المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبناء الشيطان



DirghaM
02-27-2008, 02:38 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
كتاب أبناء الشيطان




مقدمة ::
عالم الشيطان لا تكمن خطورته فقط في قوته وقدرته على سحق كل فضيلة وأخلاق وضمير في هذا العالم الذي نعيش ،، بل تكمن جبروته في إنارة بريق زائف من المتعة والسعادة والجنة المزيفة ..

من هنا كان لهذا الشيطان عالمه الخاص وله أبناءه الملتزمين بسلوك دربه ورذائله والمنتمين إلى مدرسته ،، مدرسة الإنحراف والتعاسة والشقاء للإنسانية جمعاء ::

- جرائم وفظائع ارتكبت بالعشرات على يد أبناء الشيطان منها بدافع السرقة ومنها بداوافع أخرى متعددة : الهلوسة ، المتعة ، المؤامرة والقتل في سبيل القتل ..

- سفاحون عاثوا في الأرض فسادا فلم يوفروا حتى الأب والأم والابن والابنة انقضوا على ضحاياهم كحيوانات مفترسة لتقتات من لحومهم ،، دون رادع أو رقيب أو حسيب ..

قصص متعددة ،، وحوادث يومية تحدث في هذا العالم وقصدنا بالنهاية أن نورد كل القصص لأنها ليست من نسيج الخيال بل حدثت وتحدث مثيلاتها في هذا الكون ..

العشرات من الحوادث احتواها هذا الكتاب علها بكل أبعادها ومعانيها ومقاصدها تكون رادعا ودرسا لشبابنا وأبنائنا منعا للأنحراف والأنجرار لمكائد الشيطان ..


وبدوري أهدي هذه الوقائع لكل علماني وليبرالي يلهث وراء الغرب وثقافته التي لا تصلح ولن تصلح للحياة على كوكب الأرض أبدا ،، ولكل ملحد وشيوعي يبتغي غير الإسلام دينا ، ويدعو إلى ان تكفر الإنسانية بربها عز وجل وتعصيها وتتمرد عليه وهي تعيش في ملكه وبنعمه داخل داره سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ..
فلعل قلبا يستفيق أو يلين ،، ولعل عينا تبصر أو أذنا تسمع والله يحي الأرض بعد موتها وهو على شيء قدير..


--------------------------------
حوار مع محكوم بالإعدام ، قتل أشقاءه الأربعة حرقا <


لعلهذا اللقاء ،، هو أغرب لقاء يمكن أن يتم ، سواء من حيث طبيعته ، أو الشخص الملتقى به . ذلك انه ببساطة لقاء مع إنسان ميت ، حكم عليه بالإعدام ، وصُدّق على الحكم من ( المفتي ) وهو أكبر مرجع ديني في مصر . ونحن إن كنا سمعنا عن كثيرين قادتهم خطاهم إلى الإعدام ، فيمكن القول أن هذه اول مرة يتحدث فيها أحدهم ، قبل أن ينتقل إلى العالم الآخر. لذلك لم يكن من السهل اقناع رجل ، في حكم الميت ، بالحديث ، لكن الشجاعة أحيانا تكون أقوى من توقعنا ..


قصته تبدو غريبة ، ومليئة بالحلقات المفقودة .. ونحن ، بصرف النظر عن مضمون القضية والحكم الصادر فيها ، نطرحها كقضية إنسانية ، مع إنسان ، عاش سنين طويلة في غنتظار لقاء وجه ربه في أية لحظة ، دون أن تفارق الابتسامة شفتيه..


تبدأ قصة هذا الرجل ، واسمه عصام ن عندما كان العائل الوحيد لأسرته المعدمة .. تسعة أفواه تأويهم حجرة ضيقة شبه خالية من الأثاث في حارة من حواري حي (( الجمالية )) الشعبي بالقرب من مسجد الحسين رضي الله عنه بالقاهرة .. توفي والده وهو ما زال طفلاً .. خرج من المدرسة قبل أن يكمل الصف الثالث الابتدائي .. التحق بورشة نجارة لينفق على والدته وأشقائه الثمانية ، لم يبخل عليهم بما يجنيه من عمله المضني ،حتى بعد زواجه وانجابه طفلين ..


ضحى بمستقبله من أجلهم .. أولئك الذين كانوا شببا في الوبال الدي حل به ،، والموت الذي بات ينتظره بين لحظة وأخرى ، بعد أن حكم عليه بالاعدام بتهمة القتل والحرق والسرقة ..


والآن عاش منفردا في زنزانته بسجن استئناف القاهرة منذ 9 سنوات ،، ثلاث منها قبل الحكم وست بعده .. منتظرا الموت في أية لحظة .. لا يعرف متى يأتون ليصطحبوه إلى غرفة لا تبعد عن غرفته بضع خطوات ،، حيث موقع تنفيذ الإعدام ..


كان لقاؤنا معه في مكتب مأمور سجن الاستئناف .. جلس أمامنا شاب في العقد الثالث من عمره ،، نحيل الجسم ،، طويل القامة ،، ينظر إلى لا شيء عيناه حائرتان شاردتان .. يرتدي البدلة الحمراء ،، التي تميز المحكوم عليهم بالإعدام عن باقي المساجين الذين يرتدون البدلات الزرقاء ،، ويمسك بسيجارة غير مشتعلة في إحدى يديه المكبلتين بالقيود الحديدية ..


سألناه عن إسمه وبياناته الشخصية ،، فبدرت منه ابتسامة غريبة ،، قبل أن يجيبنا قائلا :: اسمي عصام أبو الفتوح أحمد .. عمري 33 عاماً .. متزوج وعندي طفل عمره عشر سنوات اسمه وليد ،، وطفلة عمرها ثماني سنوات اسمها سيدة ..


* كيف كانت نشأتك ؟


- نشأت في حجرة ضيقة تكاد تخلو من أي أثاث في شارع (( الرزاز )) بحي (( الجمالية )).. كنت الابن الأكبر لوالدي الذي كان يعمل في إحدى المقاهي ،، ووالدتي ربة منزل .. كنا نحيا حياة بائسة .. فليس لنا مصدر رزق سوى القروش القليلة التي يتقاضاها والدي من عمله بالمقهى ،، والتي لم تكن تكفي لعدة أيام ،،فكان الاقتراض والديون ،ن ثم ألحقني والدي بالمدرسة كي لا يكون مصيري كمصيره .. ولكنه لم يتحمل نفقات أسرتنا التي بلغ عددها في ذلك الوقت 9 أبناء بخلاف الأب والأم ،، فأخرجني من الصف الثالث الابتدائي لأساعده في الانفاق على الأسرة ،، وألحقني بالعمل عند نجار يصنع الأبواب والنواقذ ..


ويتابع عصام حديثه ،، بأسلوب مرتب ،، وبعقل ثابت ،، قائلا ::


لم يمهل القدر والدي بعد أن اشتد عليه المرض بسبب الديون والمعيشة الصعبة ،، فتوفي وأصبحت أنا العائل الوحيد لهذا العدد من الأفواه الجائعة والأجساد شبه العارية التي تغطيها أسمال بالية .. لم أتخاذل وتحملت العبء بالكامل .. قمت بواجبي تجاههم دون أن أقصر في حق أحد منهم .. وعندما بالغت العشرين ارتبطت بقصة حب مع فتاة حالتها الإجتماعية قريبة من حالتي ،، فتزوجتها وانتقلت معها إلى شقة أخرى بمنطقة (( بولاق الدكرور )) بمحافظة الجيزة .. وكنت قد تمرست في صنعتي وأصبحت أكسب منها دخلاً معقولاً ساعدني في مواصلة رعايتي لأشقائي ووالدتي ..


سلوك مريب ،،


ماهي الجريمة التي قاربت خطاك إلى الإعدام ؟


- كما سبق وذكرت ،، فقد تزوجت وانتقلت إلى حي (( بولاق الدكرور )) في حين بقي أشقائي ووالدتي في (( الجمالية )) .. وفي أواخر 1987 لاحظت اثناء زيارتي المتكررة لهم بعض التصرفات غير المقبولة ،، كزيارات بعض الأغراب لهم في الحجرة التي يقطنونها ،، وكذلك خروج شقيقاتي البنات من المنزل وعودتهن في ساعات متأخرة ..


* وهل تحدثت معهن في الموضوع ؟


نعم .. وعنفتهن كثيرا دون جدوى ..


* وما الذي حدث بعد ذلك ؟


- في إحدى الليالي الممطرة ،، من نفس العام ،، كانت عقارب الساعة تقترب من الحادية عشرة مساءا ،، عندما وصلت إلى مسكن أسرتي ،، حيث فوجئت بعدد من الرجال الأغراب يفترشون أرض الحجرة المليئة برائحة دخان المخدرات التي يتعاطونها ،، ويأتون أفعال وتصرفات مخجلة مع والدتي وشقيقاتي ..


* مالذي عملته عندما رأيت ذلك ؟


- غلى الدم في عروقي ،، وثرت ثورة عارمة لم أتمالك خلالها نفسي ،، إذ اختطفت الموقد المشتعل وسط الحجرة ،، والذي كانوا يعدون عليه الشاي ،، ويشعلون الفحم الذي يستخدمونه في (( نارجيلتهم )) العامرة بالمخدرات ،، وألقيته عليهم .. فانفجر وسال الغاز منه واشتعلت النيران في أرجاء الحجرة .. ثم غادرت المكان على الفور دون أن أعلم أي شيء عما حدث بعد ذلك ..


* وما الذي حدث ؟


- بعد مغادرتي المكان ،، عدت إلى منزلي بـ (( بولاق الدكرور )) .. لم أستطع النوم ليلتها من شدة القلق .. ومع انبلاج الفجر تسللت هاربا من المنزل على غير هدى ..
وبعد ساعات قادتني قدماي إلى ميدان (( رمسيس )) الذي كان مزدحما بالناس كعادته في مثل هذه الساعات من الصباح .. أفوج رافدة من مختلف المحتفظات لقضاء مصالحها في العاصمة ،،وموظفون متجهون إلى اعمالهم منتظرون على محطات الأتوبيسات ومواقف السيارات لتقلهم إلى وجهاتهم ..


وسط هذا الطوفان من البشر وقفت شارد الذهن متشتت الفكر أتساءل ::ماذا حدث ؟ ودعوت الله ألا يكون قد حدث شيء خطير ..


ألي القبض عليّ في ميدان رمسيس وعلمت أثناء التحقيق الأولي ان الحريق قد أتى على اشقائي الأربعة وحولهم إلى رماد متفحم ..


* كيف حدث هذا ؟


- كما ذكرت لك من قبل ،، إن والتي وشقيقاتي وأشقائي الثمانية كانوا يعيشون في حجرة ضيقة ،، هي مكان معيشتهم ونومهم وطعامهم وجلوسهم ،، وكانت لا تتسع إلا لسرير واحد .. وعندما حضر الرجال الأغراب إلى الحجرة ،، إزدحم المكان وضاق بالموجودين به ،، فقامت والدتي بزج اخواني الأربعة الصغار تحت السرير لتخفيف الزحام في الحجرة .. وسرعان ما نام أشقائي الأربعة .. وعندما ألقيت الموقد واشتعلت النيران في الحجرة ،، أسرع الأغراب ووالدتي واشقائي وشقيقاتي من ألسنة اللهب ،، ونسوا النائمين تحت السرير لتلتهمهم النيران ويلقوا مصرعهم حرقا ..


أمي أتهمتني ::


* كيف علمت الشرطة بالحادث ؟


- عندما اشتعل الحريق في الحجرة استغاثت والدتي وشقيقاتي بالجيران والمارة ،، فحضر رجال الإطفاء ،، وبعد إخماد الحريق والعثور على جثث أشقائي ،، اقتيد الجميع إلى قسم الشرطة .. وهناك اتهمتني والدتي بإشعال الحريق وقتل اشقائي .. علاوة على ذلك اتهمتني بسرقة طرحتها (( غطاء الرأس )) .. فأصبحت متهماً بالقتل والحرق والسرقة..


* ماهي أعمار أشقائك الذين لقوا مصرعهم في الحريق ؟


- ناصر 8 سنوات ،، وهند 7 سنوات ،، وسماح 5 سنوات ،، وهيثم وهو أصغرهم 3 سنوات ..


* وماذا حدث بعد القبض عليك ؟


- أحالني رشيس المباحث إلى النيابة التي أمرت بحبسي وتقديمي لمحكمة الجنايات .. وبعد محاكمة استمرت 3 سنوات ،، أحالت المحكمة اوراقي إلى المفتي ..


وبعد تصديقه على الأوراق ،، أصدرت حكمها باعدامي شنقا في أول نسيان عام 1990 ،، ومنذ ذلك التاريخ وأنا أنتظر الموت في كل لحطة ..


* المعروف أن النيابة تنقض الحكم في حالتي البراءة والإعدام .. فهل تم نقض الحكم الصادر ضدك بالإعدام شنقا ؟


- تم نقض الحكم عقب صدوره عام 1990 ،، ولا أعرف ،، منذ حوالي 6 سنوات وحتى الآن ،، إذا كان قد قبل أم لا ..


* كيف تعيش داخل السجن ؟


- أعيش داخل زنزانة بمفردي ،، حيث أن المحكوم عليه بالإعدام يوضعون منفردين كل واحد في زنزانة ،، وزنزانتي ليس بها سوى مستلزمات النوم وبعض الأواني التي أستخدمها في الطعام ،، وجهاز راديو صغير أعرف منه اخبار الدنيا وأستمع للقرآن الكريم والأحاديث الدينية .. ولا يسمح لنا بالخروج من الزنزانة إلا ساعة واحدة هي طابور الصباح ،، حيث نقوم بتنظيف فناء السجن وندخن بعض السجائر .. ثم نقضي الساعات الثلاث والعشرين المتبقية داخل الزنزانة ..


* هل يزورك أحد في السجن ؟


- زوجتي وابناي ،، وليد وسيدة .. وقد طلبت منهما في آخربألا تحضر لزيارتي ،، لأن ذلك يسبب لها المتاعب .. أما والدتي وشقيقاتي الباقيات على قيد الحياة ،، فيقمن بزيارتي على فترات متباعدة قد تصل غلى مرة في السنة ..


* ماذا تعرف عن أخبار أسرتك وأنت داخل السجن ؟


- عندما زارتني والدتي آخر مرة 7 آذار الفائت ،، اخبرتني بأنها تزوجت من أحد الأشخاص .. وقد علمت أنه عاطل لا يعمل .. أما أختي منى 25 سنة ،، فقد تزوجت ،، وأخي احمد 24 سنة ،، حكم عليه بالسجن 15 سنة بتهمة الشروع بالقتل والإغتصاب ،، ولم أره منذ زمن بعيد .. وشقيقاتي صفاء 23 سنة ،، ورضا 20 سنة علمت أنهما تزوجتا .. ولذلك قلّت زيارتهما لي ..


لا أرهب الموت ::


* ما هو شعورك وأنت تعلم بأنه محكوم عليك بالموت ؟


- انا مؤمن بقضاء الله وقدره ،، واعلم أن كل نفس ذائقة الموت .. ولذلك أنا لا أرهب الموت .. أو بمعنى أدق لا أرهب الموقف الذي أنا فيه ،، والمصير الذي ينتظرني ،، فرحمة الله واسعة .. وأنا كلي ثقة في القضاء المصري .. ومهما حدث ،،سواء نفذ الحكم أو استبدل به الإشغال الشاقة ،، إذا قبل النقض ،، فأنا في كل الحالات راضٍ عن نفسي ولست نادماً على ما فعلت ،، وضميري مرتاح ،، لأنني لم أفعل شيئاً اخجل منه ..


* هل هناك أمنيات تريد تحقيقها ؟


- أتمنى ان اعرف ماذا تم في نقض الحكم الصادر بإعدامي ،، وهل قبلته محكمة النقض او لا حتى أعرف مصيري .. كما أتمنى ،، وهذه أمنية بعيدة المنال ،، ان أقوم بتربية ولدي وابنتي وحمايتهما من الإنحراف ،، وتأمين مستقبلهما حتى لا يلقيا نفس المصير أو يعيشا كما عشت أنا .. وقد يكون بديلاً عن هذه الامنية أن يقف بجوارهما اولاد الحلال ،، ويساعدوهما على أن ينشآ نشاة صالحة .. وأدعو الله أن يغفر لي ما ارتكبته من ذنوب وأخطاء


وفي نهاية حديثنا معه ،، طلب منا ان نشعل له السيجارة التي ظل ممسكا بها في إحدى يديه المكبلتين ،، فأشعلناها له وودعناه بكلمات وتمنيات قد لا تتحقق..


إعدام عصام ::


بعد أيام من اجراء الحوار ،، مع عصام أبو الفتوح احمد عثمان ،، المحكوم عليه بالإعدام في قضية قتل اشقائه الأربعة ،، حرقاً ،، وبتاريخ 16 حزيران 1996 ،ن تم تنفيذ حكم الاعدام فيه ،، بعد حوالي 6 سنوات من صدور الحكم بإعدامه في أول نيسيان 1990 ،، وتسع سنوات من ارتكابه جريمته عام 1987




قريبوا معنا قريبا جدا إن شاء الله وقائع أخرى تحت عنوان ::

مصاصو دماء من المراهقين


قصة الرائد المجنون


القتل اللهو


الطبيب القاتل
.........

:emrose::hearts::emrose:وقصص كثيرة مثيرة ومشوقة .. :emrose::hearts::emrose:

DirghaM
02-27-2008, 05:06 PM
مصاصو دماء من المراهقين


أعلنت الشرطة الأمريكية ،، أنها اعتقلت خمسة مراهقين في لويانا بجنوب الولايات المتحدة متهمين بقتل ذوي أحدهم ويعتقد أنهم من مصاصي الدماء ..

وقالت الشرطة أن هيثر ويندور (15 عاما ) وصديقها السابق رود فيريل ( 16 عاماً ) اعتقلا مساء الخميس مع بداية العام في مرآب أحد الفنادق الصغيرة في منطقت باتون روج ( لويزيانا ) حيث كانا مختبئين مع شركائهم الثلاثة المفترضين في شاحنة صغيرة تخص الضحيتين ..

واكتشفت جثتا ريتشارد وروث ويندور والدة هيثر ،، ليلة الاثنين الثلاثاء ،، في غرفتين منفصلتين في منزلهما .. وتبين أنهما تعرضا للضرب حتى الموت ..


وقالت والدة رود فيريل لصحيفة (( اورلاندو سينتينيل )) التي تصدر في لويزيانا أن موت والد ووالدة هيثر كان الحديث الدائم بين هذه الأخيرة وبين صديقها السابق .. وكان رود وهيثر مقتنعين بأنهما من مصاصي الدماء ..

وقد صبغت هيثر ويندورف شعرها باللون البنفسجي وكانت ترتدي غالبا ثياباً سوداء .. وقالت لبعض أصدقائها انها كانت شيطاناً في حياة سابقة وأنها تخاطب الأرواح..

ونقلت الصحيفة نفسها عن ( جيريمي هيوبير ) ،، وهو صديق سابق آخر لهيثر ،، قوله أنها :: (( كانت تجد لذة في شرب دمها ودم الأشخاص الآخرين )) ..

وأوضحت الشرطة انها لا تملك حتى الآن أدلة تثبت أن الأمر يتعلق بعملية قتل جرت وسط طقوس معينة .. ولكن الكابورال دون كيلي ،، من شرطة ياتون روج ،،أوضح أن آثار جروح وجدت على أيدي المراهقين الخمسة ويبدو أنهم تسببوا بها بأنفسهم ..

ومنذ شهرين اكتشفت الشرطة في ولاية كنتاكي أثناء التحقق في عملية سطو مسلح مجموعة من ثلاثين شخصا معظمهم من المراهقين يمارسون طقس امتصاص الدماء

----------------------
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

DirghaM
02-27-2008, 05:54 PM
قصة الرائد المجنون


خمس شربات بمرقاق العجين ( الشوبك )أنهت حياة أوليف يونغ في شقتها من قبل رجل يدعو نفسه الرائد ترو .. ولكي يتاكد الجاني من موت ضحيته طوق عنقها بحزام ربها وخنقها .. بعد ذلك سحب الجثة وتركها على الأرض الحمام .. ثم وضع تحت غطاء السرير وسادتين للإيحاء بأن هناك شخصاً نائماً .. وقبل أن يغادر الشقة حضرت امرأة لتنظيف البيت فمنحها مبلغاً من المال وطلب منها عدم إيقاظ سيدتها .. وكان قبل ذلك استولى من الشقة على 8 جنيهات وبعض المجوهرات ..

تم اكتشاف الجريمة في صباح يوم 6 آذار ( مارس ) 1922 .. وفي ذلك اليوم نفسه ابتاع ترو بدلة جديدة ليرتديها بدلاً من بدلته التي لطختها الدماء ،، ورهن بعض المجوهرات ،، قبل أن يقبض عليه رجال الشرطة ويسوقونه إلى السجن .. وكانت المرأة التي حضرت للتنظيف قد وشت به ،، وكانت قد التقت به من قبل في شقة الضحية .. بيد ان رجال الشرطة لم يحتجزوه في عنبر السجن ،، وإنما وضعوه في مستفى السجن لأنه كان من الواضح للجميع أن الرائد لم يكن بكامل قواه العقلية ..

لقد أكد الأطباء الذين فحصوه أنه كتن مخبولاً .. وكان ترو منذ طفولته غريب الأطوار .. ولما كبر أدمن على تعاطي المورفين .. ثم ساءت حالته أثناء الحرب العالمية الأولى عندما تحطمت طائرته أثناء التدريب ومكث نتيجة لذلك فاقد الوعي لمدة يومين .. ومنذ عام 1916 أخذ رونالد ترو يتردد على عيادات الأعصاب .. وفي عام 1920 ظهرت عليه بوادر الإصابة بانفصال الشخصية .. وكان يتصرف في بعص الأحيان كطفل صغير فيجري سباقات خيل خيالية ويفرح عندما يفوز حصانه .. وعندما كان يخسر كان يقول :: إن الخاسر هو (( رونالد ترو الآخر ،، ولست أنا )) ..

أما خارج المصحات العقلية فكان الرائد ترو يتجول عاري الرأس لأن القبعات كانت ،، كما يقول (( تؤدي رأسه )) .. وكان يتحدث عن بطولاته في الحرب ويفاخر بأنه كان برتبة رائد .. كما كان يدّعي امام معارفه وأصدقائه أنه ما زال يقوم بمهمات سرية وغامضة لصالح الجيش والوطن .. بيد أن النساء كن يتجنبنه ،، وخاصة بعد ملاحقته المزعجة للسيدة ولسون .. كان يقول للأخيرة :: إنه مستعد لحمايتها من (( رونالد ترو الىخر )) ،، ويريها مسدسه مدعياً ان سكوتلانديارد زودته به ..

في شباط ( فبراير ) 1922 توقف ترو عن ملاحقة السيدة ولسون ،، وأخذ يلاحق سيئة الحظ أوليف يونغ التي سرعان ما اكتشفت عدم اتزانه العقلي وأخذت تتحاشاه .. وفي هذا الوقت وقع ترو تحت كاهل الديون .. وقبل يوم الجريمة بأسبوعين اخبر ترو معارفه بأنه سيذهب قريباً إلى إحدى الشقق ويطلق النار على أحد دائنيه..

وعندما وقف ترو في وقت متأخر من ليلة 5 آذار ( مارس ) 1922 أمام باب شقة أوليف ،، حاولت الأخيرة منعه من الدخول ،، لكنها أمام إلحاحه عادت وسمحت له بالدخول خشية إحداث صجة وشوشرة ..

قال القاضي في المحكمة :: إن الرشد ترو كان في امل وعيه عندما ارتكب جريمته ،،((كان يعي ما يفعل )) بدليل وضعه للوسادتين على السرير بغرض التمويه ..
ولذلك اصدر الحكم عليه بلإعدام هي 5 أيار ( مايو) من العام نفسه .. ولكن ،، نظراً لأن القانون الإنكليزي يمنع إعدام المجنون ،، وبعد تأكد ثلاثة اطباء بأن الجاني كان مجنوناً ،، تم احتجاز الرائد رونالد في مصحة عقلية ،، حيث توفي هناك في عام 1951 بعد بلوغه الستين من العمر..

DirghaM
02-27-2008, 06:02 PM
:hearts::emrose:ترقبوا معنا قريبا إن شاء الله :::emrose::hearts:



القتل اللهو:13:



الطبيب القاتل :eek:


جريمة قتل في غرفة الولادة :39:



اللــورد القاتل :33:



أطفال إنجلترا .. إرهابيون ومدمنون ومجرمون
:rolleyes:~

DirghaM
02-27-2008, 06:57 PM
القتل اللهو
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif


كان المراهقان رتشارد لويب ( 17 سنة ) ،، وناثان ليوبولد ( 19 سنة ) من عائلتين ثريتين في شيكاغو . وكان لويب ابن نائب رئيس متاجر سيرز المعروفة .. ولم يكن ليولد يقل عن زميله ثراء أو أهمية .. كان الشابان يتميزان ايضا بالذكاء ،، ولم يكن أحدهما بحاجة غلى المال .. ومع ذلك قاما في ايار ( مايو ) 1924 بارتكاب جريمة وحشية بطريقة تميز بالغباء .. كان دافعهما الظاهري فدية بقيمة 10 آلاف دولار ،، غير ان الحقيقة انهما كانا يعبثان ويتسليان ،،

كان الشابان من المعجبين بفلسفة نيتشه التي تبشر بالإنسان المتفوق ( سوبرمان ) الذي لا يخضع للمعايير الأخلاقية التقليدية .. كان رتشارد لويب يعتبر نفسه من هؤلاء المتفوقين ،، بينما كان ناثان ليوبورد قصيرا وضعيف البصر ،ن مكتفيا بتبعيته لصديقه لويب ،ن وقد وصف نفسه بأنه عبد لصديقه ..
كان لويب صاحب فكرة ارتكاب (( جريمة كاملة )) :: القتل بدون دافع ،، وطلب فدية للتضليل .. وكان الضحية بوبي فرانكس ( 14 سنة ) ابن احد اصحاب الملايين في شيكاغو .. دعا القاتلان بوبي لمرافقتهما في نزهة بالسيارة .. وكان ليوبولد يضطلع بمهمة القيادة ،، في حين قام لويب بضرب الصبي بضراوة حتى حتى الموت ،، بعد ذلك تم اخفاء الجثة في أحد المجارير قرب خط السكة الحديدية بعد سكب الحامض على الوجه للحيلولة دون التعرف على هوية الضحية ..

بعد ذلك اتصل القاتلان بوالدة الصبي هاتفياً بصفتهما خاطفي ابنها ،، وبعثا إليها رسالة مكتوبة على الآلة الكاتبة بتوقيع (( جورج جونسون )) ،، يشرحان فيها كيفية تسليم النقود ..

لم تكن الجريمة كاملة ابداً ،ن فسرعان ما تم اكتشاف الجثة ،، والتعرف على هوية صاحبها بسهولة .. وإلى جانب الجثة تم العثور على نظارات ليوبولد التي تم التعرف على صاحبها من البائع الذي باعها لليوبولد .. وبالتحقيق تبين كذلك أن ليوبولد هو الذي كتب الرسالة على طابعة استعارها من أحد اصدقائه .. وبالتحقيق والإستجواب المكثف لرتشارد لويب ،، إنهار السوبرمان ،، واعترف بكل شيء ..

اجتاحت الرأي العام الأمريكي موجة من الغضب العارم بعد إعلان نتائج التحقيقات الأولية ،، وطالب الجميع بإنزال عقوبة الإعدام بالقاتلين .. وكان الجميع ينتظر إعدام القاتلين حقاً ،، عندما برز المحامي كلارنس دارو ويكلف بالدفاع عن المتهمين .. كان دارو يدعو إلى الإصلاح الإجتماعي والقيم الإنسانية ،، ويعارض عقوبة الإعدام .. وكان كذلك محامٍ بارع وشديد الذكاء بحيث إنه لم يخسر طوال حياته سوى قضية واحدة من بين 50 قضية إتهام بالقتل من الدرجة الأولى ..

بدات المحاكمة في الشهر تموز ( يوليو) 1924 ،ن وركز دارو في دفاعه على موضوع الجنون :: ( كيف يمكن وصف عمل كهذا بغير جنون ؟ وبأي مقياس يمكننا أن نعتبر عمل لويب وليوبولد بأنه عمل شابين عاقلين ؟ )) .. وشوال يومين ظل يدافع دارو عن الشابين المراهقين اللذين ما زالت سنوات عمرهما في أولها .. واستشهد بأقوال الكتّاب والشعراء والفلاسفة أمثال عمر الخيام ،، وهوسمان ،، وسواهما .. ونتيجة لذلك تم الحكم على المتهمين بالسجن مدى الحياة ..

أما رتشارد لويب فقد قتل في عام 1936 اثناء شجار حدث داخل السجن .. وأما ناثان ليوبولد فأُطلق سراحه في عام 1958 بعد أن قضى داخل السجن 33 سنة .. وقد تزوج بعد إطلاق سراحه ،، وذهب ليعيش مع زوجته في بورتو ريكو .. وقبل وفاته في عام 1971 ،، كتب كتاباً حول خبرته وتجاربه في الحياة
--------------------
ومن يعرض عن ذكر الله فإن له معيشة ضنكا ويحشره يوم القيامة أعمى

DirghaM
02-27-2008, 07:47 PM
الطبيب القاتل
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif
غلاف الكتاب الذي أنقل لكم منه هذه الوقائع




لوحظ موت العديد من المقربين إلى الطبيب الشاب وليام بالمر خلال فترة قصيرة نسبياً .. فخلال تسع سنوات توفي 14 شخصاً من أقارب الطبيب ومعارفه ، من بينهم حماته ، وزوجته ، وأولاده غير الشرعيين ، وبعض دائنيه ..

كان الطبيب ، الذي بدأ يمارس مهنته في مستشفى سانت بارثولميو عام 1846 ،، رجلاً يحب الحياة المنعمة .. غير أن دخله كان لا يفي بتغطية نفقاته المتزايدة ،، مما جعله يلجأ إلى الجريمة لتوفير الأموال التي يحتاجها .. قتل حماته ليرثها .. وسمم زوجته وشقيقه بعد ان أمن على حياة كل منهما بمبلغ كبير من المال .. وقتل أحد دائنيه ليتخلص من سداد مبلغ 800 جنيه .. ومن الغريب ان أحداً لم يكن يشك بالطبيب غلا في عام 1855 ،، عندما وقع صديقه جون بارسون كوك مريضا عقب فوزه في سباق للخيل بمبلغ كبير من المال ،ن ومن تم توفي ..

شك أقارب كوك بوفاته المفاجئ ،، وطلبوا تشريحه ،، فتبين لهم انه مات مسموماً .. أشارت أصابع الإتهام إلى صديقه بالمر،، وتم إلقاء القبض عليه ،، ومن تم محاكمته في 14 ايار ( مايو) 1856 بتهمة قتل صديقه كوك ..

كان بالمر في الثانية والثلاثين عندما تمت محاكمته،، وكان معظم الشهود من الأطباء وخبراء العقاقير والسموم .. لم تكن القضية سهلة ،، كما لم تكن الأدلة واضحة .. فقد ظل بالمر يردد ::(( أنا برئ من تسميم كوك بالسترايكنين )).. وبالفعل لم يجد الطبيب الشرعي في جثة كوك مادة السترايكنين .. غير أن بالمر لم يقل أنه برئ من تسميم صديقه بمادة اخرى ،، ولاشك انه إستخدم خبرته الطبية في تسميم ضحاياه وقتلهم بدون ان يلجأ إلى استخدام السترايكنين الذي كان شائعاً إستخدامه في تلك الفترة في جرائم القتل بالسم..

وفي صباح 14 حزيران ( يونيو ) 1856 صدر الحكم بإدانة بالمر ،، وإعدامه شنقاً ،، وقد تجمهر نحو 50 ألف شخص يوم إعدامه ،، وشاهدوه يتقدم نحو منصة الإعدام في يوم ماطر ،، وهو يتخطر برقة مثل تلميذ مدرسة ،، ويتحاشى برك الماء الصغيرة الموحلة ،، وكانوا يهتفون ضده بأصوات مدوية تصم الآذان..

DirghaM
02-27-2008, 08:31 PM
جريمة قتل في غرفة الولادة
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif

في البداية رفضت ماري تشايلدز التحدث إلى الرجال الثلاثة الذين وقفوا عند باب بيتها المتواضع في ضاحية دورات قرب لوس أنجلس ..

كان ذلك يوم 23 مايو ( أيار ) 1975 ،، وكانت ماري ما زالت تعاني غمرات الحزن بعدما وضعت طفلاً ميتاً قبل ثمانية أشهر ،، أولئك الرجال الثلاثة كانوا مندوبين من مستشفى (( كايزر برماننت )) في هوليود حيث وصعت ماري وليدها ،، وكان مقصدهم الذي أصروا عليه هو ،، الحديث عن الطفل .. واصغت إليهم ماري بدهشة وهم يروون قصة رهيبة مرعبة ....

:emrose::ANSmile::emrose::hearts:تابعوا معنا أحداث القصة وأطوارها غدا إن شاء الله:hearts::emrose::ANSmile::emrose:

DirghaM
02-28-2008, 01:05 PM
تتمة

أحست ماري بآلام المخاض الأولى في ساعة باكرة من صباح 20 سبتممبر ( أيلول ) 1974 .. وغمر الابتهاج تلك السيدة الجذابة ابنة السبعة والثلاثين ،، فهي كانت تتوق إلى إنجاب طفل رغم أن لديها ولدين هما داريل ( 12 سنة ) ودانييل ( 11 سنة ) ..

لم يكن زوجها وليم في البيت ،، فأوصلتها أخته دوروثي غلى مستشفى كايزر الذي يجمع بين الحداثة والضخامة .. وعندما وصلتا في التاسعة صباحاً أدخلت ماري إحدى غرف الفحص في جناح التوليد .. وهناك فحصها الدكتور والتر أوغدن لتحديد وضع الجنين وحجمه ،، وهو أبلغها حينذاك :: (( إنه كبير وسوف يبلغ وزنه أربعة كيلوغرامات ،، كما أن هناك نبضاً قوياً من قلبه )) .. وغمرت ماي السعادة من جديد ..

وحملوها إلى غرفة التوليد وغرزوا في أحد عروقها إبرة موصلة بزجاج قطارة تحتوي محلولاً سكرياً .. وكان الأطباء والممرضات يدخلون عليها بين حين وآخر مبفقدين حالها..

واشتدت آلام المخاض .. وفي الثاني عشر إلا ربعاً تمزقت المشيمة ووجد الدكتور أوغدن أن الأمر تمضي على ما يرام لكن ماري لم تكن مستعدة بعد للوضع .. وخرج الطبيب وجاءت ممرضة لتعدل وضع إبرة المحلول ،، ثم تركت ماري لحالها ترقد وجيدة ويداها معقودتان على بطنها كأنها تستمتع بحركات الجنين بين تقلصات المخاض .. ثم دغدغ جفنيها النعاس فأغمضت عينيها وأخلدت إلى النوم..

قبيل الرابعة صباحاً كشف عليها الدكتور يوجين باغلي وأعلن انها ستضع مولودها في غضون ساعة أو ساعتين ..

لا عزاء ::

قرابة الرابعة والنصف ايقظت الممرضة نورما ارمستيد الدكتور جاك كارتل الذي كان خارج نوبة العمل وينام في غرفة قريبة ،، وأبلغته أن السيدة تشايلدز وضعت وليدها إذ كانت وحدها في غرفة المخاض ..

أسرع الدكتور كارتل ليجد أمامه طفلاً ذكراً ضئيل الجسم ،، ميتاً ومسجى على السرير .. وعندما حاول التحدث إلى ماري بدت غارقة في السبات فيما بدا الوليد كأنه مات قبل ساعات .. لكن نورما ارمستيد التي عملت ممرضة قبالة مدة تسع سنوات و ساعدت في وضع أطفال كثيرين ،، قالت له أنها اكتشفت الطفل على الحال التي رآها تماماً ،، وكل ما فعلته أنها رتبت الفراش وغطت ماري بملاءه..

استبدت الحيرة بالطبيب .. فكيف تضع ماري طفلاً ميتاً لا يتجاوز وزنه الكيلوغرام وثلاثة أرباع الكيلوغرام ،،في حين أن نتيجة التشخيص إلى أنها ستضع طفلاًمكتمل النمو؟ وعندما أبلغ الدكتور باغلي الأمر تعذر عليه أيضا أن يعطي تفسيرا ..وبعد استجواب الهيئة الطبية خلص إلى أن أوغدن ربما بالغ في تقدير وزن الطفل ..

كانت ماريلا تزال غارقة في سباتها عندما حاول الدكتور كارتل محادثتها بعد ساعات .. وعلى رغم أنه لم يوصف لها أية مخدرات ،، إلا أن الفحصين أظهرا أثاراً محيرة للمورفين ومشتقاته ..

أفاقت ماري في التاسعة صباحاً وتحسست بطنها .. (( قضي الأمر )) ،ن هكذا كان شعورها الممزوج بدفء الرضا .. ثم دخل عليها الأطباء وخلفهم أخت زوجها..

واستبد الخوف بماري وصرخت :: (( اين طفلي ؟))،، ومضى الدكتور كارتل ليسرد بحزن قصة ولادتها طفلاً ميتاً..

لكن ماري ردت :(( لا يمكن أن يولد طفلي ميتاً .. لقد كان يتحرك حين جاءني المخاض ،، وقيل اي ان وزنه سيبلغ أربعة كيلوغرامات ..))

وشرح لها الطبيب أن وجود كمية كبيرة من السوائل ربما كان السبب في سوء تقدير وزن الطفل .. وحاولت ماري ان تتكلم ،، لكن صوتها اختنق في حلقها .. وأدارت رأسها وانسابت الدموع على وجهها .. ولما غادر الطبيب المكان عانقتها دوروثي وانخرطت المرأتان في البكاء..

في اليوم نفسه وقع زوج ماري وثيقة الوفاة .. وأمضى أل تشايلدز أياماً في المستشفى وسط الحزن والارتباك .. ولم تكن زيارات الأهل والأصدقاء تمنح ماري أي سلوى أو عزاء ..

جريمة قتل::

خلال الأشهر التالية لاحظ الجميع ما طرأ على ماري من تغيير فتلك السيدة الودودة والمرحة باتت تتحاشى الناس خشية أن يحدثوها عن وليدها .. وكانت تحلم ليلاً أن المخاض جاءها من جديد ،، فتستيقظ وهي تصب عرقاً ثم تدفن عبراتها في الوسادة .. وهي سمعت ابنتها يوماً تقول ،،(( أواه يا أمي ' لماذا استسلمت للنوم ؟ ربما أمكن أن تنقذي المولود ))..

مضى الشتاء وجاء الربيع واستمرت الكوابيس تزورها .. وصباح 17 مايو ( أيار ) 1975 ،، استدعى المحقق الجنائي مايكل تايز من دائرة شرطة لوس أنجلس إلى مسرح الجريمة قتل في شمال هوليود ..

في غرفة النوم داخل إحدى الشقق وجد المحقق وزميله التحري ستان ميلر جثة كاترين فيرامونت (28 سنة ) وسط بركة من الدم .. كانت رقبتها مقطوعة ،، وقد أجريت لها عملية جراحة ولادة قيصرية .. أما المولود فكان مفقوداً . وأبلغ ابن الضحية (8 سنوات ) الشرطيين أن آخر شخص رآه مع والدته كانت صديقتها الممرضة نورمان أرمستيد ..

أرسل التحريات رينشارد زابو ومارشال مايديك إل شقة نورما حيث وجدا ابنها وابنتها يعنيان بأختهما الصغيرة ،، سيري ،، ابنة الثماني أشهر .. وقال الصغيران أن امهما وضعت قبل ساعات مولوداً ذكراً وأنها في مستشفى كايزر .. وفتش الشرطيان الشقة كما مشطا ساحة مجاورة حيث عثرا على حقيبة تحتوي عدداً من الحقن والأأنابيب والمعدات الطبية الخرى .. وكان هناك لوح من البلاستيك زمناشف ملطخة بالدم .. وبعد غبلاغ تايز اكتشفهما مضى الشرطيان إلى مستشفى كايزر لتوقبف نورما للاشتباه في علاقتها بجريمي القتل والخطف ..

وجد الرجلان الممرضة البدينة البالغة من العمر 44 سنة مستلقية في الفراش .. وفي غرفة الحضانة المجاورة ثمة طفل جديث الولادة ادعت نورما أنها وضعته في سيارتها وهو في الطريق إلى المستشفى وعرَّف التحريان بنفسهما وشرحا الأمر :: (( نحن نحقق في جريمة قتل ،، وعلينا أن نستجوبك ))..
ولما كانت نورما رفضت أن تفحص لدى دخولها المستشفى ،، فقد ذهب التحريان إلى الدكتور دوغلاس ياغوشي الذي كان مسؤولاً عن قسم الولادة في ذلك الوقت وشرحا له الموقف .. ومضى الدكتور ياغوشي الذي هاله ما سمع ،، يبلغ نورمان ضرورة خضوعها للفحص .. وصعقه ما تبين له من فحصها مرتين ثن ثلاثاً ،ن وقال للتحريين :: (( هذه الرأة استؤصل رحمها قبل سنوات '))..

وسأله التحري ما يديك ::(( إذا لا يمكن أن يكون الطفل ابن السيدة أرمستيد؟))

- أبداً..
وعندما سمع التحريان هذا اكلام تذكرا للحال الطفلة سيري ابنة الثمانية أشهر التي رأياها قي شقة نورما .. إذاً فلا سبيل إلى أن تكون نورما وضعت هذه الطفلة أيضاً ،، فهل ارتكبت جريمة قتل أخرى ؟؟ هكذا اتخذت التلرتيبات لوضع الطفلين تحت الوصاية القانونية ..

دموع الفرح ::

بعد توقيف نورما عكف التحري تايز على حقل قضية الطفلة .. ومن شهادة ميلادها تبين له أنها ولدت في الساعة 4:35 من صباح 21 سبتمبر ( أيلول ) 1974..
واتصل التحري بمستشفى كايزر لتحديد موقع نورمان في ذلك الوقت ،، فعلم أنها كانت تعمل في قسم الولادة .. وكشفت الملفات عن إختفاء وليد ذكر ميت من المستشفى قبل ايام قلائل من مولد الطفلة ،، وأن نورما بعد أيام قلائل أيضاً اكتشفت ماري تشايلدز ووليدها الميت ..

على هذه النتيجة بنى رجال الشرطة نظريتهم ::(( أن نورما ،، التي علموا فيما بعد أنها كانت نزيلة أحد المصحات العقلية ،، وصعت الطفل الميت مكان مولودة ماري الحية ،، ولابد أنها أخذت الصغيرة بعد ذلك إلى مستشفى الأطفال القريب للحصول على شهادة ميلاد مقدمة نفسها على أنها الأم ..))

عندما استقبلت ماري تشايلدز الرجال الثلاثة القادمين من مستشفى كايزرلم تكن تتوقع أن يأتوا إليها بمعجزة .. قال لها الدكتور جيم روداً :(( ججئنا نحدثك عن الطفل الذي وضعته في مستشفى كايزر قبل تمانية أشهر .. إننا نعتقد أن وليدك حي يرزق '))

أصغت ماري بصمت مصعوق فيما مضى لطبيب يحكي عن نورما أرمستيد والطفلة الصغيرة ،، وعن أحداث لا تصدق وقعت في غرفة الولادة ..
--------------------
:emrose::hearts::hearts:أخوكم brahim:hearts::hearts::emrose:

DirghaM
02-28-2008, 01:22 PM
ونستمر مع كتاب أبناء الشيطان وهو يضع أمامنا عاما سُحقت فيه كل فضيلة ودُمرة الخلاق وهُتكت الأعراض
تلكم ثقافة الغرب و عالمه الماجن التعيس

أفحكم الجاهلية يبغون ؟؟ فقد جاءهم ما كانوا يعدون


اللــــورد القاتل
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif


تبدد الهدوء المخيم على بار في حي بيلغرافيا اللندني الراقي في ليلة من ليالي الشتاء الباردة حين دلفت من الباب سيدة تخضب ثيابها بدم كان بعضه ينزف من جروح في رأسها ،، وراحت تصرخ على نحو هستيري :: (( النجدة .. النجدة ' لقد هربت للتو من قابل لايزال في بيتي القريب .. أطفالي .. أطفالي )) .. وعبثاً حاول السمار استطلاع الأمر ،، فالمرأة تهالكت غائبة عن الوعي بعدما رددت العبارات ذاتها بطريقة أشبه بالهذيان ،، وهي تجر خطواتها المتثاقلة إلى الداخل كأنها تحاول الابتعاد أكثر فأكثر عن عدو يتربص بها عند الباب ..

يتبع قريبا إن شاء الله تعالى =

DirghaM
09-03-2008, 08:52 AM
تتمة

وحين هبّ رواد البار لمساعدة المرأة التي لاذت بهم طلباً للنجاة ، لم يخطر لهم أنهم كانوا وقتذاك شهوداً على فصول جريمة ستهز البلاد وستبقى تفاصيلها الغامضة موضع تساؤل وخلاف لسنوات طويلة . فمنذ تلك الليلة في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1974 بقي الإهتمام بهذه الجريمة قائماً يؤججه من وقت لآخر كتاب أو فيلم وثائقي جديد ، فيما لم تطوِ السلطات القانونية ملف الجريمة . ومع صدور كتاب جيمس روديك " اللورد لوكان : ما الذي حصل حقاً ؟ " قبل حوالي شهرين ، صار هناك أكثر من 20 فيلماً وثائقياً وكتاباً يدور حول هذه الجريمة .

والواقع أن الجريمة لم تبقَ عالقة الأذهان لأنها تمخضت عن مقتل مربية الأطفال ساندرا ريفيت (29 عاماً) وإصابة الليدي فيرونيكا لوكان (37 عاماً) بجروح بليغة ، فالعاصمة البريطانية مثل غيرها من المدن الضخمة تشهد على الدوام جرائم أشد فظاعة بكثير . إلا أن عراقة العائلة وجذورها الضارية في المجتمع الإنجليزي الأرستقراطي لعبت دوراً رئيسياً في تسليط الضوء على جريمة حي "بيلغرافيا". إذ كانت هذه أشد عنفاً وغموضاً من آخر جريمة وقعت في بيوتات لندن النبيلة في العام 1945 حين أطلق مجهول رصاصة واحدة على مدبرة منزل ملك اليونان فأرداها قتيلة في "بيلغرافيا " أيضاً . أما مقتل ساندرا في الحي ذاته بعد حوالي 30 عاماً ، فكان صاخباً ومعقداً إلى درجة لم يبرح معها الذاكرة . ولعل القسط الأوفر من الإثارة التي شدت الجميع إلى جريمة "بيلغرافيا" نابع من شخصة اللورد لوكان الذي اتهمته زوجته بارتكاب الجريمة ، وهو اختفى وسط ظروف غامضة جعلت اقتفاء أثره حتى الآن مهمة مستحيلة مثل حل الغاز الجريمة ذاتها .

واللورد لوكان كان منذ أيامه الأولى ذا طبيعة مميزة فاجأ أقاربه وعارفيه غير مرة بسلوكه وشغفه بحياة المتعة المفعمة بالإثارة واللامبالاة . رأى النور أواخر العام 1934 ابناً ثانياً لباتريك بينغام لوكان - الذي أطلق على وليده الجديد اسم ريتشارد جون - وسليل العائلة التي تعود جذور نبالتها إلى القرن الثاني عشر ، وعُرف كثير من أبنائها بجرائمهم البالغة التي جعلت بعضهم قساة القلوب لا يترددون في الإقدام على القتل ، لا بل الإبادة أحياناً كما فعل أحد حاملي لقب لورد لوكان خلال القرن 13 في ايرلندا حيث أمر جنوده بارتكاب مجازر استحق عليها اسم " القاتل الأكبر " .
ومثل كثيرين من أسلافه التحق باتريك بينغام بالجيش وأبلى فيه بلاء حسناً . إلا أن قوة بأسه ومراسه العسكري لم يمنعانه من الإهتمام بالسياسة . فهذه استهوته في العشرينات حين أخذ يبدي تأييده لحزب العمال ومبادئ العدالة الإجتماعية التي ينادي بها ، على رغم ما مثل هذا الموقف من خروج عن تقاليد عائلته الأرستقراطية المحافظة. وعندما شكلت أول وزارة عمالية قرر باتريك أن يتحول من هاوٍ إلى محترف فالتحق بوزارة الكومونولث حيث شغل منصباً بارزاً . وكان ذلك في العام 1945 بعدما عاد أطفاله الأربعة من أمريكا حيث لجأوا خلال سنوات الحرب العالمية الثانية .

المنفى الأمريكي

وهناك في المنفى واجه الصغير جون أول أزماته العاطفية التي تركت في شخصيته ندوباً لم يمحها الزمن . فشوقه لأمه وأبيه اللذين بقيا في لندن للمساهمة في الدفاع عنها ضد النازيين ، وعجرفة السيدة الأمريكية الثرية التي عاش في كنفها مع اخوته جعلا حياته عبارة عن سلسلة من الكوابيس ونوبات الصداع الحادة . وربما اعتاد منذ تلك الفترة الإنصراف إلى نفسه بمعزل عن الآخرين ، وغدا شغوفاً بالوحدة وأنانيا يحرص على إرضاء رغباته الذاتية قبل أي شيء آخر. لكن حياته في أمريكا لم تقتصر على الضيق والعذاب لفراق والديه، فهو أيضاً ذاق طعم الثراء في دار السيدة التي استضافته مع اخوته طيلة السنوات الأربع . وفرت لهم تلك المرأة الأمريكية كل أسباب السعادة، ماجعل حياة ريتشارد جون ، خصوصاً ، في كنف عائلته بعد العودة إلى لندن العام 1945 ، حياة بائسة تكاد لا تحتمل . غذ أن والديه كانا في حالة مادية متواضعة لم يستطيعا معها ارضاء رغبات ابنهما الذي اعتاد الحياة المترفة بما فيها من أضواء وسيارات فارهة وغيرها ... وبدلاً من " القصر المنيف" الذي سكنه في أمريكا ، أجبرته الظروف على العيش في بيت بقي مهجورا خلال سنوات الحرب ، فكاد يغد خربة مخلعة النوافذ بزجاج مهشم .

هذا الحرمان جعل المراهق أشد توقاً لحياة مترفة مثل التي عرفها في المنفى . وبدت هذه الرغبة بعيدة المنال ما لم يزاول الميسر ، " رياضة " الأغنياء وسبيلهم إلى الثراء . هكذا بدأ تعاطي الهواية " الممنوعة " وهو بعد في سنوات الدراسة المبكرة . واستهوته الرياضة البدنية في الفترة ذاتها ، فأخذ يمارسها بحماس شديد ، وإن لم يبرز فيها كلاعب ماهر كما كانت الحال مع الميسر الذي ملأ عليه حياته حتى قيل أنه " ولد مقامراً" . ولما لم يحالفه النجاح في الأعمال المصرفية التي شاء أن يتخذها مهنة، قرر أن يحترف الميسر وبدأ يتردد بانتظام على حلقات شباب أثرياء لتعاطي الحرفة التي ظنها ستفتح له أبواب السعادة . ولم يطل به الوقت حتى عقد صداقات متينة مع مقامرين شباب أرستقراطيين وجدوا فيه نبيلاً كريم الأخلاق وحسن العشرة . ولعل جون اسبينال ، الذي جمع ثروة طائلة من القمار وحديقة للحيوان لا يزال يديرها في جنوب البلاد، كان أقرب هؤلاء الأصدقاء إليه بحكم تقارب السن والهواية المشتركة والخلفية الأرستقراطية التي جمعتهما . وعندما افتتح اسبينال نادي "كليرمونت" في قلب حي مايفير اللندني الراقي ، غدا جون لوكان من الرواد الذين كادوا لا يبرحون طاولة القمار.

اللورد العنصري:
وفي النادي ، الذي اقتصرت عضويته على بضع مئات من الأثرياء ، صار جون نجم إحدى حلقات القمار التي ضمت مجموعة شباب أرستقراطيين التقوا بانتظام لتعاطي القمار والتحسر على بلادهم التي أخذت تفقد "نقاءها" الأنغلوساكسوني مع وصول أعداد متزايدة من المهاجرين . وإقبال جون وأصدقائه على هذه الأفكار العنصرية ، بحماس أحياناً ، كان مرده تضاؤل اهمية طبقتهم الأرستقراطية على نحو مضطرد وإحساسهم بالخطر جراء اضمحلال نفوذهم التقليدي . وربما كان جون اشدهم تذمراً وضيقاً بالتغيرات الاجتماعية ، التي عصفت ببريطانيا في الستينات والسبعينات ، من أصدقائه لأنه كان اللورد الوحيد بينهم . فهو خشي أن تؤدي هذه التحولات إلى حرمانه الامتيازات التي إعتبرت دوماً من حق حاملي لقبه النبيل . ولما تفاقم خوفه من "ثورة إجتماعية" وشيكة أخذ يميل إلى الحلول المتطرفة دفاعاً عن مكانته الإجتماعية المهددة ويتبنى مواقف يمينية بالغة التشدد . حتى أنه تحدث عن " شنق وجلد الأجانب والعبيد (الزنوج) ". وفيما التحق بعض أصدقائهالمقربين بتنظيمات ذات صبغة "فاشية" متطرفة، اكتفى جون لوكان بالتعبير عن آرائه المتصلبة في مجالس خاصة . ومع أنه همَّ بإلقاء كلمة في جلس اللوردات للتحذير من مغبة السماح لمزيد من الأجانب بدخول بريطانيا قصد الإقامة فيها نهائياً، فهو تردد في الإفصاح عن مواقفه المتطرفة في المجلس الذي لم يطأه سوى 17 مرة خلال سنوات عشر بدأت مع منحه لقب لورد . والأرجح أنه تكتم على أفكاره العنصرية خارج عصبة من أصدقائه المقربين ، لخوفه أن يؤدي تطرفه هذا إلى نبذه ومحاربته في مجلس اللوردات وغيره . لكن لاشك أن تفرغه للقمار ساهم في شغله عن أمور شتى قد يأتي النشاط السياسي المتطرف في مقدمتها. ومهنته هذه هيأت له أسباب الرفاه ، فسافر إلى مغارب الأرض ومشارقها بحثاً عن المتعة وعاش حياة باذخة لم تتوفر لأي من معارفه الاثرياء .

الزواج في طريق مسدود

وإذا لم تسنح له الفرصةباستخدام العنف لمنع المهاجرين من الإقامة في بلاده فإن اللورد لوكان متهم بمحاولة حسم الأمر نهائياً مع زوجته عن طريق القوة حين تأزمت خلافاتهما بعدما أنجبا ثلاثة أولاد . ولعل القمار هو أصل الداء الذي حول حياتهما إلى جحيم ، إذ سرعان ما ضاقت فيرونيكا بخط حياة زوجها الذي كان يقضي شطراً من النهار ومعظم الليل حول طاولات تاميسر . وهي كانت على علم أنه احترف القمار قبل زواجهما الذي تم في 1963 بعدما تعرفا إلى بعضهما في منزل صهرها المقامر بيل شاندكيد . لكن ذلك لم يساعدها على احتمال العيش في معزل عن زوجها ، خصوصاً أن الوحدة صارت توقظ ذكريات طفولتها التي خلت من السعادة لوفاة والدها وهي في الثانية من عمرها . ولما أصرت على مرافقة زوجها إلى نادي " كليرمونت " بانتظام وافق على مضض آملاً أن تروح عن نفسها هناك وتطمئن إلى عدم وجود نساء في حياته . لكن فيرونيكا عاودت الشكوى خلال أشهر قليلة . فالمكوث طويلاً في الصالات المخصصة للنساء ريثما ينتهي الرجال من اللعب كان مملاً بالنسبة إلى الليدي لوكان التي امتنعت دوماً عن تجاذب أطراف الحديث مع الحاضرات . وعندما خسر زوجها 8 آلاف جنيه استرالي في ليلة واحدة لم تعد مشكلتها تقتصر على الوحدة والملل ، بل أدركت خطورة الحياة على حافة السكين، وأن المجازفة المجنونة التي يستمتع بها لاعب القمار لا تناسب أسرة مؤلفة من ثلاثة أطفال وأمهم . والخشية من مواجهة الغد من دون ضمانة كافية لإعالة الأسرة ، دفعت الليدي لوكان إلى الإحتجاج على سلوك زوجها بشكل صاخب . فصارت تدخل قاعة القمار وتوبيخه أمام زملائه ، مما جرح كبرياءه الأرستقراطي ففكر بعرضها على طبيب نفساني بحجة أنها تعاني مرضاً عقلياً . وفيما رفضت الانصياع إلى رغبته مراراً ، تابع هو حياته كما هي غير آبهٍ بشعور زوجته . وحين طردت فيرونيكا مربية الأطفال غادر زوجها المنزل ولم يعد بعد ساعات قليلة ، كما فعل إثر نوبات غضب سابقة عدة ، فأدركت أن غيبته ستطول . لكنها فوجئت بمحاولته حرمانها من الأطفال الذين حكمت له المحكمة برعايتهم بحجة أن والدتهم غير مؤهلة صحياً لتحمل مسؤالية العناية بهم . وحين تم نقض هذا الحكم ، واضطر اللورد لوكان لإعادةالأطفال إلى أمهم ، شعر أن عالمه يتهاوى فأولاده كانوا بالنسبة إليه أعز ما في الدنيا . وعدا ذلك ، كان عليه أن يتحمل نفقات القضية المترتبة عليه وعلى زوجته إضافة إلى المبالغ التي دفعت إلى محققين خاصين لمراقبة فيرونيكا وتزويده الأدلة القاطعة التي تضمن له الفوز بحضانة الأطفال. وزاد من وقع هذه الخسارة المادية الفادحة تردي وضعه " المهني" فأداؤه على طاولات القمار كان يسير من سيء إلى أسوأ ، ما رتب عليه ديوناً تجاوزت الـ 70 ألف جنيه أسترالي كانت تُعَد ثروة طائلة وقتذاك . لم يكن لينقذه من هذا المأزق سوى إعلان الإفلاس ، إلا أنه رفض ذلك تجنباً للحرجوالإهانة وإيذاء شعور أطفاله!! لذا يبدوا أنه لم يجد بثداً من الإقدام على أمر كان حدّتبعذ أصدقائه المقربين عنه . إذ نقل عن جون اسبينال والبلياردير اليوناني تاكي ثيودوراكوبولوس قولهما أن اللورد لوكان أسر إليهما بنية قتل زوجته . وهذه الجريمة ستمكنه من ضرب عصفرين بحجلا واحد ، فهو سيبيع البيت ويسدد ديونه ، كما سيعيش مع أولاده دون منغص .

الخطة الذكية

وفعلاً رسم خطة محكمة للتخلص من زوجته حين تكون المربية ساندرا ريفيت خارج المنزل في عطلتها الإسبوعية التي تصادف عادة ليلة الخميس . وقرر الدخول إلى البيت خلسة بواسطة مفتاحه ، ثم التسلل إلى المطبخ الكائن في القبو حيث يعبث بالمصابيح الكهربائية ويمكث بانتظار فيرونيكا . فهذه تهبط عادة بعدما يخلد الأطفال إلى النوم حوالي الساعة التاسعة لتحضر كوبا من الشاي ، ما يهيئ له فرصة الإنقضاض عليها حين تفتح باب المطبخ ومعالجتها بضربات قاتلة بقضيب بلاستيكي متين . ورأى أن يتوقف عند نادي " كليرمونت" في التاسعة إلا ربعاً قبل ذهابه إلى البيت للشروع بالتنفيذ . على أن يثبت وجوده في عنوان آخر بعد التاسعة بدقائق بعدما يقتل فيرونيكا ويخفي جثتهابكيس بلاستيكي ضخم يودعه خزانة المطبخ . وإذا نجح في ذلك ، فهو سيضلل المحققين الذين لن يشكوا بارتكابه الجريمة وتخلصه من الجثة في الوقت الفاصل بين وجوده في النادي وفي المكان الثاني ، ولكنه ، على الأرجح ،خطط لإلقاء الجثة في الليلة الثانية، وليس إثر إرتكاب الجريمة مباشرة ، إذ ظن أن أحدا لن يكتشف الكيس الضخم الموجود في خزانة المطبخ قبل أن تسنح له الفرصة بنقلها وإلقائها في البحر.
إلا أن ذكاء الخطة لا يتضمن نجاحات ، وجرأة المنفذ لا تقيه المفاجآت التي قد تخلط الأوراق وتمنعه من بلوغ . لذا لم ينفع اللورد لوكان حرصه واجتهاده في رسم الخطة وتنفيذ مراحلها الأولى بدقة متناهية ، وضاعت جهوده هباء بسبب تأجيل المربية عطلتها وبقائها في المنزل ليل الخميس الدامي ،على نحو لم يتوقعه . وهكذا كَمَنَ اللورد في الوقت المحدد بانتظار ضحيته ، فلما لاح شبح امرأة عند باب المطبخ الغارق في الظلام انهال عليها بهراوته حتى سقطت وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة . وفيما هو منهمك بإيداعها في الكيس سمع صوتاً أرعبه ، إذ كانت فيرونيكا تنادي المربية . وفجأة وجد نفسه أمام عدوته الحقيقية التي هبطت إلى المطبخ لتستوضح سبب الضجة الخفيفة التي سمعتها قبل قليل .
حاول الإجهاز على فيرونيكا ، لكنها استماتت في الدفاع عن نفسها وتمكنت من تجنب معظم ضرباته ، لا بل نجحت في إقناعه بعدم جدوى الاستمرار في محاولته خصوصاً أن التعب كان اخذ منه كل مأخذ ولم يعد قادراً على مجاراة فيرونيكا التي أبدت براعة نادرة في المناورة وتفادي ضربات زوجها . وبعدما جلسا قليلاً عند أسفل السلم لالتقاط أنفاسهما اتكأت فيرونيكا على كتف زوجها وصعدا معاً إلى غرفة الجلوس . وفيما تمددت هي ذهب اللورد لوكان كي ينظف يديه ، فسارعت إلى إستغلال فرصة غيابه المؤقت ولاذت بالفرار إلى خارج المنزل خشية أن يغير رأيه ويهاجمها من جديد.

لاتبدو خاتمة رواية فيرونيكا مقنعة أبداً . فبدلاً أن يكون ارتكاب جريمة ساندرا خطأ قد زاده تصميماً على التخلص من زوجته . ها هو يستسلم بسرعة لتعبه ويقر بعجزه عن التغلب على زوجته على رغم طاقاته الجسدية الكبيرة . ولعل أضعف حلقات هذه الخاتمة ، هي تحول المجرم الشرس إلى حمل وديع اطمأنت إليه فيرونيكا - ولو للحظات - فاتكأت على كتفه وصعدت السلم معه . وبطبيعة الحال ، ألح أصدقاء اللورد لوكان في تسليط الضوء على هذه الفجوات مؤكدين أن نقاط الضعف الكثيرة تجرد افادة فيرونيكا من صدقيتها . ولفتوا إلى " احتمال قوي " بأنها تخيلت بعض مفاصل روايتها لوقائع تلك الليلة ، تحت تأثير الخوف والتوتر النفسي المقترن برغبة في تجريم " عدوها". وهذا يفتح الباب أمام سيناريوهات عدة ، أهمها رواية المتهم الرئيسي التي نقلتها سيدة كانت ىخر من رآه ليلة الجريمة.

وحسب إفادة سوزان ماسكويل - سْكُوت ، جاء اللورد لوكان إلى بيتها في منطقة " سسكس " في جنوب إنكلترا - باحثاً عن زوجها إيان صديقه الأرستقراطي الحميم . كان الوقت متأخراً ، ولاحت على الضيف علائم الإنتهاك والتوتر . وسرعان ما بدأ يقص على سوزان ، التي تحمل شهادة في القانون ، حكاية " الكابوس المرعب الذي واجهه الليلة " . وقال أنه كان يسير قرب بيته ، على عادته ، حين رأى زوجته وهي تتعارك مع رجل غريب ، فهبّ إلى نجدتها إلا أنه لم يستطع الإمساك باللص الذي تمكن من الهرب ، وهنا اتهمته زوجته أنه كان يريد قتلها هي لا ساندرا التي قادها حظها العاثر إلى هذه النهاية . ولم يجد اللورد لوكان وسيلة لإقناعها ببراءته ، إذ كانت جريحة وفي حالة رعب هستيرية دفعتها إلى الهروب منه ، فاضطر إلى الإبتعاد بسرعة لأن الأدلة ضده " قوية للغاية " . وقبل أن يغادر بيت صديقه الغائب ، كتب إلى عديله ويليان شاند كيد ليؤكد براءته ونيته الإختفاء بعض الوقت ريثما تنجلي الأمور ويستطيع تدبر المسألة . وتَوَسّل إلى صديقه كيد أن يرعى الأطفال ويشرح لهم سبب غياب والدهم وبراءته . ولما فرغ من ارتشاف قهوته ، ودّع سوزان وقاد سيراته بعيداً .. إلى حيث لم يشاهده أحد منذ تلك الليلة في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1974 .

الجهاز الجيمسبوندي

وكثرت الشائعات بخصوص مصيره المجهول ، حتى أن البعض ادعى أنه انتحر قريباً من حديقة الحيوانات التي يملكها صديقه جون اسبينال فقام هذا الأخير بتقديم جثته طعاماً للنمور . لكن تحقيق الشرطة في هذا الأمر لم يؤد إلى دليل يؤكد صحته . وانتهى البحث الدائب عن المتهم إلى مزيد من الغموض . إذ لم تعثر الشرطة على أثر له مع أنها جندت أعداداً كبيرة من الغواصين والمحققين ... والأجهزة التي كان أبرزها " اوتو - جايرو " ، الذي استخدم وقتذاك للمرة الأولى بعدما شوهد في أحد أفلام جمس بوند . وهذا الجهاز الجيمسبوندي المؤلف من مقعد مكشوف مزود بأضواء كاشفة وكاميرات تعمل على الأشعة فوق البنفسجية ، ويستطيع الطيران بفضل مراوح كبيرة والوصول إلى أماكن تعجز الطائرة المروحية عن بلوغه . ومع ذلك ، فاستعماله لم يكشف عن مصير اللورد لوكان الذي بقي غامضاً . يصعب البت بالتكهنات ، التي يقول بعضها أنه انتحر أو أنه يعيش متنكراً في مكان ما من العالم كجنوب إفريقيا أو إحدى دول أمريكا اللاتينية . لكن الثابت أن البحث المضني عنه داخل بريطانيا وخارجها لم يؤد إلى العثور على أثر للرجل أو على جثته ، فكل ما وضعت الشرطة يدها عليه في الأيام التي تلت الجريمة كانت سيارته التي تركت في بلدة ساحلية في جنوب إنجلترا وفيها قطعة قضيب بلاستيكي لا تختلف في شيء عن أداة الجريمة . هكذا اختفى المتهم عن الأنظار وترك التساؤلات عن سبب عدم عودته لوضع النقاط على الحروف ، كغيرها من الأسئلة المتعلقة بهذه الجريمة ... أسئلة مفتوحة بانتظار إجابات شافية .

DirghaM
09-03-2008, 08:54 AM
أطفال إنجلترا .. إرهابيون ومدمنون ومجرمون!
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif

تعاني بريطانيا هذه الأيام من موجة أعمال العنف والخروج على القانون التي يتورط فيها الأطفال الأحداث الذين اعتادوا القيام بأعمال السرقة بالإكراه وإدمان المخدرات والعنف واتخذوا منها أسلوب حياة وهواية لدرجة ان جرائم العنف التي ارتكبها هؤلاء ارتفعت بنسبة 62 بالمئة منذ عام 1981 .

وتتراوح أعمار هؤلاء الأحداث بين العاشرة والسابعة عشرة وينتمون إلى طبقة صغار المجرمين الآخذة في النمو وقد اصطبغت تصرفاتهم بطابع العنف والسرقة وتعاطي المخدرات واعتياد الإجرام بصفة عامة .

وتبين آخر الإحصاءات كيف أن الصبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين العاشرة والسابعة عشر إستطاعوا إرتكاب أكثر من ربع جرائم العنف في بريطانيا كلها وبالتحديد حوالي 37 بالمئة من إجمالي الجرائم التي تحدث في بلادهم .

وهؤلاء الأحداث مسؤولون أيضاً عن إرتكاب أربعين بالمئة من حوادث السرقة بالإكراه و 37 بالمئة من عمليات السطو ليلاً على المنازل وثلث إجمالي السرقات والتلفيات الناتجة عن اعتداءات اجرامية و14 بالمئة من جرائم تعاطي المخدرات .


وارتفعت عمليات السرقة بالإكراه التي ارتكبها الأحداث الذين تتراواح أعمارهم بين 10 و13 عاماً إلى معدلات مذهلة بلغت 150 بالمئة وهو ما لم يتوقعه أحد من المسؤلين عن رعاية الأحداث ومكافحة الجريمة .

وتوضح احصاءات وزارة الداخلية البريطانيا كيف أن الاتجاه العام لجرائم الأحداث برغم ذلك قد بدأ في الإنخفاض بسبب الاستخدام الشامل لأساليب توخي الحذر والإحتراس لتفادي وقوع الجرائم ، وانراف عدد من الأحداث من معتادي الإجرام عن اقتراف المخالفات القانونية بنسبة 20 بالمئة عما كان شائداً في عام 1987 .

البوليس اصبح عاجزاً

غير أن الشيء الذي يزعج السلطات الأمنية والمسؤولين وعلماء الجريمة هو أنه في الوقت الذي انخفض فيه عدد الجنَح التي يرتكبها الأحداث ، بصفة عامة ، إلا أن الانخفاض اقتصر فقط على الجرائم الصغرى وتشكو أجهزة البوليس البريطاني من أنها أصبحت عاجزة في مكافحتها لجرائم الصغار والأطفال المنحرفين.
ويقولون أن القوانين التي تنص على إعادة الأحداث الذين اعتادوا الإجرام إلى أهلهم أو الحاقهم بالإصلاحات أو مراكز الرعاية الإجتماعية يعيقهم من أداء أعمالهم ، مؤكدين أن إيداعهم في أماكن إقامة آمنة قد يكون هو الإجراء الأمثل .

وقد كشفت الأرقام كيف أن الأطفال المودعين في وحدة رعاية الأحداث في " افون " على سبيل المثال يتلقون 240 جنيهاً أسترالينياً سنوياً من أموال دافعي الضرائب لإنفاقها على أوجه التدريب وتعليمهم حياكة الملابس وغيرها من الحرف ومع ذلك تثبت الحقائق بما لا يدع مجالاً للشك أن معظم الأحداث الذين يطلق سراحهم يعودون إلى حياة الجريمة والإنحراف والعنف .

وتقوم سلطات البوليس في منطقة "نورث مبريا " البريطانية بقيادة حملة الضغط على وزير الداخلية ميشيل هوارد لتخويلها صلاحيات إضافية من أجل التعامل بقسوة مع الأحداث معتادي الإجرام والذين فشلت معهم أساليب التقويم والإصلاح .

سلطات أوسع للأمن

وأقامت سلطات بوليس " نورثومبريا " قاعدة بيانات فريدة مزودة بالكمبيوتر وأطلقت عليها اسم وكالة استخبارات الأطفال بغرض تكوين صورة واضحة وشاملة لكافة أرجاء البلاء عن صغار المجرمين وانحرافات الأحداث .

ويجري حالياً إعداد ملف كامل يحتوي على كافة الأدلة والبيانات تمهيداً لإرساله إلى وزير الداخلية في محاولة للضغط على الحكومة للتعامل مع المشكلة بأسلوب آخر يتسم بقدر من التشدد وتطالب سلطات البولس البريطانية بالآتي :

* تخويلها سلطات أوسع باعادة سجن معتادي الإجرام من الأحداث إحتياطاً ممن تقل أعمارهم عن 15 عاماً والذين ينتظر أن يعودوا إلى مزاولة جرائمهم لدى إطلاق سراحهم .

* إدخال أساليب سرعة الإنجاز والبت في القضايا مع التعجيل باستلام محاضر الجنح والمخالفات من المدارس ودور الرعاية الاجتماعية والإصلاحيات وإرسالها إلى المحاكم .

* بناء دور إقامة آمنة للمتورطين من الأحداث في جرائم أثبتتها وزارة الداخلية وتطبيق برنامج شامل لإعادة التعليم .

إنتشار الجريمة

لقد وصلت مخاطر المجرمين الصغار إلى كل جزء من بريطانيا بداية من المدن الكبرى وحتى القرى والمدن الريفية بل والجزر المنعزلة وكل مجتمع من هذه المجتمعات لديه رواية مريرة تدين الإرهاب والرعب الذي تسببه عصابات الشلل من الأحداث المنحرفين .
ففي " نيو كاسل " هناك صبي عمره 14 عاماً ارتكب 300 جريمة وتم القاء القبض عليه 37 مرة بحلول العام الماضي بتهمة تخريب سيارات البوليس والقاء الحجارة على زجاجها الأمامي ، والإستلاء على السيارات والسرقة والسطو ليلاً على المنازل .
وفي الصيف الماضي في مدينة " بينتون " بمنطقة " ديفون " ارتكب زعيم عصابة من الأحداث مئات الجرائم وأثار الذعر لأصحاب المحلات والفنادق والسائحين وتم القبض على زعيم العصابة الحدث الذي يبلغ من العمر 14 عاماً أيضا وأدخل غحدى دور الرعاية الإجتماعية ، إلا أن أفراد العصابة استمروا في أعمالهم الإجرامية لترويع الآمنين .

DirghaM
09-03-2008, 08:58 AM
============== الباب الثاني ،، بعنوان - جرائم الشيطان ================
إمرأة تقتل طفليها من أجل عشيقها

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif


يقولون :" إن القطة دخلت النار لأولادها " للدلالة على الأمومة والعطف الذي تتصف به القطة .. وكما سمعنا عن الكثير من الحيوانات التي تقوم بمغامرات تودي بحياتها لحماية ابنائها .. لكن ذلك في عالم الحيوان .. اما عالمنا - نحن البشر - فهناك أفعال لم نسمع عنها في عالم الحيوانات حينما تتجرد أمٌّ من كل معاني الأمومة وتقتل أطفالها . طفلان تقتلهما أمهما في جريمة هزّت الولايات المتحدة .. وللتفاصيل تعالوا معنا ..

جريمة قتل الأبناء . . جريمة تقشعر لها الأبدان ويقف العقل أمامها عاجزاً عن التصديق . . إذ كيف تجرؤ الأم التي حملت وولدت وأرضعت وتولت رعاية أبنائها . . كيف تجرؤ هذه الأم على قتل ابنائها بمنتهى القسوة أياً كان الدافع وراء الجريمة .. ؟!

القاتلة:

" سوزان سميث " شكرتيرة . منفصلة عن زوجها ولديها طفلان : مايكل (3 سنوات) والكسندر (14 شهراً) هما الضحيتان . . !
قامت " سوزان " بقيادة سيارتها ومعها الطفلان مربوطين بحزام الأمان في السيارة ثم غادرت السيارة وتلركتها تسير لتغرق في بحيرة وبها الطفلان ليلقيا حتفهما !! ..

السبب :

بالطبع لا يوجد سبب منطقي يستطيع ان يهزم إحساس الأمومة بداخل أي امرأة طبيعية .. فقد أثبتت تحريات رجال الشرطة أن الأم التي تعمل سكرتيرة بإحدى الشركات الخاصة .. ومنفصلة عن زوجها - دافيد سميث الذي كان يدفع 460 دولاراً شهرياً كنفقة للأولاد - اثبتت التحريات أن " سوزان " اقامت علاقة مع " رفيندلي " ابن صاحب الشركة التي تعمل بها ولكنه تركها حتى لا يتحمل مسؤولية أطفالها - وقد يكون أحد دوافع التخلص من الأطفال ..!

العقوبة المنظرة :

وينتظر الأم القاتلة طبعاً حكماً قد يصل غلى الإعدام ...

لذلك يقوم محاموها بالإستعداد للدفاع عنها في رصد بعض النقاط في ماضي الأم قد تساهم في تخفيف الحكم منها :

& - والد القتيلة انتحر وهي صغيرة ، تربت على يد زوج أمها .
& - في تقرير لمجلة " النيوز ويك " أعلنت المجلة أن الأم تعالج في مصحة للأمراض النفسية وأنها تعاني من اضطرابات عصبية حادة وقد يكون ذلك سلاحاً يدفع به المحامون للطعن في مدى مسؤولية الأم عن أبنائها ..!!

ولم يستطع الأب أن يتمالك نفسه عند سماعه بالخبر وظل يبكي بهستيريا أثناء جنازة فلذتي كبده ويصرخ بصوت عالٍ قائلاً : " أريد أن أسألها سؤالاً واحداً : لماذا ".

ولأن الجريمة بشعة لأبعد الحدود فقد أصبحت قضية رأي عام وقد استضاف مذيع محطة " سي . أن . أن " ، "لاري كينغ " الرئيس الأمريكي " كلينتون " الذي علق على الجريمة بقوله : " أعتقد أنه ما من أب او أم في الولايات المتحدة كلها بل وفي العالم إلا ويشعر بالأسف والحزن لهذه الجريمة المروعة "!

ويواصل رجال الشرطة جهودهم لتقديم الأم لمحاكمة عاجلة لتنال جزاءها عن هذه الفعلة المنكرة التي لن يسامحها عليه أحد سواء في الأرض ولا في السماء ( إن لم تتب إلى الله الواحد الغفار ) .. !

DirghaM
09-03-2008, 09:08 AM
في إفريقيا أكبر مجازر القرن العشرين

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif

في 6 نيسيان (أبريل) 1994 بدأت في رواندا موجة جديدة من المذابح القبلية بعد مصرع الرئيسين البوروندي سيسبريان نتارياميرا و الرواندي هابيا ريمانا بفعل إسقاط طائرتهما أثناء عودتهما من الخارج بعد توقيعهما على اتفاقية سلام بين الجارتين . ولقد حصدت تلك المذابح خلال شهري نسيان وأيار فقط نحو نصف مليون قتيل ، ناهيك عن الجرحى والفوضى وأعمال النهب .

كان الصراع بين قبيلتي الهوتو والتوتسي في رواندا - بوروندي مشتعلاً منذ عشرات السنين . وفي عام 1988 ( أب ) سقط اكثر من 30 ألف قتيل من الطرفين ، أما في تشرين الأول من عام 1993 فقد أسفرت المذابح العرقية القبلية في بوروندي عن أكثر من 100 ألف قتيل . غير أن الموجة الأخيرة من الحرب الاهلية التي اندلعت بين القبيلتين في رواندا عقب مصرع الرئيسين فتعتبر من أعنف وأشرس المجازر الوحشية المحلية التي شهدها هذا القرن ، حيث تفيد تقارير الصحافة بأن القتلة من القبيلتين يمارسون عبثاً إجرامياً مخيفاً . فالميليشيات المسلحة بالسكاكين الطويلة والقراعات والقنابل إلى جانب الأسلحة النارية الأخرى لا تكتفى بمجرد القتل ، ولكنها تسعى إلى زرع الرعب في صفوف الخصم ، وتحاول إبادته فتعمد إلى قتل الرجال والنساء والشيوخ والأطفال دون تمييز في الطرقات العامة والشوارع ، كما أنها تقتحم البيوت الآمنة وتهاجم المستشفيات وتقطع أطراف الأطفال الذين تجدهم في طريقهم .

يقول الوزير الفرنسي السابق برنار كوشينر الذي زار رواندا في مهمة إنسانية : " في إحدى القرى مشَيْنا على جثث الأطفال الممزقة " . أعتقد أن العدد يصل إلى 2000 حثة ، كما أن الأرقام الأخرى التي أذاعها الوزير الفرنسي وغيره من المبعوثين والصحافيين تدل على فظاعة وهول ما يجري في ذلك البلد الإفريقي حيث ذكرت التقارير في إحدى المرات أن 60 ألف حثة سحبت فقط من شوارع العاصمة كيغالي و 25 ألف جة أخرى استقرت في بحيرة فيكتوريا .في العام 1995 هاجمت قبيلة الهوتو المنفيون من التوتسي في مخيمات اللاجئين في شرق زائير بالتعاون مع الزائيريين وكانت النتيجة الآلاف من القتلى والجرحى وتشريد مجدد للأحياء منهم .

في أواخر العام 1996 يرد التوتسي بهجمات على مخيمات اللاجئين في شرق زائير ، يخرجون الجيش الزائيري من مدن استراتيجية ويدفعون الافاً من اللاجئين الهوتو من رواندا إلى الفرار داخل زائير بعد أن خلفوا ورائهم أيضاً القتلى والجرحى .

مأساة أخرى بدأت تبرز ، هي مشكلة اللاجئين ن الذين قرروا العودة إلى بلدهم رواندا فمع استمرار الحشود البشرية المنهكة بالتدفق والعودة بعد هجرة قسرية بدأت قبل أكثر من عامين ، لكن مع خروج هؤلاء وعودتهم ، وعددهم يناهز الـ 350 ألف لاجئ من شرقي زائير تاركين وراءهم الموت والمرض تبقى أزمة زملائهم اللاجئين ايضاً حاضرة بقوة مع اختفاء 500 ألف لاجئ في مناطق نائية يمثلون جزءاً من معاناة أكثر من مليوني لاجئ في منطقة البحيرات العظمى الغارقة في صراعات على أكثر من جبهة .

وعلى الرغم من أن العودة الجماعية اراحت المجتمع الدولي الذي بقي متفرجاً على أكبر مآسي ومجازر هذا العصر لان السيل البشري المهاجر ما زال يضم أكثر من 300 ألف لاجئ آخر ، يسيرون بهدوء حاملين معهم أطفالاً وفرشاً وأمتعة وأمراضاً جعلت الطريق الممتد بين غوما ( في زائير ) وغسيني ( في رواندا ) حافلاً بمشاهد المعاناة والمأساة . العديد من النساء انجين على الطريق الشاقة للعودة وآخرين سقطوا موتى من التعب دون أي اكتراث من الآخرين المتبقين ايضاً والأمراض المتفشية بين هؤلاء اللاجيئين تسقط القتلى على الطريق لتحدد هذه الجثث طريق مسيرة العودة .

DirghaM
09-03-2008, 09:10 AM
جريمة هزت مملكة

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif
في تشرين أول ( أكتوبر ) 1824 تزوج الشاب ثيوبالدا برازلين من الفتاة التي كان يحبها فاني سيبستياني ، وكان هو في التاسعة عشر من عمره ، بينما كانت هي تصغره بعامين . كانت عائلتا العريس والعروس في غاية من الثراء ، وكان الشاب الوريث الوحيد لذوقية برازلين ، ولذلك تميزت حفلة الزفاف بالبذخ والأبهة ، وحضرها علية القوم في فرنسا .

تميزت الفترة الأولى من حياة الزوجين بالسعادة ، غير ان الزوجة فقدت بريق جمالها بعد أن أهدت زوجها الدوق تسعة أبناء مما جعل حبه لها يفتر تدريجياً ويتحول إلى هجر ، كان الزوج منذ البداية متحفظاً في غبداء عواطفه إلى حد البرودة بعكس زوجته التي كانت مشبوبة العاطفة . بيد أنه عندما تحول حب الزوج إلى بغض وإهمال أخذت الزوجة تكتب لزوجها رسائل تستعطفه فيها وتذكّره بأيامهما السعيدة ، وتعتذر عن ثورات غضبها وهفواتها ، وترجوه أن يعود إلى سابق عهده معها .

غير أن ذلك كله لم يغير شيئاً من واقع الحال ، وتدهورت العلاقة بينهما أكثر فأكثر . فقبل ولادة طفلهما التاسع والأخير ، بدأ الزوج في عام 1839 ينام في غرفة ثانية بعيداً عنها . وفي عام 1840 اضطر الزوج زوجته إلى توقيع وثيقة رهيبة ن رضيت بها في محاولة لاسترضائه . لق أقرت السيدة برازلين ، في تلك الوثيقة ، بتنازلها عن حقوقها كأم ، حيث عهد الأب بتربية ابنائه إلى إحدى المربيات ، وحرّم على الأم مشاهدة أبنائها أو الإجتماع بهم إلا بوجود المربية .

لقد شكك المؤرخون فيما بعد بالدوافع التي كانت تختفي وراء تلك الوثيقة . هل رضيت الأم بتوقيع تلك الوثيقة لإرضاء زوجها أم أن الأمر أكبر من ذلك وأخطر؟

هل كان الأب يخشى على أبنائه من ثورات غضب أمهم ظ أم ان الأم كانت تقيم علاقات غير سوية مع أبنائها وبناتها ؟ لا أحد يعرف . بيد أنه عرف فيما بعد بحدوث علاقات غير سوية بين المربية وتلاميذتها . ولذلك تم استبدال المربية بأخرى تدعى هنريت ديلوزي . كانت المربية الجديدة ابنة أحد جنود نابليون ، جميلة ، شقراء الشعر ، خضراء العينين ، سبق لها أن عملت في بيت نبيل إنجليزي حيث اكتسبت الكثير من الخبرات.

لقد أصبحت هنريت فيما بعد حديث فرنسا كلها . فهي بالنسبة لأنصار الدوق ، المغامرة التي جلبت العار إلى بيت نبيل . لكنها بالنسبة لآخرين ، مجرد فتاة محترمة وقديرة وضعتها الظروف في موضع فوق احتمال البشر . والحقيقة التي لاشك فيها أن هنريت لم تخلق تعاسة الزوجين ، فقد كانت موجودة قبل وصولها. كما أن المربية كانت ذكية وطموحة ، لقد استطاعت أن تكتسب الأطفال إلى جانبها إلى درجة أن طفلتين قالتا لها بعد طردها فيما بعد :" انت أمنا الحقيقية ".

وقبل مرور وقت طويل على وصول المربية ، لجأ الأب أيضاً إليها حيث أخذ يقضي مزيدا من الوقت معها وهو يراقبها تغمر أبناءه بالسعادة . أما الدوقة فقد تحولت إلى كتلة من الغضب ، وتابعت الكتابة لزوجها وراحت تصُبّ جام غضبها على المربية . فهي " تلك المرأة " التي تتصف " بالجرأة والوقاحة ، وحب السيطرة ، وعدم التفكير ، والغيبة والنميمة ، والجشع " . كما أنها فرقت شمل العائلة وقلبت الأطفال ضد أمهم ، وتحاول الظهور بمظهر عشيقة الدوق .

وكان الدوق في عام 1841 قد أصبح صاحب جميع ممتلكات وأموال دوقية برازلين بعد وفاة والده في ذلك العام . وبرغم أن الدوقة لم تشك بقيام علاقة غرامية في بادئ الأمر بين زوجها والمربية ، إلا أن الإشاعات ملأت باريس حول وجود علاقة كتلك . وقد تسربت تلك الإشاعات شيئاً فشيئاً إلى الزوجة التعسة فهددت علناً ، في صيف عام 1844 ، بالإنتحار ، مما دعا زوجها إلى العزم على الإنفصال عنها ، وفي تلك السنة أخذ الدوق ثلاثة من أبنائه وذهب مع المربية في إجازة طويلة مما جعل الصحف تشير صراحة ولأول مرة إلى أن الدوق في إجازة مع عشيقته .

وهكذا انتشرت الشائعات التي تمس الدوق ليس في فرنسا وحدها ، بل وصلت إلى معظم بلاطات أوروبا . وكان من المتوقع طرد المربية ، غير أن ذلك أمر لم يحدث . لقد ترفع الدوق عن الرد على تلك الشائعات ، وأبقى على المربية حتى لا يؤكد تلك الشائعات بطردها .

أحست الدوقة بالعار الذي لا يحتمل فاعتزلت الناس ولم تعد تقابل المربية ولا أولادها ، وتابعت كتابة الرسائل الهستيرية إلى زوجها . وفي عام 1846 غيّرت الدوقة سلوكها فجأة ، وراحت تتودد إلى المربية في محاولة لمصالحة زوجها . وفي صيف عام 1847 أبلغ والد الزوجة الدوق رسمياً بأنه إن لم يطرد المربية فسوف تطلب إبنته الطلاق وتحصل على حكم بحضانة أولادها . ونظراً لأن الزوج كان يخشى على أبنائه ومستقبلهم إن هم تركوه وذهبوا مع أمهم ، فقد استغنى عن المربية ومنحها منحة سخية تعينها على تأمين معيشتها .

حزنت المربية كثيراً وبكت لفراق العائلة التي عاشت معها ست سنوات كاملة ، وحزن الأطفال كذلك حزناً شديداً . أما الدوق فقد اخذت تبدو عليه علامات الغضب بشكل دائم . كتبت الدوقة في مذكراتها : " إنه لن يسامحني بعد اليوم . وفي كل يوم تزداد الهوة بيننا إتساعاً عميقاً. سوف يزداد كرهه لي وانتقامه مني . وعندما أفكر في المستقبل أرتجف ..." غير أنه لم يكن لهما في الحقيقو من مستقبل للحديث عنه أو التفكر فيه .

ذهبت المربية إلى باريس وحاولت أن تجد عملاً ، لكنها لم توفق . نظراً لأن الدوقة ارسلت وراءها من يحرض على عدم توظيفها . وراحت في تلك الفترة تتبادل الرسائل العاطفية المفعمة بالشوق والذكريات مع اطفال عائلة برازلين . وفي 26 توز ( يوليو ) قابلت المربية لفترة قصيرة إثنين من تلميذاتها مع والدهم في باريس . وخلال المقابلة أخبر الدوق المربية السابقة شيئاً عن الدوقة أفزع المربية وروّعها .غير أن أحداً لا يعرف ذلك الشيء بالضبط حتى اليوم .

إنها واحدة من الحلقات الغمضة في القضية . وهناك حلقة أخرى لم يتم كشف النقاب عنها بوضوح ، ولا تقل أهمية عن هذه ، هي اعتراف الابن البالغ عشر سنوات لأبيه حول " أشياء مخزية " . وقد فسر البعض ذلك الاعتراف بأن الأم قد أغوت على الأقل واحداً من أبنائها .

لم تقتنع الدوقة بطرد المربية ، بل راحت تلاحقها بهدف طردها خارج البلاد . كما أنها جعلت أحد أبنائها يصرح بأنه شاهد والده مع المربية في الفراش . وهنا انقلب الأب الكتوم البارد إلى مرجل يغلي وأخذ يخطط للتخلص من زوجته . لم يعد يفكر إلا بالإنتقام . صحب زوجته إلى أحد فنادق باريس ، وهناك عمل على إرخاء براغي قوائم سرير زوجته ومظلة السرير على أمل انهيار المظلة فوقها لتهشيم ضلوعها أو خنقها . وكان مع الزوجين أربعة من الأبناء .

وفي ليلة 17 آب ( أغسطس ) أوى كل من أفراد العائلة إلى جناحه في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف ، واطفأت الأنوار . وفي حوالي الساعة الرابعة والنصف مزقت هدوء فجر باريس صرخات بشرية مكتومة . ذلك أن الزوج انتظر ساعات دون أن يسمع صوت انهيار مظلة السرير ، فتسلل إلى حجرة زوجته حاملاً مسدساً وسكيناً حادة . وقد دلت العلامات والدلائل التي تم اكتشافها في اليوم التالي أن الزوج قد أطبق بإحدى يديه على فم زوجته ، وحاول حز عنقها باليد الثانية . غير أن السيدة برازلين إستيقظت قبل أن ينهي الزوج مهمته فأمسكت بالسكين وجرحت يدها . كما تبين أن الزوجين تعاركا طويلاً قبل أن ينجح الزوج بالقضاء عليها ، خاصة وأن الزوجة كانت ضخمة الجثة وقوية البنية . لقد وجدت الطاولات والمقاعد مقلوبة في الحجرة ، ووجدت طبعات يد وأصابع الزوجة الملطخة بالدماء على أكثر من حائط . وأخيراً استطاع الزوج أن يكوّم زوجته أمام أحد المقاعد بعد أن لجأ إلى استخدام حامل الشموع المعدني .

وفي صباح اليوم التالي الباكر حاول خدم الفندق اقتحام الحجرة التي كان يصدر عنها صوت العراك غير أنهم وجدوا الأبواب مقفلة . وكان الزوج أول من ظهر وسأل : " ماذا حدث ؟ " وبعد ذلك بلحظات فارقت الدوقة الحياة . وعندما حضر رجال الشرطة استطاعوا ، بعد الإستعانة بآثار المعركة ، وصف ما حدث بالتفصيل . كما أن رئيسهم قال : " هذا ليس فعل رجل محترف ، وإنما هو عمل سيد مهذب ". وكان الزوج قد ادعى أن القاتل مجرم اقتحم حجرة زوجته ، ربما بغرض السرقة .

لم يسغرق رجال الشرطة سوى وقت قصير للعثور على الأدلة التي تدينه الزوج . فقد وجدوا السكين الملطخ بالدماء مخبوءَة في حجرته . وفي الموقد وجدوا بقايا ملابس ملطخة بالدماء . كما وجدوا على يديه آثار خدوش وعض.

وما إن سمع الناس بأخبار الجريمة حتى سارعوا إلى التجمع خارج الفندق يطالبون بموت القاتل . وكانت حكومة لويس - فيليب تعاني من تذمر الشعب بعد فضيحة اختلاس وزيرين لأموال الدولة . وجاءت جريمة الدوقة هذه لتزيد من نقمة الناس على الحكم . وازداد غضب الناس وتحركهم خشية التساهل مع الدوق القاتل بسبب مركزه ونفوذه . ولذلك تشدد القضاة في محاكمة المتهم لإرضاء الناس ، وكان الجميع يتخوف من انتحار الجاني فتضيع فرصة إرضاء الناس بالحكم عليه بالإعدام . غير أن الدوق استطاع - برغم كل الاحتياطات التي اتخذت - ابتلاع عدة أقراص سامة ، وطوال الأيام الستة التي عاشها وهو يتعذب بعد تناول السم . ظل الدوق مصراً ، وهو مطبق الشفتين ،على عدم الإعتراف بذنبه.

بعد موت الدوق ، تحولت الأنظار إلى المربية ، حيث تم احتجازها واستجوابها طوال ثلاثة شهور . هل لها ضلع في الجريمة ؟ وهل كانت حقاً عشيقة الدوق ؟ هل حرضت الدوق وشجعته على قتل زوجته ؟ لقد نفت المربية كل التهم ، وتمت تبرئتها والإفراج عنها ، غير أن سمعتها تلوثت مما اضطرها إلى ممغادرة فرنسا في عام 1849 لتبدأ حياة جديدة في أمريكا . وهناك تزوجت هنري فليد ، وأصبحت مع زوجها من أعلام المجتمع الكنيسي في نيويورك . وفي عام 1875 توفيت عن عمر يناهز 63 عاماً.

لم يتعرض أحد لماضيها في فرنسا ، بعد أن صبغت حياتها في أمريكا بأعمال الكنيسة مع زوجها . وقد كتبت
"التي يشرف عليها زوجها مقالة عن فرنسا ختمتها بالقول : The Evanngelist مرة في الصحيفة "

مهما هزت الأحداث السياسية فرنسا وعصفت بها ، فإن لدى هذا البلد قيمة جوهرية تُبقي عليه بأحسن حال . هذه القيمة مستمدة من حرص الفرنسيين على سعادتهم العائلية .

DirghaM
09-03-2008, 09:12 AM
مؤامرة مدبّرة

http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif
مر رجل ، عند غروب يوم 30 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1946 ، قرب مقلع الطبشور في سوراي فرأى هناك شيئاً ظنه كومة من ملابس قديمة .اقترب ، بدافع الفضول ، من الكومة فلقي داخل الملابس جثة رجل في مقتبل العمر ، حول عنقه حبل ، ولماّ فحص الخبراء الجثة بدا الأمر كأنه عملية انتحار غير أن حذاء الضحية كان نظيفاً بعكس ثيابه الملطخة بالطبشور والوحل ن فاستنتجوا أن القتيل نُقِل إلى هناك تخلصاً من الجثة .

ووجد رجال الشرطة في جيب القتيل بطاقة تحمل اسم جون ماكين مودي ، العمر 35 . ثم تبينوا أن مودي كان يعمل في فندق على بعد 12 ميلاً من مقلع الطبشور . كما تبينوا أنه كان حسن السيرة ، محبوباً من الجميع ، وليس له أعداء . بيد أن التحقيقات المضنية قادت الشرطة إلى اكتشاف مؤامرة تم تدبيرها في لندن من قبل ثلاثة أفراد : الأول لوران جون سميث ، ويعمل نجاراً . والثاني جون وليام باكنغهام ، ويعمل في مكتب لتأجير السيارات . أما الثالث فكان شخصية مرموقة ، يدعى طوماس جون لاي ، وكان رجلاً بديناً ، سبق أن شغل منصب وزير العدل في نيوزيلانده.

كان الخيط الذي قاد إلى القبض على الثلاثة ، رقم سيارة سميث التي رآها أحد الشهود تحوم حول مقلع الطبشور قبل يوم من العثور على جثة مودي . استنتج رجال الشرطة أن الجناة كانوا يبحثون عن مكان يلقون فيه الجثة بعد ارتكاب جريمتهم ، وقد صدق ظنهم ، فقبضوا على الجناة واحداً تلو الآخر .

وفي المحكمة تبين أن الجريمة كانت بدافع الغيرة العمياء . فقد كان الوزير السابق على علاقة عاطفية بالأرملة السيدة ماجي بروك . وكانت علاقتهما علنية ، غير أن السيد لاي أُصيب مؤخراً بالعنة ( العجز الجنسي ) . ومع ذلك ظل حبه للأرملة قوياً ، وأخذت غيرته عليها تزداد يوماً بعد يوم . وقد اتهمها مؤخراً بإقامة علاقات غرامية مع ثلاثة شبان أحدهم جان مودي .

كان مودي بريئاً من ظنون لاي ، لكن الأخير شاهده يتحدث مع السيدة بروك حديثاً عابراً أكثر من مرة فلعبت به الظنون ، واشتعلت غيرته حتى وصلت إلى أوجها في تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1946 . في ذلك الوقت اتصل بالنجار سميث ، وباكنغهام الذي قيل أنه كتوم ويحفظ السر . طلب من الرجلين أن يخطفا مودي " لأنه يبتزّ إحدى قريباته " ، ويحضراه إلى منزله في " بيوفورت جاردنز " ، وأعطى كلاً منهما نقوداً تزيد على راتب شهر مما يتقاضياه .

أخذ الرجلان يفكران بطريقة سليمة لاستدراج مودي إلى بيوفورت جاردنز ، فوضعا في طريقه امرأة دعته إلى قضاء ليلة في شقتها المزعومة . ذهب مودي مع المرأة ، التي كانت تُدعى ليليان بروس ، في سيارة كان يقودها ابن باكنغهام . وكان الرجلان قد وصلا إلى بيوفورت جاردنز قبل وصول مودي ، حيث كان لاي ينتظر ضحيته . وعندما وصلت السيارة إلى المنزل دخل مودي من الباب الخلفي ، واختفت بروس مع السائق تاركين الضحية يواجه مصيره المشؤوم .

وفي مساء يوم 28 تشرين الثاني ( نوفمبر ) تم تنفيد المؤامرة حسب الخطة المرسومة . قال باكنغهام : إنه إنصرف بعد شد وثاق مودي حيث إن دوره لم يتعد تلك المهمة وقال : إن لاي أعطاه قبل أن يسنصرف 200 جنيه . أما سميث فقد تلكأ فبقي هناك لمدة 10 دقائق بعد إنصراف باكنغهام . ولذلك وجهت تهمة القتل إليه وإلى لاي وقد أنكر الإثنان التهمة في المحكمة . قال سميث إنه عندما إنصرف كان مودي ما يزال حيا غير أنه لم يقدم تفسيراً لتأخره 10 دقائق بعد إنصراف باكنغهام كما أن بعض ما تفوّه به في المحكمة دل على أنهه كان يعرف مصير مودي لقد تم تغطيت رأس مودي ببطانية أثناء عملية شد وثاقه وعندما صرخ مودي : " إنكم تكتمون نفسي " ، أجابه سميث : " إنك تتنفس آخر أنفاسك ! " . ولما سأل المدعي العام سميث : " هل قلت له إنك تتنفس آخر أنفاسك ؟ " ، رد سميث : " كنت أمزح " ، وعندما سأله المدعي العام :" وهل تعتقد أن الموقف كان يحتمل المزاح والدعابة ؟!" ، أجابه :" لا . إنما كنت أقصد إخافته " .

أثناء المحاكمة تقدم شاهد من أصحاب السوابق يدعي كروكشانك وأفاد بأنه مرّ بمنزل لاي ليلة الحادث فوجد رجلاً مقيداً بالحبال ومشدوداً حول عنقه حبل مربوط إلى الكرسي التي يجلس عليها الرجل . يقول كروكشانك : إنه فزع لما رأى وخرج مسرعاً فتعثر بالحبل ، فهل تم موت مودي اختناقاً بالصدفة ؟ أن لاي استأجر كروكشانك ليقول ما قاله بعد أن وعده بمبلغ من المال ؟

لا أحد يعرف الحقيقة بالضبظ ، ذلك أن لاي ظل كسميث على إنكاره ارتكاب الجريمة ، لقد استغرقت المحاكمة 4 أيام وبعد ساعة من المداولة توصل المحلفون إلى إدانة سميث ولاي وصدر الحكم عليهما بالإعدام شنقاً ، بيد أنه تم قبل موعد تنفيد الحكم بـ 3 أيام إخضاع لاي للفحص الطبي حيث تبين أن غيرته لم تكن طبيعية وأنه مصاب بخلل عقلي ، فنقلوه إلى مصحة عقلية حيث لم يطل به العمر ، وتوفي في 24 تموز ( يوليو ) 1947 بعد إصابته بنزيف في الدماغ .

كما تم تخفيض الحكم على سميث إلى السجن المؤبد بحجة انه من غير المعقول ترك المدبر الحقيقي للجريمة وإعدام مساعده . وهكذا تم اللجوء إلى استعمال الرأفة في هذه الجريمة البشعة التي تمت بدافع الغيرة العمياء ، من جهة ، وطمعاً بمكافأة مالية لم تتجاوز 200 جنيه ، من جهة ثانية .

DirghaM
09-03-2008, 09:14 AM
سوف أقتله
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif

كانت كيتي بايرون عام 1902 في الثالثة والعشرين من العمر عندما طعنت عشيقها آرثر بيكر، بسكين حادة أمام مكتب البريد في لندن وقتله. كانت الطعنة الأولى في ظهره و الثانية ـ القاتلةـ في صدره .وتمت الحادثة في وضح النهارأمام العديد من الشهود .وبعد مقتل آرثر تكومت كيتي فوقه تنتحب و تناديه.وقالت في المحكمة أنها لم تخطط لقتله،وكانت عندما طعنته في فورة غضب،ولكنها اتهمت بالقتل العمد وكان عقاب القتل يومها الشنق .


قبل الحادثة المشؤومة كانت كيتي تعيش مع آرثر في غرفة مستأجرة في أحد أحياء لندن . وكان بيكر رجلاً متزوجاً يعمل في البورصة ، وقد ادعى عند استأجار الغرفة أنه متزوج من كيتي . وكان يدمن شرب الخمر ، وكثيلراً ما يضرب كيتي ، بل وكاد ذات مرة ان يخنقها . وكانت كيتي تتحمل ذلك منه وتدافع عنه أمام صاحبة الدار ، ولم تكن هي من جانبها تقرب الخمر .


وفي ليلة السابع من تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1902 ن سمعت صاحبة الدار صُراخاً وجلبة ، فصعدت إلى الغرفة المؤجرة ووجدت الثياب مبعثر في كل مكان والغرفة في حالة مزرية من الفوضى ، فدافعت كيتي كعادتها عن بيكر المخمور وقالت إنهما كانا يلهوان وأن لاشيء يستحق غضبها . لكن بعد مغادرة السيدة سرعان ما عاد الشجار إلى الغرفة واستمر إلى الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل مما دعا صااحبة الدار إلى العودة لإصلاح ذات البين . وعندما صعدت إلى الدور العلوي وجدت كيتي جالسة في الممر ترتجف وعلامات الخوف بادية على وجهها ، لكنها قالت للسيدة أنه ليس هناك شيء يستدعي تدخلها . وفي اليوم التالي طلبت السيدة منهما إخلاء الغرفة . وقد أعقب ذلك عدة أيام من الهدوء .


ذات عينين سوداوين تائهتين تجولان بذهول في أركان قاعة المحكمة . وكان اسمها الحقيقي إيما بايرون . وقد شهد في قضيتها نحو 20 شاهداً . وعندما أشار أحد الأطباء إلى جسده ليحدد مكان الطعنة القاتلة صدرت عنها صرخة عويل أثارت فضول الجمهور . ولقد حاول الدفاع جهده تبرئتها واستدار عطف المحلفين على قضيتها . كما أن القاضي قال بأنه لو ترك الحكم لمشاعره لكان ألغى القضية منذ البداية ، لكنه لا يستطيع ان ينكر أن هناك رجلاً قد قتل مطعونا بيد المتهمة . وبعد 10 دقائق من المداولة صدر الحكم بالإدانة بتهمة القتل مع توصية قوية بالرأفة . أما كيتي فقد قالت : إنها بريئة من تهمة القتل العمد . لكن كل ذلك لم يكن ليجنبها حبل المشنقة .


غير أن موجات متتابعة من العطف الجماهيري حالت دون تنفيذ العقوبة بكيتي ، ذلك أنه في يوم واحد جُمع نحو 15 ألف توقيع يطالب أصحابها بتخفيف الحكم . كما أنه تم جمع 3 آلاف توقيع من العاملين بالبورصة يطالب أصحابها بالشيء نفسه . وهكذا تم تخفيض الحكم إلى الأشغال الشاقة مدى الحياة . وفي عام 1907 تم تخفيض المدة ، ثم أفرج عنها في العام التالي مباشرة .

DirghaM
09-03-2008, 09:16 AM
زوجة الشيطان
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif


نهاية العام 1935 ، شهد أشهر محاكمات التريخ الفرنسي ، وأهمية هذا الحدث أن المتهم الأول في القضية كان ابن النائب العام .


غصّت أرجاء المحكمة بشكلٍ كثيف من قبل الحضور الذين وفدوا بالآلاف من مختلف المدن والقرى الفرنسية بجانب التواجد الكثيف لأهالي المتهم والمجني عليها .


بداية ما جرى ، إعلانين تجاريين في إحدى الصحف الفرنسية :


" شابة من عائلة ميسورة الحال ، تطلب الزواج من فتى جيِّد المظهر والخلق وذا مركز مرموق أو من ملاّك الأراضي " التوقيع : جورجيت .


" شاب ينحدر من عائلة جيّدة ، يملك ثروة لا بأس بها ، يطلب الزواج من فتاة لتسكن معه في الريف " التوقيع : ميشال .


الفتاة قروية من مقاطعة نوايون تنحدر من أسرة غنية تملك مهراً كافياً لإغراء كل طالبي الزواج ، لكن حظها كان عاثراً منذ بلغت الرابعة من عمرها حيث تعرّضت لحادث سقوط على رأسها أدّى ذلك إلى كسرٍ في الجمجمة وشللٍ في الجانب الأيمن من جسدها مما جعل نطقها عسيراً .


كبرت وهي تتحمل آثار سقطتها هذه ونَمَت في جوٍّ من الكآبة والحزن على وضعها الصحي الصعب .
وحين بلوغها السن التاسعة عشر خطرت لها فكرة الإعلان عن رغبتها في الزواج .


إلتقط ميشال ، وكان الإبن البكر لأحد القضاة ، الإعلان ، وتبادل مع جورجيت الرسائل .


9 أيلول 1933 ، زار العشيق عشيقته في مزرعتها . وجمعت مصيبة كل واحدٍ منهما الآخر ، فهي مصابة بالشلل الجزئي وهو عبارة عن مجموعة متنافرة في الشكل والمنطق :


وجه ميشال يبعث على الإستغراب : كان وجه عصفور وذقن مطبوعة ، وعينان زرقاوان وأذنان كبيرتان واسعتان ، وفم واسع . أما أسلوب كلامه فكان منفراً أيضاً كمن يعيش في هلوسة دائمة لا يعرف متى يضحك ومتى يتأثّر ويتكلّم حتى أن كلامه ومغازلته لجورجيت لم يكن منسقاً إطلاقاً .


بسرعة البرق تمَّ التعارف بينهما وبين أسرتيهما واتفقا أخيراً على الزواج رغم أن كل منهما لم يكن ليجد في الآخر ضالته ، لكن كان لكل واحد منهما هدفه ورغبته .


فهي رأت في مزرعته في مقاطعة لوريان وثراء أهله خصوصاً كون والده أحد أهم قضاة المقاطعة ما يغطي على شخصية ميشال النافرة .
وهو رأى في زواجه من جورجيت رغم عاهتها الدائمة ثأراً لعدم توفيقه بالزواج في مسقط رأسه بريتانيا حيث لم توافق ولا فتاة على الزواج به .


10 تشرين الأول 1933 تمّ عقد القران بين ميشال و جورجيت في جوّ عائلي وأرستقراطي أخّاذ .
وفي 8 أيّار 1934 تلقَّت عائلة جورجيت البرقية التالية :


" جورجيت ضحية حادثة خطيرة ، في غياب ميشال . نشاطركم أحزانكم وقلوبنا معكم " .
ثم راحت البرقيات تتوالى على عائلة جورجيت :
" هوجمت جورجيت من قبل أحد اللصوص بسلاح ناري ، ألمنا لا حدود له "
" توفيت جورجيت دون ألم . بانتظاركم ".


وكانت البرقيات الثلاثة بتوقيع النائب العام .


ساد الحزن والكآبة عائلة جورجيت ، فوالدها أخذ يفتل شاربه الغليظ وعيناه غارقتان بالدموع وكذلك والدتها في حيرة من أمرها ، أما أختها والتي تصغرها بسنتين فأضحت حائرة وسط الحزن الذي بلغها . فرسائل جورجيت لها كانت كلها تتسم بالخيبة من هذا الزواج .


عزيزتي الصغيرة ماري :


" تصوّري أن ميشال هو شرير كبير ، إنه يضربني باستمرار ، إنه يخيفني دائماً بعد أن يجلدني ، تصوّري يعود إلى التودُّد إليّ ، يضحك وهو ينظر إلى ألمي ووجعي وبعدها يعود إلى ضربي مجدداً .
لقد أراد أن يشعل النار في سريري وأنا نائمة ، إنه مؤذٍ ليس فقط لي لكن أيضاً للحيوانات فهو يضربها بقوة .
هدَّدني أكثر من مرة بالقتل ، وفي جسدي الكثير من البقع الزرقاء من جراء تعذيبه لي .
من فترة أشعل ذنب القطة المحبّبة لديّ ، ليشعرني أن مصيري سيكون كقطتي المسكينة ".


أخذت ماري تقلب رسائل جورجيت حتى وصلت إلى آخر رسالة وفيها أن زوجها هدَّدها من جديد بأنه سيتخلّص منها بواسطة البندقية ( لأنه سيكون بذلك أكثر وثوقاً من النتيجة ).


راحت ماري تصرخ : إنه هو .. هو الذي قتلها إنه زوجها ميشال.
لم تخطئ الصغيرة ماري . وهم أيضاً لم ينخدعوا هناك في بريتانيا . الكل أشار إلى ميشال .
إنه المجنون القاتل .. الشيطان قتل زوجته .


حدس الشرطة والمحققين كان مطابقاً لشكوك كل أهالي بريتانيا وأهل جورجيت في اتهام ميشال بجريمة القتل .


خصوصاً وثيقة التأمين ضد الحوادث الذي أجراه الزوج قبل شهر من الجريمة وسلاح الجريمة وآثار دماء تمتد من غرفة نوم جورجيت إلى غرفة الهاتف .


فتحت الشرطة والمحقِّقون ملف حياة ميشال فوجدوا فيه الشاب الفاسد الحاقد : كان يقتل الحيوانات التي يصادفها دون رحمة أو مشقة بالبندقية التي أهدته إياها أمه ذات يوم تارة ، ويخنقها تارة أخرى ، وكان يعكر السواقي بمادة الأستيلين ويصب الدبق في الكثبان .


وهكذا تمَّت حلقات المأساة التي جمعت فتى فاسداً إلى فتاة مشوَّهة وكأن الشيطان هو الذي زوَّجهما .
في الثامن من أيّار كان يوم عيد في غيدل حيث يسكن الزوجان ، فالسكان ذهبوا للتنزه وكذلك أخذ الخدم إجازتهم لمناسبة العيد .


فجأة اندلع حريق في منزلهما وهرعت جورجيت للاتصال هاتفياً لطلب الإستغاثة ، حينها انطلقت ست رصاصات بينما كانت عاملة الهاتف ترد على نداء الإستغاثة .


سار القاتل في جنازة القتيلة ووقف على رأس المعزين وبجانبه والده النائب العام ونجح في إظهار الأسى واللوعة على فقدان زوجته متوعِّداً الجاني بأشد العقوبات .


أجمع المحققون على توجيه الإتهام لميشال بتهمة قتل زوجته لكن والده كان غير مصدق .." مُحال .. أن يكون ولدي هو الفاعل .. لقد تناقشت بالأمس معه طويلاً بالحادث وأقنعني غضبه وأسفه لغياب زوجته بأنه طبعاً بريء من هذه الفعلة الشنيعة ".


" ومع ذلك فالأدلة كلها واضحة وموجودة " - أجابه أحد المحقِّقين :


في اليوم الثالث من التحقيق مع ميشال انهار واعترف بكل شيء.


في المحكمة استدعى والده القاضي ووالدته لسماع شهادتيهما حول حياة ميشال الخاصة منذ طفولته وحتى زواجه فأجمعا على مرضه النفسي " كان يجب أن يدخل مصحة الأمراض العقلية "، قال والده ، بينما وقفت والدته أمام قوس المحكمة موجِّهة كلامها إلى ابنها .. " أما أنت يا حبيبي فأطلب منك العفو لأنني ولدتك ".


شهادة الأطباء ركَّزت على مرض ميشال العقلي والنفسي ، كان مصاباً بانهيار سويداوي ،قال أحدهم . أما الآخر فاعتبره متفسّخاً أخلاقياً ، وأنه لم يلق العناية الكافية من قبل أهله .


احتجاجات وهمهمات وصراخ من قِبَل الجمهور المحتشد في قاعة المحكمة ردًّا على محاولة الدفاع عن المتهم بتصوير الجريمة كلها على أنها بدون إصرار وتصميم من قِبَل القاتل بل إن الموضوع لا يتعدَّى مرضًا نفسيًا وعقليًا يصيب الجاني ليدفعه إلى فعل ما فعل وأن المال أُعطيَ المقام الأول في هذا الزواج الذي لا معنى له .


لا شك أنهم أخطؤوا بتزويجهما . والزواج ليس علاجًا في مثل هذه الحالة ، أضاف أحد الخبراء - الشهود .


انتهت جلسات المحكمة بإصدار الحكم : عشرون سنة سجناً مع الأشغال الشاقة .


لا شك أن المحلّفين أخذوا بعين الإعتبار المسؤولية المنخفضة جدًا لهذا الغلام المخرِّب ، لكنهم لم ينسوا المظهر الآخر للمأساة السادية : المظهر النفعي الكثير البشاعة .

DirghaM
09-03-2008, 09:17 AM
مجرم محترف
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif


ولد الدكتور هاولي هارفي كريبن في ميتشيغان ، وجاء في عام 1900 ليعيش مع زوجته بيل إلمور في إنكلترا . كانت الزوجة مغنية أوبرا سابقة ، حسنة المظهر ، ومتسلطة ،بينما كان الزوج صغير الحجم ، أصلعًا ، وحاد الطبع .


سكن الزوجان في شمال لندن حتى مطلع العام 1910 حين اختفت الزوجة فجأة . قال الزوج لأصدقائه في بداية الأمر : أن بيل سافرت إلى أمريكا وهناك فاجأها مرض أودى بحياتها . ثم غير إفادته أمام رجال الشرطة وقال : بأنها هربت مع عشيقها . ولما أخذ رجال الشرطة يضيقون الخناق عليه ، ويفتشون منزله بين فترة وأخرى صمم على مغادرة إنكلترا مع سكرتيرته وعشيقته إيثل لي نيف .


حصل كريبن على جواز سفر مزوَّر باسم جون روبنسون ، وألبس إيثل ملابس الفتيان بعد أ، قص شعرها وحمَّلها جواز سفر بصفتها ابنه ماستر روبنسون .


توجه الإثنان بحرًا إلى كندا ، وبعد رحيلهما بساعات تم تفتيش منزلهما حيث تم العثور على لحم دون عظم مدفون تحت بلاط إحدىحجرات المنزل . عممت الشرطة اسم المشبوه وأوصافه على جميع مراكز الحدود . وفي هذه الأثناء كان قبطان السفينة التي سافرا على متنها قد بدأ يشك بحقيقة الأب وابنه ، خاصة بعد أن لاحظ أن الأب يمسك بيد ابنه ويضغطها بطريقة " غير مألوفة " بين الذكرين . وسرعان ما تعرف القبطان على هوية كريبن وعشيقته بيل ، فأبرق إلى سكوتلانديارد التي أرسلت زورقاً سريعًا لَحِق بالسفينة ، وأُلقيَ القبض على العاشقين الهاربين ، وأعيدا إلى إنكلترا في 31 تموز ( يوليو ) عام 1910 .


وفي 18 تشرين الأول ( أكتوبر ) بدأت محاكمته فقال في بداية الأمر أنه غير آسف على شيء ، ولكنه أصر على براءته من التهمة الموجهة إليه . وقال : بأن زوجته أخبرته قبل اختفائها بيوم أنها ستتركه وتذهب لتعيش مع عشيقها بروس ميلر ، وأنها طلبت منه " تغطية الفضيحة بأفضل طريقة يراها ". ولذلك قال : أنها ذهبت إلى أمريكا وتوفيت هناك . ثم قال : أنه هرب بعد أن اضطر إلى الكذب لتغطية الفضيحة ، وأخيرًا قال : ما هو دافعي لقتلها ، إني أحيى حياة سعيدة مع إيثل . لكن كريبن نسي موضوع اللحم الذي وجد تحت بلاط الحجرة . وعندما سئل عن ذلك قال : بأنه ربما كان مدفوناً هناك منذ فترة طويلة قبل قدومه إلى المنزل . وقال : بأن الطين الذي كان يغطي كتلة اللحم ربما حفظها من التلف طوال تلك المدة . وقد صادق الأطباء على أقواله ، وكاد يفلت من حبل المشنقة .


غير أنه بمزيد من الفحص والتدقيق وجد الأطباء علامات دلت على أن كتلة اللحم المدفونة تحت بلاط الحجرة كانت ، دون ريب ، للزوجة المختفية بيل . ذلك أنهم وجدوا شعرًا أشقرًا مثل شعر بيل . ثم وجدوا قطعة من جدار البطن وفيها آثار عملية جراحية ، وكانت بيل قد أُجريت لها عملية جراحية قبل عدة سنوات . وهكذا أُدين كريبن وحكم عليه بالإعدام شنقاً ، حيث تم تنفيذ الحكم فيه يوم 23 تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1910 .

DirghaM
09-03-2008, 09:19 AM
زوجة آكل الزرنيخ
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/91/91696.gif


في عام 1884 شهدت محكمة ليفربول جريمة قتل ، شاركت فيها امرأتان بتسميم وزج إحداهن بالزرنيخ المستخلص من ورق قتل الذباب . وقد اعترفت السيدتان بجريمتهما ، غير أن القضية مرت بدون ضجة ربما لأن الجانيتين كانتا من الطبقة الفقيرة . وبعد خمس سنوات شهدت ليفربول جريمة مماثلة ، يبد أنها هزّت ، هذه المرة ، الرأي العام وشغلت الصحف فرة طويلة . وكانت ، بغموضها ، مثارًا للجدل خاصة أنها جمعت إلى مسألة الزرنيخ تهمة الزنا . كما أن القضية ظلت حية في أذهان الناس بعد انقضاء 30 سنة على وقوعها ، حيث أشار الكاتب جيمس جويس عام 1922 إلى الحادثة في روايته المشهورة " عوليس " التي بدأ إحدى فقراتها بقوله : " خذ السيدة مايبريك التي سممت زوجها بوضع الزرنيخ المستخلص من ورق قتل الذباب في شايه ... " ولكن ، هل فعلت السيدة مايبريك ذلك حقاً ؟


ولدت فلورنس إليزابيث تشاندلر ، التي أصبحت تعرف بعد زواجها بالسيدة مايبريك ، في ألاباما ، وتلقت تعليمها في أروبا . وفي عام 1881 تزوجت الثري البريطاني جيمس مايبريك . كانت هي في 18 من العمر ، وكان هو في 42 . وبعد ثلاث سنوات كانت السيدة مايبريك قد أنجبت طفلين ، ولدًا وبنتاً ، وكانت تعيش مع زوجها في ليفربول عيشة هانئة حتى العام 1887 حين اكتشفت أن لزوجها خليلة يتردد عليها في ليفربول . وعلمت الزوجة أن لزوجها خمسة أطفال من تلك المرأة ، اثنان منهم وُلِدَا بعد زواجهما.


ومن الطبيعي أن تفتر العلاقة بين الزوجين ، حيث أخذ كل منهما ينام بعيدًا عن الآخر . وفي حين استمر الزوج يتردد على عشيقته ، أخذت الزوجة تخونه مع أحد أصدقائه الشبان ، ألفرد بريرلي .


كان الزوج ، كعادة الكثير غيره في ذلك الوقت ، يتناول مع طعامه شيئاً من مادة الزرنيخ السامة باعتبارها مادة منشطة ومثيرة للشهوة الجنسية . ولقد كان رجال العهد الفكتوري أكثر فروسية منا اليوم ! وكان السيد مايبريك مغرمًا جدًا بتناول الزرنيخ ، ربما أكثر من أي شخص آخر في زمانه . قال ذات مرة عنه لأحد أصدقائه : " إنه اللحم والشراب بالنسبة لي . والأطباء يعذبونني لأنهم لا يصفونه لي باستمرار ، وإنما بين الحين والحين " . كما قال مرة أخرى أمام أحد معارفه ، وقد رآه يضيف إلى طعامه مسحوق الزرنيخ :" سوف ترتعب إن قلت لك ما هذا . إنه زرنيخ . كلنا يتناول بعض السم في طعامه ، غير أن الزرنيخ الذي أتناوله الآن كافٍ لقتلك " .


كانت الزوجة تعلم بإدمان زوجها على تناول الزرنيخ وتعاطي الأدوية والمقويات ، وقد ذكرت ذلك في عام 1889 أمام أحد أطباء العائلة . وفي ذلك العام ذهبت في شهر آذار ( مارس ) لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في لندن مع عشيقها بريرلي مما أثار شكوك الزوج وغيرته . وبعد عودتها إلى البيت حدثت مشاجرة عنيفة بين الزوجين لجأ فيها الزوج إلى ضرب زوجته . ولما حضر الطبيب في اليوم التالي لعلاج عين الزوجة المتورمة أخبرته الأخيرة بأنها ستسعى إلى الإنفصال عن زوجها .


استمر الشجار بين الزوجين طوال شهر نيسان ( أبريل ) ، وفي نهاية الشهر كانت الزوجة قد عزمت على أمر ما ، فذهبت إلى أحد الصيادلةالمحليين واشترت منه 12 ورقة مصمغة بالزرنيخ لقتل الذباب . بعد ذلك نقعت الزوجة أوراق الزرنيخ في الماء وتركتها في حجرة نومها على مرأى من الخدم .


في 25 نيسان ( أبريل ) كتب جيمس مايبريك وصية جديدة ترك بموجبها كل ثروته لأولاده ، وحرم زوجته فلورنس من الحصول على أي شيء . وفي 28 من الشهر نفسه وقع الزوج فريسة المرض بعد تناوله طعامًا أعدته زوجته فأخذ يسترجع ما أكله ويحس بدوخة وغثيان وبتشنج في قدميه . لكنه تعافى في اليوم التالي وأخذت صحته تعود إلى حالتها الطبيعية . وفي الأسبوع التالي قصدت الزوجة صيدليًا آخر ، وابتاعت منه 24 ورقة لقتل الذباب .


وفي يوم 7 أيار ( مايو) انهارت صحة مايبريك من جديد ، وأخذ يقيء كل ما يدخل جوفه . لم يكن الخدم يحبون السيدة مايبريك . وكذلك الحال بالنسبة لعائلةالسيد مايبريك . كما أن قصة تسميم المرأتين لزوج إحداهما لم تكن قد نُسيت في لفربول . ولذلك بدأ الخدم يراقبون تصرفات السيدة مايبريك بعد أن شكّوا في سلوكها . بل وصرحت مربية الأولاد لإحدى صديقاتها بأن السيدة مايبريك تقوم بتسميم زوجها . ولكن ، هل كان لك صحيحًا ؟!


في تمام الساعة الثامنة وأربعين دقيقة من مساء يوم السبت الموافق 11 أيار (مايو) فارق جيمس مايبريك الحياة . وقد اتهم شقيقاه ومعهما الخدم الزوجة بقتله ، فتم القبض عليها تمهيدًا لتقديمها إلى المحاكمة .


وجد الأطباء زرنيخاً في الطعام ، وكذلك في معدة الضحية . وأفاد الخدم بأنهم سمعوا السيد مايبريك يقول لزوجته قبل وفاته :" لا تعطيني الدواء الخطأ مرة ثانية "، فترد عليه السيدة مايبريك بقولها :" ماذا تقول ؟ لم أقدم لك الدواء الخطأ أبدًا".


وفي يوم الأربعاء الموافق 31 تموز (يوليو) 1889 بدأت محاكمة السيدة مايبريك وسط اهتمام شعبي وإعلامي منقطع النظير ، وكانت الصحف والجماهير قد حكمت مسبقاً بإدانتها . غير أن المتهمة ظلت تصر على أنها بريئة .


سرد المدعي العام أدلة الإتهام باختصار ووضوح : الموعد الغرامي مع العشيق في لندن ، فالشجار ، فشراء أوراق قتل الذباب المشبع بالزرنيخ ، فوجود مادة الزرنيخ في الطعام وفي معدة القتيل ، علاوة على وجود آثار للزرنيخ في جيب روب الزوجة وفي منديل مبلل . وأخيراً العثور على رسالة من الزوجة لعشيقها في لندن تخبره فيها أن زوجها على وشك أن يموت .


بيد أن محامي الدفاع السيد تشارلز راسل كان بارعًا في دفاعه بحيث قدم تفسيراً لكل الأدلة التي ذكرها المدعي العام . فنقيع أوراق قتل الذباب كان لإعداد محلول مخفف من الزرنيخ لعلاج تجعيد البشرة ، ودليل ذلك وجود المنديل المبلل وآثار الزرنيخ في جيب الروب . كما أن السيدة مايبريك ابتاعت أوراق قتل الذباب بصورة علنية وتركت النقيع في غرفتها أمام أعين الخدم ، فلو كانت تعزم قتل زوجها هل كانت تفعل ذلك بهذه الصورة العلنية ؟! أما الزرنيخ الذي وجد في الطعام وفي معدة الميت فليس سرًا أن السيد مايبريك كان يتناول الزرنيخ في طعامه ، وتقول الزوجة أن زوجها كان يلح عليها لتعطيه الزرنيخ مع الطعام الذي كانت تقدمه إليه . وأما قولها في الرسالة أن زوجها على وشك أن يموت فتعبير شائع في جنوب بريطانيا ، ولا تعني أنها كانت تعلم بأنه سيموت حقاً . وأخيرًا جاء الدليل الحاسم على براءة الزوجة من شهادة الطبيب الشرعي الذي أفاد أن كمية الزرنيخ التي وجدت في معدة المتوفى كانت قليلة جدًا . كما أن الزوجة قالت في المحكمة أنها صارحت زوجها قبل وفاته " بعلاقتي الآثمة بصديقه ، وطلبت منه أن يسامحني ففعل " . وقد أغمي عليها أثناء الإدلاء بشهادتها مما جعل الجمهور والمحلفين يتعاطفون معها . كما أن الجميع أصبح على قناعة بأن موت الزوج متسممًا بالزرنيخ كان بعلمه وبناء على طلبه وإلحاحه .


ولكن ، لعجب الجميع ودهشتهم ، رأى المحلفون أن المتهمة مذنبة ، وصدر الحكم عليها بالإعدام . غير أن الجمهور اعترض على هذا الحكم ، فأخذت رسائل الاحتجاج تكتب ، وأُثيرت المسألة أمام نواب الشعب في البرلمان ، وتلقت المتهمة داخل سجنها عدة رسائل يعرض أصحابها استعدادهم الاقتران بها ، لإيمانهم ببراءتها . كل ذلك جعل وزارة الداخلية ترضخ للضغوط الشعبية ، وتخفف الحكم على المتهمة إلى السجن المؤبد .


مكثت فلورني مايبريك 15 سنة في السجن ، كانت خلالها مثال السجينة الحسنة السلوك مما ساعد في الإفراج عنها في عام 1904 . وقد عادت بعد إطلاق سراحها إلى الولايات المتحدة حيث أخذت تحاضر حول ضرورة إصلاح قانون العقوبات . وكانت تشير باستمرار في كل أحاديثها إلى براءتها مما نسب إليها ، قائلة : " أقسم أمامكم أنني بريئة مما اتهمت به " . بعد ذلك اعتزلت الناس ، وعاشت حياتها الخاصة مستعينة بأموال أصدقائها المحسنين . وفي عام 1941 توفيت في ساوث كنت بولاية كونكتيكوت عن عمر يناهز السادسة والسبعين .


هل كانت مذنبة أم بريئة ؟؟ لا أحد يعرف إلا الله جلّ جلاله ، ثم هيَ .

DirghaM
03-11-2010, 05:29 PM
للرفع

<كنتُ أتمنى تتمة نسخ هذا الكتاب المثير