالية الجشعة
شكرا للجميع

الأخ: رشدان بن سالم الرومي