المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعقيب على توقيع



human_pulse
02-12-2008, 10:47 PM
أستاذ حازم، بالنسبة لتلك العبارات التي تذيل بها مداخلاتك ، بودي أن أبدي لك هذه الملاحظة.
كلمة "أَلْحَدَ" حسب معجم المغني و المحيط تعني حاد عن الحق. والحق مسألة نسبية يختلف عليها أصحاب الملة الواحدة بل و حتى أفراد الطائفة الواحدة وقديماً رمى بعض الحنابلة أبا حنيفة بالإلحاد لمجرد الاختلاف في فهم النصوص التراثية المتداولة بين الأجيال. وكثيراً ممن تصم بالإلحاد هم أصلا لا يؤمنون بما تؤمن به من مسلمات وثوابت منذ البدأ فهم إذاً لم يحيدوا عن شيء. والأولى أن تنعتهم بـ"اللادينييين" أو "الدنيويين" أو "الفطريين". وأنا لا ألومك على هذا الخطأ لأنّا قد إلفنا التقليد اللاواعي من المتدينين عامة.
و"اللادينيون" وإن لم يمارسوا أي نوع من الطقوس هم في الحقيقة مؤمنون إيماناً أكمل وأرقى من إيمان أولئك الذين يعطلون العقل ويعولون على النقل. فهم يؤمنون بوجود قوة (ما) خلاقة ومسيطرة على الكون من خلال نظام كوني (ما). ولكنهم يحجمون عن تجسيمها أو إلصاق الصفات البشرية بها كالغضب والعقاب والصعود والنزول والاستواء على عرش الخ. أي أنهم – اللادينيين- يذرون ما يريب إلى ما لا يريب.
والحقيقة أنّ اللادينييين هم أكثر تفهماً وتسامحاً وموضوعيةً وإنصافاً من أولئك الذين كانوا يضعون الأمم الآمنة أمام 3 خيارات: الإسلام أو الجزية أو القتال !!!. فاللادينيون أفلحوا بعد سنينا من الكفاح الفكري في تقديم نُظما علمانية للعالمين تحترم التعددية الدينية وتسمح للجميع بإقامة معابدهم أومساجدهم أنّى شاءوا وتحمي الأقليات من استبداد الغالبية، كما حمت – على سبيل المثال- الأقلية المسلمة في الهند. فماذا قدمت الأديان بالمقابل سوى شتى أسباب الصراع بين الإنسان والإنسان! أفلا تكونوا من الشاكرين؟!
وانا أعلم من خلال مخالطتي للمتدينين (إلى وقت ليس بالبعيد) أنهم ما زالوا يتبادلون مشاعر الاشتياق للانخراط في ما يسمون جهادا، فهم يؤمنون – كما لُقنوا بالنقل- بأنّ من مات ولم يغزو أو يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية (الغزو يقتضي الهجوم وليس مجرد الدفاع أو الكفاح من أجل حقوق مسلوبة)!!! أفلستم بهذا تعظون على الجاهلية بالنواجذ؟ (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ )
ولو نبذتم النرجسية والتبجح واعتنقتم الواقعية لكان ذلك خيرٌ لكم وأجدى.



منقول من موضوع : الماركسي ( محمد شحرور ) .. وكتابه عن القرآن

متابعة إشرافية
مراقب 1

حازم
02-12-2008, 11:22 PM
صاحب المشاركة اعلاه صدق فيه قول الشاعر
مبرطم برطمة الغضبان *** بشفة ليست على أَسنان
يا نبض انسان كاد نبضك يقف من شدة الغل والحقد ما لحازم والتوحيد والدنيا جميعها ان داهمتك جلطة لا سمح الله . ارفق بنفسك ولا تحسسنى بالذنب......
قرات مشاركتك مرتين لاتبين العلاقة بين كلامك والموضوع لكن لم يظهر لى اى علاقة بينهما ..... اقدر احتقانك من توقيعى وحالة الشلل التى تكاد تصيبك لكن لم اتوقع ان تصل الى الدرجة التى تجعلك تتهور وتضع مشاركتك التى تنفس فيها عن غلك فى موضوع ليس لى ..... وفيما يبدو انك لم تكلف نفسك بقرائته اساسا ولو قراته ما اظنك بفاهمه ولو بعد حين .... حالتك يا زميلى يبدو انها متاخرة للغاية اعانك الله على نفسك يا بنى فقد شعرت بالشفقة عليك
اما كلامك عن الحق ونسبيته والجذر اللغوى لالحاد وسمو اللادينيين والفرق بينهم وبين الملحدين والشبهات التى نثرتها يمينا ويسارا فبخلاف عدم علاقتها بالموضوع فانها مردود عليها بدل المرة عشرين مرة حتى انى لاتعجب منكم يا قوم الا تملون من تكرار نفس الشبهات بنفس الطريقة ... اعاننى الله على تحمل عقولكم (على فرض وجودها اصلا !!!)
اتمنى فى قادم ردودك ان تكون اكثر ثقة وثبات لانه من الواضح انك فقدت السيطرة !

human_pulse
02-13-2008, 12:23 AM
لم يكن عندي غل أو برطمة عندما كتبت ما كتبت وليس بودي أن ترى في هاته العيوب. انما أردت أن أبدي ملاحظه حول توقيعك فهل أكون بهذا سيء إلى هذه الدرجة. أين رحابة الصدر وسعة الأفق ؟ أين "جادلهم باللتي هي أحسن"

ناصر التوحيد
02-13-2008, 01:04 AM
الى human_pulse
اعتراضك على مضمون ومفهوم نص توقيع الاخ الفاضل حازم يدل على انك جاهل في كل ما تقوله , لان ما تقوله يعني انك ليس عندك اطلاعات ولا مطالعات ولا معارف بالردود الاسلامية التي دكت اسس ودعوات الملاحدة وبيّنت ان ما يريده الملاحدة هي الحيوانية فقط ..
وكلامك على اللادينية يوضح بجلاء ويؤكذ ان اللادينية هي ايضا دعوة الحادية وبيّنت ان ما يريده اللادينيون هي الحيوانية فقط ..

كلامك عن اللادينية في مداخلتك السابقة مجرد دعاية كاذبة تضمنتها عدة افتراءات .. كلها تدل على جهلك بان اللادينية هي الحاد وكفر
فانت نظرت بعين واحدة ..فقلت ان اللادينيين يؤمنون بالله .. ولكنهم لا يؤمنون بصفات وقدرة الله عز وجل فنفيت وجود العقاب الالهي .. مع ان الجزاء وهو الثواب والعقاب بديهة عقلية كما انها بديهة دينية .. ثم وبسبب نظرتك العوراء ظننت ان اللادينية تفترق عن الالحاد لانها تؤمن بوجود الله .. وهل الايمان بوجود الله فقط هو شرط الايمان الصحيح ! لا طبعا .على المؤمن الصحيح ان يؤمن ايضا بالدين وان يؤمن بالانبياء .. وهذا هو تحقيق معنى الشهادتين التي هي شرط الايمان الصحيح ..والا فان اغلب البشرية ومنذ سالف العصور تؤمن بوجود الله .
المسالة ليست الايمان بالله فقط .. بل وايضا الايمان بدينه والايمان بانبيائه الذين اخبرونا ما هو دين الله وما هي تعاليم واوامر ونواهي الله ..
وهذا يؤكد حقيقة وهي ان اللادينيين هم ملاحدة لانهم الحدوا وانحرفوا عن قبول الحق واتباع اوامر ونواهي وتعاليم الله . ويؤكد حقيقية ان دعوة اللادينية هي دعوة الى الحيوانية

حازم
02-13-2008, 11:39 AM
رحابة الصدر وسعة الافق والاحترام تجدهم مع من سال بادب وناقش باحترام وهذا مصداقا للاية التى استشهدت بها اما من دخل ينفث عن حقده ويعتدى علينا ويسود الصفحات بفارغ الكلام فليس له عندى الا الرد بما يردعه عن غيه مصداقا لقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم..... اما نغمة عدم حقدك وانك لا تحب ان نراك بهذه الصورة فهى دندنة نعرفها منذ القديم حين يبدا احدكم بالاستفزاز ثم اذا اغلظنا قلب الشريط على نغمة الرقة والحنان ..... وفى النهاية لا تنسى ان تغير ملفك الشخصى وتختار مذهبك الذى تتبناه

كلمات 12
02-13-2008, 12:30 PM
الأخ حازم
الجملة التاليه منقولة فعلا من أحد منتدياتهم وبالتحديد من الساحة العلمية !
هذا رأيهم فعلا .. وليس تهريج ..حيث يدعون اننا لم نخلق في أحسن تقويم , لأن القامة المنتصبة ثؤثر على العمود الفقري !
ولا أدري ما الذي يمنعم أن يمشوا بصوره صحية ما دام الأمر ممكنا .. و لا عليهم من الآخرين الجهلاء ...
فلذلك هم يعترضون على توقيعك


من اهم مشاكل التصميم الحالي ان الانسان يمشي قائما على رجلين اثنين وذلك يؤدي الى الحاجة الى التحرك افقياً مما يؤدي الى ضغط مستمر ومباشر على الفقرات الظهرية لتتضرر الصفيحات الغضروفية التي تفصلهما عن بعضهما. من اجل تخفيف الضغط على الفقرات يجدر بقامة الانسان ان لاتكون منتصبة وانما منحنية الى الامام مما يخفف الضغط ويؤدي الى تقليل خطر الاصابة بأمراض الفقرات.


_______________________________

human_pulse
02-18-2008, 05:07 PM
الفاضل ناصر التوحيد تقول " ليس عندك اطلاعات ولا مطالعات ولا معارف بالردود الاسلامية التي دكت اسس ودعوات الملاحدة "
وانا أخالفك على هذا. لم يدمر أحدٌ أسس أحدا. إنّ ما نراه هو أنّ الجميع ما زالوا يستمدون من أسسهم ومبادئهم ما يضمن لهم الاستمرارية. أنظر مثلا إلى الفكر المعتزلي والذي كنّا نُظن أنه اندثر فهو ما يزال حي، نلمحه في كتابات الكثير.
ولكن لو قلت لي أنكم – كمؤمنين مذهبكم صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفكم خطأ لا يحتمل الصواب- تودون تدميرهم قاطبة لما اختلفت معك. فهذه أُمنية المؤمنين في كل زمان ومكان والتي مازال يرددها الكثير من خطباء الجوامع وعبر عنها قديما نوح إذ قال " رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا. إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ".
وإن صحت الحكاية فإن الرب قد أرسل الطوفان ليهلك المخالفين لنوح عن بكرة أبيهم! فماذا حدث بعد ذلك؟ هل صفة الحياة للمؤمنين وحدهم؟ لا. ظهر الكفّار من نسل المؤمنين وتكاثروا جيلاً بعد جيل إلى درجة أن الرب - فيما ورد - قال " يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون " (تأمل كيف يتحسر الرب – حسب المنظور الديني –كالبشر ويكرر تجربة إرسال الرسل اللا مجدية مع فشلها منذ أولى المحاولات! ).
فما جدوى ذلك الطوفان إذن؟! وكيف يخرج الكفار من جديد بعد تدمير كل من "لا يلدوا إلا فاجراً كفارا" (وليس فقط تدمير أسسهم الفكريه)؟!
قد يعود السبب إلى كون الإنسان مجبول بفطرته على نبذ الغيبيات كما هو أيضا مجبولاً على اختلاقها كلما دعت الظروف إلى ذلك.
أو ربما – كما سمعت من البعض- أن الرب أراد أن يُسخر الكفار لخدمة المؤمنين ! فهم الذين ابتدعوا وسائل لا حصر لها تسهل على المؤمنين شتى جوانب الحياة كبدعة (النت) هذه التي يسرت على البعض ممارسة النشاط الدعوي والإجهاز على الإلحاد في عقر داره وبوسائله، وهم الذين ببحوثهم الدائبة توصلوا إلى الفتوحات العلمية التي تعين المؤمنين في جدلهم الأبدي مع المخالفين، وهم الذين توصلوا إلى العقاقير الطبية والأمصال التي أنجت المؤمنين من براثن الأوبئة التي فتكت بهم لقرون عندما لم تجدي معها التلاوات والرقى و (روشتات) الطب النبوي والكي الذي لا يزال يسم أجساد البعض منا ويقف كآية مبينة (بل صارخة) على الفشل الذر يع والمستمر. ربما.
على كل، هنالك الكثير من نقاط الضعف في الحكايات القرآنية وفي الخطاب الديني بكامله مما يثير حيرة المتفكر. تأمل هاتين الفرضيتين الدينيتين واللتين أعيتني محاولة التوفيق بينهما :
الفرضية الأولى، الله خلق الكون (بما فيه من آلاف وربما ملايين المخلوقات والأجرام الفضائية) ليختبر الناس "وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً "
الفرضية الثانية، علم الله مطلق وليس مقيد بحدود الزمان والمكان، إي أنه يعلم ما يكون قبل أن يكون.
فإذا صحة الفرضية الثانية (وهو ما يجب عقلا) فما جدوى الاختبارات لكل هذه الآلاف من السنين مادام يعلم مسبقاً نتائج الاختبارات؟ لا سيما وأن هذه الاختبارات (الابتلاءات) تأخذ أحيانا شكل الصراعات الدموية والحروب المروعة التي قد تمتد لقرون (كالحروب الصليبية مثلا)!
أفتوني يا أولي الألباب!
آمل أن لا تقولوا بإن الحكمة من الاختبار هي إقامة الحجة على البشر، فهذا غير مقبول عقلا لأن إقامة الحجة تقتضي وجود طرف ثالث بين من أقام الحجة وبين من تثبت الحجة ضده (حكم)! هذا غير معقول بين الخالق ومخلوقاته. وآمل أيضا أن لا تقولوا بأنه ليس للإنسان أن يسأل مثل هذا السؤال لأن عقله لا يستوعب الإجابة، فهذا يمثل أحد الأبواب الخلفية التي يفر منها المتدين عندما يعوزه الجواب المقنع.
كما آمل أن لا يضعني أحد إثر ما قلت في خانة الملاحدة (وأنا أعلم كم يغرم البعض بهذا التصنيف). فهذه التساؤلات جاءت من ذهن يعاني من الحيرة ويتوق إلى الحقيقة. لا أعلم كيف أقنعكم بذلك ولكني لن ألجأ إلى أغلظ الأيمان كما تعودنا من النصوص القرآنية والأحاديث وكذلك من أسلوب المتدينين في التخاطب.

أنا حائر - ببساطه- كما تحير إبراهيم عندما جنّ عليه الليل ورأى كوكباً في السماء. على أن إبراهيم نزل عليه وحي، بل وتخاطب مع خالق الكون – فيما يقال – ومع هذا فلم يطمئن قلبه حتى رأى آية !

ففي الحوار - المزعوم – بينه وبين الرب، قال إبراهيم " رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى" وقد أثار هذا استغراب الرب (مع أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ومع أن الاستغراب صفة بشرية) فسأله " أَوَلَمْ تُؤْمِن؟ "، فأجاب إبراهيم مبرراً طلبه " بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " حينئذٍ أجاب الرب طلبه " فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا "
تأمل كيف يمضي الحوار بين خالق الكون والمخلوق وكأنما هو محادثة بين بشر وبشر. فقد رفعت الكلفة بحيث يقول إبراهيم " رَبِّ أَرِنِي " دون توسل أو تضرع!. وإنه ليصعب على المتفكر أن يتصور بأنّ هذا هو الرب الذي عندما تجلى للجبل جعله دكّا ! فهل موجاته الصوتية هي في نطاق احتمال الأذن البشرية بينما مظهره فوق ما تستحمل الجبال! *
على أن هذا النص – إن صدق – يفيد بأن الطمأنينة ليس مصدرها الأيمان بل التجربة (طمأنينة المعرفة اليقينية). فما جدوى إيمان لا يجلب الطمأنينة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تذهلني حكايات الرسل – المزعومين - هذه. فهي تروي أنهم تحدثوا مع خالق الكون ورأوا معجزاته ومع هذا فهم يطالبون بالمزيد من البراهين، بينما يرى بعض البشر في إعادة إثمار الشجر و تكرر الإزهار ما يجعلهم يسلمون بإمكانية تجدد الحياة. إنّ المسألة ليست القدرة على عمل كذا وكذا. المسألة هي الحاجة إلى فكر (حول الغيبيات) متناسق الأجزاء خال من التناقضات ومنسجم مع العقل. فإن كان هذا مستحيل فينبغي أن لا نقسم البشر إلى معسكرين: مؤمن وكافر بل ننظر إليهم كعقليات مختلفة ترى الغيبيات من زوايا مختلفة. المهم أن بإمكانهم الاتفاق - إلى حدود معقولة – حول ما يقع تحت الحواس الخمس وما يخضع للدراسة والتحليل المنطقي.

ناصر التوحيد
02-18-2008, 07:03 PM
الفاضل ناصر التوحيد تقول " ليس عندك اطلاعات ولا مطالعات ولا معارف بالردود الاسلامية التي دكت اسس ودعوات الملاحدة "
وانا أخالفك على هذا. لم يدمر أحدٌ أسس أحدا. إنّ ما نراه هو أنّ الجميع ما زالوا يستمدون من أسسهم ومبادئهم ما يضمن لهم الاستمرارية. .
ليس لهم اي أسس ولا مبادئ . الا ما جاء به الملحدون وبدون اي دليل سوى الشرود عن الواقع والعوج عن الطريق العلمي والعقلي .. فلا يوجد لهم او عندهم ما يضمن لهم الاستمرارية .. الا ما نراه من حلاوة الروح عند الذبح


أنظر مثلا إلى الفكر المعتزلي والذي كنّا نُظن أنه اندثر فهو ما يزال حي، نلمحه في كتابات الكثير.
سبحان الله
وهل الفكر المعتزلي فكر الحادي !!
ام هل المعتزلة الحدوا !!
لا هذه ولا تلك .. فلماذا هذا الاقحام الذي في غير محله ؟
ربما ستقول لي انهم استخدموا العقل لفهم النصوص الوحيية والنقلية ..
فهل استخدامهم العقل لفهم النصوص الوحيية والنقلية جعلهم يلحدون بها ؟!
لا ابدا




ولكن لو قلت لي أنكم – كمؤمنين مذهبكم صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفكم خطأ لا يحتمل الصواب- تودون تدميرهم قاطبة لما اختلفت معك. فهذه أُمنية المؤمنين في كل زمان ومكان والتي مازال يرددها الكثير من خطباء الجوامع وعبر عنها قديما نوح إذ قال " رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا. إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ".
نعم واجمل واصح وأفضل الحياة بوجود المؤمنين فقط دون الكافرين
وهذا ما نتمناه .. ولكنها تظل امنية حتى الان .. والكفر سيظل موجودا الى يوم القيامة .. لكن على الاقل نحاول التخفيف من وجوده ومن اثار وجوده ومن الكافرين قدر المستطاع

لكن كفر قوم نوح لم يكن للالحاد بالله وانما للاشراك بالله وعبادة الأصنام .. حيث قال لهم "يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ"


ما كان يوجد الحاد ابدا .. حيث انه جاء وظهر في العصر الحديث .. ولا دليل عندهم عليه الا كرههم لديانتهم النصرانية

ثم من قال لك ان نوح مرسل لجميع البشر وان الطوفان عم جميع الكفرة واغرقهم واماتهم ؟!
نوح ارسل الى قومه فقط .. والطوفان لم يصب الا قومه الكافرين فقط .. وليس كل كفرة الارض
قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (62) (الأعراف)
ما قال يا عالم وما قال يا خلق الله كلكم وما قال يا بشر .. بل قال يَا قَوْمِ



وإن صحت الحكاية
:)):
ابش رايك وراي شحرور بعرور يعني ؟؟!!!
لا . اطمئن وطمئنه وقل له ان القصة صحيحة ..


فإن الرب قد أرسل الطوفان ليهلك المخالفين لنوح عن بكرة أبيهم!
من قال لك ان الرب قد أرسل الطوفان ليهلك المخالفين لنوح عن بكرة أبيهم؟!
لا يعذب الله قوما ما لم يرسل لهم نبيا ..
بلغ شحرور بعرور انه ما يتكلم في الدين احسن له والله العظيم
بدل ما يقعد يشرشح نفسه فيما لا يعلم .. او يقعد يخبص فيما يعلم


فماذا حدث بعد ذلك؟ هل صفة الحياة للمؤمنين وحدهم؟ لا. ظهر الكفّار من نسل المؤمنين وتكاثروا جيلاً بعد جيل
هم موجودون .. وما هلكوا عن بكرة ابيهم لا في زمن نوح ولا في زمن غيره


فما جدوى ذلك الطوفان إذن؟! وكيف يخرج الكفار من جديد بعد تدمير كل من "لا يلدوا إلا فاجراً كفارا" (وليس فقط تدمير أسسهم الفكريه)؟!
جدوى الطوفان ان الله استجاب لنبيه الكريم .. وقالالله لنوح: (إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ)



قد يعود السبب إلى كون الإنسان مجبول بفطرته على نبذ الغيبيات كما هو أيضا مجبولاً على اختلاقها كلما دعت الظروف إلى ذلك.
بل الانسان مجبول على العكس مما تدعيه فلذلك فانه اذا انحرف اصابه نوع من الهوس والقلق والهذيان



أو ربما – كما سمعت من البعض- أن الرب أراد أن يُسخر الكفار لخدمة المؤمنين . .
هل تجعل الاسلام مثل اليهودية ؟!
الله سخر كل البشر لبعض
وهذا موضوع ما له دخل بطرحك


على كل، هنالك الكثير من نقاط الضعف في الحكايات القرآنية وفي الخطاب الديني بكامله مما يثير حيرة المتفكر. تأمل هاتين الفرضيتين الدينيتين واللتين أعيتني محاولة التوفيق بينهما :
هذا لانك عيي فقط ..
ولو كنت تفكر وتفهم لما عييت ولما ادعيت هذا الافتراء من اساسه



الفرضية الأولى، الله خلق الكون (بما فيه من آلاف وربما ملايين المخلوقات والأجرام الفضائية) ليختبر الناس "وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً "
نعم ..
لانه بعض الكفار وقحون لدرجة انهم سيقولون يوم الحساب لو عملت لنا امتحانات واختبارات سننجح فيها ..
فلكي يغلق عليهم الباب وويمنعهم من هذا الكذب قرر ان تكون الحياة اختبارا للناس .. مؤمنهم وكافرهم بلا استثناء
عند الامتحان يكرم المرء او يهان .. والا ايييه ؟
لو واحد دفع لك الف جنيه ممكن تسقط في الامتحان وتركض وراه مثل المضبوع لما يلحق الضبع اللي ضبعه
اما المؤمن فلا يسقط في اي امتحان دنيوي ولو جعلوه ملكا او غنيا . الخ الخ


فما جدوى الاختبارات لكل هذه الآلاف من السنين مادام يعلم مسبقاً نتائج الاختبارات؟ لا سيما وأن هذه الاختبارات (الابتلاءات) تأخذ أحيانا شكل الصراعات الدموية والحروب المروعة التي قد تمتد لقرون (كالحروب الصليبية مثلا)!
أفتوني يا أولي الألباب!
قلبنا لك .. حتى لا يتواقح الوقحون الكذابون امام الله يوم الحساب ..
فعندما يدعون انهم لو ارجعوا الى تالحياة سينجحون في الاختبارات سيقول لهم انتم كذابون .. ما نجحتم اولا .. وحتى لو ارجعتكم فلن تنجحوا ابدا



آمل أن لا تقولوا بإن الحكمة من الاختبار هي إقامة الحجة على البشر، فهذا غير مقبول عقلا لأن إقامة الحجة تقتضي وجود طرف ثالث بين من أقام الحجة وبين من تثبت الحجة ضده (حكم)!
يعني بدك تجيب شحرور بعرور حكم ؟!!! ولا ابو جهل ؟؟ ولا ابليس زعيمك وزعيم شحرور ؟؟



هذا غير معقول بين الخالق ومخلوقاته. وآمل أيضا أن لا تقولوا بأنه ليس للإنسان أن يسأل مثل هذا السؤال لأن عقله لا يستوعب الإجابة، فهذا يمثل أحد الأبواب الخلفية التي يفر منها المتدين عندما يعوزه الجواب المقنع.
لا .. فالله عادل وعالم وهو الحكم العدل ..
والميزان شغال .. يزن مثقال ذرة من خير او شر ..
والشهود كثار ...



كما آمل أن لا يضعني أحد إثر ما قلت في خانة الملاحدة (وأنا أعلم كم يغرم البعض بهذا التصنيف). فهذه التساؤلات جاءت من ذهن يعاني من الحيرة ويتوق إلى الحقيقة. لا أعلم كيف أقنعكم بذلك ولكني لن ألجأ إلى أغلظ الأيمان كما تعودنا من النصوص القرآنية والأحاديث وكذلك من أسلوب المتدينين في التخاطب.
يعني ايش رايك انت في نفسك ؟!
تعمل لي مثل طه حسين .. هو ينكر ابراهيم وانت تنكر نوح ..وبعدين تقول انك مؤمن كما كان هو يدعي عن نفسه
احكم على نفسك بنفسك يا زميل .. فكل نفس ادرى بحقيقة حالها



أنا حائر - ببساطه- كما تحير إبراهيم عندما جنّ عليه الليل ورأى كوكباً في السماء. على أن إبراهيم نزل عليه وحي، بل وتخاطب مع خالق الكون – فيما يقال – ومع هذا فلم يطمئن قلبه حتى رأى آية !
لم يطمئن قلبه لماذا .. ولا مؤاخذة يعني
هل يطمئن قلبه لله او للوحي او لقدرة الله .. ام فقط انه اراد ان يرى كيف يحيي الله الموتى وهي اية من ايات الله .. فاراه الله ما طلبه ..


ففي الحوار ... بينه وبين الرب، قال إبراهيم " رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى" ... فسأله " أَوَلَمْ تُؤْمِن؟ "، فأجاب إبراهيم مبرراً طلبه " بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " حينئذٍ أجاب الرب طلبه " فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا " تأمل كيف يمضي الحوار بين خالق الكون والمخلوق وكأنما هو محادثة بين بشر وبشر. فقد رفعت الكلفة بحيث يقول إبراهيم " رَبِّ أَرِنِي " دون توسل أو تضرع!. !
الله يعينك
انا اقول رَبِّ زدني علما .. بصير ولا بصيرش .. وانا مش نبي
هذا الطلب حين يوجه الى الله لا يكون امرا بل دعاء ورجاء ..


على أن هذا النص – إن صدق – يفيد بأن الطمأنينة ليس مصدرها الأيمان بل التجربة (طمأنينة المعرفة اليقينية). فما جدوى إيمان لا يجلب الطمأنينة ؟
الطمأنينة ليست للايمان .. بل لكَيْف يُحْيِي الله الْمَوْتَى
نبي ومش مؤمن ! نبي ومش موقن !!
الله يعينك ..
الله يعينك ..
ادعو لك من قلبي .. الله يعينك
لانك بالفعل بحاجة الى العون والاعانة

--
إنها صفقة بين الانسان ومن يريده ..فاما ان تكون رابحة كما هي صفقة المؤمن مع الله .. او خاسرة كما هي صفقة الكافر مع ابليس
ومن أجل ذلك يمضي المقطع التالي في كتاب الله، عبر رحلة مكثفة مع النبوّات وهي ترفع الخطاب نفسه، على تقلّبها في الزمان والمكان، (أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم ...) ( ...أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين) (... يا قوم! لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) ( ...يا قوم! لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم...!)

ومرة أخرى نتذكر ـ ونحن نتابع مأساة الإنسان الضائع في العالم، المتكبّر على النصح، المتأبّي على الصلاح، المتخبّط في مصيدة الشرّ والضلال ـ نتذكر النداء الإلهي المؤثر . (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلاّ كانوا به يستهزئون) [ ياسين: 30 ] .. ونتذكر، بالأسى والشجن نفسه وعد الله وأكذوبة الشيطان: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألاّ تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم) [ياسين :60 ـ 61].

فواحسرتاه .. نقولها للكافر الان .. وهو سيقولها لنفسه يوم الحساب

human_pulse
02-21-2008, 05:29 PM
الأستاذ ناصر التوحيد

أنا لا أرمي المعتزلة ولا غير المعتزلة بالإلحاد ولكن بعض السلف كفروهم وعلى رأسهم أحمد بن حنبل في كتابه العقيدة حيث أن المعتزلة يرون أن أسلوب القرآن يشبه كلام البشر فليس من المعقول أن يكون كلام الخالق ككلام المخلوق. وللخروج من هذه الإشكالية تبنوا تلك النظريه حول القرآن التي مفادها أنه وسيلة مخلوقة لإيصال تعاليم الخالق إلى المخلوق. وهذا كان الأساس لتكفيرهم بالإضافة إلى إنكارهم وصف الخالق بصفات المخلوق.
ومفهوم الإلحاد على فضفاضيته ليس وليد اليوم كما يظن البعض فقد ورد الفعل "يلحد" في ثلاث سور بالقرآن منها "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا" (فصلت، 40).
ويذكر ابن كثير في تفسيره أن اِبْن عَبَّاس قال " : الْإِلْحَاد وَضْع الْكَلَام عَلَى غَيْر مَوَاضِعه" بينما َقَالَ قَتَادَة وَغَيْره "هُوَ الْكُفْر وَالْعِنَاد.". وإذا أخذنا برأي قتادة (وغيره) فهذا يعني أن كلمة "كفر" تستخدم أحيانا كمرادف لكلمة "إلحاد". وهذا يضع المعتزلة وكذلك قوم نوح في مستويات مختلة من الإلحاد.

ولو تحققت أمانيكم بزوال الكفار من هذه الحياة فكيف تضمن أن المؤمنين لو خلت لهم الأرض بوسعها لن يختلفوا ويقتتلوا كما حدث بأول قرن حين حمل الصحابي سيفه على الصحابي ومن ثم ينقسموا عقائدياً إلى العديد من الفِرَق حيث ترمي كل فرقة الأخرى بالضلال على أساس أن مذهبها صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب من خالفها خطأ لا يحتمل الصواب كما فعل الأوائل ويكرر التاريخ بهذا نفس المآسي.

ونوح كما قلت لم يرسل إلا لقومه فقط ولكنه كان شمولياً في دعاءه حيث عمّ جميع الكفار على وجه البسيطة " لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا". وحسب تفسير ابن كثير وغيره فإن السيل (أو الطوفان كما ورد بسفر التكوين) قد غمر الأرض كلها وأهلك من عليها. لهذا السبب فإن نوح حرص على تنفيذ تعليمات ربه بكل دقة فحمل على فلكه عينات (ذكر وأنثى) من جميع أنواع الحيوانات (خوفاً عليها من الانقراض!) *. وهذا محير! إذ كيف يهلك من لم تصلهم رسالاته؟ ربما لأن قوم نوح كانوا يمثلون البشرية جمعاء أو أن المؤلف الأول للحكاية من العبرانيين كان يعرف الأثر السحري للمبالغات في شد انتباه وإثارة القراء (المستمعين آنذاك).

والحقيقة أن جميع قصص الأنبياء والمرسلين كما مر وردت بالقرآن والكتاب المقدس تأكد أنهم جاءوا فقط لأقوامهم. والغالبية الساحقة منهم خرجوا في بني إسرائيل على قلة تعددا هذه الأمة مقارنة ببقية الأمم! ربما لأنهم الأمة الوحيدة التي استرعت اهتمام الرب فاصطفاهم وفضلهم على العالمين كما زعموا وشهد لهم بذلك القرآن " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " (البقرة).
ولم يسجل التاريخ أن أمة كالإغريق – مثلا - قد جاءها رسول لينصح لهم مع أنهم قد غرقوا في الفلسفة التي تناقض أسس الدين. هذا مع العلم أن الإغريق برعوا في توثيق علومهم وأحداث التاريخ في مراحل مبكرة جدا يوم كان العرب و العبرانيين يتناقلون تراثهم وإخبارهم بواسطة التداول الشفهي قبل أن تتطور وسائلهم فيستخدموا الألواح!
قس على ذلك الأمم الأخرى بالصين (حيث أستخدم الورق لأول مره) وبابل (حيث ابتكرت الكتابة) وبالهند وفارس فلم يرد في تواريخهم ذكر للمرسلين. لهذا فإن المتفكر لا يستطيع استبعاد أن الدين برسله وأنبيائه ومفاهيمه الأساسية هي من اختراع بني إسرائيل كضرورة لتوحيدهم ورفع روحهم المعنوية المتدهورة جراء الشعور بالانهزام وباللاوزن أمام الأمم المجاورة.

الغريب أن الفترات بين الرسل لدى بني إسرائيل قصيرة جدا مقارنة بعمر البشرية . أيعني هذا أن الرب كان يغير تعاليمه باستمرار؟ أم هو نتيجة للتغير السريع في طبيعة حياتهم مما يستدعي استحداث تعليمات تواكب التغير؟ إذا صح الاحتمال الأخير فإن الحاجة الآن أكبر إلى رسول حيث أن التغيرات الجذرية بلغت ما لم تبلغه قط من جميع النواحي.

وبالنسبة لمسألة الاختبار قلت في ردك أن الخالق يختبر خلقه مع علمه بنتائج الاختبار لأن "الكفار وقحون لدرجة أنهم سيقولون يوم الحساب لو عملت لنا امتحانات واختبارات" (هذا تعبيرك الحرفي). وأنا أجد انه من غير المعقول أن الآلة بملكوته اللامتناهي وعظمته وسلطانه اللامحدود سيخشى أن تناقشه مخلوقاته. أنت تصور المشهد وكأنه مناقشه مع رئيس مخفر. هل في مثل ذلك اليوم مجال للوقاحة؟ لا أظن أنك فكرت جيداً في ما تقول.
ومن غير المعقول أيضا أنّ المخلوق الضعيف في ذلك اليوم الذي لهوله تذهل كل مرضعة عما أرضعة وتضع كل ذات حملها عما حملت سيجد الجراءة لأن ينبس ببنت شفه لاسيما وهو يعلم تفاصيل ما اقترف.
إن صفة العدالة المطلقة تقتضي أن لا يختبر الخالق مخلوقه وهو يعلم مسبقاً نتائج الاختبار. هذا فقط لا يستقيم مع العقل. فلو أن إنساناً أخذ يعيد تجربة معملية للعديد من المرات وهو يعلم سلفاً نتائج التجربة لاعتبرنا ذلك ضرباً من العبثية والعمل اللامجدي.

ولو استعرضنا الدوافع التي توجه الإنسان لاقتراف السيئات في هذه الدنيا لوجدنا أنها:
1- وسوسة الشيطان (حسب المنظور الديني)
2- النفس الأمارة بالسوء (حسب المنظور الديني)
3- الغرائز
4- الظروف الاجتماعية
5- الظروف الاقتصادية
6- اختلاف الأديان والأيدلوجيات (التي تؤدي إلى الصراع وما يصاحبه من ظلم وتعسف)
بينما أن حوافز العمل الصالح هي الطمع بالجنة والخوف من النار (حسب المنظور الديني) وهما حافزان يرتبطان بالغيب ولا يعايشهما الإنسان في حياته اليومية. لذا فإن تأثيرهما في توجيه الناس ضعيف. إذ أن الغالبية يؤملون أنفسهم بتوبة قبل الموت تجب ما قبلها. هذا هو التفكير السائد كما عشناه جميعا.
إذن فليس هناك توازن بين القوى التي تشكل سلوكيات واتجاهات الإنسان فكيف يكون الاختبار في هذه الوضع منصفاً ؟

وأما بالنسبة لتعليقك على تساؤلي حول الحوار – المزعوم – بين الرب وإبراهيم فإنّ الأيمان بخالق لا بد أن يقتضي الطمأنينة حول قدرته على الخلق. وإبراهيم لم يكن كمن قال رب زدني علما بل كان كمن قال رب ارني أن لديك علما. وبالمناسبة، فلو تمعنتَ في نص الحوار مليا لأدركت أن الرب لم يجبه على السؤال " كيف تحيي الموتى" لأنه قال " فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا" ولكن كيف عادة الحياة لهذه الطير؟ مازال الأمر مجهول! فهو إذن لم يكن جواباً على "كيف" بل إجابة على سؤال لم يٌسأل وتقديره إرني أنك قادر على إحياء الموتى!
هذه نقطة ضعف بالنص! فهل كان من تأليف بشر لا عصمة له من الزلل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* وفي تفسيراابن كثير ترد أحاديث عجيبة حول هذا الموقف منها ما يذكر أن من مع نوح في السفينة احتجوا على وجود الفويسقة (إي الفأرة) بينهم فأوحى الله إلى الأسد فعطس وخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة (من هنا جاءت القطط !)

سيف الكلمة
03-01-2008, 02:51 PM
أنصحك بعدم التعلق بأحاديث يعدها المسلمون إسرائيليات
وهلم إلى الحقائق

سأقتصر فى هذه المشاركة على توثيق بعض ما تم الحوار حوله

1) سفينة نوح
توثيق المعلومات
صورة مكتشف السفينة مع بعض مرافقيه الى جانب مقدمة السفينه

http://www.geocities.com/fallofchristianity/3.jpg

اسم الجبل موجود في القرآن الكريم وهو نفس اسمه الحالي ( الجودى )

مصدر الصور
http://www.alnarges.com/vb/showthread.php?t=11829 (http://www.alnarges.com/vb/showthread.php?t=11829)

size=9]حقيقة قرآنية :
قال القرآن أن السفينة استوت على الجودى
(وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ) سورة هود (آية:44):
وحقيقة جغرافية :
وجد جبل يسمى جبل الجودى بتركيا
وحقيقة علمية :
وجدت السفينةعلى جبل الجودى فى حالة متحجرة
وهذا معناه أن السفينة كانت مغطاة بردم يرتفع عنها كثيرا حتى تتم عملية الإحلال لمواد حجرية سليكات وغيرها بدلا من مادتها الخشبية الأصلية بفعل تبادل المكونات عبر سوائل التربة ثم كشف الله عنها بعد تحجرها لتكون آية للناس وليعرفوا أن قول الله حق

وتستطيع أن تذهب إلى تركيا وتراها بنفسك[/size]

(وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ * حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ * وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )من 36 : 44 سورة هود

( وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس ايه واعتدنا للظالمين عذابا اليما ) الفرقان (آية:37)

(وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ * قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ * قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ) من 114 إلى 122 سورة الشورى


(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ 14

فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ

وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ 15)سورة العنكبوت
وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ 15)سورة العنكبوت
وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ 15)سورة العنكبوت

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * ( الشورى )
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * ( الشورى )
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ * ( الشورى )

وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس ايه ) الفرقان
وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس ايه ) الفرقان
وقوم نوح لما كذبوا الرسل اغرقناهم وجعلناهم للناس ايه ) الفرقان

جعلناها آية أى جعلنا السفينة آية للعالمين
لم تأكلها الأرضة ولا سوس الخشب
وأجرى الله التحجر عليها لتبقى دون تلف ودون أن تتأثر بعوامل التعرية إلى أخر الزمان دليل وآية على قدرة الله على خلقه

قال الله لنا عن نوح عليه السلام :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ 14 سورة العنكبوت

وقال لنا عن محمد صلى الله عليه وسلم :
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ {107}الأنبياء

ولا شك أنك تستطيع أن تعرف الفرق بين إلى قومه وبين للعالمين
وأيضا قال الله سبحانه :
فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ 15)سورة العنكبوت
الآية للعالمين ولكن الغرق لقوم نوح والنجاة من الغرق للمؤمنين مع نوح عليه السلام

أما غرق العالم كله فهى رواية التوراة ونعلم أنها محرفة ولا تتفق مع العقل لاحتياج تغطية كل الجبال لأكثر من 5 أضعاف الماء المتاح بكرة الأرض شاملا الماء الموجود على سطحها أو الموجود بداخلها مما يثير سؤال طبيعى هو من أين جاء الماء وكيف خرج من كرتنا الأرضية
ولحساب الماء اطلع على هذه المشاركة :
http://www.imanway1.com/horras/showpost.php?p=12688&postcount=52


وللمزيد من التفاصيل اطلع على الموضوع كله :
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=1442




يتبع توثيق المعلومات فى المشاركة التالية

سيف الكلمة
03-01-2008, 03:21 PM
لهذا فإن المتفكر لا يستطيع استبعاد أن الدين برسله وأنبيائه ومفاهيمه الأساسية هي من اختراع بني إسرائيل كضرورة لتوحيدهم ورفع روحهم المعنوية المتدهورة جراء الشعور بالانهزام وباللاوزن أمام الأمم المجاورة.

واضح أن معلوماتك محدودة فى تاريخ الأديان

إطلع على هذا الموضوع
مصدر محايد عمره 4000 سنة يشهد على بناء إبراهيم الكعبة بمكة (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8414) (http://www.eltwhed.com/vb/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8414) 2 (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=8414&page=2))
وفى نفس الموضوع مشاركات أرقام 22و23و24
الله ومحمد والهندوسية
المشاركة 22
http://www.eltwhed.com/vb/showpost.php?p=76041&postcount=22

فهذه ديانة الهندوس قبل بنى إسرائيل وفى منطقة أخرى من العالم بالهند وتنبىء عن الإسلام وعن محمد صلى الله عليه وسلم

وهذا موضوع
هل كان زرادشت نبيا
يشير إلى الزرادشتية وهى غير ديانة بنى إسراءيل وكانت فى فارس والعراق
http://www.imanway1.com/horras/showthread.php?t=8154

وهذا موضوع
الديانة الجينية تنقض الوهم الإلحادي المتخلف والقائل بمركزية الأديان في الشرق الأوسط
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3288&highlight=%C7%E1%CC%ED%E4%ED%C9

هذا غير الكثير من الديانات فى أنحاء العالم من آلاف السنين قبل مولد إسرائيل نفسه

يتبع

سيف الكلمة
03-01-2008, 03:37 PM
تابع مشاركات التوثيق :


والحقيقة أن جميع قصص الأنبياء والمرسلين كما مر وردت بالقرآن والكتاب المقدس تأكد أنهم جاءوا فقط لأقوامهم. والغالبية الساحقة منهم خرجوا في بني إسرائيل على قلة تعددا هذه الأمة مقارنة ببقية الأمم! ربما لأنهم الأمة الوحيدة التي استرعت اهتمام الرب فاصطفاهم وفضلهم على العالمين كما زعموا وشهد لهم بذلك القرآن " يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " (البقرة).
ولم يسجل التاريخ أن أمة كالإغريق – مثلا - قد جاءها رسول لينصح لهم مع أنهم قد غرقوا في الفلسفة التي تناقض أسس الدين. هذا مع العلم أن الإغريق برعوا في توثيق علومهم وأحداث التاريخ في مراحل مبكرة جدا يوم كان العرب و العبرانيين يتناقلون تراثهم وإخبارهم بواسطة التداول الشفهي قبل أن تتطور وسائلهم فيستخدموا الألواح!

أخبرنا الله عن طريق نبيه فى أحاديث كثيرة صحيحة أن هناك عدد كبير من الرسل ومن الأنبياء لجميع الأمم
وقد قال الله لنا :
فاطر (آية:24) (javascript:showAya(35,24)):انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امه الا خلا فيها نذير (javascript:showAya(35,24))ويظن البعض أن الكتب ثلاثة فقط التوراة والإنجيل والقرآن

وهناك تفصيلات أخرى لم يعلمنا الله بتفصيلاتها ولكن هناك إشارات إليها فى القرآن والسنة
وهذا الحديث به بعض ذلك :

191632 - دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد جالس ، فاغتنمت خلوته ، وحده ، فجلست إليه ، فقال : أبا ذر ! إن للمسجد تحية ، وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما ، قال : فقمت فركعتها ثم عدت فجلست إليه ، فقلت : يا رسول الله ! إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة ؟ قال : خير موضوع استكثر أو استقل . قلت : يا رسول الله ! فأي الأعمال أفضل ؟ قال : إيمان بالله عز وجل ، وجهاد في سبيله ، قال : قلت : يا رسول الله ! فأي المؤمنين أكملهم إيمانا ؟ قال : أحسنهم خلقا . قال : قلت : يا رسول الله ! فأي المؤمنين أسلم ؟ قال : من سلم الناس من لسانه ويده . قال : قلت : يا رسول الله ! فأي الهجرة أفضل ؟ قال : من هجر السيئات . قال : قلت : يا رسول الله ! فأي الصلاة أفضل ؟ قال : طول القنوت . قال : قلت : يا رسول الله ! فما الصيام ؟ قال : فرض مجزي ، وعند الله أضعاف كثيرة . قال : قلت : يا رسول الله ! فأي الجهاد أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه . قال : قلت : يا رسول الله ! فأي الرقاب أفضل ؟ قال : أغلاها ثمنا وأنفسها عند ربها . قال : قلت : يا رسول الله ! فأي الصدقة أفضل ؟ قال : جهد من مقل يسر إلى فقير . قال : قلت : يا رسول الله ! فأي آية مما أنزل الله عز وجل عليك أعظم ؟ قال : آية الكرسي . ثم قال : يا أبا ذر ! ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة . قلت : يا رسول الله ! كم الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا . قلت : يا رسول الله !

كم الرسل ؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا

. قلت : كثير طيب ، قلت : يا رسول الله !

من كان أولهم ؟ قال : آدم .

قلت : يا رسول الله ! أنبي مرسل ؟ قال : نعم ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، ثم سواه قبلا . وقال أحمد بن أنس ثم كلمه قبلا . ثم قال :

يا أبا ذر ! أربعة سريانيون ؛ آدم ، وشيث ، وخنوخ - وهو إدريس

، وهم أول من خط بالقلم - ونوح . وأربعة من العرب ؛ هود ، وصالح ، وشعيب ، ونبيك يا أبا ذر . قال :
قلت : يا رسول الله !

كم كتاب أنزله الله تعالى ؟ قال : مائة كتاب وأربعة كتب ،

أنزل على شيث خمسون صحيفة ، وأنزل على خنوخ ثلاثون صحيفة ، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف ، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف ، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان . قال : قلت : يا رسول الله ! فما كانت صحف إبراهيم ؟ قال : كانت أمثالا كلها : أيها الملك المسلط المبتلى المغرور ، فإني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ، فإني لا أردها ولو كانت من كافر . وكانت فيها أمثال : على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات ؛ ساعة يناجي فيها ربه عز وجل ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يفكر فيها في صنع الله عز وجل ، وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب ، وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث ؛ تزود لمعاد ، أو مرمة لمعاش ، أو لذة في غير محرم ، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه ، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه . قلت : يا رسول الله ! فما كان صحف موسى عليه السلام ؟ قال : كانت عبرا كلها ، عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح ، عجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك ، عجبت لمن أيقن للقدر ثم هو ينصب ، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها ثم اطمأن إليها ، عجبت لمن أيقن بالحساب غدا ثم لا يعمل . قلت : يا رسول الله ! أوصني . قال : أوصيك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله ، قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء . قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : إياكوكثرة الضحك فإنه يميت القلب ، ويذهب بنور الوجه ، قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : عليك بالصمت إلا من خير ، فإنه مطردة للشيطان عنك ، وعون لك على أمر دينك . قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي . قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : حب المساكين وجالسهم . قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك . قلت : زدني يا رسول الله ! قال : صل قرابتك وإن قطعوك . قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : لا تخف في الله تعالى لومة لائم . قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : قل الحق وإن كان مرا . قلت : يا رسول الله ! زدني . قال : يردك عن الناس ما تعرف من نفسك ، ولا تجد عليهم فيما تأتي ، وكفى به عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك ، أو تجد عليهم فيما تأتي . ثم ضرب بيده على صدري ، فقال : يا أبا ذر ! لا عقل كالتدبير ، ولا ورع كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق ، قلت : يارسول الله ! هل لي في الدنيا شيء مما أنزل الله عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى ؟ قال : يا أباذر ! اقرأ : ? قد أفلح من تزكى? إلى آخر السورة
الراوي: أبو ذر الغفاري - خلاصة الدرجة: تفرد به يحيى بن سعيد العبشمي عن ابن جريج - المحدث: أبو نعيم - المصدر: حلية الأولياء - الصفحة أو الرقم: 1/221



227182 - أن رجلا قال يا رسول الله أنبي كان آدم قال نعم قال كم كان بينه وبين نوح قال عشرةقرون قال كم كان بين نوح وإبراهيم قال عشرة قرون قال يا رسول الله كم كانت الرسل قال ثلاث مائة وثلاثة عشر
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح غير أحمد بن خليد الحلبي وهوثقة - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 8/213



150703 - أن رجلا قال : يا رسول الله أنبيا كان آدم ؟ قال : نعم ، مكلم . قال : كم كان بينهوبين نوح ؟ قال : عشرة قرون . قال : يا رسول الله كم كانت الرسل؟ قال : ثلاثمائة وخمسة عشر
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: إسناد صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/359



69637 - كان آدم نبيا مكلما ، كان بينه و بين نوح عشرة قرون ، و كانت الرسل ثلاثمائة و خمسة عشرالراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2668



150702 - قلت : يا نبي الله فأي الأنبياء كان أول ؟ قال : آدم عليه السلام . قال : قلت : يا نبيالله أونبي كان آدم ؟ قال : نعم ، نبي مكلم ، خلقه الله بيده ، ثم نفخ فيه من روحه، ثم قال له : يا آدم قبلا . قال : قلت : يا رسول الله كم وفى عدد الأنبياء ؟ قال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ،الرسلمن ذلكثلاثمائة وخمسة عشر جما غفيرا
الراوي: أبو أمامةالباهلي - خلاصة الدرجة: فيه علي بن يزيد وهوالألهاني ضعيف ، ومعان بن رفاعة لين الحديث - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلةالصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/359


كان الأنبياء بأعداد كبيرة ولكن الرسل كانوا أقل ولكننا نرى أنهم يزيدون عن المائة
وأن الكتب أيضا تزيد على المائة

سيف الكلمة
03-01-2008, 04:19 PM
حول توقيعك :


خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به --- في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل
بلقيس،
يا سيدة التاريخ
في رعشة رمش
هل حقاً أختلسوا العرش؟
وذاك الهدهد
هل كان يعمل كوكالة أنباء
أم كان بريئاً يحلق بالأجواء
بلقيس،
بعد توالي الأحقاب
أفتيني
كيف لا أحتار
كيف أتماسك
كيف لا أنهار
علمنا الحق بإعمال العقل والقلب وبالتعمق والبحث المتزن غير المتحيز
ولك أن تحتار فأنت تطلب العلم من الهدهد ومن بلقيس وتركت العلم الآتى ممن خلقك وخلق الهدهد وخلق بلقيس

تحيتى لك

ناصر التوحيد
03-01-2008, 07:39 PM
يقول العضو human_pulse :

المعتزلة يرون أن أسلوب القرآن يشبه كلام البشر فليس من المعقول أن يكون كلام الخالق ككلام المخلوق.
فهذا غير صحيح
وهو كذب وافتراء وتدليس
فلا المعتزلة قالوا ذلك ..ولا هم كانوا كذلك ..
وهم نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار والملاحدة بحجج عقلية وكلامية وفلسفية
ويكفي ان أقول ان احد رؤوس المعتزلة الكبيرة وهو مؤسس فكرة المعتزلة مع صديقه النظام كتب كتابا خاصا في البيان والتبيين يذكر فيه الاعجاز الالهي وأوجهه والبيان القراني المعجز من خلال دراسة الإعجاز القرآني وبيان أوجهه دفاعاً عن القرآن الكريم وإثباتاً لسمو أسلوبه وبلاغة نظمه وروعته، وإعجازه . حين انبرى الجاحظ للرد على أهل الكفر والتأكيد على أن القرآن قد أعجزهم تحدياً بلاغياً وفصاحة في الرد عليه والإتيان بمثله في البلاغة والبيان.

ثم ماذا يقول هذا العضو human_pulse :
تعال الى هناك لترى معي ماذا يدعي ايضا ..


بعض السلف كفروهم لى رأسهم أحمد بن حنبل في كتابه العقيدة
ويقول ان هذا هو دليله
وأقول له ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية : ليس هذا مذهب أحمد ولا غيره من أئمة الإسلام، بل لا يختلف قوله إنه لا يكفر المرجئة الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل، ولا يكفر من يفضل عليا على عثمان، بل نصوصه صريحة بالامتناع من تكفيرهم وإنما كان يكفر الجهمية المنكرين لأسماء الله وصفاته، لأن مناقضة أقوالهم لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ظاهرة بينة، ولأن حقيقة قولهم تعطيل الخالق، وكان قد ابتلي بهم حتى عرف حقيقة أمرهم وأنه يدور على التعطيل، وتكفير الجهمية مشهور عن السلف والأئمة، لكن ما كان يكفر أعيانهم، فالامام أحمد بن حنبل كفّر الجهمية المعطلة .. ولذا , فانا هنا أريد منه نصا صريحا واحدا عن ابن حنبل في تكفير المعتزلة ...
وأقول له : الأشاعرة قالوا بتأويل الصفات فهل يعني هذا تكقيرهم !!
لم يكفّر الامام أحمد بن حنبل المعتزلة .. بل رد على انحرافهم عن الحق وبيان خطئهم في طريقتهم لتأويل القرآن وأقوالهم في صفات الله .. وفند أفكارهم في مسائل الخلاف مع المعتزلة الذين أنكروا الشفاعة لبعض عصاة المؤمنين ، وقولهم أن الله لا يرى بالأبصار في الآخرة كما لا يرى في الدنيا .. وقولهم أن مرتكب الكبيرة قبل أن يتوب مخلد في النار يوم القيامة كسائر الكفار والمشركين .. وقولهم بالتقبيح والتحسين العقليين .. وقولهم إن العباد يخلقون أفعالهم.. وقولهم أن القرآن الكريم كلام الله مخلوق .. وسائر المسائل الخلافية التي جاءت عند المعتزلة بسبب خوضهم في علم الكلام وفي الفلسفة ومخالفة الأصول ..
نعم . نختلف معهم في أصول وفروع، ومع ذلك فكلام المعتزلة لا يخرجهم من دائرة الإسلام... ولا يؤدي إلى تكفيرهم .

ولا يصح تكفير المعتزلة لقولهم بخلق العبد أفعال نفسه الاختيارية ، لأن العبد ووسائله مخلوق لله ... وقد سئل أبو القاسم الأنصاري عن تكفيرهم فقال : لا يجوز تكفيرهم لأنهم نزهوه عما يشبه الظلم والقبح وما لا يليق بالحكمة ، وسئل عن أهل الجبر فقال : لا يجوز تكفيرهم لأنهم عظموه حتى لا يكون لغيره قدرة وتأثر وإيجاد 0

فالتطفير يكون في :
المعبودية كعبدة الأصنام والكواكب والنار والطبيعة والبشر 0
وإنكار النبوة : كالبراهمة وأشباههم
وإنكار ما علم بالضرورة مجئ محمد صلى الله عليه وسلم به : كمن ينكر ركنا من الأركان الخمسة للإسلام ، آو ينكر البعث الجسمانى 0
أو إنكار أمر مجمع عليه قطعا 0 كمن ينكر كون الصلوات المفروضة خمسا ، آو ينكر عدد ركعات كل صلاة منها ، أو ينكر كون كل صلاة منها تؤدى بقيام وركوع وسجود وجلوس ، على النحو المعروف
أو استحلال المحرمات الثابت تحريمها بالدليل القطعي

وعلى هذا الأساس فهناك جماعات نحكم عليها بالابتداع فى الدين ولا نحكم عليها بالكفر ... كالقائلين بخلق القرآن بتأول ، فلا نحكم بكفره ، بل يدخل في حكم الابتداع في الدين . " وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار " ....
والأصل فيه أن في تكفير المسلم خطرا عظميا

قال الشيخ تقى الدين رحمه الله :
وهى ورطة عظيمة وقع فيها خلق كثير من المتكلمين ومن المنسوبين إلى أهل السنة وأهل الحديث . ثم قال : والحق أنه لا يكفر أحد من أهل القبلة إلا بإنكار متواتر من الشريعة .. فانه حينئذ يكون مكذبا للشرع ... وعبر بعض أصحاب الأصول عن هذا بما معناه : من أنكر طريق إثبات الشرع : كمن أنكر ورود مسألة ما في الكتاب ، أو في السنة أو فى الإجماع ، لم يكفر حتى يعرف بورودها ، أما من أنكرها بعد الاعتراف بورودها في طريق الشرع ، فقد كفر (انظر شرح الجلال الداونى على العقائد العضدية ، وحواشيها وأصول الدين للبغدادى . ج2ص 28 وما بعدها ) 0

وقولهم أن مرتكب الكبيرة قبل أن يتوب مخلد في النار يوم القيامة كسائر الكفار والمشركين ..
مع أن أهل السنة ذهبوا باتفاق إلى أن مرتكب الكبيرة من هذه الذنوب لا يكفر كفرا ينقل عن الملة بالكلية ، إذ لو كان يكفر في مثل هذه الذنوب كفرا ينقل عن الملة لكان حكمه القتل مرتدا فلا يقبل في القاتل عفو ولي , ولا في الزاني حد بالجلد ، ولا في السارق قطع ليد ، وهلم جرا ..

فهؤلاء أهل بدع وعندهم ضلالات قولية .. فوجب بيان هذه البدع والضلالات وبيان ما عليه الأصول ..

ناصر التوحيد
03-01-2008, 08:38 PM
وها انا اقتبس مداخلة human_pulse .. لنبين ما فيها من ادعاءات او جهالات او اكاذيب او ضلالات .. لانه كما قلنا وجب بيان هذه الادعاءات والضلالات والاكاذيب وبيان ما عليه الأصول وبيان الحقيقة ..



أنا لا أرمي المعتزلة ولا غير المعتزلة بالإلحاد ولكن بعض السلف كفروهم وعلى رأسهم أحمد بن حنبل في كتابه العقيدة
تم الرد على ذلك وبينا ان أحمد بن حنبل لم يكفرهم.. ولذلك انا اطالبك بالدليل على دعواك هذه


المعتزلة يرون أن أسلوب القرآن يشبه كلام البشر فليس من المعقول أن يكون كلام الخالق ككلام المخلوق.
تم الرد على ذلك وبينا ان المعتزلة لا يقولون بذلك أبدا .. بل العكس تماما ..مثلما يقول كل المسلمين .. ولذلك انا اطالبك بالدليل على دعواك هذه .



وللخروج من هذه الإشكالية تبنوا تلك النظريه حول القرآن التي مفادها أنه وسيلة مخلوقة لإيصال تعاليم الخالق إلى المخلوق.
أشكالية .. وللخروج منها .. وتبنوا .. !!!!
هذا كلام عريض وباطل وليس له اي اساس من الصحة
هذا يعني انك مش فاهم ماذا يقول المعتزلة وبماذا يؤمنون
المعتزلة يقولون ويؤمنون بأن القرآن الكريم هو كلام الله جل جلاله ..
وهذا يعني انك مش فاهم لماذا يقول المعتزلة ان كلام الله القرآن الكريم مخلوق لله ..
الذي نشهد ونقر ونؤمن به نحن المسلمين جميعا هو أن الله يتكلم ..وان كنا لا نعرف الكيفية
والذي نشهد ونقر ونؤمن به نحن المسلمين جميعا هو أن القرآن كلام الله وكتابه ووحيه وتنزيله .. غير مخلوق
لان القول بان كلام الله مخلوق يعني ان كلام الله حادث وان صفة الله بانه يتكلم حادث وليست أزلي
وهذا غلط ..
فالله أزلي .. وصفاته كلها بما فيها الكلام أزلية

والذي نشهد ونقر ونؤمن به نحن المسلمين جميعا هو أن القرآن كلام الله لفظه ومعناه ، تكلم الله بالقرآن بصوت وحرف، وسمعه منه جبريل ونزل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي بلغه الرسول-صلى الله عليه وسلم- لأمته كما أُمر.
وفيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أتمنعونني أن أبلغ كلام ربي؟
فهو كلام الله، وكلام الله محفوظ في الصدور، ومتلو بالألسنة، ومكتوب في المصاحف، إن حفظه الحافظ فكلام الله محفوظ فيقال: حفظ الحافظ كلام الله، وإن تلاه التالي فكلام الله له متلو فيقال: تلا التالي كلام الله، وإذا قرأه القارئ يقال: قرأ القارئ كلام الله. وإن كتبه الكاتب فكلام الله مكتوب فيقال: كتب الكاتب كلام الله، كيفما تصرف فهو كلام الله حقيقة .

فنحن نرد على هؤلاء ونبين مذهبهم وأنه ضلال، ونبين لماذا قالوه ونبين أن قولهم بدعة وضلال ..
فالقرآن كلام الله مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور، متلو بالألسن.


فاذن .. يكون قول من يقول بأن القرآن , الذي هو كلام الله وكتابه ووحيه وتنزيله , مخلوق .. هو قول أهل البدع ومنهم المعتزلة الذين يثبتون صفة الكلام لله .. على أنه معنى قائم بالنفس، ولا يثبتونه على أنه حرف وصوت .. وقالوا: ليس لله كلام.. إن الله خلق الكلام وأضافه إليه. فيقولون: إن الله خلق الكلام في الشجرة، والشجرة هي التي كلمت موسى وقالت: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ .

فهل عرفت وفهمت الان ماذا يقول المعتزلة وبماذا يؤمنون ؟
هم يقولون بأن القران هو كلام الله ..نعم ..ويؤمنون بذلك .. ولكنهم يقولون ان الله خلق كلامه .. يعني انه لما انزل القران خلق كلام القران خلقا ولم يقله قولا ..
هذه اشياء انت لا تفهمها ولا تفهم لماذا حصلت وقتها
لكن كان من اهم اسبابها الرد على المتكلمين وعلى الفلاسفة بحسب منهجهم .. وما قصّر المعتزلة في الرد على مقولات المتكلمين والفلاسفة الكفار .


وهذا كان الأساس لتكفيرهم بالإضافة إلى إنكارهم وصف الخالق بصفات المخلوق.
دعك من التكفير .. فهذا لم يحدث
ثم دعك من ادعاء إنكارهم وصف الخالق بصفات المخلوق .. فهم لم ينكروا الصفات ولكن أوّلوا الصفات من باب تنزيه الله تعالى



ومفهوم الإلحاد على فضفاضيته
اصبر .اصبر .. ساتي اليه لاحقا .. بعد ان ارسل لك ردي هذا لانه انهى ما تدعيه عن الامام احمد وعن المعتزلة

ناصر التوحيد
03-01-2008, 09:50 PM
نكمل ..

ومفهوم الإلحاد على فضفاضيته ليس وليد اليوم كما يظن البعض فقد ورد الفعل "يلحد" في ثلاث سور بالقرآن منها "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا" (فصلت، 40).
ويذكر ابن كثير في تفسيره أن اِبْن عَبَّاس قال " : الْإِلْحَاد وَضْع الْكَلَام عَلَى غَيْر مَوَاضِعه" بينما َقَالَ قَتَادَة وَغَيْره "هُوَ الْكُفْر وَالْعِنَاد.". وإذا أخذنا برأي قتادة (وغيره) فهذا يعني أن كلمة "كفر" تستخدم أحيانا كمرادف لكلمة "إلحاد".
وهل يعني أخذك برأي قتادة (وغيره) هنا أن كلمة "كفر" تستخدم أحيانا كمرادف لكلمة "إلحاد" .. كما تدعي !!
:)):
لماذا لا يكون معناها هو الشرك بالله .. ولعلمك هذه هو معناها الحقيقي هنا ..
ولعلمك ايضا .. ما كان يوجد إلحاد على المعنى الموجود الان والذي ظهر عند الغرب حديثا , بمعنى انكار وجود الخالق او انكار وجود الله ..
اهل زمان .. حتى الكفار والمشركين منهم .. لم يقولوا ابدا بعدم وجود الله او نفي وجود الخالق ..
لانه اي كلام من هذا القبيل هو مصخرة ومسخرة بالفعل ..
حتى الالحاد بمفهومه الحديث ليس الا مصخرة ومسخرة بالفعل ..فاين دليلهم على الالحاد ؟؟؟!!!!لا يوجد ..
بل مجرد اقاويل لبعض الذين اختلوا وانتهت حياتهم الى الجنون .. فالله لا يرحم نيتشة الذي كان اول من اظهر الالحاد بمعناه الحديث الان .. وجر وراءه شرذمة من الناس .. الحدوا لاسباب خاصة وشخصية فقط .. ليس إلا .



وهذا يضع المعتزلة وكذلك قوم نوح في مستويات مختلفة من الإلحاد.
معنى الإلحاد الصحيح والحقيقي والاصلي واللغوي والاصطلاحي والشرعي هو الانحراف عن الموضع والواقع والمعنى والمفهوم الصحيح ..
وعندنا نحن نستعمل هذا المعنى لهذا اللفظ ..
فالملحد منحرف عن جادة الصواب وعن الموضع الصحيح ..
فقوم نوح مشركون لا ملحدون .. والمعتزلة مبتدعون وليسوا ملحدين ..
هذا هو الصواب وهو الصحيح ..
لكن بالنسبة للالحاد كمصطلح غربي اساسا ووفد الينا مع باقي مصطلحاتهم الغربية .. ومع ظهور ظاهرة الالحاد عند الغرب .. واستعمال هذا المصطلح ليدل على من يقول بنفي وجود الله او عدم وجود الخالق .. صرنا نقول مثلهم ان الالحاد يعني الان نفي وجود الله او عدم وجود الخالق .. بسبب هؤلاء الشرذمة الشواذ .. لكن هذا لا يعني ابدا انه يجوز اسقاط هذا الوصف وهذا المعنى الحديث لهذه اللفظة الى من كان في الزمن السابق والماضي من البشر .. لا .. والا كنا نعمل تدليسا ونفتري ونكذب .. على الحقيقة وعليهم ايضا .. لانهم ما كانوا كذلك ابدا ..



ولو تحققت أمانيكم بزوال الكفار من هذه الحياة فكيف تضمن أن المؤمنين لو خلت لهم الأرض بوسعها لن يختلفوا ويقتتلوا كما حدث بأول قرن حين حمل الصحابي سيفه على الصحابي
هل اقتتلوا تسالي ام تضييع وقت ؟!
كلامك هذا يعني انك لا تعرف لماذا اقتتلوا ..
اولا .. فاتعلم انهم لم يختلفوا في شيء مطلقا ..
فهم اتفقوا على صحة خلافة علي :radia:
واتفقوا على وجوب اقامة حد القتل على القاتل مهما كان عدد القتلة .. فقد قتل السبئيون خليفة المسلمين عثمان :radia: !
كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد خرجت إلى مكة مع حجاج بيت الله ذلك العام فلما علمت بما حدث في مدينة رسول الله من مقتل ذي النورين الخليفة الراشد عثمان أحزنها بغي البغاة على خليفة نبيهم وعلمت أن عثمان كان حريصا على تضييق دائرة الفتنة ، فمنع الصحابة من الدفاع عنه بعد أن أقام الحجة على الثائرين في كل ما ادعوه عليه وعلى عماله وكان الحق معه وهم على الباطل . فاجتمعت عائشة بكبار الصحابة وتداولت الرأي معهم فيما ينبغي عمله ، فرأوا أن يسيروا مع عائشة إلى العراق ليتفقوا مع أمير المؤمنين عليّ على الاقتصاص من الذين اشتركوا في دم عثمان ، وأوجب الإسلام عليهم الحد ، فلم تخطط عائشة وكل الذين كانوا معها وفي مقدمتهم طلحة والزبير رضي الله عنهما أنهم سائرون ليحاربوا عليًّا ، ولم يكن يخطر ببال علي أن هؤلاء أعداء له وأنهم حرب عليه , فجاءت عائشة ومن معها للمطالبة بإقامة الحد على السبأيين الذين اشتركوا في جريمة قتل خليفة المسلمين عثمان .. وما كان عليّ :radia: ـ وهو من هو في دينه وخلقه ــ ليتأخر عن ذلك إلا أنه كان يرى أنه ليس من المصلحة تتبع قتلة عثمان الآن حتى تستتب الأمور ، فَقَتْلُ قَتَلَة عثمان متفقٌ عليه ، وإنما الاختلاف إنما هو متى يكون ذلك .
وبعد الاتفاق نام الجيشان بخير ليلة وبات قتلة عثمان بشر ليلة لأن الاتفاق عليهم ،وكانت البصرة معقل السبأيين قتلة عثمان رضي الله عنه .. فعملوا على إنشاب القتال في ما سمي بموقعه الجمل .. وقاموا في السحر والقوم نائمون وهاجموا جيش طلحة وقتلوا بعض أفراده ، وقتلوا كذلك بعض أفراد جيش علي , فظن كل جيش أن الجيش الاخر غَدَر به.. فاشتعلت المعركة ، وحاول علي وطلحة وعائشة رضي الله عنهم وقف القتال فلم يفلحوا .
ولما انتهت المعركة .. مر علي :radia: على الشهيد طلحة الذي أصابه سهم غير مقصود فأصابه في قدمه مكان إصابة قديمة ، فقال بعد أن أجلسه ومسح التراب عن وجهه : عزيز علي أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء أبا محمد ، وبكى علي رضي الله عنه وقال : وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة . واعاد الى المدينة المنورة ..

فها قد تبين لك انهم كلهم لم يقصدوا القتال لاجل القتال ولا طلبوا لاجل الدنيا . انما طلبوا اقامة الحق واقامة حكم الله باقامة الحد على قتلة خليفة المسلمين :radia:


ومن ثم ينقسموا عقائدياً إلى العديد من الفِرَق حيث ترمي كل فرقة الأخرى بالضلال على أساس أن مذهبها صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب من خالفها خطأ لا يحتمل الصواب كما فعل الأوائل ويكرر التاريخ بهذا نفس المآسي.
كل امة الا وتجد فيها دخلاء او مخربون او خارجون .. والاسباب عديدة .. منها الحقد على الامة ودولتها ..
ما حدث بعد ذلك هو التالي ..
قام الخوارج بقتل خليفة المسلمين علي :radia: لانه قاتلهم في معركة النهروان وانتصر عليهم ..
فاختار المسلمون ابنه الحسن :radia: خليفة .. لكنه تنازل عن الخلافة .. لمعاوية :radia: .. وانتهت هذ الفتنة التي ما كانت لتحدث لولا وجود اعداء الله واعداء دين الله والامة واستمرت مسيرة الدولة الاسلامية والامة الاسلامية ..

ايمان نور
03-01-2008, 10:37 PM
لم افهم من أين جاء ترتيبك هذا
اقتباس:
ومن ثم ينقسموا عقائدياً إلى العديد من الفِرَق حيث ترمي كل فرقة الأخرى بالضلال على أساس أن مذهبها صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب من خالفها خطأ لا يحتمل الصواب كما فعل الأوائل ويكرر التاريخ بهذا نفس المآسي.
يختلفوا عقائديا ؟
على اساس ان مذهبها هو الصحيح؟
مادخل العقائد والمذاهب بما ذكرت من حادثة معركة الجمل
؟
ماهذا الكلام الغير مرتب المبنى على جهل بما تتحدث عنه
تعلم قصة معرؤكة الجمل كيف انت ؟ وكيف تتحدث عن أمر لا تعرف اقل القليل عنه
ما دخل العقيدة ارجوك
]وَ إِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُو فَأَصْلِحُو بَيْنَهُمَا. فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُو الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ. فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُو بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَ أَقْسِطُو إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين[.
وقال تعالى
إنما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون
المؤمنون
إخوة
لاحظت
اين افتراق العقائد حتى وان اختلفوا
معركة الجمل اقتتل الصحابة متأولين احدها اصاب والاخر اخطأ
وفى الاول والاخر
إخوة
مؤمنين
كما قال الأخ ناصر يبدو لا تعرف سبب القتال بينهما ولم تظهر المذاهب بسبب تلك المعركة فكانوا بعد انتهاء المعركة صفا واحدا
وقد سألت عائشة رضي الله عنها عن قتلى الفريقين فكلما ذكر لها واحداً منهم ترحمت عليه ودعت له.

human_pulse
03-10-2008, 04:41 PM
الأستاذة إيمان نور،
جميل أن يتصارعَ اثنان ثم يتصافحَ ويدعو كل منهكا للأخر بالرحمة والمغفرة لكي تبقى روح الأخوّة على أساس أن العراك لا يفسد للود قضية. لكن هذا شيء والواقع شيء آخر.
لا أرى فيما حدث ولا فيما ترتب عليه من ردود أفعال أي مظهر من مظاهر الإخوة ولا حتى الألفة. فلقد أفرزت تلك المعارك (موقعة الجمل وما تلاها) أولاً الاتجاه الخارجي الذي أتخذ في البدء طابع الانفصال السياسي/العسكري ثم تطور حتى أصبح اختلافا من نواحي عقائدية. والحال كذلك بالنسبة للاتجاه الشيعي وما تفرع منه من طوائف. كما أنها كانت من الدوافع الرئيسية للاختلاف في مسألة الجبر والاختيار ثم توالت بعد ذلك التساؤلات والنقاشات التي خلقت مزيداً من الاختلافات والانقسامات ليس حول مسائل فقهية فرعية بل من نواحي عقائدية إلى درجة أن أحدهم – ولكي يهيأ الناس نفسياً فيما يبدوا لتقبل الواقع - أختلق ذلك الحديث الذي مفاده أن الأمة ستنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحده.
من المؤلم أن نراجع التاريخ أحياناً ولكنّ في ذلك ما فيه من العبر.

الروايات حول موقعة الجمل مختلفة ومنها ما كُتب بأسلوب ترقيع الثقوب وتثبيت القلوب.
وحسب الرواية التي أوردها الأستاذ ناصر التوحيد حول هذه الموقعة فإنّ عائشة ومن جاء معها من الصحابة كان هدفهم المطالبة بإقامة الحد على قتلة عثمان. وأنا لا أعلم إن كان أحد يعرف قتلة عثمان على وجه التحديد فلقد كان جمع الثوار آنذاك غفير (ومنهم من اختفى حسب بعض الروايات). لكن مادام أن علي ابن أبي طالب أصبح أميراً للمؤمنين وعائشة ومن معها رضوا بصحة خلافته فلماذا "المطالبة"؟ أفلم يكن عليهم السمع والطاعة لولي الأمر وإبداء النصح والمشورة بدل "المطالبة" ؟ وهل كان علي ليماطل في إقامة حداً من حدود الشريعة؟ وإن كان القصد هو "المطالبة" فهل كان لازماً أن يأتوا بصحبة جيش؟! هنا كان مكمن الكارثة ... هذا ما هيأ الوقود للاشتعال.

وهذه الرواية ترجع أسباب ما وقع إلى "السبأيين" أي أتباع عبدالله بن سبأ! فهل كان لهذا الرجل – الذي لا أعلم أن كان شخصية حقيقية أم لا - كل هذه القدرة على تحريك الأحداث من وراء الكواليس فلطالما نسبة إليه أمور وأمور؟ كيف يكون لهذه الشخصية الغامضة القدرة على خلق أحداث تمتد آثارها إلى يومنا هذا بينما بعض الرسل أخفقوا في التأثير حتى على أقوامهم؟ لا يبدو هذا معقول.

وهناك من الروايات ما يقول بأنهم جاءوا ليطالبوا بالثأر والثأر من تقاليد الجاهلية! وكيف لهم أن يثأروا من علي وهو الذي رد الثوار عن عثمان أول مره ونهاه عن التمادي في تجاوزاته ؟ وكيف لعلي أن يثأر لهم ممن ثار– للمرة الثانية - على عثمان من المسلمين وأعدادهم كبيرة: أربع رايات من مصر (المقلل لهم يقول: 600 والمُكثر يقول: ألف حسب ما ورد في البداية والنهاية لابن كثير) ، ومن الكوفة أربع رايات ومن البصرة أربع رايات! ومن الثائرين أيضا صحابة وأبناء صحابة كعمار ابن ياسر ومحمد بن أبي بكر الصديق ومحمد أبن حذيفة! وما الذي جعلهم يتركون شئون حياتهم ويثورون؟ البحث عن المتعة من خلال المخاطرة؟ أم بغية تطبيق قول ذاك الذي قال لعمر وهو يخطب "والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا". ذلك لما رأوا منه من تولية أولي قرباه - وهم ليسوا من السابقين إلى الإسلام- أمورهم واستبعاد أكابر الصحابة ولما عانوا من الظلم والإجحاف من أولئك الولاة.

كل هذا يعلمنا أن انعدام العدالة يخلق ردود فعل دامية قد تستمر لفترات طويلة. وأن الظلم قد يصدر من أي فئة بغض النظر عن تدينها من عدمه وأنه من الضروري وجود أسس تتحرى تحقيق العدالة للجميع وسن أنظمة تنفيذية تُسهل الالتزام بها. وهذه غائبة في ذلك العهد (ولو أنها وجدت في اليونان منذ عهود بعيدة)، فالمسألة كانت ارتجال بدائي اعتمادًا على مشورة البطانة وسيرة من قبل والأقوال المتداولة شفهياً (والتي يصعب أن يحيط بها ذهن فرد) والاجتهاد في فهمها . فعلى سبيل المثال لم يكن هناك جماعة (أو بتعبيرنا لجنة) مناط بها أمر الشورى حول ما يستجد من مواقف وأحداث.
كان كل الاهتمام منصب على الغزو والافتتاح ولم يكن هنالك تفكير حول كيفية ضمان التآلف والاستقرار بعد تحقيق الانتصار.

وما حدث بأفغانستان – والشيء بالشيء يذكر- بعد دحر الروس ليس منّا ببعيد، فلقد أقتتل رفاق السلاح ولزمن طويل وهم فيما نعلم من الركع السجود.

human_pulse
03-10-2008, 05:19 PM
تعلم يا أستاذ ناصر التوحيد أن المفردات باللغة العربية وغيرها من اللغات لم يقم بوضعها لجنة لغوية بالاعتماد على معايير تحدد مدلولاتها بشكل دقيق بل نمت بشكل تلقائي قبل أن تأخذ طريقها إلى المعاجم. لذا نجد تداخلات بين معاني الكلمات أحياناً كما نجد كلمات تشترك في نفس المعنى أحيانا.
ولهذا كان اختلاف بن عباس وقتادة حول الفعل "يلحد" حيث رأى الأخير أنها تعني الكفر كما أشرت سابقا.
وأحمد أبن حنبل قال - متحدثا عن القرآن - في كتاب العقيدة حرفيا " وكيفما وصف فهو كلام الله غير مخلوق فمن قال مخلوق فهو كافر بالله العظيم ومن لم يكفره فهو كافر "

http://islamport.com/w/aqd/Web/2584/3.htm

وفي هذا تكفيرٌ للمعتزلة لأنهم قالوا بخلق القرآن (بل وتسببوا في اضطهاد من قال بخلاف ذلك من خلال التأثير على المأمون ومن ثمَ المعتصم ومن بعده الواثق). وهذا ما جعلني أنظر إلى ما قالوا كنوع من الإلحاد ( الانحراف عن الحقيقة كما يراها مخالفيهم).
لكن لا بأس. ما دمت تستخدم كلمة "ملحد" كتعريب لمفهوم غربي فإنّ هذا يخرج المعتزلة من دائرة الإلحاد ويضعهم في منزلة بين المنزلتين على حد تعبيرهم.
على كلٍ أنا عندما استشهدت بالفكر المعتزلي قصدت أن الفكر لا يموت بسهولة فليس هناك من ضربة قاضية في حلبة الاختلاف الفكري.

ايمان نور
03-10-2008, 06:19 PM
الأستاذة إيمان نور،
جميل أن يتصارعَ اثنان ثم يتصافحَ ويدعو كل منهكا للأخر بالرحمة والمغفرة لكي تبقى روح الأخوّة على أساس أن العراك لا يفسد للود قضية. لكن هذا شيء والواقع شيء آخر.
لا أرى فيما حدث ولا فيما ترتب عليه من ردود أفعال أي مظهر من مظاهر الإخوة ولا حتى الألفة.
================================================== =======
اولا المعركة كانت بين صحابة لاحظ كلمة صحابة اجتمعوا على صحبة ومحبة واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
اختلف الفريقان على مسألة الحد لأننا بشر اجتهد جانب فأصاب واجتهد اّخر فاخطأ
لا شىء فى ذلك
والمحبة وما اجتمعوا عليه راسخ لا تغيره ظروف
انظر قول الله تعالى

( و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت أحدهما على الاخرى فقاتلوا لتى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل و أقسطوا إن الله يحب المقسطين )
فهما (من المؤمنين) اى من منبع واحد
اخطأ جانب فى استخراج حكم وهو جانب معاوية واصاب الاخر وهو جانب على ومن اخطأ لم يقصد ان يصيب الباطل اذا المعركة والخلاف سياسى بحت

انظر قول على رضى الله عنه حين بويع بالالحاح عليه
(ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي، وجاءوني للبيعة فقلت: والله إني لأستحي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة"، وإني لأستحي من الله أن أبايع وعثمان قتيل على الأرض لم يدفن بعد)
وانظر قوله بعد المعركة
( إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم يقاتلونا على التكفير لنا ولكنا رأينا أنّا على حق ورأوا أنهم على حق)
وحين ودعت عائشة الناس قالت يا بني لا يعتب بعضنا على بعض، إنه والله ما كان بيني وبين علي في القدم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها

اذا بدليل قرءانى وواقع المعركة وماقيل بعدها هما من المؤمنين اجتمعا على الألفة وتفرقا بسبب سياسى لا يمت لما بينهما من رحمة وود بصلة واظنك تعرف سبب نشوب المعركة والفتنة والتى حدثت
================================================== ========


فلقد أفرزت تلك المعارك (موقعة الجمل وما تلاها) أولاً الاتجاه الخارجي الذي أتخذ في البدء طابع الانفصال السياسي/العسكري
نعم ولا شىء فى ذلك الى الاّن يحدث


ثم تطور حتى أصبح اختلافا من نواحي عقائدية. والحال كذلك بالنسبة للاتجاه الشيعي وما تفرع منه من طوائف. كما أنها كانت من الدوافع الرئيسية للاختلاف في مسألة الجبر والاختيار ثم توالت بعد ذلك التساؤلات والنقاشات التي خلقت مزيداً من الاختلافات والانقسامات ليس حول مسائل فقهية فرعية بل من نواحي عقائدية إلى درجة أن أحدهم – ولكي يهيأ الناس نفسياً فيما يبدوا لتقبل الواقع - أختلق ذلك الحديث الذي مفاده أن الأمة ستنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحده.
================================================== ========

لالالا هنا لى وقفة كبيرة
اقرأ موضوع لى بعنوان الباحثين عن الحق من الشيعة واقرأ عن نشأة المذهب الشيعى ورأى العلماء فى هذا المذهب أو تلك الفئة او الفرقة الضالة هداهم الله مؤسس مذهبهم عبد الله بن سبأ اليهودي
وهذا رابط لك لتقف على كل الاراء من الجانبين فتقف على الحقيقة وايضا ان قرأ ردى شيعى سيفيده الرابط جدا
http://www.fnoor.com/fn0884.htm

اما قولك
ولكي يهيأ الناس نفسياً فيما يبدوا لتقبل الواقع - أختلق ذلك الحديث الذي مفاده أن الأمة ستنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحده.
فالرد عليه وقبل الرد ارجو التأكد والقراءة ومعرفة ماتقول لتقف على الحق والحقيقة الكاملة
http://www.iu.edu.sa/Magazine/59/4.htm

هذا الحديث رواه الإمام أحمد، وابن أبي الدنيا، وأبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، وصححوه، ورواه غيرهم أيضًا[14]. رووه عن عوف بن مالك، ومعاوية، وأبي الدرداء، وابن عباس، وابن عمر، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وواثلة، وأبي أمامة، وغيرهم بألفاظ متقاربة.
والرواية الصحيحة: ((كلها في النار إلا واحدة)). وأما رواية: "كلها في الجنة إلا واحدة" فهي موضوعة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم .
وإليك ما قاله العلماء في ذلك:
قال الشيخ إسماعيل العجلوني في "كشف الخفاء":
((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، إحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار)). رواه ابن أبي الدنيا عن عوف بن مالك[15]. ورواه أبو داود، والترمذي، والحاكم، وابن حبان، وصححوه، عن أبي هريرة[16]، بلفظ: ((افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهم في النار إلا واحدة)). قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ((ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه الشعراني في "الميزان" من حديث ابن النجار. وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: ((ستفترق أمتي على نيِّف وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة)). وفي رواية عند الديلمي: ((الهالك منها واحدة)). قال العلماء: هي الزنادقة. وفي هامش "الميزان" المذكور عن أنس[17] عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). وفي رواية عنه أيضًا: ((تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، إني أعلم أهداها: الجماعة))انتهى. ثم رأيت ما في هامش "الميزان" مذكورًا في تخريج أحاديث "مسند الفردوس" للحافظ ابن حجر[18]، ولفظه: ((تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة)). أسنده عن أنس. قال: وأخرجه أبو يعلى من وجه آخر عن أنس، بلفظ: ((أهداها فرقةً: الجماعة)). انتهى. فلينظر مع المشهور. ولعل وجه التوفيق أن المراد بأهل الجنة في الرواية الثانية ـ ولو مآلا ـ فتأمل. وفي الباب عن معاوية، وأبي الدرداء، وابن عمرو، وابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وواثلة، وأبي أمامة. ورواه الترمذي عن ابن [عمرو][19] بلفظ: ((ستفترق أمتي ثلاثًا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة)). قيل: ومن هم؟ قال: ((الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي)). ورواه ابن الجوزي في كتاب "تلبيس إبليس" بسنده إلى أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة)). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.


اذا الفرقة التى على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه هى من يؤخذ منها الإسلام وغيرها فرق ضالة
=============================================
من المؤلم أن نراجع التاريخ أحياناً ولكنّ في ذلك ما فيه من العبر.

الروايات حول موقعة الجمل مختلفة ومنها ما كُتب بأسلوب ترقيع الثقوب وتثبيت القلوب
======================================

كيف ذلك ؟؟
========================================
وحسب الرواية التي أوردها الأستاذ ناصر التوحيد حول هذه الموقعة فإنّ عائشة ومن جاء معها من الصحابة كان هدفهم المطالبة بإقامة الحد على قتلة عثمان. وأنا لا أعلم إن كان أحد يعرف قتلة عثمان على وجه التحديد فلقد كان جمع الثوار آنذاك غفير (ومنهم من اختفى حسب بعض الروايات). لكن مادام أن علي ابن أبي طالب أصبح أميراً للمؤمنين وعائشة ومن معها رضوا بصحة خلافته فلماذا "المطالبة"؟ أفلم يكن عليهم السمع والطاعة لولي الأمر وإبداء النصح والمشورة بدل "المطالبة" ؟ وهل كان علي ليماطل في إقامة حداً من حدود الشريعة؟ وإن كان القصد هو "المطالبة" فهل كان لازماً أن يأتوا بصحبة جيش؟! هنا كان مكمن الكارثة ... هذا ما هيأ الوقود للاشتعال.
================================================== ====

قتلة عثمان رضي الله عنه هم من قاتلهم على رضى الله عنه في معركة النهروين هم الخوارج الذي خرجوا على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه وقاتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في معركة النهروان .

هم اتباع عبد الله بن سبأ اليهودي
الى جانب مجموعة يرأسها الغافقي بن حرب العكبي
اذا هم خوارج مفسدون
وجانب عائشة رضى الله عنها اجتهد ولا شىء فى ذلك فالصراع سياسى لا عقائدى اما بزوغ فكر عقائدى مخالف كفر الشيعة ارى انه كان سيقوم حتى لو لم توجد معركة لانهم اتباه ابن سبأ لا اتباع على او معاوية رضى اله عنهما
اما قولك هل كان لازما ان يأتوا بصحبة جيش يجعلنى ارى انك لم تقرأ كيف نشيت المعركة وسبب الفتنة فاقرأ عن معركة الجمل بتأنى
================================================== ======



وهذه الرواية ترجع أسباب ما وقع إلى "السبأيين" أي أتباع عبدالله بن سبأ! فهل كان لهذا الرجل – الذي لا أعلم أن كان شخصية حقيقية أم لا - كل هذه القدرة على تحريك الأحداث من وراء الكواليس فلطالما نسبة إليه أمور وأمور؟ كيف يكون لهذه الشخصية الغامضة القدرة على خلق أحداث تمتد آثارها إلى يومنا هذا بينما بعض الرسل أخفقوا في التأثير حتى على أقوامهم؟ لا يبدو هذا معقول.
================================================== ========
كلام غير مترابط
تنفى شخصية من التاريخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكيف اخفق الرسل فى التأثير على اقوامهم من اين الربط بين الرسل والرسالة والايمان او الكفر برسالة معينة وبين موقف ابن سبأ اليهودى الضال المضلل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
================================================== ========

وهناك من الروايات ما يقول بأنهم جاءوا ليطالبوا بالثأر والثأر من تقاليد الجاهلية! وكيف لهم أن يثأروا من علي وهو الذي رد الثوار عن عثمان أول مره ونهاه عن التمادي في تجاوزاته ؟ وكيف لعلي أن يثأر لهم ممن ثار– للمرة الثانية - على عثمان من المسلمين وأعدادهم كبيرة: أربع رايات من مصر (المقلل لهم يقول: 600 والمُكثر يقول: ألف حسب ما ورد في البداية والنهاية لابن كثير) ، ومن الكوفة أربع رايات ومن البصرة أربع رايات! ومن الثائرين أيضا صحابة وأبناء صحابة كعمار ابن ياسر ومحمد بن أبي بكر الصديق ومحمد أبن حذيفة! وما الذي جعلهم يتركون شئون حياتهم ويثورون؟ البحث عن المتعة من خلال المخاطرة؟ أم بغية تطبيق قول ذاك الذي قال لعمر وهو يخطب "والله لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا". ذلك لما رأوا منه من تولية أولي قرباه - وهم ليسوا من السابقين إلى الإسلام- أمورهم واستبعاد أكابر الصحابة ولما عانوا من الظلم والإجحاف من أولئك الولاة.

كل هذا يعلمنا أن انعدام العدالة يخلق ردود فعل دامية قد تستمر لفترات طويلة. وأن الظلم قد يصدر من أي فئة بغض النظر عن تدينها من عدمه وأنه من الضروري وجود أسس تتحرى تحقيق العدالة للجميع وسن أنظمة تنفيذية تُسهل الالتزام بها. وهذه غائبة في ذلك العهد (ولو أنها وجدت في اليونان منذ عهود بعيدة)، فالمسألة كانت ارتجال بدائي اعتمادًا على مشورة البطانة وسيرة من قبل والأقوال المتداولة شفهياً (والتي يصعب أن يحيط بها ذهن فرد) والاجتهاد في فهمها . فعلى سبيل المثال لم يكن هناك جماعة (أو بتعبيرنا لجنة) مناط بها أمر الشورى حول ما يستجد من مواقف وأحداث.
كان كل الاهتمام منصب على الغزو والافتتاح ولم يكن هنالك تفكير حول كيفية ضمان التآلف والاستقرار بعد تحقيق الانتصار.

وما حدث بأفغانستان – والشيء بالشيء يذكر- بعد دحر الروس ليس منّا ببعيد، فلقد أقتتل رفاق السلاح ولزمن طويل وهم فيما نعلم من الركع السجود.
=============================
هنا تتسائل عن انتفاء العدالة اى جانب تقصد اهدر العدالة ؟؟؟؟
واين الروايات التى تقول ان جانب عائشة رضى الله عنها جاء يثأر من تقاليد الجاهلية
انتظر ان تقرأ فى معركة الجمل جيدا واى استفسار انا تحت أمر إظهار الحق
افشل فى الاقتباس المتعدد فردودى باللون الأحمر
=============================

human_pulse
03-12-2008, 02:42 PM
أتعلم يا أستاذ سيف الكلمة أنه خلال الفترة 1917 - 1993 كان هناك 5 اكتشافات لسفينة نوح أو لأجزاء منها؟! وفي كل مرة يتبين أن الاكتشاف محض سراب بمَهْمَه الواقعية.
أنظر الفقرة المعنونة "Hoaxes" في الصفحة:
http://en.wikipedia.org/wiki/Searches_for_Noah's_Ark
(في آخر الفقرة المعنونة Later searches ستجد أشارة إلى وجود 5 جبال باسم الجودي والواضح أن هذه التسميات جاءت كصدى لما ورد في القرآن حول الطوفان )

الجدير بالتفكير أن البعثات التي قامة بتلك الاكتشافات المجهضة أعضائها في الغالب متدينون ومدعومون من قبل أشخاص أو مؤسسات دينية.
والباحث المتدين غالباً ما يكون ذهنه تحت هيمنة القناعات الدينية بحيث أن الشغف لإثبات صحة تلك القناعات يؤثر سلباً على أسلوب البحث ونتائجه. وهذا بعكس الباحث اللا ديني فهو لا ينطلق من مسلمات أو قناعات بل ربما من شكوك أو فرضيات قابلة للنفي أو الإثبات.

وفي عام 2006 كونت بعثة من رجال أعمال ورجال قانون و أصحاب مناصب وزارية من أجل زيارة موقع بإيران يعتقد أنه مثوى السفينة. ولم يكن من بين أعضاء تلك البعثة علماء جيولوجيا أو آثار!
وأعلن فريق البعثة مشاهدتهم لـ "شيء" يبدوا كحاملة طائرات صغيره ويتكون من خشب متحجر مسود. وقد زعم أحد أعضاء الفريق بأن مختبراً بهيوستن فحص أجزاء من ذلك (الشيء) وأكد صحة ما قالوا ولكنه لم يفصح عن اسم ذلك المختبر. غير أنّ أعضاء الفريق لم يكونوا على اتفاق بالكامل حول ذلك حيث أن أحدهم قال أن ذلك (الشيء) يبدو كجدار حجري من جهنم! (أنظر نفس الصفحة أعلاه)

ولم يكن ذلك كافياً (أو مقنعاً) ففي عام 2007 تكونت بعثة أعضائها من تركيا وهونج كونج لنفس الغرض وعثروا على ما يقال بأنه أخشاب متحجرة بمغارة بجبل (Ararat) بتركيا وظنوا أنها أجزاء من سفينة نوح. وتم فحص عينات منه بقسم علوم الأرض بجامعة هونج كونج فلم يصلوا إلى نتائج حاسمة (على حد تعبير موسوعة ويكي بيديا)، غير أن بعض الجيولوجيين بعد فحص صور لأجزاء مقطعية رقيقة منه رجحوا أن يكون ذلك (الشيء) رماد بركاني متحجر. والجبل المذكور هو من الجبال البركانية.
أنظر الفقرة تحت عنوان "The search for Noah's Ark" بالصفحة التالية:
http://en.wikipedia.org/wiki/Noah%27s_Ark

وسوف يستمر البحث على ما أعتقد إلى ما لا نهاية.
ولو عثروا على أي شيء وتم عرضه على هيئة علمية لها سمعتها في مجال البحث من أجل تقدير عمره فإنه سيصعب حتى الاشتباه في نسبته إلى زمن نوح حيث أن الفترة من وقوع الطوفان إلى عصرنا من العسير تقديرها ولو بشكل تقريبي جداً إلا بالاعتماد على روايات العهد القديم وهو كتاب لا يتفق على صحته العالم. هل هناك – بالمناسبة – أحاديث تتطرق إلى هذه المسألة؟

وبمناسبة تداول الصور (بالنت) من أجل أثبات صحة القناعات الدينية أرسل البعض لي – منذ ما يقارب السنة - صورة لجثة يبدوا عليها ما يشبه آثار الاحتراق كإثبات لوجود عذاب القبر (وللترغيب والترهيب طبعاً)! والصورة كانت مرفق لقصة نسجت لتبرير استخراج الجثة من القبر. وبعد البحث وجدت نفس الصورة بموقع غربي يبدو من محتوياته أن علاقته بالدين كعلاقة (ألفس برسلي) بمواعظ الحسن البصري. و الصورة معروضة هناك كمثال على التحلل المبكر للجسد (يبدوا أنها كانت جثة لضحية استخرجت من أجل الفحص الجنائي). ولكن الغالبية مهيأة ذهنيا لتصديق ما نسج حولها.

ايمان نور
03-12-2008, 03:07 PM
ممكن الرد على تعقيبى الأخير؟؟؟
بالنسبة لموضوع سفينة نوح والصور التى تتحدث عنها وتأتى بالايميل اتفق معك تماما خرافات لا يحتاج لها الاسلام فهو مرفوع لا يحتاج لمثل تلك الأكاذيب
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=84589#post84589

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=12014

ممكن حين تكتب تعليق ويهتم بالرد عليك احد الاعضاء لا تتجاهله؟ طلب بسيط والا لا تكتب شبهة وتتركها هكذا لان الحوار الغرض منه ان تقتنع او اقتنع ومن يقتنع يقول فهمت واقتنعت
رغم فى نظرى السكوت عجز ولا اراك الا باحثا عن الحق والله اعلم
هدانا الله جميعا

human_pulse
03-12-2008, 03:50 PM
أستاذه إيمان
أنا لا أرغب في تجاهل أحد ولكن لا بد أن أبحث وأفكر في ردودي لأن الاستعجال في الرد ربما يكون أسوأ من الامتناع عنه والساعات تتفلت مني كتفلت الإبل. حسبي أنك ستقدرين ذلك.

ايمان نور
03-12-2008, 04:45 PM
طبعا أقدر
لك ماتريد من الوقت ولا أراك إلا باحثا عن الحق
يكفينى قولك إيمان بدون أستاذة
وأكرر قولك
والساعات تتفلت منك كتفلت الإبل.فأسرع بمعرفة الحق
تحياتى

human_pulse
03-19-2008, 05:31 PM
مساء الخير إيمان
آسف على تأخري في الرد. حبسني حابس.
نعم، موقعة الجمل وما أعقبها من معارك وخلافات كان من أطرافها صحابة وأبناء صحابة وتابعين وهذا ما يجعل الأمر أشد وقعاً على الذهن. هذا في الحقيقة من الأسباب التي توحي إلي بأن التجربة الإسلامية بكاملها ما كانت سوى تجربة أصلاحية بشرية لا تتميز عن غيرها من التجارب البشرية. فما كان هناك ما يحمي الرعيل الأول من الانقسام (حسب فهمي) أو التقسيم بفعل عقلية أو عقليات ماكرة ومندسة بين الصفوف (حسب فهمك).
ونتائج هذه التجربة يمكن تلخيصها كالآتي:
1- أن ثمار جهود الرواد في تلك التجربة أقتطفها من كان إسلامهم في اللحظة قبل الأخيرة، أسلام من يعرف بدهائه من أين تُأكل الكتف،
2- الانقسام على مستوى الخلافة وإمارة المؤمنين حيث حدث أن كان هناك خليفتان في نفس الوقت مرتين خلال الفترة من مقتل عثمان إلى مقتل عبدالله بن الزبير (عام 73 هـ)
3- عدم الاستقرار حيث استمرت الاشتباكات بين الخوارج وولاة بني أمية ومن ثم قامت الدولة العباسية من خلال معارك دامية مع الأمويين وبعد ذلك اشتعلت ثورة الزنج لفترة من الزمن وبعدها قامت دولة القرامطة ونشبت معارك بينهم وبين الدولة العباسية وغير ذلك
4- الانقسام والاختلاف حول مفاهيم وثيقة الصلة بالعقيدة (سواء حدثت كرد فعل للصراع كما اعتقد أو من تدبير المندسين)

هذه تجربة بشرية وبالإمكان مقارنتها بتجارب أصلاحية بشرية أخرى. فلو رجعنا إلى منتصف القرن التاسع عشر لوجدنا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تشتمل على بضع ولايات شمالية فقط حين قرر أبراهام لنكون ضم بقية الولايات وإلغاء الرق إلى الأبد (ولم يكتفي فقط بالقول: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) واضطر من أجل تحقيق ذلك إلى خوض معارك دامية مع الولايات الجنوبية أدت في النهاية إلى:
1- توحيد البلاد وتحقيق مستوى مدهش من الاستقرار مع اختلاف أعراق وأديان السكان (بحيث لم نسمع من يومها إلى الآن عن قيام أي حركة انفصال أو عصيان)
2- إلغاء الرق رغم أنف المتطرفين بحيث أصبحت الولايات الأمريكية هي الأسوة الحسنة في هذا المجال (الأمر الذي لم يمسه خلفائنا الراشدون منهم وغير الراشدين)
3- الاستغلال الأفضل للموارد مما أدى إلى تحقيق طفرة اقتصادية باهرة (لم يكن هناك اعتماد على خراج وجزية يدفعها الآخرون ولم يكن الدخل القومي ملكاً لرئيس الدولة يبعثر منه كيفما يشاء على المقربين وعلى أهل الظرف والشعراء)
4- تحقيق قفزة إعجازيه في مختلف المجالات: علمية، صناعية، عسكريه ... الخ

وهكذا ففي خلال ما يقارب نصف قرن تتحول الولايات المتحدة من بلد زراعي ابتدأ كمأوى للمهاجرين إلى الصدارة في شتى النواحي. هذه تجربة بشرية انتهت بإنجازات إعجازية دون الحاجة إلى رسل أو دعم من الملائكة.

ايمان نور
03-21-2008, 10:09 PM
تسمحلى غدا اعقب لان كان عندى مشكلة فى النت برفع رد لاتذكر غدا
ومساء النور

ناصر التوحيد
03-22-2008, 12:21 AM
فلو رجعنا إلى منتصف القرن التاسع عشر لوجدنا أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تشتمل على بضع ولايات شمالية فقط حين قرر أبراهام لنكون ضم بقية الولايات وإلغاء الرق إلى الأبد (ولم يكتفي فقط بالقول: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)

وماذا حصل بعد إلغاء أبراهام لنكون الرق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثاروا ورفضوا قرار أبراهام الرق
وهذا هو حقيقة قراره على اية حال :
في ما يخص العبودية، فقد أوضح لينكون بشكل قاطع أن لا نية لديه لإلغاء الرق في الولايات التي يوجد الرق فيها، ثم ذهب إلى أبعد من ذلك فأعلن تأييده لمشروع تعديل الدستور لينص على تحريم إلغاء الرق في تلك الولايات "إلى الأبد". غير أنه لم يتنازل عن مسألة تحريم الرق في الولايات والأراضي الجديدة التي حصلت عليها الدولة

ولماذا اغتيل أبراهام لنكون ؟؟؟؟؟؟؟؟
ولماذا ثار الهنود الحمر في عهدة حتى قرر ابراهام اعدام 300 من قادة وزعماء الهنود الحمر

فؤاد
03-22-2008, 12:50 AM
2-1- توحيد البلاد وتحقيق مستوى مدهش من الاستقرار مع اختلاف أعراق وأديان السكان (بحيث لم نسمع من يومها إلى الآن عن قيام أي حركة انفصال أو عصيان)
2- إلغاء الرق رغم أنف المتطرفين بحيث أصبحت الولايات الأمريكية هي الأسوة الحسنة في هذا المجال (الأمر الذي لم يمسه خلفائنا الراشدون منهم وغير الراشدين)
اليك هذا البحث النفيس للدكتور يحيي هاشم حسن فرغل ففيه الكفاية ولله الحمد



بعد ما تبين لنا أن التفرقة العنصرية العرقية إبداع " لوني " حديث !!! من أهم إبداعات الرجل الأبيض ألأورأمريكي لا يقل " فخرا " عن إبداعاته التنويرية والحداثية الأخرى !! وأنه نشأ مع نظام الرق والاستعمار الاستيطاني اللذين صاحبا غزوه للقارة الأمريكية ..

يصبح من المشروع طرح السؤال الآتي :

هل يمكن التفاؤل بان العنصرية الأوروأمريكية تسير في طريق الاضمحلال ؟

وهل قضت القوانين الخاصة بالحقوق المدنية على مدى عشرات السنين الأخيرة على التعصب والتفرقة العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية ؟ وهل يتمتع الزنوج في أمريكا اليوم بالفرص نفسها التي يتمتع بها البيض ؟

هكذا يتساءل كافين في كتابه ( الغرب والعالم )

وبعد أن يشير إلى أنه من الأرجح أن كافة الأمريكيين البيض سيجيبون على جميع هذه الأسئلة بالإيجاب وأن كثيرا من الأمريكيين البيض مقتنع بأن الاهتمام الموجه إلى العنصرية أخيرا قد تجاوز حد المساواة بين البيض والسود وأدى إلى منح السود مكانة متميزة

يذكر ما ورد في تقرير اللجنة الاستشارية القومية عن الاضطرابات المدنية عام 1968 في قولها : " إن أمتنا سائرة في طريق الانقسام إلى مجتمعين منفصلين غير متكافئين : أحدهما أسود والآخر أبيض "

وذكرت اللجنة : أن إحدى المشكلات هي البون الشاسع بين دخول الأسر البيضاء والأسر السوداء ، وهو أمر ذو خطر عظيم في مجتمع يحكم على الناس بمعيار ما يحققون من دخل ، وان مصلحة الإحصاء أثبتت أن أحوال الزنوج في السنوات التالية على 1969 ازدادت سوءا .ص 237 –238

ثم يقرر المؤلف رأيه في ( أن العنصرية لم تنته وإنما ظهرت ألوان جديدة من العنصرية ومن الجائز أنها أصبحت ضربا من التمييز الطبقي ) ص 238

وبالرغم من أن الرق في الدنيا الجديدة كان علة استفحال العنصرية البيضاء إلا أن الاسترقاق الأمريكي لم يكن هو العنصر الأكبر في سريان عقيدة العنصرية بين السادة البيض ، بدليل أن جراثيم الثقافة العنصرية البيضاء كانت قائمة في أوربا قبل كولمبوس - أي قبل اكتشاف الدنيا الجديدة –

كما أن المجتمعات الأخرى التي استوردت معظم الرقيق من الأفارقة لم تكن أكثرها عنصرية ، ففي ذروة نظام الرق في منتصف القرن التاسع عشر كان لدى الولايات المتحدة أدنى نسبة من الأفارقة ، ونشأت فيها في الوقت نفسه " فلسفة " ملاك العبيد " الجنوبيين وهي من اكثر العقائد التي ظهرت على وجه الأرض عنصرية

هذه الحقيقة وحدها ينبغي أن تحملنا على الشك في الاعتقاد الشائع بان العنصرية الأمريكية قد تداعت باختفاء الرق كما يقول كافين رايلي .

فإذا كانت أشد مجتمعات الرق نموا أقلها عنصرية – في أمريكا اللاتينية - فربما كانت أشد المجتمعات عنصرية هي أقلها انخراطا في الرق . وهذه بعينها هي النتيجة التي خلص إليها الأرستقراطي الفرنسي " ألكسيس دي توكفيل" عند زيارته للولايات المتحدة ، فقد قال في كتابه

" الديموقراطية في أمريكا " : " إن التعصب العنصري أظهر في الولايات التي ألغت الرق من الولايات التي أبقت عليه وهو أقوى في البلاد التي لم تعرفه ألبتة " ص 239 (!!)

ودلالة ذلك تكمن في أن ظاهرة العنصرية أرسخ وأبقى في الثقافة الأمريكية والأوربية من ظاهرة الرق متجاوزة إياه إلى ظاهرة اللون

فقوانين جيم كرو – وهي لفظة تحقير تطلق على الزنوج - التي أباحت التفرقة العنصرية في كل شيء : من عنابر الولادة إلى المدافن .. أجيزت في الشمال أولا قبل الحرب الأهلية ولم تقتبس ولايات الجنوب – وهي الأكثر انتشارا للرق – هذه الإجراءات إلا بعد إلغاء الرق !! .)

فقد كان البيض والسود مختلطين في كل مكان في الجنوب القديم – كما كانوا في مزارع أمريكا اللاتينية – تربطهم اواصر المودة ، فكانوا يجتمعون على الطعام وعلى حضانة الأولاد وعلى الشراب وعلى الفراش ، ولم تكن هناك مسافة مادية تفصل بين العنصرين لأن المسافة الاجتماعية كانت شاسعة فلم يكن هناك خطر من اقتراب المسافة المادية ، وطالما كان الرقيق يعرفون مكانهم الاجتماعي فقد كان بوسعهم أن يسيروا وأن يتحدثوا وأن يصلوا وان يرقدوا في سلام جنبا إلى جنب مع أسيادهم ، فلما أعتق الرقيق في ولايات الشمال أولا ثم في ولايات الجنوب ثانيا نتيجة إلغاء القانون أصيبت المسافة الاجتماعية بالتقارب فحلت المسافة المادية محلها في ضمان التباعد

ومن هنا حدث بعد عام 1875 أن اتبعت ولايات الجنوب بالتدريج إجراءات الفصل العنصري التي سبقهم إليها جيرانهم من الشمال أي تحقيق التباعد في المسافة المادية : فمنعوا السود – بعد تحريرهم – من حنفيات المياه والمراحيض والمتنزهات والمطاعم والمدارس والمستشفيات والوظائف و" المومسات " -- على حد تعبير المؤلف . ص 240 – وحظر على السود السكنى في مواضع بعينها ، أو السير في غيرها بعد حلول الظلام ، أو مخاطبة البيض ، أو التصويت في الانتخابات ، وظلت هذه القوانين سارية المفعول حتى منتصف القرن ( العشرين ) ولم تزل بعض هذه الإجراءات قائمة إلى يومنا هذا . ص 240

وبالرغم من ذلك يقول المؤلف ( قد لا تكون عنصرية السنوات الأخيرة أسوأ من عنصرية الرق ولكنها لون مختلف من ألوان العنصرية . ) ص 240

ومن مواطن الاختلاف بين عنصرية الرق و "عنصرية السنوات الأخيرة " : ما ذهب إليه بييرل فان دن بيرج في كتابه " العرق والعنصرية " : عن الفروق بين عنصرية الرق – الذي ألغي – وعنصرية ما بعد الرق " عنصرية السنوات الأخيرة " :

ففي عنصرية الرق : تظهر عنصرية الوصاية حيث ينظر إلى الرقيق على أنهم عيال أغرار قصر مفرطون في الحيوية ، سفهاء ، محبون للفرفشة والأنس ، جديرون بالحب .. طالما التزموا حدودهم ص 241 .

وفي عنصرية ما بعد الرق -- أو ما سماه " عنصرية السنوات الأخيرة " -- : تظهر عنصرية " التنافس " التي حلت محل الرق في القرن التاسع عشر ، حيث غلبت الصناعة على الزراعة ، وعاش أحرار السود مع البيض في ظل اقتصاد تنافسي ، فلا عجب أن اصبح فقراء البيض أشد عنصرية من قدامى ملاك الرقيق ، إذ لم يعودوا يتقبلون تصوير السيد للسود بوصفهم أطفالا طيبين او حيوانات مستأنسة ، وأصبح السود في نظرهم يمثلون العدوانية والتسلط والغطرسة والقبلية وعدم الأمانة والمنافسة الخبيثة ص 241 - 242



ومن مواطن الاختلاف بين عنصرية ما قبل إلغاء الرق وما بعده ما ذهب إليه جول كوفل في كتابه " العنصرية البيضاء : تاريخ سيكولوجي " حيث أطلق على عنصرية الرق اسم عنصرية " التسلط " مشيرا بذلك إلى ذلك النوع من هيمنة السيد على العبد واستعاض عن مصطلح " عنصرية التنافس " مصطلحا آخر هو عنصرية الكراهية

ويرى المؤلف أن هذا المصطلح الأخير ذو قيمة عالية في وصف مواقف البيض في السنوات المائة الأخيرة ، حيث تقوم العنصرية الأخيرة على نفور كامل وكراهية للسود لدرجة اجتنابهم وإنكار وجودهم بالكلية ، ذلك أن البيض بعد عتق العبيد لم يتوقعوا أن يسود السود أو ينافسوهم ولكنهم اكتفوا بالأمل في تجنبهم ، ومن هنا كانت حداثة قوانين التمييز العنصري ، ومن هنا أصبحت قضية العزل العنصري شائكة إلى هذا الحد في المدارس والمساكن . ص 243



ومع ذلك فإن العنصرية التسلطية القديمة المرتبطة بالرق لم تختف باختفائه ، فأعضاء جمعية كلوكس كلان وزعماء فقراء البيض في الجنوب الجديد كانوا يأملون في أن يكونوا مثل ملاك العبيد في السيطرة على السود .

وأعلن توم واطسون وهو أحد زعماء فقراء البيض في القرن التاسع عشر أن " الزنجي لا يدرك معاني الفضيلة والأمانة والصدق والعرفان بالجميل والمبدأ " ويرى واطسون أن على الجنوبي أن " يلجأ إلى شنقه بلا محاكمة من آونة لأخرى ، وإلى جلده من حين لآخر لتجنيبه خطيئة التجديف في الله القدير ؛ بسلوكه بسبب رائحته ولونه " ص 243

وخلال ذلك كان أحفاد ملاك العبيد قد اتخذوا موقفا يعبر عن مزيد من الكراهية فتكلموا عن المساواة في حين عملوا على التفرقة . واصدر الرئيس ولسون أمرا تنفيذيا أدى إلى عزل البيض عن السود في مرافق الأكل ودورات المياه العامة المخصصة للعاملين في مجال الوظائف الحكومية الفدرالية

وارتكزت العلاقات العرقية بعد الرق إلى حد كبير على محاولات البيض تجاهل وجود السود ويقول كوفل : " التجربة الأساسية للعنصري الذي يكره السود هو شعور بالاشمئزاز من جسم الزنجي قائم على وهم بدائي جدا هو أنه يحتوي على عنصر جوهري : نجاسة ، خبيث الرائحة ، قد يعلق بجسم العنصري الأمر الذي يستدعي الاحتفاظ بمسافة وتحريم اللمس )



لماذا زادت الأحوال سوءا بعد إلغاء الرق ؟

لماذا كان من الصعب على البيض أن يتقبلوا أو يتعاملوا مع قرارات اللجان الرئاسية ؟



يجيب المؤلف على ذلك بقوله ( يكمن الجواب في أن العنصرية تضرب بجذورها في العمق ) إن الحديث عن العنصرية البيضاء في أمريكا لا يعني أن كل فرد أبيض يؤمن واعيا بأن الإنسان الأبيض يتميز بتفوق فطري ما ، ولكنه يعني بالفعل أن المجتمع الأمريكي يعمل وكأن هذا هو الحال ، وأن طبيعة المجتمع الأمريكي تتشكل وكأن هذا الاعتقاد يأخذ به جميع البيض .. إن التأثير الكلي لهذا المجتمع – بغض النظر عن الاستثناءات الفردية – مشابه لتأثير مجتمع قائم على أيديولوجية التفوق الأبيض )



ولا يعني هذا اليأسَ من علاج الحال – وفقا لنظرة المؤلف – ولكنه أقل تفاؤلا من جدوى التطور الاقتصادي وتحقيق مجتمع الوفرة إذ مازالت الفروق بين الغني والفقير على الأقل في الولايات المتحدة بنفس الاتساع الهائل الذي كانت عليه بالرغم من فوائد الآلة والتكنولوجيا ، وما زال التنافس قاسيا كما كان ، فضلا عن أن الزعم بأن السود أو الفقراء سوف يقنعون بنصيبهم من الكعكة كلما ازداد حجم الكعكة لا معنى له في اقتصاد ثابت ، فالعنصرية بوصفها مشكلة فروق طبقية أو اجتماعية لا تزال مشكلة هائلة ، ومن سوء الحظ أن مشكلتنا – يتحدث بضمير المتكلم الأمريكي من الولايات المتحدة الأمريكية - – أكبر من مجرد التغلب على الفروق الطبقية أو على طبيعتنا التنافسية المكتسبة ، فنحن على خلاف الأمريكيين اللاتينين قد جعلنا العرق مشكلة مستقلة ، ونشأنا على الاعتقاد بأنه يمكن أن يكون لنا مجتمع لا طبقي ، في حين نقيم فروقا عنصرية جديدة ، فالعرق ليس له معنى منفصل عن هذه الفروق الاجتماعية إلا بالنسبة للعنصري ، والأمريكيون البيض كانوا وما زالوا عنصريين !! ص 254-256

فعلى البيض ألا يكتفوا بتغيير مواقفهم إزاء فكرة الطبقة أو المنافسة ، بل عليهم أيضا أن يغيروا مواقفهم الموروثة إزاء السود



ولا يبدي المؤلف تفاؤلا كبيرا تجاه هذا التغيير مشيرا إلى التراث الثقافي الذي يرجع في عمقه إلى العصر المسيحيي والإليزابيثي والعصر الحديث ، ومادام البيض يعاملون السود كأنهم – كما يقول كوفل – كأنهم قذارة فالمشكلة إذن مستعصية على الحل ، ( وإذا كانت العنصرية تجعل البيض يشعرون بأنهم أنظف وأنقى وأكثر استنارة – كما تجعلهم أكثر غنى – فإن المشكلة تكلفنا كثيرا من الناحيتين النفسية والمادية ، ويصبح من الأسهل مواصلة عنصرية الكراهية عن طريق تجاهلها ) !! ص 256





ثم لنقرأ من مقال داعية التنوير الدكتور زكي نجيب محمود الأهرام 22\11\1988 ملاحظات طريفة له أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية خلال العام الجامعي 1953-1954 ، حيث يقول :

( وتصادف أن قرا صاحبنا في صحيفة يومية تصدر في البلد الذي كان يقضي يفه النصف الأول من مهمته – يتحدث الكاتب عن نفسه – خبرا عن محاكمة مواطن أبيض قتل مواطنا أسود في حانة ، ولنلحظ هنا أنه بينما يسمح للبيض أن يرتادوا أماكن السود فإنه لا يسمح للسود أن يرتادوا أماكن البيض ، وجاء في الخبر المنشور في الصحيفة عن محاكمة القاتل الأبيض نص العبارة التي نطق بها القاضي بحكمه وفيه يقول مخاطبا المتهم ما معناه : لقد قضت المحكمة بسجنك سنتين لا لأنك قتلت رجلا أسود بل لأنك سمحت لنفسك أن تخالط السود ، فوصلت بذلك جنسين أراد الله لهما أن ينفصلا ) !!

ويكتفي الكاتب بالتعليق بما علق به مدير الجامعة التي ذهب يعمل بها والذي سمع بالواقعة من كاتبنا بقوله : " لقد عوقب القاضي الذي أصدر هذا الحكم" !! دون أن يبين على أي شيء عوقب القاضي : على الحكم بسنتين ثمنا لقتل إنسان ؟ أم على نطق القاضي بسبب الحكم بهما ؟



والذين قرءوا روايه " نيويورك مزبلة الأباطيل " للكاتب الأمريكي توم وولف

وجدوها سبة كبيرة في وجه نيويورك وأمريكا وتعرية فاضحة لمفاسد بلاد اليانكي والدولار وحرب النجوم ، والتفرقة العنصرية ومع ذلك فقد تهافت الأمريكيون على شرائها بحيث بيع منها 1,2 مليون نسخة في أقل من أربعة اشهر : يقول المؤلف : كل الذي فعلته في هذه الرواية أنني رسمت صورة نيويورك كما هي . بكل ما فيها من تناقضات ومفارقات في عمارتها وشوارعها ومؤسساتها وناسها الممزقين بين الأبيض والأسود ، وبين الغني والفقير ، وبين رجل المجتمع والمخدرات والانحراف ، كل شيء في نيويورك عظيم ومدهش ولكن تافه ومزيف ، إنها مدينة المفارقات ، إنها فعلا مدينة الأباطيل ..

لقد تهافت النيويوركيون باندفاع لا مثيل له على شراء هذه الرواية لأنهم رأوا فيها أنفسهم ، والمرآة التي تعكس بصدق وبدقة وبواقعية تفاصيل حياتهم اليومية وآفاقهم وهواجسهم وأفكارهم ، رأوا فيها صورتهم الحقيقية البشعة ! ) الاتحاد 4\9\ 1989



*****



ويبدو أن العنصرية ضد السود كان لابد لها أن تنحدر أخيرا متسفلة نحو نوع من استرقاق البيض على مستوى المجتمع الأوربي بخاصة ، ففي تقرير أعدته نائبة أوربية ونشرته جريدة الاتحاد – وربما الخليج – 21\12\1997 - عنازدهار تجارة الرقيق في اوربا .. أن حجم هذه التجارة وصل إلى خمسمائة ألف فتاة وامرأة يجلب معظمهن من دول الاتحاد السوفيتي السابق

ورفعت النائبة عن حزب العمال البريطاني سوزان واديكسيت إلى البرلمان الأوربي تقريرا عن ذلك يبين تصاعد حجم تجارة الرقيق خلال سنة واحدة فقط بمقدار الضعف تقريبا علما أن الحجم الفعلي لهذه الممارسة لا يزال خفيا

ونظرا إلى كون العقوبات المفروضة على تجارة المخدرات أقسى بكثير من تلك التي يتعرض لها المتاجرون بالرقيق يتحول عدد متزايد من العقوبات الدولية إلى التجارة بالرقيق

وقد رفع نواب المجلس الأوربي بعد مناقشة هذه المشكلة طلبا إلى وزراء الداخلية والعدل في دول الاتحاد الأوربي من أجل اتخاذ الإجراءات الملحة والكفيلة بكبح جماح المتاجرين بالرقيق )



وطبقا لما نشرته الأهرام في أحد أعدادها في مايو 1992 : ( تم تهريب أكثر من مائة ألف طفل روماني خارج الحدود من خلال شبكات متخصصة في تلك التجارة غير الإنسانية مستغلة الأوضاع المتردية في البلاد ، هؤلاء الأطفال اتجه معظمهم للولايات المتحدة وكندا وأوربا الغربية والغريب والمؤلم في نفس الوقت أن العديد من هؤلاء الرضع تم بيعهم مقابل بضائع وأجهزة مثل الثلاجات وأجهزة الفاكس .

وتضع كل من حكومتي ألبانيا وكمبوديا نصب أعينها . نموذج رومانيا وما حدث لأطفالها من عمليات تهريب وبيع خلال العامين الماضيين عقب ثورة عام 1989

أما دول امريكا اللاتينية فإنها ما زالت تعاني من تلك الظاهرة غير الإنسانية وبشكل مخيف حيث يتم اختطاف الأطفال من ذويهم وشحنهم كالحيوانات ليباعوا للشمال الغني )



وتأتي روسيا - كما جاء بجريدة الخليج 26\12\1995تحت عنوان ( ثمن الطفل الروسي جهاز كمبيوتر ) على رأس الدول التي تتزايد فيها جرائم بيع الطفل . ذكرت ذلك صحيفة " أرجو مينتي آي فكتي " الروسية في 24\12\1995 ونقلت الصحيفة عن ف . تيرغينيا رئيس قسم الطفولة بوزارة الخدمة الاجتماعية قولها : إن عيادات الولادة الخاصة التي ظهرت في أوائل التسعينات كانت تبيع الأطفال مقابل مائة ألف روبل للطفل ، وأن هناك حالات كثيرة كان المسئولون في هذه العبادات يقدمون الأطفال التي تمتنع أمهاتهم عن أخذهم عقب الولادة كهدايا ثم ظهرت بعد ذلك الشركات التي تبيع الأطفال في الخارج

وذكرت الصحيفة الروسية أنه تم في مدينة ساراتوف وحدها بيع سبعين طفلا رضيعا ، وفي فوردنيج يبلغ الحد الأدنى لسعر الطفل المباع لأمريكيين 160 ألف دولار في حين باعت شركات أطفالا إلى أمريكيين مقابل أجهزة ألكترونية وكمبيوتر

وقالت الصحيفة إن المؤسسات الصحية تلجأ في بعض الأحيان إلى إيهام الوالدين بأن الطفل في حالة صحية خطيرة حتى يتركاه بمستشفى الولادة ، ثم تقوم هذه المؤسسات ببيع الأطفال بعد ذلك .. مشيرة إلى أن أطباء إيطاليين اكتشفوا حالات التزييف بعد الكشف على الأطفال الذين بيعوا إلى إيطاليين ، ومعهم شهادات طبية بأنهم في حالة صحية خطرة ، لكن الكشف أثبت أنهم في حالة جيدة .

وأضافت الصحيفة أن عملية البيع تنتهي باستخدامهم كعبيد وفي ترويج المخدرات فيما يتم إجبار الفتيات على ممارسة البغاء )

هكذا من وفي بلاد التنوير



*****



ولعل هذه العنصرية ألأورأمريكية التي ماتزال حية نابضة متوهجة حاكمة في "الدنيا الجديدة " ترغم الفكر الإنساني على مراجعة أهم قضاياه عن التطور والتقدم ، وبالتحديد تطرح أمامنا إشكالية كبرى عن مصداقية نظرية التطور الاجتماعي " الصاعد " : كيف يمكن لهذه النظرية أن تفسر هذا الانتقال الإنساني التاريخي من ثقافة لا عنصرية إلى أخرى عنصرية لونية ؟ من ثقافة تدور حول التفوق النسبي المؤقت كما كان عليه الحال في الشعوب القديمة ؟ !! إلى ثقافة تقوم على التفوق العنصري العرقي النهائي الذي يصف كافين رايلي ارتكاس الأوربيين والأمريكان فيه ؟

أين موقع التقدمية الحداثية والتنوير وموقع الرجعية الأصولية والظلام في هذا التطور ؟

ألا تقف نظرية التطور والتقدم مشلولة أمام هذه الحقائق ؟

وألا تضرب تلك الحقائق هذه النظرية في مقتل ؟

أم أن نظرية التطور والتقدم لا تظهر كفاءتها إلا عند ما يكون الحديث عن التاريخ الإسلامي من أجل حشره أو تجميده أو تصنيفه في ركن التخلف والظلامية بطريقة ميكانكية تسليمية غبية عمياء ؟

والسؤال لجماعة التنويريين والحداثيين المبجلين ؟
وقد كنا نعتقد أن جهل هؤلاء العلمانيين يقتصر على فهم الإسلام بينما لهم السبق في فهم الحضارة الغربية " التقدمية " ، وقد اكتشفنا بفضل كافين رايلي أن جهلهم بالغرب لا يقل عن جهلهم بالإسلام ، أم تراهم خبأوا عمدا مخازي الحضارة الغربية في ابتكارها الفذ لثقافة الرجل الأبيض العنصرية العرقية المقيتة وما تزال تعيش بها كما بينا سابقا ؟

قد نعذر هذه الأبواق العلمانية في جهلهم بالإسلام وتاريخه الصحيح ، فكيف نعذرهم في جهلهم بتركيبة البوق الذي ينطلق صوتهم منه ؟

أما جهلهم بالإسلام فهو جهل محبب إلى قلوبهم ، ولو شاء أحدهم لقرأ ما لخصه الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه " حقائق لإسلام و أباطيل "

فمن حقائق الإسلام أنه شرع العتق ولم يشرع الرق ، إذ كان الرق مشروعا قبل الإسلام في القوانين الوضعية والدينية بجميع ألوانه : رق الأسر في الحروب ، ورق السبي في غارات القبائل بعضها على بعض ، ورق البيع والشراء ، ورق الاستدانة ، أو الوفاء بالديون ، ولم يكن الأمريكان قد ابتدعوا رق اللون " الأبيض " بعد .

وعندما جاء الإسلام حرم أنواع الرق جميعا ولم يبح منه إلا ما هو مباح قانونا في شأن الأسرى إلى الآن !!

وفحوى ذلك – كما يقول العقاد - أنه قد صنع خير ما يطلب منه أن يصنع في أمر الأسرى ، وأن الأمم الإنسانية لم تأت بجديد في هذه المسألة بعد الذي تقدم به الإسلام قبل أربعمائة وألف عام

فإذا صح ذلك – وهو صحيح كما سنشرح تاليا – يعاد الإلحاح على طرح السؤال : أين موقع التقدمية الحداثية ، وموقع الأصولية الرجعية المتخلفة من منظور قانون التطور " ؟

إن الذي أباحه الإسلام من الرق هو الجزء الضروري من المعاملة بالمثل في حومة الوغى ومن ثم في اسر المحاربين ، وهو بالطبع أرقى مما هو مباح اليوم في أمم " الحضارة " التي تعاهدت على منع الرق منذ القرن الثامن عشر وما يزال حالها على ما كان عليه قبل التحريم وفقا لدراسة كافين رايلي

ما أباحه الإسلام لا يعدو الدائرة الضيقة التي تنظمها الحضارة الحداثية للأسرى قانونا ، محرما بقية الدوائر الخبيثة التي ما تزال تفرز عفنها في قمة العالم الأوروأمريكي .

ما أباحه الإسلام لا يعدو الدائرة الضيقة التي تنظمها قوانين الحضارة الحداثية التي تبيح الأسر واستبقاء الأسرى إلى أن يتم الصلح بين المتحاربين على تبادل الأسرى أو التعويض عنهم بالفداء والتغريم

وهذه الدائرة الضيقة نفسها - مع تلك الفروق الجوهرية - هي كل ما أباحه الإسلام من الرق أو من الأسر وفقا لضرورة المعاملة بالمثل في ميادين القتال المشروع ، وهي ميادين تبيح إراقة الدماء فضلا عن الاسترقاق أو الأسر ، وهي حقيقة تبقى ما بقيت الإنسانية على الأرض . إذ من غير المعقول أن يطلب من الإسلام – أو من أي نظام آخر – أن يطلق سراح الأسير الذي يقع بين يديه بينما العدو يمسك بالأسرى المسلمين ، كما لا يطلب منه أن يطلق سراحهم تلقائيا وهو يعلم أنهم يعودون إلى حربه ومحاولة القضاء عليه أو على المسلمين .

ولكنه بعد أن يصادر حريتهم لا يضعهم في معسكرات الاعتقال كالتي تصنعها جيوش الحرب الحديثة لتهدر آدميتهم بها ، ويعيشوا معيشة الحيوانات ، محرومين من العيش في أسرة ، والتحرك في مجتمع طبيعي - راجع ما حدث وما يزال يحدث في سجن ابو غريب وجوانتانامو - وإنما يضعهم بين أيدي أفراد من المسلمين يعيشون بينهم وتحت سيطرتهم معيشة عادية ، طبقا لقوله صلى الله عليه وسلم ( هم إخوانكم تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليكسه مما يكتسي ، ولا يكلفه ما يغلبه ، فإن كلفه فليعنه ) أخرجه البخاري

وإذا كانت الشريعة الدولية الراهنة – وهي اوروأمريكية غالبا – لم تطلب من الدولة فكاك رعاياها من الأسرى فقد سبق الإسلام إلى فرض هذا الواجب على الفرد وعلى الدولة الإسلامية بأربعة عشر قرنا ، فجعل من مصارف الزكاة إنفاقها في الرقاب – أي فك الأسرى – وأن يحسب للأسرى حق في الفيء والغنيمة كحق غيرهم من المقاتلين يقول تعالى : ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير ) 41 الأنفال

وإذا كان الإمساك بالأسرى ضربة لازب في الحروب الاستباقية الحداثية – ولنتذكر جوانتامو " وسجون العراق في قمة هذه الحداثة - فالإسلام لم يجعله حتما مقضيا في جميع الحروب ، وحرص على التخفيف من شدته ما تيسر التخفيف منه ، وجعل المن في التسريح أفضل الخطتين . ( فإما منا بعد وإما فداء ) سورة محمد

وأمر المسلمين بقبول الفدية من الأسير أو من أوليائه فيما يسمى المكاتبة : ( والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ) 33 سورة النور

وجعل العتق تكفيرا عن الذنوب أو قربى لله

في الحنث باليمين ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ، فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ) المائدة

في كفارة الظهار ( والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ) المجادلة

في القتل الخطأ ( ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا ) النساء

في اقتحام عقبات التقرب إلى الله :( فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة او مسكينا ذا متربة ) البلد



ولم يكن ذلك محض تعليم نظري ولكنه سنة سلوكية نبوية دفعت إلى تحرير الرقيق خلاصا من ذنب سوء التعامل معهم لمن يريد الخلاص ؟

ففي صحيح البخاري بسنده عن أبي ذر قال : كان بيني وبين رجل كلام ، وكانت أمه أعجمية فنلت منها فذكرني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي : أساببت فلانا ؟ قلت : نعم . قال : أفنلت من أمه ؟ قلت : نعم قال : إنك امرؤ فيك جاهلية . قلت على حين ساعتي : هذه من كبر السن . قال : نعم ، هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل ، وليلبسه مما يلبس ، ولا يكلفه من العمل ما يغلبه ، فان كلفه ما يغلبه فليعنه عليه اهـ

وفي صحيح مسلم بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال : كنت أضرب غلاما لي ، فسمعت من خلفي صوتا " اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه " فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم : فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله . فقال : أما لو لم تفعل للفحتك النار - أو لمستك النار اهـ

وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يقولن أحدكم : " عبدي" " أمتي " وليقل : " فتاي " وفتاتي " "

وفي سنن البيهقي الكبرى بسنده عن أبي هريرة قال : حدثني أبو القاسم نبي التوبة صلى الله عليه وسلمe قال : " من قذف مملوكا بريئا مما قال له أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال " و رواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن يحيى وأخرجه مسلم من وجه آخر عن فضيل

وفي المعجم الأوسط بسنده عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال : ( من ضرب مملوكه حدا لم يأته فكفارته عتقه )

وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :أعطى أبا ذر غلاما وقال استوص به معروفا ، فأعتقه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل الغلام ؟ قال : يا رسول الله أمرتني أن استوصي به معروفا فأعتقته )

وفي صحيح مسلم بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صنع لأحدكم خادمه طعامه ثم جاءه به وقد ولي حره ودخانه ، فليقعده معه ، فليأكل ، فإن كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده منه أكلة ، أو أكلتين ) : يعني لقمة أو لقمتين



فقد جعل الإسلام الحصول على الحرية مصرفا من مصارف الزكاة ، وجعله كفارة يكفر بها المسلم عن إثم ، ويجبر بها من تقصير ، أو قربة يتقرب بها إلى ربه

جاء في السنن الكبرى بسنده عن فاطمة بنت علي قالت قال : أبي قال رسول الله : ( من أعتق نسمة وقى الله بكل عضو منه عضوا من النار )

وفي صحيح البخاري بسنده عن أبي موسى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع وعودوا المريض )



وكان عبد الرحمن بن عوف وهو صحابي من أثرياء المسلمين لا يميزه أحد من بين عبيده لأنه لا يتقدمهم ولا يلبس إلا من لباسهم

ويروى أن عمر بن الخطاب عندما سافر إلى بيت المقدس لم تكن له إلا ناقة واحدة يتناوب الركوب عليها مع غلامه ، ولم يجد غضاضة في أن يدخل بيت المقدس ماشيا وغلامه راكب

وروي أن سلمان الفارسي دخل عليه رجل وهو يعجن فقال له : يا أبا عبد الله ما هذا ؟ قال : بعثنا الخادم في شغل ، فكرهنا أن نجمع عليه عملين .

ويتقدم العبد على الحر إذا فضل عليه في أمر من أمور الدنيا أو الدين ، ومن ثم تصح إمامته في الصلاة .



وهكذا يتابع الإسلام الموقف حتى يصل بهؤلاء المملوكين إلى حالة يندمجون فيها في المجتمع الإسلامي ضمن حياة إنسانية سليمة نفسيا واجتماعيا يحصلون فيها على الحرية

ولاشك عند كل منصف أن الوضع الإنساني والاجتماعي والنفسي للأسرى بين العائلات وفي قلب المجتمع – ووفقا لتعاليم القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم في معاملاتهم اجتماعيا وإنسانيا كما ذكرناه آنفا - أرقى وأشرف وأنقى وأطهر بما لا يقاس من وضعهم خلف أسوار الزنازين أو المعتقلات



أين التقدمية عند مقارنة هذا التشريع وهذا التطبيق مع الأسرى في حروب اليوم وهم كما يقول الأستاذ العقاد : ( شأن الطريدة من الحيوان ، لا تسلم من التمزيق إلا لتغني غناء المطية المسخرة ، في غير رحمة ، ولامبالاة بحساب ) ناهيك عن العنصرية العرقية الأوروأمريكية المستمرة بظلاميتها حتى اليوم .

واسألوا نزلاء " فنادق " !! جوانتانامو في أفغانستان وفلسطين والعراق .



لا نكران أن تعاليم الإسلام خولفت لكن من الجهل والظلم والإسفاف أن ينسب ذلك إلى بيت الرسول ولصحابته المقربين
كما أنه من الجهل أن يقاس ذلك إلى وضع العنصرية العرقية الأوروأمركية بشهادة الدكتور كافين رايلي نفسه كما تقدم

وفي هذا يقول الأستاذ عباس محمود العقاد: ( وتنطوي القرون وينكشف الزمن عن أزمة الرق الكبرى في التاريخ الحديث

إن وصايا الإسلام في مسألة الرق خولفت كثيرا ، وكان من مخالفيها كثير من المسلمين ولكن الإسلام – على الرغم من هذه المخالفة المنكرة – تنصفه التجربة العملية عند الموازنة بين جناية المسلمين على الأرقاء وجناية الآخرين من اتباع الأديان الكتابية { أو من أتباع الأمركة والحداثة والتنوير والتطور }

فالقارة الإفريقية – في بلاد السود كانت مفتوحة أمام أبناء السواحل المجاورة لها منذ مئات السنين ، ولم تفتح للنخاسين من الغرب إلا بعد اتصال الملاحة على ساحل البحر الأطلسي في العالم القديم والجديد

وفي اقل من خمسين عاما نقل النخاسون الغربيون جموعا من العبيد السود تبلغ عدة الباقين من ذريتهم بعد القتل والاضطهاد نحو خمسة عشر مليونا في الأمريكتين : عدد يضارع خمسة أضعاف ضحايا النخاسة في القارات الثلاث منذ أكثر من ألف سنة . وهو فارق جسيم بحساب الأرقاء يكفي للإبانة عن الهاوية السحيقة في التجربة العملية بين النخاستين .

ولكنه فارق هين إلى جانب الفارق في حظوظ أولئك الضحايا بين العالم القديم والعالم الجديد . فإن في الأمريكتين إلى اليوم أمة من السود معزولة بأنسابها وحظوظها وحقوقها العملية ، ليس في بلد من بلاد الشرق أمة من هذا القبيل . لأن الأسود ينتقل إليها فيحسب من أهلها بعد جيل واحد . له ما لهم وعليه ما عليهم بغير حاجة إلى حماية من التشريع أو نصوص الدساتير ) ص 197



هل فهم الدرس كل علماني مقبوح ركبت على عينيه غشاوة أغلظ من غشاوات الرقيق في أسواق النخاسين ؟

هل فهم الدرس كل متأمرك مقروح حجبت عنه الرؤية كوابيس الدولارات والمدولرين ؟

هل فهم الدرس كل حداثي يقرقر بمصطلحاته عن " التقدم " " والتنوير" " والتحضر" " والثقافة " كما يقرقر العصفور وبعقل في حجم مخ العصفور وياله من ظلم للعصفور ؟

هل فهم الدرس كل تطوري مقبور يؤمن بحفريات الداروينية على مستوى الأحياء ثم يؤمن بها على مستوى الاجتماع فتعميه عن رؤية الواقع الذي يعلو فوقه ويهبط ، ثم يهبط ثم يهبط إلى مستوى العنصرية العرقية " الأبيضية " التي تكونت كالعفن في مقبرة الدنيا الأمريكية الجديدة حتى اليوم ؟

هل فهم الدرس كل تنويري مخدور لم يدرك بعد كيف حبسته الصدفة في اسم من أسماء الأضداد فإذا هو يتخبط بين الملأ عريانا قبيحا يحسب أنه " الكاسي " ، ويتبختر مظلما كئيبا يحسب أنه "منور" ؟ ( مع الاعتذار لقواعد الصرف )

والله أعلم