المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زنادقة العصر ولقطاء الاستعمار الثقافي



ناصر التوحيد
02-16-2008, 04:27 AM
سلسلة كشف الشخصيات
تحت المجهر (زنادقة الفكر والادب)
زنادقة العصر ولقطاء الاستعمار الثقافي
-----
ملحوظة: كل هذه المقالات منقولة وليس لي من الامر سوي تجميعها من اكثر من مصدر فجزا الله كتابها خيرا
-----
كلمة زنديق تعني من أبطن الكفر وأظهر الإسلام .. إما خشية انتقام الأمة منهم وإما خبثاً ليروجوا مذاهبهم وعقائدهم الباطلة تحت عباءة الإسلام.. إخفاء لعقائدهم، وتغطية لأهدافهم، وتيسيراً لعملهم الخبيث لتخريب الإسلام وتهديم دولته وسلطانه .
والزندقة موجودة قديما وحديثا .. ومن ثم لا عجب أن تتم تتبع الزنادقة ويتم كشفهم .
-----
الزنادقة القدماء :
لم تظهر الزندقة في المجتمع الإسلامي في القرن الأول الهجري، لأن الخلافة الأموية كانت في أوج عزتها وعنفوان قوتها، وكانت واقفة بالمرصاد لكل أصحاب الملل المناقضة للروح الإسلامية، لذلك فإن نشأة الزنادقة كانت في القرن الثاني الهجري، وكان عددهم محدوداً ونشاطهم في غاية السرية. وكانوا يحنقون على المسلمين بسبب ضياع ملك الأكاسرة على أيدي المسلمين فأسلموا ظاهراً وأبطنوا الكفر بغية تدمير دولة الخلافة من خلال نشر تعاليم ديانة الفرس القديمة مع نشرالشبهات حول القرآن وفضل العرب ونشرالفساد والعبث والمجون وإشاعة الإنحلال في المجتمع الإسلامي المتماسك بالعقيدة الإسلامية.. هكذا كان الزنادقة في كمون أيام الأمويين ثم ظهروا إلى العلن أيام العباسيين واشتد أوار الزندقة في القرن الثالث الهجري وظهر في منتصف هذا القرن القرامطة والحشاشون والزنج والشعوبية وظهر ابن الراوندي وأبو عيسى الوراق والحلاج والشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر والشاعر الشعوبي الماجن بشار بن برد .. وغيرهم!!
وقد تتبع الخلفاء العباسيين للزنادقة وجرت مناظرتهم أمام كبار العلماء والقضاة حتى لا تكون لهم حجة , وتمت محاكمتهم بموجب الشرع .
-----
زنادقة العصر الجدد :

وقد ابتلي هذا العصر بوجود مجموعة من الزنادقة الذين خرجوا من رحم المنظومات المعادية للإسلام وللأسف الشديد فإنهم منتشرون في كثير من المناحي الحياتية ولهم صوت مسموع في وسائل الإعلام والأخطر من ذلك كله أنهم يعملون في مجال تشكيل العقول وغسيل أمخاخ أجيال كاملة من المسلمين عبر مناصبهم في مجال التربية والتعليم على كافة مستوياته..

وفي هذا الزمان أصبح العلمانيون لا يتورعون عن إظهار زندقتهم وفسادهم لأهل الإسلام. ولا يجعلون للدين قيمة في حياتهم فلا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما.همهم وغايتهم خلخلة القيم الراسخة في المجتمع الإسلامي من الإخوة والطهر والعفاف وحفظ العهود والتكافل وأحاسيس الجسد الواحد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. واستبدلوا ذلك بالقطيعة والتفرق والإباحية ونشر الرذيلة في المجتمع الإسلام. والاستغلال والنفع وأحاسيس قانون الغاب والافتراس والتحلل والإباحية.. من خلال (بعض)الدراسات الاجتماعية والنفسية والأعمال الأدبية.. وتسخير ما في أيديهم من الوسائل لتحقيق غاياتهم في أبناء المجتمع المسلم.
ولاؤهم وانتمائهم للطاغوتية والشيطانية ... ويوهمون بني جلدتهم برفع مصطلح الحداثة التي تقوم على مادية الحياة وهدم القيم والثوابت ونشر الانحلال والإباحية وتلويث المقدسات.وجعل ذلك إطاراً فكرياً للأعمال الأدبية(عن طريق دس القصص الجنسية ضمن القصص الهادفة ) مما أوقع الأمة في أسوأ صور التخريب الفكري الثقافي ونشَرَ فيه من الجرائم والصراع ما لم يعهده أو يعرفه في تاريخه.

وافكارهم تحث على التفكك الأسري ... فارتفعت نسبة الطلاق والخيانات الزوجية.فضاهت ما يحدث في أوروبا وبلاد الغرب.وهذا لا يستنكر مادام دعاة الاختلاط والإباحية من الزنادقة العلمانيين يعيثون في الأرض فسادا في بلاد المسلمين واستباحتهم ما حرم الله سبحانه وتعالى فاستباحوا التبرج والسفور, ودعوا الناس إليها ودافعوا عنها وتصدوا لمن ينكرها أو يحذر منها.

في زمنٍ اصبحت فيه الامور تسمى بغير مسماها.زمنٍ اصبح في الحق باطلا والباطل حق.الايعلم هؤلاء العلمانيون المتصهينون انهم غير مرغوبٍ بهم بيننا لم يدسون السم في العسل ويلوون عنق الحقيقة.


ماذا يريد هؤلاء...!!
ايريدون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا؟ من خلال اخراج المراة العفيفة الشريفة من خدرها وعرضها على الملا كما يعرض الجزارذبائحه؟
ام ايريدون حربا من الله ورسوله من خلال اباحة السفور والتبرج ؟
ام يريدوننا ان نقلد الغرب في كل صغيرة وكبيرة ونكون بلا هوية وبلا انتماء وان نتجرد من اسلامنا ومن قيمنا ومن اخلاقنا

ومما يحير المرء في شأنهم أن مشاغباتهم تأتي دائما في مغامرات من اللغو الذي لاطائل له.ويحاولون أن يصنعوا من أنفسهم أبطالا للحرية.من بطولات وهمية ليس من ورائها ما هو نافع ولا نقد بناء ولا كلمة حق أمام سلطان جائر ولا موقف شجاع ينصر فيه المظلوم من الظالم ، فمن أين يريدون أن يصبحوا أبطالا لا أدري .

وانما غالب المعادين للشريعة الإسلامية في العالم العربي هم قلة من جماعة (تجار الكلام ) جل ما لديهم مجرد الكلام المستمر الممل والمتكرر... في السخرية والاستهزاء بالدين وأحكام الشريعة والتباهي بأنهم أصحاب قلم يدافعون عن التقدم والعصرنة. فإذا فتشت عن عصرنتهم وتقدميتهم وجدتها تدور حول الدفاع عن كاتب طعن في القرآن لا من أجل أنه اكتشف شيئا يحرم القرآن اكتشافه. بل لان المفكر الحر جدا الذي يدافعون عنه اكتشف فجأة أنه لم يرق له الإيمان بالبعث بعد الموت وأن الايمان بالغيبيات هوشيء سخيف لا يناسب الإنسان العصري.ك ما تدور حول الدفاع عن حرية بيع كتب عن الجنس الرخيص. أو أفلام من هذا النوع . أو احترام رأي يدعو إلى اعتبار الرقص بين الجنسين اكتشاف عصري مذهل يعبّر عن تقدم الدول والشعوب و(يدعون دائما للاختلاط بالجنس الآخر وما ادراك ما وراء الاختلاط بالجنس الآخر)الى نحو ذلك من القضايا في هذا المستوى أو دونه.

فلا جرم أن ينصبوا العداء للدين إذن.وقد أهدروا أوقاتهم في اختلاق صراع مع الدين بلا فائدة. ويضيعون أوقاتنا معهم في قراءة ما يكتبون والرد عليهم خوفا على ضعفاء الأيمان من شبهاتهم .

أما الاكتشافات العلمية النافعة فلا ناقة لهم فيها ولا جمل. ولاحتى يحسنون أن يضيفوا إليها شيئا مفيدا. لان هذه ليست صنعتهم إذ لو كانت لهم صنعة مفيدة لحجزتهم عن مشكلة الفراغ التي جعلت منهم تجار الكلام. ولانهم انشغلوا بشيء آخر. انشغلوا بمعاداة دينهم متوهمين أنهم أبطال المعركة مع التخلف يقودون الشعوب إلى النور والمستقبل. وقد خيلت لهم انفسهم المريضة أنهم سينقذون أمتنا من الظلام الى النور؟؟؟!!!

لكن مصيبتنا معهم أنهم لا يحسنون سوى السخرية من الدين تارةً ومن حجاب المرأة ودعوتها الى الرذيلة تارةً أخرى ويعدون انها علوم باهرة من حقهم ان يخافون على أنفسهم من الاضطهاد بسبب اكتشافها .. ووصفهم أن الغرب أرادهم أحرارا عندما يطعنون في دينهم.. وأرادهم عبيدا لــه في كل ما سوى ذلك... فكانوا كما أرادهم في كلا الأمرين... ثم يتفاخرون علينا متباهين أنهم أبطال الحرية !!

من أمثال طه حسين الملقب بعميد الأدب العربي ظلماً وزوراً.. ونجيب محفوظ صاحب رواية أولاد حارتنا التي نال بسببها جائزة نوبل المشبوهة!! ومحمد أركون المولود عام 1928 في منطقة القبائل بالجزائر.. وعزيز العظمة وهو سوري لا يؤمن بأي دين.. ومحمد بنيس من مدينة فاس ولد عام 1948.. وبلند الحيدري ولد في بغداد عام 1926م وهو ملحد زنديق.. وأدونيس: واسمه الحقيقي على أحمد سعيد أسبر ولد بقرية قصابين بسوريا عام 1930م. اختار لنفسه اسم أدونيس وهي رمز لإله الخصب عند اليونان قديماً .. ومعتقده القديم مذهب النصيرية ثم صار شيوعياً ثم تأمرك وصار لا دينيا ومن كبار الزنادقة ..... وغيرهم .

وخلاصة القول:

لقد خرجت الزندقة الجديدة من رحم الزندقة القديمة، فنفس الأهداف والمنطلقات التي انطلق منها الزنادقة الأوائل كابن عبد القدوس وبشار بن برد وابن الراوندي وعيسى الوراق والشمغاني والحلاج والسهروردي.. كذلك سار على نفس الدرب الزنادقة الجدد من طه حسين وحسن حنفي ومحمد أركون وجابر عصفور وشحرور وعادل ضاهر ومالك شبل وغيرهم من زنادقة العصر الحديث..
فالزنادقة الأوئل وزنادقة العصرالحديث.. تواصوا جميعاً على هدم الإسلام وتدمير معتقدات المسلمين والطعن في كل ماهو معلوم من الدين بالضرورة.. لم يتركوا صغيرة ولا كبيرة في عقيدة الإسلام إلا اتخذوها غرضاً للطعن وإثارة الشبهات..

وإن كان الزنادقة الأوائل كانوا ينشرون كلامهم وأشعارهم بطرق خفية ويحتاج السلطان إلى إعمال أدلة ثبوت جريمة الزندقة كالإقرار من المنسوب إليه الشعر أو الكتاب أو شهادة الشهود وغير ذلك من أدلة وقرائن ولذلك كانوا يفلتون كثيراً نظراً لدقة أدلة الثبوت ضد هؤلاء الزنادقة قديماً..
فزنادقة العصر يرتعون في أرض المسلمين وينتهكون عرض الإسلام ولا رقيب عليهم لأنهم بكل بساطة هو الحاكمون المتفذون! وهم سدنة الدساتير والقوانين التي تحمي مصالحهم وأفكارهم الهدامة!! ولا أكون مبالغاً إن قلت: هذا عصرهم الذهبي..
هي حرب ضروس على الإسلام وأهله من قبل ثلة من العلمانيين اللادينيين المتآمرين الذين انسلخوا عن دينهم وعن هوية أمتهم ورغم ذلك وبكل تبجح يزعم هؤلاء الزنادقة أنهم مسلمون ويفهمون الإسلام أكثر من علماء الإسلام !!

-----
مفكرة الإسلام:
أكد الحاخام اليهودي 'مردخاي فرومار' للمستمعين في أحد المعابد اليهودية أنه يمتلك حلاً سحريًا للصراع العربي الصهيوني، معتبرًا أن هذا الحل سيؤدي في حال تنفيذه إلى إنهاء الصراع الصهيوني مع الإسلام تمامًا.
وأعلن الحاخام لوسائل الإعلام أن لديه في الواقع ثلاثة حلول لإنهاء الصراع 'الصهيوني' مع المسلمين, ولكن الحل الأقرب هو: أن تبذل الدوائر الصهيونية (فيما يسمى دولة الكيان الصهيوني) والعالم كله قصارى جهدها من أجل علمنة المجتمع الإسلامي كله بحيث يتم القضاء نهائيًا على كل أسس وتعاليم وتاريخ الإسلام على أن يتم ذلك مع نشر فنون الجنس والإباحية ونشر ثقافة الدعارة في أوساط المسلمين. وأشار إلى أن جميع هذه الوسائل ستؤدي إلي نزع الإسلام من صدور المسلمين وتحويلهم إلى مجتمعات علمانية بحته لن تبحث خلف مقدساتها الإسلامية. . وسيسارعون حينذاك إلى بناء علاقات قوية مع (الكيان الصهيوني) وأمريكا والغرب من أجل الحصول على أحدث التقنيات الجنسية, وعلينا حينذاك أن نستخدم الإنترنت بشكل أكبر من أجل ترويج الأفلام والفنون الجنسية التي تسيطر على حماس شباب المسلمين حتى يصبحوا أكثر اقترابًا من الغرب ويبتعدوا تمامًا عن ثقافتهم الإسلامية. وأردف قائلاً إن (على الكيان الصهيوني) أن ينسى تمامًا أية محاولة للتخلص من المسلمين عسكريًا فلن تبلغ ذلك أبدًا طالما تبقت بداخلهم أدنى علاقة بهويتهم الإسلامية.. ولكن الحكومة الصهيونية تستطيع عقب علمنتهم التخلص منهم بسهولة منقطعة النظير هذا إذا احتاج الأمر لذلك علينا فقط من اليوم دفع العاهرات إلى المجتمعات الإسلامية وعلينا أيضًا ترويج الأفلام ومواقع الإنترنت الجنسية وعلينا شحذ حماسة المرأة المسلمة نحو تجميل نفسها وارتداء أقل الملابس حتى تكون أكثر فتنة للرجال.. وعلينا أن نضع في ذهن كل امرأة مسلمة أن إنجاب أكثر من طفل أو طفلين يذهب بجمالها.. وأن على المرأة المسلمة أن تعمل على الاهتمام بإظهار جمالها وليس ارتداء الحجاب الذي يغطي ذلك الجمال, ولنعمل على أن تسير كل امرأة مسلمة وهي عارية البطن.. وعلى الكيان الصهيوني البحث عن العناصر المسلمة العلمانية وتقويتهم وإثارة حماسهم للعمل في إطار خطة علمنة المجتمع الإسلامي


-----

ونختار بداية ثلاثة من الزنادقة الجدد لنسلط الضوء على ما تفوح به أقلامهم من زندقة:

يتبع بعون الله

-----

ناصر التوحيد
02-16-2008, 05:10 AM
ونختار بداية ثلاثة من الزنادقة الجدد لنسلط الضوء على ما تفوح به أقلامهم من زندقة:

(1) حسن حنفي: ولد حسن حنفي في القاهرة عام 1935م وحصل على ليسانس الفلسفة عام 1956 وعلى الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1966.عين أستاذاً لتدريس الفلسفة في جامعة القاهرة. شغل منصب السكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية.
يؤمن بدين إسلامي على الطريقة الماركسية يتلاعب بالألفاظ . ويقدم نفسه على أنه صاحب مشروع اليسار الإسلامي.
وخلاصة أفكار اليسار الإسلامي: أنها امتداد للفكر الإعتزالي ومايسمى بالمدرسة الإصلاحية بزعامة الأفغاني ومحمد عبده ومن رجال هذا التيار اليسار الإسلامي فتحي عثمان ومحمد عابد الجابري وعبد الرحمن شكري وغيرهم ..
ويركز هذا التيار على الثورة وتبني الإشتراكية والعدل الإجتماعي وتجديد التراث وغير ذلك. ويعتبر حسن حنفي أن اليسار الإسلامي هو النقد الذاتي المعارض والمصحح للحركة الإسلامية وتأويل كل حدث في الدين على أنه ثورة.
هذه خلاصة أفكار اليسار الإسلامي تلك المدرسة التي يريد أن يفرضها حسن حنفي ومن على شاكلته للأخذ بأيدي المسلمين الى الماركسية الحمراء
سنلقي الضوء بعون الله تعالى على أهم ركائز فكر حسن حنفي التدميري من خلال قراءة في كتابه (التراث والتجديد).. لأنه أوضح عبارة وأخطر طرحاً عن سائر كتبه في إفصاحه المباشر عن اطروحته اليسارية .. حتى ان مؤلفه حسن حنفي لم يتب عما فيه ولم يعلن ذلك على الملأ بل إنه يعتز به وينادي بكل مافيه..
هذا الكتاب يحتوي على أبرز القضايا التي يدعو لها الدكتور حسن حنفي ويدندن حولها في كتبه ومقالاته وخاصة مؤلفه الضخم: (من العقيدة إلى الثورة محاولة لإعادة أصول الدين).. وكتابه: (الدين والثورة في مصر).. وكتابه: (مقدمة في علم الإستغراب).. ومقالات أخرى بحسب فلسفته اليسارية الهدامة تلك .
أهم الأفكار الهدامة :

أولاً: العلمانية أساس الوحي:
وحول هذا العنوان يتساءل حسن حنفي ويفتري على الله الكذب ويقول: "فإن قيل إن التراث والتجديد سيؤدي حتماً إلى حركة علمانية وفي العلمانية قضاء على تراثنا القديم وموروثاتنا الروحية وآثارنا الدينية، قيل قد نشأت العلمانية في الغرب إستجابة لدعوة طبيعية تقوم على أساس رفض الصور الخارجية وقسمة الحياة إلى قسمين واستغلال المؤسسات الدينية للجماهير وتوطينها مع السلطة وحفاظها على الأنظمة القائمة نشأت العلمانية استرداداً للإنسان لحريته في السلوك والتعبير وحريته في الفهم والإدراك ورفضه لكل أشكال الوصاية عليه ولأي سلطة فوقه إلا من سلطة العقل والضمير، العلمانية إذن رجوع إلى المضمون دون الشكل وإلى الجوهر دون العرض، وإلى الصدق دون النفاق، العلمانية إذن هي أساس الوحي، فالوحي علماني في جوهره والدونية طارئة عليه من صنع التاريخ، تظهر في لحظات تخلف المجتمعات ، وما شأننا بالكهنوت والعلمانية ما هي إلا رفض له؟ العلمانية في تراثنا وواقعنا هي الأساس واتهامها باللادونية تبعية لفكر غريب وتراث مغاير وحضارة أخرى"
ونلاحظ في الفقرة السابقة بياناً صريحاً لدعوة حسن حنفي الإلحادية.. فالصور الخارجية المرفوضة هي: علم الغيب/ الجنة/ النار/ الملائكة .. فالوحي أي القرآن أو الدين بصفة عامة اغتصب حق الإنسان في السلوك والحرية حسب زعم حسن حنفي وأن العلمانية استردت هذا الحق المغصوب وأعادته للإنسان!! فالعلمانية تؤدي إلى الصدق!! أما الدين والوحي والقرآن فيؤدي كل منهما إلى النفاق والكذب!! العلمانية ترفض أي أشكال الوصاية على الإنسان والوصاية المقصودة هنا هي نصوص القرآن والدين بصفة عامة فالقرآن يضيق على تعبير وحرية الإنسان كما أن هذه العلمانية ترفض أي سلطة- أي النص القرآني- أما العقل فهو وحده رب العلمانية وإلاهها..
ويخلص حنفي إلى أن العلمانية جوهر والدونية طارئة عليه فالدين من صنع التاريخ!! بمعنى أوضح فالقرآن والدين الإسلامي نتاج بشري من صنع التاريخ ووليد ظروف اجتماعية متخلفة والعلمانية ترفض هذا الكهنوت – أي الدين- ثم بعد ذلك يقرر هذه الحتمية التاريخية التي لايعرفها إلا حسن حنفي ومن على شاكلته: (العلمانية في تراثنا وواقعنا هي الأساس واتهامها باللادونية تبعية لفكر غريب وتراث مغاير وحضارة أخرى)!! فأي دونية يقصد حسن حنفي؟!! أعتقد أنه يقصد أن العلمانية هي الدين لأنها أساس الوحي حسب زعمه!!


ثانياً: لفظ الجلالة (الله) وألفاظ (الرسول.. الدين الجنة.. النار..إلخ) لم تعد عند حسن حنفي قادرة على التعبير عن مضامينها: لم تسلم شعائر الدين الإسلامي من طعنه، ولم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حتى ذات الله واسمه الأعظم من افتراءات حنفي حيث يقول: "إن العلوم الأساسية في تراثنا القديم مازالت تعبر عن نفسها بالألفاظ والمصطلحات التقليدية التي نشأت بها هذه العلوم والتي تقضي في الوقت نفسه على مضمونها ودلالتها والتي تمنع أيضاً إعادة فهمها وتطويرها، يسيطر على هذه اللغة القديمة الألفاظ والمصطلحات الدينية مثل: الله، الرسول، الدين، الجنة، النار، الثواب، العقاب(..) هذه اللغة لم تعد قادرة على التعبير عن مضامينها المتجددة طبقاً لمتطلبات العصر نظراً لطول مصاحبتها للمعاني التقليدية الشائعة التي تريد التخلص منها، ومهما أعطيناها معاني جديدة فإنها لن تؤدي غرضها لسيادة المعنى العرفي الشائع على المعنى الإصطلاحي الجديد، ومن ثم أصبحت لغة عاجزة عن الأداء بمهمتها في التعبير والإيصال"
أقول: انظر إلى هذا الإفتراء وإلى هذه الجرأة الوقحة مع رب العزة سبحانه وتعالى، فلفظ الجلالة ما هو إلا لفظ قاصر ليس له واقع ولا يعبر عن شئ والرسول والجنة والنار ماهي إلا ألفاظ جوفاء قاصرة لا تعبر عن واقع ولا عن شئ بل يدعو حسن حنفي إلى التخلص منها أي رفض الدين جملة وتفصيلاً!!
فالأمر إذن دعوة للإلحاد بالمعنى الفصيحح. ثالثاً: لفظ الجلالة (الله) يحتوي على تناقض حسب افتراءات حسن حنفي..
يشرح حنفي أسباب قصور اللغة القديمة _أي النص القرآني_ فيقول: "إنها لغة إلهية تدور الألفاظ فيها حول "الله" ولو أنه يأخذ دلالات متعددة حسب كل علم، فهو "الشارع" في علم أصول الفقه.. وهو "الحكيم" في علم أصول الدين، وهو "الواحد" في التصوف، لفظ "الله" يستعمله الجميع دون تحديد سابق لمعنى اللفظ إن كان له معنى مستقل أو لما يقصده المتكلم من استعماله، بل إن لفظ "الله" يحتوي على تناقض داخلي في استعماله باعتباره مادة لغوية لتحديد المعاني أو التصورات، مطلقاً يراد التعبير عنه بلفظ محدود ويعبر عن اقتضاء أو مطلب، ولا يعبر عن معين أي أنه صرخة وجودية، وهو رد فعل على حالة نفسية أو عن إحساس أكثر منه تعبيراً عن قصد أو إيصال لمعنى معين، فكل ما نعتقده ثم نعظمه تعويضاً عن فقد، يكون في الحس الشعبي هو الله، وكل ما نصبو إليه ولا نستطيع تحقيقه فهو أيضاً في الشعور الجماهيري هو الله، وكلما حصلنا على تجربة جمالية قلنا: الله! وكلما حفت بنا المصائب دعونا الله، وحلفنا له أيضاً بالله" ؟! "فالله لفظ نعبر به عن صرخات الألم وصيحات الفرح أي أنه تعبير أدبي أكثر منه وصفاً لواقع، وتعبير إنشائي أكثر منه وصفاً خيرياً، وما زالت الإنسانية كلها تحاول البحث عن معنى للفظ الله"
وانظر إلى قوله (فما زالت الإنسانية كلها).. فلماذا كلها وليس بعضها؟! فهل هذا خطاب علمي موضوعي لرجل يزعم أنه أفنى عمره في البحث والتنقيب، فكأنه يخوفنا بتعميماته – الإنسانية كلها- لكن المسلمين وحتى أصحاب الديانات الأخرى ضد هذه الأطروحة الإلحادية.. أليس المسلمون وأصحاب الديانات الأخرى من الإنسانية؟!.. بالطبع هذا هراء علمي! وهذه طريقة الخطاب الماركسي في التعتيم والحتمية لإرهاب القارئ بأن ما يكتب مسلمة تاريخية!!
وفي تطاوله المستمر على لفظ الجلالة يقول حنفي: (فالله عند الجائع هو الرغيف، وعند المستعبد هو الحرية، وهند المظلوم هو العدل، وعند المحروم عاطفياً هو الحب، وعند المكبوت هو الإشباع، أي أنه في معظم الحالات صرخة المضطهدين، والله في مجتمع يخرج من الخرافة هو العلم، وفي مجتمع آخر هو التقدم، فإذا كان الله هو أعز مالدينا فهو الأرض والتحرر والتنمية والعدل، وإذا كان الله هو ما يقيم أودنا وأساس وجودنا ويحفظنا فهو الخبز والرزق والقوت والإدارة والحرية، وإذا كان الله ما نلجأ إليه حين الضرر وما نستعيذ به من الشرر فهو القوة والعتاد والإستعداد، ويمكن التعرف على تاريخ احتياجات البشر بتتبع معاني لفظ "الله" على مختلف العصور (..) ومن ثم فتوحيدنا هو لاهوت الأرض ولاهوت الثورة ولاهوت التنمية ولاهوت النظام ولاهوت التقدم
أقول: هكذا يفتري هذا الرجل على الله تخرصاً (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً).. يفتري على اسم الله الأعظم.. تعالى الله عما يقول حنفي علواً كبيراً.. أهذا ما يريد اليسار الإسلامي لديننا!! أهكذا يكتب رجل عن رب العزة سبحانه وتعالى.. بكل هذه الوقاحة!! خبرونا إن لم يكن ما كتبه حسن حنفي في الفقرة السابقة إلحاداً وإنكاراً لوجود الله؟!! فماذا يكون إذن؟!!
أهكذا يصل الخطاب تحت مظلة البحث العلمي بحق الله تعالى! في منتهى السخف والإستهزاء بجناب رب العزة.. فضلاً عن الإستهزاء بعقيدة أهل التوحيد.. (سبحانك هذا بهتان عظيم)..
لو طلب من حسن حنفي أن يكتب بحثاً أو مقالة في فرعون من الفراعين ما اجترأ أن يتحدث بهذه الطريقة الإلحادية التي تدل على زندقة سافرة.. (الله هو الرغيف!! والحب والتنمية والأرض والحرية و الرزق والقوت!!).. والله لقد قال هذا الزنديق الذي يصر على أنه مسلم قولاً (تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا)..
ورغم هذا الكفر البواح يتبجح حسن حنفي عبر وسائل الإعلام مدعياً أنه مسلم يقدم مشروعاً حضارياً لينقذ به أمة الإسلام!!

ثالثاً: لا تقديس للقرآن والسنة: تناول حنفي في طعنه أعظم ما تعتز به هذه الأمة من شعائر دينها والعاصم لها من الضلال بعد الهدى ومصدر شريعتها إذ يقول: "نشأ التراث من مركز واحد وهو القرآن والسنة ولا يعني هذان المصدران أي تقديس لهما بل هو مجرد وصف لواقع"

رابعاً: الحجاب كبت جنسي: ولم يترك حسن حنفي أي شعيرة أو فضيلة في الإسلام إلا نقضها وطعن فيها وتطاول وافترى على المشرع الحكيم الذي فرض الحجاب وأمر به!! فيقول حنفي: "سيادة التصور الجنسي للعالم، البداية بالحجاب وعدم الإختلاط، والأمر بغض البصر، وخفض الصوت، وكلما ازداد الحجاب ازدادت الرغبة في معرفة المستور، والدعوة السياسية الإجتماعية أرحب وأوسع عن هذا التصور الجنسي للعلاقات الإجتماعية، ولماذا يصنف المواطن إلى رجل وامرأة؟ ولماذا ينظر إلى الإنسان باعتباره ذكراً أم أنثى؟ إن تأكيد النظرة الإنسانية أو الإعلان عن الثورة السياسية من شأنه إحداث ثورة في السلوك الفردي دون ماحاجة إلى التصنيف الجنسي للمواطنين، خاصة وإن كان لا يدل على فضيلة بل يدل على رغبة جنسية مكبوتة أو حرمان جنسي في حالة من التسامي والإعلاء"
فانظر إلى هذا الميزان المقلوب الذي يزن به حسن حنفي أسباب فشل تغيير الواقع بالقديم أي عن طريق القرآن!! فهناك تناسب طردي بين الحجاب والرذيلة!! فكلما ازداد الحجاب زادت الرذيلة!! فالحجاب في نظره رغبة جنسية مكبوتة!! والحجاب سبب تفشي الرذيلة والفوضى الجنسية في العالم!!
ويتطاول حسن حنفي على النص القرآني (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).. ويتساءل حنفي لماذا ينظر إلى الإنسان باعتباره ذكراً أم أنثى؟!! ولماذا يصنف المواطنون إلى رجل وامرأة؟!!
صفوة القول في الدكتور حسن حنفي: رغم تمسحه بالإسلام ورغم مقالاته المتعددة في العديد من المجلات والدوريات التي تصدر على مستوى العالم الإسلامي وخاصة مقالاته الدورية في جريدة الزمان اللندنية التي يبطنها بالدفاع عن الإسلام في مواجهة الغرب إلا أن كل ذلك لا يؤثر في أنه زنديق من كبار الزنادقة الجدد في العصر الحديث وصاحب مشروع تخريبي لهوية الإمة الإسلامية..

(2): مالك شبل:
علماني جزائري من مواليد مدينة سكيكدا عام 1953م حاصل ثلاث شهادات دكتوراه من جامعات باريس وهي: دكتوراه في علم النفس العيادي والتحليل النفسي عام 1980 ودكتوراه في علم الأنثربولوجيا عام 1982 ثم دكوراه في العلوم السياسية عام 1984.. له عدة مؤلفات باللغة الفرنسية.. شارك في ندوة مجلة مواقف عن الإسلام والحداثة في مدينة لندن عام 1989..
وها نحن أولاء نقدم أنموذجاً من زندقته: يقول في بحث قدمه عن الذكورة والأنوثة: "ولنأخذ بعض الأمثلة النابعة من الحياة الجنسية: (الحجاب مثلاً): استعمل الحجاب قديماً في مصر إبان عهد المماليك، حيث كان ارتداؤه يشكل دلالة اجتماعية ورمزاً للمكانة العالية التي تحتلها المرأة المحجبة في المجتمع آنذاك. وبعد ذلك العهد استعمل الحجاب لأغراض مختلفة تماماً، لعل أهمها هو حجب المرأة عن عيون الرجال الآخرين، خصوصاً أولئك الذين يحملون في نفوسهم أغراضاً جنسية. لكن الثابت أن الحجاب لا يجهض الرغبة الجنسية لدى الرجل، بل على العكس من ذلك قد يزيدها. وقد تكون رغبة الرجل في المرأة المحجبة أكثر من رغبته في السافرة"
أقول: قارن بين كلام هذا الشبل وبين كلام حسن حنفي السابق (الحجاب كبت جنسي)!! تشابهت أقلامهم! (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)..
ويقول مالك شبل في ندوة مواقف أيضاً: "المثل الثاني الذي أضربه لكم من الحياة الجنسية هو الختان: في رأيي أن أي حذف من جسد المرأة أو الرجل يعني أن الطبيعة قد فشلت أمام الثقافة السائدة. وهو أمر يوحي بأن هناك صراعاً قائماً حسب المفهوم الأنثربولوجي الحديث بين الطبيعة والثقافة. وقد شرحت في كتابي الأخير لماذا كنت ضد ختان الذكور، خصوصاً أن عملية الختان عند العرب تتم في معظم الأحيان والطفل في حدود السنة الخامسة من عمره. وهذا العمل يشكل خطأ كبيراً في مفهوم علم النفس، لأن الطفل في هذه المرحلة من العمر يعاني من عقدة (الصراع مع الأب) (عقدة أوديب).. الحال عند اليهود أرحم بعض الشئ حيث يتم ختان الأطفال في اليوم السابع بعد الولادة"
أقول: واضح أن هذا الزنديق يستشهد بنظريات عفا عليها الزمان ونسفها علماء النفس أنفسهم وقضوا عليها قضاء مبرماً!!
واضح أن مالك شبل مغرم بفرويد ومؤمن بنظرياته الفاشلة التي دحضها علماء الغرب قديماً وحديثاً ناهيك عن علماء الإسلام..
لكن الغريب أن هذا الزنديق لم يكلف نفسه لقراءة كتاب واحد عن أحكام المولود في الإسلام.. الذي يبين أن الأمة كانت ولا تزال تختن أولادها وخاصة الذكور في اليوم السابع لأنه لا توجد مدة محددة على سبيل الوجوب فقد يتم الختان في اليوم السابع وقد يكون بعد شهر أو سنة أو حتى بعد سنين كما ورد في اختتان نبي الله إبراهيم عليه السلام وقد ناهز الثمانين..
طبعاً لن أرد على كل مفردات الكفر والزندقة التي وردت في كلام هذا الشبل!! ولكن خلاصة القول فيه أنه زنديق محترق، ينطلق من مبدأ خالف تعرف!!

(3): عادل ضاهر:
كاتب علماني ولد في النبطية بجنوب لبنان عام 1939م. أكمل تعليمه في الجامعة الأمريكية ببيروت ثم ثم في جامعتي فرانكفورت ونيويورك. حاز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة نيويورك عام 1967. شارك في تأسيس مجلة مواقف عام 1968م. عمل أستاذاً في الجامعة الأردنية ويرأس تحرير المجلة الفلسطينية العربية الصادرة عن الجمعية الفلسفية. أهم مؤلفاته: (الأخلاق والعقل) .. و(الإنسان والمجتمع) .. (الأسس الفلسفية للعلمانية) .. (أولية العقل ـ نقد أطروحات الإسلام السياسي).
وقد ساء عادل ضاهر بعض العلمانيين العرب الذين لا يأخذون العلمانية بالمعنى الغربي ويسيرون على منهج التوفيق والتلفيق فنقدهم قائلاً: "والأخطر من هذا تدليلاً على تراجع الفكر العلماني عندنا ما نشهده من محاولات حثيثة من قبل المفكرين العلمانيين لدعم موقفهم عن طريق اللجوء إلى الإسلام نفسه- القرآن والسنة- غير مدركين أنهم إنما يقدمون بهذا أكبر التنازلات للحركة المناوئة للعلمانية وأنهم –وهذا هو الخطر- يناقضون أنفسهم أيما تناقض إذا يجعلون النص الديني مرجعهم الأخير في مجال دفاعهم عن علمانيتهم، بينما العلمانية تقوم في المقام الأول على مبدأ أسبقية العقل على النص"
أقول: عادل ضاهر زنديق ، وحقيقة دعواه معاداة الإسلام، ولقد ركز عادل ضاهر في معظم كتاباته على الهجوم على (النص) أي القرآن الكريم بزعم أن النص؛ القطعي الثبوت القطعي الدلالة يجب اعادة فهمه فهماً جديداً مخالفاً لكل الأفهام السابقة بما فيها فهم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة ومن باب أولى فهم علماء المسلمين على مدار ألف وأربعمائة عام..
بل إنه ينادى وأصحاب هذه المدرسة مثل محمد شحرور، وحسين أحمد أمين، ونصر حامد أبو زيد، ومحمد سعيد العشماوي وغيرهم ينادي هؤلاء جميعاً بوجوب فهم القرآن الكريم على ضوء معطيات العصر الثقافية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية..
كما نلاحظ أن المجال الخصب لدراسة هؤلاء الزنادقة الجدد هو القرآن الكريم بصفة خاصة..
فمثلاً نصر حامد أبو زيد تناول آيات صفات الله تعالى ليبث سمومه وشبهاته، ومحمد سعيد العشماوي ركز على آيات الحجاب والمرأة، وأحمد أمين ركز على آيات الحدود، بالإضافة إلى تناولهم بالتشكيك والتجريح مجال السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي طولاً وعرضاً..
وخلاصة اعتقاد هؤلاء العلمانين اختراع دين جديد، عبارة عن نسخة لدين مزيف، لا علاقة له بدين الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من رب العالمين..

-----

ناصر التوحيد
11-12-2009, 02:17 PM
العمائم الليبرالية وحصان طروادة .. الأسطورة والحقيقة!



لقد دفعت الكنيسة غالياً ثمن اضطهادها للهرطقة، إذ لم يمض قرن على إحراق وقتل "هاس" حتى ظهر قسيس ألماني شاب اسمه "مارتن لوثر" وهاجم فساد الكنيسة وبدأ بمهاجمة قبول المال مقابل غفران الخطايا وعلق خمساً وتسعين موعظة ضد ذلك على باب كنيسته، فأمره البابا بأن يرجع عن هذا إلا أنه رفض وكتب كراساً اسماه (تثقيف الناس) هاجم فيه مختلف مخازي الكنيسة. واصدر البابا ضده وثيقة استهجن أعماله فيها ودعاه مرة أخرى إلى الرجوع عن أفكاره، ولكن "مارتن لوثر" كان عنيداً فذهب إلى أبعد من ذلك، حيث أحرق وثيقة الاستهجان علناً.
فلم يكن من البابا إلا أن استخدم آخر أسلحته وهو الحرمان من حقوق الكنيسة، ثم عقد البابا اجتماعاً وطلب من لوثر أن يرجع ويتوب من هرطقته، إلا أن لوثر أجاب بأنه لن يفعل ذلك إلا بعد أن تثبت له الكنيسة بموجب نص الإنجيل أنه كان مخطئاً، فصاح أنصار البابا والجنود، وقالوا: ألقوه في النار.. أحرقوه!
لكن لوثر نجا، واستمر خصامه مع روما أربع سنوات، وتبع لوثر الكثيرون من أبناء بلده، وكان الإمبراطور شارل قد وقع قراراً استهجن فيه تجاوزات "مارتن لوثر" ، بيد أن الشعور العام كان مع لوثر إلى درجة أنه صار من المستحيل تنفيذ ذلك القرار.

وظهر في جنيف "جون كالفن" فأسس الكنيسة البروتستانتية، وصارت معارضة الكنيسة يوماً بعد يوم تزداد حتى أصبحت أقوى من أن تستطيع الكنيسة مقاومتها، وبدأت سلطة الكنيسة تتدهور في جميع أنحاء أوروبا.

في هذا الجو المليء بصراح داخلي كنسي، كانت هناك مجموعة من طلاب العلم الأذكياء الذين كانوا يراقبون بقلق هذا الصراع، بين القديم والجديد، فحاولوا التدخل للإصلاح، وصنع منهجٍ وسطي يصلح أن يكون جسراً يردم الهوة بين هؤلاء جميعاً، لقد كانوا متأثرين بمناهج الملحدين والعقلانيين، وفي نفس الوقت لم يردوا أن يفقدوا الإيمان كله!

فظهر "رينيه ديكارت" و "ليبتز" و "إيمانويل كانط" وغيرهم من الذين يقدرون المواقف الإيمانية لكن كانوا يغلفونها بأساليب عقلانية ترضي الطرفين، أرادوا أن يفلسفوا الإيمان، أرادوا أن يعقلنوا الدين، كي يصلح للجيل الجديد العقلاني!

لقد أستطاع هؤلاء بكل جدارة أن يسددوا الضربة الأخيرة للكنيسة، حيث أدخلوا العقائد المخالفة والمضادة باسم الدين أو الدفاع عنه، فسرت تلك الجراثيم في الدين نفسه.
بحق نستطيع أن نقول بكل تأكيد: إن ضربات التغيير والتجديد .. أتت من داخل الكنيسة لا من خارجها، إن الإصلاحيين الكنسيين أو الدينيين أو المسيحيين قد مهدوا بهذه الضربات التغيرية والتجديدية لأكبر قاصمة قصمت ظهر الكنيسة، حيث كانوا الجسر الذي سيعبر عليه لاحقاً ملاحدة أروربا لضرب الدين والتدين نفسه، ولم يكن يدر في عقل "مارتن لوثر" و"كالفن" أو "رينيه ديكارت" و "ليبتز" و "إيمانويل كانط" وغيرهم أنهما بما قاما به من احتجاج ضد رجال الكنيسة قد حطموا (سلطان الدين) حينما حطموا سلطان رجاله!

ثم مرت السنوات وأصبحت الحركة الإصلاحية البروتستانتية، من أهم الأسباب التي نشرت ومكنت الإلحاد في أوروبا!

هذا هو تاريخ الأمم السابقة، ولو تأملت –مثلاً- تاريخ المعتزلة في الإسلام، لوجدت أوائلهم من أشد الناس غيرة وحرصاً على الدفاع عن الدين والاستماتة في سبيله، وكانت لهم مواقف مشرفة في الوقوف في وجه الملاحدة والزنادقة من الدهريين والبراهمة وغيرهم، لكنهم ومن حيث لم يشعروا أخذوا في التأثر بمناهج هؤلاء بحجة استخدام نفس سلاحهم، حتى اعتنق كثير من رجالات المعتزلة عقائد خصومهم!

وها نحن في هذا العصر نجد أن أعداء الإسلام تحطموا أمام أسواره في كل مرة، وأيقنوا أنه لا حل إلا كما جرى على الأمم السابقة حذوا القذة بالقذة، فكان الخيار الإستراتيجي لهؤلاء هو:

( العمائم الليبرالية هي حصان طروادة الفعَّال)

ولعل هذا ما دفع الشيوعي "رفعت السعيد" إلى تأليف كتابه «عمائم ليبرالية» كأحياء وشكرٍ وعرفانٍ لرموز يزعم أنها متنورة ساهمت في تقويض داخلي خطير، ومن الذين ذكرهم: جمال الدين الأفغاني، ورفاعة الطهطاوي، ومحمد عبده، وأمين الخولي، وعلي عبدالرازق وغيرهم.

وكلها عمائم دينية عملت بشكل فعال من داخل أسوار الدين، ولذلك أخبر محمد عبده أن أستاذه جمال الدين الإيراني –الأفغاني- قال له: أنه لن يقطع عنق الدين إلا بسيف الدين نفسه!

وهذا ما أكده المفكر المسيحي "جورج طرابيشي" حيث قال في ربطٍ -ذا مغزى خطير- بين التاريخ الكنسي والتاريخ الإسلامي ما نصه: (ليس لنا أن نتصور فولتيراً عربياً بدون لوثر مسلم)!

وقال "رفعت السعيد" مؤكداً ذلك أيضاً وهو السبب الذي جعله يخلد ذكرى هؤلاء في كتابه الجديد، وأنه ألفه ليساهم: (في المعركة الدائرة لم تزل، والتي من فرط الظلام لفكري الذي فرضه المتأسلمون فرضت علينا أن نخوضها متراجعين ومتحصنين بآراء عمائم هي بالضرورة أعمق مرجعية وأكثر دراية بالشأن الديني).


( دروس وعبر من السياق التاريخي السابق)

(1) من خلال هذا الاستعراض التاريخي الموجز ندرك أن كثيراً من الذين نقضوا الكنيسة هم من رجالاتها وأبنائها، وهم في الحقيقة أشد خطراً من غيرهم، فهم أعرف بخفاياها ونقاط الضعف فيها، ثم هم يمتلكون نفس آليات الصراع والمواجهة التي تملكها الكنيسة، فهم أعرف الناس بتفكيك منظومة الكنيسة الفكرية، وأقدر على تطوير آلياتها المحاربة، ومن ثم القضاء عليها بنفس أساليبها.

ومن يستعرض التاريخ المعاصر يجد أن أبلغ الحركات تأثيراً في المجتمعات الإسلامية والعربية، هي الحركات التي قادها رجال يحسبون على التيار الديني، من أمثال: جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، عبدالرحمن الكواكبي، قاسم أمين، رفاعة الطهطاوي.. وغيرهم.

إن العلمانية والحداثة.. أضعف من أن تشكل خطراً حقيقياً على الدين، لأن الناس دائماً ينظرون لهؤلاء على أنهم من خارج الأسوار، وعملاء، ومن المتنكرين للأمة، لكن من ينتمي للمدرسة الدينية "الجماعة المؤمنة" سيكون لديه قدرة على أشياء كثيرة، أقلها المتاجرة بهذا الانتماء.

(2) إن التيار الليبرالي والعلماني فشل فشلاً ذريعاً في استقطاب العلماء الكبار، كما فشل في استقطاب الشريحة العامة، لكنه نجح نجاحاً نسبياً في استقطاب قلة من الطبقة الوسطى وخاصة من طبقة الذين يعيشون مرحلة اضطراب وصراع غير محسوم، فكانت كتابات التيار الليبرالي مغرية له، ومؤثرة عليه، ككتابات عبدالله العروي، ومحمد عابد الجابري، وحسن حنفي، وجورج طرابيشي.. غيرهم.

(3) ما كان يقدمه الفيلسوف المشهور "رينيه ديكارت" من خدمات جليلة للكنيسة والبابا، وكان ديكارت يوصف بأنه متدين ومؤمن جداً بتعاليم رجال الدين، لكنه في الوقت نفسه كان يستظل تحت ظل الكنيسة ليمرر بعض أفكاره، مثل "الكوجيتو" أي الشك المنهجي، الذي استغله فيما بعد الملاحدة لتعميم الشك في كل شيء، ولم يكن ديكارت نفسه يريد أن يصل هذا الأمر إلى هذا الحد.

لقد استغل الملاحدة فكرة ديكارت في الشك، وأصبح ديكارت رمزاً للإلحاد، ويوصف بأنه رجل الكنيسة الذي ثبت جذور الإلحاد بالشك، وهدم صرح الإيمان.

ولعل ما تفطن له الدكتور "سلمان العودة" في حواره الهادئ مع الشيخ "محمد الغزالي" كان وجيهاً، حيث قال : ( فرح بكتب الشيخ هذه كثير من أصحاب الفكر المنحرف؛ سواء كانوا يساريين أو علمانيين، أو غيرهم، فطاروا بها كل مطار، وصوروها ونشروها، ووزعوها ونشروا مقتطفات منها في كل وسيلة).

(4) كما يتضح لنا أيضاً دور العلماء في تخفيف أو تأجيج التمرد الديني، فنحن نلاحظ كيف كانت الكنيسة تستخدم أساليب اللعن والطرد والإحراق مع مخالفيها، ظناً منها أن ذلك سيحول دون تسرب الأفكار المخالفة، وكان هذا حقيقة خطأ استراتيجياً دفعت الكنيسة الثمن باهظاً عليه، الاضطهاد لا يزيد المتمرد إلا تعنت وبعداً بل وإيغالاً في الضلال، وماذا عليها لو أنها احتوت هؤلاء ؟!

(5) مما هو معلوم في السياق التاريخي للكنيسة وحركة التجديد أو التنوير؛ أنَّ نزاعات علماء الدين ورجالات الكنيسة فيما بينهم، كيف كان لها دور كبير في تمرد الكثير من الشباب المتدين، فالخلافات بين رموز الكنيسة، وغالباً ما كان خلافاً مصلحياً دنيوياً، كان هذا الخلاف يمثل الضربة القاضية للصورة المثالية لرموز الدين.

(6) أثبتت التجربة التاريخية أن القهر لا يولد إلا مزيداً من التعنت، وأن الضغط لا يولد إلا انفجاراً، ولذلك أفلست الكنيسة لما ظنت أنها بالاضطهاد ستحول دون تسرب الأفكار.

إن الحوار هو أفضل وسيلة لاحتواء المخالف، بل ولتضميد جراح المتمرد، فالمتمرد الذي يظن أنه مصلح أو مجدد، عادة ما يبدأ فوضوياً، ويزداد تضخماً بالمخالفة والتأجيج الأحمق ضده، كتكفيره أو لعنه أو سك الفتاوى في حقه، لكنه يتمزق ويتقزم أو يرجع للحق أو ينكشف حاله وضعفه حينما يحاور، ويناقش، ويكاشف.

الكنيسة لم تقبل الحوار، لأنها تعلم أنها هشة وضعيفة، ولذا لجأت للقهر والاضطهاد كسبيل وحيد للتخلص من تمرد الأفكار.

(7) أن الأمور الصحيحة يجب الاعتراف بها ولو خرجت من فم ضال مبتدع مخالف، لقد كابرت الكنيسة وتعنتت في رفض الإصلاحات الأولى البسيطة التي بدأها "بيتر والدو" حول أخلاقيات الكنيسة وانحرافها، وسرقاتها، وفسادها.

لقد رفضت الكنيسة قبول الحق عند أول قطرة نقد، ورفضت وأصرت، حتى تكاثرت القطرات، وأصبحت طوفاناً أجتثها من فوق الأرض.

إن قبول الحق من المخالف يدل على تعظيم الحق لا المخالف، وفي ذلك تكريس للأمانة والمصداقية، كما أن فيه قطع الطريق على المهرج الذي يريد أن يجعل من هذا الخطأ مسمار جحا.

(8) أن العمائم الليبرالية كانت عبر التاريخ خير معبر عن "حصان طروادة" الذي تم اختراق الدين بواسطته، والتاريخ عبرة وعظة، ومن لم يتعظ فهو مفلس!

ناصر التوحيد
11-12-2009, 02:23 PM
حقيقة العلمانيين العرب

نقلا عن موقع المختار الاسلامى

مما يحير المرء في شأن معشر العلمانيين: جماعات الشغب الثقافي، والتفلت الأخلاقي في العالم العربي:

أن مشاغباتهم تأتي دائما في مغامرات من اللغو الذي لا طائل تحته، ويحاولون أن يصنعوا من أنفسهم أبطالا للحرية، من بطولات وهمية ليس من ورائها اختراع نافع ولا نقد بناء ولا كلمة حق أمام سلطان جائر ولا موقف شجاع ينصر فيه المظلوم من الظالم، فمن أين يريدون أن يصيروا أبطالا؟ لا أدري.

يقول محمد عابد الجابري في كتابه تكوين العقل العربي (وإنه لمما له دلالة خاصة في هذا الصدد أن تخلو الحضارة العربية الإسلامية مما يشبه تلك الملاحقات والمحاكمات التي تعرض لها العلماء، علماء الفلك والطبيعيات، في أوربا بسبب آرائهم العلمية، ويكفي التذكير بما تعرضت له مؤلفات كبلر من بتر ومنع من طرف لاهوتيي عصره بسبب تأييده لنظرية كوبرنيك الفلكية المبنية على القول بثبات الشمس ودوران الأرض حولها، عكس ما كان يعتقد قبل .. أما في الحضارة العربية الإسلامية فعلى الرغم من أن فكرة كروية الأرض ودورانها كانت شائعة كغيرها من الأفكار العلمية المماثلة فإنها لم تثر أية ردود فعل لا من طرف الفقهاء ولا من جانب الحكام) ص 345 مركز دراسات الوحدة.

وهذه ملحوظة مهمة جدا، وهي من الأدلة والبراهين القاطعة على أن صراع العلمانيين مع الشريعة الإسلامية في بلادنا العربية، ليس بسبب الجدل حول موقف الإسلام من التقدم الحضاري ولا العلوم العصرية النافعة، وهي العلوم التي تدور في فلك دراسة الطبيعة واكتشافها واختراع ما يفيد الإنسان، وتعتمد على المنهج التجريبي، لان الشريعة الإسلامية لا تفرض أي تعارض بين الدين وبين هذه العلوم النافعة ـ بعكس ما كانت الكنيسة تفعل في افتراضها هذا التعارض في أوربا قبل الثورة على سلطان الكنيسة ـ بل الشريعة الإسلامية تدعو إلى تلك العلــــوم وتحض عليها، وكلما كان العالم ملتزما بالإسلام كان أزكى عقلا فيها، وأعظم نفعا للناس.

ولهذا لا نكاد نجد أحدا في العالم العربي - مثلا ـ في مجال هذه العلوم النافعة نصب عداء للدين، والسبب ببساطة أنه لم يـر في الإسلام ما يشكل عائقا أمامه البتة، وان وقع من أحد منهم مثل هذا العداء فانه بسبب انتماءاته السياسية أو الثقافية الأخرى لا بسبب الاكتشافات النافعة.

وإنما غالب المعادين للشريعة الإسلامية وللتيار الإسلامي في العالم العربي هم قلة من جماعة (تجار الكلام)، جـــل ما لديهم مجرد الكلام المستمر، الممل والمكرور، في الصحف في السخرية والاستهزاء بالدين وأحكام الشريعة والتباهي بأنهم أصحاب قلم يدافعون عن التقدم والعصرنة.


فإذا فتشت عن عصرنتهم وتقدميتهم وجدتها تدور حول الدفاع عن كاتب طعن في القرآن لا من أجل أنه اكتشف شيئا يحرم القرآن اكتشافه، بل لان المفكر الحر جدا!! الذي يدافعون عنه اكتشف فجأة أنه لم يرق له الإيمان بالبعث بعد الموت مثلا لأنه تربى وهو صغير في مدرسة أجنبية أو تلقى ثقافة ملحدة، فغرس في قلبه أن الأيمان بالغيبيات هو شيء سخيف لا يناسب الإنسان العصري.

كما تدور حول الدفاع عن حرية بيع كتب عن الجنس الرخيص، أو أفلام من هذا النوع، أو احترام رأي يدعو إلى اعتبار الرقص بين الجنسين اكتشاف عصري مذهل يعبر عن تقدم الدولة، ونحو ذلك من القضايا في هذا المستوى أو دونه، فلا جرم أن ينصبوا العداء للديـــــن إذن.

وقد أهدروا أوقاتهم في اختلاق صراع مع الدين بلا فائدة، ويضيعون أوقاتنا معهم في قراءة ما يكتبون والرد عليهم خوفا على ضعفاء الأيمان من شبهاتهم.



أما الاكتشافات العلمية النافعة فلا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولا حتى يحسنون أن يضيفوا إليها شيئا مفيدا، أولا لان هذه ليست صنعتهم إذ لو كانت لهم صنعة مفيدة لحجزتهم عن مشكلة الفراغ التي جعلتهم من تجار الكلام.


وثانيا لأنهم انشغلوا بشيء آخر، انشغلوا بمعاداة دينهم متوهمين أنهم أبطال المعركة مع التخلف يقودون الشعب إلى النور والمستقبل، متخيلين أنهم سينقذون أمتنا من مثل قوى الظلام التـي اضطهدت (جاليلو) مساكيـن!



قرأت لواحد منهم ذات مرة مقالا يبكي فيه على العلماء ـ كما زعمهــم ـ الذين قتلوا لأنهم صرحوا بمعتقدا تهم في غابر التاريخ، وينادي من قلب يعتصر ألما لإنقاذ الأمة من اضطهـــاد العلمــاء والمفكرين، أتدرون أي علمــاء يقصــد؟؟ مثل الحلاج والسهر وردي وابن عربي .. حفنة من الزنادقة والسحرة لم يحسنوا سوى الدعوة إلى الإلحاد، ويعدونهم طليعة التفكير الحر في التاريخ الإسلامي .. " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ".

فقلت في نفسي لا تخف أيها المخترع الكبير المضطهد والبطل القومي!!! انك متى قررت أن تكون مثل العلماء من الخوارزمي إلي السموأل في علوم الجبر، وابن الهيثم في علوم البصريات، وكل من اشتغل بالنافع من علوم الطب والفلك والجغرافيا .. الخ فلن يمسك سوء، كما لم يمس أولئك سوء في تاريخ الإسلام كله، بل كانت الحضارة الإسلامية هي التي احتضنتهم ـ حتى غير المسلمين منهم ـ وهيئت لهم أجواء حرية البحث العلمي، لكن مصيبتنا معكم أنكم لا تحسنون سوى السخرية من الدين وحجاب المرأة ونحو ذلك وتعدون هذه علومكم الباهرة التي تخافون على أنفسكم من الاضطهاد بسبب اكتشافها؟؟

إنهم لا يزيدون على استنساخ التناقض الغربي نفسه الذي صفق لنجيب محفوظ لاكتشافه العظيم!! في رواية (أولاد حارتنا)، وصفق لنصر أبو زيد لاكتشافاته المذهلة في الاستهزاء باليوم الآخر!! وفعل مثل ذلك لسلمان رشدي، وسائر الأذناب، زاعما أنهم مفكرون أحرار، ثم هذا الغرب نفسه يقتل 6000 طفل عراقي كل شهر بسبب الحصار، ويسحق بدعمه للكيان الصهيوني شعبا بأكمله، وينفق على التسلح لإرهاب العالم آلاف المليارات، ويلقي بمليارات الأطنان من منتجاته الغذائية في المحيطات حفاظا على أسعارها، بينما تموت شعوب تحت الفقر والجوع والتخلف، ويدعي مع ذلك أنه العالم الحر المتحضر.



وخلاصة وصفهم أن الغرب أرادهم أحرارا عندما يطعنون في دينهم، وأرادهم عبيدا لــه في كل ما سوى ذلك، فكانوا كما أرادهم في كلا الأمرين، ثم يتفاخرون علينا متباهين أنهم أبطال الحرية!!

بيان ابوعراق
11-17-2009, 08:08 PM
تسلم اخي مشكور...
الله يبارك فيــــــــك..

الاشبيلي
11-18-2009, 07:39 AM
بسم الله

اخي ناصر التوحيد

يعلم الله كم احبك في الله

اخوك الاشبيلي

:emrose::emrose::emrose: