المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشلاءٌ و دمـاء .. في ربيع غزة



الأسمر
03-03-2008, 01:36 AM
على الأرض نفسها .. وفي المكان نفسه نلتقي مجدداً لنعزف ألحاناً حزينة ..

لنكمل مسلسلاً فشلت كل شركات الإنتاج في تمثيله .. فلو مثلوه لشوهوه .. لأن الحقيقة تبقى حقيقة ولا تقبل التغيير والتبديل ولا التمثيل ..

مشاهد الدماء والشهداء والجرحى ما زالت تُـعرض عليكم ... اعتدتم مشاهدتها و استنكارها .. أبكت قلوبكم و أدمتها ..

فأنا كلي ثقة بأنكم مازلتم أصحاب نخوة وضمير و احساس .. لا تبكيكم المسلسلات ولا الأفلام الكاذبة !

بل يبكيكم و يحرق قلوبكم اليوم و كل يوم .. أطفال غزة و أبطالها ..

ليس سهلاً أن تتوقع الأسوأ دائماً ..

فاليوم ربما سنترحم على أيام مضت كانت أقل شدة وقسوة ..

كل يوم يحمل لنا همّاً جديداً ومفاجآت ومآسي أكثر فأكثر ..

أيام غاب من نهارها نور الشمس ودفئها .. وغاب من ليلها سكونه هدوءه

إنها ليلة ربيعية يفترض أن تكللها السكينة ..كانت الطائرات الصهيونية تبحث عن وجبة دسمة تشبع بها جبروتها الذي لا يقبل بغير الدماء والأشلاء ..


خمسة صواريخ تزن عدة أطنان سقطت على أحد المباني بجوارنا ..شدتها كزلزال بدرجة 8 ريختر أو ربما أكثر !

قلبت الأجواء رأساً على عقب .. شعرت لحظتها أنها النهاية .. أفقت من هول الموقف على شقيقتي التي استيقظت تصرخ نحو والدتي ..

معتقدة أن أحضانها ستحميها من القصف ! أو تبعدها عن مصدر الخوف ..

طمأنتها الوالدة بأن الخطر بعيداً ولا داعي للخوف .. و لم تكن صادقة ! فعيناها تشع خوفاً .. فصوت كهذا لابد أن يخلّف وراءه مصائب كثيرة..


فبعد أن هدأ القصف .. تصاعد دخان أسود ذو رائحة قاتلة .. رأينا مكاناً لم نره من قبل .. كان هنا بناية من خمسة طوابق ..

قد تساوت أرضاً وأصبحت ركاماً .. !

خرج أهل الحي فزعين ..وكأنهم يرون المكان لأول مرة

كل البنايات الملاصقة تضررت بشكل كبير .. أغلب العائلات تشردت .. فكل ما في بيوتهم قد تناثر و تطاير و لم يبق شيئاً على حاله ..

أصبحوا بلا مأوى يحميهم لا من البرد القارس و لا القصف الجنوني ..

و قصص الأمهات الثكالى تكوي القلوب ناراً .. فهذه أم الطفل " محمد البرعي" ذو الخمسة أشهر التي رُزقت بمحمد بعد خمس سنوات من الزواج ..

فقدته قبل أن تكتمل فرحتها به و قبل أن تستيقظ من حلمها برؤيته .. لتسقط مغشيّ عليها .. فابنها قد فارق أحضانها دون ميعاد وبلا استئذان !


أما أم محمد "الثانية " .. خرج ابنها ظهراً مع رفاقه .. وغاب حتى المساء

ولمّا سألت تطمئن عليه .. أخبروها أنه ممدداً في ثلاجة الشهداء بأحد المشافي .. رحل في زهرة العمر ..

ترك أمه نادمة لأنها لم تودعه بحرارة قبل خروجه ..

فلم تدرِ أنه راحل بلا عودة..

تمنّت لو أنها قبّلته و احتضنته و غمرته حناناً ..

استحْلَفَتهم أن يعطوها قميصه الملطّخ بالدماء .. لتشمه كل صباح علّه يهوّن عليها رحيله ..

علّها تقبله كل ليلة و تبث له حزن فراقه ..

لكن هيهات هيهات ..فابنها ممزق أشلاء .. لم يبق منه لا قميص و لا نصف قميص !!



إنهن الثكالى ندعوا الله أن يمنّ عليهنّ بالصبر والثبات .. فهنّ رمز العزة والشموخ والكبرياء ..

هنّ كباقي أهل غزة الذين يتمزقون ويذبحون كل لحظة ألف مرة .. مآسايهم لا عدد لها .. دموعهم شارفت على الجفاف

حياتهم مشلولة ..طرقاتهم فارغة و موحشة .. الدراسة معلّقة حتى إشعار آخر ..

و أحوال المعيشة تتدهور نحو الهاوبة .. وملامح الحياة قد تلاشت من وجوههم..

كل منهم يحتضن المذياع ليسمع خبر من هنا وهناك .. هذا قصف و هذا اجتياح و هذا دمار ..

تحليلات ..استغاثات ..و تهديــــدات ..

و طفال تفزع من نومها كل لحظة .. لا تدري ماذا تقدم لهم .. و لا كيف تحميهم ..

و أيام مجهولة لا ندري ماذا تخبيء بعد ..



بقلم : رهام ن

ايمان نور
03-03-2008, 02:54 PM
http://www.mwaheb.net/free/albarrak/resalah.swf
والله أبكى الاّن وكلما سمعت هذا الفلاش ابكى
اللهم انصرنا انصرنا يارب
نصركم الله أهلنا الطيبين
مرة كتبت قصيدة ثم استرسلت كما افعل الاّن وقلت
أين انتِ ياوحدة العرب
ألو؟
ألوووووووووووو
فرد على صوت خفى يقول
الطلب الذى طلبته غير موجود بالخدمة من فضلكم ياعرب حاولوا الإتصال مرة اخرى!!!!!
يارب النصر

الأسمر
03-06-2008, 11:02 PM
اللهم انصرنا انصرنا يارب
نصركم الله أهلنا الطيبين
آمين