الاشبيلي
02-21-2008, 06:40 PM
ورد في نقش اثري برقم (جام 1028) والذي وجد على بعد 70كم من موقع الاخدود وأسم الملك هو يوسف ذو نواس المختلف في كونه يهودي او مشرك حيث جاء في النقش الاثري ليبركن الله الذي له السماء والارض الملك يوسف الغضبان الثائر ملك كل الشعوب
وجاء ايضا وعلى حرب ومقرانه نجران تصنع المدب والمدب في الحميري معناها الاخدود
وجاء تاريخ النقش سنة 518 ميلادي وقد جاء في النقش ان ضحايا الاخدود كانوا بالالاف المصدر تاريخ اليمن القديم لعبد الله بلفقيه
لكن هل كان يوسف هذا مشرك ام يهودي مؤمن بالله ام لا
ولقد ذكر القران هذة القصة في سورة البروج لقوله تعالى ((قتل اصحاب الاخدود))الى اخر القصة
وذكرها الرسول (ص)
عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
« كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان لـه ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلامًا أعلمه السحر، فبعث إليه غلامَا يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، راهبٌ فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب، وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه.. فشكى ذلك إلى الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة. قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم: الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها. ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره، فقال لـه الراهب: أي بني! أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدلَّ عليَّ. وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني. فقال إني لا أشفي أحداً. إنما يشفي الله (تعالى) فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك.فآمن بالله تعالى فشفاه الله. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال لـه الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: أولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجيء بالغلام فقال لـه الملك: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمه والأبرص وتفعل ما تفعل؟.. قال: إني لا أشفي أحداً. إنما يشفي الله (تعالى) فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل لـه: ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه. ثم جيء بالغلام فقيل لـه : ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته. فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال لـه الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال كفانيهم الله (تعالى) فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك فقال لـه الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله (تعالى). فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به! فقال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس وقل: بسم الله رب الغلام. ثم ارمني. فإنك إن فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع. ثم أخذ سهماً من كنانته. ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في موضع السهم فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام ثلاثاً فأُتيَ الملك فقيل لـه: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد، والله! وقع بك حذرك. قد آمن الناس فأمر بالأخاديد في أفواه السكك فَخُدَّت وأُضرم (فيها) النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل لـه: اقتحم.. ففعلوا حتى جاءت امرأة معها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: ياأمه! اصبري فإنك على الحق » . (رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي).
نفهم من حديث الرسول (ص) ان الملك يوسف ذو نواس ادعى الالوهية كان يهودي ام مشرك وذلك لقوله (ص) أتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال لـه الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: أولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام
لنرى الآن نسق القصة من كتب التفسير
كانوا بنجران في الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم. وقد اختلفت الرواة في حديثهم.(تفسير القرطبي)
وكان الراهب نصراني يقراء الانجيل (تفسير القرطبي)
وقال الضحاك :اصحاب الاخدود هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة(بل الاصح قبل ولادة الرسول بخمسين سنة تقريبا) ، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري ، وكانوا نيفا وثمانين رجلا ، وحفر لهم أخدودا وأحرقهم فيه(تفسير القرطبي)
وقال الكلبي : هم نصارى نجران ، أخذوا بها قوما مؤمنين ، فخدوا لهم سبعة أخاديد ، طول كل أخدود أربعون ذراعا ، وعرضه أثنا عشر ذراعا(تفسير القرطبي)
وقال مقاتل : أصحاب الأخدود ثلاثة ؛ واحد بنجران ، والآخر بالشام ، والآخر بفارس. أما الذي بالشام فأنطنيانوس الرومي ، وأما الذي بفارس فبختنصر ، والذي بأرض العرب يوسف بن ذي نواس. فلم ينزل الله في الذي بفارس والشام قرآنا ، وأنزل قرآنا في الذي كان بنجران(تفسير القرطبي)
وبلغوا سبعة وثمانين بين رجل وامرأة ، بعد ما رفع عيسى ، فخد لهم يوسف بن ذي نواس بن تبع الحميري أخدودا ، وأوقد فيه النار ؛ وعرضهم على الكفر ، فمن أبى أن يكفر قذفه في النار ، وقال : من رجع عن دين عيسى لم يقذف(تفسير القرطبي)
قال ابن إسحاق عن وهب بن منبه : كان رجل من بقايا أهل دين عيسى بن مريم عليه السلام ، يقال له قيميون ، وكان رجلا صالحا مجتهدا زاهدا في الدنيا مجاب الدعوة ، وكان سائحا في القرى ، لا يعرف بقرية إلا مضى عنها ، وكان بناء يعمل الطين. قال محمد بن كعب القرظي ، وكان أهل نجران أهل شرك يعبدون الأصنام ، وكان في قرية من قراها قريبا من نجران ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر ؛ فلما نزل بها قيميون ، بنى بها خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي بها الساحر ، فجعل أهل نجران يبعثون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر ، فبعث إليه الثامر عبدالله بن الثامر ، فكان مع غلمان أهل نجران ، وكان عبدالله إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من أمر صلاته وعبادته ، فجعل يجلس إليه ويسمع منه ، حتى أسلم ، فوحد الله وعبده ، وجعل يسأله عن آسم الله الأعظم ، وكان الراهب يعلمه ، فكتمه إياه وقال : يا ابن أخي ، إنك لن تحمله ، أخشى ضعفك عنه ؛ وكان أبو الثامر لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان. فلما رأى عبدالله أن الراهب قد بخل عليه بتعليم اسم الله الأعظم ، عمد إلى قداح فجمعها ، ثم لم يبق لله تعالى أسما يعلمه إلا كتبه في قدح ، لكل اسم قدح ؛ حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ، ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا ، حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه ، فوثب القدح حتى خرج منها لم يضره شيء ، فأخذه ثم قام إلى صاحبه ، فأخبره أنه علم اسم الله الأعظم الذي كتمه إياه ، فقال : وما هو ؟ قال : كذا وكذا. قال : وكيف علمته ؟ فأخبره بما صنع. فقال له : يا ابن أخي ، قد أصبته ، فأمسك على نفسك ، وما أظن أن تفعل.
فجعل عبدالله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال : يا عبدالله ، أتوحد الله وتدخل في ديني ، فأدعو الله لك فيعافيك مما أنت فيه من البلاء ؟ فيقول : نعم ؛ فيوحد الله ويسلم ، فيدعوا الله له فيشفي ، حتى لم يبق أحد بنجران به ضر إلا أتاه فاتبعه على دينه ودعا له فعوفي ؛ حتى رفع شأنه إلى ملكهم ، فدعاه فقال له :
أفسدت علي أهل قريتي ، وخالفت ديني ودين أبائي ، فلأمثلن بك. قال : لا تقدر على ذلك ؛ فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل ، فيطرح عن رأسه ، فيقع على الأرض ليس به بأس. وجعل يبعث به إلى مياه نجران ، بحار لا يلقى فيها شيء إلا هلك ، فيلقي فيها فيخرج ليس به بأس ؛ فلما غلبه قال له عبدالله بن الثامر : والله لا تقدر على قتلي حتى توحد الله وتؤمن بما آمنت به ؛ فإنك إن فعلت ذلك سلطت علي وقتلتني. فوحد الله ذلك الملك وشهد شهادته ، ثم ضربه بعصا فشجه شجة صغيرة ليست بكبيرة ، فقتله ، وهلك الملك مكانه ، واجتمع أهل نجران على دين عبدالله بن الثامر ، وكان على ما جاء به عيسى بن مريم من الإنجيل وحكمه. ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث ؛ فمن ، ذلك كان أصل النصرانية بنجران
فسار إليهم ذو نواس اليهودي بجنوده من حمير ، فدعاهم إلى اليهودية ، وخيرهم بين ذلك أو القتل ، فاختاروا القتل ، فخد لهم الأخدود ، فحرق بالنار وقتل بالسيف ، ومثل بهم حتى قتل منهم عشرين ألفا. وقال وهب بن منبه : اثني عشر ألفا. وقال الكلبي : كان أصحاب الأخدود خرج ذو نواس هاربا ، فاقتحم البحر بفرسه فغرق. قال ابن إسحاق : وذو نواس هذا سمه زرعة بن تبان أسعد الحميري ، وكان أيضا يسمى يوسف ، وكان له غدائر من شعر تنوس ، أي تضطرب ، فسمي ذا نواس ، وكان فعل هذا بأهل نجران ، فأفلت منهم رجل اسمه دوس ذو ثعلبان ، فساق الحبشة لينتصر بهم ، فملكوا اليمن وهلك ذو نواس في البحر ، ألقي نفسه فيه( تفسير القرطبي)
المَلكَ ذا نُواس وكان يهودياً وكان أهل نجران مشركين يعبدون نخلة طويلة(تفسير ابن عاشور)
فقتل الملك الغلامَ وقَتَل الراهب وأمر بأخاديد وجُمع فيها حَطب وأُشعلت ، وعُرض أهل نجران عليها فمن رجع عن التوحيد تركه ومن ثبت على الدين الحق قذفه في النار .
(تفسير ابن عاشور)
والمقصود التعجيب من ظلم أهل الأخدود أنهم يأتون بمثل هذه الفظاعة لا لجرم من شأنه أن يُنقَم من فاعله فإن كان الذين خددواً الأخدود يهوداً كما كان غالب أهل اليمن يومئذ فالكلام من تأكيد الشيء بما يشبه ضده أي ما نقموا منهم شيئاً ينقم بل لأنهم آمنوا بالله وحده كما آمن به الذين عذبوهم . ومحل التعجيب أن المَلك ذا نواس وأهل اليمن كانوا متهودين فهم يؤمنون بالله وحده ولا يشركون به فكيف يعذِّبون قوماً آمنوا بالله وحده مثلهم(تفسير ابن عاشور)
وإن كان الذين خدّدوا الأخدود مشركين ( فإن عرب اليمن بقي فيهم من يعبد الشمس ) فليس الاستثناء من تأكيد الشيء بما يشبه ضده لأنّ شأن تأكيد الشيء بما يشبه ضده أن يكون ما يشبه ضد المقصود هو في الواقع من نوع المقصود فلذلك يؤكد به المقصود وما هنا ليس كذلك لأن الملك وجنده نقموا منهم الإِيمان بالله حقيقة إن كان الملك مشركاً(تفسير ابن عاشور)
بينما في تفسير الطبري نرى ان الملك كان من عبدة الاوثان.
نلاحظ ان في روايات الاخباريين العرب تظارب حول كون يوسف ذو نواس يهودي او مشرك
لنستوضح القصة من القرآن الكريم
قال تعالى ((قتل اصحاب الاخدود0 النار ذات الوقود0اذ هم عليها قعود0وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود 0 ومانقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد 0الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شئ شهيد0 )) سورة البروج
قال تعالى((ومانقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد)) هذا هو السبب الذي جعل يوسف ذو نواس واتباعه يخدون الاخاديد ويقتلون هؤلاء الناس سبب كون هؤلاء الناس آمنوا بالله عزوجل
من الملاحظ ان هذة القصة ذكرت في كتب النصارى او مايسمى الرسائل التاريخية للكنائس وتذكر ان يوسف ذو نواس يهودي وانه خيّر اصحاب الاخدود بين اليهودية وبين الموت واختاروا الموت على ترك الديانة النصرانية .
من خلال النصوص السابقة نستنتج ان يوسف ذو نواس فعلا كان يهودي على اغلب الظن ولكنه يهودي ظاهريا امام الناس ولكنه كان يدعي الالوهية وعندما رأى الراهب يبشر بالنصرانية وآمن به الفتى وجموع الناس امر باحراقهم في الاخدود وهذا ما جعل نصارى الحبشة يغيرون على اليمن نصرتا لنصارى اليمن المضطهدين
وقد قال النبي (ص) في اثناء سرده للقصة مايلي(( قال جليس الملك للملك يوسف : ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام))
ربي وربك الله تدل على ان الملك كان يعلم ان هناك رب هو الله وهذا يدل ايضا على انه كان يهودي ادعى الالوهيه ناكرا ليهوديته التى تؤمن بالله
وقول الجليس له ربي وربك الله تذكيرا للملك الذي ادعى الالوهية انه لنا رب كما تعلم مهما انكرته هو الله .....الى اخر الكلام
كذلك يتضح كون الملك كان على دين اليهودية هو ان اسمة يوسف،ويوسف (ع) نبي من انبياء بني اسرائيل
كذلك نلمس ادعاء يوسف ذو نواس الالوهية من خلال النقش الاثري حيث جاء فيه الملك يوسف الغضبان الثائر( ملك كل الشعوب) اي ملك كل اهل الارض فكيف يحصل ذلك الا اذا كان اله لهم كما كان فرعون يدعي .
في رواية عن الامام علي ان اصحاب الاخدود كانوا في بلاد فارس وقد يصح ذلك وقد يكون باطل
من خلال قرأتي لمعجم البلدان لياقوت الحموي والبداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الطبري وغيرهم يتضح ايضا ان الملك يوس ف ذو نواس كان يهوديا ولكن غالى في نفسة حتى ادعى الالوهية وهذا ماذكرة النقش بملك كل الشعوب .
وأريد ان اوضح هنا ان مصدر ما قاله النبي (ص) هو الوحي فأنه إن لم الوحي فما هو مصدرة في ان الملك ادعى الالوهية فجميع الروايات القديمة وروايات الاخباريين العرب لم تذكر ذلك وهذا يؤكد صدق محمد (ص) لان الذي اخبره هو العليم الخبير والنقش الاشري يؤكد ذلك عندما ذكر كلمة ملك كل الشعوب . والله تعالى اعلم
وجاء ايضا وعلى حرب ومقرانه نجران تصنع المدب والمدب في الحميري معناها الاخدود
وجاء تاريخ النقش سنة 518 ميلادي وقد جاء في النقش ان ضحايا الاخدود كانوا بالالاف المصدر تاريخ اليمن القديم لعبد الله بلفقيه
لكن هل كان يوسف هذا مشرك ام يهودي مؤمن بالله ام لا
ولقد ذكر القران هذة القصة في سورة البروج لقوله تعالى ((قتل اصحاب الاخدود))الى اخر القصة
وذكرها الرسول (ص)
عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
« كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان لـه ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلامًا أعلمه السحر، فبعث إليه غلامَا يعلمه. فكان في طريقه، إذا سلك، راهبٌ فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه. فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب، وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه.. فشكى ذلك إلى الراهب. فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة. قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم: الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة، حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها. ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره، فقال لـه الراهب: أي بني! أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدلَّ عليَّ. وكان الغلام يبرىء الأكمه والأبرص، ويداوي الناس من سائر الدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة. فقال: ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني. فقال إني لا أشفي أحداً. إنما يشفي الله (تعالى) فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك.فآمن بالله تعالى فشفاه الله. فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال لـه الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: أولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام. فجيء بالغلام فقال لـه الملك: أي بني، قد بلغ من سحرك ما تبرىء الأكمه والأبرص وتفعل ما تفعل؟.. قال: إني لا أشفي أحداً. إنما يشفي الله (تعالى) فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جيء بجليس الملك فقيل لـه: ارجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه. ثم جيء بالغلام فقيل لـه : ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته. فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل. فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال لـه الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال كفانيهم الله (تعالى) فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك فقال لـه الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله (تعالى). فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به! فقال: ما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس وقل: بسم الله رب الغلام. ثم ارمني. فإنك إن فعلت ذلك قتلتني. فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع. ثم أخذ سهماً من كنانته. ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في موضع السهم فمات. فقال الناس: آمنا برب الغلام ثلاثاً فأُتيَ الملك فقيل لـه: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد، والله! وقع بك حذرك. قد آمن الناس فأمر بالأخاديد في أفواه السكك فَخُدَّت وأُضرم (فيها) النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل لـه: اقتحم.. ففعلوا حتى جاءت امرأة معها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: ياأمه! اصبري فإنك على الحق » . (رواه مسلم وأحمد والترمذي والنسائي).
نفهم من حديث الرسول (ص) ان الملك يوسف ذو نواس ادعى الالوهية كان يهودي ام مشرك وذلك لقوله (ص) أتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال لـه الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: أولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام
لنرى الآن نسق القصة من كتب التفسير
كانوا بنجران في الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما وسلم. وقد اختلفت الرواة في حديثهم.(تفسير القرطبي)
وكان الراهب نصراني يقراء الانجيل (تفسير القرطبي)
وقال الضحاك :اصحاب الاخدود هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة(بل الاصح قبل ولادة الرسول بخمسين سنة تقريبا) ، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري ، وكانوا نيفا وثمانين رجلا ، وحفر لهم أخدودا وأحرقهم فيه(تفسير القرطبي)
وقال الكلبي : هم نصارى نجران ، أخذوا بها قوما مؤمنين ، فخدوا لهم سبعة أخاديد ، طول كل أخدود أربعون ذراعا ، وعرضه أثنا عشر ذراعا(تفسير القرطبي)
وقال مقاتل : أصحاب الأخدود ثلاثة ؛ واحد بنجران ، والآخر بالشام ، والآخر بفارس. أما الذي بالشام فأنطنيانوس الرومي ، وأما الذي بفارس فبختنصر ، والذي بأرض العرب يوسف بن ذي نواس. فلم ينزل الله في الذي بفارس والشام قرآنا ، وأنزل قرآنا في الذي كان بنجران(تفسير القرطبي)
وبلغوا سبعة وثمانين بين رجل وامرأة ، بعد ما رفع عيسى ، فخد لهم يوسف بن ذي نواس بن تبع الحميري أخدودا ، وأوقد فيه النار ؛ وعرضهم على الكفر ، فمن أبى أن يكفر قذفه في النار ، وقال : من رجع عن دين عيسى لم يقذف(تفسير القرطبي)
قال ابن إسحاق عن وهب بن منبه : كان رجل من بقايا أهل دين عيسى بن مريم عليه السلام ، يقال له قيميون ، وكان رجلا صالحا مجتهدا زاهدا في الدنيا مجاب الدعوة ، وكان سائحا في القرى ، لا يعرف بقرية إلا مضى عنها ، وكان بناء يعمل الطين. قال محمد بن كعب القرظي ، وكان أهل نجران أهل شرك يعبدون الأصنام ، وكان في قرية من قراها قريبا من نجران ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر ؛ فلما نزل بها قيميون ، بنى بها خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي بها الساحر ، فجعل أهل نجران يبعثون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر ، فبعث إليه الثامر عبدالله بن الثامر ، فكان مع غلمان أهل نجران ، وكان عبدالله إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى من أمر صلاته وعبادته ، فجعل يجلس إليه ويسمع منه ، حتى أسلم ، فوحد الله وعبده ، وجعل يسأله عن آسم الله الأعظم ، وكان الراهب يعلمه ، فكتمه إياه وقال : يا ابن أخي ، إنك لن تحمله ، أخشى ضعفك عنه ؛ وكان أبو الثامر لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان. فلما رأى عبدالله أن الراهب قد بخل عليه بتعليم اسم الله الأعظم ، عمد إلى قداح فجمعها ، ثم لم يبق لله تعالى أسما يعلمه إلا كتبه في قدح ، لكل اسم قدح ؛ حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ، ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا ، حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه ، فوثب القدح حتى خرج منها لم يضره شيء ، فأخذه ثم قام إلى صاحبه ، فأخبره أنه علم اسم الله الأعظم الذي كتمه إياه ، فقال : وما هو ؟ قال : كذا وكذا. قال : وكيف علمته ؟ فأخبره بما صنع. فقال له : يا ابن أخي ، قد أصبته ، فأمسك على نفسك ، وما أظن أن تفعل.
فجعل عبدالله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال : يا عبدالله ، أتوحد الله وتدخل في ديني ، فأدعو الله لك فيعافيك مما أنت فيه من البلاء ؟ فيقول : نعم ؛ فيوحد الله ويسلم ، فيدعوا الله له فيشفي ، حتى لم يبق أحد بنجران به ضر إلا أتاه فاتبعه على دينه ودعا له فعوفي ؛ حتى رفع شأنه إلى ملكهم ، فدعاه فقال له :
أفسدت علي أهل قريتي ، وخالفت ديني ودين أبائي ، فلأمثلن بك. قال : لا تقدر على ذلك ؛ فجعل يرسل به إلى الجبل الطويل ، فيطرح عن رأسه ، فيقع على الأرض ليس به بأس. وجعل يبعث به إلى مياه نجران ، بحار لا يلقى فيها شيء إلا هلك ، فيلقي فيها فيخرج ليس به بأس ؛ فلما غلبه قال له عبدالله بن الثامر : والله لا تقدر على قتلي حتى توحد الله وتؤمن بما آمنت به ؛ فإنك إن فعلت ذلك سلطت علي وقتلتني. فوحد الله ذلك الملك وشهد شهادته ، ثم ضربه بعصا فشجه شجة صغيرة ليست بكبيرة ، فقتله ، وهلك الملك مكانه ، واجتمع أهل نجران على دين عبدالله بن الثامر ، وكان على ما جاء به عيسى بن مريم من الإنجيل وحكمه. ثم أصابهم ما أصاب أهل دينهم من الأحداث ؛ فمن ، ذلك كان أصل النصرانية بنجران
فسار إليهم ذو نواس اليهودي بجنوده من حمير ، فدعاهم إلى اليهودية ، وخيرهم بين ذلك أو القتل ، فاختاروا القتل ، فخد لهم الأخدود ، فحرق بالنار وقتل بالسيف ، ومثل بهم حتى قتل منهم عشرين ألفا. وقال وهب بن منبه : اثني عشر ألفا. وقال الكلبي : كان أصحاب الأخدود خرج ذو نواس هاربا ، فاقتحم البحر بفرسه فغرق. قال ابن إسحاق : وذو نواس هذا سمه زرعة بن تبان أسعد الحميري ، وكان أيضا يسمى يوسف ، وكان له غدائر من شعر تنوس ، أي تضطرب ، فسمي ذا نواس ، وكان فعل هذا بأهل نجران ، فأفلت منهم رجل اسمه دوس ذو ثعلبان ، فساق الحبشة لينتصر بهم ، فملكوا اليمن وهلك ذو نواس في البحر ، ألقي نفسه فيه( تفسير القرطبي)
المَلكَ ذا نُواس وكان يهودياً وكان أهل نجران مشركين يعبدون نخلة طويلة(تفسير ابن عاشور)
فقتل الملك الغلامَ وقَتَل الراهب وأمر بأخاديد وجُمع فيها حَطب وأُشعلت ، وعُرض أهل نجران عليها فمن رجع عن التوحيد تركه ومن ثبت على الدين الحق قذفه في النار .
(تفسير ابن عاشور)
والمقصود التعجيب من ظلم أهل الأخدود أنهم يأتون بمثل هذه الفظاعة لا لجرم من شأنه أن يُنقَم من فاعله فإن كان الذين خددواً الأخدود يهوداً كما كان غالب أهل اليمن يومئذ فالكلام من تأكيد الشيء بما يشبه ضده أي ما نقموا منهم شيئاً ينقم بل لأنهم آمنوا بالله وحده كما آمن به الذين عذبوهم . ومحل التعجيب أن المَلك ذا نواس وأهل اليمن كانوا متهودين فهم يؤمنون بالله وحده ولا يشركون به فكيف يعذِّبون قوماً آمنوا بالله وحده مثلهم(تفسير ابن عاشور)
وإن كان الذين خدّدوا الأخدود مشركين ( فإن عرب اليمن بقي فيهم من يعبد الشمس ) فليس الاستثناء من تأكيد الشيء بما يشبه ضده لأنّ شأن تأكيد الشيء بما يشبه ضده أن يكون ما يشبه ضد المقصود هو في الواقع من نوع المقصود فلذلك يؤكد به المقصود وما هنا ليس كذلك لأن الملك وجنده نقموا منهم الإِيمان بالله حقيقة إن كان الملك مشركاً(تفسير ابن عاشور)
بينما في تفسير الطبري نرى ان الملك كان من عبدة الاوثان.
نلاحظ ان في روايات الاخباريين العرب تظارب حول كون يوسف ذو نواس يهودي او مشرك
لنستوضح القصة من القرآن الكريم
قال تعالى ((قتل اصحاب الاخدود0 النار ذات الوقود0اذ هم عليها قعود0وهم على مايفعلون بالمؤمنين شهود 0 ومانقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد 0الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شئ شهيد0 )) سورة البروج
قال تعالى((ومانقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد)) هذا هو السبب الذي جعل يوسف ذو نواس واتباعه يخدون الاخاديد ويقتلون هؤلاء الناس سبب كون هؤلاء الناس آمنوا بالله عزوجل
من الملاحظ ان هذة القصة ذكرت في كتب النصارى او مايسمى الرسائل التاريخية للكنائس وتذكر ان يوسف ذو نواس يهودي وانه خيّر اصحاب الاخدود بين اليهودية وبين الموت واختاروا الموت على ترك الديانة النصرانية .
من خلال النصوص السابقة نستنتج ان يوسف ذو نواس فعلا كان يهودي على اغلب الظن ولكنه يهودي ظاهريا امام الناس ولكنه كان يدعي الالوهية وعندما رأى الراهب يبشر بالنصرانية وآمن به الفتى وجموع الناس امر باحراقهم في الاخدود وهذا ما جعل نصارى الحبشة يغيرون على اليمن نصرتا لنصارى اليمن المضطهدين
وقد قال النبي (ص) في اثناء سرده للقصة مايلي(( قال جليس الملك للملك يوسف : ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام))
ربي وربك الله تدل على ان الملك كان يعلم ان هناك رب هو الله وهذا يدل ايضا على انه كان يهودي ادعى الالوهيه ناكرا ليهوديته التى تؤمن بالله
وقول الجليس له ربي وربك الله تذكيرا للملك الذي ادعى الالوهية انه لنا رب كما تعلم مهما انكرته هو الله .....الى اخر الكلام
كذلك يتضح كون الملك كان على دين اليهودية هو ان اسمة يوسف،ويوسف (ع) نبي من انبياء بني اسرائيل
كذلك نلمس ادعاء يوسف ذو نواس الالوهية من خلال النقش الاثري حيث جاء فيه الملك يوسف الغضبان الثائر( ملك كل الشعوب) اي ملك كل اهل الارض فكيف يحصل ذلك الا اذا كان اله لهم كما كان فرعون يدعي .
في رواية عن الامام علي ان اصحاب الاخدود كانوا في بلاد فارس وقد يصح ذلك وقد يكون باطل
من خلال قرأتي لمعجم البلدان لياقوت الحموي والبداية والنهاية لابن كثير وتاريخ الطبري وغيرهم يتضح ايضا ان الملك يوس ف ذو نواس كان يهوديا ولكن غالى في نفسة حتى ادعى الالوهية وهذا ماذكرة النقش بملك كل الشعوب .
وأريد ان اوضح هنا ان مصدر ما قاله النبي (ص) هو الوحي فأنه إن لم الوحي فما هو مصدرة في ان الملك ادعى الالوهية فجميع الروايات القديمة وروايات الاخباريين العرب لم تذكر ذلك وهذا يؤكد صدق محمد (ص) لان الذي اخبره هو العليم الخبير والنقش الاشري يؤكد ذلك عندما ذكر كلمة ملك كل الشعوب . والله تعالى اعلم