المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قم فى فم الدنيا وحى الازهرا



عاطف عثمان حلبية
03-08-2008, 01:27 PM
قم فى فم الدنيا وحى الازهرا
وانثر على سمع الزمان الجوهرا
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
1- وبعدما تولي صلاح الدين سلطنة مصر منع إقامة صلاة الجمعة به وجعله جامعا سنيا. وأوقفت عليه الأوقاف وفتح لكل الدارسين من شتي أقطار العالم الإسلامي. وكان ينفق عليهم ويقدم لهم السكن والجراية من ريع أوقافه. وكانت الدراسة والإقامة به بالمجان.
2- وللأزهر فضل كبير في الحفاظ علي التراث العربي بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد وعلى اللغة العربية من التتريك واللغة التركية أيام الحكم العثماني لمصر سنة 1517م وأيام محمد علي باشا سنة 1805.
3- وكان للأزهر مواقفه المشهودة في التصدي لظلم الحكام والسلاطين المماليك لأن علماءه كانوا أهل الحل والعقد أيام المماليك. ففي سنة 1209هـ/1795م، يروي الجبرتي في يومياته بأن أمراء مماليك إعتدوا على بعض فلاحي مدينة بلبيس فحضر وفد منهم إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي وكان شيخا للأزهر وقتها. وقدموا شكواهم له ليرفع عنهم الظلم. فغضب وتوجه إلى الأزهر, وجمع المشايخ. وأغلقوا أبواب الجامع. وأمروا الناس بترك الأسواق والمتاجر. واحتشدت الجموع الغاضبة من الشعب. فأرسل إبراهيم بك شيخ البلد لهم أيوب بك الدفتردار، فسألهم عن أمرهم. فقالوا: نريد العدل ورفع الظلم والجور وإقامة الشرع وإبطال الحوادث والمكوسات (الضرائب)، وخشي زعيم الأمراء مغبة الثورة فأرسل إلى علماء الأزهر يبرىء نفسه من تبعة الظلم، ويلقيها على كاهل شريكه مراد بك. وأرسل في الوقت نفسه إلى مراد يحذره عاقبة الثورة. فاستسلم مراد بك ورد ما اغتصبه من أموال، وأرضى نفوس المظلومين. لكن العلماء طالبوا بوضع نظام يمنع الظلم ويرد العدوان. و اجتمع الأمراء مع العلماء. وكان من بينهم الشيخ السادات والسيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوي والشيخ البكري والشيخ الأمير. و أعلن الظالمون أنهم تابوا والتزموا بما اشترطه عليهم العلماء. وأعلنوا أنهم سيبطلون المظالم والضرائب والكف عن سلب أموال الناس والإلتزام بإرسال صرة مال أوقاف الحرمين الشريفين والعوائد المقررة إليهم وكانوا ينهبونها. وكان قاضي القضاة حاضراً. فكتب على الأمراء وثيقة أمضاها الوالي العثماني وإبراهيم بك ومراد بك شيخا البلد.
4- الأزهر والاحتلال الفرنسي لمصر
عندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم من داخل الأزهر الشريف والتي عرفت بثورتي القاهرة الأولى والثانية بعدما دخلت قواته بالخيول صحن الأزهر. وألقت بالمصاحف وعاثت فيه إفسادا. وضرب الجامع بالمدافع من فوق القلعة. وكانت هذه الواقعة قد عجلت بإنسحاب الفرنسيين من مصر.
5- وفي عام 1805م استطاع علماء الأزهر أن يفرضوا على الخليفة العثماني الوالي محمد على باشا ليكون واليا علي إيالة مصر العثمانية, بعد أن أخذوا عليه المواثيق والعهود بأن يقيم العدل بين الرعية.
6- وفي عام 1956م قام الرئيس جمال عبد الناصر فوق منبر الأزهر ليعلن القتال ضد العدوان الثلاثي ( بريطانيا وفرنسا وإسرائيل).
7- فقد كان للأزهر دور سياسي مجيد على مر تاريخه دفع فيه الظلم والجور وأقر العدل ونشر الأمان، فكان ملاذاً لعامة الشعب يهرعون إليه في الأزمات. ملتمسين من علمائه الإرشاد والتوجيه فيجدون لديهم مواطن الأمان وتفريج الكربات وحل الأزمات، وكان العامة إذا وقع عليهم ظلم أو اغتصب الأمراء المستبدون حقوقهم، هرعوا جماعات إلى الجامع الأزهر في هتاف وصياح، فيفض العلماء حلقات الدراسة ويغلقون أبواب الأزهر ويستمعون إلى شكاية المستغيثين، ونضرب لهذا مثلا ماذكره الجبرتي المؤرخ المشهور أن حسين بك المعروف بـ "شفت" أحد أمراء المماليك، وكان طاغية جباراً يصادر أموال الرعية ويتهجم على البيوت ، وأنه ذهب إلى بيت أحمد سالم الجزار، شيخ دراويش البيومي، فنهب مافيه حتى الفرش وحلي النساء، فحضر أهل الحسينية إلى الجامع الأزهر، ومعهم الطبول والتف حولهم العامة وبأيديهم العصيّ ، وتفرقوا في أنحاء الأزهر وأغلقوا أبوابه وصعد بعضهم إلى مآذنه يصيحون ويضربون الطبول.. .. وقابلوا الشيخ الدردير وذكروا له ما حدث، فغضب لحرمات الله وقال لهم :"في غد نجمع الأطراف والحارات وبولاق ومصر القديمة وأركب معكم وننهب بيوت المماليك كما ينهبون بيوتنا، ونموت شهداء أو ينصرنا الله عليهم، فارتاع المماليك وأوفدوا رسلهم إل الشيخ الدردير نادمين طالبين إليه أن يرسل قائمة بما نهبه حسين بك وجنوده ليردوه إليه، وفعلا ردوا إليه جميع ما أغتصبوه".
وكثيرا ما كانوا يلفتون نظر الحكام إلى أن طاعة الحاكم واجبة إذا لم يخالف الشرع، وأن قاعدة الحكومة الإسلامية أنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وفي أحد المواقف صب الشيخ "علي الصعيدي" غضبه على الأمير يوسف بك الكبير -في وجهه - ، ولعن من باعه، ومن اشتراه، ومن جعله أميراً، فاسترضاه الأمير ونزل على مشورته وأخذ بآرائه.
وكان الشيخ الدردير شجاعاً مقداماً لايخشى في الحق لومة لائم. وقد حدث يوماً وهو في مولد السيد البدوي أن صادر أحد الحكام أموال بعض الرعية، فطلب من بعض أتباعه أن يذهبوا إلى هذا الحاكم ليطلبوا إليه رد الأموال المغصوبة، ولكنهم خشوا أن يذهبوا إليه فركب الشيخ بنفسه وتبعه كثير من العامة حتى دخل خيمة هذا الحاكم وهو راكب بغلته، وأغلظ له القول، فاضطر إلى إرضائه وإرجاع ما اغتصبه من أموال .
8- كما استطاع الشعب بقيادة علماء الأزهر عزل الوالي المستبد خورشيد باشا حينما ثاروا عليه وطلبوا من السلطان العثماني عزله، فنزل السلطان العثماني على رغبتهم وعزله.
9- وعندما غزا الفرنسيون مصر بقيادة نابوليون بونابارت عام 1798م أشعل علماء الأزهر الثورة ضدهم، فانبعثت من داخل الأزهر الشريف ثورة القاهرة الأولى والثانية، حتى كان للشعب ما أراد بقيادة علمائه، ورحل الفرنسيون عن مصر.
10- وكذلك قام الشعب المصري العظيم بقيادة علماء الأزهر بصد الحملة الإنجليزية على مصر سنة 1807م المعروفة باسم حملة فريزر.
11- وكذلك كان علماء الأزهر في عهد خلفاء محمد علي، يشعلون الثورة ضد هذه الأسر الباغية كلما انتهكت الحرمات، وواصلوا جهادهم ضد الاحتلال الإنجليزي حتى تمام الجلاء.
12- ومن فوق منبر الأزهر الشريف أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الجهاد المقدس ضد جيوش الطغاة المعتدين عام 1956م فيما عرف بالعدوان الثلاثي على مصر، فكانت صيحة مدوية في أسماع العاملين، وانتفض الشعب المصري يجاهد المعتدين حتى تمام الانسحاب.
13- وهكذا كان موقف الأزهر الشريف وعلمائه من الحياة العامة والسياسية جهادا ً في سبيل الله وفي سبيل الوطن ودفعا للظلم والعدوان، ولا غرو فالإسلام دين ودولة.
14- كما كان للأزهر أيضاً دور علمي وثقافي عظيم بَثَّ إشعاع المعرفة في شتى أقطار العالم ، وحفظ اللغة العربية والثقافة الإسلامية في عصور التدهور و الانحطاط، وإبان سيادة الاستعمار الغربي على الأقطار العربية.
15- ولم يقتصر دور الأزهر العلمي والثقافي على العلوم الدينية واللغوية -كما يظن الكثيرون - ولكن كان الأزهر يستمد ثقافته من ثقافة الإسلام، التي لا تفرق بين شتى المعارف والعلوم التي تخدم البشرية في شتى المجالات، كما أوضح الشارع الحكيم، ولهذا كان علماء الأزهر يدرسون جميع أنواع العلوم والفنون، فكان منهم الفقيه والطبيب والمهندس والفلكي والكيميائي والجغرافي والرحالة.... إلخ.
16- ولهذا حينما بدأت النهضة العلمية في مستهل العصر الحديث لم تجد لها منبعا إلا في رحاب الأزهر الشريف، فكان معظم المبعوثين إلى أوروبا من رجاله النابهين، من أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، وغيرهما. كما كانت الدولة كلما أنشأت عدداً من المدارس العليا المتخصصة في شتى العلوم اختارت لها النابغين من أبناء الأزهر.
17- وعلى الرغم من ذلك استطاع الاستعمار، مع أمده الطويل وأساليبه الملتوية، أن يعوق حركة الأزهر في النمو والازدهار، فشن حروباً عنيفة ضد مريدي الاصلاح والتجديد فتقلّصت علوم الأزهر -لفترة ما - لتقتصر على العلوم الدينية واللغوية. ثم علت صيحات بعض المصلحين من أمثال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده،
18- ولهذا كان الأزهر الشريف -ولايزال - مقصد طلاب العلوم والثقافة الإسلامية من شتى أنحاء العالم، وهو مصدر الدعوة الإسلامية إلى مختلف الأمم والشعوب، وباعث مئات العلماء إلى مختلف القارات.
يتبع