المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل صفات الله تعالى تدل على التثليث ؟



رحيم
02-17-2005, 10:42 PM
شبهة ذكرها أحد المنصرين وذلك بعد مقدمات ونتائج أبسطها كما يلي...

هل صفات الله تعالى أزلية ؟!

الجواب: طبعا.


حسناً: بما أن صفات الله أزلية إذا فهو رحمن رحيم قوي بصير سميع ودود ... قبل أن يخلق الكون

لأن كل الكون محدث مخلوق.

أي: أتى زمان كان فيه الله تعالى ولم يكن شيء معه.

لحد الآن تمام...

والآن تنفجر القنبلة........

الله ودود ..
والود يستوجب أن يكون مع الله ((( أحد ))) لتظهر صفة الود

والله سميع... فماذا كان يسمع قبل أن يخلق الكون ؟

الله بصير... ماذا كان يبصر ؟

الله رحيم .... رحيم على من ؟؟؟؟

إذن: لا بد عقلاً أن يكون مع الله ـ بزعمهم ـ إله آخر وهو يسوع الابن.

فكان الآب ودوداً على يسوع منذ الأزل ... ويسوع ودود على الآب

الآب يسمع يسوع... ويسوع يسمع الآب. .... الخ

وبالتالي: المسلمون يقولون بالتثليث.


ما ردكم على تلك الشيهة ؟

مع محبتي

moumen
02-17-2005, 11:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعتقد أنك سوف تجد الرد على الرابط التالي :

http://www.aljame3.com/forums/index.php?showtopic=2698&st=0

رحيم
02-17-2005, 11:31 PM
جزاك الله خيراً أخي وجزى الدكتور هشام كذلك ... هل يمكنني أن أطمع بردود أخرى ؟

احمد المنصور
02-18-2005, 01:35 AM
أخي الفاضل:

كل شيء له ضد يُعرف به إلا الله ليس كمثله شيء. وصاحب "الشبهة" قيد نفسه بالتفكير الوثني. ولو اردنا ان نتتبع كلامه لوصلنا الى نتيجة مثلا ان ربه سيجلس معلقاً في الفراغ. هو افترض ثلاثة اجزاء منفصلة يدل كل منها على غيرها وبالتالي اعترف بالشرك صراحة.

ومع هذا لو اراد الاعتراض ان الثلاثة اجزاء هم واحد لأصبح قوله مثل من يقول انه يستطيع ان يرفع نفسه من شعر راسه.

الخالق في الدين الاسلامي - الله - خارج المكان والزمان فهو يحتويهما ويدل عليهما وليس العكس. سؤال بسيط يوضح ذلك:

ماذا يوجد خارج الكون؟؟؟

فليتصور هذا الشخص او غيره ما شاء فهو مجبور على ثلاث إجابات - إثنان منها باطل وواحدة هي الحق:
1) الله
2) الكون متسع الى ما لانهاية (تخريف فلا يوجد شيء اسمه ما لانهاية ولا يمكن من قيمة محدودة عمل قيمة غير محدودة)
3) العدم (تخريف لان العدم سيتطلب التعريف ولا يمكن تعريفه فما بالك بإيجاده)

من هذا نرى ان الله يدل على ما سواه وكل ما خلاه باطل. فهو اصل كل شئ وهو الاول وهو الاخر. ولا توجد شبهة هنا إطلاقاُ والعيب في التفكير الوثني.

وبنفس الطريقة لو فكرنا مثله لاضطررنا ان نقول ما كان قبل الله ولكننا المسلمون نقول هو الاول وهو الاخر.
[line]
الاجابة بإختصار:
الله ازلي ولا يوجد شئ بالنسبة له موجود ثم اختفى أو مختفي ثم ظهر - (الدائم) لهذا سؤاله معدوم من اصله.

والحمد لله على نعمة الإسلام.

ابن بدر المصري
02-18-2005, 01:52 AM
و هل نسى علماء المسلمين هذه النقطة حتى ينبههم النصارى إليها ؟؟

صفات الله تعالى التي تكلم عنها صلوحية قديمة و تعلقها بالمخلوقات هو تعلق تنجيزي حادث . إذا فهم النصراني هذا الكلام ، قليأت ليناقشني في صفات الله !

الله المستعان على جهل النصارى .

ATmaCA
02-18-2005, 04:20 AM
لاحول ولا قوة الابالله

مشكلتهم ان يعجزوا الله تعالى .

فعندما قال الرجل :

والود يستوجب أن يكون مع الله ((( أحد ))) لتظهر صفة الود

فهو يظن ان الله مثل البشر يحتاج الى ماديات اخرى .

الله ودود . . ولكنة ود ازلى منفرد بة سبحانة

لاحول ولاقوة الابالله

د. هشام عزمي
02-18-2005, 04:47 AM
هذا من الموضوعات المفضلة عند النصارى لأنه يمنحهم دليلاً يهدئ ما في نفوسهم من شكوك تجاه عقيدة التثليث .. و عندما أحرج الشيخ دمشقية حفظه الله المنصر بنتاؤر في مناظرتهما على البال توك حول التثليث و الأقانيم ، هرع بنتاؤر لهذه الجدلية لكن الشيخ لم يجبه لأنه اعتبره تهربًا من الرد على الاسئلة التي وجهها إليه .

و منذ عدة شهور على البال توك طرح أحد النصارى سؤالاً : ماذا كان الله بفعل قبل خلق المخلوقات ؟ و هل كانت صفاته عاطلة ثم صارت عاملة ؟ .. و لم يتلق جوابًا مباشرًا لأن الأخوة لم يفهموا مراده و خرج من الغرفة .. فتناولت المايك و شرحت للأخوة سبب سؤاله و صلته بعقيدة التثليث و الأقانيم و بينت عوار هذه النظرية و فسادها عقلاً و شرعًا .. ثم عاد النصراني للغرفة بعد انتهائي من كلامي ، فتوجه إليه الأخ مدير الغرفة بسؤال بسيط : كيف كان الله يخلق في الأزل قبل خلق الكون ؟ و ماذا كان يخلق ؟

هل تعرف ماذا كان رد النصراني بعد ان تهته و ارتبك و تلعثم ؟؟

قال : (( كان الله يخلق ذاته في ذاته منذ الأزل )) !!!!!!

و سبحان خالق العقول و الأفهام !

د. هشام عزمي
02-18-2005, 05:08 AM
و قد حاورت بعض النصارى على البال توك و منهم القس جاكوبي حول هذه النظرية .. و كنت عندما أرد عليهم بما كتبته في منتدى شبكة الجامع كانوا ينقطعون و لا يحيرون جوابًا .

ATmaCA
02-18-2005, 05:40 AM
قال : (( كان الله يخلق ذاته في ذاته منذ الأزل )) !!!!!!

هذا ليس فى المسيحية

من اين اتى هذا الرجل بهذا الكلام

يبدو انة ارتبك من الصدمة :o

رحيم
02-18-2005, 09:15 AM
شكراً لكم إخوتي لعلي ألخص ما جمعته من ردود لنتستفيد منها معاً كما يلي:

أولاً: لا يعني اتصافي بصفة ما وجوب استخدامها في كل لحظة..
مثلاً: أحمد شجاع.. ولكنه لم يستخدم صفة الشجاعة الموجودة فيه لعدم الداعي لها وهذا ليس طعناً فيه.
خالد بصير... ولكنه أثناء نومه لم يستخدم تلك الصفة.

ولله المثل الأعلى.. لا علاقة بين استخدام صفة ما ووجودها.
فالله عز وجل لا تطرأ عليه الحوادث التي تطرأ على المخلوق

فالمخلوق يشبع ويجوع يعطش ويروى... الخ

ثانياً: من يقول بذلك يقع في محظور آخر وهو حاجة الإله المعبود بحق إلى شريك.. والرد على ذلك من أسهل الردود

ثالثاً: هنالك صفات أزلية ولكن لا يمكن تصور علاقتها بالأقنوم الثاني كصفة الخلق
فالله عز وجل خالق منذ الأزل... فهل خلق الأقنوم الثاني ؟
إن قال نعم: سيكون الأقنوم الثاني مخلوقاً.
وإن قال لا: فإنه يرد على نفسه وينقض شبهته بنفسه.


رابعاً: الله عز وجل ليس كمثله شيء من المخلوقات..
ليس كرحمته رحمة
ليس كوده ود
ليس كسمعه سمع.... الخ
وبالتالي قياسه فاسد أصلاً.

فإن قال بأن بصر الإله المعبود بحق كبصر المخلوقات وسمعهم وودهم لانتفت عنه صفات الكمال الواجب وجودها في الإله المعبود بحق
وإن نفى عنه مشابهة صفاته بصفات المخلوقات، عندها يرد على شبهته

شكراً لكم إخوتي على هذا التفاعل وهذا الرد في زمن قياسي


مع محبتي

ابن بدر المصري
02-18-2005, 08:23 PM
كنت قد طرجت من عام تقريبًا هذه المسألة من كتاب عوض سمعان (الله بين الفلسفة و المسيحية) على أحد شيوخنا الأشاعرة و كان له رد مجمل على الكتاب انقل منه ما يتعلق بالموضوع :

--------------------------------------------
وقوله أثناء الكلام على الوحدانية:" مما تقدم يتبين لنا أن الوحدانية غير المركبة ليس لها وجود في العالم المادي على الإطلاق، وأن كل وحدانية، حتى وإن كانت غير قابلة للتجزئة تقوم بمميزات تنشأ بسببها نِسَب أو علاقات بينها وبين ذاتها"اهـ
غير صحيح أيضا، فإن الوحدانية لا يشترط أن يكون بينها وبين نفسها نسبة، لأن النسبة ههنا لا تكون إلا بين منتسبين، ولو فرضنا الوحدانية مطلقة، فلا يوجد منتسبان، بل واحد فقط، فكيف يتصور قيام نسبة بين هذا الواحد وبين نفسه من حيث هو واحد. إنه لا يمكن القول بذلك إلا إذا كان غير واحد بل مركبا، وهو خلاف الفرض.

وربما يكون قصد المؤلف بهذه الفقرة إقامة العقيدة النصرانية على نحو هذا المفهوم أو هو يريد الجمع بين كون الله تعالى واحدا، وبين الابن والروح القدس.
وليلاحظ أنه يتكلم عن النسب على أنها بين الذات والذات، وهذه قطعا لها مفهوم غير مفهوم الذات، ويقول إنها يجب أن تكون فعالة منذ الأل لأنها عين تعين الله تعالى، أو لأنها هي التي تعيِّنُهُ، أي تحقق وجوده، وكونه إلها. ولا شك أن هذه المفاهيم قد استعارها من نظرية وحدة الوجود عند ابن عربي كما أشار في أكثر من موضع، وهي التي تنص على أن لا وجود إلا للذات، وأن الصفات نسب لازمة للذات وليست تقوم هذه النسب إلا بالذات وهم يطلقون عليها اسم النسب الإشراقية مقابل النسب الانتزاعية ، وربما يغالي بعضهم فيقول إنها مجرد نسب اختراعية أي وهمية.
ومؤلف الكتاب يريد أن يتخذ من هذا المفهوم مقدمة يبني عليها مفهوم الروح القدس والابن، الصادر عن الذات منذ القدم كما يقول به كثير من النصارى.
وليتأمل في قوله التالي:" ولذلك لا يُقصد بوحدانية الله الجامعة المانعة أن هناك آلهة مع الله، أو أن هناك تركيباً في ذاته، بل يُقصَد بها أن ذاته الواحدة التي لا تركيب فيها على الإطلاق، هي بنفسها جامعة مانعة، أو شاملة مانعة، أو بتعبير آخر أنها تتميز بالمميزات الروحية اللائقة بكمالها، واستغنائها عن كل شيء غيرها، منذ الأزل وإذا كان الأمر كذلك فليس في إسناد هذه الوحدانية إلى الله ما يُفهم منه أن له شريكاً أو به تركيباً"اهـ
فهذا عبارة عن شرح لنفس قول ابن عربي الذي لخصه بعض من سار على نهجه من أتباعه وأتباع الملا صدرا بعبارة "التنزيه في عين التشبيه" والوحدة في عين الكثرة"، وهو المبني عند صدر الدين الشيرازي على مفهوم الوجود المشكك، الذي يحاول أن يجمع به بين الوحدة المدلول عليها بالأدلة القاطعة وبين الكثرة الظاهرة حسا ومشاهدة.
-------------------------------------

و يقول في موضع آخر :
--------------------------------------
وقد أخطأ المؤلف حين قال:" النقد : لو أن صفات الله كانت تتجه في الأزل إلى الكائنات التي كان في قصده أن يخلقها، لكان وجود هذه الكائنات أمراً ضرورياً لوجود صفاته، وهذا باطل. لأن الله كامل كل الكمال في ذاته وصفاته، بغضّ النظر عن وجود الكائنات أو عدم وجودها."اهـ
فهو يشترط ههنا للصفات أن تتعلق ، ويوجب إذا كانت الصفات لها تعلق، أن توجد المخلوقات في الأزل، ولكن هذا باطل ما لا يخفى على دارس لعلم الكلام، فإن الإرادة متعلقة منذ الأزل بالكائنات، ولكن تعلقها بها لم يستلزم وجود الكائنات في القدم، لأن تعلق الإرادة يخصص الممكن ببعض ما يجوز عليه، بحسب الإرادة، والإرادة لا يمكن تعلقها بالممكن على أن يوجد في الأزل، لأن هذا يستلزم قدم الممكن، وهو محال. وهذا كنحو تعلق الإرادة، فلها تعلقان اثنان صلوحي قديم، والآخر تنجيزي حادث، وكل التعلقات التنجيزية للقدرة حادثة، فلا يلزم مطلقا قدم شيء من الممكنات.
والمؤلف بنى كلامه بناء خاطئا.
وهو يقصد بالممارسة التي يزعمها للصفات، أي حصول التعلق لها بمتعلقها بالفعل، لا بالصلاحية، كما يفهم من كلامه. وهذا لا يصح قطعا، فالصفة ثابتة وهذا يكفي فيه ثبوت تعلقها الصلوحي، لا التنجيزي الذي يريده هذا المؤلف.

وانظر بعد ذلك كيف يغالط هذا المؤلف حين يقول: "إن للصفات متعلقات ثلاثة : الأول تنجيزي " أي ما هو بالفعل " قديم بذاته تعالى، والثاني صلوحي " أي ما هو بالقوة " قديم بذواتنا، والثالث تنجيزي حادث، عند وجودنا في العالم .
النقد : يصف هذا الرأي فقط صفات الله من جهات ثلاث، فيطلق عليها من الجهة الأزلية اسم تنجيزي قديم، ويطلق عليها من حيث صلاحيتها بالنسبة لعلاقة الله بنا اسم صلوحي قديم، ويطلق عليها من حيث ممارسته لها بالفعل عند خلقه للعالم، اسم تنجيزي حادث. لكنه لا يبين لنا كيف تكون صفات الله قديمة دون أن تكون هناك كائنات أزلية معه أو يكون هناك تركيب في ذاته، ولا كيف تكون حادثة دون أن يترتب على ذلك تعرضه للتطوّر والتغيّر. ولذلك فهذا الرأي لا يتعرض لحل المشكلة على الإطلاق."اهـ
فهو يعترض على التعلقات الثلاثة بأنه لا تبين كيف لا تكون هناك في القدم مع الله تعالى مخلوقات قديمة، ثم بعد أن يخلق المخلوقات فكيف لا تتطور –على تعبيره – ذات الله. فهذا المؤلف قد غفل عن أن التعلقات التنجيزية بالمخلوقات ، عبارة عن نسب عدمية، لا تفيد بذاتها الكمال لله تعالى، بل كمال الله تعالى لا يتوقف على وجود غيره مطلقا، بل كمال غيره يتوقف عليه، وهذا هو بالضبط معنى التعلق التنجيزي، أي إن المخلوقات لا تحدث إلا إذا تعلقت بها قدرة الله تعالى. فلا يلزم ذلك التقسيم أي تطور على ذات الله، والمقصود بالتظور هو اكتساب الذات كمالا لم يكن لها، فهو ممنوع، ولا يستلزمه هذا التقسيم مطلقا.
واعلم أن هذا الاعتراض من أغرب الاعتراضات التي سمعتها على التعلقات !!
ولما تصدى المؤلف لتوضيح جوابه هو الذي يقترحه على إشكالية التوحيد والوحدة للذات الإلهية قال:" إذا صرفنا النظر عن آراء القائلين بوحدة الوجود، فإن تضارب آراء المؤمنين بأن الله ذات يرجع إلى اعتقادهم أن وحدانيته هي وحدانية مطلقة، لأن هذه الوحدانية هي وحدانية غامضة، إذا أنها لا تتميز بمميزات تكون بها صفات صاحبها بالفعل أزلاً. لكن لو أنهم نظروا إلى وحدانية الله كوحدانية جامعة مانعة، أي قائمة بمميزات تكون بها صفات الله بالفعل أزلاً، لما استعصى على واحد منهم إدراك العلاقة بين صفات الله وذاته. لماذا؟ لأنه على أساس هذه الوحدانية، لا يبقى مجال للتساؤل عما إذا كانت صفاته هي ذاته أم غير ذاته، إذ من الواضح أن تكون غير ذاته. وكونها غير ذاته لا يترتب عليه في هذه الحالة وجودها في حالة الالتصاق به أو الانفصال عنه، لأنها تكون فقط عاملة بينه وبين ذاته. ولا يبقى مجال للتساؤل عما إذا كانت قديمة أو حادثة، إذ من الواضح أن تكون قديمة قِدم ذاته، لأنه على أساس هذه الوحدانية تكون صفاته ملازمة له أزلاً، دون أن يتطلب ذلك وجود كائنات أزلية معه، أو وجود تركيب في ذاته."اهـ
وهذه الفقرة لم تزد الطين إلا بلة، فهو أولا يكاد يصرح بصحة مذهب وحدة الوجود الذي ألمحنا أن مذهبه قائم عليه، أو أنه يستعير منه مفاهيم عديدة يراها صالحة وليست كذلك. وثانيا: ثم هو يصرح بأن صفات الله غير ذاته، وهي تكون معه منذ الأزل، ولا يترتب على ذلك اتصال أو انفصال لأنها تكون عاملة بينه وبين ذاته ومع ذلك فهي غيره وأزلية، وهذا تناقض بين، ثم تراه يقول:"هي تكون فقط عاملة بينه وبين ذاته"، فتراه يفصل بين (الله) وبين (ذات الله) وبين (صفات الله)، ويجعل الصفات عبارة عن واسطة وعلاقة بين الله وبين ذات الله، وهذا كلام غريب ولا معنى تحته، لأن الله تعالى علم على الذات الواجب الوجود الموصوف بالصفات، فلا معنى لقوله إن الصفات عاملة بين الذات وبين الله، فكأنه يقول إن الصفات عاملة بين الصفات وبين نفسها. فتأمل فيه لتعلم تضاربه.
ومن الواضح أن هذا الكلام كله يعتمد فيه المؤلف على وحدة الوجود كما هو واضح. وإن لم يصرح تصريحا بذلك.
وفي النص المنقول تهافتات أخرى تلاحظها عند النظر.
------------------------------------------

ثم يقول (و هنا لب الموضوع) :
-------------------------------------------
والمؤلف اقترح حلا مناسبا لما يقول به من كون الصفات عاملة أزلا وابدا، وبالتالي فلا يرد القول بأن الله انتقل من حالة السكون إلى العمل، لأن الصفات أبدا عاملة، بعملها المتعلق بالذات على الشكل المتهافت الذي أشرنا إلى نقاط ضعفه سابقا.
فقال:" بل بالعكس يكون الخلق مجرد مظهر من مظاهر عمل صفاته الأزلي بينه وبين ذاته. وهذا لا يقتضي حدوث أي تغير في ذاته،"اهـ
وأرجو أن تتأمل ههنا قليلا في قوله "مظهر من مظاهر عمل صفاته" لأن صفاته أزلا عاملة في ذاته، فلا يقال إن قبل أن خلق العالم لم يكن متصرفا ثم صار متصرفا، لأنه صفاته عاملة بذاته أزلا. هذا هو الحل الساذج الذي يقترحه المؤلف، ومن الظاهر للعيان أنه يعتمد في اقتراح هذا الحل على مفهوم وحدة الوجود.
والحاصل أنه انتقل من اللازم الذي حذر منه الفلاسفة وهو أن الله تعالى يطرأ عليه التغير بعد أن لم يكن متغيرا، إلى القول بأن الله تعالى منذ الأزل كان متغيرا بظهوره بمظاهر بتعلقات صفاته بذاته، أو بعمل صفاته بذاته. وهذا مبدأ استعاره من مذهب وحدة الوجود كما لا يخفى.
ولا يفيده ههنا، بل حله الذي يقترحه يعقد المشكلة بدلا من أن يحلها، وما استند إليه من الكتاب المقدس عندهم، لا يفيده بقلب الباطل حقا.
--------------------------------------------

انتهى النقل .