german-muslim
02-16-2005, 11:39 PM
لو وقف الأطباء في العالم كله في صف واحد، وسألتهم :confused: : هل خلقت عيون الإنسان لحكمة؟ لأجابوا جميعاً: نعم , ومن كذب ذلك فليقلع عينيه. ولو سألتهم عن الفم والأسنان والأذنين والأنف واليدين والقدمين والقلب والرئتين وعن كل عرق صغير أو خلية في الإنسان, هل خلقت هذه الأجزاء لحكمة؟ لأجابوا جميعاً: نعم, ولو سألتهم عن التفاصيل، لقالوا: إن هذا يحتاج منا إلى عشرات السنين لكي نستكمل المعرفة بدقائق الخلق في جسم الإنسان... وإذا سألتهم هل ترتبط حكمة الجزء من كيان الإنسان بكيان الإنسان بأجمعه؟ لأجابوا جميعاً: نعم, إن الحكمة من الفم أن يأكل لجميع أجزاء الإنسان, والحكمة من الرئتين أن تتنفسا لجميع أجزاء جسم الإنسان, والحكمة من القلب أن يرسل الدماء إلى جميع أجزاء الجسم, والحكمة من القدمين أن تنتقلا بكيان الإنسان كله... وهكذا ما أُحكم خلق الجزء إلا ليؤدي مهمة تتعلق بكيان الإنسان بأجمعه.
وإذا كان كل جزء فيك قد خُلق لحكمة؟ وما أُحكمت أعضاؤك إلا لخدمتك بأجمعك، فلا شك أنك قد خلقت لحكمة.
فهل تعلم لماذا خلقت؟ ولماذا خلق الناس جميعاً؟ إنك إذا لم تعرف حكمة خلقك تكون أهون من الورقة التي أمامك؟... لأن لهذه الورقة حكمة وهي أن تكتب عليها وأما أنت فلا حكمة لك في نظرك؟ فتأمل في شأنك كيف تعيش و أنت لا تعرف حكمة خلقك؟.
إن من لا يعرف الحكمة من الأشياء التي حوله مغفل عند كل الناس، والذي لا يعرف الحكمة من قطع الملابس التي يلبسها مغفل أكبر منه. ومن لا يعرف الحكمة من عينه أو فمه أو يده أو قدمه مغفل أكبر من سابقيه، ولكن أكبر مغفل وجاهل على وجه الأرض هو ذلك الذي لا يعرف الحكمة من خلقه بأجمعه؟! ولا يعرف الحكمة من حياته كلها !! تنتهي حياته على الأرض وهو لا يعرف لماذا عاش؟ ولماذا يموت؟ إن حياته في نظر نفسه أقل شأناً من نعليه لأن نعليه لهما حكمة، أما هو فلا حكمة في نظره لحياتها كلها؟ ولا لحياة الناس جميعاً﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾ (سورة محمد: آية 12). فهم يعيشون كما قال الشاعر:
جئت لا أعلم من أين
ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت؟
كيف أبصرت طريقي
لست أدري
ولماذا لست أدري.. لست أدري
وإذا كان الضالون لا يعرفون حكمة وجودهم, فنحن المسلمين نعرف تلك الحكمة، وإن كانوا لا يعرفون لماذا لا يعرفون (ولماذا
لست أدري) فذلك يرجع إلى أن الحكمة من المصنوع تختفي في نفس الصانع وتعلم بتعليم منه وكذلك الحكمة من خلق الإنسان قد خفيت عنا في نفس خالقنا وتُعلم بتعليم يأتينا منه وحده.
لذلك فلن يعرف الإنسان حكمة خلقه ووجوده إلا بتعليم من خالقه وما لم يعرف الإنسان خالقه ستسقط كرامة الإنسان عند نفسه، ولا يبعد عليه أن يسمي نفسه حيواناً ناطقاً أو خنفساً من الخنافس وربه ينادي ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ (سورة الإسراء: آية 70)فيأبى الإنسان لنفسه إلا الهوان. لذلك كله كان أول واجب على الإنسان أن يعرف الله وأن يعرف رسوله..
تأليف عَبْدالمَجيد الزّندَاني
وإذا كان كل جزء فيك قد خُلق لحكمة؟ وما أُحكمت أعضاؤك إلا لخدمتك بأجمعك، فلا شك أنك قد خلقت لحكمة.
فهل تعلم لماذا خلقت؟ ولماذا خلق الناس جميعاً؟ إنك إذا لم تعرف حكمة خلقك تكون أهون من الورقة التي أمامك؟... لأن لهذه الورقة حكمة وهي أن تكتب عليها وأما أنت فلا حكمة لك في نظرك؟ فتأمل في شأنك كيف تعيش و أنت لا تعرف حكمة خلقك؟.
إن من لا يعرف الحكمة من الأشياء التي حوله مغفل عند كل الناس، والذي لا يعرف الحكمة من قطع الملابس التي يلبسها مغفل أكبر منه. ومن لا يعرف الحكمة من عينه أو فمه أو يده أو قدمه مغفل أكبر من سابقيه، ولكن أكبر مغفل وجاهل على وجه الأرض هو ذلك الذي لا يعرف الحكمة من خلقه بأجمعه؟! ولا يعرف الحكمة من حياته كلها !! تنتهي حياته على الأرض وهو لا يعرف لماذا عاش؟ ولماذا يموت؟ إن حياته في نظر نفسه أقل شأناً من نعليه لأن نعليه لهما حكمة، أما هو فلا حكمة في نظره لحياتها كلها؟ ولا لحياة الناس جميعاً﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾ (سورة محمد: آية 12). فهم يعيشون كما قال الشاعر:
جئت لا أعلم من أين
ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت
كيف جئت؟
كيف أبصرت طريقي
لست أدري
ولماذا لست أدري.. لست أدري
وإذا كان الضالون لا يعرفون حكمة وجودهم, فنحن المسلمين نعرف تلك الحكمة، وإن كانوا لا يعرفون لماذا لا يعرفون (ولماذا
لست أدري) فذلك يرجع إلى أن الحكمة من المصنوع تختفي في نفس الصانع وتعلم بتعليم منه وكذلك الحكمة من خلق الإنسان قد خفيت عنا في نفس خالقنا وتُعلم بتعليم يأتينا منه وحده.
لذلك فلن يعرف الإنسان حكمة خلقه ووجوده إلا بتعليم من خالقه وما لم يعرف الإنسان خالقه ستسقط كرامة الإنسان عند نفسه، ولا يبعد عليه أن يسمي نفسه حيواناً ناطقاً أو خنفساً من الخنافس وربه ينادي ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ (سورة الإسراء: آية 70)فيأبى الإنسان لنفسه إلا الهوان. لذلك كله كان أول واجب على الإنسان أن يعرف الله وأن يعرف رسوله..
تأليف عَبْدالمَجيد الزّندَاني