المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جهاد البيان الفريضة الغائبة



عمر الأنصاري
02-18-2008, 08:11 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على خير من وطئة قدماه الثرى صلى الله علي و سلم

ثم أما بعد

اسأل الله أن يوفقنا لمعرفته و حبه و أن يعلمنا ما جهلنا و أن ينفعنا بما علمنا

وسأكتب هذه الكلمات سائلا الله التجرد من باعث النفس و الهوى .

وسيندرج حديثي في هذه العناصر التالية

1 الفروسية : جهاد السنان و جهاد البنان

2 أدلة جهاد المنافقين بالحجة و البيان

3 لكم في الرسل أسوة حسنة

4 لا تتركوا الثغر فارغ

5 سير السلف الأبرار في مناظرة أهل الباطل و الضلال

6 حكم مدارسة الشبه

7 حكم تعلم علم الكلام

وقد يتجدد التصميم إذا استدعى الأمر ذلك

عمر الأنصاري
02-18-2008, 08:13 PM
فصل : الفروسية : جهاد السنان و جهاد البنان

قال تعالى :"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخيل"

وقال سبحانه :"اشداء على الكفار رحماء بينهم"

وقال تعالى :"ولا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مومنين"

وقال أحد الحكماء :" عليكم بأهل السخاء و الشجاعة فإنهم أهل حسن الضن بالله "

قد يبدو من أول كلامي أني أتكلم عن الشجاعة وفروسية السنان و بطولات المعارك
لكن هذا ليس قصدي

لقد أحببت أن ألفت النظر لنوع آخر من الجهاد
إنه جهاد البيان جهاد الدعوة لنشر الإسلام

في سنن أبي داود حَدَّثَنَا ‏ ‏مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ ‏حَدَّثَنَا ‏حَمَّادٌ ‏‏عَنْ ‏حُمَيْدٍ ‏عَنْ ‏‏أَنَسٍ ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ قَالَ ‏‏

((جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ))

وفي مسند الإمام أحمد
حَدَّثَنَا عَفَّانُ ‏‏حَدَّثَنَا ‏‏حَمَّادٌ ‏حَدَّثَنَا ‏‏حُمَيْدٌ عَنْ ‏أَنَسٍ ‏‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ قَالَ ‏‏

((جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ))


لما كان الجلاد بالسيف و السنان و الجدال بالحجة و البرهان كالأخوين الشقيقين و القرينين المتصاحبين كانت أحكام كل واحد منهما شبيهة بأحكام الآخر و مستفادة منه.

فالإصابة في الرمي و النضال كالإصابة في الحجة و المقال و الطعن و التبطيل نظير إقامة الحجة و إبطال حجة الخصم ، و الدخول و الخروج نظير الإيراد و الإحتراز منه ، و جواب الخصم و القرن عند دخوله عليك ، كجواب الخصم عما يورده عليك

و الفروسية فروسيتان : فروسية العلم و البيان ، و فروسية الرمي و الطعان .

ولما كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أكمل الخلق في الفروسيتين فتحوا القلوب بالحجة و البرهان و البلاد بالسيف و السنان

وما الناس إلا هؤلاء الفريقان ، و من عداهما ، فإن لم يكن ردءا و عونا لهما فهو كَلّ من نوع الغنسان .


يتبع ...ٍ

عمر الأنصاري
02-18-2008, 11:46 PM
فصل أدلة جهاد المنافقين بالحجة و البيان

وقد أمر الله بجدال الكفار و المنافقين و جلاد أعدائه المشاقين و المحاربين ، فعلم الجدال و الجلاد من أهم العلوم و أنفعها للعباد في المعاش و المعاد و لا يعدل مداد العلماء إلا دم الشهداء ، و الرفعة و علو المنزلة في الداري إنما هي لهاتين الطائفتين .
قال تعالى : تعالى -: ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) [النحل: 125].
وقال سبحانه { ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم } [سورة العنكبوت 29 / 46]
وقال صلى الله عليه: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم))

والآيات و الأحاديث في هذا الباب كثيرة نكتفي بما ذكرناه

عمر الأنصاري
02-18-2008, 11:52 PM
فصل لكم في الرسل أسوة حسنة

اعلموا إخواني في الله أسعدكم الله: أن الرَّدَّ من أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح أهل الحديث على رؤوس البدع, رأس في مراد الشارع الحكيم.
ومن استقرأ الوحيين رأى في مواقف الأنبياء مع أممهم, والدعاة مع أهلهم مواقف المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن, وهكذا ورثتهم من بعدهم

وإليكم بعضا من مواقف المناظرات بين الرسل و قومهم

قال تعالى((وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء)) [الأنعام: 83].

وقال سبحانه : ((ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت، قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر)) [البقرة: 258].

وقال - تعالى- مخبراً عن مناظرة أخرى لإبراهيم مع أبيه وقومه: ((قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللاعِبِينَ * قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ)) [الأنبياء: 52-56] إلى قوله بعد ذكر قصة تحطيم إبراهيم - عليه السلام - لأصنامهم: ((قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاء يَنطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)) [الأنبياء: 63-67].


كما أخبر - تعالى -عن محاجة موسى - عليه السلام - لفرعون ومقارعته الحجة بالحجة، في قوله: ((قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ * قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ)) [الشعراء: 23-30] وقال - تعالى -مخبراً عن قوم نوح: ((قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين)) [هود: 32].

والآيات في قصص مناظرات أنبياء الله لأقوامهم ومحاجاتهم لهم من كتاب الله كثيرة.

عمر الأنصاري
02-19-2008, 12:00 AM
فصل : أقوال أهل العلم دلت على جواز المناظرة و التصدي لأهل البدع

وكذلك أقوال السلف وأفعالهم، دلت على جواز المناظرة، والمجادلة في بعض الأحيان. قال ابن رجب: " قال كثير من أئمة السلف ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا، وإن جحدوا فقد كفروا "

ومن ثنائهم على المناظرة إن كانت للتعلم: قول عمر بن عبد العزيز: " رأيت ملاحاة الرجال تلقيحاً لألبابهم "

وقال عمر بن عبد العزيز أيضاً ومالك بن أنس: " ما رأيت أحداً لاحى الرجال إلا أخذ بجوامع الكلم " قال يحيى بن مزين: يريد بالملاحاة هنا: المخاوضة والمراجعة على وجه التعليم والتفهم والمدارسة والله أعلم. نقل ذلك عمر ومالك من رواية يحيى بن مزين ابن عبد البر في معرض استدلاله لإثبات المناظرة في باب مستقل من كتاب (جامع بين العلم) بعنوان (باب إثبات المناظرة والمجادلة)

وقد وقع المناظرات بين السلف أنفسهم في كثير من المسائل والأحكام، مما يدل على جواز ذلك عندهم. قال ابن عبد البر: "وأما تناظر العلماء وتجادلهم في مسائل الأحكام من الصحابة والتابعين ومن بعدهم فأكثر من أن تحصى وسنذكر منها شيئاً يستدل به " ثم ساق لذلك أمثلة منها: قال زيد بن ثابت لعلي في المكاتب: أكنت راجمه لو زنى؟ قال: لا، قال: فكنت تجيز شهادته؟ قال: لا، قال: فهو عبد ما بقي عليه درهم.

وناظر عبيد الله بن عمر أباه في المال الذي أعطاه أياه وأخاه أبو موسى، وقال عبيد الله: لو تلف المال ضمناه فلنا ربحه بالضمان.

وناظر أبو هريرة عبد الله بن سلام في الساعة التي في يوم الجمعة

وهذا الذي ذكره ابن عبد البر أمثلة لبعض ما وقع بين السلف أنفسهم من مناظرات، وأما مناظرتهم لأهل البدع فيه أشهر من أن تذكر، وإنما أكتفي بالإشارة إلى بعضها فمنها: مناظرة علي وابن عباس - رضي الله عنهما - للخوارج، على ما هو مبسوط في كتب السنة والفرق

وناظر عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى -غيلان الدمشقي القدري حتى انقطع، وأعلن التوبة، إلا أنه عاد بعد موت عمر، روى ذلك اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/714-716). وناظر عمر أيضاً الخوارج على ما نقل ذلك ابن عبد البر (جامع بيان العلم وفضله ص431-473).

وناظر الأوزاعي - رحمه الله - قدرياً طلب المناظرة، فحجه وقد روى ذلك اللالكائي (2/718-719) وكذا الإمام الشافعي ناظر حفص الفرد فغلبه نقل ذلك أبو نعيم في الحلية (9/115).

ومناظرات الإمام أحمد للجهمية بمحضر الخليفة مشهورة، ذكر بعضها الإمام نفسه في كتاب الرد على الزنادقة والجهمية ص41-57 وغير ذلك من مناظرات السلف لأهل البدع.

ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح لمعة الاعتقاد:

وينقسم الخصام والجدال في الدين إلى قسمين:

الأول: أن يكون الغرض من ذلك إثبات الحق وإبطال الباطل، وهذا مأمور به إما وجوباً أو استحباباً بحسب الحال لقوله - تعالى -: ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)) [النحل: 125].



الثاني: أن يكون الغرض منه التعنيت أو الانتصار للنفس أو للباطل فهذا قبيح منهي عنه لقوله - تعالى -: ((ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا)) [غافر: 4] وقوله: ((وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب)) [غافر: 5] "

ويقول الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (الرد على المخالف): " ومجادلة من جنح به الرأي إلى قول شاذ، أو إحداث قول جديد في مسألة: باب عظيم من أبواب النصح والإرشاد، فالرد والمجادلة عن الحق بالحق رتب ومنازل، وقد جعل الله لكل شيء قدرا " ذكر هذا ضمن حديثه عن الرد المحمود في الدين.

ويقول في معرض حديثه عن الرد المذموم {وعلى هذا النوع (الرد المذموم) تتنزل ردود المخالفين كأهل البدع والأهواء على أهل السنة والجماعة ومجادلتهم وإيذائهم وهضم ما هم عليه من الحق والهدى.

عمر الأنصاري
02-19-2008, 12:05 AM
فصل سير السلف الأبرار في مناظرة أهل الباطل و الضلال

قام الصحابة رضي الله عنهم بواجب الجهاد عن الإسلام عقيدة وشريعة خير قيام برد البدع, وتفنيد الأهواء المضلة ووئدها في مهدها, فمن ذلك:
مناظرة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لأفراخ الخوارج في مسجد الكوفة.
مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنه للخوارج.
مناظرة أمير المؤمنين على بن أبي طالب للخواج.
قال ابن عبد البر رحمه الله:
" وناظر على رضي الله عنه الخوارج حتى انصرفوا, وناظرهم ابن ابن عباس أيضاً بما لا مدفع فيه من الحجة من نحو كلام علي, ولولا شهرة ذلك وخشية طول الكتاب لاجتلبت ذلك على وجهه")
ولقد حاج عبد الله بن عباس الخوارج بأمر علي بن أبي طالب, وما أنكر أحد من الصحابة قط الجدال في طلب لاحق. وأما التابعون ومن بعدهم, فتوسعوا في ذلك.

فصل : لا تتركوا الثغر فارغ

إن مما ابتليت به الامة ظهور قوم بهرتهم زخارف بني الأصفر وبلبلت أفكارهم وفهومهم
وافسدت اعتقادهم .
فأصبح من هم من جلدتنا و ينطقون بلساننا يخبئون لنا الكمائن و المصائد و يتحيلون الفرص للإطاحة بمسلم شريد خرج عن الجماعة.
لقد ابتليت الامة بموجة الإلحاد و التشكيك
واصبحت موضة بين الشباب ، وكل من أخذ زبالات الغرب ينفش ريشه و يفرد صدره ويشخص بصره إلى السماء و كأنه المفكر العلامة الحبر الفهامة و هو في حقيقة الامر ليس سوى خنفشاريا من الدرجة الثانية.
لكن مع الأسف وجد من يسمع له ويتأثر به
إن الذي دفعني لكتابة هذا الكلمات ليس خوفي على الإسلام أو الرسالة المحمدية فالله متم نوره و لو كره الكافرون بعز عزيز أو بذل ذليل .
لكن المصيبة كبيرة و الخطر جلل ولا يعلم خطورتها إلا الذي احتك بالشباب الذين كانوا على شفى جرف هار
إن ضعف المسلمين وقلت العارفين مع كثرة المشككين جعل الباطل يلبس ثياب الحق فخنس الحق و انتفش الباطل في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل.
إن أعظم العلوم هو العلم بالله لكن هذه الموجة خسفت عن شبابنا هذا العلم الشريف وأدخلتهم في دوامة الشك و الحيرة و الضلال ... وجل الدول العربية إلا ما رحم الله تتبنى العلمانية أو اللادينية فتعمل جاهدة على إرضاء أسيادها بتهميش الدين و حصره في المساجد كما حُصِر من قبل في الكنائس.وإعطاء المناصب و الرئاسات للمنافقين الجدد الذين مردوا على النفاق من علمانيين و حداثيين و ليبراليين و اشتراكيين و شيوعيين ...
أيها المسلم الفطن أيتها الأخت الغيورة ألى تشعرون بالذنب ، ألى تشعرون بالحرقة و الألم على واقعنا .
وإياك أن تقول لي هذه مهة أهل العلم و لا دخل لي بها .
لقد ذكرتني هذه القولة بما قاله بنو إسرائيل لنبيهم موسى : " أذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"
فأهل الفضل من العلماء جهودهم عظيمة جليلة لكن ما بالنا إذا كان واحد يبني و خلفه مئة يهدمون
وما بالك برجل جرد وقته و علمه للدفاع عن الإسلام و قوم جردوا الآلاف المؤلفة من جنود إبليس مدججين بشتى الأسلحة لمحاربة عقيدتنا.

عمر الأنصاري
02-19-2008, 12:07 AM
فصل : تحصرم قبل أن تتزبب

أخي الفاضل ، أختي الغيورة ،ناظر و أنت مؤهل ، وأعد العدة و توكل الله ، وإياك أن تأخذك الغيرة و الحمية وتترك الضوابط فلا تشترك في حوارات أنت خير مؤهل للدخول فيها وليست لديك القدرة على رد الشبهات .
قال ابن تيمية رحمه الله (وقد ينهون عن المجادلة والمناظرة إذا كان المناظرُ ضعيفَ العلم بالحجة وجواب الشبهة فيخاف عليه أن يفسده ذلك المضل كما ينهى ذلك الضعيف في المقاتلة أن يقاتل علجاً قوياً من علوج الكفار فإنَّ ذلك يضره ويضر المسلمين بلا منفعة.
فلابد أن يكون الطالب على علم بالحق و أيضًا على علم بأصول الرد و الجدل ، فيمتلك السلاح و يعرف كيف يستخدمه ، و حتى تتكون عنده هذه الملَكة فعليه بالاستعانة بأهل العلم و ردود أهل العلم ، حتى إذا ما أجازه شيخه أو على أقل تقدير وجد في نفسه القدرة الحقة على الرد على الشبهات فله أن يجتمع مع أقرانه من طلبة العلم للدربة على الرد .

فصل : المجادلة المذمومة

لقد ذم الله تعالى في القرآن ثلاثة أنواع من المجادلة:
1 - ذم صاحب المجادلة بالباطل ليدحض به الحق. فقال تعالى: ﴿ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ﴾ {غافر: 5}.

2 - وذم المجادلة في الحق بعد ما تبين. وقال تعالى: ﴿ يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقَّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ ﴾ {الأنفال: 6}.

وذم المحاجة فيما لا يعلم المحاج. وقال: ﴿ هَا أنتُمْ هؤلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحاجون فِيمَا لِيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ﴾ {آل عمران: 66}.

فصل حكم مدارسة الشبه

إن كلامي هذا موجه لطلبة العلم لذلك سأقتصر في إيراد الحكم على حالتهم

وحكم مدارسة الشبه بين طلبة العلم غير ثابت فتعتريه بذلك الأحكام الخمسة

وتغيره بتغير النوازل و الضروف والحكم فيه كحكم الجهاد

فإذا كنت يا طالب العلم في بلد عمت فيه الشبه وكثر فيه أهل الباطل و قل فيه أهل الفضل و الصلاح ممن يتصدون لأهل الاهواء فحكم معرفة شبه القوم و الرد عليها أصبح عليك واجبا .
وإذا كنت في مكان امتلأ بأهل الزيغ و الضلال كالجامعات التي انتشر فيها الفكر الماركسي و الشيوعي و الإلحاد فأنت مطالب في هذه الحال بمعرفة شبهم و ردها .
فانتبه يا رعاك الله لهذه النقاط و لا تكن كمن قالوا أذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون

عمر الأنصاري
02-19-2008, 12:09 AM
فصل كيف تكون مدارسة الشبه وما المنهج الذي يجب أن نتبعه إذا كان واجبا علينا مدارستها ؟

أما و قد توفرت الشروط من كون الطالب أهل للمدارسة و الرد على الشبهة سيفيد و النية هي إعلاء كلمة الحق فتكون المدارسة

أولا - بتحديد الشبهة

ثانيا - البحث عن ردود أهل العلم على المسألة .

ثالثا - تجميع النصوص الواردة في المسألة .

رابعا - النظر في الشبهات التي أوردها الملاحدة و غيرهم و ترتيبها ترتيبًا منهجيًّا .

خامسا - صياغة الرد في صورة سلسة

عمر الأنصاري
02-19-2008, 12:11 AM
فصل حكم تعلم علم الكلام

قال النووي في "شرح صحيح مسلم " ما نصه: "قال العلماء: البدعة خمسة أقسام واجبة ‏ومندوبة ‏ومحرمة ومكروهة ومباحة، فمن الواجبة نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين ‏وشبه ذلك ‏‏"اهـ.‏

قال الشيخ ابن حجر الهيتمي في كتابه "الفتاوى الحديثية" ما نصه:" الذي صرّح به أئمتنا أنه ‏يجب ‏على كل أحد وجوباً عينيّاً أن يعرف صحيح الاعتقاد من فاسده، ولا يشترط فيه علمه بقوانين ‏أهل ‏الكلام لأن المدار على الاعتقاد الجازم ولو بالتقليد على الأصح. وأما تعليم الحجج الكلامية ‏والقيام بها ‏للرد على المخالفين فهو فرض كفاية، اللهم إلا إن وقعت حادثة وتوقف دفع المخالف فيها ‏على تعلم ما ‏يتعلق بها من علم الكلام أو ءالاته فيجب عيناً على من تأهل لذلك تعلمه للرد على ‏المخالفين " اهـ.‏


وقال الشيخ شمس الدين الرملي الشافعي في شرح الزبد ما نصه "التوغل في علم الكلام بحيث ‏‏يتمكن من إقامة الأدلة وإزالة الشبه فرض كفاية على جميع المكلفين الذين يمكن كلاًّ منهم فعله، فكل ‏‏منهم مخاطب بفعله لكن إذا فعله البعض سقط الحرج عن الباقين، فإن امتنع جميعهم من فعله أثم كل ‏من ‏لا عذر له ممن علم ذلك وأمكنه القيام به " اهـ.‏



وقال الحافظ اللغوي : (فإن ‏‏قلت: مهما اعترفت بالحاجة إليه في دفع المبتدع ورد شبهة (والآن فقد ثارت البدع) وهاجت ‏‏وعمت ‏البلوى الناس وأرهقت الحاجة و دنت وقرب وقوعها (فلا بد أن يصير القيام بهذا العلم) ‏والتصدي له ‏‏(من فروض الكفايات كالقيام بحراسة الأموال) وحفظها من النهاب (وسائر الحقوق) ‏كذلك (وكالقضاء ‏والولاية وغيرهما) من المناصب العامة .
ولقائل أن ‏يقول لا يحتاج إلى نشره وتعليمه بل يكتفي منه في رد شبه المبتدعة بما ركز ‏في الجبلة والطباع فأجاب ‏بقوله (وليس في مجرد الطباع) ولو كانت سليمة (كفاية) تامة (لحل شبه ‏المبتدعة ما لم يتعلم) ويدأب فيه ‏لأن أكثر هذا العلم أمور دقيقة نظرية (فينبغي أن يكون التدريس فيه ‏والبحث عنه أيضاً من فروض ‏الكفايات) وهذا (بخلاف زمان الصحابة) رضوان الله تعالى عليهم (فإن ‏الحاجة ما كانت ماسة إليه) إما ‏لعدم ظهور البدع في زمانهم أو لاكتفائهم بما أشرق الله من أنوار ‏المشاهدة في صدورهم فكانت الأمور ‏الخفية بالنسبة إلينا جلية عندهم (فاعلم أن الحق) الذي لا محيد ‏عنه (أنه لا بد في كل بلد) من بلاد ‏الإسلام (من قائم بهذا العلم) أي بإزائه (مستقل بدفع شبه ‏المبتدعة الذين ثاروا في تلك البلدة) ونبغوا ‏‏(وذلك يدوم بالتعليم) ويحفظ بالنشر والإفادة (ولكن ليس ‏من الصواب تدريسه على العموم) أي على ‏عامة الناس (كتدريس الفقه والتفسير) ولوازمهما (فإن ‏هذا) أي علم الكلام (مثل الدواء) الذي لا يحتاج ‏إليه في كل وقت وينتفع به ءاحاد الناس ويستضرُّ بِهِ ‏الآخرون (والفقه مثل الغذاء) للأبدان الذي لا ‏يستغنى عنه بحال في إقامة ناموس البدن (وضرر الغذاء ‏لا يحذر وضرر الدواء محذور لما ذكرنا فيه من ‏أنواع الضرر) التي لا تحصى (فالعالم به ينبغي أن ‏يخصص بتعليم هذا العلم من) وجدت (فيه ثلاث خصال ‏إحداها التجرد للعلم) والاستعداد لطلب ‏المعرفة (والحرص عليه) بالإكباب على درسه وتعلمه (فإن ‏المحترف) أي المشتغل بالحرفة والصناعة ‏‏(يمنعه الشغل) الذي هو فيه (عن الاستتمام وإزالة الشكوك إذا ‏عرضت) لعدم استعداده لذلك (والثانية ‏الذكاء) وهو سرعة الإدراك وحدَّة الفهم وقيل هو سرعة اقتراح ‏النتائج (والفطنة) وهي سرعة هجوم ‏على حقائق معان مما تورده الحواس عليها (والفصاحة) وهي ملكة ‏يقتدر بها على التعبير عن المقصود ‏‏(فإن البليد) المتحير في أمره الذي لا يوصف بذكاء ولا فطنة (لا ينتفع ‏بفهمه) بل هو دائماً حيران في ‏أمره (والفَدْم) وهو البطيء الفهم (لا ينتفع بحجاجه) أي بمحاجته (فيخاف ‏عليه من ضرر الكلام ولا ‏يرجى فيه نفعه والثالثة أن يكون في طبعه الصلاح ) وهو ضد الفساد ويختصان ‏في أكثر الاستعمال ‏بالأفعال وقوبل في القرءان تارة بالفساد وأخرى بالسيئة (والديانة) وهي التمسك ‏بأمور الدين ‏‏(والتقوى) وهي تجنب القبيح خوفاً من الله تعالى (ولا تكون الشهوات) النفسية (غالبة عليه) ‏وفي ‏معنى الشهوات التعصبات للمذاهب والمباهاة بالمعارف (فإن الفاسق بأدنى شبهة) إذا عرضت (ينخلع ‏‏عن) ربقة (الدين فإن ذلك يحل عنه الحجز) أي الستر الحاجز (ويرفع الستر بينه وبين الملاذ) الشهوانية ‏‏‏(فلا يحرص على إزالة الشبهة) ودفعها (بل يغتنمها ليتخلص من أعباء التكليف) ومشقاته (فيكون ما ‏‏يفسده مثل هذا المتعلم أكثر مما يصلحه) "اهـ.‏

قال الشيخ الفقيه تقي الدين السبكي: "أكثر العلوم التي نحن نتبع وندأب فيها الليل والنهار حاصلة ‏‏عندهم- أي عند الصحابة- بأصل الخلقة من اللغة والنحو والتصريف وأصول الفقه وما عندهم من ‏‏العقول الراجحة وما أفاض الله عليها من نور النبوة العاصم من الخطإ في الفكر يغني عن المنطق وغيره ‏من ‏العلوم العقلية، وما ألّف الله بين قلوبهم حتى صاروا بنعمته إخواناً يغني عن الاستعداد في المناظرة ‏والمجادلة ‏فلم يكونوا يحتاجون في علمهم إلا إلى ما يسمعونه من النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب ‏والسنة ‏فيفهمونه أحسن فهم ويحملونه على أحسن محمل وينزلونه منزلته، وليس بينهم من يماري فيه ‏ولا يجادل ‏ولا بدعة ولا ضلالة، ثم التابعون على منوالهم قريباً منهم ثم أتباعهم وهم القرون الثلاثة التي ‏شهد النبي ‏صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون بعده، ثم نشأ بعدهم وربما في أثناء الثاني والثالث ‏أصحاب بدع ‏وضلالات فاحتاج العلماء من أهل السنة إلى مقاومتهم ومجادلتهم ومناظرتهم حتى لا ‏يلبسوا على الضعفاء ‏أمر دينهم ولا يدخلوا في الدين ما ليس منه، ودخل في كلام أهل البدع من ‏كلام المنطقيين وغيرهم من ‏أهل الإلحاد شئ كثير ورتبوا عليها شبهّا كثيرة، فإن تركناهم وما ‏يصنعون استولوا على كثير من الضعفاء ‏وعوام المسلمين والقاصرين من فقهائهم وعلمائهم فأضلوهم ‏وغيروا ما عندهم من الاعتقادات الصحيحة ‏وانتشرت البدع والحوادث ولم يكن كل واحد يقاومهم ‏وقد لا يفهم كلامهم لعدم اشتغاله به، وإنما يرد ‏على الكلام من يفهمه ومتى لم يرد عليه تعلو كلمته ‏ويعتقد الجاهلون والأمراء والملوك المستولون على ‏الرعية صحة كلام ذلك المبتدع كما اتفق في كثير ‏من الأعصار وقصرت همم الناس عما كان عليه ‏المتقدمون، فكان الواجب أن يكون في الناس من ‏يحفظ الله به عقائد عباده الصالحين ويدفع به شبه ‏الملحدين وأجره أعظم من أجر المجاهد بكثير وبه ‏يحفظ أمر بقية الناس وعبادات المتعبدين واشتغال الفقهاء ‏والمحدثين والمفسرين والمقرئين وانقطاع ‏الزاهدين:‏

لا يعرف الشوق إلا من يكابده.... ولا الصبابة إلا من يعانيها"