المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شروط التوحيد ومعنى لا إله إلا الله



طارق خير
03-05-2008, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ما معنى لا إله إلا الله ؟

ما هو التوحيد؟

ما هو حق الله على العباد؟

بماذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ قبل سفره إلى اليهود؟

لماذا خلق الله الجن؟

ما هو أعظم ذنب ارتكبه البشر؟

ما قصة صور قوم نوح؟

لماذا أغرق الله قوم نوح عليه السلام؟

بماذا كان يسمى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه عند الكفار؟

ماهي قصة أبي بصرة مع أبو هريرة رضي الله عنهما؟

من هو دانيال؟ ولماذا أخفى قبره الصحابة؟

والمزيد تجده في هذه الصفحة ،،، ولا تنسى أن ترسلها لمن تحب


7- دعوة رسول الله لأمته



لما بَعث الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم إلى أمته، كان أول ما دعاهم إليه التوحيد، عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)[23]، فكان تحقيق التوحيد هو أول أركان الإسلام وأصل الدين، وأمر عليه الصلاة والسلام بقتال الناس حتى يحققوا التوحيد، قال عليه الصلاة والسلام (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله)[24]، وكان عليه الصلاة والسلام يرسل دعاته على هذا الأصل، أن يدعو الناس إلى أصل الدين، وهو توحيد الله بالعبادة، قال عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما أرسله ليدع الناس في اليمن (إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى)[25]، وبهذا أمر الله الدعاة، أن يبدؤوا بدعوة الناس إلى توحيد الله في عبادته والبراءة من الشرك، وضرب لنا الله أسوة حسنة في ذلك حيث قال (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)[26].

وهكذا استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين للناس أن الله وحده هو المعبود الحق، وأن ما يعبد سواه باطل (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ)[27]، يبين لهم عظمة الله وأنه سميع مجيب لا يحتاج إلى وسائط (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب، مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)[28] وقابل المشركون ذلك بالعداء والاستكبار (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ، وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ)[29]، فأنكر المشركون أن المعبود واحد (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)[30]، مع أنهم كانوا يؤمنون بأن الرب واحد، وأنه هو خالق السماوات والأرض، قال تعالى (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)[31]، ولكن جعلوا المعبودات شتى، واتخذوا لله وسائط بزعمهم أن هذا يقربهم إلى الله (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)[32]، كما أنهم أبوا دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن فيها مخالفة هدي آبائهم (قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)[33].

ولما رأى كفار قريش أن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأت في الانتشار، قاموا بالتضييق على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلصاق الشائعات به، فقالوا أنه كاهن وساحر، وأنه جاء بكذب على رب العالمين (وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)[34]، (وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ)، وقاموا بالكذب عليه وعلى أتباعه، وسموا أتباعه صابئة، من أجل أن ينفروا الناس منهم، وما زالوا به حتى طردوه وقاتلوه.

واستجاب لكفار قريش بعض الناس، فصاروا يعادون رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوته، وهم لم يسمعوا كلامه، ولم يعلموا ما حقيقة دعوته، بل اكتفوا بما جاءهم من أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

واشتد أذى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى كانت الهجرة، ومن ثم الجهاد في سبيل الله، فقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين، ودارت بينهم المعارك، وكانت العاقبة للمتقين، وفتح الله على جنده الموحدين، وأظهر الله الإسلام وأهله، وأذل الشرك وأهله (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[35].


7- ما هو التوحيد؟



اعلم -أرشدني الله وإياك- أن التوحيد هو إفراد الله بما يختص به، فَتفرده يا عبدالله في ربوبيته، وفي ألوهيته، وفي أسمائه وصفاته.

فتوحد الله في ربوبيته؛ بأن تشهد أن الله واحد في ملكه وأفعاله، فلا شريك له ولا رازق معه ولا ملك سواه ولا خالق غيره ولا مدبر للأمر إلا هو سبحانه، قال تعالى (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ)[36].

وتوحده في ألوهيته؛ فتشهد أنه الواحد المعبود لا معبود سواه، قال تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[37]، وقال(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً)[38]، وقال سبحانه (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ)[39]، فصلاتك و نسكك لله وحده (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)[40]، ولا تدعو إلا إياه (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)[41].

وتوحده في أسمائه وصفاته؛ فتشهد أنه واحد فيها، ليس له مثيل له ولا شبيه، قال تعالى (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى)[42]، (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)[43]، وقال تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)[44].



8- ما هو الشرك؟



الشرك هو نقيض التوحيد، فكما أن التوحيد إفراد الله في عبادته و ما اختص به، فالشرك هو إشراك غير الله في العبادة وما اختص الله به، فمن جعل لله نداً فقد أشرك بالله (وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادا)[45]، وقال الله (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)[46]، ومن صرف أي نسك من أنساك العبادة لغير الله، كالصلاة والدعاء وغيره فقد أشرك بالله (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[47]، ومن جعل غير الله له من صفات الربوبية أو الألوهية فقد أشرك بالله (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)[48]، ومن شبه الله بخلقه أو جعل لغير الله صفات كصفات الله فقد أشرك بالله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)[49].

وإن الشرك أعظم الذنب، قال الله تعالى‏ ‏(إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يشاء)[50]‏، وقال (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ)[51].


9- معنى لا إله إلا الله



إن معنى هذه الكلمة العظيمة (لا إله إلا الله) هو أنه لا معبود بحق إلا الله، ولا مستحق للعبادة إلا الله وحده، فمن قال‏:‏ لا إله إلا الله وجب عليه أن يُفرد الله بالعبادة وأن يترك عبادة ما سواه (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ)[52].

إن لا إله إلا الله هي العروة الوثقى، تضمنت نفياً وكفراً وبراءة من كل معبود سوى الله، وإيماناً وولاء وإثباتاً لألوهية الواحد الأحد، قال تعالى (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا)[53]، وهي الكلمة التي جعلها إبراهيم عليه السلام باقية في عقبه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ، وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[54].

فمعرفة معناها والعمل بمقتضاها هو الدين.

لذلك لما دعا محمد صلى الله عليه وسلم قومه إلى عباده الله وحده قالوا (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)[55]، وقالوا (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)[56]، مع أنهم كانوا يؤمنون أن الله هو الخالق والرازق والمحيي المميت (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ)[57]، فاستنكروا كيف تكون العبادة لله وحده من دون وسطاء وأولياء يقربونهم إلى الله !

ولقد ضل قوم لا يعلمون معنى لا إله إلا الله، فقالوا معناها أنه لا خالق إلا الله، وهذا معنى خاطيء منحرف، فكفار قريش كانوا يعلمون أن الله هو الخالق الرازق، ولم يؤمنوا بلا إله إلا الله.

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ، إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ، قَالَ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ


10- شروط لا إله إلا الله



ليس المقصود من دعوة الرسل مجرد التلفظ بكلمة التوحيد فحسب، بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون نافعة عند الله سبحانه، وذكر العلماء من شروطها ما يلي:

1- العلم بمعناها، قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إلا اللَّه)[58].

2- اليقين، فلا يقع في قلب قائلها شك فيها أو في ما تضمنته، قال تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)[59].

3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه، والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار، (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا)[60].و قال الله في من استكبر (إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ، إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)[61].

4- الانقياد لما دلت عليه، بمعنى أن يكون العبد مستسلماً بما أمره الله به، مجتنباً لما نهاه الله عنه، قال تعالى (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأمور)[62].

5- الصدق، ومعناه أن يقولها صادقا من قلبه، يوافق قلبه لسانه، قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخر وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)[63].

6- الإخلاص، وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة، قال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)[64].

7- المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها ، وبغض من ناقضها ،قال تعالى (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)[65].



11- نواقض لا إله إلا الله



اعلم -رحمك الله- أن كلمة التوحيد هي أصل الإسلام والإيمان، ولذلك الأصل ناقض وهو الكفر، ومن الكفر:

- الشرك بالله، قال تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ)[66].

- التكذيب بآيات الله وجحودها، قال تعالى (ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)[67].

- بغض شيء مما جاء به الرسول ولو عمل به، لقوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)[68].

- الإستهزاء بشيء من الدين، لقوله تعالى (قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )[69]

- السحر، لقوله تعالى (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ)[70].

- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين طمعاً في الدنيا أو حباً في المشركين، لقوله تعالى (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[71] .

محب التوحيد وأهله
03-13-2008, 05:09 PM
جزاك الله خير