حسام الدين حامد
08-17-2007, 10:41 PM
يقول صاحب كتاب " كليلة و دمنة " في تشبيه الدنيا :
( كالعظم يصيبه الكلب يجد منه رائحة اللحم فيطلبها ، فتُدمي فاه ، فلا يزداد لها طلبًا إلا ازداد لفيه إدماءً )
ألا يصف هذا حال الكفار مع الإسلام ؟!!
الكافر يظن في شبهته مطعنًا في الدين و حجة ، و كلما تعمق في طرح الشبهة ما يحرج إلا نفسه و ما يطعن إلا في عقله .
فهذا أحدهم جاء يعترض على قوله صلى الله عليه و سلم (من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر)
فقلنا له : هب التمر أي تمر ، و هب السم أي سم ، فهل عندك دليل ينفي هذا الفرض الذي أثبتناه بالوحي ؟!!
فما وجدنا منه إلا هروبًا بعد هروب ، و اختلاق أعذار من نوعية " يبدو أنك تعبت !! " !!!
و بداهة نحن لا نتوقع منه حين يهرب من الجواب أن يقول " أنا أهرب " بل يكفي الفعل و اللبيب بالإشارة يفهم ، فكيف و فعله لم يكن إشارة بل كان علامة لا تختلف و لا تتخلف !!
فالآن بعد أن بان أنه لا يستطيع الطعن في أوسع الفروض ، فنضيق عليه الخناق لنرحمه من الإدماء المستمر لجثة احترامه لذاته على مائدة الكرام !!
الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر)
تقييد المطلق :
هذه الرواية المطلقة وردت مقيدة ، فيحمل المطلق على المقيد لاتحاد المناسبة ، قال القرطبي رحمه الله في هذا الحديث بعينه ( و المطلق منها محمول على المقيد ، و هو من باب الخواص التي لا تدرك بقياس ظني )
1- " من تصبح " فهذا هو الإطلاق الأول بالأكل ، و تم تقييده بأمرين :
- الأكل صباحًا لقوله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث " من تصبح "
- الأكل على الريق ، لقوله صلى الله عليه و سلم " في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أم سم "
2- " سبع تمرات عجوة " فهذا هو الإطلاق الثاني بالتمر و تم تقييده بأمور :
- التقييد بالعدد لقوله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث " سبع تمرات ".
- التقييد بالنوع لقوله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث " تمرات عجوة " ، و العجوة هي ( نوع من تمر المدينة أكبر من الصحياني يضرب إلى السواد ) " النهاية في غريب الأثر ".
- التقييد بالمكان لقوله صلى الله عليه و سلم في رواية أبي ضمرة للبخاري ( سبع تمرات عجوة من تمر العالية ) ، و لقوله صلى الله عليه و سلم فيما رواه مسلم " في عجوة العالية شفاء في أول البكرة " و العالية موضع بالمدينة .
- التقييد بالمدة ، و هذا التقييد مستفاد من فعل السيدة عائشة رضي الله عنها أن التمر لا يظهر أثره إلا بعد سبعة أيام من أخذه بالصفة السابقة ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( أخرجه الطبري من رواية عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها " كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات" ، و أخرجه ابن عدي من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام مرفوعًا ، و ذكر ابن عدي أنه تفرد به ، و لعله أراد تفرده برفعه و هو من رجال البخاري لكن في المتابعات ).
3- " لم يضره سم و لا سحر " فهذا الإطلاق الثالث بعدم الضر من أثر السم و السحر و تم تقييده بالتالي :
- تقييد مدة عدم الضرر بقوله صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخاري " لم يضره سم و لا سحر ذلك اليوم إلى الليل "
فالحاصل ( تناول سبع تمرات عجوة من تمر العالية في المدينة في أول البكرة على ريق النفس يقي من السم و السحر و يبدأ الأثر بعد 7 أيام ).
هل هذا الأمر خاص بزمانه صلى الله عليه و سلم ؟
الظاهر من النص و من فعل السيدة عائشة رضي الله عنها أنه ليس خاصًّا بزمانه صلى الله عليه و سلم .
ما العلاقة بين التمر و الوقاية من السم و السحر ؟
هي علاقة الدواء بالداء ، لقوله صلى الله عليه و سلم " في عجوة العالية شفاء في أول البكرة ".
قال القاضي عياض رحمه الله ( تخصيص ذلك بعجوة العالية و ما بين لابتي المدينة يرفع هذا الإشكال و يكون خصوصًا لها ، كما وجد الشفاء لبعض الأدواء في الأدوية التي تكون في بعض تلك البلاد دون ذلك الجنس في غيره لتأثير يكون في ذلك من الأرض أو الهواء )
فهل العلاقة بين الدواء و الداء لا تتأثر بأي عامل خارجي ؟!!
بل بضرورة الحس يعلم الجميع أنها تتأثر ، و لذلك حمل المازري رحمه الله الحديث على الغالب بضرورة الحس و هو أمر مفهوم من العلاقة الدوائية المستنبطة من قوله صلى الله عليه و سلم " في عجوة العالية شفاء ... " الحديث .
و تجد قوله صلى الله عليه و سلم ( شفاء العي السؤال ) و ليس كل جاهل يزول جهله بالسؤال ، بل قد يزيد جهلًا إن سأل جاهلًا مثله و قد يظل على حاله من الجهل أو يزيد إن سأل من لا يدري أو سأل سؤالًا لا يرفع جهله و إن أجيب !!
قال ابن القيم رحمه الله ( هاهنا أمر ينبغي التفطن له ، و هو أن الأذكار و الآيات و الأدعية التي يستشفى بها و يرقى بها هي في نفسها نافعة شافية و لكن تستدعي :
- قبول المحل .
- و قوة و همة الفاعل و تأثيره .
فمتى تخلف الشفاء كان :
- لضعف تأثير الفاعل .
- أو لعدم قبول المنفعل .
- أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .
كما يكون ذلك في الأدوية و الأدواء الحسية بأن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة ذلك الدواء و قد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره )
فعلى المعترض أن يجيب عن السؤال التالي :
هل يوجد دليل ينفي ( الأثر الوقائي الدوائي لتناول سبع تمرات عجوة من تمر العالية في أول البكرة على ريق النفس من السم و يبدأ الأثر بعد 7 أيام ) ؟ " نعم – لا "
و إن كان لم يستطع نفي الفرض الجدلي الأكبر " كل تمر يقي ضد كل سم " فكيف سينفي الأضيق ؟!! لكن إن عاد للاعتراض – كائنًا من كان - فالحوار سيبدأ معه من هنا :
هل يوجد دليل ينفي ( الأثر الوقائي الدوائي لتناول سبع تمرات عجوة من تمر العالية في أول البكرة على ريق النفس من السم و يبدأ الأثر بعد 7 أيام ) ؟ " نعم – لا "
( كالعظم يصيبه الكلب يجد منه رائحة اللحم فيطلبها ، فتُدمي فاه ، فلا يزداد لها طلبًا إلا ازداد لفيه إدماءً )
ألا يصف هذا حال الكفار مع الإسلام ؟!!
الكافر يظن في شبهته مطعنًا في الدين و حجة ، و كلما تعمق في طرح الشبهة ما يحرج إلا نفسه و ما يطعن إلا في عقله .
فهذا أحدهم جاء يعترض على قوله صلى الله عليه و سلم (من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر)
فقلنا له : هب التمر أي تمر ، و هب السم أي سم ، فهل عندك دليل ينفي هذا الفرض الذي أثبتناه بالوحي ؟!!
فما وجدنا منه إلا هروبًا بعد هروب ، و اختلاق أعذار من نوعية " يبدو أنك تعبت !! " !!!
و بداهة نحن لا نتوقع منه حين يهرب من الجواب أن يقول " أنا أهرب " بل يكفي الفعل و اللبيب بالإشارة يفهم ، فكيف و فعله لم يكن إشارة بل كان علامة لا تختلف و لا تتخلف !!
فالآن بعد أن بان أنه لا يستطيع الطعن في أوسع الفروض ، فنضيق عليه الخناق لنرحمه من الإدماء المستمر لجثة احترامه لذاته على مائدة الكرام !!
الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر)
تقييد المطلق :
هذه الرواية المطلقة وردت مقيدة ، فيحمل المطلق على المقيد لاتحاد المناسبة ، قال القرطبي رحمه الله في هذا الحديث بعينه ( و المطلق منها محمول على المقيد ، و هو من باب الخواص التي لا تدرك بقياس ظني )
1- " من تصبح " فهذا هو الإطلاق الأول بالأكل ، و تم تقييده بأمرين :
- الأكل صباحًا لقوله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث " من تصبح "
- الأكل على الريق ، لقوله صلى الله عليه و سلم " في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أم سم "
2- " سبع تمرات عجوة " فهذا هو الإطلاق الثاني بالتمر و تم تقييده بأمور :
- التقييد بالعدد لقوله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث " سبع تمرات ".
- التقييد بالنوع لقوله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث " تمرات عجوة " ، و العجوة هي ( نوع من تمر المدينة أكبر من الصحياني يضرب إلى السواد ) " النهاية في غريب الأثر ".
- التقييد بالمكان لقوله صلى الله عليه و سلم في رواية أبي ضمرة للبخاري ( سبع تمرات عجوة من تمر العالية ) ، و لقوله صلى الله عليه و سلم فيما رواه مسلم " في عجوة العالية شفاء في أول البكرة " و العالية موضع بالمدينة .
- التقييد بالمدة ، و هذا التقييد مستفاد من فعل السيدة عائشة رضي الله عنها أن التمر لا يظهر أثره إلا بعد سبعة أيام من أخذه بالصفة السابقة ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( أخرجه الطبري من رواية عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها " كانت تأمر بسبع تمرات عجوة في سبع غدوات" ، و أخرجه ابن عدي من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام مرفوعًا ، و ذكر ابن عدي أنه تفرد به ، و لعله أراد تفرده برفعه و هو من رجال البخاري لكن في المتابعات ).
3- " لم يضره سم و لا سحر " فهذا الإطلاق الثالث بعدم الضر من أثر السم و السحر و تم تقييده بالتالي :
- تقييد مدة عدم الضرر بقوله صلى الله عليه و سلم فيما رواه البخاري " لم يضره سم و لا سحر ذلك اليوم إلى الليل "
فالحاصل ( تناول سبع تمرات عجوة من تمر العالية في المدينة في أول البكرة على ريق النفس يقي من السم و السحر و يبدأ الأثر بعد 7 أيام ).
هل هذا الأمر خاص بزمانه صلى الله عليه و سلم ؟
الظاهر من النص و من فعل السيدة عائشة رضي الله عنها أنه ليس خاصًّا بزمانه صلى الله عليه و سلم .
ما العلاقة بين التمر و الوقاية من السم و السحر ؟
هي علاقة الدواء بالداء ، لقوله صلى الله عليه و سلم " في عجوة العالية شفاء في أول البكرة ".
قال القاضي عياض رحمه الله ( تخصيص ذلك بعجوة العالية و ما بين لابتي المدينة يرفع هذا الإشكال و يكون خصوصًا لها ، كما وجد الشفاء لبعض الأدواء في الأدوية التي تكون في بعض تلك البلاد دون ذلك الجنس في غيره لتأثير يكون في ذلك من الأرض أو الهواء )
فهل العلاقة بين الدواء و الداء لا تتأثر بأي عامل خارجي ؟!!
بل بضرورة الحس يعلم الجميع أنها تتأثر ، و لذلك حمل المازري رحمه الله الحديث على الغالب بضرورة الحس و هو أمر مفهوم من العلاقة الدوائية المستنبطة من قوله صلى الله عليه و سلم " في عجوة العالية شفاء ... " الحديث .
و تجد قوله صلى الله عليه و سلم ( شفاء العي السؤال ) و ليس كل جاهل يزول جهله بالسؤال ، بل قد يزيد جهلًا إن سأل جاهلًا مثله و قد يظل على حاله من الجهل أو يزيد إن سأل من لا يدري أو سأل سؤالًا لا يرفع جهله و إن أجيب !!
قال ابن القيم رحمه الله ( هاهنا أمر ينبغي التفطن له ، و هو أن الأذكار و الآيات و الأدعية التي يستشفى بها و يرقى بها هي في نفسها نافعة شافية و لكن تستدعي :
- قبول المحل .
- و قوة و همة الفاعل و تأثيره .
فمتى تخلف الشفاء كان :
- لضعف تأثير الفاعل .
- أو لعدم قبول المنفعل .
- أو لمانع قوي فيه يمنع أن ينجع فيه الدواء .
كما يكون ذلك في الأدوية و الأدواء الحسية بأن عدم تأثيرها قد يكون لعدم قبول الطبيعة ذلك الدواء و قد يكون لمانع قوي يمنع من اقتضائه أثره )
فعلى المعترض أن يجيب عن السؤال التالي :
هل يوجد دليل ينفي ( الأثر الوقائي الدوائي لتناول سبع تمرات عجوة من تمر العالية في أول البكرة على ريق النفس من السم و يبدأ الأثر بعد 7 أيام ) ؟ " نعم – لا "
و إن كان لم يستطع نفي الفرض الجدلي الأكبر " كل تمر يقي ضد كل سم " فكيف سينفي الأضيق ؟!! لكن إن عاد للاعتراض – كائنًا من كان - فالحوار سيبدأ معه من هنا :
هل يوجد دليل ينفي ( الأثر الوقائي الدوائي لتناول سبع تمرات عجوة من تمر العالية في أول البكرة على ريق النفس من السم و يبدأ الأثر بعد 7 أيام ) ؟ " نعم – لا "