حازم
03-24-2005, 02:24 PM
بقلم الاخ فتى الادغال
حدّثتنا المِس الغيداءُ " اليزابيث روبين " وهي أصدقُ عندي وأوثقُ من جميعِ العقلانيينَ ، كما يعلّموننا هم دائماً ويُزعجوننا بهِ ، ويُريدونَ منّا أن نتصوّرَ الأمريكيينَ ، أنّهم عالمٌ ملائكيٌّ من جنانِ الدّنيا فكراً وعلماً وأدباً وسياسةً ، كما صنعَ توماس مور في : " جزيرة الخيالِ " ، وكابييه في : " رحلة إلى إيكاري " ، وغيرَها ، حدّثتنا فنكأت جِراحاً ، وبثّتْ وجداً ، وأبكتْ أعُيناً .
وتمنّيتُ لو استطعتُ بفتوى من أحدِ العقلانيينَ أن أدعوَ على هذهِ الحيّةِ الرقطاءِ – كما زعمَ أحدُهم لاحقاً - لفعلتُ إذن ، إلا أنَّ العقلانيينَ يُحرّمونَ علينا أن ندعوَ على أمريكا وقادِتِها ومفكّريها ، وأنَّ ذلكَ يقودُ للإرهابِ ويدعو على العنفِ ، ويؤسّسُ لخطابٍ إقصائيٍّ ممقوتٍ مع الآخرِ ، فعلى الرحبِ والسعةِ ، وطوعاً لكم سأكفُّ عن الدعاءِ عليها ، حتّى لو فضحتْ أباطيلكُم وأخرجتْ فضائحكم ، ومهما حاولتُم تكذبيها أو تزييفَ ما قالتُهُ ونشرتهُ .
فورَ قراءتي للكلامِ الذي بثّتهُ السنيورةُ الأمّورةُ " اليزابيث روبين " في مجلةِ " النيوزويك " الأمريكيّةِ ، عن المُفكّرِ المهّوي : عبدِ اللهِ ثابتٍ ، والذي تمنّى فيهِ أن يكونَ قرداً خليّاً ، يُمارسُ عادةَ الاستمناءِ وجلدِ عُميرةَ قدّامَ اللهِ وخلقهِ ، قرّرتُ أن أتوجّهَ إلى محلِ بيعِ الخضارِ والفاكهةِ ، لأشتريَ كيلو موز فاخر من واردِ الشربتلي ، وأهديهُ إيّاهُ بهذهِ المناسبةِ السعيدةِ ، وأوصيَ أحدَ محلاّتِ الطباعةِ أن يُجهزَ لي ورقةً كبيرةً فيها دعاءٌ لهُ وتعويذةٌ ، أن الله يجعل لهُ بكل خطوةِ موزة ، وأن يكفيهُ شرَّ العينِ والحسدِ .
وإن كنتُ أستبعدُ أن يقبلَ القردةُ بهِ عضواً في عالمِهم ، فهم ما زالوا على فِطرتهم السويّةِ ، وسلوكِهم الطبيعيِّ المُلائمِ لخلِقتِهم ، ولا أدلَّ على ذلكَ من رجمِهم للقردِ الذي زنى ، والحديثُ والخبرُ في صحيحِ البخاريِّ ، وهو أحدُ الأحاديثِ التي تصفرُّ وتزرقُّ عندَها وجوهُ العقلانيينَ ، وينفروا منها نفوراً شديداً ، ولا حرجَ عليهم في ذلكَ ، فالحديثُ – كما قالَ أحدُ الحفّاظِ الكِبارِ - لا يُحبّهُ إلا فحولُ الرّجالِ ، ويكرههُ وينفرُ عنهُ مخنّثوهم .
ونهايتها مع هذه العيّناتِ الوقحةِ ! .
ما لقيت – يا عبدَ اللهِ ثابت - إلا قرد تتمنّى أن تكونهُ ! ، يا أخي خل عندك طموح وأمل في الحياةِ ، وخل إيمانك ببهيميّتكَ أقوى قليلاً ، وتمنّى أن تكونَ مثلاً زرافةً – على الأقل رزّة شوي - ، فيلاً – راكد وثقيل ويملا العين - ، بقرةَ وحشٍ – عيونها تهبّل وخشتها تاخذ العقل - ، سيّدَ قشطةٍ – ينفع لمشاري الذايدي على فكرة - ، وإذا تضائلتِ الهمّةُ ونقصتِ العدّةُ فلا أقلَّ من أن تتمنّى أن تكونَ قطوةً تقفزُ وتجري من سطل زبالة لآخرَ – كما هو حالُك في كثرةِ تقلبّاتكَ الفكريّةِ حتى صِرتَ سلّةً تجمعُ أرذلَ الأفكارِ - ، أشرف لك من أن تصيرَ قرداً قذراً مُقرفاً ، تعافُ النفسُ منظرَ رؤيتهِ ، وعورتهُ باديةٌ لكلِّ من هبَّ ودبَّ .
قرد !! ، يا أخي وش هالمزاج والمود الغبي ! ، واللهِ إنّك ما تستحي .
يا ليت داروين درى عنّك ، كانَ انتحرَ مباشرةً من هولِ كلامكَ وصدمتهِ بهِ ، لأنّهُ كانَ يرى أنَّ الإنسانَ ترقّى عن عالمِ القردةِ ووصلَ إلى البشريّةِ ، وانتخبتهُ الطبيعةُ للبقاءِ لكونهِ الأصلحَ ، وإنت تبي تخرّب قاعدته وترجع به ملايين السنواتِ للوراءِ ، إلى عصورِ الطوطمِ والأحجارِ .
الحمدُ للهِ على النعمةِ ، لا وقرد يستمني بيدهِ ، ويُعاقرُ الرذيلة دونَ قيدٍ أو سترٍ ، يا ناس باللهِ عليكم وش هالتفكير الخُرافي ، اللي حتّى عبدةُ الشيطانِ ما فكروا يوصلون له ! ، ولا ويكتب أيضاً في جريدةٍ ، ومسوي نفسه شاعر ! ، يخرب بيت عدوّك وش تتغزّل فيه بشعرك إذا كنت أنتَ تريدُ الهبوطَ إلى بشاعةِ ووضاعةِ القردِ في الهيئةِ والخِلقةِ ؟ .
على فكرةٍ : القرودُ أنواعٌ كثيرةٌ ! ، ما حددتْ وش تبي منها : غوريلا ! شمبانزي ! ، وإن كنتُ أرى أنَّ حدّكَ منها نسناس ويخُب عليك ، أهو قردود صغيّر ، يؤدي الغرض ويفكّ أزمة الشعور البهيميِّ شوي .
سمِعنا عن رغبةِ ذكورٍ في التحوّلِ إلى عالمِ الأنثويّةِ ، وهذا مرضٌ معروفٌ ، وداءٌ يوجدُ– برغمِ بشاعتهِ – ما يُبرّرُ لهُ ، أو العكس ، أن تستفحلَ أنثى وترغبَ أن تصيرَ ذكراً ، أمّا أن ينحدرَ الإنسانُ من بشريّتهِ وفطرةِ اللهِ التي فطرهُ عليها ، ليُصبحَ قرداً يستمني بيدهِ ، فهذا أقسى درجاتِ العفنِ و الجنونِ التي عرفها البشرُ .
مُحاربةُ التديّنِ والفكرِ السلفيِّ عندَ هؤلاءِ المُرتزقةِ – كما هو ظاهرُ كلامِ بن ثابت - يبتدأ من عالمِ البهيميّةِ ، أن تتجرّدَ من نعمةِ اللهِ إيّاكَ أن جعلكَ بشراً سويّاً ، لتتحوّلَ إلى قردٍ ومسخٍ ، تتنقّلُ في الجبالِ وتقفزُ وتُهرّجُ ، وتُطلقُ العِنانَ للشهوةِ والنزوةِ ، ثمَّ تخرجُ على الأمّةِ في جبّةِ الناصحِ الأمينِ ، وأنتَ في نفسكَ أحقرُ من القردِ وأتفهُ من الضبعِ .
ألا يوجدُ في العقلانيّةِ عُقلاءُ يكفّونَ عنّا عفنَ هذه الطائفةِ المهبولةِ ! ، واللهِ فشّلونا عند الأجانب ، يُصرّحونَ لهم بتصريحاتٍ غبيّةٍ وتوقعُنا في حرجٍ أمامَ العالمِ ، حينَ يعتقدونَ أنَّ هذه الفئةَ من الشبابِ الداجِّ يُمثلونَ حفنةً من التنويريينَ .
إذا كانَ هذا الساقطُ عبدُ اللهِ ثابت يتمنّى أن يكونَ قرداً ، فما هيَ أماني غيرهِ من رِفاقهِ ونُدمائهِ ، والقرودُ – دائماً – على أشكالِها تقعُ ؟ .
هذه هيَ النتيجةُ الحتميّةُ لكراهيِّةِ الكُتبِ الصفراءِ ، والفكرِ الأصيلِ الناصعِ ، أن تنتهيَ الشهامةُ والنبالةُ والشرفُ ، ويستعيضَ عنها صاحبُها بالتبعيّةِ والعمالةِ ، ثُمَّ يهبطَ من السموِّ الأخلاقيِّ والرّوحيِّ ، إلى النزوةِ البهيميّةِ والنّكسةِ النفسيّةِ .
حتّى أختصرَ المسافةَ أقولُ :
حُوربتِ القيَمَ والمثُلُ والدياناتُ في بلادِ الإسلامِ ، من قِبلِ الجيوشِ والجحافلِ ، وجثمَ الاستعمارُ على صدرِ الأمّةِ قروناً طويلةً ، وزرعَ عملائهُ وبثّ مفسديهِ ، ولم يقدرْ على أن يفعلَ شيئاً ، وهو يتملكُ الدّنيا بأسرِها ، ومعهُ رِجالٌ من المُستشرقينَ والمُستغربينَ أصحابُ علمٍ و دهاءٍ ومكرٍ وخُبثٍ ، فهل ستقوى حفنةٌ داجّةٌ ، مهزوزةُ الفكرِ ، عديمةُ التأصيلِ ، على المساسِ بقيمهِ وأسسهِ أو النيلِ منهُ ، حتّى لو كانوا من أبناءِ الإسلامِ ويتحدّثونَ باسمهِ ؟ .
لم يقوَ أساطينُ التنويرِ وعباقرةُ البحثِ من روّادِ النهضةِ أن يدفنوا روحَ الأمّةِ ، أو تمسّكها بدينِها ، فهل ستُجدي تخريفاتُ هؤلاءِ السوقةِ والغوغاءِ من دشيرِ وخمامِ العقلانيّةِ المزعومةِ ! .
لا تزالُ هذهِ الفرقةُ تسقطُ واحداً تِلوَ الآخرِ ، ابتداءً من صاحبِ المؤخرةِ الكريمةِ إيّاها الزقرت منصورِ النقيدانِ ، التي فاقتْ مؤخرتهُ شهرةً مُقدّمةَ ابنِ خلدونٍ ، مروراً بالمُترنّحِ أبي نتعةٍ مشاري الذايديِّ ، والمُفتي الجديدِ أبي ركبةٍ خالد الغنّامي ، وانتهاءً بصاحبِنا عبدِ الله ثابت ، والسقوطُ لا يكونُ بتهمٍ نُلفّقها ، أو أكاذيبَ ننشرُها افتراءً عليهم ، بل هو أمرٌ مشهورٌ مبثوثٌ ، فهم أقلُّ من أن يترصّدَ لهم النّاسُ ، ومثالبُهم ومخازيهم فاقتِ الحصرَ والعدَّ .
لقد نعى كِبارُ المثقّفينَ والمفكّرينَ العربِ مشروعَ التنويرِ والحداثةِ في العالمِ العربيِّ ، وأعلنوا هزيمتهم أمامَ الطبقةِ المُحافظةِ ، كما صرّحَ بذلكَ مُحمّد أركونُ – كبيرُهم الذي علمهم السحرَ - ، وصرّحَ بهِ تلميذّهُ البارُّ وميناءهُ الذي ينقلُ بضائعهُ : هاشم صالح ، وغيرُهم كثيرٌ ، فشلوا في تمريرِ مشروعِ النهضةِ والتنويرِ ، وهم من هم في البحثِ والفكرِ والعقليّةِ والمناظرةِ ، فهل ستنجحُ مساعي الـ zoo في إكمالِ المشروعِ النهضويِّ ، وبعثهِ من جدثهِ وضريحهِ ؟ .
إنَّ العقولَ الفارغةَ لبني عمّنا جعلتْ مشاريعهم في النهضةِ لا تتجاوزُ الغناءَ ، والسينما ، والركضَ وراءَ المرأةِ ، والتباهي أمامَ الفلاشاتِ والكاميرا ، وإشباعَ الفراغَ العاطفيَّ الذي عانوهُ في سنواتِ الحِرمانِ – بزعمهم - ، ولهذا تناقلوا في شغفٍ وشراهةٍ أفلامَ الفيديو فيما بينهم ، وارتكنوا إلى الوسائدِ يستمعونَ لأنغامِ أمّ كلثومٍ وفيروز ، ويُشاهدونَ أفلامَ الأبيضِ والأسودِ .
إي واللهِ إنَّ هذا هو ما حصلَ لهم ! .
الحمدُ للهِ أنَّ المِس " اليزابيث روبين " التي أرادوها عوناً صارتْ فرعوناً ، وقلبتْ لهم ظهرَ المجنِّ ، وأخرجتْ خبيئهم ، وأمتعتنا بقصصِهم المُخجلةِ ، وأحاديثِهم المُحزنةِ ، ولْيعلموا أنَّ الأمّةَ الآن أشدُّ نفرواً منهم ، وأكثرَ بعداً عن فكرهم وأشخاصِهم ، بعدَ هذه البوائقِ والبواقعِ ، هذا ما ظهرَ على السطحِ وطفا ، فكيفَ بما خفيَ واستكنَّ ؟ .
ماذا بعدَ حربِهم على السلفيّةِ والوهّابيّةِ ، ومُحاربتِهم لهذهِ البلادِ وحكّامِها ، ووقوعِهم في أعراضِ الصالحينَ من الدعاةِ والمُصلحينَ ، ونيلِهم من المناهجِ والهيئاتِ والمؤسساتِ الخيريّةِ ؟ ، ماذا بعدَ كلِّ هذا ؟ ، إلى أيِّ هاويةٍ يُريدونَ الوصولَ ؟ .
إنَّ النظرَ في سيَرِ هؤلاءِ يبعثُ على الاشمئزازِ والقرفِ ، ويحدونا على الشفقةِ والرحمةِ بهم وبمآلِ أمرِهم ، الآن عرفنا قيمةَ القرءانِ العظيمِ وكُتبِ السنّةِ ، تلكَ التي تُنيرُ القلوبَ وتملأ النفسَ إيماناً وأنساً باللهِ ، نعم لقد عرفَنا حقيقةَ ما كانَ يقولُهُ شيخُ الإسلامِ وغيرهُ : إنَّ في الدّنيا جنّةً من الأنسِ والرّضا والطمأنينةِ ، من لم يدخلْها ونزلَ إلى دركاتِ البهيميّةِ ومصافِّ الحيواناتِ ، لم يدخلْ جنّةَ الآخرةِ .
يا جماعة : واللهِ فاحتْ رائحتُكمُ العفنةُ ، وراجَ خبركم على القاصي والداني ، وأصبحتم هباءً منثوراً ، فعودا من حيثُ بدأتم ، أشرفُ لكم في الدّنيا ، وأتقى لكم عندَ ربّكم ، وأنجى لكم في الآخرةِ .
دمتم بخيرٍ .
أخوكم : فتى .
حدّثتنا المِس الغيداءُ " اليزابيث روبين " وهي أصدقُ عندي وأوثقُ من جميعِ العقلانيينَ ، كما يعلّموننا هم دائماً ويُزعجوننا بهِ ، ويُريدونَ منّا أن نتصوّرَ الأمريكيينَ ، أنّهم عالمٌ ملائكيٌّ من جنانِ الدّنيا فكراً وعلماً وأدباً وسياسةً ، كما صنعَ توماس مور في : " جزيرة الخيالِ " ، وكابييه في : " رحلة إلى إيكاري " ، وغيرَها ، حدّثتنا فنكأت جِراحاً ، وبثّتْ وجداً ، وأبكتْ أعُيناً .
وتمنّيتُ لو استطعتُ بفتوى من أحدِ العقلانيينَ أن أدعوَ على هذهِ الحيّةِ الرقطاءِ – كما زعمَ أحدُهم لاحقاً - لفعلتُ إذن ، إلا أنَّ العقلانيينَ يُحرّمونَ علينا أن ندعوَ على أمريكا وقادِتِها ومفكّريها ، وأنَّ ذلكَ يقودُ للإرهابِ ويدعو على العنفِ ، ويؤسّسُ لخطابٍ إقصائيٍّ ممقوتٍ مع الآخرِ ، فعلى الرحبِ والسعةِ ، وطوعاً لكم سأكفُّ عن الدعاءِ عليها ، حتّى لو فضحتْ أباطيلكُم وأخرجتْ فضائحكم ، ومهما حاولتُم تكذبيها أو تزييفَ ما قالتُهُ ونشرتهُ .
فورَ قراءتي للكلامِ الذي بثّتهُ السنيورةُ الأمّورةُ " اليزابيث روبين " في مجلةِ " النيوزويك " الأمريكيّةِ ، عن المُفكّرِ المهّوي : عبدِ اللهِ ثابتٍ ، والذي تمنّى فيهِ أن يكونَ قرداً خليّاً ، يُمارسُ عادةَ الاستمناءِ وجلدِ عُميرةَ قدّامَ اللهِ وخلقهِ ، قرّرتُ أن أتوجّهَ إلى محلِ بيعِ الخضارِ والفاكهةِ ، لأشتريَ كيلو موز فاخر من واردِ الشربتلي ، وأهديهُ إيّاهُ بهذهِ المناسبةِ السعيدةِ ، وأوصيَ أحدَ محلاّتِ الطباعةِ أن يُجهزَ لي ورقةً كبيرةً فيها دعاءٌ لهُ وتعويذةٌ ، أن الله يجعل لهُ بكل خطوةِ موزة ، وأن يكفيهُ شرَّ العينِ والحسدِ .
وإن كنتُ أستبعدُ أن يقبلَ القردةُ بهِ عضواً في عالمِهم ، فهم ما زالوا على فِطرتهم السويّةِ ، وسلوكِهم الطبيعيِّ المُلائمِ لخلِقتِهم ، ولا أدلَّ على ذلكَ من رجمِهم للقردِ الذي زنى ، والحديثُ والخبرُ في صحيحِ البخاريِّ ، وهو أحدُ الأحاديثِ التي تصفرُّ وتزرقُّ عندَها وجوهُ العقلانيينَ ، وينفروا منها نفوراً شديداً ، ولا حرجَ عليهم في ذلكَ ، فالحديثُ – كما قالَ أحدُ الحفّاظِ الكِبارِ - لا يُحبّهُ إلا فحولُ الرّجالِ ، ويكرههُ وينفرُ عنهُ مخنّثوهم .
ونهايتها مع هذه العيّناتِ الوقحةِ ! .
ما لقيت – يا عبدَ اللهِ ثابت - إلا قرد تتمنّى أن تكونهُ ! ، يا أخي خل عندك طموح وأمل في الحياةِ ، وخل إيمانك ببهيميّتكَ أقوى قليلاً ، وتمنّى أن تكونَ مثلاً زرافةً – على الأقل رزّة شوي - ، فيلاً – راكد وثقيل ويملا العين - ، بقرةَ وحشٍ – عيونها تهبّل وخشتها تاخذ العقل - ، سيّدَ قشطةٍ – ينفع لمشاري الذايدي على فكرة - ، وإذا تضائلتِ الهمّةُ ونقصتِ العدّةُ فلا أقلَّ من أن تتمنّى أن تكونَ قطوةً تقفزُ وتجري من سطل زبالة لآخرَ – كما هو حالُك في كثرةِ تقلبّاتكَ الفكريّةِ حتى صِرتَ سلّةً تجمعُ أرذلَ الأفكارِ - ، أشرف لك من أن تصيرَ قرداً قذراً مُقرفاً ، تعافُ النفسُ منظرَ رؤيتهِ ، وعورتهُ باديةٌ لكلِّ من هبَّ ودبَّ .
قرد !! ، يا أخي وش هالمزاج والمود الغبي ! ، واللهِ إنّك ما تستحي .
يا ليت داروين درى عنّك ، كانَ انتحرَ مباشرةً من هولِ كلامكَ وصدمتهِ بهِ ، لأنّهُ كانَ يرى أنَّ الإنسانَ ترقّى عن عالمِ القردةِ ووصلَ إلى البشريّةِ ، وانتخبتهُ الطبيعةُ للبقاءِ لكونهِ الأصلحَ ، وإنت تبي تخرّب قاعدته وترجع به ملايين السنواتِ للوراءِ ، إلى عصورِ الطوطمِ والأحجارِ .
الحمدُ للهِ على النعمةِ ، لا وقرد يستمني بيدهِ ، ويُعاقرُ الرذيلة دونَ قيدٍ أو سترٍ ، يا ناس باللهِ عليكم وش هالتفكير الخُرافي ، اللي حتّى عبدةُ الشيطانِ ما فكروا يوصلون له ! ، ولا ويكتب أيضاً في جريدةٍ ، ومسوي نفسه شاعر ! ، يخرب بيت عدوّك وش تتغزّل فيه بشعرك إذا كنت أنتَ تريدُ الهبوطَ إلى بشاعةِ ووضاعةِ القردِ في الهيئةِ والخِلقةِ ؟ .
على فكرةٍ : القرودُ أنواعٌ كثيرةٌ ! ، ما حددتْ وش تبي منها : غوريلا ! شمبانزي ! ، وإن كنتُ أرى أنَّ حدّكَ منها نسناس ويخُب عليك ، أهو قردود صغيّر ، يؤدي الغرض ويفكّ أزمة الشعور البهيميِّ شوي .
سمِعنا عن رغبةِ ذكورٍ في التحوّلِ إلى عالمِ الأنثويّةِ ، وهذا مرضٌ معروفٌ ، وداءٌ يوجدُ– برغمِ بشاعتهِ – ما يُبرّرُ لهُ ، أو العكس ، أن تستفحلَ أنثى وترغبَ أن تصيرَ ذكراً ، أمّا أن ينحدرَ الإنسانُ من بشريّتهِ وفطرةِ اللهِ التي فطرهُ عليها ، ليُصبحَ قرداً يستمني بيدهِ ، فهذا أقسى درجاتِ العفنِ و الجنونِ التي عرفها البشرُ .
مُحاربةُ التديّنِ والفكرِ السلفيِّ عندَ هؤلاءِ المُرتزقةِ – كما هو ظاهرُ كلامِ بن ثابت - يبتدأ من عالمِ البهيميّةِ ، أن تتجرّدَ من نعمةِ اللهِ إيّاكَ أن جعلكَ بشراً سويّاً ، لتتحوّلَ إلى قردٍ ومسخٍ ، تتنقّلُ في الجبالِ وتقفزُ وتُهرّجُ ، وتُطلقُ العِنانَ للشهوةِ والنزوةِ ، ثمَّ تخرجُ على الأمّةِ في جبّةِ الناصحِ الأمينِ ، وأنتَ في نفسكَ أحقرُ من القردِ وأتفهُ من الضبعِ .
ألا يوجدُ في العقلانيّةِ عُقلاءُ يكفّونَ عنّا عفنَ هذه الطائفةِ المهبولةِ ! ، واللهِ فشّلونا عند الأجانب ، يُصرّحونَ لهم بتصريحاتٍ غبيّةٍ وتوقعُنا في حرجٍ أمامَ العالمِ ، حينَ يعتقدونَ أنَّ هذه الفئةَ من الشبابِ الداجِّ يُمثلونَ حفنةً من التنويريينَ .
إذا كانَ هذا الساقطُ عبدُ اللهِ ثابت يتمنّى أن يكونَ قرداً ، فما هيَ أماني غيرهِ من رِفاقهِ ونُدمائهِ ، والقرودُ – دائماً – على أشكالِها تقعُ ؟ .
هذه هيَ النتيجةُ الحتميّةُ لكراهيِّةِ الكُتبِ الصفراءِ ، والفكرِ الأصيلِ الناصعِ ، أن تنتهيَ الشهامةُ والنبالةُ والشرفُ ، ويستعيضَ عنها صاحبُها بالتبعيّةِ والعمالةِ ، ثُمَّ يهبطَ من السموِّ الأخلاقيِّ والرّوحيِّ ، إلى النزوةِ البهيميّةِ والنّكسةِ النفسيّةِ .
حتّى أختصرَ المسافةَ أقولُ :
حُوربتِ القيَمَ والمثُلُ والدياناتُ في بلادِ الإسلامِ ، من قِبلِ الجيوشِ والجحافلِ ، وجثمَ الاستعمارُ على صدرِ الأمّةِ قروناً طويلةً ، وزرعَ عملائهُ وبثّ مفسديهِ ، ولم يقدرْ على أن يفعلَ شيئاً ، وهو يتملكُ الدّنيا بأسرِها ، ومعهُ رِجالٌ من المُستشرقينَ والمُستغربينَ أصحابُ علمٍ و دهاءٍ ومكرٍ وخُبثٍ ، فهل ستقوى حفنةٌ داجّةٌ ، مهزوزةُ الفكرِ ، عديمةُ التأصيلِ ، على المساسِ بقيمهِ وأسسهِ أو النيلِ منهُ ، حتّى لو كانوا من أبناءِ الإسلامِ ويتحدّثونَ باسمهِ ؟ .
لم يقوَ أساطينُ التنويرِ وعباقرةُ البحثِ من روّادِ النهضةِ أن يدفنوا روحَ الأمّةِ ، أو تمسّكها بدينِها ، فهل ستُجدي تخريفاتُ هؤلاءِ السوقةِ والغوغاءِ من دشيرِ وخمامِ العقلانيّةِ المزعومةِ ! .
لا تزالُ هذهِ الفرقةُ تسقطُ واحداً تِلوَ الآخرِ ، ابتداءً من صاحبِ المؤخرةِ الكريمةِ إيّاها الزقرت منصورِ النقيدانِ ، التي فاقتْ مؤخرتهُ شهرةً مُقدّمةَ ابنِ خلدونٍ ، مروراً بالمُترنّحِ أبي نتعةٍ مشاري الذايديِّ ، والمُفتي الجديدِ أبي ركبةٍ خالد الغنّامي ، وانتهاءً بصاحبِنا عبدِ الله ثابت ، والسقوطُ لا يكونُ بتهمٍ نُلفّقها ، أو أكاذيبَ ننشرُها افتراءً عليهم ، بل هو أمرٌ مشهورٌ مبثوثٌ ، فهم أقلُّ من أن يترصّدَ لهم النّاسُ ، ومثالبُهم ومخازيهم فاقتِ الحصرَ والعدَّ .
لقد نعى كِبارُ المثقّفينَ والمفكّرينَ العربِ مشروعَ التنويرِ والحداثةِ في العالمِ العربيِّ ، وأعلنوا هزيمتهم أمامَ الطبقةِ المُحافظةِ ، كما صرّحَ بذلكَ مُحمّد أركونُ – كبيرُهم الذي علمهم السحرَ - ، وصرّحَ بهِ تلميذّهُ البارُّ وميناءهُ الذي ينقلُ بضائعهُ : هاشم صالح ، وغيرُهم كثيرٌ ، فشلوا في تمريرِ مشروعِ النهضةِ والتنويرِ ، وهم من هم في البحثِ والفكرِ والعقليّةِ والمناظرةِ ، فهل ستنجحُ مساعي الـ zoo في إكمالِ المشروعِ النهضويِّ ، وبعثهِ من جدثهِ وضريحهِ ؟ .
إنَّ العقولَ الفارغةَ لبني عمّنا جعلتْ مشاريعهم في النهضةِ لا تتجاوزُ الغناءَ ، والسينما ، والركضَ وراءَ المرأةِ ، والتباهي أمامَ الفلاشاتِ والكاميرا ، وإشباعَ الفراغَ العاطفيَّ الذي عانوهُ في سنواتِ الحِرمانِ – بزعمهم - ، ولهذا تناقلوا في شغفٍ وشراهةٍ أفلامَ الفيديو فيما بينهم ، وارتكنوا إلى الوسائدِ يستمعونَ لأنغامِ أمّ كلثومٍ وفيروز ، ويُشاهدونَ أفلامَ الأبيضِ والأسودِ .
إي واللهِ إنَّ هذا هو ما حصلَ لهم ! .
الحمدُ للهِ أنَّ المِس " اليزابيث روبين " التي أرادوها عوناً صارتْ فرعوناً ، وقلبتْ لهم ظهرَ المجنِّ ، وأخرجتْ خبيئهم ، وأمتعتنا بقصصِهم المُخجلةِ ، وأحاديثِهم المُحزنةِ ، ولْيعلموا أنَّ الأمّةَ الآن أشدُّ نفرواً منهم ، وأكثرَ بعداً عن فكرهم وأشخاصِهم ، بعدَ هذه البوائقِ والبواقعِ ، هذا ما ظهرَ على السطحِ وطفا ، فكيفَ بما خفيَ واستكنَّ ؟ .
ماذا بعدَ حربِهم على السلفيّةِ والوهّابيّةِ ، ومُحاربتِهم لهذهِ البلادِ وحكّامِها ، ووقوعِهم في أعراضِ الصالحينَ من الدعاةِ والمُصلحينَ ، ونيلِهم من المناهجِ والهيئاتِ والمؤسساتِ الخيريّةِ ؟ ، ماذا بعدَ كلِّ هذا ؟ ، إلى أيِّ هاويةٍ يُريدونَ الوصولَ ؟ .
إنَّ النظرَ في سيَرِ هؤلاءِ يبعثُ على الاشمئزازِ والقرفِ ، ويحدونا على الشفقةِ والرحمةِ بهم وبمآلِ أمرِهم ، الآن عرفنا قيمةَ القرءانِ العظيمِ وكُتبِ السنّةِ ، تلكَ التي تُنيرُ القلوبَ وتملأ النفسَ إيماناً وأنساً باللهِ ، نعم لقد عرفَنا حقيقةَ ما كانَ يقولُهُ شيخُ الإسلامِ وغيرهُ : إنَّ في الدّنيا جنّةً من الأنسِ والرّضا والطمأنينةِ ، من لم يدخلْها ونزلَ إلى دركاتِ البهيميّةِ ومصافِّ الحيواناتِ ، لم يدخلْ جنّةَ الآخرةِ .
يا جماعة : واللهِ فاحتْ رائحتُكمُ العفنةُ ، وراجَ خبركم على القاصي والداني ، وأصبحتم هباءً منثوراً ، فعودا من حيثُ بدأتم ، أشرفُ لكم في الدّنيا ، وأتقى لكم عندَ ربّكم ، وأنجى لكم في الآخرةِ .
دمتم بخيرٍ .
أخوكم : فتى .