المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحْــرُ الإخـَـــاء



عبد الوهَّاب آل غظيف
02-04-2008, 01:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


(1)

" سلامة ُ القلبِ مركبُ الإبحار ِ .. "

حينَمَا يكونُ القلبُ سليماً فإنهُ يعلنها مدوية ً : لا للهموم ِ ..
وحينما تعرفُ عن صاحبِ قلبٍ سلامة َ قلبـِه فلتطمئنَّ في مُخَالطتـِك إيَّاهُ .
سلامة ُ القلبِ ليستْ حاجة ً يحتاجُها كيانُ الأخوَّةِ ..
بلْ إنَّها ذاتِية ٌ في هذا الكيان ِ لا يُتـَـصَورُ بدونِها
إنَّها لا تنْفَكُّ عنه أبداً ..
يا مَنْ يرومُ المُتعة َ الحقيقية َ بإدراكِ معنى الأخوَّةِ
ليَكـُنْ قلبُكَ سليماً



(2)

" أوثَـَقُ عُرَى الإيمَان ِ الحُبُّ فِي الرَّحْمَـٰـن ِ "

الحبُّ شعورٌ قلبيٌ يدفعُ باتجاهِ أخوةٍ صادقَةٍ ويجعلُ صاحبَهُ باذلاً معطاءً
وهو غذاءٌ يتغذَّى بِهِ جَسدُ الأخوَّةِ حَتَّى لا يَضْعُفَ أو يَمُوتَ
إنه يَجْذبُك لأخيكَ ويَجْذِبُهُ لكَ ويُدْنِيْكُمَا إلى بَعْضِكُمَا
قاطعُ طريق ٍ .. يقطعُ سبيلَ الدَّخن ِ السَّيءِ الذي قدْ يعتري قـَلـْبَكَ حالَ ضعفٍ وفتورٍ
كـُنْ مُحِبَاً .. كي تسعدَ بطعم ِ الحلاوةِ الأخَوِيَّةِ



(3)

" هَنِيئَاً لكَ إنْ وَقَعْتَ "

حينما تجعلُ قلبَكَ سليماً
ثمَّ تملؤهُ حبَاً حقيقياً
سَتَقَعُ فِي مَرْحَلَةٍ مُتقدِّمةٍ فِي بَحْر ِ الإخَاءِ
هذهِ المَرْحَلةُ تَتَضِحُ مَعَالِمُها فِي حَال ِ الجَفَاءِ
فإنْ وقعَ من أخيكَ خطأ ٌ يبقى مؤشِّرُ الأخوَّةِ مرتفعٌ لا تُهْبِطـُه هنَّاتُ الإخوةِ ..
لأنَّكَ اسْتَقْبلتَ الخطأَ بحسْن ِ الظن ِ فـقـَتـَلتـَه بهِ
وتمثَّلتَ قولَ القائل ِ :
" التمسْ لأخيكَ عذراً فإنْ لم تجدْ فقلْ : لعلَ له عذرٌ لا أعلمُه "
حينَها لنْ تُتعبَك أخْطَاءُ أخيكَ التي لا يَخْلـُو مِنْهَا أخٌ
أحسن الظنَّ بأخيكَ كي لا تفقِدَ الأخوَّةِ



(4)

" ظلمُ ذوي القربى "

هبْ أنَّكَ أحسنتَ ظنَك بأخيكَ والتمستَ لهُ عذراَ
ثمَّ كشَّرَ الأخُ بما يُزعجُكَ
إنها قسوةُ الأخ ِ على أخيهِ
وغلط ُ الحبيبِ على من يُحب
فكيفَ يكونُ الموقفُ حينها ؟
إنْ كنتَ تُجِيدُ الغَوْصَ فِي بَحْرِ الإخاءِ - وهذا عَشمِي فِيكَ - فَسيكُوْنُ الصَفْح خِيَارك وغضّ الطَرْفِ شعارك والعفوّ عَن الأخ ِ دثارك
إذا أخَذ َ حَقاً لك ستَقُولُ له : " فِداكَ " يا أخِي ..
وإنْ أوقعَ بِك أذىً فسَتُغَرِدُ بكلماتِ الإخاءِ قائلاً :
" ما أجملَ الأذى مِنْكَ وأحلاهُ "
لقدْ بَلغْتَ فِي بَحْرِ الأخوَّةِ مبلغاً عظيماً
وصرتَ غواصاً ماهراً لا يعجزُه بحرُ الإخاءِ المتلاطم ِ مهما اشتدَّ هَيجَانُهُ ..



(5)


" صفحٌ ومكافأةٌ "

إنْ كنتَ تصفحُ عن خطأِ أخيكَ فغيرُكَ يكافأُهُ عليهِ
إنهم يدفعونَ السيئةَ بالحسنةِ
ويجازونَ المنكرَ بالمعروفِ
لقدْ بَلغُوا النِّهَايَةَ وصَاروا ملوكَ الإخاءِ
وغاصُوا في البحر ِ حتَّى بَلغُوا قاعَهُ البهيج
قاعٌ مفعمٌ بالخيرِ والعطاءِ
ذاقُوا حَلاوة َ الإحسان ِ وصَاروا مِن أهْلِهِ

( إنَّ اللهَ يحبُّ المُحسنين )

حسام الدين حامد
02-05-2008, 03:19 PM
كان أملنا الإطناب ، فحاقُّ الموضوع التفصيل و الإيضاح و الكاتب - حفظه الله - من أهل الفهم و الدراية .

جزاك الله خيرًا و نفع بكلامك و أدام الأثر !

عبد الوهَّاب آل غظيف
10-21-2008, 07:02 PM
أخي حسام ..
أشكر حسن ظنك ، بارك الله فيك .