المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله ثابت : قرد والقرود قليل !



حازم
03-24-2005, 02:24 PM
بقلم الاخ فتى الادغال


حدّثتنا المِس الغيداءُ " اليزابيث روبين " وهي أصدقُ عندي وأوثقُ من جميعِ العقلانيينَ ، كما يعلّموننا هم دائماً ويُزعجوننا بهِ ، ويُريدونَ منّا أن نتصوّرَ الأمريكيينَ ، أنّهم عالمٌ ملائكيٌّ من جنانِ الدّنيا فكراً وعلماً وأدباً وسياسةً ، كما صنعَ توماس مور في : " جزيرة الخيالِ " ، وكابييه في : " رحلة إلى إيكاري " ، وغيرَها ، حدّثتنا فنكأت جِراحاً ، وبثّتْ وجداً ، وأبكتْ أعُيناً .

وتمنّيتُ لو استطعتُ بفتوى من أحدِ العقلانيينَ أن أدعوَ على هذهِ الحيّةِ الرقطاءِ – كما زعمَ أحدُهم لاحقاً - لفعلتُ إذن ، إلا أنَّ العقلانيينَ يُحرّمونَ علينا أن ندعوَ على أمريكا وقادِتِها ومفكّريها ، وأنَّ ذلكَ يقودُ للإرهابِ ويدعو على العنفِ ، ويؤسّسُ لخطابٍ إقصائيٍّ ممقوتٍ مع الآخرِ ، فعلى الرحبِ والسعةِ ، وطوعاً لكم سأكفُّ عن الدعاءِ عليها ، حتّى لو فضحتْ أباطيلكُم وأخرجتْ فضائحكم ، ومهما حاولتُم تكذبيها أو تزييفَ ما قالتُهُ ونشرتهُ .

فورَ قراءتي للكلامِ الذي بثّتهُ السنيورةُ الأمّورةُ " اليزابيث روبين " في مجلةِ " النيوزويك " الأمريكيّةِ ، عن المُفكّرِ المهّوي : عبدِ اللهِ ثابتٍ ، والذي تمنّى فيهِ أن يكونَ قرداً خليّاً ، يُمارسُ عادةَ الاستمناءِ وجلدِ عُميرةَ قدّامَ اللهِ وخلقهِ ، قرّرتُ أن أتوجّهَ إلى محلِ بيعِ الخضارِ والفاكهةِ ، لأشتريَ كيلو موز فاخر من واردِ الشربتلي ، وأهديهُ إيّاهُ بهذهِ المناسبةِ السعيدةِ ، وأوصيَ أحدَ محلاّتِ الطباعةِ أن يُجهزَ لي ورقةً كبيرةً فيها دعاءٌ لهُ وتعويذةٌ ، أن الله يجعل لهُ بكل خطوةِ موزة ، وأن يكفيهُ شرَّ العينِ والحسدِ .

وإن كنتُ أستبعدُ أن يقبلَ القردةُ بهِ عضواً في عالمِهم ، فهم ما زالوا على فِطرتهم السويّةِ ، وسلوكِهم الطبيعيِّ المُلائمِ لخلِقتِهم ، ولا أدلَّ على ذلكَ من رجمِهم للقردِ الذي زنى ، والحديثُ والخبرُ في صحيحِ البخاريِّ ، وهو أحدُ الأحاديثِ التي تصفرُّ وتزرقُّ عندَها وجوهُ العقلانيينَ ، وينفروا منها نفوراً شديداً ، ولا حرجَ عليهم في ذلكَ ، فالحديثُ – كما قالَ أحدُ الحفّاظِ الكِبارِ - لا يُحبّهُ إلا فحولُ الرّجالِ ، ويكرههُ وينفرُ عنهُ مخنّثوهم .

ونهايتها مع هذه العيّناتِ الوقحةِ ! .

ما لقيت – يا عبدَ اللهِ ثابت - إلا قرد تتمنّى أن تكونهُ ! ، يا أخي خل عندك طموح وأمل في الحياةِ ، وخل إيمانك ببهيميّتكَ أقوى قليلاً ، وتمنّى أن تكونَ مثلاً زرافةً – على الأقل رزّة شوي - ، فيلاً – راكد وثقيل ويملا العين - ، بقرةَ وحشٍ – عيونها تهبّل وخشتها تاخذ العقل - ، سيّدَ قشطةٍ – ينفع لمشاري الذايدي على فكرة - ، وإذا تضائلتِ الهمّةُ ونقصتِ العدّةُ فلا أقلَّ من أن تتمنّى أن تكونَ قطوةً تقفزُ وتجري من سطل زبالة لآخرَ – كما هو حالُك في كثرةِ تقلبّاتكَ الفكريّةِ حتى صِرتَ سلّةً تجمعُ أرذلَ الأفكارِ - ، أشرف لك من أن تصيرَ قرداً قذراً مُقرفاً ، تعافُ النفسُ منظرَ رؤيتهِ ، وعورتهُ باديةٌ لكلِّ من هبَّ ودبَّ .

قرد !! ، يا أخي وش هالمزاج والمود الغبي ! ، واللهِ إنّك ما تستحي .

يا ليت داروين درى عنّك ، كانَ انتحرَ مباشرةً من هولِ كلامكَ وصدمتهِ بهِ ، لأنّهُ كانَ يرى أنَّ الإنسانَ ترقّى عن عالمِ القردةِ ووصلَ إلى البشريّةِ ، وانتخبتهُ الطبيعةُ للبقاءِ لكونهِ الأصلحَ ، وإنت تبي تخرّب قاعدته وترجع به ملايين السنواتِ للوراءِ ، إلى عصورِ الطوطمِ والأحجارِ .

الحمدُ للهِ على النعمةِ ، لا وقرد يستمني بيدهِ ، ويُعاقرُ الرذيلة دونَ قيدٍ أو سترٍ ، يا ناس باللهِ عليكم وش هالتفكير الخُرافي ، اللي حتّى عبدةُ الشيطانِ ما فكروا يوصلون له ! ، ولا ويكتب أيضاً في جريدةٍ ، ومسوي نفسه شاعر ! ، يخرب بيت عدوّك وش تتغزّل فيه بشعرك إذا كنت أنتَ تريدُ الهبوطَ إلى بشاعةِ ووضاعةِ القردِ في الهيئةِ والخِلقةِ ؟ .

على فكرةٍ : القرودُ أنواعٌ كثيرةٌ ! ، ما حددتْ وش تبي منها : غوريلا ! شمبانزي ! ، وإن كنتُ أرى أنَّ حدّكَ منها نسناس ويخُب عليك ، أهو قردود صغيّر ، يؤدي الغرض ويفكّ أزمة الشعور البهيميِّ شوي .

سمِعنا عن رغبةِ ذكورٍ في التحوّلِ إلى عالمِ الأنثويّةِ ، وهذا مرضٌ معروفٌ ، وداءٌ يوجدُ– برغمِ بشاعتهِ – ما يُبرّرُ لهُ ، أو العكس ، أن تستفحلَ أنثى وترغبَ أن تصيرَ ذكراً ، أمّا أن ينحدرَ الإنسانُ من بشريّتهِ وفطرةِ اللهِ التي فطرهُ عليها ، ليُصبحَ قرداً يستمني بيدهِ ، فهذا أقسى درجاتِ العفنِ و الجنونِ التي عرفها البشرُ .

مُحاربةُ التديّنِ والفكرِ السلفيِّ عندَ هؤلاءِ المُرتزقةِ – كما هو ظاهرُ كلامِ بن ثابت - يبتدأ من عالمِ البهيميّةِ ، أن تتجرّدَ من نعمةِ اللهِ إيّاكَ أن جعلكَ بشراً سويّاً ، لتتحوّلَ إلى قردٍ ومسخٍ ، تتنقّلُ في الجبالِ وتقفزُ وتُهرّجُ ، وتُطلقُ العِنانَ للشهوةِ والنزوةِ ، ثمَّ تخرجُ على الأمّةِ في جبّةِ الناصحِ الأمينِ ، وأنتَ في نفسكَ أحقرُ من القردِ وأتفهُ من الضبعِ .

ألا يوجدُ في العقلانيّةِ عُقلاءُ يكفّونَ عنّا عفنَ هذه الطائفةِ المهبولةِ ! ، واللهِ فشّلونا عند الأجانب ، يُصرّحونَ لهم بتصريحاتٍ غبيّةٍ وتوقعُنا في حرجٍ أمامَ العالمِ ، حينَ يعتقدونَ أنَّ هذه الفئةَ من الشبابِ الداجِّ يُمثلونَ حفنةً من التنويريينَ .

إذا كانَ هذا الساقطُ عبدُ اللهِ ثابت يتمنّى أن يكونَ قرداً ، فما هيَ أماني غيرهِ من رِفاقهِ ونُدمائهِ ، والقرودُ – دائماً – على أشكالِها تقعُ ؟ .

هذه هيَ النتيجةُ الحتميّةُ لكراهيِّةِ الكُتبِ الصفراءِ ، والفكرِ الأصيلِ الناصعِ ، أن تنتهيَ الشهامةُ والنبالةُ والشرفُ ، ويستعيضَ عنها صاحبُها بالتبعيّةِ والعمالةِ ، ثُمَّ يهبطَ من السموِّ الأخلاقيِّ والرّوحيِّ ، إلى النزوةِ البهيميّةِ والنّكسةِ النفسيّةِ .

حتّى أختصرَ المسافةَ أقولُ :

حُوربتِ القيَمَ والمثُلُ والدياناتُ في بلادِ الإسلامِ ، من قِبلِ الجيوشِ والجحافلِ ، وجثمَ الاستعمارُ على صدرِ الأمّةِ قروناً طويلةً ، وزرعَ عملائهُ وبثّ مفسديهِ ، ولم يقدرْ على أن يفعلَ شيئاً ، وهو يتملكُ الدّنيا بأسرِها ، ومعهُ رِجالٌ من المُستشرقينَ والمُستغربينَ أصحابُ علمٍ و دهاءٍ ومكرٍ وخُبثٍ ، فهل ستقوى حفنةٌ داجّةٌ ، مهزوزةُ الفكرِ ، عديمةُ التأصيلِ ، على المساسِ بقيمهِ وأسسهِ أو النيلِ منهُ ، حتّى لو كانوا من أبناءِ الإسلامِ ويتحدّثونَ باسمهِ ؟ .

لم يقوَ أساطينُ التنويرِ وعباقرةُ البحثِ من روّادِ النهضةِ أن يدفنوا روحَ الأمّةِ ، أو تمسّكها بدينِها ، فهل ستُجدي تخريفاتُ هؤلاءِ السوقةِ والغوغاءِ من دشيرِ وخمامِ العقلانيّةِ المزعومةِ ! .

لا تزالُ هذهِ الفرقةُ تسقطُ واحداً تِلوَ الآخرِ ، ابتداءً من صاحبِ المؤخرةِ الكريمةِ إيّاها الزقرت منصورِ النقيدانِ ، التي فاقتْ مؤخرتهُ شهرةً مُقدّمةَ ابنِ خلدونٍ ، مروراً بالمُترنّحِ أبي نتعةٍ مشاري الذايديِّ ، والمُفتي الجديدِ أبي ركبةٍ خالد الغنّامي ، وانتهاءً بصاحبِنا عبدِ الله ثابت ، والسقوطُ لا يكونُ بتهمٍ نُلفّقها ، أو أكاذيبَ ننشرُها افتراءً عليهم ، بل هو أمرٌ مشهورٌ مبثوثٌ ، فهم أقلُّ من أن يترصّدَ لهم النّاسُ ، ومثالبُهم ومخازيهم فاقتِ الحصرَ والعدَّ .

لقد نعى كِبارُ المثقّفينَ والمفكّرينَ العربِ مشروعَ التنويرِ والحداثةِ في العالمِ العربيِّ ، وأعلنوا هزيمتهم أمامَ الطبقةِ المُحافظةِ ، كما صرّحَ بذلكَ مُحمّد أركونُ – كبيرُهم الذي علمهم السحرَ - ، وصرّحَ بهِ تلميذّهُ البارُّ وميناءهُ الذي ينقلُ بضائعهُ : هاشم صالح ، وغيرُهم كثيرٌ ، فشلوا في تمريرِ مشروعِ النهضةِ والتنويرِ ، وهم من هم في البحثِ والفكرِ والعقليّةِ والمناظرةِ ، فهل ستنجحُ مساعي الـ zoo في إكمالِ المشروعِ النهضويِّ ، وبعثهِ من جدثهِ وضريحهِ ؟ .

إنَّ العقولَ الفارغةَ لبني عمّنا جعلتْ مشاريعهم في النهضةِ لا تتجاوزُ الغناءَ ، والسينما ، والركضَ وراءَ المرأةِ ، والتباهي أمامَ الفلاشاتِ والكاميرا ، وإشباعَ الفراغَ العاطفيَّ الذي عانوهُ في سنواتِ الحِرمانِ – بزعمهم - ، ولهذا تناقلوا في شغفٍ وشراهةٍ أفلامَ الفيديو فيما بينهم ، وارتكنوا إلى الوسائدِ يستمعونَ لأنغامِ أمّ كلثومٍ وفيروز ، ويُشاهدونَ أفلامَ الأبيضِ والأسودِ .

إي واللهِ إنَّ هذا هو ما حصلَ لهم ! .


الحمدُ للهِ أنَّ المِس " اليزابيث روبين " التي أرادوها عوناً صارتْ فرعوناً ، وقلبتْ لهم ظهرَ المجنِّ ، وأخرجتْ خبيئهم ، وأمتعتنا بقصصِهم المُخجلةِ ، وأحاديثِهم المُحزنةِ ، ولْيعلموا أنَّ الأمّةَ الآن أشدُّ نفرواً منهم ، وأكثرَ بعداً عن فكرهم وأشخاصِهم ، بعدَ هذه البوائقِ والبواقعِ ، هذا ما ظهرَ على السطحِ وطفا ، فكيفَ بما خفيَ واستكنَّ ؟ .

ماذا بعدَ حربِهم على السلفيّةِ والوهّابيّةِ ، ومُحاربتِهم لهذهِ البلادِ وحكّامِها ، ووقوعِهم في أعراضِ الصالحينَ من الدعاةِ والمُصلحينَ ، ونيلِهم من المناهجِ والهيئاتِ والمؤسساتِ الخيريّةِ ؟ ، ماذا بعدَ كلِّ هذا ؟ ، إلى أيِّ هاويةٍ يُريدونَ الوصولَ ؟ .

إنَّ النظرَ في سيَرِ هؤلاءِ يبعثُ على الاشمئزازِ والقرفِ ، ويحدونا على الشفقةِ والرحمةِ بهم وبمآلِ أمرِهم ، الآن عرفنا قيمةَ القرءانِ العظيمِ وكُتبِ السنّةِ ، تلكَ التي تُنيرُ القلوبَ وتملأ النفسَ إيماناً وأنساً باللهِ ، نعم لقد عرفَنا حقيقةَ ما كانَ يقولُهُ شيخُ الإسلامِ وغيرهُ : إنَّ في الدّنيا جنّةً من الأنسِ والرّضا والطمأنينةِ ، من لم يدخلْها ونزلَ إلى دركاتِ البهيميّةِ ومصافِّ الحيواناتِ ، لم يدخلْ جنّةَ الآخرةِ .

يا جماعة : واللهِ فاحتْ رائحتُكمُ العفنةُ ، وراجَ خبركم على القاصي والداني ، وأصبحتم هباءً منثوراً ، فعودا من حيثُ بدأتم ، أشرفُ لكم في الدّنيا ، وأتقى لكم عندَ ربّكم ، وأنجى لكم في الآخرةِ .

دمتم بخيرٍ .

أخوكم : فتى .

حازم
05-10-2008, 09:58 AM
يرفع للقرود !!

عَرَبِيّة
05-29-2011, 07:24 PM
أسلوب الكاتب " فتى " بديع جداً بارك الله فيه , وبارك الله في أخينا الغائب حـازم نقلٌ نفيس ماشاء الله .

وللعلم هذا العبد القِرد " عبد الله ثابت " كاتب في صحيفة الوطن .!
وحلّ ضيفاً على برنامج إضاءات في العام 2010 م , وكذّب اليزابيث " كاتبة في النيويورك تايمز " لمّا أنهال الجميع عليْه بالتوبيخ والسخط .
والله أعلم بالحقيقة .!!

ابوالوليد
05-29-2011, 09:47 PM
نسأل الله السلامة من هذا المدعو عبدالله بن ثابت ومن هم على شاكلته
كانوا في يوم من الايام دعاة تنطع وتشدد فاذا بهم اليوم على النقيض (ليبرال)
نسأل الله أن يهديهم وأن يفتح على قلوبهم آمين

عبد التواب
09-27-2014, 04:54 PM
يرفع للقرود !!
.

كريـم البرلسي
09-27-2014, 10:30 PM
موضوع رائع واسلوب جميل جدا في الكتابه
جزاك الله خيرا اخانا


يرفع للقرود !!

👌😜