المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة العلاقة بين علمي البرمجة اللغوية العصبية والطاقة وفلسفة الحكماء للنصوص الكونية



نبيل العوذلي
12-30-2007, 10:40 AM
كنا قد خضنا ولله الحمد سلسلة من النقاشات في منتدى البرمجة اللغوية العصبية Nlpnoteوالذي اكتب فيه باسم ابو محمد العوذلي حول خطورة هذه العلوم والثقافات على التوحيد ومنها هذا الموضوع
لقد كانت احد اهم ابعاد المؤامرة الفلسفية على العرب والسنة في جزيرة العرب هو غزوهم بعلوم ومعارف تقتضي تعجيم العقل العربي واللسان العربي والحكمة العربية ..وبالتالي القرآن العربي..وقد وجدت ان علم البرمجة اللغوية العصبية والطاقة ليس سوى اشتقاقا اما بالمطابقة او بالتضمن او بالتلازم من الفلسفة التي ينتسب اليها اولئك الحكماء وقواعدهم في فلسفة النصوص الكونية والعقلية كالعقل الفعال والطاقة القدسية والقوة القدسية والفيض والمعدن الاصلي والاتصال الكوني والحلول والاتحاد والتابع الفلكي للمؤثر الايجابي الذكوري ...الخ , ولكن قد تم صياغة هذه القواعد اليوم بقوالب جديدة ..ولكن تظل سورة يوسف العمدة والمرتكز الذي يستندون اليه وعليه في استنباط تلك القواعد من اجل ان يؤصلوا لقواعدهم تلك تأصيل نقلي من الكتاب ..ومن هذه القواعد التي يستنبطونها من سورة يوسف
قال تعالى {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24
فيقولون انه عليه السلام رأى صورة ابيه يعقوب عليه السلام اذ بدت له امام ناظريه ..فتم استنباط ما يلي
الترميز الصوري للمعلم
حيث رأوا انه بترميز بؤرية الرمز او الملهم او الموجه او المربي في ذهن الطالب يقتضي نوعا من الاتصال – التخاطر والايحاء- الكوني بين التلميذ والرمز سواء اكان معلم او شيخ او مربي..الخ وهذا الاتصال يكون عبر النظام التمثيلي البصري بالتخاطر او بالايحاء البصري او السمعي ..ولذا تجد ان ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الاية قال رحمه الله تعالى عن ابن جرير رحمه الله تعالى .والصواب انه عليه السلام رأى اية من ايات الله تعالى تزجره عما كان هم به وجائز ان ان يكون صورة ليعقوب وجائز ان يكون صورة للملك ..الى ان قال رحمه الله تعالى.ولاحجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك فالصواب ان يطلق---
ولكنك تجدهم يستمسكون بالمتشابه من القول والفعل ويجعلونه القاعدة الاساسية لتأصيلاتهم الفلسفية
لقد امتد التأصيل لهذا المبدأ عقليا وقلبيا ونفسيا الى طلبة العلم عبر ترميز المشايخ والعلماء في قلبياتهم وعقلياتهم ونفسياتهم ..ولم يقتصر على اهل العلوم الكونية ..فصاروا يتمثلون الرمز البشري بالصوفية التقليدية العلمية في هؤلاء المشايخ وهو ما تلحظه في متابعاتهم لقراءات المشايخ ومحاضراتهم في امر اشبه ما يكون بمتابعة اخراجات الفنانين والمطربين دون الاعتبار للتدبر واعتماد المحكم من اقوال الائمة الكبار كأبن تيمية وابن القيم ..الخ فصار طلاب العلم كلا مع رمزه من شيخ او عالم يتعصب له ويوالي ويعادي عليه ...لقد انعكست هذه الفلسفة على ضرورة الترميز من خلال ان يكون هناك رمز داخلي او خارجي كالشمعة او...الخ
ومن القواعد الاخرى المستنبطة من سورة يوسف – الغاء الفرق-
قال تعالى{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }يوسف31
..وهو من القواعد المعروفة ان قوة الوارد الى القلب اما بالبصر او بالسمع يلغي الفرق بين المتفارقات الالم واللذة ..ومن تم بالتلازم بين المتفارقات ..فجعلوا الحالة البرزخية هي الحالة السليمة
ولكنهم جعلوا هذه الحالة هي غاية الكمال الذي يسعون للوصول اليه في علومهم ومعارفهم وسلوكهم عبر الرياضة والتقشف والزهد ...لقد جعل هؤلاء ان حالة الغاء الفرق هذه يجب ان تتدرج الى ان تكون منزلة ثم تصبح مقاما للفرد ..واعتبروها حالة دالة على الكمال ..ولعلنا سمعنا عن انتوني روبينتز وهو يفخر كيف ان مقدرة المرء على المشي على الجمر فيه من الدلالات على الكمال بالثقة في النفس والقدرة على السيطرة على الاحساس بالغاء الفرق بين حالات ومقامات ومنازل الالم واللذة والحسن والقبح الخبيث والطيب...ومن اثار فلسفتهم لهذه القاعدة .هو السعي لالغاء الفرق من اجل الوصول الى الحالة البرزخية الوسطية بين قطبي المرادين المتناقضين بنظرهم الفلسفي وهما
1-مراد الذكورة الحسية والمعنوية وما يحتمله من موجبات ومقتضيات ولوازم وتضمنات من السيطرة والهيمنة والارسال ....الخ
2- مراد الانوثة الحسية والمعنوية وما يحتمله من موجبات ومقتضيات ولوازم وتضمنات من المسيطر عليه والانقيادية والخنوع والاستقبال..الخ

واعتبروا ان ابقاء الفرق بين هذين المرادين يقتضي التطرف والتشدد والتباعد والتنافر..ولهم وجه صواب في الموضوع كما بينا في موضوعنا
1- من النساء ما يكون اعظم طاقة من كثير من الرجال
2- اسرار البرمجة اللغويه العصبية من سورة الاخلاص
3- الهيمنة الامية فيما فوق البرمجة اللغويه العصبية
ولكنهم بسبب اقصاء موجبات ولوازم ومقتضيات الحكمة الشرعية – الكتاب والسنة – بالنسبة للمسلمين – الكتب السماوية- بالنسبة لاهل الكتاب- وجعلوا حكمة عقولهم هي المقررة لقواعد معالجة ما رأوه انه تطرفا بين هذين المرادين فابتدعوا قواعد وسلوك رأوا انها كفيلة بمعالجة تلك المشكلة مثل
1- السفور برفع الحجاب والاباحية في اللبس بعدم الالتزام بالتستر ..لانهم يرون ان بقاء الفرق بين موجبات الذكورة والانوثة الحسية سببا في الكبت الجنسي ..وسببا في الاغتصاب ..وسببا في وأد الابداع فلابد من الغاء الفرق برفع موجباته الحسية بين الرجل والمرأة من خلال اللبس والظاهر ..فلا حرج ان يشتركا العنصران في اللبس والمظهر وهو ما تجده في ان الكثير من رواد هذه الفلسفة يحلق شاربه ولحيته ويستأنث في مشيه وكلامه .وكذلك بالنسبة للانثى حيث تسترجل في مظهرها وكلامها ومشيها ..الخ لالغاء الفرق الحسي كحالة مثالية
2- تقرير قاعدة الاختلاط المطلق بين الذكور والاناث والرجال والنساء في كل الاماكن والازمنة ..وذلك من اجل تخفيف حالات ومنازل ومقامات الفرق بين الجنسين كحالة طبيعية ومثاليه وكمالية بنظرهم
حقيقة الناظر الى اعماق وابعاد قلبيات وعقليات ونفسيات هؤلاء يجد انهم يجسدون الرمز الوسطي في ظاهر وباطن لايخرج عن اطار مرادين كوني وشرعي
المراد الكوني للوسطية الجامعة للمتناقضات الطرفية- يستحسن مراجعة موضوع قوام الشخصية المعتدلة عدم التطرف- هو الخنثوية الحسية والمعنوية في الرجل والمرأة والذكر والانثى ..والرد عليهم في هذه النقطة هو في موضوع الرجولة الذي كتبناه..وعقلا فأن الحالة الخنثوية هي حالة نادرة لا يقرر على اساسها محكم ابد
المراد الشرعي للوسطية الجامعة للمتناقضات الطرفية بظنهم هو التذبذبية ..وهي حالة بين الايمان والكفر قال تعالى ((( مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء))) ..والسبب انهم رأوا الوسطية المنشودة بالوجه الشرعي في التذبذب بين الايمان والكفر وقد تطرقنا الى الرد على فلسفتهم لهذه المسألة في قاعدتهم الفلسفية لوحدة الاديان والوسطية واوردنا اقوال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ما يكفي اللبيب للخروج من مخنق فلسفتهم الضالة للنصوص الكونية والشرعية .وهو الرد الثاني في الرابط الاعلى
والباعث لفلسفتهم في الغاء الفرق بين موجبات و...المرادين يدل على انهم اما كونهم غير عرب او انهم متأثرين بفلسفة العجم الشرقيين او الغربيين ..كيف.؟؟؟؟؟؟



الشيء البين والمشاهد في ظاهر بعظ البلدان الشرقية والغربية من الجزيرة العربية هو ضعف حالات ومنازل ومقامات الفرق الظاهرية بين الرجال والنساء والذكور والاناث ..او قوة ذهاب احد المرادين الى المراد الاخر..انظر الى اشكال الشرق اسيويين من الهند والصين واليابان ...الخ تجد ان الفرق الظاهري بين الرجل والمرأة يكاد يكون لصالح المراد الانثوي ..فالذكور والرجال مردان ..اشكالهم الظاهرية اذهب الى المراد الحسي الانثوي ..اما في بعض افريقيا – الغرب – فتجد العكس ان النساء الافريقيات في اشكالهن اذهب ما يكون الى المراد الذكوري ..بينما تجد في اماكن اخرى في الشرق من جزيرة العرب قوة وشدة الفرق بين هذين المرادين في الرجال والنساء والذكور والاناث ..كذلك تجد نفس القاعدة في بعض الاماكن في الغرب ..فهي تمازجية بين المرادين تحقق اما ضعف الفرق بين المرادين في اشكال الرجال والنساء او ذهاب احد المرادين لصالح المراد الاخر او قوة وشدة الفرق بين المرادين في الرجال والنساء والذكور والاناث.....اما جزيرة العرب فتجد الاعتدال والاحتكام الكمالي بين المرادين في الرجال والنساء والذكور والاناث ظاهرا وباطنا..ولذا تجد ان الشرقيين والغربيين من الجزيرة العربية قد ابتكروا كثير من السلوك والرياضة لمعالجة تلك المشاكل الجبلية في ظواهرهم وبواطنهم ..فالشرق اسيويين عامة مثلا عرفوا ان هناك رياضة تزيد من الين وتمرينات تزيد من اليانغ ..فعرفوا كيف ان الرجل يحتاج الى الرياضة التي تزيد من الشدة وموجبات مرادات السيطرة والفاعليه ..حتى لاتهيمن عليه الانثى وهكذا بالنسبة للغرب الافريقي..وبقية الشرق والغرب من الجزيرة العربية ..اما الجزيرة فتجد الاحتكام والاعتدال في سلوك اهلها ..ولذا لم عرف الحكماء والعارفين الغير عرب الذين اسلموا بخصوصية الجزيرة العربية في كونياتها من الهواء والماء والتراب وشرعياتها من البيت والمدينة والكتاب والسنة اخذوا يحذون بحذوا العرب ويقتدون بسلوك واعراف واخلاق العرب ويتعلمون اللسان العربي ويستعقلون بالعقل العربي ويستحكمون بالحكم العربي ..فبرز منهم من صار ائمة وقدوة للعرب وللعجم عامة كالبخاري ومسلم والترمذي وصلاح الدين الايوبي ونجم الدين وسيف الدين قطز ...وغيرهم من الغير عرب والذين صاروا عربا اكثر واحسم من ملايين العرب ..وقد يقول هؤلاء ..ولكن الواقع الكوني اليوم الذي يعاني منه اهل الجزيرة العربية هو نفس الواقع الموجود في الشرق والغرب .ناهيك اذا ما عرفنا ان غالبية سكانها صاروا منهم وبدأ الاضمحلال في العرب لصالحهم ..
وجوابنا بعون الله تعالى ان المعالجة السلوكية والرياضية والعلمية والمعرفية لايمكن ان يقررها اناس قد نصبوا العجم من امثال انتوني روبينتز وكارنيجي وغيره من الفلاسفة والذين يقدمون لنا اليوم قواعد الفلاسفة القديمة بقوالب عصرية جديدة مشتقة من تلك القواعد القديمة والتي احسن الكثير من ائمة المسلمين في الرد على جوانب الخطأ والضلال عندهم واثبات جوانب الصواب التي وقعوا فيها ..حيث يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الصفدية-وحقيقة الامر ان المتلفسفة نوعان .نوع معرضون عما جاءت به الرسل بعد بلوغ ذلك لهم وقيام الحجة عليهم بما جاءت به الرسل فهؤلاء كفار اشقياء بلا ريب ..ومن كان منهم مؤمنا بما جاءت به الرسل ظاهرا وباطنا فهذا مؤمن حكمه حكم اهل الايمان لكن لايمكن مع هذا ان نعتقد ما يناقض الايمان من اقوالهم بل نوافقهم في الاقوال التي توافق الرسل او في اقوال لاتتعلق بالدين لا نفيا ولا اثباتا من الامور الطبيعية والحسابية----
فتصبح ان المعالجات يجب ان يقررها من عرفوا بأهمية الحكمة الشرعية المتلازمة مع الحكمة الكونية..وليست من الطرفين المتناقضين
الطرف الاول الذي لايرى بالحكمة الكونية وتلازمها مع الحكمة الشرعية برفضه الاعتبار للدلالات العقلية والكشفية والنظرية
الطرف الثاني الذي لايرى بالحكمة الشرعية وتلازمها مع الحكمة الكونية بل يعتبر للمعقولات والنظر والكشف فقط ..وفي هذا يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى
--وانما جماع الشر تفريط في حق او تعدي الى باطل وهو تقصيرفي السنة او دخول في البدعة كترك بعض المأمور وفعل بعض المحظور او تكذيب بحق وتصديق بباطل..ولهذا عامة ما يؤتى الناس من هذين الوجهين ,فالمنتسبون الى اهل الحديث والسنة والجماعة يحصل من بعضهم كما ذكرت تفريط في معرفة النصوص او فهم معناها او القيام بما تستحقه من الحجة ودفع معارضها فهذا عجز وتفريط في الحق وقد يحصل منهم دخول في باطل اما في بدعة ابتدعها اهل البدع ...الى ان قال رحمه الله ..ومن ذلك ان احدهم يحتج بكل ما يجده من الادلة السمعية-من الكتاب والسنة- وان كان ضعيف المتن والدلالة, ويدع ما هو اقوى وابين من الادلة العقلية وفي مقابلة هؤلاء من المنتسبين الى السنة والجماعة ..من لايعتمد ..الى ان قال رحمه الله تعالى...فلا يعتمد في هذا الباب الا على ما ظنه من المعقولات ...-الصفدية
حينها يصبح ان ما يتكلمون عنه في هذه العلوم والمعارف والسلوك والرياضة منسوخا كلما ظهر ما ينسخه من حكمة كونية متلازمة مع الحكمة الشرعية ..ولكن هذا ما لاتجده في اتباع هذه العلوم اذ تجدهم يتعصبون ويوالون ويعادون على تلك النسبة من المعلومات والمكاشفات والفوائد ..وهم يجهلون ان الاصل هو الاتباع الاحسن ..ثم ان التحور والتحول الذي يراهنون عليه في اهل الجزيرة لايكاد يكون عاما ومطلقا كما يتوهمون .ولكنه بظني نسبي


حقيقة لقد اشتق اباطرة هذه العلوم والمعارف والسلوك كل تلك القواعد الظاهرية والمعنوية من القواعد الفلسفية لاساطين هذه الفلسفة بدءا من المعلم الاول- ارسطوا- الى ابن سيناء وابن عربي وابن ملكا والرازي والارموي وابن خلدون..الخ..ونظموها في برامج تعليمية تربوية مثل الكثير من البرامج التعليمية التربوية اليوم..ولايظن المرء اننا ننكر تلك العلوم والقواعدها مطلقا ..ولكننا نتعامل معها من وحي الهيمنة المحمودة من الحكمة الشرعية ..وشيخ الاسلام اشار كثيرا الى ان للنفس قوى وطاقات كقوله رحمه الله تعالى
--نحن لاننكر ان النفس يحصل لها نوع من الكشف اما يقظة واما مناما بسبب قلة علاقتها مع البدن اما برياضة او بغيرها وهذا هو الكشف النفساني----الصفدية
ولكننا نستنكر الاطلاق الذي حصل معهم في تلك القواعد ..حيث اخذوا من كانت لها علاقة بالمعتقد الفلسفي والتعبد لاولئك الفلاسفة على اطلاقه ..ويحتجون اننا لاننوي ولا نعتقد نية التعبد بتلك القواعد كما يقول انتوني روبينتز حول المشي على الجمر ان الاوائل كانوا يعلقون هذا السلوك بالكرامة والتعبد والمعتقد ..اما نحن فنعلقه بالثقة بالنفس والارادة..وحينها نقول لهم فلماذا حرم الله تعالى ومنع السجود لاي كان من البشر في شرعة ومنهاج النبي صلى الله عليه وسلم بينما كانت في شرعة ومنهاج يوسف عليه السلام من المسموح ولاينوى بها التعبد والمعتقد بل كانت من التحايا المجازة للكبراء ..فلماذا منعت مع انها ليس لها علاقة بالتعبد والاعتقاد ..وهذا دليل نقلي


اما الحجة العقلية عليهم وهي انشاء الله ان تلك العلوم السلوكية والمعرفية والمتعلقة بتحسين ملكات الانظمة التمثيلية البصرية والسمعية والحسية والطاقات الحسية والمعنوية متعلقة بالمقام والمنزل والحال الكوني .اذ انكم تقولون ليس لها علاقة بالمقام والمنزل والحال الشرعي ...فنقول لكم حينها ان المقام والمنزل والحال الكوني الذي يحصل للقلب من حب وكره وللعقل من استحسان واستقباح وللنفس من اشتهاء ونفور يحتمل حالات ومقامات ومنازل الخير والشر والصالح والفاسد والطيب والخبيث ..لان ذلك متعلق بالمراد الكوني ..وحينها لنا ان نسألكم كيف تستطيعون ان تميزوا وتفرقوا بين تلك المقامات والحالات والمنازل التي تحصل للانسان ظاهرا وباطنا قلبيا وعقليا ونفسيا فتعرفون مقامات وحالات ومنازل الخير من مقامات ومنازل وحالات الشر وكذلك الطيب من الخبيث والصالح من الفاسد في تلك المقامات والحالات والمنازل ..خصوصا وانكم استبعدتم مقامات وحالات ومنازل الحكمة الشرعية باعتبار ان تلك العلوم الكونية ليست لها علاقة بالتعبد والمعتقد ..فكيف تفرقون وتميزون.؟؟؟
اما ان تقولوا ان المستويات المتحصلة قي الحالات والمقامات والمنازل للحكمة الكونية لاتحتمل سوى قطبية واحدة من الخير والصالح والطيب ..وهو ما يجعلكم تضمنون انكم تسيرون سيرا سليما ..وحينها سينكر عليكم اطفال الخامسة اذ سيقولون لكم ومن اين اتت الجرائم والفساد والخبث..الخ ..اليس من الوحي الكوني الذي يحتمل مراد الخير ومراد الشر..فأما ان تقولوا أي نعم ان وحي المراد الكوني فيه خير وشر وطيب وخبيث ..حينها سنقول لكم وكيف تفرقون وتميزون بينها ..فأن قلتم بعقول حكماءنا او بعقولنا الصافية الكاملة ...وقعتم في خطأ عظيم اذ جعلتم مقدرة عقولكم وطاقاتكم العقلية والحكمية على التفريق والتمييز بين حالات ومقامات ومنازل الخير والشر اعلى وارفع من عقول وحكمة الانبياء والذين يقولون لنا ليس من الامر شيء وما نقوله لكم سوى وحي يوحى الينا من الله تعالى فنمنع عنكم ونسمح لكم حسب ما يأمرنا به الله تعالى ...فبالله عليكم ايهما احق بالتصديق انتم الذين ترفعتم واغتررتم بعقولكم وعقول حكماءكم ام اولئك الكمل بتواضعهم من الانبياء عليهم السلام حينما قالوا لنا اننا مجرد بشر يوحى الينا من الله تعالى عندئذ تسقط حجتكم انكم من يستطيع ان يفرق بين حالات ومقامات ومنازل القلب والعقل والنفس ...وحينها سنقول لكم لابد من حكم نحترمكم ونحترم فيه عقولكم الذكيه وتحترمون فيه عقولنا ..هذا الحكم سيفرض علينا لزاما ..فلابد من قول وفعل – حكمة – لايكون من نتاج عقولنا ولا من نتاج عقولكم ..بل ممن هو ارفع واعظم واجل من عقولنا وعقولكم ..الا وهو قول الله تعالى الذي هو جلى وعلى اكمل منا ومنكم ((( ليس كمثله شيء وهو السميع العليم)))..(((ولم يكن له كفوا احد)))..الا ترضون ان يكون قول الله تعالى هو الفاصل لنا ولكم فنجعله الفرقان والنور لنميز به بين الخير والشر ونفرق به بين الصالح والفاسد والطيب والخبيث ..


حينها قد تقولون ولكننا تشتتنا بين اقوال وافعال المذاهب والطوائف والفرق سني شيعي صوفي حنبلي مالكي حنفي ..اخوان جهاد سلفية ...الخ فلهذا اتجهنا لمعرفة الحقيقة والصفاء في الحكمة الكونية وتركنا البحث في الحكمة الشرعية بسبب تلك الخلافات والافتراقات ..قلنا لكم ان الخطأ الذي يقع فيه المرء وهو داخل مراد الحكمة الشرعية اهون بكثير من الخطأ الذي يقع فيه وهو خارج عنها وفي هذا ..وكذلك بالنسبة للبدعة والاثم والزيغ والضلال يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الصفدية –


ومعلوم باتفاق المسلمين ان من هو دون الاشعرية كالمعتزلة والشيعة الذين يوجبون الاسلام ويحرمون ما وراءه فهم خير من الفلاسفة الذين يسوغون التدين بدين المسلمين واليهود والنصارى فكيف بالطوائف المنتسبين الى مذهب اهل السنة والجماعة كالاشعرية والكرامية والسالمية وغيرهم.ص270الصفدية..





حيث يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد التاسع عشر
وهذا فصل الخطاب في هذا الباب‏.‏ فالمجتهد المستدل من إمام وحاكم وعالم وناظر ومُفْتٍ، وغير ذلك، إذا اجتهد واستدل فاتقي الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله إياه، وهو مطيع لله مستحق / للثواب إذا اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله البتة ـ خلافًا للجهمية المجبرة ـ وهو مصيب، بمعني‏:‏ أنه مطيع لله، لكن قد يعلم الحق في نفس الأمر وقد لا يعلمه، خلافًا للقدرية والمعتزلة في قولهم‏:‏ كل من استفرغ وسعه علم الحق، فإن هذا باطل كما تقدم، بل كل من استفرغ وسعه استحق الثواب‏.‏


وكذلك الكفار، من بلغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار الكفر، وعلم أنه رسول الله فآمن به، وآمن بما أنزل عليه، واتقي الله ما استطاع، كما فعل النجاشي وغيره، ولم تمكنه الهجرة إلى دار الإسلام، ولا التزام جميع شرائع الإسلام؛ لكونه ممنوعًا من الهجرة وممنوعًا من إظهار دينه، وليس عنده من يعلمه جميع شرائع الإسلام، فهذا مؤمن من أهل الجنة‏.‏ كما كان مؤمن آل فرعون مع قوم فرعون، وكما كانت امرأة فرعون، بل وكما كان يوسف الصديق ـ عليه السلام ـ مع أهل مصر؛ فإنهم كانوا كفارًا، ولم يمكنه أن يفعل معهم كل ما يعرفه من دين الإسلام؛ فإنه دعاهم إلى التوحيد والإيمان فلم يجيبوه، قال تعالى عن مؤمن آل فرعون‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا‏}‏ ‏[‏غافر‏:‏ 34‏]‏‏.‏


وكذلك النجاشي، هو وإن كان ملك النصاري، فلم يطعه قومه في / الدخول في الإسلام، بل إنما دخل معه نفر منهم؛ ولهذا لما مات لم يكن هناك أحد يصلي عليه، فصلي عليه النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، خرج بالمسلمين إلى المصلي فصفهم صفوفًا، وصلي عليه، وأخبرهم بموته يوم مات وقال‏:‏ ‏(‏إن أخًا لكم صالحًا من أهل الحبشة مات‏)‏‏.‏ وكثير من شرائع الإسلام ـ أو أكثرها ـ لم يكن دخل فيها لعجزه عن ذلك، فلم يهاجر، ولم يجاهد، ولا حج البيت، بل قد روي أنه لم يصل الصلوات الخمس، ولا يصوم شهر رمضان، ولا يؤدي الزكاة الشرعية؛ لأن ذلك كان يظهر عند قومه فينكرونه عليه، وهو لا يمكنه مخالفتهم‏.‏ ونحن نعلم قطعًا أنه لم يكن يمكنه أن يحكم بينهم بحكم القرآن، والله قد فرض على نبيه بالمدينة أنه إذا جاءه أهل الكتاب لم يحكم بينهم إلا بما أنزل الله إليه، وحَذَّرَه أن يفتنوه عن بعض ما أنزل الله إليه‏.‏


وهذا مثل الحكم في الزنا للمُحْصِن بِحَدِّ الرجم، وفي الديات بالعدل، والتسوية في الدماء بين الشريف والوضيع، النفس بالنفس والعين بالعين، وغير ذلك‏.‏


والنجاشي ما كان يمكنه أن يحكم بحكم القرآن؛ فإن قومه لا يُقِرُّونه على ذلك، وكثيرًا ما يتولي الرجل بين المسلمين والتتار قاضيًا ـ بل وإمامًا ـ وفي نفسه أمور من العدل يريد أن يعمل بها فلا يمكنه ذلك، بل هناك من يمنعه ذلك، ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها‏.‏/ وعمر ابن عبد العزيز عُودي وأوذي على بعض ما أقامه من العدل، وقيل‏:‏ إنه سُمَّ على ذلك‏.‏ فالنجاشي وأمثاله سعداء في الجنة، وإن كانوا لم يلتزموا من شرائع الإسلام ما لا يقدرون على التزامه، بل كانوا يحكمون بالأحكام التي يمكنهم الحكم بها‏.‏


ويجدر بنا ان نغوص قليلا الى الاعماق الفلسفية والتي يمكن ان تشكل الاسس لمثل هذه العلوم
كتب الفيلسوف فيرابند 1965 مقالا يقول فيه بصدد تفسير النظريات العلمية قاعدة هامة هي
ان ما هو مدرك يعتمد على ما هو معتقد ..ولذا فأن النظريات العلمية كما يقول ماهر عبدالقادر في كتابه فلسفة العلوم الجزء الثاني ليست سوى طرق معينة في النظر للعالم وتبني هذه النظريات يؤثر على معتقداتنا وتوقعاتنا وخبراتنا
ما هو مدرك يعتمد على ما هو معتقد
تبني نظرية أي علم او معرفة يؤثر على معتقداتنا انتبه لهاتين القاعدتين ....ما هي القاعدة الثالثة اذا
يقول السيد الفيلسوف كون
- ان العلماء خلال الثورات العلمية يشاهدون اشياء جديدة ومختلفة حين ينظرون بالطرق المألوفة للنظر في تلك الحقبة ومن نفس الزوايا المكانية التي نظروا منها من قبل ..والسبب في ذلك ان تغيرات النموذج تجعلهم فعلا يشاهدون عالم ابحاثهم بطريقة مختلفة تماما عن ذلك السابق الذي كانوا ينتمون اليه من قبل( فلسفة النموذج)
اذا كانت ما هو مدرك من خلال الانظمة التمثيلية السمعية والبصرية والحسية موجب وحسب كلام الفلاسفة لتغيير المعتقد تدريجيا ..على الاقل المعتقد الكوني عقليا وقلبيا ونفسيا ..ولكن وبسبب التلازم بين المراد الكوني والمراد الشرعي سيجد المرء نفسه وفعلا كما توقعوا ينسجم مع ادلة وبراهين وقياسات عقلية وقلبية وونفسية جديدة تتواكب مع التغير الذي حصل له بسبب تبني نظريات جديدة ...ولذا فأن اهم العوامل المساعدة على تغيير المعتقدات حسب فلسفتهم هو النموذج وهونمط العلوم والمعارف والاخلاق والحياة قولا وعملا ظاهرا وباطنا والموجب على المرء ان يرى ويسمع ويحس ما حوله برؤية وسمعية وحسية جديدة تنسجم مع هذا النموذج الجديد


- وفي كلام مهم للدكتور ماهر يقول فيه في باب تحت عنوان
- النظرية العلمية بعد الثورة العلمية ليست بديلا للنظرية العلميةقبل ثورة النموذج

حيث يقول
- اما فيما يتعلق بهذا الاعتراض فأن وجهات نظر فيرابند وهانسون وكون وتولمن رغم حيويتها الا انها لاتفضي الى ان تصبح النظرية العلمية ت2 بعد الثورة بديلا للنظرية العلمية ت1 قبل الثورة ذلك لانهم يرون ان النظرية ت1 تحدد لنا الخبرة ف1 وهذه الخبرة مختلفة عن الخبرة ف2 التي تحدد النظرية ت2 ..الى ان قال... ومن ثم فأن الاعتقادات حول الخبرة وحول العالم ليست اذن اعتقادات جدبدة , وهنا لايمكن القول بأن النظرية ت2 ليست بديلا للنظرية العلمية ت1 _
- وهذا الكلام يقتضي فصل علمانية الظاهر والباطن بفصل المراد الكوني عن المراد الديني , ويقتضي عبر اللوازم وحدة العقيدة بالسلب والايجاب ..ووحدة الاديان ووحدة الامر والنهي ..اي ان الحقيقة واحدة مطلقا ولكن الذي يحدث ان كل واحد منا يراها وبحسب مناط النموذج المستند اليه المقيس الذي يقيس ..والله تعالى يبين امكانية التبديل والتغيير ..بل بمجرد تبديل القول.(( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم..)))..وقال النبي صلى الله عليه وسلم بما معناه – من بدل دينه فاقتلوه--..
- يقول الدكتور ماهر
- - هذا المبدأ يغتبر نقطة مركزية ومحورية لمنهجية فيرابند ويرده تحت عنوان – التعددية النظرية –
- ومن هذا المبدأ جاءت التعددية السياسية والدينية
يقول شيخ الاسلام في المجلد التاسع عشر
فالأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء، ليس لأحد خروج عنها، ومن دخل فيها كان من أهل الإسلام المحض، وهم أهل السنة والجماعة، وما تنوعوا فيه من الأعمال والأقوال المشروعة فهو بمنزلة ما تنوعت فيه الأنبياء، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ‏}‏ ‏[‏العنكبوت‏:‏69‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 15، 16‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 208‏]‏، والتنوع قد يكون في الوجوب تارة وفي الاستحباب أخري‏.‏ ..الى ان قال رحمه الله
فالمـذاهب والطـرائق والسياسـات للعلماء والمشايخ والأمراء إذا قصدوا بها وجه الله تعالى دون الأهواء؛ ليكونوا مستمسكين بالملة والدين الجامع الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له، واتبعوا ما أنزل إليهم من ربهم من الكتاب والسنة ـ بحسب الإمكان ـ بعد الاجتهاد التام ـ هي لهم مـن بعض الوجوه بمنزلة الشِّرَع والمناهج للأنبياء، وهم مثابون على ابتغائهم وجـه الله وعبادتـه وحـده لا شريك له، وهو الدين الأصلى الجامع، كما يثاب الأنبياء على عبادتهم الله وحده لا شريك له، ويثابون على طاعة الله ورسوله فيما تمسكوا به لا من شرعة رسوله ومنهاجه، كما يثاب كل نبي على طاعة الله في شرعه ومنهاجه‏.‏

ويتنوع شرعهم ومناهجهم، مثل أن يبلغ أحدهم الأحاديث بألفاظ غير الألفاظ التي بلغت الآخر، وتفسر له بعض آيات القرآن بتفسير يخالف لفظه لفظ التفسير الآخر، ويتصرف في الجمع بين النصوص واستخراج الأحكام منها بنوع من الترتيب والتوفيق، ليس هو النوع / الذي سلكه غيره، وكذلك في عباداته وتوجهاته، وقد يتمسك هذا بآية أو حديث وهذا بحديث أو آية أخرى‏.‏

وكذلك في العلم، من العلماء من يسلك بالاتباع طريقة ذلك العالم، فتكون هي شـرعهم حتى يسمعـوا كـلام غـيره، ويروا طريقته، فيرجح الراجح منهما، فتتنوع في حقهم الأقوال والأفعال السالفة لهم من هذا الوجه، وهم مأمورون بأن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه كما أمرت الرسل بذلك، ومأمورون بألا يفرقوا بين الأمة، بل هي أمة واحدة، كما أمرت الرسل بذلك، وهؤلاء آكد، فإن هؤلاء تجمعهم الشريعة الواحدة والكتاب الواحد‏.‏