المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــــولاء والبــــراء



راضي
02-28-2008, 07:03 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :

إن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة، وشرط من شروط الإيمان، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون.

ومعنى :

الولاء : هو حب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم :hearts:.

البراء : هو بغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق.

فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته. وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان، قال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ [التوبة:71].

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: { من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان } [أخرجه أبو دا ود].

ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها:

أولا : أنها جزء من معنى الشهادة وهي قول: "لا إله" من "لا إله إلا الله" فإن معناها البراء من كل ما يعبد من دون الله.

ثانيا : أنها شرط في الإيمان كما قال تعالى: تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ، وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [المائدة:80-81].

ثالثا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله ( ص ) : { أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله }.

يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله: فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

رابعا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه أنه قال ( ص ) : { ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار } [متفق عليه].

خامسا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10].

سادسا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله فإنما، تنال ولاية الله بذلك.

سابعا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى: وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة:51].

ثامنا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها.

يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله : فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يواد إلا لله، ولا يعادى إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله.

ومن صور موالاة الكفار أمــــور شتى منها :

1- التشبــه بهم في اللبس والكلام.

2- الإقامــة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين.

3- السفــر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس.

4- اتخاذهم بطانـة ومستشاريـن.

5- التأريخ بتاريخهم خصوصـــا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي.

6- التسمي بأسمــائهم.

7- مشاركتهم في أعيــادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها.

8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد.

9- الإستغفار لهم والترحم عليهم.

قال أبو الوفاء بن عقيل : إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري - عليهما لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرا، وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب.

وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، وليتجنب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم. وعلى المسلم أن يفطن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بغضهم وعدم محبتهم. ويتعين علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر. ومن برهم لتقبل دعوتنا: الرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكسوة عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، والدعاء لهم بالهداية. وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جبلوا عليه من بغضنا، وتكذيب نبينا محمد .

اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك والسير على هداهما، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ايمان نور
03-08-2008, 08:33 PM
اللهم اجعلنا نوالى من واليت ونعادى من عاديت
رفعك الله فى أعلى عليين أخـــــــــــى راضى
وفقك الله وأسعدك فى الدارين

صهيب
03-08-2008, 09:06 PM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا وبارك فيك

http://www.alsonaa.com/up/uploads/b9e7121713.gif

راضي
03-11-2008, 12:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


http://img354.imageshack.us/img354/9744/rdd44ql5yv0.gif


ايمان نور
صهيب


:hearts:

http://www.moveed.com/data/media/7/Image5.jpg

ناصر الشريعة
03-11-2008, 02:06 PM
جزاك الله خيرا :


2- الإقامــة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين.

3- السفــر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس.
عد هذين في صور الموالاة ليس على إطلاقه ، فوجوب الهجرة عليهم مشروط بعدم القدرة على إقامة دينهم وعدم السلامة من الفتنة في الدين ، فيكون مستحبا لا واجبا إذا انتفى هذا الشرط .
والسفر في بلاد الله قاطبة غير ممنوع ولو كان بقصد النزهة ومتعة النفس فهذه من المباحات ، ولا يمنع منها إلا إذا كان هناك وصف إضافي يقتضي التحريم كالسفر لأجل اقتراف المعاصي والآثام أو لما يترتب عليه من إضرار بالأسرة والعيال وغير ذلك من المفاسد .

ولا شك أن هناك صور كثيرة لهاتين المسألتين تختلف في الجواز والحرمة فينبغي أن تقيد بقيود واضحة خروجا من الإجمال والاشتباه .

راضي
03-11-2008, 06:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://www4.0zz0.com/2007/05/15/22/78308910.gif

أخي ناصر الشريعة :hearts:


لاشك أن السفر إلي بلاد الكفار خطر على الإنسان مهما كان في التقوى والالتزام والمحافظة فهو إما مكروه أو محرم إلا لحاجة والنزهة ليست بحاجة ففي بلاد الإسلام ولله الحمد من المنتزهات الكثيرة ما هو كفيل بإشباع رغبة الإنسان على الوجه المباح ولا حاجة به إلي بلاد الكفر ثم إن النفس أمارة بالسوء قد تسول له نفسه أن يفعل ما لا يحل له شرعاً في تلك البلاد التي لا تحل حلالاً ولا تحرم حراماً ثم إنه قد يألف ذلك سنة بعد سنة حتى يرغب في أولئك القوم ويحلو له ما يفعلون من عادات وغيرها مخالفة للشرع وحينئذٍ يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه.

من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -
حكم السفر لبلاد الكفار:

س : كثير من الناس ابتلي بالأسفار خارج الدول الإسلامية التي لا تبالي بارتكاب المعصية فيها ولا سيما أولئك الذين يسافرون من أجل ما يسمونه شهر العسل .
ج: الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :

فلا ريب أن السفر إلى بلاد الكفر التي فيها الكفر والضلال والحرية وانتشار الفساد من الزنى وشرب الخمر الحرية وعدم إنكار المنكر ,فيه خطر عظيم في وقت الزواج وفي غيره من الأوقات ، فالواجب على المؤمن أن يتقي الله ويحذر أسباب الخطر على دينه وأخلاقه وعلى دين زوجته أيضا إذا كانت معه ، فالواجب على جميع شبابنا وإخواننا ترك هذا السفر والبقاء في بلادهم وقت الزواج وفي غيره لعل الله جل وعلا يكفيهم شر نزغات الشيطان .
ففي السفر إلى تلك البلاد من أجل الشهوات وقضاء الأوطار الدنيوية في بلاد الكفر في أوروبا أو غيرها فهذا لا يجوز ، لما فيه من الاخطار الدنيوية والعواقب الوخيمة على الرجل والمرأة ، وكم من صالح سافر ورجع فاسدا ، وكم من مسلم رجع كافرا . نسأل الله السلامة والعافية .
اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله وإخراج الناس من الظلمات إلى النور وشرح محاسن الإسلام لهم وتعليم المسلمين هناك أحكام دينهم مع تبصيرهم وتوجيههم إلى أنواع الخير ، فهذا وأمثاله يرجى له الأجر الكبير والخير العظيم ، وهو في الغالب لا خطر عليه لما عنده من العلم والتقوى والبصيرة ، فإن خاف على دينه الفتنة فليس له السفر إلى بلاد المشركين حفاظا على دينه وطلبا للسلامة من أسباب الفتنة والردة كا
فنصيحتي لكل مسلم هو الحذر من السفر إلى بلاد الكفر وإلى كل بلاد فيها الحرية الظاهرة والفساد الظاهر وعدم إنكار المنكر ، وأن يبقى في بلاده التي فيها السلامة ، وفيها قلة المنكرات فإنه خير له وأسلم وأحفظ لدينه . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .


فضيلة الشيخ خالد بن علي المشيقح

السؤال : أرجو توضيح الحكم الشرعي في السفر للخارج، حيث إني متزوج وأرغب في السفر مع زوجتي للبلدان الأوربيه للسياحة وحيث إننا والحمد لله ملتزمان بالتعاليم الاسلامية .
الاجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
حكم هذا الأمر لا يجوز؛ لأن السفر إلى بلاد الكفر لا يجوز إلا لحاجة أو لمصلحة شرعية، بشرط أن يأمن المسلم على نفسه من فتن الشبهات والشهوات، وأن يتمكن من إقامة دينه والمجاهرة به، إلخ،
وهذه الحاجات الضرورية لا توجد في أمر السياحة؛ لأنه لا حاجة في ذلك وليس هناك مصلحة شرعية ، والمسافر إلى تلك البلاد سيتعرض لا محالة لفتن الشهوات والشبهات، مما يعود بالأثر السئ على دين المرء المسلم وأخلاقه، فضلاً عن تسببك في تعريض زوجتك لهذه الفتن، وسؤالك بين يدي الله تعالى عن ذلك ، والله عزوجل يقول { ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } ( التحريم -6).
ثم العجب من قولك:أنا وزوجتي ملتزمان !! فسفرك للسياحة في بلاد الكفار يخالف مقتضى الالتزام الذي ذكرته ، بل مقتضى الالتزام الذي نصبت نفسك له أن تترك مثل هذا الأمر، وفي بلادنا وبلاد المسلمين الغنية عن السفر لبلاد الكفار .


لتوضيح الصورة أكثر

http://www.altebyan.com/vb/showthread.php?t=2778

:ANSmile::emrose: