المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموضوع بالغ الأهمية في ضوابط التعرف على أسماء الله الحسنى



د. محمود عبد الرازق الرضواني
03-23-2005, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .. منذ بداية القرن الثالث الهجري حتى الآن والأسماء الحسنى المشهورة التي يحفظها الناس هي الأسماء المدرجة في حديث الترمذي من رواية الوليد بن مسلم (ت:195هـ) ، وهي باتفاق أهل العلم والمعرفة بالحديث ليست من كلام النبي  ، ولكنها اجتهاد من الوليد جمع به من القرآن والسنة تسعة وتسعين اسما ، وكذلك اجتهد بعض العلماء في جمع ما استطاع منها كعبد الملك الصنعاني في رواية ابن ماجة وعبد العزيز بن الحصين في رواية الحاكم ، لكن أشهرهم في التاريخ الإسلامي هو الوليد بن مسلم لانتشار جمعه وإحصائه منذ أكثر من ألف ومائتي عام ، قال ابن تيمية : (لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي  وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة ، وحفاظ أهل الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث ) (الفتاوى1/217) ، وقال ابن حجر : ( والتحقيق أن سردها من إدراج الرواة ) (بلوغ المرام 346) ، فهذا حال الأسماء الحسنى التي حفظها الناس لأكثر من ألف ومائتي عام وأنشدها كل عابد وزينت بها أغلب المساجد ، ليست نصا من كلام النبي  وإنما هي مدرجة في الأحاديث ، والسؤال الذي يطرح نفسه ولا زال يؤرق العامة والمتخصصين : ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها ؟ وكيف يمكن جمعها وإحصاؤها وفق أصول علمية وشروط منهجية ؟ قال ابن الوزير اليماني : ( تمييز التسعة والتسعين يحتاج إلى نص متفق على صحته أو توفيق رباني ، وقد عدم النص المتفق على صحته في تعيينها ، فينبغي في تعيين ما تعين منها الرجوع إلى ما ورد في كتاب الله بنصه أو ما ورد في المتفق على صحته من الحديث ) (العواصم 7/228) ، وهذه مسألة أكبر من طاقة فرد وأوسع من دائرة مجد ، فالأمر كما أشار ابن الوزير يتطلب استقصاء شاملا لكل اسم ورد في القرآن ، وكذلك كل نص ثبت في السنة ، ويلزم من هذا بالضرورة فرز عشرات الآلاف من الأحاديث النبوية وقراءتها كلمة كلمة للوصول إلى اسم واحد .
لكن الله عز وجل لما يسر الأسباب في هذا العصر أصبح من الممكن إنجاز مثل هذا البحث ، وذلك من خلال استخدام الموسوعات الالكترونية التي حملت آلاف الكتب العلمية وحفظت بها السنة النبوية ، ولم تكن هذه التقنية قد ظهرت منذ عشر سنوات تقريبا أو بصورة أدق لم يكن ما صدر منها كافيا لإنجاز مثل هذا البحث ، وبعد جهد شاق وبحث طويل قطعته في استخراج الشروط المنهجية أو القواعد الأساسية لإحصاء الأسماء الإلهية التي تعرف الله بها إلى عباده بدت قواعد الحصر في خمسة شروط لازمة لإحصاء كل اسم ، دل عليها بوضوح شديد قوله تعالى :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  ، أما كيفية استخراج الشروط من هذا الدليل فبيانه كالتالي :
الشرط الأول ثبوت النص في القرآن والسنة ، فطالما أنه لم يصح عن النبي  حديث في تعينها وسردها فلا بد لإحصائها من وجود الاسم نصا في القرآن أو صحيح السنة ، وهذا الشرط مأخوذ من قوله :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  ، ولفظ الأسماء يدل على أن أنها معهودة موجودة ، فالألف واللام فيها للعهد ، ولما كان دورنا حيال الأسماء هو الإحصاء دون الاشتقاق والإنشاء فإن الإحصاء لا يكون إلا لشيء موجود معهود ولا يعرف ذلك إلا بما نص عليه القرآن والسنة ، قال ابن تيمية : (الأسماء الحسنى المعروفة هي التي وردت في الكتاب والسنة ) (الأصفهانية 19) ، ومن المعلوم أن الأسماء توقيفية على ولا بد فيها من تحري الدليل بطريقة علمية تضمن لنا مرجعية الاسم إلى كلام الله ورسوله  ، ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى ما ورد في القرآن بنصه أو صح في السنة على طريقة المحدثين ؛ فمحيط الرسالة لا تخرج عن هذه الدائرة ، وعلى ذلك ليس من أسماء الله النظيف ولا السخي ولا الواجد ولا الماجد ولا الحنان ولا القيام لأنها جميعا لم تثبت إلا في روايات ضعيفة أو قراءة شاذة .
أما الشرط الثاني فهو علمية الاسم ؛ فلا بد أن يرد الاسم في النص مرادا به العلمية ومتميزا بعلامات الاسمية المعروفة في اللغة ، كأن يدخل عليه حرف الجر كقوله :  وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ  [الفرقان:58] ، أو يرد الاسم منونا كقوله :  سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ  [يس:58] ، أو تدخل عليه ياء النداء كما ثبت في الدعاء المرفوع : ( يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ) (صحيح أبي داود 1326) ، أو يكون الاسم معرفا بالألف واللام كقوله :  سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى  [الأعلى:1] ، أو يكون المعنى محمولا عليه كقوله :  الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً  [الفرقان:59] ، فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف وقد جمعها ابن مالك في قوله : بالجر والتنوين والندا وأل : ومسند للاسم تمييز حصل (شرح ابن عقيل1/21) ، وهذا الشرط مأخوذ من قوله : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ) ، ولم يقل الأوصاف أو الأفعال فالوصف أو الفعل لا يقوم بنفسه كالسمع والبصر وهي بخلاف الأسماء الدالة علي المسمى بها كالسميع والبصير ، كما أن معنى الدعاء بالأسماء في قوله : ( فادعوه بها ) أن تدخل علي الأسماء أداة النداء سواء ظاهرة أو مضمرة والنداء من علامات الاسمية ، قال ابن تيمية : ( الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها ) (الأصفهانية ص19) ، وعليه فإن كثيرا من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة أوصاف أو أفعال لا تقوم بنفسها وليست من الأسماء الحسنى ، فكثير من العلماء لاسيما من أدرج الأسماء في حديث الترمذي وابن ماجة والحاكم جعلوا المرجعية في علمية الاسم إلى أنفسهم وليس إلى النص الثابت فاشتقوا أسماء كثيرة من الأوصاف والأفعال وهذا يعارض ما اتفق عليه السلف الصالح في كون الأسماء الحسنى توقيفية على النص ، فالمعز المذل اسمان اشتهرا بين الناس شهرة واسعة وهما وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة ، وحجتهم في إثبات الاسمين هو قوله تعالى :  تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ  [آل عمران:26] ، فالله أخبر أنه يُؤْتِي وَيَنْزِعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ ويشاء ولم يذكر سوى صفات الأفعال ، فهؤلاء اشتقوا لله اسمين من فعلين وتركوا باقي الأفعال فيلزمهم تسميته بالمُؤْتِي وَالمنْزِعُ والمشيء ، وكذلك الخافض الرافع لم يردا في القرآن ولا السنة لكن من أدرجهما استند إلى الحديث المرفوع : ( يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ) (مسلم :179) ، وقس على ذلك المبديء المعيد الضار النافع العدل الجليل الباعث المحصي المقسط المانع الدافع الباقي .
أما الشرط الثالث من شروط الإحصاء فهو الإطلاق ، وذلك بأن يرد الاسم مطلقا دون تقييد ظاهر أو إضافة مقترنة بحيث يفيد المدح والثناء بنفسه ، لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر المضاف وشأنه ، وقد ذكر الله أسماءه باللانهائية في الحسن فقال :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  ، أي البالغة مطلق الحسن بلا حد أو قيد ، ويدخل في الإطلاق أيضا اقتران الاسم بالعلو المطلق فوق الكل لأن معاني العلو هي في حد ذاتها إطلاق ، فالعلو يزيد الإطلاق كمالا على كمال ، قال ابن تيمية : ( الأسماء الحسنى المعروفة هي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها ) (الأصفهانية ص19) ، وإذا كانت الأسماء الحسنى لا تخلو في أغلبها من تصور التقييد العقلي بالممكنات وارتباط آثارها بالمخلوقات كالخالق والخلاق والرازق والرزاق ؛ أو لا تخلو من تخصيص ما يتعلق ببعض المخلوقات دون بعض ؛ كالأسماء الدالة على صفات الرحمة والمغفرة ؛ فإن ذلك التقييد لا يدخل تحت الشرط المذكور ، وإنما المقصود هو التقييد بالإضافة الظاهرة في النص فليس من أسماء الله البالغ لقوله :  إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ  [الطلاق:3] ، ولا يصح إطلاقه في حق الله ، ولا المخزي لقوله :  وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ  [التوبة:2] ، ولا الفالق والمخرج لقوله :  إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى ..الآية  [الأنعام:95] ، وقس كذلك الغافر والقابل والشديد والفاطر والجاعل والمنزل والسريع والمحيي والرفيع والنور والبديع والمحيط والكاشف والصاحب والخليفة والقائم والزارع والماهد والهادي والطبيب والفاعل ، فهذه أسماء مقيدة تذكر في حق الله على الوضع الذي قيدت به فتقول : يا مقلب القلوب ولا نقل يا مقلب فقط .
الشرط الرابع دلالة الاسم على الوصف : فلا بد أن يكون اسما على مسمى لأن القرآن بين أن أسماء الله أعلام وأوصاف فقال تعالى :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  ، فدعاء الله بها مرتبط بحال العبد ومطلبه وما يناسب حاجته واضطراره من ضعف أو فقر أو ظلم أو قهر أو مرض أو جهل أو غير ذلك من أحوال العباد ، فالضعيف يدعو الله باسمه القادر المقتدر القوي ، والفقير يدعوه باسمه الرازق الرزاق الغني ، والمقهور المظلوم يدعوه باسمه الحي القيوم إلى غير ذلك مما يناسب أحوال العباد والتي لا تخرج على اختلاف تنوعها عما أظهر الله لهم من أسمائه الحسنى ، فلو كانت الأسماء جامدة لا تدل على وصف ولا معنى لم تكن حسنى لأن الله أثنى بها على نفسه ، والجامد لا مدح فيه ولا دلالة له على الثناء ، كما أنه يلزم أيضا من كونها جامدة أنه لا معنى لها ، ولا قيمة لتعدادها أو الدعوة إلى إحصائها ، ويترتب على ذلك أيضا رد حديث الصحيحين : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا ) ، أما مثال ما لم يتحقق فيه الدلالة على الوصف من الأسماء الجامدة ما ورد في الحديث القدسي : ( يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) (البخاري :4549) ، فالدهر اسم لا يحمل معنى يلحقه بالأسماء الحسنى كما أنه في حقيقته اسم للوقت والزمن (انظر القواعد المثلى ص10) ، ويلحق بذلك أيضا الحروف المقطعة في أوائل السور والتي اعتبرها البعض من أسماء الله فلا يصح أن تدعو الله بها فتقول في ألم : اللهم يا ألف ويا لام ويا ميم اغفري لي .
الشرط الخامس أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم في غاية الجمال والكمال فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسما إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئا يحد من إطلاق الكمال والحسن ، وذلك الشرط مأخوذ من قوله تعالى :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  ، وكذلك قوله :  تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ  [الرحمن:78] ، فالآية تعني أن اسم الله تنزه وتمجد وتعظم وتقدس عن كل معاني النقص ، فليس من أسمائه الحسنى الماكر والخادع والفاتن والمضل والمستهزيء والكايد ونحوها لأن ذلك يكون كمالا في موضع ونقصا في آخر، فلا يتصف به الله إلا في موضع الكمال فقط كما ورد به نص القرآن والسنة .
هذه هي الشروط التي تضمنها قوله تعالى :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  ، وعندما تتبعت ما ورد في الكتاب والسنة من خلال الكمبيوتر ، وما ذكره مختلف العلماء الذين تكلموا في إحصاء الأسماء على 280 اسما تقريبا ، ثم مطابقة هذه الشروط على ما جمعوه ، فإن النتيجة التي يمكن لأي باحث أن يصل إليها هي تسعة وتسعون اسما فقط دون لفظ الجلالة ، أكرر 99 اسما فقط ، وهو إعجاز جديد بتقنية الكمبيوتر يصدق قول النبي  في الحديث : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا ) متفق عليه ، وقد كانت مفاجأة لي كما هو الحال لدى القارئ ، فالتقنية الحديثة وقدرة الحاسوب على استقصاء الاسم ومشتقات المعنى اللغوي في الموسوعات الإلكترونية الضخمة ساعدت بشكل مذهل في إظهار ما ذكره نبينا  ، وأكرر يمكن لأي باحث الآن أن يصل إلى النتيجة ذاتها إذا استخدم هذه التقنية والتزم الضوابط والشروط السابقة ، وقد حان الآن عرض الأسماء بأدلتها : 1-الرَّحْمَنُ 2-الرَّحِيمُ لقوله :  تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  [فصلت:2] ، 3-المَلِك 4-القُدُّوسُ 5-السَّلامُ 6-المُؤْمِنُ 7-المُهَيْمِنُ 8-العَزِيزُ 9-الجَبَّارُ 10-المُتَكَبِّرُ لقوله :  هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ  [الحشر:23] ، 11-الخَالِقُ 12-البَارِئُ 13-المُصَوِّرُ لقوله :  هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ  [الحشر:24] ، 14-الأَوَّلُ 15-الآخِرُ 16-الظَّاهِرُ 17-البَاطِنُ لقوله :  هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ  [الحديد:3] ، 18-السَّمِيعُ 19-البَصِيرُ :  وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ  [الشورى:11] ، 20-المَوْلَى 21-النَّصِيرُ :  فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ  [الحج: 78] ، 22-العفو 23-القَدِيرُُ :  فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً  [النساء:149] ، 24-اللطيف 25-الخَبِير :  وَهُوَ اللطِيفُ الخَبِيرُ  [الملك:14] ، 26-الوِتْرُ : حديث ( وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ) (مسلم :2677) ، 27- الجَمِيلُ : حديث : (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) (مسلم:91) ، 28- الحَيِيُّ 29-السِّتيرُ حديث (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ) (صحيح أبي داود:3387) ، 30- الكَبِيرُ 31- المُتَعَالُ لقوله :  الكَبِيرُ المُتَعَالِ  [الرعد:9] ، 32- الوَاحِد ُ33- القَهَّارُ لقوله :  وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّار ُ [الرعد:16] ، 34- الحَقُّ 35- المُبِينُ لقوله :  وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ  [النور:25] ، 36- القَوِيُِّ لقوله :  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ  [هود:66] ، 37- المَتِينُ لقوله :  ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ  [الذاريات:58] ، 38-الحَيُّ 39-القَيُّومُ 40-العَلِيُّ 41-العَظِيمُ ، آية الكرسي [البقرة:255] ، 42-الشَّكُورُ 43-الحَلِيمُ ، لقوله :  وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ  [التغابن:17] ، 44-الوَاسِعُ 45-العَلِيمُ ، قال تعالى :  إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة:115] ، 46-التَّوابُ 47-الحَكِيمُ لقوله :  وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيم ٌ [النور:10] ، 48-الغَنِيُّ 49-الكَريمُ لقوله :  فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ  [النمل:40] ، 50-الأَحَدُ 51- الصَُّمَدُ لقوله :  قُل هُوَ اللهُ أَحَد اللهُ الصَّمَدُ  ، 52-القَرِيبُ 53-المُجيبُ لقوله :  إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ  [هود:61] ، 54-الغَفُورُ 55-الوَدودُ لقوله :  وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُود  [البروج:14] ، 56-الوَلِيُّ 57-الحَميدُ لقوله :  وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ  [الشورى:28] ، 58-الحَفيظُ لقوله :  وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ  [سبأ:21] ، 59-المَجيدُ لقوله :  ذُو العَرْشِ المَجِيدُ  [البروج:15] ، 60-الفَتَّاحُ لقوله :  وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيم ُ [سبأ :26] ، 61-الشَّهيدُ لقوله :  وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ  [سبأ:47] ، 62-المُقَدِّمُ 63-المُؤِّخرُ حديث : (أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ) (البخاري :1069) ، 64-المَلِيكُ 65-المَقْتَدِرُ لقوله :  فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر  [القمر:55] ، 66-المُسَعِّرُ 67-القَابِضُ 68-البَاسِطُ 69-الرَّازِقُ ، حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ) (الترمذي:1314) ، 70-القَاهِرُ لقوله :  وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ  [الأنعام:18] ، 71-الديَّانُ : ورد في الحديث القدسي: (أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ ) (البخاري 6/2719) ، 72-الشَّاكِرُ ، قال تعالى :  وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً  [النساء:147] ، 73-المَنَانُ : حديث ( لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ) (صحيح أبي داود:1325) ، 74-القَادِرُ لقوله :  فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ  [المرسلات:23] ، 75-الخَلاَّقُ لقوله :  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيم ُ [الحجر:86] ، 76-المَالِكُ ، حديث: ( لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللّهُ ) (مسلم :2143) ، 77-الرَّزَّاقُ لقوله :  إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ  [الذاريات:58] ، 78-الوَكيلُ لقوله :  وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  [آل عمران:173] ، 79-الرَّقيبُ لقوله :  وَكَانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً  [الأحزاب:52] ، 80-المُحْسِنُ : حديث: ( إن الله محسن يحب الإحسان) (المعجم الكبير :7114) ، 81-الحَسيبُ لقوله :  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً  [النساء:86] ، 82-الشَّافِي : حديث: (اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي ) (البخاري:5351) ، 83-الرِّفيقُ : حديث : (إن الله رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ) (البخاري :5901) ، 84-المُعْطي : حديث:(وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ) (البخاري :2948) ، 85-المُقيتُ لقوله :  وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً  [النساء:85] ، 86-السَّيِّدُ : حديث : (السَّيِّدُ الله ) (صحيح أبي داود :4021) ، 87-الطَّيِّبُ حديث: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا ) (مسلم :8330) ، 88-الحَكَمُ : حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ ) (صحيح أبي داود:4145) ، 89-الأَكْرَمُ لقوله :  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ  [العلق:3] ، 90-البَرُّ لقوله :  إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ  [الطور:28] ، 91-الغَفَّارُ لقوله :  الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ  [ص:66] ، 92-الرَّءوفُ لقوله :  وَأَنَّ اللهَ رءوف رَحِيم ٌ [النور:20] ، 93-الوَهَّابُ لقوله :  الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ  [ص:9] ، 94-الجَوَادُ حديث: ( إن الله جواد يحب الجود) (صحيح الجامع :1744) 95-السُّبوحُ : حديث: ( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ) (مسلم :487) ، 96-الوَارِثُ : قوله :  وَنَحْنُ الْوَارِثُون  [الحجر:23] ، 97-الرَّبُّ لقوله :  سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ  [يس:58] ، 98-الأعْلى لقوله :  سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى  [الأعلى:1] ، 99-الإِلَهُ لقوله :  وَإِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ  [البقرة:163] ، هذه تسعة وتسعون اسما هي التي توافقت مع شروط الإحصاء بلا مزيد ، ويجدر التنبيه على أن هذا العدد لا يعنى أن الأسماء الكلية لله محصورة في هذا العدد فقد جاء في الحديث الصحيح في دعاء الكرب : ( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) (السلسلة الصحيحة 1/383) ، فهذا يدل على أن العدد الكلى لأسمائه الحسنى انفراد الله عز وجل بعلمه ، أما التسعة والتسعون فالمقصود بها الأسماء التي تعرف الله بها إلى عباده في كتابه وسنة نبيه  ، وتجدر الإشارة أن ترتيب الأسماء الحسنى بأدلتها المذكورة مسألة اجتهادية راعينا في معظمها ترتيب اقتران الأسماء حسب ورودها في الآيات مع تقارب الألفاظ على قدر المستطاع ليسهل حفظها بأدلتها والأمر في ذلك متروك للمسلم وطريقته في حفظها ، وإتماما للفائدة فإن الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء فيما اشتهر على ألسنة العامة من إدراج الوليد بن مسلم عند الترمذي عددها تسعة وعشرون اسما وهي : الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل العَدْلُ الجَلِيلُ البَاعِثُ المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَالِي المنتَقِمُ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الرَّشِيدُ الصَّبُور . وأما ما أدرجه عبد الملك الصنعاني عند ابن ماجة واشتهر في بعض البلدان الإسلامية فالأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء عنده عددها تسعة وثلاثون اسما وهي : الْبَارُّ الْجَلِيلُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الرَّاشِدُ الْبُرْهَانُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الشَّدِيدُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْوَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ ذُو الْقُوَّةِ الْقَائِمُ الدَّائِمُ الْحَافِظُ الْفَاطِرُ السَّامِعُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي الْكَافِي الأَبَدُ الْعَالِمُ الصَّادِقُ النُّورُ الْمُنِيرُ التَّامُّ الْقَدِيمُ . وبخصوص ما أدرجه عبد العزيز بن حصين عند الحاكم فالأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء عددها سبعة وعشرون اسما هي : الحنان البديع المبديء المعيد النور الكافي الباقي المغيث الدائم ذو الجلال والإكرام الباعث المحيي المميت الصادق القديم الفاطر العلام المدبر الهادي الرفيع ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل الجليل البادي المحيط . هذه جملة الأسماء التي لم تثبت أو توافق شروط الإحصاء ، ويمكن معرفة العلة في عدم إحصائها في الأسماء الحسنى بالرجوع إلى كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة .

حازم
03-23-2005, 08:11 PM
سؤال يا شيخ بارك الله فى علمك: ايهما اصح قول الاسم هو المسمى ام الاسم للمسمى ؟

د. محمود عبد الرازق الرضواني
03-23-2005, 08:42 PM
نظرا لتعدد الآراء الفلسفية في هذه القضية واختلاف المنهج والنية بين نظرة المعتزلة والمتكلمين من جهة وأتباع السلف الصالح من جهة أخرى ؛ فإن هذه المسألة لا بد فيها من التفصيل ، ومراعاة مراد القائل بالدليل ، فربما ينسب لسلفي أن الاسم هو المسمى ، ولا يقصد ما يقصده المعتزلي ، والقضية أيضا صحيحة عند دورانها وانعكاسها ، فالسلفي إذا ثبت عنه أنه قال : الاسم هو المسمى ؛ فإنه يعني أن أسماء الله وأصافه أزلية أبدية ملازمة للذات ، وليست محدثة بعد أن لم تكن كما ادعى المخالفون ، ومن قال من السلف ذلك في بعض المواطن كأحمد بن حنبل وأبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ، وأبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي وغيرهم رحمهم الله تعالى ، قاله على اعتبار أن القرآن غير مخلوق ، وأنه كلام الله الذي تشتمل نصوصه على الأسماء والصفات حكمه حكم الذات في الأولية والأبدية ( ) .
والمعتزلي إذا قال الاسم هو المسمى ( ) ، فإنه يعني أن الأسماء هي عين الذات وأنها مجردة من الصفات ، فلا يقوم بها علم ولا سمع ولا بصر ولا وصف ، كقوله عليم بذاته سميع بذاته بصير بذاته ، لا بعلم ولا قدرة ولا حياة ولا صفات أزلية ولا معان قائمة بذاته ، فإنه ينفي الصفات ويدعي إثبات الأسماء ، فمنهجه العقلي وما تخمر في ذهنه من ضلال فكري هيأ له أن إثبات الصفات تشبيه وتجسيم ، وأن الصفات ذوات أخرى منفصلة عن الذات ، وأن إثباتها يعد مشاركة للذات في القدم الذي هو أخص وصف الله عنده ، وهذا في اعتقاده شرك وظن منه أنه هدم للتوحيد ، فالمعتزلي بقوله الاسم هو المسمى يريد من ذلك نفي الصفات الإلهية ، وهو مع ذلك لا يقدر على تكذيب النصوص القرآنية والنبوية التي صرحت دون لبس أو غموض بذكر أسماء الله الحسنى ، والأمر بدعاء الله بها ، فوقع المعتزلي في حيرة بين تصديق العقل وتكذيب النقل ، ووجد نفسه بين أمرين متضادين ومتناقضين ؛ فخرج بهذا الحل الأعوج وزعم بزعمه الأعرج أن التوحيد يكون في أثبات الأسماء ونفي الصفات ، وأن أسماء الله هي ذاته ، وهي أعلام بلا أوصاف.
ومن قال من أهل العلم كابن حزم الأندلسي وابن حجر العسقلاني أن الاسم غير المسمى يقصد أنه يفهم من اللفظ غير ما يفهم من مدلوله ، ففرق كبير بين اسم زيد المكتوب في النص ، وبين ذاته أو شخصيته المتحركة ؛ فذاته هي الحقيقة التي يدل عليها الاسم ، وهم يعلمون قطعا أن الاسم دال على المسمى ( ) .
ومن قال من الجهمية والمعتزلة الاسم غير المسمى فإنه يعني أن أسماء الله مخلوقة كما أن القرآن مخلوق ، وليست الأسماء عنده أزلية بأزلية الذات ولا أولية بأوليتها ، وأن الله كان ولا وجود لهذه الأسماء ، ثم خلقها ، ثم تسمى بها ، ولذلك اشتد إنكار أئمة السنة كأحمد بن حنبل وغيره على الذين يقولون أسماء الله مخلوقة ، وأن الاسم غير المسمى ، وأن أسماء الله غيره ، وما كان غيره فهو مخلوق ، فهؤلاء هم الذين ذمهم السلف وغلظوا فيهم القول ؛ لأن أسماء الله من كلامه ، وكلام الله غير مخلوق ، بل هو المتكلم به ، وهو المسمى نفسه بما شاء فيه من الأسماء ، ويروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنه قال : إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى ، فاشهد عليه بالزندقة ( ) ، فهم يعنون بذلك التحذير من ضلالات الجهمية والمعتزلة ، ولا يعنون من كان حسن النية من أهل السنة إذا قال ذلك ، فلكل وجهة هو موليها .
والقول الذي عليه جمهور أهل العلم من المتبعين لنهج السلف الصالح هو القول الذي فهم به الصحابة  قول الله تعالى :  قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  [الإسراء:110] ، وقوله سبحانه :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  [الأعراف:180] ، وما رواه أحمد من حديث ابن مسعود t أن النبي S قال في دعاء الكرب : ( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) ( ) ، فالاسم للمسمى والأسماء الحسنى أسماء لله عز وجل دالة عليه ، وهي في حقه أعلام وأوصاف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( وأما الذين يقولون إن الاسم للمسمى كما يقوله أكثر أهل السنة ؛ فهؤلاء وافقوا الكتاب والسنة والمعقول ، قال تعالى :  وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  ، وقال :  أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  ، وقال النبي S : ( إن لله تسعة وتسعين اسما ) ، وقال النبي S : ( إن لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب ) وكلاهما في الصحيحين ، وإذا قيل لهم : أهو المسمى أم غيره ؟ فصلوا فقالوا : ليس هو نفس المسمى ، ولكن يراد به المسمى ، وإذا قيل : إنه غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينا له فهذا باطل ؛ فإن المخلوق قد يتكلم بأسماء نفسه فلا تكون بائنة عنه ؛ فكيف بالخالق ، وأسماؤه من كلامه ، وليس كلامه بائنا عنه ؟ ، ولكن قد يكون الاسم نفسه بائنا ، مثل أن يسمى الرجل غيره باسم ، أو يتكلم باسمه ، فهذا الاسم نفسه ليس قائما بالمسمى ، لكن المقصود به المسمى ، فإن الاسم مقصوده إظهار المسمى وبيانه ) ( ) .
والناس مفطورون على أن الأسماء وضعت للدلالة على مسمياتها ، وأنه إذا ذكر الاسم انصرف الذهن في المقام الأول إلى العلمية التي تميز صاحبه ، ثم ينظر بعد ذلك إلى الوصفية ، ومن المعلوم أن بني آدم يكتسبون معرفة الأسماء ويتعلمون حدود الأشياء بعد ولادتهم ، فالإنسان يولد أمه مؤهلا للعلم وصالحا للتمييز والفهم ، وقد أوجد الله فيه جهازا متكاملا للإدراك والتمييز ، ويحتوي عقلا أو معالجا بسرعة فائقة يقوم بتحليل النصوص والمعلومات ومعرفة الأسماء والصفات بدقة متناهية ، ويتضمن أيضا وسائل إدخال الألفاظ وإخراجها ، ووسائل أخرى لحفظ المعلومات واستدعائها ، قال تعالى :  وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلمُونَ شَيْئًا وَجَعَل لكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لعَلكُمْ تَشْكُرُونَ  [النحل:78] .
كما أن الإنسان يتعلم الأسماء ويعرف حدود الأشياء شيئا فشيئا ؛ فربما يتعلم الطفل الصغير في بضعِ ساعات كلمة واحدة أو بضع كلمات ، كل يوم يزداد علمه وتقوى معرفته للأسماء ودلالتها على الأشياء ، فيقال له : هذه هرة وهذه جرة ، وهذه بقرة وهذه شجرة إلى غير ذلك من الأسماء ودلالتها على مسمياتها ، حتى يصل عند البلوغ إلى حصيلة علمية تكفي لتكليفة بالأحكام الشرعية وإدراك الغاية من وجوده في الحياة وكيف يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ؟
ومن العجيب أن الأسماء التي يحصلها الإنسان في سنوات علمها الله لآدم  في لحظات ، فتعلم الأسماء ودلالتها على مسمياتها وتعرف على أوصافها وخصائصها مرة واحدة ، قال تعالى :  وَعَلمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ على المَلائِكَةِ فَقَال أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ  [البقرة:31] ، فالأسماء التي تعلمها آدم كلها دالة على مسمياتها ؛ لأن المسميات كانت أعيانا قائمة وذوات ثابتة تراها الملائكة ، وإنما جهلت الأسماء فقط التي علمها الله آدم وعلمها آدم الملائكة ، فكانت حكمة الله من ذلك التعليم تعريف الأسماء مع تصور مسمياتها ؛ فيحصل الفهم والمعرفة لمراد المتكلم ، ولو لم يحصل له المعرفة كان في ذلك إبطال لحكمة الله ، وإفساد لمصالح بني آدم ، وسلب الإنسان خاصيته التي ميزه بها على سائر الحيوان ( ) ، فالاسم إذا دليل على المسمى وعلم عليه .
وقد أمر الله المسلمين بذكر أسمائه فإذا ذكروه عرفوه وعبدوه وأحبوه ، لأن أسماءه دليل عليه قال تعالى :  فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ  [النور:36/37] ، والله عز وجل أمر بتسبيح اسمه كما أمر بدعائه بأسمائه الحسنى ، فيدعى بأسمائه ويسبح باسمه ، وتسبيح اسمه تسبيح له ؛ إذ المقصود بالاسم دلالته على المسمى ، كما أن دعاءه هو دلالة على دعاء المسمى ، قال تعالى :  قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  [الإسراء:110] وقال :  وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ  [ق:40] ، وقال :  وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً  [الإنسان:26] ؛ فأمر هنا بذكره ، وفي آية أخرى أمر بذكر اسمه فقال :  سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى  [الأعلى:1] ، وقال أيضا :  وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً  [ المزمل:8] ، وقال سبحانه :  وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ  [الأنعام:121] ، وكل ذلك واضح في دلالة الاسم على مسماه ، ومن ثم فإن الذي يذكر الاسم يريد مسماه ، وقد أجمع أهل العلم على أن من حلف باسم من أسماء الله عز وجل فحنث فعليه الكفارة ، ولا خلاف بينهم في ذلك ( ) ، وينبغي أن يعلم أيضا أن دلالة الاسم على المسمى يثبت دلالته على الذات والصفات معا ، كما سيأتي تفصيل ذلك في أنواع الدلالات .
• دلالة الأسماء على العلمية والوصفية :
تعريف الاسم كاصطلاح يتردد بين علماء العقائد هو ما دل على علم لتمييزه عن غيره ، أو اللفظ الدال على المسمى ، وهو إما مشتق من السمو وهو العلو ، أو من السمة وهي العلامة ، ويقال لصاحبه مسمى ، فالاسم يظهر به المسمى ويعلو فيقال للمُسَمِّى : سَمِّهِ ، أي أظهره وأعلي ذكره بالاسم ، والاسم له خصائص منها جواز الإسناد إليه ، ودخول حرف التعريف والجر والتنوين والإضافة ( ) .
أما الصفة عندهم فهي ما دل على معنى أو شيء يقوم بذات الموصوف ، ولا يمكن أن يقوم بنفسه أو ينفصل عن موصوفه كالسعادة والقوة والجمال والعزة والقدرة والكمال ، وغير ذلك من صفات الذات والأفعال ، فهذه الصفات لا تقوم بنفسها ولكنها ملازمة للموصوف وتتبعه في الحكم ، قال ابن فارس : ( الصفة الأمارة اللازمة للشيء ) ( ) .
وإذا كان الاسم في اللغة هو ما تميز بعلامات الاسمية المعروفة فإنه أيضا يتناول الصفة والموصوف والفاعل والمفعول والعلة والمعلول ( ) ، فمثلا قولنا : سعيد سعيد هذان اسمان من الناحية اللغوية ، لكن الأول يراد به العلمية ، والثاني يراد به الوصفية إن كان خبرا ولم يكن اسما لوالد الأول ، وقولنا : سعيد في منتهى السعادة ، فالأول والأخير اسمان من الناحية اللغوية ، لكن الأول للعلمية ، والثاني للوصفية ، فالسعادة لا تقوم بنفسها ولابد من قيامها بموصوف ، شأنها في ذلك شأن الأسباب في إضافتها لمن قام بها ، فكما لا يصح أن نقول ضرب السوط فلانا ، ولا قتله السيف ، بل السوط والسيف كلاهما اسمان لغويان لا يستقلان بفعل ذاتي ، بل يفعل بهما ويضاف الفعل إلى من فعل بهما ، فكذلك لا يصح أن نقول الرحمة استوت على العرش أو العزة والقدرة نصرت المؤمنين وهزمت الكافرين ، بل يقال : الرحمن على العرش استوى والعزيز القدير نصر المؤمنين وهزم الكافرين ، فالصفة تقوم بموصوفها ولا يمكن أن تقوم بنفسها .
وهنا نقطة جوهرية في فهم الأسماء الحسنى ودلالتها على الصفات ، وهى أنه لا بد من التمييز بين الاسم ودلالته الوضعية عندما يستعمل في حق المخلوق ، والاسم ودلالته في حق الخالق ، فعدم فهم هذه المسألة هو أساس التفرق والاختلاف ، فلو قلنا مثلا : سعيد سعيد ، فكلاهما من الناحية اللغوية اسمان كما تقدم ، لكن الأول في استعماله المتعارف بين الناس لا يراد به إلا العلمية التي تميزه عن غيره ، ولا يعني المنادي عند ندائه أو مخاطبته إن كانت فيه صفة السعادة أم لا ؛ فالاسم في حق البشر فارغ من الوصفية على الأغلب ، بل لما سمى الإنسان سعيدا عند الولادة فإن أحدا لا يعلم أنه في مستقبله سيكون حزينا أم سعيدا ؛ لأن ذلك غير معلوم وهو أمر مخبأ في قدره المحتوم ، فلما اكتسب وصف السعادة كحالة طارئة وصفة زائدة قامت بالمسمى ووصف بها ، استدعى ذلك تعبيرا إضافيا عن حلول صفة السعادة فيه ، فقلنا سعيد سعيد ، ومن ثم فإن الأصل في الاسم الأول ارتباطه على الدوام بمسماه كاسم بلا وصف ، أو اسم فارغ من الوصف ، فإن استجد الوصف عبرنا عن ذلك بقدر زائد فقلنا سعيد سعيد أو سعيد في منتهى السعادة .
أما الأسماء في حق الله فتختلف اختلافا كليا عن ذلك ؛ فهي علمية ووصفية معا في آن واحد ، ولا يمكن قياسها بما سبق في حق المخلوق ، ولذلك لم يقل النبي S : إن الجواد سبحانه جواد ، وإن المحسن محسن ، وإن الحيي الستير حيي ستير ، وإن الجميل جميل ، والوتر وتر ، كما قلنا في حق المخلوق سعيد سعيد ، لأن الأسماء في حق الله أعلام وأوصاف ، سواء ذكر الاسم أولا أو ثانيا ، مبتدأ أو خبرا ، أو في أي موضع كان من النص فهو علم ووصف ، أما في حقنا فالأسماء على الأغلب أعلام بلا أوصاف ، فجاز في حق المخلوق سعيد سعيد ، ومنصور منصور ، وصالح صالح ، لكن لو ذكر ذلك في حق الخالق لصار تكرارا وحشوا بلا معنى ، ولذلك فإن الثابت الصحيح عن النبي S أنه قال : ( إن الله عز وجل جواد يحب الجود ) ( ) ، ( إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) ( ) ، وقال : ( وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ) ( ) ، ( إِنَّ الله رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ) ( ) ، وقال : ( فإن الله محسن يحب الإحسان ) ( ) ، وقال أيضا : ( إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ) ( ) ، فكان الجواد والجميل والوتر والرفيق والمحسن والحيي والستير كلها أسماء لله عز وجل تدل على العلمية والوصفية معا ، لأن الله لم يطرأ عليه وصف أو يستجد به كمال ، كما طرأت السعادة واستجد النصر والصلاح على سعيد ومنصور وصالح .
وقد كان من شأن العرب أن يسموا أولادهم بأسماء الجماد والحيوان لما يرون فيها من بعض الصفات النبيلة كتسميتهم صخرا أو حربا ، أو أسدا أو كلبا ، أو جحشا أو كعبا ، وهم يقصدون بهذه التسمية أولا تمييز الشخص عن غيره ؛ لأنه لا بد لكل فرد من اسم يميزه بالعلمية ، ويتطلعون أيضا أن تتحقق فيه مستقبلا الوصفية التي تضمنها الاسم ، فالذي يسمي ولده صخرا يأمل أن تتوفر فيه صفة القوة والصلابة ، والذي يسمي ولده حربا يأمل أن تتوفر فيه صفة الفارس المقاتل والمقدام الهمام ، والذي يسميه أسدا أو كلبا أو جحشا أو كعبا يرغب أن تتوفر فيه صفة الشجاعة والجرأة والوفاء والتحمل والعظمة والبقاء ، ولذلك كانت أغلب الأسماء التي يسميها العرب مبنية على مراعاة العلمية ، والأمل في حدوث الوصفية كأبي سفيان بن حرب ، وعند البخاري تزوج أبو بكر امرأة من كلب ( ) ، يعني من بني كلب ، وأيضا كان من أمهات المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها ، ومن الصحابة أبي بن كعب وكعب بن مالك الذي تخلف عن غزوة تبوك رضي الله عنهم أجمعين ، وقد يسمون الجارية زهرة أو غزالا ، أو شهدا أو نورا ، أو قمرا أو جميلة ، وهي سوداء كالليل البهيم أو قبيحة ووجها دميم ، أو خبيثة الجوهر والمنظر .
والقصد أن الأسماء البشرية يراد بها في الأصل العلمية مع الرغبة في وجود الوصفية وقياس ذلك على أسماء الخلق هو أصل الضلال ، ولما خلط أهل الاعتزال بين الأحكام المتعلقة بعالم الغيب وعالم الشهادة وشبهوا الخالق بالمخلوق حدث اللبس والغموض في مسألة الاسم والمسمى ، هل هو عينه أو غيره ؟ وهل الصفات زائدة علي الذات ؟ وغير ذلك من القضايا التي زعموا فيها أن التوحيد هو إثبات الأسماء ونفي الصفات وقد تخبطوا هم أنفسهم في فهمها قبل بيانها وشرحها للآخرين .
لكن عقيدة السلف لما كانت مبنية على أن التوحيد هو إفراد الله بما ثبت له من الأسماء والصفات ، وأن الله متوحد عن الأقيسة التمثيلية والقواعد الشمولية التي تحكم ذوات المخلوقات فإنهم وفقوا إلى الفهم الصحيح في باب الأسماء والصفات ، فعندهم أن الأسماء في حق الله علمية ووصفية ، علمية من جهة الدلالة على الذات ووصفية من جهة المعنى الذي تضمنه كل اسم ، فاسم الله القدير وكذلك العلي الرحمن القوي العزيز الحكيم السميع العليم وغير ذلك من الأسماء دلت على إثبات صفة القدرة والعلو والرحمة والقوة والعزة والحكمة والسمع والعلم ، فهي أعلام لقوله تعالى :  قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى  [الإسراء:110] ، وكلها تدل على ذات واحدة ومسمى واحد ، وهي أيضا أوصاف لقوله تعالى :  وَلِلهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  [الأعراف:180] .
والله عز وجل ذكر من أسمائه الحسنى الغفور الرحيم ، وكلاهما علم على ذاته كما جاء في قوله :  وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ  [يونس:107] ، وقوله أيضا :  نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ  [الحجر:49] ، وقد بين في موضع آخر تضمن الاسم للوصف ، وأن الغفور ذو مغفرة ، والرحيم ذو رحمة ، فقال تعالى :  وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ العِقَابِ  [الرعد:6] ، وقال سبحانه أيضا :  وَرَبُّكَ الغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ  [الكهف:58] ، ومن أسمائه الحسنى القوي حيث ورد علما مطلقا على ذات الله تعالى فقال سبحانه :  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ  [هود:66] ، وفي موضع آخر بين أنه متصف بالقوة فقال :  إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ  [الذاريات:58] .
وذكر الله عز وجل أيضا من أسمائه الحسنى العزيز فقال :  لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  [آل عمران:6] ، ثم قال في تضمن الاسم للوصف :  سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ  [الصافات:180] ، وقال أيضا :  الذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلهِ جَمِيعاً  [النساء:139] ، ومن ثم فإن الأدلة قاطعة في أن الله سبحانه رحيم برحمة ، قوي بقوة ، عزيز بعزة ، وكذلك أيضا قدير بقدرة حكيم بحكمة ، سميع بسمع ، عليم بعلم ، وغير ذلك من الأسماء ودلالتها على الصفات ، ولا يشبه في وصفه حال المخلوق كما نقول سعيد بلا سعادة ، أو صالح بلا صلاح أو فالح بلا فلاح ، أو سعيد وهو حزين كاسم بلا مسمى ، أو منصور وهو مهزوم أو صالح وهو طالح ، فالسلف الصالح أثبتوا أسماء الله أعلاما وأوصافا بعكس المعتزلة كما تقدم .
قال ابن القيم : ( وقد اختلف النظار في هذه الأسماء هل هي متباينة نظرا إلى تباين معانيها ، وأن كل اسم يدل على غير ما يدل عليه الآخر ، أم هي مترادفة لأنها تدل على ذات واحدة ؛ فمدلولها لا تعدد فيه ، وهذا شأن المترادفات ؟ .. والتحقيق أن يقال : هي مترادفة بالنظر إلى الذات متباينة بالنظر إلى الصفات ، وكل اسم منها يدل على الذات الموصوفة بتلك الصفة بالمطابقة ، وعلى أحدهما وحده بالتضمن ، وعلى الصفة الأخرى بالالتزام ) ( ) ، وقال أيضا : ( أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت فإنها دالة على صفات كماله ، فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية ؛ فالرحمن اسمه تعالى ووصفه ، لا تنافي اسميتُه وصفيتَه ، فمن حيث هو صفة جرى تابعا على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع ورود الاسم علما ، وكذلك فإن الأسماء مشتقة من الصفات ، إذ الصفات مصادر الأسماء الحسنى ) ( ) .
ومن المعلوم أن فطرة البشر مجبولة على طلب الأوصاف الحميدة والانتساب للنعوت الجميلة والأفعال الجليلة ، ومن ثم فإن أسماء الله من باب أولى دالة على أوصاف الجلال ومعاني الكمال والجمال .

مجدي
03-23-2005, 09:00 PM
أخي العزيز لم اجد مما ذكرت من اسماء الله عز وجل الاسم الاكثر ستخداما "الله"عز وجل فهل وضحت لنا؟

د. محمود عبد الرازق الرضواني
03-23-2005, 09:19 PM
الاسم الأعظم هو الله عز وجل : وأكثر أهل العلم على ذلك ، وهذا القول صحيح من عدة أوجه ، منها أنه ورد ذكره في الأحاديث السابق ، ومنها أنه يدل على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث ، المطابقة والتضمن واللزوم ؛ فإنه دال على إلهيته سبحانه المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له مع نفي أضدادها عنه ، وصفات الإلهية هي صفات الكمال المنزهة عن التشبيه والمثال وعن النقائص والعيوب ، ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم كقوله سبحانه :  وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا  [الأعراف:180] .
كما أنه يقال الرحمن والرحيم والقدوس والسلام والعزيز والحكيم من أسماء الله ولا يقال الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز ونحو ذلك ، فعلم أن اسمه الله مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى دال عليها بالإجمال ، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي اشتق منها اسم الله ، واسم الله أيضا دال على كونه مألوها معبودا تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعا وفزعا إليه في الحوائج والنوائب ، وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته المتضمنين لكمال الملك والحمد ، وإلهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه مستلزم لجميع صفات كماله ؛ إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي ولا سميع ولا بصير ولا قادر ولا متكلم ولا فعال لما يريد ولا حكيم في أفعاله ، وصفات الجلال والجمال أخص باسم الله ، وصفات الفعل والقدرة والتفرد بالضر والنفع والعطاء والمنع ونفوذ المشيئة وكمال القوة وتدبير أمر الخليقة أخص باسم الرب ، وصفات الإحسان واللطف والجود والرأفة والبر والمنة أخص باسم الرحمن ( ) .
فهذا الاسم هو الأصل في إسناد الأسماء الحسنى إليه ، قال تعالى :  قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  [الإسراء:110] ، وقد ذكر الرازي في شرح هذه الآية أن الله خص هذين الاسمين بالذكر ، وذلك يدل على أنهما أشرف من غيرهما ، ثم إن اسم الله أشرف من اسم الرحمن ؛ لأنه قدمه في الذكر من جهة ومن جهة أخرى أنه أعظم في الدلالة على الصفات من دلالة الرحمن ، فاسم الرحمن يدل على كمال الرحمة ، بينما اسم الله يدل على كل الصفات اللازمة لكمال الذات الإلهية كمالا مطلقا ( ) .
ومما ذكره الرازي أيضا أن هذا الاسم ما أُطلق على غير الله ؛ فالعرب كانوا يسمون الأوثان آلهة إلا هذا الاسم ؛ فإنهم ما كانوا يطلقونه على غير الله كما قال سبحانه :  وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ لَيَقُولُنَّ الله  [لقمان:25] ، كما أن هذا الاسم له خاصية غير حاصلة في سائر الأسماء ، وهي أن سائر الأسماء والصفات إذا دخل عليها النداء أسقط عنه الألف واللام ، ولهذا لا يجوز أن يقال : يا الرحمن يا الرحيم ، بل يقال : يا رحمن يا رحيم ، أما هذا الاسم فإنه يحتمل هذا المعنى فيصح أن يقال : يا الله ، فالألف واللام للتعريف ، فعدم سقوطها عن هذا الاسم يدل على أن هذه المعرفة لا تزول عنه البتة ( ) .

ومضة
03-24-2005, 02:49 PM
موضوع قيم جدا..........

جزاك الله خيرا يا شيخنا

ابوالمنذر
03-25-2005, 06:36 AM
شيخنا المكرم د/ محمود الرضواني
( حفظه الله عز وجل )
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين بإحسان إلي يوم الدين ........... أما بعد
جزاكم الله خيرا على ما تقومون به من مجهودات عظيمة ،وبذلكم الكريم ، وعطائكم النافع العظيم _ جعله الله عز وجل في ميزان حسناتكم _

فلدى بعض التساؤلات _ مجرد تساؤلات طويلب بين أيديكم لعل الله يفتح غلف قلبه فيفهم عنكم بعض ما أتاكم الله_ والله ذو الفضل العظيم _ فلست من أهل هذا الشأن وإنما أنا عليكم متطفل _ أكرمكم الله .
لقد استبعد فضيلتكم أن تكون الأسماء الحسنى المحصى بالشروط التي وضعتموها ، أكثر من التسع والتسعين ، ولكن ماذا لو كان أحد هذه الأسماء المذكورة التي أحصاها فضيلتكم ورد في حديث ضعيف أو اختلف في صحته ؟!
المعلوم من قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الأسماء لا تقل بحال عن التسع وتسعين بل تزيد كما في حديث الكرب الذي رواه الإمام احمد وغيره وصححه الشيخ الألباني وغيره كما ذكرت فضيلتك .
واليك فضيلتكم تحقيق منقول من ملتقى أهل الحديث لحديث ( إن الله حيى ستير ) لفضيلة الشيخ الكريم / عبد الرحمن الفقيه _حفظه الله تعالى_ (منشأ ملتقى أهل الحديث)
الكلام على اسم الستير أما الحيي فقد صح بأحاديث أخرى.
الكلام على حديث (إن الله حيي ستير)
هذا تخريج قديم كتبته لهذا الحديث يعوزه شيء من التحرير
فلعلي أنشره كما هو ثم بعد ذلك يضاف له ما يفتح الله به

هذا الحديث اخرجه احمد(4/224)وابوداود(4013)والنسائى(1/200)والطبرانى فى الكبير(22/(670))والبيهقى(1/198)من طريق ابى بكر بن عياش عن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن صفوان بن يعلىعن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله حيي ستير فاذا اراد احدكم ان يغتسل فليتوارى بشئ)
واخرجه ابوداود(4012)والنسائى(1/200)والبيهقى(1/198)من طريق زهير بن معاويةعن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن يعلى
واخرجه عبد الرزاق(1111)عن ابن جريج عن عطاء مرسلا وكذلك هناد فى الزهد(2/629)عن عبدة عن عبدالملك عن عطاء مرسلا
فاذا تاملت هذه الطرق تبين لك ان الصواب زهير بدون ذكر صفوان فيكون على هذا منقطعا وهو ما قاله الامام احمد وابوزرعة كما فى فتح البارى لابن رجب(1/334)والعلل لابن ابى حاتم(2/392)قال ابو زرعة (لم يصنع فيه ابوبكر بن عياش شيئاوكان ابوبكر فى حفظه شئ والحديث حديث الذى رواه زهير واسباطبن محمدعن عبد الملك عن عطاء عن يعلى بن امية عن النبى صلى الله عليه وسلم)اه
هذا بالنسنة لرواية عبد الملك وفيها امر آخر وهو الارسال حيث قا ل ابن ابى حاتم فى العلل(1/19)سالت ابى عن حديث رواه شاذان عن ابىبكربن عياش عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن ابيه النبى صلى الله عليه وسلم قال(ان الله حيي ستير فاذا اغتسل احدكم فليستتر) قلت لابى وقد رايت عن احمدبن يونس عن ابى بكر عن عبد الملك عن عطاء عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسل قلت لابى هذا المتصل محفوظ قال ليس بذاك)
ورواية عبد الرزاق عن ابن جريج تؤيد الارسال
وقال ابوداود بعد اخراج الروايتين(الاول اتم)
يعنى الرواية بدون ذكر صفوان
ورواه احمد(4/224)وهناد(2/628)عن وكيع عن ابن ابى ليلى عن عطاء عن يعلى ابن امية
وابن ابى ليلىضعيف مع الانقطاع بين عطاء ويعلى كما سبق
*وللحديث شاهد عن ابن عباس موقوفا
اخرجه ابن ابى حاتم فى التفسير(8/2632)حدثنا الربيع بن سليمان ثناابن وهبانبا سليمانابن بلال عن عمروبنابىعمروعن عكرمةعن ابن عباس موقوفا وكذلك اخرجه ابوداود(5192)والبيهقى(7/97) ,وقد صححه ابن كثير فى التفسير(3/315)والحافظ ابن حجر فى الفتح (11/31)وذكره السيوطى فى الاكليل ص 164ولكن ابوداود والمنذرى ضعفوه وذلك لوجود عمرو ابن ابى عمرو فى اسناد وهو ابن ميسرة وروايته عن عكرمة فيها نظر حيث انكر عليه العلماء حديث البهيمة وكذلك انكر عليه ابو داود هذا الحديث عن عكرمة
*وللحديث شاهد عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده اخرجهاالسهمى فى تاريخ جرجان ص374وابن عساكر كما فى الكنز(5/92)وفى اسناده جهالة
فتبين بهذاان الحيث لايصح من كل طرقه وان حديث يعلى هواقواها على مافيه من الانقطاع والارسال
واما حديث ابن عباس الموقوف فقال ابو داودبعد الحديث (حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا الحديث)
فهو منكر
واما حديث بهز ففيه جهالة
فعلى هذا لايكون الحديث صحيحا

ونستفيد من هذا دقة علم المتقدمين بعلم الحديث بخلاف بعض المتاخرين
والله تعالى اعلم
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
شكرا لك يا أزدي على هذا البحث القيم
ولكن؟ ألم يصحح الشيخ الألباني رحمه الله هذا

الحديث، بل ذكر تلميذه سمير الزهيري في ترجمته

أن الشيخ كان متوجها من المدينة الى جدة فحصل

له حادث وانقلبت السيارة فذهب الناس لاسعافه

وهم يقولون ياساتر فماكان من الشيخ الا أن نهاهم

وبين لهم أن الساتر ليس من أسماء الله ، وأن

الثابت هو (ستير).

فأرجو من طلبة العلم وخصوصا الشيخ الفاضل

ابوطارق أن يدلوا بدلوهم في هذه المسألة..

والله أعلم


IP: Logged

ابو عمر الازدى
عضــــو جديـــد
عدد الردود: 9
من:مكة
سجل في: Aug 2000
posted 04-09-2000 18:28
--------------------------------------------------------------------------------
الاخ الفاضل لقد اطلعت على كلام الالبانى رحمه الله فى تصحيحه لهذا الحديث وكتبت هذا الموضوع تعقيبا عليه وكل يؤخذ من قوله ويرد واود ان تطلع على كلام الشيخ الالبانى على هذا الحديث وتقارن وكلام الشيخ الالبانى فى ارواء الغليل(7/367)رقم(2335) واذا كان عندي شئ من الخطا فبينه لي وجزاك الله خيرا
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
aofakeeh@hotmail.com

كتب بواسطة عبدالرحمن الفقيه في 7-10-1423 هـ 03:11 صباحاً:
إبن عدي
كتّاب ملتقى حضرموت



تاريخ الانتساب : Oct 2001
الإقامة :
عدد المساهمات 2
إلى الشيخ أبي عمر الأزدي ، حديث (ستير )


إلى الشيخ أبي عمر الأزدي وفقه الله :
كنتم قد كتبتم في مقال سابق بحثا بخصوص حديث ستير :
فأشكر لكم هذا الجهد الرائع ، والبذل المتواصل ، ويعلم الله أنني كنت قلقا بسبب شحكم بالمشاركات في الآونة الخيرة ، لكنني تنفست الصعداء ، وعلمت أنكم بإذن الله معينا لا ينضب وشمسا لن تغيب .

وبعد :

فإنكم قد تطرقتم لبحث حديث ستير وانفصلتم إلى تضعيفه ، ولي على ذلك البحث ملاحظتان :

الأولى : للحديث شاهد من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة وقلتم بشأنه :
عمرو ابن ابى عمرو فى اسناده وهو ابن ميسرة وروايته عن عكرمة فيها نظر حيث انكر عليه العلماء حديث البهيمة .
قلت : نعم حفظك الله أنكر العلماء عليه حديث البهيمة ، وباقي روايته عن عكرمة مستقيمة لا مطعن فيها ولا مغمز ، ومثله كثير من الرواة يستنكر عليه حديث أو إثنان وتبقى روايته الأصل فيها الصحة ، كمثل العلاء بن عبد الرحمن الذي إستنكرت عليه روايته لحديث : إذا انتصف شعبان فهذا خطأ وباقي حديثه مستقيم ، وكذلك عمرو بن شعيب أنكرت عليه زيادة أو نقص في حديث الوضوء وباقي روايته تقبل ولا يطعن فيها ، وعندي من هذا كثير ومثله لا يخفى عليكم ، ولو عدنا إلى عمرو بن أبي عمرو وروايته لهذا الحديث (ستير ) لا نجد هذا الحديث إستنكره الحفاظ عليه إن لن تخني الذاكرة كالعقيلي أو ابن عدي أو الذهبي ، فكان ماذا ومن ذا الذي يسلم من الخطأ والخطايا ، كما أن حديث عمرو بن أبي عمرو هذا قد صححه موقوفا الحافظ ابن كثير في تفسيره (304:3) والحافظ ابن حجر في الفتح (31:11) .

الثانية : قال الأخ راية التوحيد معقبا :

ألا يكون من الأدلة القوية في تقديم رواية المُرسِل ( ابن جريج ) على رواية عبد الملك بن أبي سليمان الذي وصل الحديث = كون ابن جريج أوثق من عبد الملك في عطاء ، فنقدم رواية ابن جريج المرسلة على رواية عبد الملك الموصولة ، ويكون الصحيح في هذا الحديث أنه مرسلاً .
جاء في (( مسائل الإمام أحمد بن حنبل )) برواية ابنه أبي الفضل صالح ( ص 258 ) :
(( قال أبي : كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ ، إلا أنه يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث .
وقال : ابن جريج أثبت عندنا منه .
قال أبي : عمرو بن دينار وابن جريج أثبت الناس في عطاء . )) [ دار الوطن ] .
قلت : نعم لو كان كذلك لكن ابن جريج رواه على الجادة عند عبد الرزاق(1111) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا ، فتبين أن الوهم ممن رواه عنه .
لذلك نرى أن الحافظ أبا زرعة فيما نقلتموه عنه عصّب الجناية على أبي بكر بن عياش .
لذا والعلم عند الله أرى أن الحديث مرسلا عن عطاء ، وموقوفا على ابن عباس يرتفع لدرجة القبول .

تنبيه :

وجدت الألباني رحمه الله قد صحح هذا الحديث في الإرواء (2335) ، لكنه قوى رواية عطاء المسندة بروايته المنقطعة ، جريا على قواعد المتأخرين في زيادة الثقة .

إثراء للبحث العلمي المتجرد ، أنا بإنتظار مشركاتكم حفظكم الله .





تنبيه الجهاز الإداري | رقم آي بي : مخفي

11-16-2001 04:29 PM



أبو عمر الأزدي
كتّاب ملتقى حضرموت



تاريخ الانتساب : Oct 2001
الإقامة :
عدد المساهمات 38



أحسنت اخي الكريم بارك الله فيك وزادنا واياك علما
وكلنا راد ومردود عليه وهدفنا هو الوصول الى الصواب باذن الله

اذكر لك أولا ما كنت قد كتبته حول هذا الموضوع
(هذا الحديث اخرجه احمد(4/224)وابوداود(4013)والنسائى(1/200)والطبرانى فى الكبير(22/(670))والبيهقى(1/198)من طريق ابى بكر بن عياش عن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن صفوان بن يعلىعن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله حيي ستير فاذا اراد احدكم ان يغتسل فليتوارى بشئ)

واخرجه ابوداود(4012)والنسائى(1/200)والبيهقى(1/198)من طريق زهير بن معاويةعن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن يعلى

واخرجه عبد الرزاق(1111)عن ابن جريج عن عطاء مرسلا وكذلك هناد فى الزهد(2/629)عن عبدة عن عبدالملك عن عطاء مرسلا


فاذا تاملت هذه الطرق تبين لك ان الصواب زهير بدون ذكر صفوان فيكون على هذا منقطعا

وهو ما قاله الامام احمد وابوزرعة كما فى فتح البارى لابن رجب(1/334)والعلل لابن ابى حاتم(2/392)قال ابو زرعة (لم يصنع فيه ابوبكر بن عياش شيئاوكان ابوبكر فى حفظه شئ والحديث حديث الذى رواه زهير واسباطبن محمدعن عبد الملك عن عطاء عن يعلى بن امية عن النبى صلى الله عليه وسلم)اه

هذا بالنسنة لرواية عبد الملك
وفيها امر آخر وهو الارسال حيث قا ل ابن ابى حاتم فى العلل(1/19)سالت ابى عن حديث رواه شاذان عن ابىبكربن عياش عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن ابيه النبى صلى الله عليه وسلم قال(ان الله حيي ستير فاذا اغتسل احدكم فليستتر) قلت لابى وقد رايت عن احمدبن يونس عن ابى بكر عن عبد الملك عن عطاء عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسل قلت لابى هذا المتصل محفوظ قال ليس بذاك)
ورواية عبد الرزاق عن ابن جريج تؤيد الارسال

وقال ابوداود بعد اخراج الروايتين(الاول اتم)
يعنى الرواية بدون ذكر صفوان
ورواه احمد(4/224)وهناد(2/628)عن وكيع عن ابن ابى ليلى عن عطاء عن يعلى ابن امية
وابن ابى ليلىضعيف مع الانقطاع بين عطاء ويعلى كما سبق


*وللحديث شاهد عن ابن عباس موقوفا
اخرجه ابن ابى حاتم فى التفسير(8/2632)حدثنا الربيع بن سليمان ثناابن وهبانبا سليمانابن بلال عن عمروبنابىعمروعن عكرمةعن ابن عباس موقوفا وكذلك اخرجه ابوداود(5192)والبيهقى(7/97) ,وقد صححه ابن كثير فى التفسير(3/315)والحافظ ابن حجر فى الفتح (11/31)وذكره السيوطى فى الاكليل ص
164ولكن ابوداود والمنذرى ضعفوه وذلك لوجودعمرو ابن ابى عمرو فى اسنادوهو ابن ميسرة

وروايته عن عكرمة فيها نظر حيث انكر عليه العلماءحديث البهيمة

وكذلك انكر عليه ابوداودهذا الحديث عن عكرمة

*وللحديث شاهد عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده اخرجهاالسهمى فى تاريخ جرجان ص374وابن عساكر كما فى الكنز(5/92)وفى اسناده جهالة

فتبين بهذاان الحيث لايصح من كل طرقه وان حديث يعلى هواقواها على مافيه من الانقطاع والارسال
واما حديث ابن عباس الموقوف فقال ابو داودبعد الحديث (حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا الحديث)
فهو منكر

واما حديث بهز ففيه جهالة
فعلى هذا لايكون الحديث صحيحا
فلا يجوز ان نثبت به صفة لله سبحانه
ونستفيد من هذا دقة علم المتقدمين بعلم الحديث بخلاف بعض المتاخرين
والله تعالى اعلم)


انتهى ما كنت قد كتبته سابقا

فلعلك تتأمله جيدا




الاجابة عن الاشكالات التي اوردها الأخ الفاضل بارك الله فيه

قال الأخ الفاضل(ولو عدنا إلى عمرو بن أبي عمرو وروايته لهذا الحديث (ستير ) لا نجد هذا الحديث إستنكره الحفاظ عليه إن لن تخني الذاكرة كالعقيلي أو ابن عدي أو الذهبي ، فكان ماذا ومن ذا الذي يسلم من الخطأ والخطايا ، كما أن حديث عمرو بن أبي عمرو هذا قد صححه موقوفا الحافظ ابن كثير في تفسيره (304:3) والحافظ ابن حجر في الفتح (31:11) . )

فبالنسبة لما ذكرت فقد كتبت في تخريج الحديث(وكذلك انكر عليه ابوداودهذا الحديث عن عكرمة)

فأبوداود رحمه الله أنكر هذا الحديث على عمرو ابن أبي عمرو حيث قال في سننه(باب الاستئذان في العورات الثلاث
5191 حدثنا بن السرح قال ثنا ح وثنا بن سفيان وابن عبدة وهذا حديثه قالا أخبرنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع بن عباس يقول ثم لم يؤمر بها أكثر الناس آية الإذن وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن علي قال أبو داود وكذلك رواه عطاء عن بن عباس يأمر به
5192 حدثنا عبد الله بن مسلمة ثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة ثم أن نفرا من أهل العراق قالوا يا بن عباس كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا فيها بما أمرنا ولا يعمل بها أحد قول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم إلى عليم حكيم
قال بن عباس( إن الله حليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر)( في رواية غير ابي داود ستير كما عند البيهقي(7/97)) وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجال فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل والرجل على أهله فأمرهم الله بالاستئذان في تلك العورات فجاءهم الله بالستور والخير فلم أر أحدا يعمل بذلك بعد
(((( قال أبو داود حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا))))
وقال البيهقي( حديث عبيدالله ابن ابي يزيد وعطاء يضعف هذه الرواية)

ومعنى كلامه رحمه الله ( أن الرواية الأولى عن ابن عباس يامر بالستر
والثانية فيها التصريح بالنسخ( وهذه هي التي فيها لفظ ستير عند غير أبي داود)
فأنكر أبوداود رحمه الله الرواية الثانية بقوله(قال أبو داود حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا)

ومعنى هذا أن رواية عبيدالله وعطاء عن ابن عباس ليس فيها التصريح بالنسخ بينما هذه فيها التصريح فلم يقبلها أبوداود رحمه الله واعتبرها طريق فاسدة
ولو تأملت اسنادها لتبين لك أن أقرب من يلصق به الغلط هو عمرو
وقد استنكر له العلماء عن عكرمة غير هذا الحديث فالصاق الغلط به أولى
فتبين لنا انكار أن أبا داود والبيهقي قد استنكرا هذه الرواية
والله أعلم




قال الأخ الفاضل(الثانية : قال الأخ راية التوحيد معقبا :

ألا يكون من الأدلة القوية في تقديم رواية المُرسِل ( ابن جريج ) على رواية عبد الملك بن أبي سليمان الذي وصل الحديث = كون ابن جريج أوثق من عبد الملك في عطاء ، فنقدم رواية ابن جريج المرسلة على رواية عبد الملك الموصولة ، ويكون الصحيح في هذا الحديث أنه مرسلاً .

جاء في (( مسائل الإمام أحمد بن حنبل )) برواية ابنه أبي الفضل صالح ( ص 258 ) :
(( قال أبي : كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ ، إلا أنه يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث .
وقال : ابن جريج أثبت عندنا منه .
قال أبي : عمرو بن دينار وابن جريج أثبت الناس في عطاء . )) [ دار الوطن ] .

قلت : نعم لو كان كذلك لكن ابن جريج رواه على الجادة عند عبد الرزاق(1111) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا ، فتبين أن الوهم ممن رواه عنه .
لذلك نرى أن الحافظ أبا زرعة فيما نقلتموه عنه عصّب الجناية على أبي بكر بن عياش .
لذا والعلم عند الله أرى أن الحديث مرسلا عن عطاء ، وموقوفا على ابن عباس يرتفع لدرجة القبول .

تنبيه :

وجدت الألباني رحمه الله قد صحح هذا الحديث في الإرواء (2335) ، لكنه قوى رواية عطاء المسندة بروايته المنقطعة ، جريا على قواعد المتأخرين في زيادة الثقة .

إثراء للبحث العلمي المتجرد ، أنا بإنتظار مشركاتكم حفظكم الله .)


فبالنسبة لما ذكر فالحديث الصحيح فيه الارسال كما سبق
وكلام الحفاظ على نقده موصولا

فيبقى على ارساله
ولا يتقوى بالرواية الموقوفة عن ابن عباس لما تقدم من كلام العلماء عليها
والله أعلم
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
aofakeeh@hotmail.com

كتب بواسطة هيثم حمدان في 7-10-1423 هـ 07:47 صباحاً:
أحسن الله للشيخ أبي عمر وبارك فيه.

فائدة جانبيّة:

( سَتِير ) على وزن ( فَعِيل ).

كذا في ( النهاية ) و ( لسان العرب ) و ( القاموس المحيط ).

والله أعلم.

كتب بواسطة بو الوليد في 7-10-1423 هـ 11:56 صباحاً:
بارك الله في شيخنا الكريم أبي عمر الأزدي ..

فطالما استفدنا منه .. وطالما صبر على ( ثقالتنا ) ولكن لن ننساها له بإذن الله ..

وبالنسبة للأخ هيثم بارك الله فيه ..

فائدة عزيزة ، وكلك فوائد ..

كتب بواسطة المنهال في 7-19-1423 هـ 04:27 صباحاً:
صفة الستر ثابتة لله ولو لم يصح حديث إن الله ستير
أخي الفاضل عبدالرحمن الفقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قرأت كلامك على حديث إن الله ستير وهو بحث نافع ومفيد وقلت في آخر البحث فعلى هذا لايكون الحديث صحيحا فلايجوز ان نثبت به صفة لله سبحانه .
ووجه التعقيب وفقك الله ما يلي
انك قلت لايجوز ان نثبت به صفة لله والصحيح ان يقال الا نثبت به اسما لأن الصفة ثابتة لله سواء صح الحديث اولا
ويدل على ذلك ما يلي
روى البخاري (2661) ومسلم (2768)من طريق قتادة عن صفوان بن محرز قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله يقول في النجوى 00000حتى قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا 00الحديث
وروى البخاري (2254) ومسلم (2291) من حديث ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (كل أمتي معافاة إلا المجاهرين 0000الىقوله ثم يصبح وقد ستره ربه فيقول يافلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه 0
والمتأمل في هذين الحدثين يعلم أن من صفات الله الستر يقينا ، سواء صح الحديث بلفظ ستير أوغيره فإن الصفة ثابتة وهي الستر 0
أعلم أن الأخ يعلم ذلك ولكن حتى لايقرأ المسلم خلاصة البحث فيظن أن الصفة لاتثبت والكلام على اثبات الاسم 0 والله أعلم

كتب بواسطة خالد الشايع في 7-19-1423 هـ 07:24 صباحاً:
أحسنت أخي المنهال :
ولقد كان في العزيمة تعقيب ذلك ، وقد قمت به فلك من الله التوفيق لكل خير .
علما أني أجزم أن ذلك من الشيخ الفقيه حفظه الله سبق قلم .
ورحم الله امرءا قوم أخاه حتى يبلغ الكمال .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

كتب بواسطة عبدالرحمن الفقيه في 7-20-1423 هـ 12:21 مساءً:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أحسنت أخي المنهل بارك الله فيك ووفقك وسددك
والأمر كما ذكر الأخ الفاضل خالد الشايع
وأستغفر الله وأتوب إليه
__________________
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
aofakeeh@hotmail.com

كتب بواسطة خالد الشايع في 7-20-1423 هـ 02:01 مساءً:
ما كنا نشك في ذلك أخي عبد الرحمن
نسأل الله أن يعلي قدرك على تواضعك الجم
وأن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح
انتهى النقل من منتدى أهل الحديث ، بالمناقشات التي عليه للافادة ( رده الله إلينا سريعاً وحفظه من عبث اللاهين )

الأمر الثانى : وهو سؤال الأخ/ مجدي
استبعد فضيلتكم لفظ الجلالة (الله جل جلاله )من الإحصاء .....!ولا أدرى لما ؟
الإجابة التي ذكرتها فضيلتكم ليس لهى علاقة باستبعد الاسم من الإحصاء ، بل هي ترجيح قول الجمهور بكونه الاسم الأعظم ،( فهو أعظم الأسماء كما بينتم ولا يعد في الأسماء المحصاة ) وليس هذا محل السؤال . والله اعلم
فإذا صح الحديث( الحديث السابق في الأمر الأول) عند فضيلتكم يكون عدد الأسماء مائة اسم لا تسع وتسعون !
الأمر الثالث : قد استبعد فضيلتكم اسم الله عز وجل الهادي لكونه أتى مقيداً في أحد الموضعين التي ذكر فيهما كاسم لله عز و جل:
وهو قوله تعالى ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الحج:54)
مع كونه أتى مطلقا الموضع الثاني و هو قوله تعالى:
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) (الفرقان:31)
وهذا يكفى لدخوله في الإحصاء الإطلاق وكونه اسماً ، وكون التقييد في آية سورة الحج بالمؤمنين فربما تفيد أن كمال الهداية وتمامها خاص للمؤمنين (كما هو معلوم أن الهداية عامة وخاصة لكلٍ أنواعه المفصلة كما هو معروف ) كما قال عز وجل في اسمه الرحيم
( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (الأحزاب:43)
(إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(البقرة: من الآية143) ( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ)(الحج: من الآية65)
الأمر الرابع : : قد استبعد فضيلتكم اسم الله عز وجل المحيط لكونه أتى مقيداً في بعض المواضع كقوله تعالى (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) (البقرة:19) ( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120)
مع ورود هذا الاسم الكريم في معرض الثناء عليه عز وجل في قوله تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً _ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرا _ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً _ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً) (النساء:126:123)
وقوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ _ أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ) (فصلت:54:53)
وإن من معاني الإحاطة احاطة الزمان و احاطة المكان و احاطة القدرة والهيمنة والعلو فالاسم الكريم استغراق أسماء أخرى والله عز وجل أعلم .
وهناك نقاط أخرى سوف أطرحها إن شاء الله على فضيلتكم إن كان في العمر بقية
وجزاكم الله خيراً

د. محمود عبد الرازق الرضواني
03-25-2005, 06:33 PM
لعلكم لم تطلعوا على الكتاب لأن المقال كما يبدوا مختصر لكن الشرط الذي التزمناه هو ما جاء في تفصيل الشرط الأول : (وإذا كان الاسم معتمدا في ثبوته على نص ورد في أحد الصحيحين اكتفيت بالإحالة عليه لأنهما أصح الكتب بعد كتاب الله ، وقد اتفقت الأمة على تلقيهما بالقبول ، قال النووي : ( اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم ، وتلقتهما الأمة بالقبول ) ( ) ، وقال أبو عمرو بن الصلاح : ( أول من صنف في الصحيح البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ، وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ، ومسلم مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه فإنه يشارك البخاري في كثير من شيوخه وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز ) ( ) .
وكذلك إذا لم يرد الاسم نصا في القرآن وورد في السنة معتمدا في حجيته على ثبوت الحديث فقط ، وكان الحديث في غير الصحيحين ، فلا بد من الحكم على صحته من قبل جمع من أعلام المحدثين عملا بالأحوط على قدر المستطاع ، أما ما عدا البحث عن حجية دليل السنة في ثبوت الاسم فاكتفيت غالبا فيما لم يرد في الصحيحين بتراث الشيخ الألباني رحمه الله وحكمه على الحديث من جهة القبول أو الرد ، وقد التزمت ذلك أيضا في بقية الأجزاء المتعلقة بالبحث والتي ستأتي تباعا إن شاء الله .
) .
وقد صحح الشيخ الألباني الحديث وكثير من أهل العلم بما يفوق الجمع ، أما إذا كان بعض الإخوة الآن ممن يعقبون على الشيخ الألباني في كثير أحاديثه كما أعرف بعضهم لهم وجهة نظر في الشيخ الألباني فهذا أمر آخر ، لكني استشرت المتخصصين في قسم الحديث بكلية الشريعة وأصول الدين في الجامعة قبل إثباته ووافقوا بعد تحقيقه .
وأرجو قراءة الكتاب ومراجعة شروط الإحصاء .

د. محمود عبد الرازق الرضواني
03-25-2005, 06:42 PM
• الشرط الثالث من شروط الإحصاء :
أن يرد الاسم مطلقا دون إضافة مقيدة أو قرينة ظاهرة تحد من الإطلاق في سياق النص ، وذلك بأن يفيد المدح والثناء بنفسه ، لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر ما أضيف إليه أو قيد به ، والله عز وجل ذكر أسماءه باللانهائية في الحسن ، وهذا يعني الإطلاق التام الذي يتناول مطلق الكمال في الذات والصفات والأفعال ، وهذا الشرط مأخوذ من قوله تعالى :  وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى  [الأعراف:180] ، أي البالغة مطلق الحسن بلا حد ولا قيد ، قال القرطبي : ( وحسن الأسماء إنما يتوجه بتحسين الشرع لإطلاقها والنص عليها ، وانضاف إلى ذلك أنها تقتضي معاني حسانا شريفة ) ( ) ، وقال الآلوسي : ( الحسنى أنيث الأحسن أفعل تفضيل ، ومعنى ذلك أنها أحسن الأسماء وأجلها لأنبائها عن أحسن المعاني وأشرفها ) ( ) .
ويدخل في شرط الإطلاق اقتران الاسم بالعلو المطلق ، لأن معاني العلو كلها - سواء علو الشأن أو علو القهر أو علو الذات والفوقية - هي في حد ذاتها إطلاق ؛ فالعلو يزيد الإطلاق كمالا على كمال .
والله  ذكر من أسمائه الحسنى القدير ، حيث ورد الاسم مطلقا معرفا ومنونا مرادا به العلمية ومضافا إلى معاني العلو والفوقية في كثير من النصوص القرآنية ، ففي موضع يقول :  وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  [التوبة:39] ، فقرنه بالعلو المطلق ، ومرة أخري ذكره مطلقا فقط فقال تعالى :  عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ  [الممتحنة:7] ، وعند المقارنة بين الموضعين نجد أن العلو لا يحد من إطلاق الوصف بل يزده كمالا على كمال ، ولذلك فإن كل اسم اقترن بمعاني العلو والفوقية على كل شيء فهو في حكم المطلق الذي يفيد المدح والثناء بنفسه ، وكذلك أيضا إذا ورد الاسم مطلقا بصيغة التعظيم فإنه يزيد الإطلاق حسنا وكمالا فوق الكمال كما في قوله تعالى :  فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ  [المرسلات:23] ، وقوله :  وَإِنَّا لنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُون  [الحجر:23] ، وهذا الشرط ذكره ابن تيمية في تعريفه للأسماء الحسنى بقوله : ( الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها ، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة ، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها ) ( ) .
وإذا كانت الأسماء الحسنى لا تخلو في أغلبها من تصور التقييد العقلي بالممكنات وارتباط آثارها بالمخلوقات كاسم الله الخالق والخلاق والرازق والرزاق ؛ أو لا تخلو من تخصيص ما يتعلق ببعض المخلوقات دون بعض كالأسماء الدالة على صفات الرحمة والعفو المغفرة مثل الرحيم والعفو والرءوف والغفور والغفار ؛ فإن ذلك التقييد لا يدخل تحت الشرط المذكور وإنما المقصود هو التقييد بالإضافة الظاهرة في النص كالغافر والقابل والشديد في قوله تعالى :  غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ  [غافر:3] ، وكذلك الفاطر والجاعل في قوله تعالى :  الْحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً  [فاطر:1] ، والمنزل والسريع في الحديث الذي رواه البخاري من حديث عبد الله بن أبي أوفى t أن رسول الله S دعا يوم الأحزاب على المشركين فقال في دعائه : ( اللهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ سَرِيعَ الْحِسَابِ ، اللهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ ) ( ) ، فهذا كله تقييد يجعل حسن الاسم مقرونا بالإضافة الظاهرة في النص ، ولو أطلق لا يصح كإطلاق البالغ فيما قيد بالإضافة في قول الله تعالى :  إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ  [الطلاق:3] ، والخادع في قوله :  إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ  [النساء:142] ، والمخزي في قوله سبحانه :  وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ  [التوبة:2] .
ومن الأسماء التي لم ينطبق عليها شرط الإطلاق أيضا المحيي حيث ورد مقيدا في قوله تعالى :  إِنَّ الذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى  [فصلت:39] ، والرفيع في قوله :  رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ  [غافر:15] ، والمتم في قوله :  وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ  [الصف:8] وكذلك المستعان في قوله تعالى :  وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ  [يوسف:18] ، والفالق والمخرج في قوله عز وجل :  إِنَّ اللهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ  [الأنعام:95] ، والحفي في قوله :  قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً  [مريم:47] .
ومن ذلك أيضا اسم الله النور في قوله تعالى :  اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ  [النور:35] ، والهادي في قوله :  وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ الذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ  [الحج:54] ، وكذلك البديع في قوله عز وجل :  بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ  [البقرة:117] ، والجامع في قوله تعالى :  رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ  [آل عمران:9] ، وكذلك العالم قوله تعالى :  عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ  [الرعد:9] ، وقوله  :  وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ  [البقرة:19] ، والعلام في وقوله تعالى :  قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلامُ الْغُيُوبِ  [سبأ:48] ، والمحيط ورد مقيدا في غير آية كقوله تعالى :  أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ  [فصلت:54] ، هذا فضلا عن إفادة الباء لمعنى الظرفية وهو أحد معانيها اللغوية ( ) .
ومن الأسماء التي لا تدخل تحت شرط الإطلاق الكاشف في قوله :  وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ  [الأنعام:17] ، والصاحب والخليفة فيما ورد عند مسلم من حديث ابن عمر  في دعاء النبي S عند السفر أنه كان يقول : ( اللهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ في الأَهْلِ ) ( ) ، وكذلك مقلب القلوب ورد مقيدا في حديث ابن عمر  عند أبي داود وصححه الألباني قال : ( أكثرُ مَا كان رسولُ الله S يحلفٌ بهذه اليَمِين ، لا ومُقَلِّبَ القُلوبِ ) ( ) ، فلا يصح إطلاق ما قيده النبي S ، وليس من أسمائه الحسنى المقلب على إطلاق اللفظ ، وكذلك القائم في قوله :  أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ  [الرعد:33] .
ويدخل في حكم المقيد أيضا ما قيد بقرينة ظاهرة في سياق النص كما في قوله :  أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ  [الواقعة:63/64] حيث قيد اسمه الزارع بما يحرثون ، وكذلك الموسع في قوله :  وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ  [الذاريات:47] ، أي الموسعون للسماء ، وكذلك تقييد اسم الله الماهد بفراشة الأرض في قوله تعالى :  وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ  [الذاريات:48] ، والفاعل في قوله :  كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ  [الأنبياء:104] ، وكذلك الطبيب فيما رواه أبو داود وصححه الألباني من حديث أبي رمثة  أنه قال : ( فَقَالَ لَهُ أَبِى : أرني هَذَا الذي بِظَهْرِكَ فإني رَجُلٌ طَبِيبٌ ؟ قَالَ S : اللهُ الطَّبِيبُ ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ ، طَبِيبُهَا الذي خَلَقَهَا ) ( ) ، فالاسم هنا مقيد بالقرينة وليس مطلقا فالرجل لما رأى خاتم النبوة في كتف النبي S ظنه جرح أو خُراج فأراد أن يزيله ، والصحابة  يعلمون أنه خاتم النبوة لكنه لم يفطن لذلك وتعجل فقال للنبي S ما قال ، فلم يرد النبي S من شدة حيائه وكرم أخلاقه أن يسبب له حرجا ويبين له أنه ليس مرضا ولكنه خاتم النبوة وهذا أمر في سائر الأنبياء ، فقال له : طبيبها الذي خلقها ، أو يداويها الذي خلقها ويقصد إن كان فيها داء كما تظن فالله  طبيب ما أصابني ( ) ، فالاسم هنا مقيد وليس مطلقا .
والدليل على ذلك ما ورد في الروايات الأخرى ، فعند أحمد ورجاله ثقات أنه قال : ( فَقُلْتُ لَهُ : يَا نَبِيَ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ أَطِبَّاءَ فَأَرِنِي ظَهْرَكَ ؛ فَإِنْ تَكُنْ سَلْعَةٌ أَبُطُّهَا ، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْسَانٍ أَعْلَمَ بِجُرْحٍ أَوْ خُرَاجٍ مِنِّى ، قَالَ : طَبِيبُهَا اللهُ ) ( ) ، وفي رواية أخرى قال : ( قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ S فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ فَقُلْتُ لاِبْنِى : هَذَا وَاللهِ رَسُولُ اللهِ S ، فَجَعَلَ ابْنِي يَرْتَعِدُ هَيْبَةً لِرَسُولِ اللهِ S فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ ، وَإِنَّ أَبِي كَانَ طَبِيباً ، وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ طِبٍّ وَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنَ الْجَسَدِ عِرْقٌ وَلاَ عَظْمٌ ، فَأَرِنِي هَذِهِ التِي عَلَى كَتِفِكَ ، فَإِنْ كَانَتْ سَلْعَةً قَطَعْتُهَا ثُمَّ دَاوَيْتُهَا ، قَالَ : لاَ طَبِيبُهَا اللهُ ) ( ) .
وعند الطبراني قال : ( فَنَظَرْتُ فَإِذَا في نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلُ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ ، فَقُلْتُ : أَلاَ أُدَاوِيكَ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُطَبِّبُ ، فَقَالَ : يُدَاوِيهَا الذي وَضَعَهَا ) ( ) ، وروى الطبراني وأحمد اللفظ له : ( خَرَجْتُ مَعَ أَبِى حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ S ، فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ ، وَرَأَيْتُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ قَالَ أَبِى : إِنِّي طَبِيبٌ ، أَلاَ أَبُطُّهَا لكَ ؟ قَالَ : طَبِيبُهَا الذي خَلَقَهَا ) ( ) .
ولو صحت الرواية التي فيها : ( الطبيب الله ولعلك ترفق بأشياء تخرق بها غيرك ) لكان الاسم مطلقا ، ولكنها رواية مرسلة عن مجاهد ، وقد ضعفها الشيخ الألباني ( ) ، وقال المناوي : ( وليس الطبيب بموجود في أسماء الله تعالى ، فإن قيل : يجوز إطلاقه عليه تعالى فيقال يا طبيب عملا بهذا الخبر قلنا : لا ، لأنه حديث ضعيف ، وقد شرطوا لجواز الإطلاق صحة الحديث كما مر ، وبفرض صحته فهو ممنوع ، لأنه وقع كما قال الطيبي مقابلا لقوله : أنا طبيب ، مشاكلة وطباقا للجواب على السؤال ) ( ) .
وكثير من الذين توسعوا في جمع الأسماء ولم يلتزموا شرط الإطلاق وقعوا عند إحصاء الأسماء في اضطراب شديد حتى بدا جمعهم مبنيا على الاجتهادات الشخصية دون القواعد العلمية أو الأصول المنهجية ، فأدخل بعضهم ما استحسنه من الأسماء واستعبد منها ما يشاء ، وعلى ذلك فالأسماء المقيدة والمضافة لا تدخل في الأسماء الحسنى ، وإنما حسنها في أن تذكر على ما ورد به النص ، ويجوز الدعاء بها على الوضع الذي قيدت به ، ومعلوم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء ، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات ، وباب الأخبار أوسع من باب الأفعال ( ) .


ومما أضيف إلى الطبعة الثانية من الكتاب : (ويجدر التنبيه على أن بعض الصيغ التي ترد في النصوص والتي يتعلق بها الاسم كصيغة إنا كنا ، وما كنا ، وإن كنا ، وإنا المقترنة بلام الخبر ، وكنا بكل شي ، وكفى به ، أو كفى بنا ، أو ما شابه ذلك لا تتوافق مع شرط الإطلاق ، فالذين توسعوا في الإحصاء واعتبروا كل ذلك من الأسماء كلامهم فيه نظر كمن جعل المنذر من أسماء الله الحسنى لأنه  قال :إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان : 3]، والمبتلي لقوله : إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ [المؤمنون : 30] ، والمرسل لقوله :وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ [القصص : 45] ، والصادق لقوله :وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ [الأنعام : 146] ، والمبرم في قوله تعالى :أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ [الزخرف : 79] ، والحاسب لقوله : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ [الأنبياء : 47] .

وهذه الصيغ التي وردت في سياق النصوص - منذرين مبتلين مرسلين صادقون مبرمون حاسبين - ليس فيها من علامات الاسمية إلا الواو والنون أو الياء والنون كبديل عن التنوين في حال الإفراد ، ولو أفردت لقيل : منذرٍ مبتلي مرسلٍ صادقٌ مبرم حاسبٍ ؛ فلم تدخل عليها مضافة إلى الله في هذه المواضع أو غيرها لام التعريف ولا ياء النداء ولا حرف الجر ولا إسناد المعنى ليكون الاسم محمولا عليه مسندا إليه ، بخلاف القادر والوارث والمجيب فهي أسماء صريحة في الصياغة وبغض النظر عن إضافة الواو والنون أو عدم إضافتها ؛ فهذه الثلاثة معرفة بلام التعريف ، ومطلقة في دلالتها بنفسها على العلمية ، وصريحة أيضا بمفردها في صياغتها الاسمية ، فإذا اقترنت بالواو والنون أو الياء والنون لا يتطرق إليها أي احتمال للكثرة والعددية ، ولا يتصور معها التعدد في الذات الإلهية ، بل تجعل الجمع محصورا في دلالته على التعظيم في العلمية والوصفية ، والتعظيم كما علمنا يزيد الإطلاق عظمة وجمالا وحسنا وكمالا ، فقال سبحانه وتعالى : وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ [الحجر : 23] ، وقال جل شأنه : وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ [الصافات : 75] ، وقال سبحانه أيضا :فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ [المرسلات : 23] .

أما هذه الصيغ فهي أقرب إلى الوصفية من العلمية أو من قبيل مشابهة الصفة بالفعل ، لأن الفعل تتصل به هذه العلامة ، فضاربون مثل يضربون وكذلك مبتلون ومرسلون ومبرمون وحاسبون مثل يبتلون ويرسلون ويبرمون ويحسبون ( ) ، ومعلوم أن جمْعها بالواو والنون أو الياء والنون محمول على جمع المذكر السالم في الإعراب كأسماء الجموع ومن جهة أخرى فإن هذه الصيغ مقيدة بموضع التعظيم والكمال دون ما تطرق إليه الاحتمال ، فدلالتها على علمية الاسم يتطرق إليه احتمال التعدد وكثرة الذوات بخلاف التنوين حال الإفراد أو دخول لام التعريف والنداء ( ) .
وأيضا فإن هذه الصيغ دائما ما تقيد بما ورد من قرينة في السياق لأن تصور التقييد العقلي فيها لا يحسن مع الإطلاق ، ولذلك فإن هذه الأسماء يذكرها المفسرون دائما على معنى التقييد ، فالفاعل يذكر متعلقا بالشيء المفعول ، والمبتلي مثلا يذكر متعلقا بمن وقع عليه الابتلاء ، والصادق يذكر مقيدا بما يدفع الكذب والافتراء ، قال ابن جرير : ( وقوله وإنا لصادقون يقول وإنا لصادقون في خبرنا هذا عن هؤلاء اليهود عما حرمنا عليهم من الشحوم ولحوم الأنعام والطير التي ذكرنا أنا حرمنا عليهم وفي غير ذلك من أخبارنا ، وهم الكاذبون في زعمهم أن ذلك إنما حرمه إسرائيل على نفسه وأنهم إنما حرموه لتحريم إسرائيل إياه على نفسه ) ( ) .
وقال أبو السعود : ( وكانوا كلما أتوا بمعصية عوقبوا بتحريم شيء مما أحل لهم وهم ينكرون ذلك ويدعون أنها لم تزل محرمة على الأمم ، فرد ذلك عليهم وأكد بقوله تعالى : وإنا لصادقون ، أي في جميع أخبارنا التي من جملتها هذا الخبر ، ولقد ألقمهم الحجر ) ( ) ، والإمام القرطبي مع توسعه في الإحصاء والتسوية بين المقيد والمطلق من الأسماء لم يستطع تفسيرها إلا بتقييد المعنى فقال : ( وإنا لصادقون في أخبارنا عن هؤلاء اليهود عما حرمنا عليهم من اللحوم والشحوم ) ( ) .
وكذلك أيضا فإن هذه الأسماء لم يذكرها أحد من المحققين الذين التزموا شرط الإطلاق في إحصائهم للأسماء الحسنى ، وإنما ذكرها كثير من المتوسعين الذين أجازوا لأنفسهم إطلاق المقيد وفصل المضاف وتحويل الأفعال والأوصاف إلى أسماء باجتهادهم في الإحصاء .
ومن الصيغ التي لا تتوافق مع شرط الإطلاق صيغ التفضيل المقرون بالإضافة كخير الماكرين وخير الناصرين وخير الفاصلين وخير الحاكمين وخير الفاتحين وخير الغافرين وخير المنزلين وخير الراحمين وأسرع الحاسبين ، وأحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، هذه الصيغ تذكر في حق الله كما هي ولا يصح فصلها أو إطلاقها ثم جعلها ضمن الأسماء الحسنى التي تفيد المدح والثناء بنفسها ، فتقول كما قال البعض : من أسمائه الحسنى الخير والأسرع والأحكم والأرحم ، أو تطلق لفظ الماكرين وتفصله عن اللفظ المقارن في خير الماكرين ، ثم تسميه الماكر والناصر والغافر والفاصل والفاتح والحاكم والحاسب والراحم وغير ذلك ؛ فلا يصح أن تطلق ما قيده الله عز وجل أو تفصل ما أضافه .
ومن الأسماء التي أشكلت على البعض في تطبيق شرط الإطلاق الطبيب فهي في جميع الروايات مقيدة ، وفي إحدى الروايات ورد لفظ مع ألفاظ التقييد ظن كثيرون أنه يفيد الإطلاق وليس الأمر كذلك فعند أبي داود وصححه الألباني من حديث أبي رمثة  أنه قال : ( فَقَالَ لَهُ أَبِى : أرني هَذَا الذي بِظَهْرِكَ فإني رَجُلٌ طَبِيبٌ ؟ قَالَ S : اللهُ الطَّبِيبُ بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ ، طَبِيبُهَا الذي خَلَقَهَا ) ( ) ، فالاسم هنا مقيد بالقرينة المنصوص عليها في الحديث وهو قوله S : طبيبها الذي خلقها ، لأن الرجل لما رأى خاتم النبوة في كتف النبي S ظنه جرح أو خُراج فأراد أن يزيله حبا في رسول الله S وإظهارا لمهارته في الطب ، وقد كان أغلب الصحابة  يعلمون أنه ليس جرحا ولكنه خاتم النبوة ، فلم يتفطن الرجل لذلك وتعجل فقال للنبي S ما قال ، ولم يرد النبي S من شدة حيائه وكرم أخلاقه أن يسبب له حرجا ويبين له أنه ليس مرضا ولكنه خاتم النبوة وهذا أمر في سائر الأنبياء ، فقال له : طبيبها الذي خلقها ، أو يداويها الذي خلقها ، ومعنى كلامه S : إن كان فيها داء كما تظن فالله  طبيب ما أصابني ( ) ، فالاسم هنا مقيد وليس مطلقا ، والدليل على ذلك ما ورد في الروايات الأخرى ؛ فعند أحمد ورجاله ثقات أنه قال : ( فَقُلْتُ لَهُ : يَا نَبِيَ اللهِ إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ أَطِبَّاءَ فَأَرِنِي ظَهْرَكَ ؛ فَإِنْ تَكُنْ سَلْعَةٌ أَبُطُّهَا ، وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ أَخْبَرْتُكَ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ إِنْسَانٍ أَعْلَمَ بِجُرْحٍ أَوْ خُرَاجٍ مِنِّى ، قَالَ : طَبِيبُهَا اللهُ ) ( ) .
وفي رواية أخرى قال : ( قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ أَكُنْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ S فَخَرَجَ وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ فَقُلْتُ لاِبْنِى : هَذَا وَاللهِ رَسُولُ اللهِ S فَجَعَلَ ابْنِي يَرْتَعِدُ هَيْبَةً لِرَسُولِ اللهِ S فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : إِنِّي رَجُلٌ طَبِيبٌ وَإِنَّ أَبِي كَانَ طَبِيباً وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ طِبٍّ ، وَاللهِ مَا يَخْفَى عَلَيْنَا مِنَ الْجَسَدِ عِرْقٌ وَلاَ عَظْمٌ ؛ فَأَرِنِي هَذِهِ التِي عَلَى كَتِفِكَ فَإِنْ كَانَتْ سَلْعَةً قَطَعْتُهَا ثُمَّ دَاوَيْتُهَا ، قَالَ : لاَ ، طَبِيبُهَا اللهُ ) ( ) .
وورد عند الطبراني أنه قال : ( فَنَظَرْتُ فَإِذَا في نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلُ بَعْرَةِ الْبَعِيرِ أَوْ بَيْضَةِ الْحَمَامَةِ ، فَقُلْتُ : أَلاَ أُدَاوِيكَ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ نُطَبِّبُ ، فَقَالَ : يُدَاوِيهَا الذي وَضَعَهَا ) ( ) ، وروى الطبراني وأحمد اللفظ له : ( خَرَجْتُ مَعَ أَبِى حَتَّى أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ S ، فَرَأَيْتُ بِرَأْسِهِ رَدْعَ حِنَّاءٍ ، وَرَأَيْتُ عَلَى كَتِفِهِ مِثْلَ التُّفَّاحَةِ ، قَالَ أَبِى : إِنِّي طَبِيبٌ أَلاَ أَبُطُّهَا لكَ ؟ قَالَ : طَبِيبُهَا الذي خَلَقَهَا ) ( ) ، أما الرواية التي روت عن مجاهد وفيها : ( الطبيب الله ولعلك ترفق بأشياء تخرق بها غيرك ) ، فهي رواية مرسلة عن مجاهد وقد ضعفها الشيخ الألباني ( ) .
قال المناوي : ( وليس الطبيب بموجود في أسماء الله تعالى ، فإن قيل يجوز إطلاقه عليه تعالى فيقال يا طبيب عملا بهذا الخبر ، قلنا لا ، لأنه حديث ضعيف ، وقد شرطوا لجواز الإطلاق صحة الحديث كما مر وبفرض صحته فهو ممنوع ، لأنه وقع كما قال الطيبي مقابلا لقوله : أنا طبيب مشاكلة وطباقا للجواب على السؤال ) ( ) .
وكثير من الذين توسعوا في جمع الأسماء ولم يلتزموا شرط الإطلاق وقعوا عند إحصاء الأسماء في اضطراب شديد حتى بدا جمعهم مبنيا على الاجتهادات الشخصية دون القواعد العلمية أو الأصول المنهجية ، فأدخل بعضهم ما استحسنه من الأسماء واستعبد منها ما يشاء ، ولو ضربنا مثلا بإطلاق جميع المقيد في القرآن واعتباره من الأسماء الحسنى التي توسع المتوسعون في عدها لوجدناهم بالضرورة قد أدخلوا الأسماء الآتية : الآخذ الأحسن الأحق الأحكم الأرحم الأسرع الأشد الأصدق الأعلم الأقرب الأكبر الأهل والماكر البديع البريء الجاعل الجامع الحاسب الحافظ الحاكم الحفي الخادع الخير الممسك الراحم الرافع الرفيع الزارع السريع الشاهد الشديد الشفيع الصادق العالم العدو العلام الغافر الغالب الفاتح الفاصل الفاطر الفاعل الفالق الفعال القائم القابل الكاتب الكاشف الكافي الماهد المبتلي المبرم المتم المتوفي المحيط المحيي المخرج المخزي المرسل المستعان المستمع المصور المطهر المعذب المغير المنتقم المنذر المنزل المنْشئ المهْلك الموسع الموهن الناصر الهادي الوالي الوحيد .
والمتوسعون أنفسهم أطلقوا على الله منها ما شاءوا ، ومنعهم الحياء من ربهم أن يطلقوا ما قيده في كثير من الأسماء كالعدو والخادع والمخزي والمهلك والمعذب والمنزل ، فذكروها في كتبهم مقيدة كما هي وخالفوا منهجهم في إطلاق المقيد وفصل المضاف ، وعلى ذلك فالأسماء المقيدة والمضافة حسنها في أن تذكر جميعها على ما ورد به نص كلام الله ورسوله S ، ويجوز الدعاء بها على الوضع الذي قيدت به ، ولكنها لا توافق شرط الإطلاق اللازم لإحصاء الأسماء الحسنى ، ومعلوم أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء ، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات وباب الإخبار أوسع من باب الأفعال ( ) .
)

ابوالمنذر
03-25-2005, 06:49 PM
جزاكم الله خبرا شيخنا د / محمود الرضوانى
حفظه الله تعالى
ولكن الذى ضعف الحديث علماء سابقين وما الاخوة الا مجرد ناقلين
واتذكر نقل عن شيخنا ابى اسحاق الحويني (شفاه الله وعافاه) ان بعض المتعقبين للشيخ الالباني رحمه الله تعالى فى تصحيحه لبعض الاحاديث عندهم بعض الحق - فلعل الشيخ الفقيه من هؤلاء فى تعقبه لهذا الحديث والعلم عند الله عزوجل .

د. محمود عبد الرازق الرضواني
03-25-2005, 07:28 PM
موضوع الأسماء كل اسم فيه أخذ جهدا يعلمه الله وخصوصا بعض الأسماء التي اختلف فيها المحدثون ، وكنت أتصل بإخواننا الذين نعرفهم من المحققين ليرجحوا حديثا اختلف مع الشيخ الألباني في الحكم عليه ، فمنهم من كان يجيب ومنهم من لم يرد على منذ عام ونصف ، وكنت أطلب من رئيس قسم الحديث في الكلية بتكليف جمع من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين للحكم على الحديث ، ولو راجعت حديث الستير لوجدت أغلب العلماء أثبتوه ، والقصد أن الحكم راعينا فيه الأغلب بغض النظر عن قول شيخ ممن نحبه ونسعى إلى تأييده ما استطعنا ، كما أن اسم الله المحيط التقييد ظاهر فيه بالباء ويحتاج الأخ الذي رآه مطلقا إلى قراءة تعقيبي على ما ورد في جمع شيخنا ابن عثيمين ، وكذلك اسم الله الهادي ، وأتمنى من الإخوة قراءة الكتاب جيدا وجزاكم الله خيرا

علي أبو عبد الله
05-07-2005, 03:10 AM
فضيلة الدكتور / محمود سلمه الله ورعاه
اطلعت من فترة ليست بالقصيرة على رسالتين علميتين في هذا الشأن أرجو من فضيلتكم إبداء الرأي حولهما خاصة أنهما في صلب المسألة وقد فهمت من تعقيب فضيلتكم السابق أن الموضوع أخذ منكم مدة في البحث ليست بالقليلة .

الأولى / أسماء الله الحسنى د/ عبد الله بن صالح الغصن - ماجستير - دار الوطن 1417هـ
وقد أفرد مسألة الإحصاء بالبحث وقارن بين كتب المتقدمين في المسألة

الثانية / اسم الله الأعظم ( جمع ودراسة وتحليل للنصوص وأقوال العلماء الواردة في ذلك )
د/ عبد الله الدميجي دار الوطن 1418هـ

صاحب الفضيلة أعجبني بحثك لذلك طلبت رأيك في الرسالتين ، كما آمل من فضيلتك إفادتي إن كان في المسألة كتب أفردتها بالبحث وأجادت من وجهت نظرك سددك الله ونفع بعلمك آمين