المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من خواطر الشيخ محمد متولى الشعراوى..



بحبك ياربى
02-06-2008, 10:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احب ان انقل لكم بعض من خواطر الشيخ الشعراوى فى تفسير القرآن الكريم

من بداية سورة الفاتحة ان شاء الله...

وربنا يتقبل منى ومنكم

بحبك ياربى
02-06-2008, 10:32 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)

بحبك ياربى
02-06-2008, 10:38 PM
الْحَمْدُ للّهِ



ان الله تعالى محمود لذاته ومحمود لصفاته ولنعمه ولرحمته ولقضائه والله محمود قبل ان يخلق من يحمده


ومن رحمة الله سبحانة وتعالى انه جعل الشكر له فى كلمتين اثنيتين هما:الحمدلله



والعجيب انك حين تشكر بشرا على جميل فعله تظل ساعات وساعات تعد كلمات الشكر والثناء وتحذف وتضيف وتاخذ رأى الناس حتى تصل الى قصيدة او خطاب ملىء بالشكر والثناء ولكن الله سبحانة وتعالى جلت قدرته وعظمته نعمة لا تعد ولا تحصى فهوه جل جلاله علمنا ان نشكره فى كلمتين اثنتين هما الحمدلله

ولعلنا نفهم ان المبالغة فى الشكر للبشر مكروهة لانها تصيب الانسان بالغرور وانفاق وتزيد العاصى فى معاصيه فلنقلل من الشكر والثناء للبشر لاننا نشكر الله لعظيم نعمة علينا بكلمتين هما:الحمدلله



ومن رحمة الله انه علمنا صيغة الحمد فلو انه تركها دون ان يحددها بكلمتين لكان من الصعب على البشر ان يجدوا الصيغة المناسبة ليحمدوا الله على هذا الكمال الالهى

فمهما اوتى الناس من بلاغة وقدرة على التعبير فهم عاجزون عن ان يصلوا الى صيغة الحمد التى تليق بجلالة المنعم فكيف نحمد الله والعقل عاجز ان يدرك قدرتة او يحصى نعمة او يحيط برحمته؟
ورسول الله صلى الله عليه وسلم اعطانا صورة العجز البشرى عن حد كمال الالوهية لله فقال:(لا احصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك)



وكلمتا الحمد لله ساوى الله بهما بين اليشر جميعا

فلو انه ترك الحمد بلا تحديد لتفاوتت درجات الحمد بين الناس بتفاوت قدراتهم على التعبير فهذا امى لا يقرا ولا يكتب لا يستطيع ان يجد الكلمات التى يحمد بها الله تعالى وهذا عالم له قدرة على التعبير يستطيع ان ياتى بصيغة الحمد بما اوتى من علم وبلاغة وهذا تتفاوت درجات البشر فى الحمد طبقا لقدرتهم فى منازل الدنيا ولكن الحق تبارك وتعالى شاء عدله ان يسوى بين عبادة جميعا فى صيغة الحمد له فيعلمنا فى اول كلماته فى القران الكريم ان نقول (الحمدلله) ليعطى الفرصة المتساوية لكل عبيده بحيث يتساوى المتعلم والغير متعلم فى عطاء الحمد


ولذلك فإننا نحمد الله تعالى على انه علمنا كيف نحمده ويظل العبد دائما حامدا ويظل الله دائما محمودا

بحبك ياربى
02-06-2008, 10:56 PM
هل الارض والسماء لهما عاطفة؟


بعض الناس قد يتساءل

هل تتكلم الارض والسماء وغيرها من المخلوقات فى عالم الجماد والنبات والحيوان؟

نقول نعم

ان لها لغة لا نعرفها نحن وانما يعرفها خالقها بدليل انه منذ الخلق الاول ابلغنا الحق تبارك وتعالى ان هناك لغة لكل هذه المخلوقات

واقرأ قوله تعالى:
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)
*سورة فصلت*

اذن فالارض والسماء فهمت كلتاهما عن الله وقالت له سبحانة وتعالى اتينا طائعين

الم يعلم الله سليمان منطق الطير ولغة النمل؟

الم تسبح الجبال مع داود؟

اذن كل خلق الله له ادراكات مناسبة بل له عواطف

فعندما تكلم الله سبحانة وتعالى عن قوم فرعون قال
كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29)

*سورة الدخان*

اذن فالسماوات والارض لهما انفعال يصل الى مرحلة البكاء فهما لم تبكيا على فرعون وقومه ولكنهما تبكيان حزنا عندما يفارقهما الانسان المؤمن المصلى المطبق لمنهج الله

ولقد قال على بن ابى طالب رضى الله عنة:
(اذا مات المؤمن بكى عليه موضعان موضع فى الارض وموضع فى السماء اما الموضع فى الارض فهو مكان مصلاه الذى اسعده وهوه يصلى فيه واما الموضع فى السماء فهو مصعد عمله الطيب)

بحبك ياربى
02-08-2008, 12:37 AM
مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ


الله تبارك وتعالى يريد ان يطمئن عباده أنهم إذا كانوا ابتلوا بمالك او ملك يطغى عليهم فيوم القيامة لا مالك ولا ملك إلا الله جل جلاله


عندما تقول ملك أو مالك يوم الدين فهناك يوم وهناك الدين..

اليوم عندنا من شروق الشمس إلى شروق الشمس هذا ما نسمية فلكيا يوما.. واليوم فى معناه ظرف زمان تقع فية الأحداث


والمفسرون يقولون:(مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أى مالك أمور الدين لإن ظرف الزمان لا يملك


نقول أن هذا بمقاييس ملكية البشر فنحن لا نملك الزمن الماضى لا نستطيع ان نعيده والمستقبل لا نستطيع ان ناتى به
ولكن الله هوه خالق الزمان والله تعالى لا يحده زمان ولا مكان...

كذلك قوله تعالى :(مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ)... لا يحده زمان ولا مكان


واقرأ قوله سبحانة:
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47))
*سورة الحج*


وقوله تعالى:
( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4))
*سورة المعارج*

واذا تاملنا هاتين الايتين نعرف معنى اليوم عند الله تبارك وتعالى ذلك ان الله هوه خالق الزمن ولذلك فإنه يستطيع ان يخلق يوما مقداره ساعة ويوما مقداره الف سنة ويوما كأيام الدنيا أربع وعشرون ساعة فذلك خاضع لمشيئة الله



والله يريد ان يطمئن عباده أنهم إذا أصابهم ظلم فى الدنيا فإن هناك يوم لا ظلم فيه.... فهو مالك هذا اليوم

وان الذى اتبع منهج الله يخبره سبحانه وتعالى إنه هناك يوما سيأخذ فيه أجره



ولقد دخل أحد الأشخاص على رجل من الصالحين وقال له:

اريد ان اعرف أأنا من أهل الدنيا أم من أهل الاخرة؟


فقال له الرجل الصالح:

إن الله أرحم بعباده فلم يجعل موازينهم فى أيدى أمثالهم... فميزان كل انسان فى يد نفسه...

لماذا؟

لإنك تستطيع ان تغش الناس ولكنك لا تستطيع ان تغش نفسك ميزانك فى يدك وتستطيع ان تعرف أأنت من أهل الدنيا أم من أهل الاخرة...


قال الرجل :

كيف ذلك؟


فرد العبد الصالح:

اذا دخل عليك من يعطيك مالا ودخل عليك من ياخذ منك صدقة فبايهما تفرح؟

فسكت الرجل...


فقال العبد الصالح:

اذا كنت تفرح بمن يعطيك مالا فانت من أهل الدنيا


واذا كنت تفرح لمن ياخذ منك صدقة فانت من اهل الاخرة

بحبك ياربى
02-08-2008, 09:37 PM
عن العبادة وحب الله




هل العبادة هى الجلوس فى المساجد والتسبيح

او انها منهج يشمل الحياة كلها فى بيتك وفى عملك وفى السعى فى الارض؟

ولو اراد الله سبحانه وتعالى من عباده الصلاة والتسبيح فقط لما خلقهم مختارين بل خلقهم مقهورين لعبادته ككل ماخلق ماعدا الإنس والجن

والله سبحانه وتعالى له صفة القهر

ومن هنا فإنه يستطيع أن يجعل من يشاء مقهورا على عبادته مصداقا لقوله تعالى:

( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4))
*سورة الشعراء*


فلو أراد الله ان يخضعنا لمنهجه قهرا لا يستطيع احد ان يشذ عن طاعته

وقد اعطانا الله الدليل على ذلك بان فى اجسادنا وفى أحداث الدنيا ما نحن مقهورين عليه

فالجسد مقهور لله فى أشياء كثيرة...

فالقلب ينبض ويتوقف بأمر الله دون ارادة منا

والمعدة تهضم الطعام ونحن لا ندرى عنها شيئا

والدورة الدموية فى اجسادنا لا ارادة لنا فيها

وما يقع علىّ فى الحياة الدنيا من أحداث أنا مقهور فيه لا أستطيع أن أمنعه من الحدوث

فلا أستطيع أن امنع سيارة ان تصدمنى
ولا طائرة أن تحترق بى
ولا كل ما يقع على من أقدار الله فى الدنيا


إذن فمنطقة الإختيار فى حياتى محددة لا استطيع ان اتحكم فى يوم مولدى ولا فيمن هو ابى ومن هى امى ولا فى شكلى هل أنا طويل او قصير؟
جميل او قبيح؟.... أو غير ذلك



الله سبحانه وتعالى له من كل خلقه.. عبادة القهر ولكنه يريد من الانس والجن عبادة المحبوبية

ولذلك خلقنا ولنا إختيار فى أن نأتيه او لا نأتيه

فى أن نطيعه أو نعصيه

فى أن نؤمن به أو لا نؤمن

فإذا كنت تحب الله فانت تأتيه عن إختيار...تتنازل عما يغضبه حبا فيه...وتفعل ما يطلبه حبا فيه
...
وليس قهرا

بحبك ياربى
02-11-2008, 12:07 AM
(هذا لعبدى ولعبدى ما سأل)


روى الإمام مسلم في " صحيحه " عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال العبد : { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال : { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال : { مالك يوم الدين } قال: مجدني عبدي ، وقال مرة: فوَّض إلي عبدي، فإذا قال : { إياك نعبد وإياك نستعين } قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال : { اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل ) .



وعندما نعرف أن الله سبحانه وتعالى قال:(هذا لعبدى ولعبدى ما سأل) تعرف ان الاستجابة تعطيك الحياة العالية فى الاخرة وتمتعك بنعيم الله ليس بقدرات البشر كما يحدث فى الدنيا ولكن بقدرة الله تبارك وتعالى
وإذا كانت نعم الدنيا لا تعد ولا تحصى فكيف بنعم الاخرة؟


لقد قال الله سبحانه وتعالى عنها:( لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) )
*سورة ق*

أى إنه ليس كل ما تطلبه فقط ستجده أمامك بمجرد وروده على خاطرك ولكن مهما طلبت من النعم ومهما تمنيت فالله جل جلاله عنده مزيد ولذلك فإنه يعطيك كل ما تشاء ويزيد عليه بما لم تطلب ولا تعرف من النعم وهذا تشبيه فقط ليقرب الله تبارك وتعالى صورة النعيم الى اذهاننا ولكن الجنة فيها مالا عين رات ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر


وبما ان المعانى لابد ان توجد اولا فى العقل ثم ياتى اللفظ المعبر عنها فكل شىء لا نعرفه لا توجد فى لغتنا الفاظ تعبر عنه فنحن مثلا لم نعرف اسم التليفزيون الا بعد ان اخترع وصار له مفهوم محدد
تماما كما لم نعرف اسم الطائرة قبل ان يتم اختراعها..فالشىء يوجد اولا ثم بعد ذلك يوضع اللفظ المعبر عنها

ومدام ذلك هو القاعدة اللغوية فإنه لا توجد الفاظ فى لغة البشر تعبر عن النعيم الذى سيعيشه اهل الجنة لانه لم تره عين ولم تسمع به أذن ولا خطر على القلب

ولذلك فإن كل ما نقرؤه فى القرآن الكريم يقرب لنا الصورة فقط ولكنه لا يعطينا حقيقة ما هوه موجود
ولذلك نجد الله سبحانه وتعالى حين يتحدث عن الجنة فى القرآن الكريم يقول:

( مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ (15) )
*سورة محمد*

بحبك ياربى
02-11-2008, 12:20 AM
( آمين)



أما عن خاتمة فاتحة الكتاب فهى بقولنا آمين وذلك أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذى علمه جبريل عليه السلام أن يقولها.. فهى لذلك من كلام جبريل لرسول الله وليست كلمة من القرآن..

وكلمة آمين معناها استجب يا رب فيما دعوناك به من قولنا:(اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم) آمين هنا دعاء لتحقيق المطلوب..
وكلمة آمين اختلف فيها العلماء أهى عربية أم غير عربية؟ وهنا يثور السؤال كيف تدخل كلمة غير عربية فى قرآن حكم الله بإنه عربى؟

نقول ان ورود كلمة ليست من اصل عربى فى القرآن الكريم لا ينفى أن القرآن كله عربى,بمعنى إنه إذا خوطب به العرب فهموه وهناك الفاظ قد دخلت فى لغة العرب قبل ان ينزل القرآن ولكنها دارت على الألسن بحيث اصبحت عربية والفتها الاذن العربية فليس المراد بالعربى هو أصل اللغة العربية وحدها وإنما المراد أن القرآن نزل باللغة التى لها شيوع على السنة العرب وما دام اللفظ قد شاع على اللسان قولا وفى الآذان سمعا فإن الأجيال التى تستقبله لا تفرق بينه وبين غيره من الكلمات التى هى من اصل عربى

و( آمين ) اسم مدلوله مدلول الفعل ومعناه (أستجيب)

فانت حين تسمع كلمة (آه) إنها اسم لفعل بمعنى أتوجع وساعة تقول(أف) اسم فعل بمعنى أتضجر وآمين اسم فعل بمعنى استجب .ولكنك تقولها مرة وانت القارىء وتقولها مرة وانت السامع..فساعة تقرا الفاتحة تقول آمين وإذا كنت تصلى فى جماعة فأنت تسمع الإمام وهو يقرأ الفاتحة ثم تقول آمين

مجرّد إنسان
02-11-2008, 07:45 AM
شكر الله لك أخي الفاضل

بحبك ياربى
02-13-2008, 10:19 PM
شكر الله لك أخي الفاضل
جزاك الله كل خير على مرورك الكريم
اختك شيماء

بحبك ياربى
03-02-2008, 12:23 AM
(اسم سورة البقرة)



لقد جاءت سورة البقرة متضمنة التعريف بقوة الاسلام وبحكمة القرآن وبعلم الله سبحانه وتعالى الى رسوله صلى الله عليه وسلم واشتملت على قصة خلق الإنسان الأول آدم عليه السلام وقصة إبراهيم فى بحثه عن الإيمان وقصة بناء الكعبة الشريفة وركزت على اليهود باعتبارهم أشد الناس عداوة للاسلام


وأقرأ قول الحق تبارك وتعالى:
( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) *من الآية 82 سورة المائدة*


وجاءت ايضا ببعض التكاليف الإيمانية فتحدثت عن الصوم والحج والخمر والربا وأكل أموال الناس والزواج والطلاق والرضاعة



وأسم سورة البقرة قد اخذ من قضية أساسية فى الدين وهى الإيمان بالبعث..والإيمان بالبعث هو اساس الدين ,فمن لا يؤمن بالاخرة والبعث والحساب يفعل ما يشاء فى الدنيا دون أى وازع لأنه مادام ليس هناك بعث تصبح الدنيا غابة

وسورة البقرة فيها تجربة حدثت مع بنى اسرائيل ورأوا البعث وهم مازالوا فى الدنيا حين بعث الله قتيلا لينطق بإسم قاتله ثم مات بعد ذلك


والقصة

أن رجلا من بنى اسرائيل كان ثريا يملك المال الكثير ولم يكن له ولد يرثه فتآمر عليه إبن اخيه فقتله ليلا ثم اخذ الجثة والقاها فى مكان قريب من إحدى القرى المجاورة ليتهم أهل هذة القرية بقتله ..وصحا أهل القرية ليجدوا جثة القتيل على باب قريتهم وأتهموا فيه وقالوا لم نقتله

وقال أقارب القتيل بل انتم الذين قتلتموه..واحتدم الخلاف وذهبوا إلى موسى عليه السلام وقالوا إن الخلاف قد احتدم فاسأل لنا ربك ان يكشف لنا عن القاتل

قال تعالى:( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)) *سورة البقرة*


وهكذا نرى ان الله سبحانه وتعالى أمر بنى اسرائيل أن يذبحوا بقرة ولو انهم ذبحوا اية بقرة واخذوا بعضا منها ليضربوا به القتيل لعادت الحياة اليه ونطق اسم قاتله ..ولكنهم بدلا من ان يستقبلوا اوامر الله سبحانه وتعالى بالتنفيذ استقبلوها اولا بعدم التصديق وقالوا :(اتتخذنا هزوا) وظلوا يشددون على انفسهم بطلب أوصاف البقرة حتى جاء الإيضاح من الحق تبارك وتعالى بعمر البقرة ولونها وكل ما يخصها

وكان لهذا حكمة عند الله تعالى لخدمة قضية ايمانية اخرى ,وقد كان هناك رجل صالح من بنى اسرائيل لا يرضى إلا بالحلال ,وكان رجل يبتغى وجه الله فى كل ما يفعل ...وعنما حضرته الوفاة كانت ثروتة هى بقرة صغيرة وكان ابنة طفلا واحتار الرجل من يوصى على هذة البقرة التى هى كل ثروتة التى تركها لابنة وزوجتة واتجة الى الله سبحانه وتعالى

وقال اللهم إنى استودعتك هذة البقرة فاحفظها لإبنى حتى يكبر.. لإنه لم يجد إيمنا على ابنه إلا يد الله سبحانه وتعالى

ثم قال لزوجتة:إنى لم اجد يدا آمن من يد ربى استودعته البقرة الصغيرة

وسألتة زوجتة: أين البقرة

قال: أطلقتها فى المراعى ثم أسلم الروح

وكبر الابن فحكت له الام وقال الابن: وأين اجد البقرة لأستردها؟

فقالت الام:لقد استودع أبوك البقرة عند خالق الكون فقل إنى أتوكل على الله وابحث عنها

فقال الابن:اللهم رب ابراهيم ويعقوب رد على ما استودعك ابى ثم انطلق الى الحقل فوجد البقرة ,وكانت هذة هى البقرة التى ذكرت اوصافها لبنى اسرائيل فذهبوا ليشتروها فقال الابن لن ابيعها الا بملىء جلدها ذهب افدفعوا له


وهكذا..نجد ان صلاح الاب يجعل الله حفيظا على اولاده يرعاهم وييسر لهم امورهم



وهكذا كانت الحكمة الإلهية أن الرجل الصالح الذى استودع كل ما كان يملك عند الله بارك الله له فيه ووجد ابنه عندما يبلغ سن الشباب ثروة كبيرة

وعندما ذبحوا البقرة ضربوا ببعضها القتيل كما أمرهم الله تعالى فاذا به يبعث وينطق اسم قاتله ثم يموت مرة اخرى

بحبك ياربى
05-20-2008, 08:42 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

" الم (1) "



بدأت سورة البقرة بقوله تعالى:(الم) وهذه الحروف مقطعة

ومعنى مقطعة ان كل حرف ينطق بمفرده


والحروف لها- - - - - -> أسماء ومسميات


ومسمى الحرف - - - - - - > هو ما يتكلم الناس بة مثل (كتب)

اما أسم الحرف - - - - - - > هو كاف تاء باء

ولا يمكن ان ينطق بإسماء الحروف إلا من تعلم ودرس,أما من لا يتعلم فقد ينطق بمسمى الحرف ولا ينطق بإسمائها..ولعل هذه أول ما يلفتنا فرسول الله كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ولذلك لم يكن يعرف شيئا عن أسماء الحروف,فاذا جاء ونطق باسماء الحروف يكون هذا أعجازا من الله سبحانه وتعالى بأن هذا القرآن موحى به الى سيدنا محمد ولو ان رسول الله درس وتعلم لكان شيئا عاديا ان ينطق باسماء الحروف


ولكن تعالى إلى أى أمىّ لم يتعلم انه يستطيع ان ينطق بمسميات الحروف يقول الكتاب وكوب وغير ذلك,فإذا طلبت منه أن ينطق باسماء الحروف فانه لا يستطيع ان يقول لك ان كلمة كتاب مكونة من الكاف والتاء والالف والباء


وتكون هذة الحروف هى الدالة على صدق الرسول فى البلاغ عن ربه وأن هذا القرآن موحى به من الله سبحانه وتعالى



ما الذى جعل رسول الله ينطق (الم) فى سورة البقرة باسماء الحروف,وينطقها فى سورتى الشرح والفيل بمسميات الحروف؟

لابد ان رسول الله سمعها من الله كما نقلها جبريل عليه السلام اليه هكذا



إذن فالقرآن أصله السماع لا يجوز ان تقرأه إلا بعد ان تسمعه لتعرف ان هذه تنطق الف لام ميم والثانية تقرا الم ,مع ان الكتابة واحدة فى الاثنين ولذلك لابد ان تستمع إلى فقية يقرأ القرآن قبل ان تتلوه

والذى يتعب الناس إنهم لم يجلسوا الى فقيه ولا استمعوا الى قارىء ثم بعد ذلك يريدون ان يقرأوا القرآن كأى كتاب


نقول لا


القرآن له تمييز خاص انه ليس كأى كتاب تقرؤه وإذا سألت ماهو معنى هذه الحروف, نقول أن السؤال فى أصله خطأ لأن الحرف لا يُسأل عن معناه فى اللغة الا اذا كان حرف معنى مثل

(فى) التى تدل على الظرفية


(من) التى تدل على الاستعلاء

و (الى) التى تدل على الانتهاء
اما النوع الاخر من الحروف هى الحروف المبنية وهى التى لا معنى لها الا للدلالة على الصوت فقط


واذا كانت الحروف فى أوائل السور فى القرآن الكريم قد خرجت عن قاعدة الوصل لانها مبنية

فلابد ان يكون ذلك لحكمة اولا لنعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم:( من قرا حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف)


ولذلك ذكرت فى القرآن الكريم كحروف استقلالية لنعرف ونحن نتعبد بتلاوتة اننا سناخذ حسنة على كل حرف وحينما نقرأ (الم) ونحن لا نفهم معناها نعرف ان ثواب القرآن على كل حرف تقرؤه سواء فهمناه ام لم نفهمه


وقد يضع الله تعالى من أسرار هذه الحروف التى لا نفهمها ثوابا واجرا لا نعرفه وإذا اراد انسان منا ان يعرف معنى هذة الحروف فلا ناخذها على قدر بشريتنا

وإذا كنا لا نفهم هذه الحروف فوسائل الفهم والإعجاز فى القرآن لا تنتهى لأن القرآن كلام اله.. ولا يستطيع فهم بشرى ان يصل الى منتهى معانى القران إنما يتقرب منها

وإذا قلت إنك قد عرفت كل معنى للقرآن الكريم فإنك تكون قد حددت معنى كلام الله بعلمك ولذلك جائت هذة الحروف اعجازا لك

بحبك ياربى
05-24-2008, 09:49 PM
" ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) "




وصف الله سبحان وتعالى فى الآية الثانية من سورة البقرة -القرآن الكريم- بإنه الكتاب , وكلمة (قرآن) معناها ان يقرأ , وكلمة (كتاب) معناها أنه لا يُحفظ فقط فى الصدور ولكن يدون فى السطور ويبقى محفوظا إلى يوم القيامة.

والقول بإنه الكتاب تمييز له عن كل كتب الدنيا وتمييز له عن كل الكتب السماوية التى نزلت قبل ذلك فالقرآن هو الكتاب الجامع لكل احكام السماء منذ بداية الرسالات حتى يوم القيامة وهذا تأكيد لارتفاع شأن القرآن وتفرده وسماويته ودليل على وحدانية الخالق فمنذ فجر التاريخ نزلت على الأمم السابقة كتب تحمل منهج السماء

ولكن

كل كتاب وكل رسالة نزلت موقوتة فى زمانها ومكانها تؤدى مهمتها لفترة محدودة وتجاه قوم محددين

والقرآن هو الكتاب لآنه لن يصل اليه اى تحريف او تبديل فرسالات السماء السابقة ائتمن الله البشر عليها فنسوا بعضها ومالم ينسوه حرفوه وأضافوا إليه من كلام البشر ما نسبوه الى الله سبحانه وتعالى ظلما وبهتانا ولكن القران الكريم محفوظ من الخالق الاعلى مصداقا لقوله تعالى:
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) ) *سورة الحجر*

ومعنى ذلك الا يرتاب إنسان فى هذا الكتاب لان كل ما فيه من منهج الله محفوظ منذ لحظة نزوله الى قيام الساعة بقدرة الله سبحانه وتعالى



إن نزول هذا الكتاب يستوجب الحمد لله سبحانه وتعالى واقرأ فى سورة الكهف:
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) )

لماذا إنزال القران يستوجب الحمد؟

لإن فيه منهج السماء وفيه الرحمة من الله لعباده وفيه البشارة فى الجنة والطريق اليها وفيه التحذير من النار وما يقود اليها وهذا التحذير او الانذار هو رحمة من الله تعالى لخلقه لإنه لو لم ينذرهم لفعلوا ما يستوجب العذاب ويجعلهم يخلدون فى عذاب إليم ولكن الكتاب الذى جاء ليلفتهم إلى ما يغضب الله حتى يتجنبوه إنما جاء برحمة تستوجب الحمد لانها أرتنا جميعا الطريق إلى النجاة من النار ولو لم ينزل الله سبحانه وتعالى الكتاب ما عرف الناس المنهج الذى يقودهم الى الجنة وما استحق أحد منهم رضا الله ونعيمه فى الاخرة


**ما هو هدى الدلالة؟


هو ان يدل الله خلقه جميعا على الطريق الى طاعتة وجنتة واقرأ قوله تعالى :

( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) *من الآية 17 سورة فصلت*

إن الله تعالى لا يعين من يرفض هداية الدلالة بل يتركة يضل ويشقى ونحن حين نقرأ القرآن الكريم نجد أن الله تبارك وتعالى يقول لنبية محمد :
( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء ) *من الآية 56 سورة القصص*

وهكذا نفى الله تعالى عن رسوله ان يكون هاديا لمن أحب ولكن الحق تعالى يقول لرسوله :
( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) *من الآية 52 سورة الشورى*

فكيف ياتى هذا الاختلاف مع إن القائل هو الله؟؟

نقول: إن ما نُفى غير ما أثُبت..ففى غزوة بدر اخذ رسول الله حفنة من الحصى وقذفها فى وجة جيش قريش يأتى القرآن الكريم إلى هذه الواقعة فيقول الحق سبحانه :( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى ) *من الآية 17 سورة الانفال*

نفى للحدث واثباته فى الآية نفسها كيف رمى رسول الله مع إن الله قال :(وما رميت)؟

نقول إن الذى رمى هو رسول الله ولكن الذى اوصل الحصى إلى كل الجيش لتصيب كل مقاتل فيهم هى قدرة الله سبحانه وتعالى فما كان لرمية رسول الله حفنة من الحصى يمكن ان تصل الى كل جيش الكفار وأما قول الله تعالى لرسوله :(وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) فهى هداية الدلالة..أى إن رسول الله بتبليغه للقرآن وبيانه لمنهج الله قد دل الناس كل الناس على الطريق المستقيم وبينة لهم

وقوله تبارك وتعالى:( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء ) اى انك لا توصل الهداية الى القلوب لأن الله سبحانه وتعالى هو الذى يهدى القلوب ويزيدها هدى وايمانا

ولذلك اطلقها الله قضية ايمانيةعامة فى قوله :( قل ان الهدى هدى الله)

فالقرآن الكريم يحمل هداية الدلالة للذين يريدون ان يجعلوا بينهم وبين غضب الله وعذابه وقايه....

بحبك ياربى
05-26-2008, 10:01 PM
" أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)"



إن السطحيين يعتقدون أن الهدى يقيد حركة الانسان فى الحياة ويمنعة من تحقيق شهواته العاجلة ولكن الهدى فى الحقيقة يرفع الانسان ويحفظه من الضرر ومن غضب الله ومن إفساد المجتمع الذى سيكون هو اول من يعانى منه لذلك قال تبارك وتعالى: ( عَلَى هُدًى )


و(على) تفيد الاستعلاء, فإذا قلت انت "على الجواد" فانت تعلوه, كأن المهتدى حين يلزم نفسه بالمنهج لا يذل ولكنه يرتفع إلى الهدى ويصبح الهدى يأخذه من خير إلى خير وذلك بعكس الضلالة التى تأخذ الانسان إلى أسفل ولذلك حين نقرأ القرآن الكريم قوله تعالى :( وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ )*سورة سبأ*
ترى ما يفيد الارتفاع والعلو فى الهداية ,وما يفيد الانخفاض والنزول فى الضلالة

الارتفاع والعلو فى الهداية لأن الله يرتفع بك لتتلقى عن الله سبحانه وتعالى وهذا علو كبير

ولكن عند الضلالة قال :(فِي ضَلَالٍ) و(فى) تدل على الظرفية المحيطة وهو كما وصفة الله سبحانه وتعالى فى آية أخرى بقوله تعالى :( بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81)*سورة البقرة*


"وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ " أى لا يستطيع ان يفلت منها لانه مظروف فى الضلال ومادامت الخطيئة محيطة به فلا يجد منفذا لأنها تحكمه ومادامت تحكمة فلا يمكن أن يصل إلى هدى مطلقا

فالحق سبحانه وتعالى حينما قال :( وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) اختار لفظا عليه دلالة دنيوية تقرب المعنى إلى السامع
ما هو الفلاح ؟ المعنى العام هو الفوز والمفلح هو الفائز

إن الدين يقيد حريتك فى الحياة فى أن تفعل او لا تفعل ومنهج الله جاء ليقول لك افعل كذا ولا تفعل كذا, كثير من الناس يظن أن ذلك تقييد لحركة حياة المؤمن واثقال عليه لأنه أخذ من حرية حركته فقيدها

إن الله تبارك وتعالى حين يقول لك لا تفعل ,معناها عند السطحيين انه ضيق عليك ما تريد ان تفعل وحين يقول لك افعل معناها يكون قد ضيق عليك فى شىء لا تريد فعله

فمثلا

حين يطلب منك الزكاة فالزكاة فى ظاهرها نقص مال وإن كانت فى حقيقتها بركة ونماء ورسول الله يقول :( ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا وما تواضع احد لله إلا رفعه )
*رواة احمد ومسلم والترمذى عن ابى هريرة


فالحق سبحانه وتعالى إذا قيد حركتك فى الحياة لا تظن أن هذا تضييق عليك بل ان هذا لفائدتك لانه لم يأمرك وحدك ولكن أمر الناس جميعا حين يقول جل جلاله : لا تسرق , فقد قالها للناس جميعا وتكون أنت الرابح لانه قيدك وأنت فرد من أن تسرق غيرك ولكنه قيد ملايين الناس من أن يسرقوا منك

إذن فالله لم يضيق عليك ولكنه حمى مالك من الناس كل الناس ,قيدك وأنت فرد أن تسرق مال غيرك وقيد ملايين أن يسرقوا من مالك, فمن الفائز؟


أنت طبعا....

بحبك ياربى
05-30-2008, 05:40 PM
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6)"



إن الكافرون قسمان



قسم كفر بالله أولا ثم استمع إلى كلام الله واستقبله بفطرته السليمة فاستجاب وآمن



وصنف آخر مستفيد من الكفر والطغيان ومن الظلم ومن أكل حقوق الناس وغير ذلك

وهذا الصنف يعرف أن الإيمان إذا جاء فإنه سيسلبه جاها دنيويا ومكاسب يحققها ظلما وعدوانا

والكفر معناه الستر ومعنى كفر أى ستر (فعل)

وكفر بالله أى ستر وجود الله جل جلاله


والذى يستر لابد أن يستر موجودا

وذلك ليبقوا الكفار على سلطانهم أو سيطرتهم أو إستغلالهم أو إستعلائهم لغيرهم من البشر

بحبك ياربى
06-07-2008, 06:09 PM
" خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7) "


ما معنى الختم على القلب؟

معنى الختم على القلب هو حكم بألا يخرج من القلب ما فيه من الكفر ولا يدخل اليه الإيمان

والختم على القلوب معناه انه لا يدخلها إدراك جديد ولا يخرج منها إدراك قديم ,ومهما رأت العين أو سمعت الآذن فلا فائدة من ذلك لأن هذه القلوب مختومة بخاتم الله بعد أن اختار أصحابها الكفر واصروا عليه وفى ذلك يصفهم الحق جل جلاله:

( صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ) *البقرة 18*

ولكن لماذا فقدوا كل أدوات الإدراك هذه؟
لأن الغشاوة إلتفت حول القلوب الكافرة فجعلت العيون عاجزة عن تأمل آيات الله ,والسمع غير قادر على التلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومن عظمة علم الله تبارك وتعالى أنه يعلم المؤمن ويعلم الكافر فعندما بعث الله سبحانه وتعالى نوحا علية السلام ودعا نوح إلى منهج الله تسعمائة وخمسين عاما وقبل أن يأتى الطوفان علم الله سبحانه وتعالى انه لن يؤمن بنوح إلا من آمن فعلا ,فطلب الله تبارك وتعالى من نوح أن يبنى السفينة لينجو المؤمنون من الطوفان


واقرأ قوله جل جلالة :( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36)وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)*سورة هود*

وهكذا نرى أن الله يعلم من سيصر على الكفر وانه سيموت كافر

واذا كانت هذة هى الحقيقة فلماذا يطلب الله تعالى من رسوله صلى الله علية وسلم أن يبلغهم بالمنهج والقرآن؟؟

ذلك ليكونوا شهداء على أنفسهم يوم القيامة فلا يأتى هؤلاء الناس يوم المشهد العظيم ويجادلون بالباطل أنه لو بلغهم الهدى ودعاهم رسول الله لآمنوا


ولكن.. لماذا يختم الله جل جلاله على قلوبهم؟؟ لأن القلب هو مكان العقائد ..ولذلك فإن القضية تناقش فى العقل فإذا انتهت مناقشتها واقتنع بها الإنسان تماما فأنها تستقر فى القلب ولا تعود إلى الذهن مرة أخرى وتصبح عقيدة وإيمانا ,والحق سبحانه وتعالى يقول :( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) *الحج 46*


وإذا عمى القلب عن قضية الإيمان فلا عين ترى آيات الأيمان ولا أذن تسمع كلام الله وهؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان لهم فى الآخرة عذاب عظيم

ولقد وصف الله سبحانه وتعالى العذاب ..بأنه أليم وبأنه مهين وبأنه عظيم

*العذاب الاليم هو الذى يسبب ألما شديدا

*والعذاب المهين هو الذى ياتى لاولئك الذين كانوا أئمة الكفر فى الدنيا ,وأحيانا تكون الإهانة أشد إيلاما للنفس من ألم العذاب نفسه فياتى بهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة أمام من اتبعوهم فيهينهم

*أما العذاب العظيم فإنه منسوب إلى قدرة الله سبحانه وتعالى لانه بقدرات البشر تكون القوة محدودة أما بقدرات الله جل جلال تكون القوة بلا حدود لأن كل فعل يتناسب مع فاعله ,وقدرة الله سبحانه وتعالى عظيمة فى كل فعل...وبما أن العذاب من الله جل جلاله فإنة يكون عذابا عظيما

بحبك ياربى
06-07-2008, 06:18 PM
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8)"


الناس فى الحياة الدنيا على ثلاثة أحوال :

إما مؤمن
إما كافر
إما منافق

والله سبحانه وتعالى فى بداية القرآن الكريم فى سورة البقرة أراد أن يعطينا وصف البشر جميعا ..وأنهم ثلاث فئات

الفئة الاولى : المؤمنون وعرفنا الله تعالى صفاتهم فى ثلاث آيات
الفئة الثانية : الكفار وعرفنا الله تعالى صفاتهم فى آيتين
الفئة الثالثة : المنافقين فجاء الله وعرفنا صفاتهم فى ثلاث عشر آيات متتابعة لماذا؟

لخطورتهم على الدين..فالذى يهدم الدين هو المنافق

أما الكافر فنحن نتقية ونحذره لانه يعلن كفره

إن المنافق يتظاهر أمامك بالإيمان ولكنه يبطن الشر والكفر وقد تحسبه مؤمنا فتُطلعه على أسرارك فيتخذها سلاحا لطعن الدين

بحبك ياربى
06-16-2008, 10:54 PM
" يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) "



لا سلام بين المنافقين والمؤمنين ..والحقيقة أن المنافقين لا يخدعون إلا انفسهم ,فالله سبحانه وتعالى يعلم نفاقهم

والمؤمنون قد يعلمون هذا النفاق فإن لم يعلموه فإن الله يخبرهم به

واقرأ قول الحق تعالى :( وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) *محمد 30*

ألم يأت المنافقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشهدوا أنه رسول الله ففضحهم الله امام رسوله وانزل قوله تعالى :
( إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ) *المنفقون1*



جاء المنافقون إلى رسول الله يشهدون بصدق رسالته والله سبحانه وتعالى يعلم ان هذه الشهادة حق وصدق لأنه جل جلاله يعلم ان رسوله صلى الله عليه وسلم صادق الرسالة ولكنه فى الوقت نفسة يشهد بأن المنافقون كاذبون كيف؟


كيف يتفق كلام الله مع ما قاله المنافقون ثم يكونون كاذبين؟



نقول : لأن المنافقين قالوا بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ,فهم شهدوا بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم.. فهم شهدوا بألسنتهم فقط ان محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله ولكن قلوبهم منكرة لذلك مكذبة به ,ولذلك فان ما قاله المنافقون رغم انه حقيقة إلا إنهم يكذبون ويقولون بألسنتهم ماليس فى قلوبهم لإن الصدق هو أن يوافق الكلام حقيقة ما فى القلب وهؤلاء كاذبون لإنهم فى شهادتهم للرسول لم يكون يعبرون عن واقع فى قلوبهم بل قلوبهم تكذب ما يقولون

بحبك ياربى
06-16-2008, 11:02 PM
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) "


لو أن هناك بئرا يشرب منه الناس

فهذه نعمة لضرورة حياتهم

تستطيع أنت بإسباب الله فى كون الله أن تأتى وتصلحها بأن تبطن جدرانها بالحجارة
حتى تمنع أنهيار الرمل داخلها

أو

أن تأتى بحبل وإناء حتى تعين الناس على الوصول إلى مياها

ولكنك إذا جئت وردمتها تكون قد أفسدت الصالح فى الحياة


وهكذا المنافقون...
أنزل الله تعالى منهجا للحياة الطيبة للإنسان على الأرض

وهؤلاء المنافقون بذلوا كل ما فى جهدهم لأفساد هذا المنهج بأن تآمروا ضده وإدعوا أنهم مؤمنون به ليطعنوا الإسلام من داخله



ولقد تنبة اعداء الإسلام إلى أن هذا الدين القوى الحق لا يمكن ان يتأثر بطعنات الكفار بل يواجهها ويتغلب عليها ,فما قامت معركة بين حق وباطل إلا انتصر الحق

ولقد حاول اعداء الإسلام ان يواجهوه سنوات طويلة ولكنهم عجزوا ثم تنبهوا الى ان هذا الدين لا يمكن أن يهزم إلا من داخله وإن استخدام المنافقين فى الإفساد هو الطريقة الحقيقية لتفريق المسلمين..فانطلقوا إلى المسلمين إسما ليتخذوا منهم الحربة التى يواجهونها ضد الإسلام


وظهرت مذاهب وإختلافات..وما أسموه العلمانية واليسارية وغير ذلك

كل هذا قام به المنافقون فى الإسلام وغلفوة بغلاف اسلامى ليفسدوا فى الارض ويحاربوا منهج الله,وإذا لفت المؤمنون نظرهم إلى أنهم يفسدون فى الارض وطلبوا عنهم أن يمتنعوا عن الإفساد,ادعوا أنهم لا يفسدون ولكنهم يصلحون

وأى أصلاح فى عدم إتباع منهج الله والخروج عليه بأى حجة من الحجج؟

بحبك ياربى
06-28-2008, 12:56 AM
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13)"





والسفهاء فى قصد المنافقين هم الفقراء

ولكن ما معنى السفة فى اللغة؟

السفه معناه الطيش والحمق والخفة فى تناول الامور فهل تنطبق صفة السفية على المؤمنين؟؟ أو أنها تنطبق على هؤلاء الذين لا يؤمنوا بالله؟؟


إذا كنتم تعتقدون أن الذين آمنوا هم السفهاء فلماذا تدعون الإيمان كذبا؟؟
لتكونوا سفهاء؟؟

لا شك إن هناك تناقضا موجودا فى كل تصرفات المنافقين ,فالرسول عليه الصلاة والسلام يدعوهم للإيمان والمسلمون يدعونهم للإيمان ولكنهم يصفون الذين امنوا بإنهم سفهاء أى فقراء لا يملكون شيئا لأن سادة قريش لم يؤمنوا وهم يدعون إن الذين آمنوا تصرفوا تصرفا أحمق طائشا


* إن المنطق لا يستقيم ويدل على سفاهة عقول المنافقين ,إن هذه العقول لم تتنبه إلى إنها حينما وصفت المسلمين بالسفهاء قد أدانت نفسها ,إن التظاهر بالإيمان يحملهم مشقة الإيمان ولا يعطيهم شيئا من ثوابه ولو كان لهم عقول لتنبهوا الى هذا كله ولكنهم لا يشعرون

إنهم يجسدون السفاهة بعينها بكل ما تحمله من حمق وإستخفاف وعدم التنبه إلى الحقيقة ولذلك حين وصفهم الحق تبارك وتعالى بالسفهاء كان وصفا دقيقا لحالتهم وطريقة حياتهم

بحبك ياربى
06-28-2008, 01:05 AM
"وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14)"



وهكذا يرينا الحق سبحانه أن كل منافق له اكثر من حياة يحرص عليها

والحياة لكى تستقيم يجب ان تكون حياة واحدة منسجمة بعضها مع بعض ,ولكن انظر إلى هؤلاء..

مع المؤمنين يقولون آمنا ويتخذون حياة الإيمان ظاهرة أى إنهم يمثلون حياة الإيمان كما يقوم الممثل على المسرح بتمثيل دور شخصية غير شخصيته, فإذا بعدوا عن الذين آمنوا يقول الحق تبارك وتعالى عنهم :(وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ)

وانظر الى دقة الأداء القرآنى..الشيطان هو الدس الخفى

الحق ظاهر وواضح أما منهج الشيطان وتآمره فيحدث فى الخفاء لإنه باطل

والنفس لا تخجل من الحق ابدا ولكنها تخشى وتخاف وتحاول أن تخفى الباطل

ولنضرب لذلك مثلا بسيطا...


رجل يجلس مع زوجتة فى منزله وطرق الباب طارق ماذا يحدث؟ يقوم الرجل بكل اطمئنان ويفتح الباب ليرى من الطارق ,فإن وجده صديقا أو قريبا أكرمه ورحب به وأصر على أن يدخل ليضيفه

نأخذ هذة الحالة نفسها إذا كان الإنسان مع زوجة غيره فى شقته وطرق الباب طارق, يحدث إرتباك عنيف..ويبحث الرجل عن مكان يخفى فية المرأة التى معه أو يبحث عن باب خفى ليخرجها منه ,,أو يحاول يطفىء الأنوار ويمنع الأصوات لعل الطارق يحس انه لا أحد فى هذا المكان فينصرف
و هكذا..

هذا هو الفرق بين منهج الإيمان ومنهج الشيطان

الحادثة واحدة ولكن الذى أختلف هو الحلال والحرام

لذلك إن منهج الشيطان يحتاج الى خلوة..إلى مكان لا يراك فيه أحد..ولا يسمعك فيه أحد

لأن العلن فى منهج الشيطان يكون فضيحة ولذلك تجد الغير مستقيم يحاول جاهدا أن يستر حركته فى عدم الأستقامة ,ومحاولته أن يستتر هى شهادة منه بأن ما يفعله جريمة وقبح ولا يصح ان يعلمه أحد عنه

ومادام لا يصح ان يراه أحد فى مكان ما ,فاعلم انه يحس أن ما يفعله فى هذا المكان هو من عمل الشيطان الذى لا يقره الله ولا يرضى عنه

مسلمة84
06-28-2008, 01:50 PM
بارك الله فيكِ أخت شيماء
ننتظر المزيد

بحبك ياربى
06-30-2008, 11:31 PM
بارك الله فيكِ أخت شيماء
ننتظر المزيد
وفيكى بارك الرحمن أختى مسلمة
جزاكى الله كل خير على مرورك الطيب الذى اسعدنى

بحبك ياربى
07-20-2008, 03:08 PM
" اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) "





والاستهزاء هو السخرية


فالمنافقون يأتون يوم القيامة محاولين أن يتمسكوا بالظاهر فيظهر الله سبحانه وتعالى لهم باطنهم..وفى الآخرة يوم تبلى السرائر يجعل الله المنافق فى الدرك الأسفل من النار...ولا يساويه بالكافر لأن ذنب المنافق أشد


وقوله تعالى: ( يَعْمَهُونَ )

العمه يختلف عن العمى ,والخلاف فى الحرف الاخير

العمى عمى البصر
والعمه عمى البصيرة

ويعمهون أى يتخبطون ,لأن العمه ينشأ عنه التخبط سواء التخبط الحسى أو التخبط فى القيم ومنهج الحياة من عمى البصيرة ومن عمى البصر

والله تعالى يقول :( فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور )

واقرء قولة تعالى :
(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125)قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126))

*سورة طه*


فكأن عمى البصيرة فى الدنيا يعمى بصر الإنسان عن رؤية آيات الله فى كونه ويعميه عن الإيمان والمنهج

بحبك ياربى
07-20-2008, 03:22 PM
" مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17) "




إن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يعطينا صورة عما فى داخل قلوب المنافقين من إضطراب وذبذبة وتردد فى إستقبال منهج الله..وفى الوقت نفسه ما يجرى فى القلوب غيب عنا

واراد الله أن يقرب هذا المعنى إلينا فقال:
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً)

أى حاول أن يوقد نارا..
والذى يحاول أن يوقد نارا لابد أن له هدفا ,والهدف قد يكون الدفء وقد يكون الطهى وقد يكون الضوء وقد يكون غير ذلك, المهم أن يكون هناك هدف لإيقاد النار


يقول الحق سبحانة وتعالى:(فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ )

ذلك إنهم فى الحيرة التى تملأ قلوبهم فهم قد سمعوا من اليهود أن زمن نبى جديد قد أتى فقرروا ان يؤمنوا به ولكن إيمانهم لم يكن عن رغبة فى الإيمان ولكنه كان عن محاولة للحصول على أمان دنيوى لأن اليهود كانوا يتوعدونهم ويقولون:
آتى زمن نبى سنؤمن به ونقتلكم به قتل عاد وارم
فأراد هؤلاء المنافقون أن يتقوا هذا القتل الذى يتوعدهم به اليهود ..فتصوروا أنهم إذا اعلنوا أنهم آمنوا بهذا النبى نفاقا أن يحصلوا على الأمن


إن الحق سبحانه وتعالى يعطينا هذه الصورة أنهم أوقدوا هذه النار لتعطيهم نورا يريهم طريق الإيمان وعندما جاء هذا النور بدلا من أن يأخذوا نور الإيمان إنصرفوا عنه وعندما حدث ذلك ذهب الله بنورهم فلم يبق فى قلوبهم شىء من نور الايمان

ونلاحظ دقة التعبير القرآنى فى قوله تعالى :(ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ)
ولم يقل ذهب الله بضوئهم

فما الفرق بين الضوء والنور؟


إذا قرأنا قول الحق سبحانه وتعالى:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا(5)*سورة يونس*

نجد أن الضوء أقوى من النور والضوء لا يأتى إلا من إشعاع ذاتى

فالشمس ذاتية الاضاءة ولكن القمر يستقبل الضوء ويعكس النور وقبل ان تشرق الشمس تجد فى الكون نورا ولكن الضوء يأتى بعد شروق الشمس

فلو ان الحق تبارك وتعالى قال ذهب (الله بضوئهم) لكان المعنى انه سبحانه ذهب بما يعكس النور ويكون سبحانه قد أبقى لهم النور ولكن قولة تعالى:(ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ) معناها انه لم يبقى لهم ضوءا ولا نورا فكأن قلوبهم يملؤها الظلام

ولذلك قال الله بعدها:(وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ)

ونلاحظ هنا أن الحق تبارك وتعالى لم يقل وتركهم فى ظلام بل قال:(فى ظلمات) أى أنها ظلمات متراكمة لا يستطيعون الخروج منها ابدا


من اين جاءت هذة الظلمات؟ جاءت لأنهم طلبوا الدنيا ولم يطلبوا الآخرة وعندما جاءهم نور الإيمان إنصرفوا عنه فصرف الله قلوبهم


وانظر الى دقة التعبير القرآنى..اذا امتنع النور امتنع البصر..أى أن العين لا تبصر بذاتها ولكنها تبصر بإنعكاس النور على الأشياء ثم إنعكاسه على العين

وإقرء قوله تعالى:
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً (12)*سورة الإسراء*

فكأن الذى يجعل العين تبصر هو الضوء أو النور فإذا ضاع النور ضاع الأبصار

ولذلك أنت لا تبصر الأشياء فى الظلام وهذه معجزة قرآنية أكتشفها العلم بعد نزول القرآن

بحبك ياربى
08-20-2008, 02:06 PM
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
(21)




عطاءات الله تعالى اثنين:

عطاءات ربوبية

وعطاءات الألوهية


العطاءات الربوبية: وهى فى الدنيا

فالشمس تشرق على المؤمن وعلى الكافر
والمطر ينزل على من قال لا اله الا الله ومن ستر وجوده تعالى
والهواء يتنفس به ذلك الذى يقيم الصلاة والذى لم يركع ركعة فى حياته
والطعام يأكهة الذى يحب الله والذى يكفر بنعم الله

ذلك ان هذة العطاءات الربوبية يعطيها الله تعالى لكل خلقة فى الدنيا

اما العطاءات الألوهية: فهى للمؤمنين فى الدنيا والأخرة


فالله تعالى يلفت انتباه خلقه الى ان عطاء الربوبية من الله سبحانه وتعالى لهم يكفى ليؤمنوا بالله ويعبدوه


وقوله تعالى:( الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ )

فنقول ان لا احد يستطيع ان يدعى انه خلق نفسه او خلق هذا الكون

بل ان الحق سبحانه وتعالى يطلب منا ان نحترم السببية المباشرة فى وجودنا

فمثلا الأب والأم سبب وجود الانسان

فنجد الله تعالى يقول:( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا (23) *الاسراء*

وهكذا نرى ان الحق قد احترم السببية فى الموجد
مع ان سبحانه وتعالى الموجد الذى خلق كل شىء

ولكن الله يحترم عمل الأنسان مع انه سبب فقط

فالمال هو مال الله يعطيه لمن يشاء

لكننا نجد الله تعالى يحث على الصدقة يقول:( مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً (245)
*البقرة*

فكأن الله احترم عمل الانسان فى الحصول على المال رغم ان المال مال الله

وهكذا تتجلى رحمة الحق بالخلق

ولابد ان نتنبه الى ان الله تعالى حينما يقول:( يأيها الناس) انما يخاطب كل الناس

فاذا اراد الحق مخاطبة المؤمنين قال:( ياأيها الذين أمنوا) أى يا أيها الذين آمنتم بالله الها ودخلتم معه فى عقد ايمانى

بحبك ياربى
09-17-2008, 06:20 PM
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22)







أندادا: جمع ند والند هو النظير او الشبيه

وأى عقل فية ذرة من فكر يبتعد عن مثل هذا فلا يجعل لله تعالى شبيها ولا نظيرا ولا يشبه بالله تعالى أحدا

فالله واحد فى قدرته, واحد فى قوته, واحد فى خلقه ,واحد فى ذاته ,وواحد فى صفاته


ولا توجد مقارنه بين صفات الحق سبحانه وتعالى وصفات الخلق

والحق خلق لكل منا عقلا يفكر به ولو عرضت هذه المسأله على العقل لرفضها تماما

لأنها لا تتفق مع عقل او منطق

ولذلك يقول سبحانه وتعالى:( وأنتم تعلمون )

أى تعرفون هذا جيدا بعقولكم لأن طبيعة العقل ترفض هذا تماما

فمنذا الذى يستطيع ان يدعى انه خلقكم والذين من قبلكم
ومنذا الذى يستطيع ان يدعى ولو كذبا انه هو الذى جعل الارض فراشا؟?


وجعل السماء سقفا محفوظا؟

أو أنزل المطر وأنبت الزرع؟


لا احد

إذن فأنتم تعلمون

أن العقل كله لله وحده

ومادام لا يوجد معارض ولا يمكن أن يوجد

فالقضيه محسومه للحق تبارك وتعالى




* إن الذين أمنوا يعرفون إن الله وضع منهجه لصالح الانسان


فالله لا يستفيد من صلاتنا ولا من زكاتنا

ولا من منهج الإيمان شيئا

ولكننا نحن الذين نستفيد من رحمة الله ومن نعم الله ومن جنته فى الاخرة

ولإن الذين آمنوا يعرفون هذا فإنهم يحبون الله حبا شديدا

والذين كفروا رغم كل ما يدعون فانهم ساعة العسرة يلجأون إلى الله سبحانه وتعالى بإعتباره وحده الملجأ والملاذ

وأقرأ قوله تعالى:

( وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ (12)
سورة يونس**


لماذا لم يستدع الأنداد؟



لإن الإنسان لا يغش نفسه أبدا فى ساعة الخطر

ولإن هؤلاء يعرفون بعقولهم إنه لا يمكن أن يوجد لله أنداد

ولكنه يتخذهم لأغراض دنيويه

فاذا جاء الخطر يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى لإنه يعلم يقينا أنه وحده الذى يكشف الضر

فحلاق الصحة الذى يعالج الناس دجلا

إذا مرض إبنه أسرع به الى الطبيب

لإنه يغش الناس ولكنه لايمكن ان يغش نفسه

ولقد كان الاصمعى واقفا عند الكعبة فسمع اعرابيا يدعو ويقول:

" يا رب أنت تعلم أنى عاصيك وكان من حقك على ألا أدعوك وأنا عاص
ولكنى اعلم انه لا اله الا انت فلمن اذهب"

فقال الاصمعى: يا هذا ان الله يغفر لك لحسن مسألتك

بحبك ياربى
09-17-2008, 06:26 PM
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)





الخطاب هنا لكل كافر ومنافق وغير مؤمن

لإن الذين آمنوا بالله ورسوله ليس فى قلوبهم ريب بل هم مؤمنون بأن القرآن موحى به من الله ومبلغ إلى محمد صلى الله عليه وسلم بالوحى المنزل من السماء

والريب:هو الشك

وقوله تعالى:( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ) أى إن كنتم فى شك

من اين دخل هذا الشك الى قلوبهم؟


لا شك إنه دخل من باب الباطل والباطل لا حجة له وبلا شك لقد فضحوا انفسهم بأنهم لا يرتابوا فى القرآن الكريم ولكنهم كانوا يريدونه أن ينزل على سيد من سادة قريش

واقرأ قوله تعالى:
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)*سورة الزخرف*



وهؤلاء المرتابون لم يجدوا حجه يواجهون بها القرآن

فقالوا على سيدنا محمد ساحر ..وهل للمسحور إراده مع الساحر؟ وإذا كان ساحرا فلما لم يسحركم أنتم ايضا؟؟


وقالوا مجنون والمجنون يتصرف بلا منطق ..يضحك بلا سبب.. ويبكى بلا سبب.. ويضرب الناس بلا سبب

ولذلك رد الحق سبحانه وتعالى :

" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1)مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2)وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (3)وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)"

*سورة القلم*


فهل يكون المجنون على خلق عظيم؟

اذن فأسباب الريب كلها غير موجوده ولا يوجد سبب حقيقى واحد يجعلهم يشكون فى أن القرآن ليس من عند الله



وقوله تعالى:( مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا )


فالقرآن الكريم وجد فى اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الانسان وعندما جاء وقت مباشرة مهمته فى الكون نزل من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا دفعة واحدة ثم انزله الله تعالى على رسوله الكريم بقدر ما احتاجت اليه المناسبات والاحداث

اذن فقوله ( نزلنا ) أى نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا دفعة واحدة

وقوله تعالى( أنزل ) أى انزله آيات على محمد صلى الله عليه وسلم بحسب اقتضاء الاحداث والمناسبات


* والحق سبحانه وتعالى تدرج فى التحدى مع الكافرين
فطلب منهم أن يأتوا بمثل القرآن

ثم طلب عشر صور من مثله


ثم تدرج فى التحدى وطلب سورة واحدة

والنزول فى التحدى من القرآن كله إلى عشر سور الى سورة واحدة دليل ضد من تحداهم

فيقول: اذن فإتوا بعشر سور فلا يستطيعون ويصبح موقفهم مدعاة للسخرية

فيقول: فاتوا بسورة وهذا منتهى الإستهانه بالذين تحداهم الله واثباتا انهم لا يقدرون على شىء



وكلمة بمثل معناها إن الحق يطلب المثيل ولا يطلب نص القرآن وهذا إمعان وزيادة فى إظهار عجز القوم الذين لا يؤمنون بالله ويشككون فى القرآن


وقوله تعالى: ( وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم )

معناه.. أن الله يطالبهم بإن يأتوا هم بالشهداء زيادة فى التحدى ويعرضوا عليهم الآيه ليحكم هؤلاء الشهود إذا كان ما جاءوا به مثل القرآن ام لا

أليس هذا إظهار منتهى القوة لله سبحانه وتعالى لإنه لم يشترط شهداء من الملائكة ولا شهداء من الذين اشتهر عنهم الصدق وإنهم يشهدون بالحق؟

والله سبحانه وتعالى طلب منهم أن يأتوا بإى شهداء متحيزين لهم

واطلقها سبحانه وتعالى على كل اجناس الارض فقال :( من دون الله ان كنتم صادقين )

ولكن اياكم ان تقولوا يشهد الله بان ما جئنا به مثل القرآن لأنكم تكونون قد كذبتم على الله وادعيتم شيئا لم يقله سبحانه وتعالى